Arabpsynet | |||
|
|||
فنــون التحليـل النفســي و ممارستــه تأليف رالف ر. غربنسون ترجمة : د. ميخائيل أسعد – د. عبد
الرزاق جعفر دار الآفاق الجديدة - بيروت |
|
||
|
|||
q
فهــرس
الموضوعــات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
§
مقدمة المترجم
§
مدخل الفصل الأول
لمحة عن المفاهيم الأساسية للعلاج
النفسي 1-1 التطور التاريخي
للعلاج النفسي
1-11 التغيرات
الحاصلة في الأساليب الفنية
1-12 التغيرات الطارئة على نظرية
العمل العلاجي 1-2 الفن
العملي: مدلولاته النظرية الأساسية
1-21 العلاقة بين النظرية والممارسة 1-22 النظرية التحليلية النفسية
للعصاب 1-23 ما وراء علم نفس التحليل
النفسي 1-24 نظرية التقنية التحليلية 1-3 مركبات
فن التحليل النفسي التقليدي 1-31 إنتاج المواد الأولية 1-311 التداعي الحر / 1-312 استجابات التحويل 1-32 تحليل المواد الأولية 1-33 حلف العمل 1-34 الأساليب والعمليات العلاجية
غير التحليلية 1-4 توجيهات وتوجيهات مضادة في
العلاج التحليلي النفسي: لمحة تمهيدية الفصل
الثاني المقاومة 2-1 تعريف العمل 2-2
مظاهر
المقاومة العيادية 2-21 المريض صامت 2-22 المريض الذي لا يشعر برغبة
في الكلام 2-23 المؤشرات التي تدل على وجود
مقاومة 2-24 وضعية المريض 2-25 الثبات في الزمان 2-26 التفاهات والأحداث الخارجية 2-27 تجنب بعض الموضوعات 2-28 الصرامة 2-29 لغة التفادي 2-210 التأخر- الجلسات التي تفوت
المريض- نسيان دفع الحساب
2-3 لمحة تاريخية خاطفة 2-4 نظرية المقاومة 2-41 المقاومة والدفاع 2-42 المقاومة والنكوص 2-5 تصنيف المقاومات 2-51
منابع المقاومة 2-52
نقاط التثبيت 2-53
أنماط الدفاع 2-54
وصف الأمراض 2-55
تصنيف عملي 2-6 فن
تحليل المقاومات 2-61
اعتبارات مبدئية 2-2-611
حركية الموقف التحليلي 2-62
معرفة المقاومة 2-63
المواجهة: الكشف عن المقاومة 2-64
توضيح المقاومة 2-65
تأويل المقاومة 2-651
تأويل الدافع للمقاومة 2-66
المقاومات في الجلسات الأولى 2-661
مقاومة المقاومة 2-67
الزلات الفنية 2-7 القواعد
الفنية المتعلقة بالمقاومة 2-71
تحليل المقاومة قبل المضمون والأنا قبل الهو والبدء بالسطح 2-72 لندع المريض يختار موضوع
الجلسة 2-73 الشواذ عن القواعد 2-731 المقاومات الطفيفة
الفصل
الثالث التحويل 3-1 تعريف العمل 3-2 اللوحة العيادية: الميزات
العامة 3-21 الصفة غير الخاصة 3-22 الشدة 3-23 الازدواجية 3-24 الطبع المتقلب 3-25 العناد 3-3 لمحة تاريخية 3-4 اعتبارات نظرية 3-41 أصل استجابات التحويل
وطبيعتها 3-411 التحويل وعلاقات الغرض 3-42 عصاب التحويل 3-5 حلف العمل 3-51 تعريف العمل 3-52 إحاطة سريعة بالأدب 3-53 تطور حلف العمل 3-531 الحالات الشاذة في حلف
العمل 3-54 أصول حلف العمل 3-541 إسهام المريض 3-6 العلاقة الحقيقية بين المريض
والمحلل 3-7 تصنيف عيادي لاستجابات
التحويل 3-71 التحويلان الموجب والسالب 3-711 التحويل الموجب 3-72علاقات التحويل وعلاقات الغرض
3-73 استجابات التحويل والمراحل
الليبيدية 3-74 استجابات التحويل من وجهة
نظر بنائية 3-75 التقمص استجابة تحويل 3-8 مقاومات التحويل 3-81 البحث عن التشجيع التحويلي 3-82 استجابات التحويل الدفاعية 3-83 استجابات التحويل المعمقة 3-84 طرح استجابات التحويل نحو
