Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الأمـراض السيكوسوماتيــة

 د. محمود السيد أبو النيل

تقديم د. مصطفى زيور

مكتبة الخانجي بالقاهرة - مصر

 

q       فهــرس الموضوعــات / Contents / Sommaire

 
تصدير
مقدمة الطبعة الأولى
(1) علاقة الاضطرابات السيكوماتية بالتوافق المهني في الصناعة
(2) العلاقة بين الاضطرابات السيكوسوماتية في الصناعة
(3) العوامل النفسية في أمراض الجهاز التنفسي
(4) العوامل النفسية المرتبطة بالأمراض الجلدية
(5) علاقة ظروف العمل بالاضطرابات السيكوسوماتية
(6) العوامل الانفعالية والسيكوسوماتية المتعلقة بالتوافق المهني
(7) العلاقة بين المستوى الاجتماعي الاقتصادي للطالب الجامعي
(8) العوامل النفسية في أمراض الصداع النصفي

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

§         تصدير  للأستاذ الدكتور مصطفى زيور

    يسعدني أن أقدم للقارئ العربي وخاصة المهتمين بالبحوث النفسية كتاب زميلي الأستاذ الدكتور محمود السيد أبو النيل في "الأمراض السيكوسوماتية" وهو عن علاقة الأمراض السيكوسوماتية بالتوافق المهني في الصناعة، ذلك أن هذا الكتاب يعالج مشكلة لم يتصد لها- فيما أعلم- أي مؤلف عربي من قبل. ثم إن هذا الكتاب يقتضي معرفة عميقة بطبيعة ميداني علم النفس أعني ميدان علم نفس الأعماق أي التحليل النفسي، وميدان علم النفس التجريبي الذي يشمل القياس النفسي والتجريب. وبطبيعة الحال يقتضي الانشغال بمثل هذا المبحث الذي تصدى له الأستاذ الدكتور محمود السيد أبو النيل معرفة بأسلوبي البحث في كلا الميدانين، وهذا هو ما يميز مدرسة علم النفس بجامعة عين شمس. وينفرد هذا الكتاب ببحث علاقة قضية خاصة من قضايا علم نفس الأعماق أعني مشكلة الاضطرابات السيكوسوماتية وعلاقتها بالتوافق المهني في الصناعة وهو موضوع ينبثق من الميدانين معا.

   وهكذا يتبين صدق فلسفة مدرسة علم النفس بجامعة عين شمس من حيث العلاقة الحميمة بين أسلوبي البحث السابق ذكرهما، ولست أعرف كيف كان يستطع مؤلف هذا الكتاب أن يبحث موضوع كتابه إذا كان عاطلا عن معرفة عميقة بأحد ميداني علم النفس. فالعلاقة بين هذين الميدانين لا تقوم على التعسف أو التلفيق، بل أن المجهلة في أحدهما يضيق منها أفق العلم بالنفس فتنقلب الحقيقة وهما.

    وسبق لأساتذة مدرسة عين شمس في علم النفس أن نشروا بحوثا نموذجية في تعانق الأسلوبين وأخص بالذكر الأساتذة  د. فرج أحمد، ود. فرج طه.

    ومن المسائل الهامة في فلسفة مدرسة علم النفس بجامعة عين شمس أن الأخصائيين النفسيين من خريجي هذه المدرسة بوسعهم أن يتناولوا مشاكل تعتبر في نهاية الأمر من اختصاص الطبيب فقرحة المعدة مثلا (وهي مما يدخل الآن في نطاق الأمراض السيكوسوماتية) وهي إصابة في عضو المعدة يقوم الطيب بتشخيصها وهو الذي يعرف بالإضافة إلى ذلك بأثولوجيتها، و رغمها فإن البحث المنشور في هذا الكتاب يقوم دليلا على أن صاحبه وهو أستاذ في مدرسة علم النفس سابقة الذكر استطاع كنتيجة لسالف إعداده العلمي المنبثق من فلسفة بعينها أن يدرس العلاقة بين الأمراض السيكوسوماتية وبين التوافق المهني في الصناعة كما سيجيء تفصيل ذلك كله في هذا الكتاب.

