Arabpsynet | ||
|
||
"بعد النهاية السعيدة ينتهي الفيلم" هايكو إيرنست ترجمة
د.
سامر جميل رضوان |
||
|
||
q
النص الكامل
/
Full text / Texte entier |
||
في
علاقات حبنا غالباً ما ننفذ بصورة لا شعورية سيناريو، كان قد كتب في طفولتنا. إن
ما عشناه في علاقتنا مع والدينا أو عانينا منه، يؤثر بشكل قطعي على تفضيلاتنا:
فنحن نبحث عن الشركاء بأمل كامن أن يساعدونا، على تمثل ومواجهة جراح و خسائر و
عقد طفولتنا المحفورة. وقد قامت المعالجة الزواجية مارتسيا ميلمان
Marcia
Millman في كتابها الصادر
حديثاً بعنوان "القصص السبعة للحب" بوصف الأنماط والنماذج الغالبة من
الحب، وبصورة خاصة من المنظور الأنثوي؟. وتنعكس خبراتها العلاجية من خلال حبكات
القصص المشهورة والمسرحيات والأفلام المنتشرة: فنحن جميعنا نمثل في أمور الحب
واحداً أو أكثر من الأنماط البدئية
Archetype السبعة المحكية. ومن
المهم أن نتمكن من سبر أو استكشاف هذا النمط من أجل أن نتمكن من إدارة الإخراج.
وعلى الرغم من أنه لا يمكننا التخلص أو الهرب من صدمات وعقد الطفولة المبكرة،
إلا أننا نستطيع إدراك لماذا ننزلق دائماً بهذه الأدوار (وكيف كان على بطلة قصة
"لولا تجري" أن تمر بمحاولات عدة قبل أن تجد "الحل "
الصحيح). فعندما نتعرف على حبكة حبنا يمكننا عندئذ التأثير عليها وتوجيهها نحو
النهاية السعيدة. حب
الهاربين من العش: فيلم "الرقص الملوثDirty Dancing
" تدور
قصة الحب الأول حول الانفصال عن الوالدين. وغالباً ما يتم تصعيب الخطوة نحو الاستقلالية
من خلال مشاعر الذنب، التي تكون أكثر إرهاقاً كلما رفض الوالدان
"بالسماح" بالانفصال الجسدي أو كلما عانيا بصورة استعراضية من عدم
كونهما لم يعودا مركز حياة طفلهم. و الشريك الذي يحظى بالحب الأول يحتل هنا
وظيفة موضوع العبور أو موضوع الانتقال: إننا نختاره وفقاً للمدى الذي يستطيع فيه
تسهيل العبور علينا. وغالباً ما يتم البحث عنه من محيط اجتماعي مختلف كلية، لأنه
عليه أن يدعم التمرد ضد مطالب و منظومة قيم الأسرة، إلا أنه في بعض الأحيان يكون
مشابها لها قدر الإمكان من أجل أن
يبث الطمأنينة لها. و اليافعون الذين هم على عتبة الاستقلالية يكونون معجبين
بأفلام على نحو " الرقص الملوثDirty Dancing
" أو "التيتانك
Titanic "، اللذان يتعرضان لهذا الانفصال (البنت ذات المنشأ الأسري
الرفيع تحب الشاب المتنمرد من الطبقة الدنيا، والوالدان ضد هذا الحب). الحب
كبرنامج تربية –فيلم –"سيدتي الجميلة
My Fair
Lady" هذه
الحبكة هي الحبكة النموذجية للبنات الشابات في بحثهن عن بديل للوالدين، يستطيع تعليمهن