الخارج 3-841 الطرح إلي الخارج في الإطار
التحليلي 3-9 فن تحليل التحويل 3-91 اعتبارات عامة 3-92 المحافظة عل التحويل 3-921 المحلل النفسي كمرآة 3-93 متى يجب أن نحلل التحويل؟ 3-931 عندما توجد مقاومة 3-932 عندما نبلغ العتبة القصوى
للشدة 3-933 بعض التغييرات والتحضيرات 3-934 عندما يحدث تدخلنا استبصارا
جديدا 3-9341 المؤثرات الحادة 3-94 التدابير الفنية في تحليل
التحويل 3-941 تباين التحويل 3-9411 الصمت والصبر 3-942 توضيح التحويل 3-9421 البحث عن التفضيلات
الحميمة
3-943 تأويل التحويل 3-9431 البحث عن المؤثرات
والدوافع والمواقف 3-944 الاستكشاف التدريجي
لتأويلات التحويل 3-9441 اعتبارات نظرية / 3-9442 المادة الأولية العيادية
3-945 تكملة 3-10 معضلات خاصة في تحليل
استجابات التحويل 3-10-1 أزمات انفعالية حادة
وأحوال العودة إلى الحياة من جديد بشكل خطير 3-10-2 جلسة يوم الاثنين 3-10-21 نهاية الأسبوع عطلة 3-10-3 استجابات التحويل غير
القابلة للعلاج 3-10-31 أخطاء تقدير القدرة
التحويلية 3-10-311 التحويل الشهواني 3-10-32 الأخطاء الفنية 3-10-321 الأخطاء الطارئة 3-10-4 مسألة تغيير المحلل 3-10-5 الطلاب المرشحون في أثناء
التأهيل الفصل
الرابع الموقف التحليلي النفسي 4-1 ما يطلبه التحليل النفسي من
المريض 4-11 الحافز 4-12 القدرات 4-13 سمات الشخصية والطبع 4-2 ما يطلبه التحليل النفسي من
المحلل النفسي 4-21 صفات المحلل النفسي 4-211 فهم اللاشعور 4-22 سمات شخصية المحلل النفسي
وطبعه 4-221 سمات مرتبطة بفهم اللاشعور 4-23 حوافز المحلل النفسي في
الموقف التحليلي 4-3 ما يطلبه التحليل النفسي من
الإطار التحليلي المراجع |
|||
q
تقديــم
الكتــاب / PREFACE |
|||
رغم المصاعب العديدة في هذا الميدان، نقول ان
الوقت قد حان، حسب رأيي، لكي نظهر إلى النور مؤلفا خاصا عن فن التحليل النفسي.
ويخيل إلي أنه يوجد ثمة خطر جسيم في ترك الأمور الغامضة والاختلافات في الرأي
والانحرافات التي تتنقل من فم إلى اذن، ومن المشرف التعليمي الفني إلى الشخص
الذي يخضع للتحليل، ومن المراقب الى الطالب المرشح، ومن الزميل، عند المناقشات
الخاصة، دون تسجيلها فورا، ودون الاعتراف بها كما هي موجودة فعلا. إن المؤلفات الأساسية في الفن العملي التي كتبها
فرويد، وغلوفر (1955) وشارب (1930) وفينيشيل (1941)، رغم جودتها، لا تشكل مع
ذلك، سوى خطوط عامة في هذا الموضوع، فهي لا تقدم لنا وصفا مفصلا بصورة كافية،
حول ما يقوم به المحلل النفسي فعلا عندما يحلل مريضا. وعلى هذا النحو، قد يعني
تحليل مقاومة شيئا عند محلل وشيئا آخر مختلفا اختلافا كليا عند محلل آخر، إذ أن
كل واحد يعتقد أنه يقود هذا التحليل وفق مبادئ التحليل النفسي التقليدية. إن المناقشة التي أثيرت
حول المتحولات في فن التحليل النفسي التقليدي التي جرت في المؤتمر العشرين
لرابطة التحليل النفسي الدولية في باريس، عام 1957، توضح مدى تشعب وجهات النظر
(ارجع إلى غرينسون 1958). والاستبانة التي وضعها
غلوفر حول ممارسات التحليل النفسي الدارجة والتي وزعها على أعضاء الجمعية