ولكي يدرك القارئ أهمية هذا البحث تنبغي الإشارة إلى أن الأمراض السيكوسوماتية لا تدرس بوصفها كذلك في مقررات كليات الطب في مصر، وبالتالي فإن الهيئات الطبية المصرية بالمؤسسات على سبيل المثال بوسعها أن تشخص أمراض ارتفاع ضغط الدم الجوهري وقرحات المعدة و الاثني عشر بوصفها أمراضا بدنية على حين أن التقدم الطبي في الولايات المتحدة ومعظم بلاد أوربا الغربية يعتبرها أمراضا سيكوسوماتية في الوقت الذي يقف منها جمهرة من أطبائنا موقفا مختلفا من حيث علم السببية ومن حيث العلاج، و لا يخفي على القارئ فداحة الخسائر المادية والمعنوية الناجمة من جراء هذا الموقف في مصر.

وقد فطن الأستاذ الدكتور محمود السيد أبو النيل عندما كان يعمل مستشارا نفسيا ببعض المؤسسات الصناعية إلى جسامة هذه الخسائر فقام ببحثه الدقيق المنشور في هذا الكتاب مستندا كما سبق القول إلى علم نفس الأعماق من ناحية وعلم النفس التجريبي (القياس النفسي) من ناحية أخرى.

ولكي يتضح للقارئ الأهمية القصوى لهذا البحث الرائد، لابد لي أن أوضح باختصار طبيعة الأمراض السيكوسوماتية.

يشير مصطلح سيكوسوماتي إلى وجود سببية سيكلوجية وراء أعراض بدنية على أن هذه السببية التي نبهنا إليها كانون في كتابيه الشهيرين: "التغيرات الجسمية في الألم، الجوع، الخوف، الغضب " و " حكمة الجسم " يختلف مسار نتائج الانفعالات فيها عن مصيرها فيما يطلق عليه في الطب النفسي هيستيريا التحول إذ ينشأ التحول في الهيستريا عن صراع انفعالي يقع قطباه تحت وطأة الكبت، وبناء على طواعية جسمية يتحول الصراع النفسي فيها إلى عرض بدني هو في صميمه تعبير رمزي للتسوية بين الرغبة والدفاع، على حين أننا نجد الأمر في الأعراض السيكوسوماتية جد مختلف فارتفاع ضغط الدم الجوهري على سبيل المثال في حالة الغضب الشديد ليس تعبيرا رمزيا للغضب وإنما هو وضح من تجارب كانون، جزء لا يتجزأ من حال انفعال الغضب نفسه وذلك من جراء ميكانيزمات جسمية تتم في الجهاز العصبي اللاإرادي وقد لخص كيف الأمر عندما رأى أن أي إثارة خطيرة من الخارج أو من الداخل تؤدي إلى انفعال شديد تتبعه استجابات تعويضية لمواجهة الإثارة الخطيرة. وتتلخص هذه الاستجابات التعويضية في أن الجهاز العصبي اللاإرادي يستنفر الأعضاء الحشوية لاتخاذ ما ينبغي لمواجهة الموقف الخطير، كأن يستنفر زيادة مقدار الجليكوجين والادرنين في الدم وبزيادة نسبة تخثر الدم وارتفاع ضغط وغير ذلك من الاستجابات الحشوية بحيث يصبح الكائن الحيوي مهيأ لمواجهة الموقف بالنضال أو الهرب. فإذا كان الفرد واقعا تحت حالة عصابية من الغضب المكتوم فإننا نتوقع آنذاك أن تزداد هذه الاستجابات الحشوية ومن بينها ارتفاع ضغط الدم الجوهري.

   ومن الواضح أن الأمر في هذه الحالة لا يمكن شفاؤه شفاء حاسما بتعاطي مهبطات ضغط الدم إذا كانت الحالة العصابية المثيرة لانفعال الغضب أمرا مزمنا لابد أن ينتهي إلى فساد في خلايا بعض الأعضاء الحشوية كالقلب والكلى وغيرهما فضلا عن إهدار الطاقة الحيوية.

فإذا انتقلنا لقطاع معين من الأفراد مثل عمال المصانع وقائدي المركبات ممن يعانون من هذه الاضطرابات السيكوسوماتية لتبينت لنا فداحة الخسائر في المال والعائد الاقتصادي فضلا عن السلامة البدنية للعمال أنفسهم.

    إن هذا الكتاب الذي يفصل فيه الأستاذ الدكتور محمود السيد أبو النيل القول عن بحثه في موضوع علاقة الاضطرابات السيكوسوماتية بالتوافق المهني في الصناعة يعتبر فيما أرى كسبا عظيما في ميدان التنمية في مجتمعنا وهو شغلنا الشاغل في الحقبة التي نمر بها.