المعرفة العالمية، التي لم تحظى بها في منزل والديها. ويكون الحبيب في الوقت
نفسه معلماً أو مشرفاً أو مرشداً، يساعد فتاة شابة على اكتشاف مواهبها و تفتح
طاقاتها. ومن أجل أن تستمر هذه القصة بوظيفتها إلى الأبد لا يجوز للمرشد أن
يستغل "إليزا
Eliza"
كمرآة لتفوقه و ألمعيته فحسب وإنما عليه أن يتيح لها إمكانية النمو اللاحقة،
التي ترفعها لتصبح هي نفسها في مستواه. كما أنه على إليزا أن تمتلك أسباباً أخرى
لحبها غير لهفتها للتعلم. وإلا سوف تبحث عن مرشد أو معلم آخر بعد فترة زمنية
معينة من "التعلم". ومن
القصص النموذجية مع هذه الحبكة المقطع بعنوان
Pygmalion لجورج بيرنارد شو
George Bernard Shaw (ونسخته
الموسيقية "سيدتي الجميلة") الحب
كاستحواذ –الجاذبية المميتة
Fatal Attraction هذا
السيناريو من الحب هو تمويه
camouflage لتفريغ الغضب الشديد –الغضب على الوالدين أو أحداهما، الذي شعر
الطفل بأنه قد خانه أو تركه أو سيطر عليه بصورة متطرفة عندما كان صغيراً. ويتم
تكرار سيناريو السيطرة أو الترك في العلاقة في سن الرشد، وذلك بأن يتحول المصدوم
نفسه إلى مسيطر متطرف أو يتمسك بالشريك بشدة من أجل منعه من أن يتخلى عنه مهما
كان الثمن. وتتعرض الهوية الخاصة التي ما تزال غير راسخة بعد مع استمرار الحب
للخطر. فإذا ما أعرض الشريك (أو حتى أشار إلى إمكانية الانفصال)، يسبب هذا
استجابة يائسة- بدءاً من المراقبة حتى العدوانية أو الاكتئاب. وليست المشكلة في
الحب الكبير كما يبدو الأمر للوهلة الأولى وإنما في الغضب الكبير المكبوت الذي
يريد المعنيون الهروب منه أو تجنبه. وقد عبر غلين كلوز و ميشائيل دوغلاس عن هذا
السيناريو في فيلم الجاذبية المميتة بصورة رائعة. ولا
يمكن للحب الاستحواذي أن يتحول إلى علاقة حب "طبيعية" إلا إذا استطاع
المعني شفاء مشاعر القيمة الذاتية المجروحة لديه. الحب
كإنقاذ –
Aschenputtel يتم
تنويع أكثر السيناريوهات رومانسية في عدد كبير من الأساطير و الروايات والأفلام:
فتاة عادية في البداية، وغالباً من ظروف "متواضعة جداً" أو تشوبها
"عيوب" أخرى (في نساء جميلات
Pretty Woman كانت جوليا
روبيرتز مومساً)، لا يتم في البداية تقديرها من قبل "الأمير" أو يتم
التقليل من قيمتها من قبله، ولكن بعد ذلك يعترف بها بقيمتها الحقيقية و يتم
تحريرها من خلال حب الرجل. وتحاول المرأة انتزاع حب الرجل "الأعلى مرتبة
منها"، غير المهتم بها بداية، من أجل أن تبرهن له قيمتها الحقيقية. وهكذا تستحضر
صراعها مع أب بارد وصاد و ولا مبال
من جديد، إلا أنها تحاول الحفاظ على كرامتها وإقناع شريكها بنوعيتها.