البريطانية للتحليل النفسي كانت قد بينت خلافا عميقا بين الأعضاء، وكذلك بينت
أيضا كثيرا من التردد والخجل وعدم الدقة في الكشف عن فنونهم العملية (غلوفر
1955) أن الدراسة الممتازة التي قدمتها هيلين تارتاكوف (1956) حول أربعة كتب
جديدة مكرسة لفن التحليل النفسي أوضحت هذا الأمر: إذ أن لفظة التحليل النفسي
ذاتها، في كل واحد من هذه الكتب الجديدة الصادرة مؤخرا، تعني طرائق علاجية
مغايرة تماما، ومبنية على مسلمات نظرية خاصة بكل مؤلف. ولقد تأكد هذا التشوش وهذا
النقص في الدقة بواقعة مذهلة: إذ أن لجنة تقويم العلاج التحليلي النفسي في رابطة
التحليل النفسي الامريكية أعلنت عن انفصالها، في عام 1953، بعد ست سنوات ونصف
السنة من النقاش العقيم الذي كان يدور حول ايجاد تعريف مقبول للعلاج بالتحليل
النفسى (انجيل 1954- ارجع الى فروم- ريشمان 1954 وايلسر 1956 اللذين اوضحا
مفهومين شديدي الاختلاف حول الطب العقلي الحركي والتحليل النفسي). ان كتابا ضخما
عن فن التحليل النفسي قد لا يلغي الاختلافات في وجهات النظرأو التناقضات في
الرأي حول الفن العملي، لكنه يمكن أن يكون نقطة ارتكاز يرجع إليها، وأن يبين
بصورة منظمة ومفصلة كيف يعمل المحلل النفساني عندما يزعم أنه يحلل لدى المريض
بعض الظواهر النفسية. يتحتم علينا أن
نشير أيضا إلى انه إذا كان لا يوجد إلا تبادل عام قليل جدا حول تفصيلات الفن
العملي، فإن هذا التبادل القليل سوف يكون موضوع مناقشات عديدة بين المحللين، في
داخل أرهاط صغيرة مغلقة. وعلى هذا النحو، يتضاعف عدد الفئات المعزولة. مما يؤيد
الانطواء والنزعة الباطنية، والتأخر العلمي (غلوفر 1955). إن أنصار التجديدات أو
التغييرات في قضايا الفن العملي لا يناقشون هذا الموضوع، بشكل عام، مع مؤيدي
الوضع التقليدي المتشدد، فهم يميلون إلى تكوين جماعة خاصة بهم وإلى العمل بصورة
خفية، أو على الأقل، إلى الانقطاع عن التيار الرئيسي في الفكر التحليلي،
وبالتالي نجد المجددين قادرين على فقدان الاتصال مع تلك الأرهاط من المحللين
النفسيين الذين يستطيعون جعل آرائهم الجديدة صالحة أو واضحة أو صحيحة، وهم إذا
بقوا منعزلين جازفوا بأن يصبحوا محللين نفسيين متوحشين، بينما سيصبح المحافظون،
بسبب سجنهم لأنفسهم، مدفوعين نحو تعصب ما يلبث أن يصبح عنيفا يوما بعد يوم.
وبدلا من أن يتم التبادل البناء بين النزعتين، نجدهما تتبعان طريقين متعارضين،
متجاهلتين الفائدة التي يمكن أن تحصلا عليها من إجراء مناقشة مكشوفة ومتواصلة. إن السبب الوحيد الهام
للإبقاء على المناقشة حول فن التحليل النفسي مفتوحة هو ضرورة تقديم فنون عملية
في التحليل النفسي للطالب تختلف عن الفنون التي يقدمها إليه محلله الشخصي أو
محللوه المراقبون. ويوجد حائل عظيم من عدم تعلم الفن العملي إلا من بعض المنابع
الضيقة: وهذا يغامر بتعزيز الإبقاء على الاتجاهات والمشاعر التحويلية العصابية
عند المرشح إزاء أساتذته، مما سيحول بينه وبين اكتشاف اكثر الفنون ملاءمة مع
شخصيته واتجاهه النظري. ولا يندر أن نجد محللين نفسيين شبانا يجعلون أختام
محللهم اكثر بداهة، إلى درجة تذكرنا بتقليد المراهق من هم أكبر منه تقليدا أعمى.