 الرجوع إلى الفهرس

§         مقدمة الطبعة الأولى

   هذا هو أول كتاب يظهر بالعربية عن الأمراض السيكوسوماتية ، وبظهوره يكون قد أعيد للعلماء العرب كالرازي وابن سينا مكانتهم البارزة في وضع اللبنات الأولى للنظرية السيكوسوماتية، والذي اعترف بإسهاماتهم فيها علماء الغرب من أمثال ستافورد كلارك والذي ذكر في كتابه " الطب العقلي اليوم" الكثير من حالات الأمراض القلبية وغيرها والتي عالجها ابن سينا علاجا نفسيا. ونشير منذ البداية أن الرأي في هذا الكتاب هو لعلم النفس ونعني بذلك استخدام الأساليب السيكومترية للكشف عن العوامل النفسية في تلك الأمراض والتي شخصت من قبل المتخصصين من الأطباء ويحضرني في هذا المقام فضل أستاذي الدكتور لويس كامل في تعليمي القياس النفسي .

    ويمثل هذا الكتاب عددا من الأبحاث التي قام بها المؤلف وعلى رأسها الرسالة التي نال بها درجة الدكتوراه عام 1972 تحت إشراف الأستاذ الدكتور السيد محمد خيري أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة عين شمس حينئذ ثم واصل المؤلف بعد ذلك إجراء المزيد من الدراسات التي تدور حول نفس موضوع الأمراض السيكوسوماتية، والدراسات التي يشملها الكتاب هي:

(1) علاقة الاضطرابات السيكوماتية بالتوافق المهني في الصناعة، وهذه الدراسة هي نفسها موضوع رسالة الدكتوراه ؛(2) العلاقة بين الاضطرابات السيكوسوماتية في الصناعة، والصفحة النفسية للذكاء، (3) العوامل النفسية في أمراض الجهاز التنفسي ، دراسة عن العلاقة بين الربو الشعبي والتوافق في العمل لدى جماعة صغيرة من العمال الصناعيين؛ (4) العوامل النفسية المرتبطة بالأمراض الجلدية وجوانبها الإرشادية والتربوية؛ (5) علاقة ظروف العمل بالاضطرابات السيكوسوماتية في ضوء الاستجابة على اختبار كورنل؛ (6) العوامل الانفعالية والسيكوسوماتية المتعلقة بالتوافق المهني للعمال غير المنتجين في الصناعة؛ (7) العلاقة بين المستوى الاجتماعي الاقتصادي للطالب الجامعي والنواحي الانفعالية والسيكوسوماتية؛ (8) العوامل النفسية في أمراض الصداع النصفي. وهذه الدراسات ابتداء من الثانية حتى الدراسة الثامنة منشورة في حوليات كلية الآداب جامعة عين شمس، والمجلة الاجتماعية القومية، ومجلة التربية في قطر، ومجلة جامعة الإمارات العربية المتحدة. ولقد تم إعادة كتابة هذه الدراسات وصياغتها مرة أخرى. ولقد كان الطابع العام للعوامل النفسية الذي استهدف في هذه الأمراض يعتمد على استخدام الأساليب السيكلوجية المباشرة كاختبارات الذكاء والقدرات العقلية الخاصة، والاستبيانات التي تقيس الشخصية والروح المعنوية، وكذلك الأساليب السوسيومترية التي تهتم بالكشف عن مكانة الأفراد، وذلك لندرة استخدام مثل هذه الأساليب المباشرة في الدراسات والبحوث السابقة من جهة، ولموضوعيتها من جهة أخرى.

    ونظرا لأهمية العمليات النفسية اللاشعورية فإننا نأمل أن نقدم للقارئ العربي فيما بعد بحوثا استخدمت فيها الأساليب الإسقاطية كاختبار تفهم الموضوع وبقع الحبر لرورشاخ والمقابلة للكشف عن علاقة الجوانب المسقطة في الشخصية بهذه الأمراض في بيئات عربية.

    وأخيرا نقدم هذا الكتاب للباحث والمعالج والطالب في مجال علم النفس والطب، وفي مجال علم الاجتماع والتربية، وللقارئ العادي أيضا إيمانا منا بالقول المأثور " في المعرفة الشفاء " راجين أن نكون بهذا العمل المتواضع قد أسهمنا من قريب أو بعيد به في سد فراغ قد يكون بالمكتبة العربية

                          والله ولي التوفيق.

الرجوع إلى الفهرس

 

Document Code PB.0002

http://www.arabpsynet.com/Books/AbouNil.Bx 

ترميز المستند   PB.0002

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)