وهنا ترغب في اكتساب الحنان و الاهتمام، الذي تخمن وجوده خلف المظهر الخارجي
البارد للشريك. من الممكن أن تحصل النهاية السعيدة الساحرة، إذا اكتشف الرجل
القيم الداخلية للمرأة وصرح من ناحيته عن مشاعره و تغلق هي الباب على مقاومتها
الخارجية. الحب
كتضحية -كازابلانكا
Casablanca في
الصراع التقليدي بين الواجب و الرغبة يتمثل النمط الأساسي من التضحية بالحب: حيث
يلتقي شخص ما يكون في "أمان" (غالباً متزوج وله أطفال) بحبه الكبير،
إلا أنه يتخلى عنه من أجل ألا يؤذي أحد (كما هو الحال في الجسر على النهر لميريل
ستريب) أو من أجل مثل وأهداف أعلى (مثل كازابلانكا لإنغريدبيرغمان). إلا أنه
غالباً ما يختفي خلف التخلي عن المثل النبيلة التي في الواجهة الخوف من أن
تفترسه مشاعر الذنب وعدم التمكن من التمتع بالحب الكبير. فالخوف من أن يستنكر
الأقارب أو "المجتمع" الأمر، مبرمج في مشاعر الذنب في الطفولة. وكذلك يجبر
الخوف البارز جداً من عدم الأمن أو عدم الاستقرار (من الناحية المادية و
الاجتماعية) ومن فقدان كل شيء، تم بناؤه حتى الآن على التراجع. وأخيراً يتم حسم
الصراع لصالح التخلي، لأن المعنيين يخشون من أن ينزلق ولعهما ببعضيهما خارج
سيطرتهما و أن تتجاوز المخاطر المكاسب. وهكذا لا يبقى مع الزمن إلا الرومانسية
الحلوة المرة. الحب
كإنقاذ – الجميلة والوحش يتمثل
النمط الأساسي لهذا السيناريو: تختار المرأة الحابة رجلاً مجروحاً روحياً أو
شخصاً انزلق بطريقة ما إلى الهامش، من أجل إنقاذه ثانية و إعادته إلى ما كان
عليه في السابق. وتريد بالصبر والتضحية أن تقدم الدليل أنه يكمن خلف المظهر
الخارجي "أمير"، ذي قيمة جدير بالحب والإنقاذ. ولا يقتصر مثل هذا
النوع من الحبكات على ظاهرة النساء "المتعلقات بالكوكائين"اللواتي
يخترن بشكل غير مفهوم من العالم
الخارجي، مريض الكحول أو مرتكب العنف أو الجانح. بل أنها تشمل كذلك علاقات حب
برجال الذين "يستحقون" هذا الاهتمام و ويردون (يستجيبون) هذا
الاهتمام. ويعبر فيلم الجميلة والوحش عن هذه العلاقة و كذلك فيلم "لولا
تجري" الذي تجري فيه البطلة
بين حبيبها المجروح ووالدها المحتضر. ويكمن الدافع بالنسبة لهذا الشكل من الحب
في الفقدان الذي عانى منه الشخص في وقت مبكر للأب كحام –سواء بالموت أم بالطلاق:
ويتوقع لاشعورياً من المعشوق أن يمارس دور الحامي و من جهته أن ينقذ منقذته من
الوحدة. الحب
كتشجع على الحياة – أرق في سياتل في
هذا النوع من السيناريوهات على البطل أو البطلة أن يتغلبا على الخوف من الحميمية
والقرب. وهذا يعني توديع وهم، البقاء يافعاً للأبد والتمكن من صد كل ارتباط.
يتحرك الناس لفترة طويلة في هذا النمط من الحب لفترة طويلة دون اتخاذ قرار
وببطء. ولايبدو لهم أي شريك جيد كفاية ويستطيع الصمود أمام عينيه مفرطتا
الانتقاد. وغالباً ما يكونوا ساخرون رومانسيون كما وصفهم ألكسندر بوشكين
Alexander
Puschkin في
Eugen Onegin: فخلف التباعد البارد يختفي كره الذات. وأحياناً يصبحون مجروحين
أو خائبين و ينسحبون بمرارة (على نحو أبطال الفيلم الكلاسيكي "قصة للتذكر
An
affair to Remember
، و المنشورات المختلفة وبشكل خاص أرق في سياتل). وغالباً ما يحتاج الأمر إلى
حدث حاسم موقظ يوضح لهم كيف أن الوقت يمضي وأن هذه ربما هي الفرصة الأخيرة
المعروضة للسعادة، التي ينبغي استغلالها: إما الآن أو أبداً!. ومن أجل التمكن من
التغلب على وهم الشباب الدائم أو المرارة المتجذرة بعمق يحتاج الأمر للشجاعة
والاستعداد للمغامرة- و والاستعداد تقبل الفناء. |
||
سعيا وراء ترجمة
جميع صفحات الشبكة إلى الإنجليزية و الفرنسية نأمل من الزملاء الناطقين
بالإنجليزية و الفرنسية المساهمة في ترجمة هذا البحث و إرساله إلى أحد إصدارات
الموقــع : الإصــدار الإنجليــزي
– الإصــدار الفرنســي |
||
|
||
Document Code VP.0024 |
SamerSeventhSenarioOfLove |
ترميز المستند VP.0024 |
Copyright
©2003 WebPsySoft Arab Company
www.arabpsynet.com (All Rights Reserved)