ومن جهة أخرى، نجد حامل الشهادة الجديد، الذي يعلن عن معارضته لمحلله التعليمي
قادرا على الوقوع في شرك التحويل الذي يصعب حله أيضا. لقد كان غلوفر (1955) يسمي
مثل هذه الاستجابات تحويلات التأهيل، وكان يشير إلى آثارها الكافة عند المحلل
النفسي غير المجرب. وإنه لأمر ملحوظ أن نجد أن
مبادئ الفنون العملية للتحليل النفسي، التي عرضها فرويد في خمس مقالات قصيرة،
منذ حوالي خمسين سنة كانت أساس ممارسة التحليل النفسي دائما (فرويد 1912، 1913،
1914، 1915). ومنذ ذلك الوقت لم يسجل أي تبدل أو تقدم ملحوظ في الفن العملي
الدارج. وفي هذا المعنى
نجد أن هذا الأمر يرفع من شأن عبقرية فرويد الذي عرف، منذ زمن مبكرجدا، وبشكل
واضح جدا، كيف يتعرف إلى الجوهري في العلاج بالتحليل النفسي. مع ذلك، توجد أسباب
أخرى لهذا التأخر النظري. ويبدو ان هناك عاملا حاسما في تكوين العلاقة
الانفعالية المعقدة التي تربط طالب التحليل النفسي بأساتذته، تلك العلاقة التي
هي النتيجة الحتمية للطرائق المستخدمة في تعليم التحليل النفسي (كيريس 1964،
غرينسون 1966 ) إن
التحليل التعليمي الذي يجري في اطار برنامج للاعداد المهني يترك، بصورة عامة،
راسبا هاما من استجابات التحويل غير المحلولة التي تحدد وتشوه نمو الطالب في
ميدان التحليل النفسي. وعندما ما يجهد محلل نفسي في اتمام علاج بالتحليل النفسي
لغايات التأهيل، فإنه يعقد علاقته بالمريض عند تحمله، على غفلة منه، مسؤولية
تقدم الطالب من الناحية المهنية. وبذلك، يفقد بصورة لا يمكن الفرار منها، سريته في اخفاء اسمه، ويقسم حوافز
المريض، ويزيد من نزعات المرشح في التعلق، وفي ضروب التقمص، وفي الخضوع وفي
التصرف الشبيه بالعادي. وزيادة على ذلك، يصبح المحلل ذاته جزءا آخذا، دون ان يعرف
ذلك، ودون ان يريد ذلك، لموقف ثلاثى يضم الطالب، ومعهد التأهيل التحليلي النفسي،
والمشرف المدرب. إن إحدى النتائج الثانوية
لمعضلات التحويل والتحويل المناهض غير المحلولة تلك هي وجود النفور الجلي لدى
المحللين النفسيين من الاعلان، بكل صراحة، عن طرائقهم الحقيقية في العمل
الحقيقي، ان هذه الحال من الأمور هي التي ربما أثرت في فرويد نفسه، الذي كان قد
نوه غالبا بنيته في كتابة عرض منظم للفن العملي في التحليل النفسي، حسب رأي جونز
(1955)، إلا أنه لم يفعل ذلك أبدا. ولقد اعتقد ستراشى (1958) ان فقدان كل مناقشة
كاملة حول التحويل، المناهض، في كتابات فرويد يؤيد هذه الفرضية. ينجم نفور المحللين
النفسيين، في جانب منه، من عرض طرائقهم إلى منبع آخر مرتبط بالمنبع الأول. مع
ذلك، يرتبط عمل المحلل النفسي بعدد كبير من العمليات الشخصية والداخلية (غرينسون
1966). وكشف النقاب عن طريقته في التحليل يخلق، على هذا النحو، شعورا بالتعري
وسرعة العطب. ان الجزء الأعظم من المادة
الأولية التي يقدمها لنا المريض، تكون اندفاعية جدا ومحرضة جدا، كما ان الفهم
التحليلي للمريض يتعلق بشيء من المودة الحميمة معه، وباستجابات الخجل، وبالعداء
أو الخوف، مما يغامر كله بالبروز عندما يفرض ابراز هذا الوضع الى دائرة النور
فرضا. وبالتالي لا يندر ان يصادف لدى المحللين النفسيين مختلف اشكال الوجل، أو
النزعة الى التعري، أو مزيجا من النزعتين. وان حقيقة أن عددا كبيرا من المحللين
ينفرون من المناقشة المفتوحة لما يعملونه في ممارستهم تجعل المحلل النفسي، بصورة
خاصة، قابلا للسقوط في واحد من الوضعين المتناهيين: التعصب أو الطائفية. التحليل النفسي مهنة
انعزالية، ويشعر الإنسان فيها بالاطمئنان لانتمائه إلى رهط من الأرهاط بيد أن
هذا يكبح ويؤخر التقدم العلمي بتشجيعه النزعة التوافقية. وثمة خطر آخر لا ينفصل
عن الانعزال في العمل التحليلي، إلا وهو فقدان مراقب آخر مؤهل تأهيلا تحليليا في
العمل التحليلي ذاته. إن وجهة نظر المحلل، حول
ما يقوم به، غير مؤكدة، لأنه يجازف دائما بتشويهها وبربطها بالنواحي المثالية.
ولا يعني هذا أن من الأفضل أن يكون هناك ملاحظون ومستمعون، فأنا أعتقد أن
وجودهم، حتى لو مر دون أن يلحظ، سوف يشوه الموقف التحليلي تشويها عظيما (ولقد
عبر مؤلفون آخرون وبالأخص ميرتون م. جيل، عن وجهات نظر مغايرة). واعتقد أن
المحلل النفسي الذي يعمل وحيدا مع مريضه، يكون بعيدا عن تفحص زملائه له، وبذلك
يكون جديرا باتخاذ موقف منحاز غير ناقد إزاء فنه الخاص به. فعندما نصف وصفا مفصلا ما
نقوم به في العمل التحليلي النفسى فإننا لا نكشف عن التزامه العميق الخاص فقط مع
المريض، بل اننا نكشف كذلك، وبصورة أكثر عمومية، عن حياتنا الخاصة بنا. ان الجوهري
في العمل الذي ينجزه المحلل النفسي يتم في منطقة تحت الشعور أو منطقة اللاشعور
عنده، وبصورة لا يمكن تحاشيها نقول انه اذا أراد رسم الكيف واللماذا في عمله حول
موقف معين في التحليل، كان عليه ان يكشف لنا شيئا عن حياته التخيلية، وآرائه،
وسمات طبعه، الخ. وان ثمة عاطفة عداء وحياء تدفعه الى تفادي كل تعرية غير مجدية لأعماق نفسه. قد يستطيع كتاب يهتم بوصف
ممارسة العلاج بالتحليل النفسي التقليدي، بلا ريب، أن يشجع على إجراء مناقشة
معمقة ومفتوحة ومستمرة حول الفن العملي في التحليل النفسي. وعلى هذا النحو، يمكن
للتغيرات والابتكارات والتعديلات والانحرافات أن توضح وان تحقق فتؤكد بذلك
قيمتها العلمية في التحليل وتحث على تنمية فن التحليل النفسي. كنت أفكر في تأليف هذا
الكتاب متبعا النظام الزمني لمختلف المعضلات الفنية التي تبرز في مجرى العلاج
بالتحليل النفسي. ولقد اقترحت على نفسي أن ابدأ بالحوارات التمهيدية، والانتقال
إلى "الديوان"، ثم إلى الجلسات الأولى في التحليل، الخ، إلا أنني
اكتشفت بسرعة، انه كان من المستحيل علي أن أناقش مناقشة ذكية أي معضلة فنية،
سواء في العمق أو في التفصيل، دون أن أفهم فهما جيدا ومسبقا معنى المقاومة والتحويل،
وعلى هذا النحو، سوف يستفيد الطالب، من المعالجة التي أعرضها موجزة عن المفاهيم
الجوهرية للنظرية وللتطبيق الخاصين بالتحليل النفسي، واللذين سوف يكونان بمثابة
توجيه تمهيدي له. لذا كان المجلد الأول من كتابنا قد صمم بحيث أننا، بعد مقدمة
عامة. سوف ننتقل مباشرة إلى المقاومة وإلى التحويل اللذين هما في أساس فن
التحليل النفسي. وقد كرس الفصل الأخير لبحث الموقف التحليلي النفسي. وقد وضع في
الخاتمة لأنه يقدم نظرة إجمالية للتفاعلات المعقدة بين مختلف الأساليب والعمليات
التي تجري في نفس المريض والمحلل النفسي. أما المجلد الثاني فسوف يبنى وفق مخطط
زمني أكثر وضوحا. وعلى هذا جعل الكتاب على
النحو التالي: يبدأ الفصلان الفنيان بتعريف تمهيدي مرفق بالأمثلة الموضحة
العيادية البسيطة. ثم تأتي بعد ذلك، لمحة موجزة عن الأدب والنظرية، قبل الانتقال
إلى الاعتبارات العملية والفنية. وعندما يضم الموضوع المختار عددا كبيرا من
المراجع فإنها سوف توضع في نهاية الفصل، في الحقل المرتبط بها، في ملحق إضافي
للمراجع، لكي نتفادى قطع القراءة بذكر لوائح طويلة خاصة بالمراجع، أما المراجع
المفصلة فسوف توجد في نهاية المجلد. |
|||
Document Code PB.0008 |
ترميز المستند PB.0008 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights
Reserved) |