Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الــموت اختيــارا

دراسة نفسية اجتماعية موسعة لظاهرة قتل النفس

د. فخري الدباغ

دار الطليعة - بيروت

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

§         مقدمة الطبعة الثانية

§         تقديم

§         تمهيد و تعميم

1-     النظرة إلى الموت

2-     لماذا ينتحرون؟

3-     الانتحار لدى الثقافات القديمة و المجتمعات البدائية

4-     تصنيف الانتحار

5-     نظريات الانتحار: 1- النظريات النفسانية و الفردية

6-     نظريات الانتحار: 2- النظريات الاجتماعية للانتحار

7-     الأمراض العقلية والنفسية

8-     الأمراض الجسمية والانتحار

9-     العمر و الانتحار

10- الانتحار و الجنس اللطيف

11- الشذوذ الجنسي و الانتحار

12- انتحار الطلاب

13- الانتحار عند الأطفال

14- الدين و الانتحار

15- الانتحار و القانون

16- الانتحار المقنع، أو مكافئ الانتحار

17- الانتحار الجماعي، أو الانتحار جملة

18- القتل و الانتحار

19- الموت معا

20- الانتحار السياسي

21- التحريض على الانتحار

22- نذر الانتحار، و رسائل المنتحرين

23- الشخصية الانتحارية

24- محاولة الانتحار أو الشروع فيه

25- الانتحار في البلاد العربية

26- وسائل الانتحار

27- مواعيد الانتحار

28- الوقاية من الانتحار

29- الحيوان و الانتحار

30-  إحصائيات و متفرقات

  • ثبت بالمراجع الأجنبية و العربية

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

  لولا الموت.، لما بحث الإنسان عن سر الحياة وسعى إلى الخلود..

و لولا القتل.، لما عرف الإنسان معاني المحبة.. والسلام.. والعدالة.. ومع ذلك..، فالموت كريه. واكره ما فيه أن يتم بيد الإنسان. والقتل فظيع.. وافظع ما فيه أن يكون قتل النفس... و صحيح أن آخر حرية يتمتع بها الإنسان هي أن يقضي على نفسه... و صحيح أن الحياة لا تصبح ملكا مطلقا للإنسان ما لم يتمكن من نبذها متى ما أراد... و صحيح أيضا أن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يقتل نفسه.. و لكن!!.. إذا كان الشر حافزا للخير.، و إذا كان السيئ مدعاة للإصلاح.. و إذا كان ذلك الشر و ذاك الحافز هو " الانتحار ".، فانه أمر يشعر بالمرارة والألم. لذلك فإن الانتحار يدل على المأساة البشرية.. و يرمز إلى أزمة الحياة. وتتفق الإحصاءات على أن قتل النفس آخذ في الارتفاع في كل بقع الأرض. فهل عجز الإنسان إذن عن حل " الأزمة "    

و إزالة المأساة؟؟ هل يعني ذلك أن الحياة أصبحت عبئا ثقيلا على الإنسان؟؟.. يبدو أن الإجابة- مع الأسف- ستكون بالإيجاب.

و هذا الكتاب هو محاولة مخلصة موجهة إلى الأحياء لكي يتعلموا كيف يحبون الحياة و يحبون الغير..، هو تحفيز للغافلين و التهائهين..، لمحاربة الضياع و تجسيد الآمال.. ونحن لا نشير إلى الدرب الذي لا بد أن يسلكوه لتحقيق هذه الغاية.. و لكن نستطيع أن نقول أن:

كل كلمة.. و كل عمل..

كل مبدأ.. و كل أسلوب.. يجعل من الإنسان فخورا بحياته، معتزا بكفاحه، سعيدا بنفسه، مسرورا بغيره متشبثا بجماعته، واثقا من ضمانه...، هو عين الخير.. و ذات الصلاح.. و نفس الدرب المقصود..

و لعل في هذا الكتاب ما يبحث عنه الإنسانيون.

رجوع إلى الفهرس 

 

q       النــص الكامــل / Full Text

 

§         تمهيد و تعميم

    " الانتحار " لغة، مشتق من كلمة نحر " أي ذبح أو قتل. و " انتحر ": قتل نفسه أو ذبحها. و يقال " تناحر " القوم إذا تشاجروا لحد الهلاك. و قد استعملت كلمة " بخع نفسه " في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية و نصوص التاريخ الإسلامي مرادفة للانتحار و تعني " أهلك نفسه أو أنهكها غما ".

   و في اللغة الإنكليزية، اشتقت كلمة (Suicide) من مقطعين لاتينيين هما (Sui) بمعنى " النفس أو هو " Coedere بمعنى "  يقتل ".

و الانتحار واحد من أربع طرق رئيسية تودي بحياة البشر، و هي:

1- الموت الطبيعي، (بسبب المرض أو تقدم العمر).

2- القتل.

3- الحوادث المفاجئة (كالجروح وحوادث السيارات والزلازل).

4- الانتحار، ويؤلف 1% من الوفيات البشرية. و كان الأجداد القدماء يعتبرون الدخول إلى النعيم  (Valhala) يتم فقط عن طريق الموت في معركة أو بيد الشخص ذاته ( انتصارا ).

    و لكن أسباب الموت عديدة، أحصاها أحد العلماء فوجدها تبلغ المائة وسبعة وثلاثين سببا . "... تعددت الأسباب و الموت واحد ".

    و لا شك أن من يقدم على الانتحار- مهما بلغت سذاجته و جهالته و اتزانه العقلي فإنه يوازن بين " الوجود " و " العدم " فترة من الزمن و لو لحظات. إن محاولة الانتحار  "تجربة"، مصغرة للسلوك الإنساني، و دلالة على المأساة البشرية. و لعله لا يجدينا شيئا أن نتساءل هل قصد ذلك الفرد الموت صدقا.؟... لأننا نجد غيره ممن يؤمن بعدم جدوى الحياة و لكنه لم يقدم على الانتحار. و عندما نشرع في الحكم على أي سلوك إنساني معقد ومتعدد الوجوه فإن عواطفنا و أخلاقنا تتدخل لتتلاعب في إصدار حكم واضح عادل..، والحكم على الانتحار أحدها. لذلك اختلفت الآراء حول تقييم الانتحار حتى جاءت علوم النفس و الأمراض العقلية و الاجتماع لتجعل من الانتحار ظاهرة سلوكية خاضعة لأصول البحث و الإحصاء العلمي المجرد.

و كانت الفكرة السائدة  قديما- و ربما إلى يومنا هذا- أن الانتحار هو ضرب من الجنون. ولذلك كانت أية محاولة لشرحه أو الحديث عن دوافعه تعتبر إجراما و تحديا، لأنه اعتبر جريمة تقترف ضد و الدولة. وبهذه النظرة أمر الملك (جيمس الأول) في سنة 1519 بإحراق كتاب (ريجنالد سكوت) عن كشف " أعمال السحرة " لأنه فضح كثيرا من التقاليد التي كانت دارجة في ذلك العصر.

    و استمرت الفكرة عن الانتحار مشوبة بالتوجس و النفور و الاشمئزاز..، و أصبحت صورة المنتحر أما شخصا مريضا كئيبا، أو طاعنا في السن محطما، أو مختل العقل. بل إن بعض الأطباء العقليين المحدثين مثل اشيل دالما (Achille Dalmas) اعتبر الانتحار: " ضد غريزة البقاء..، فهو إذن شذوذ محض و انحراف في غريزة الحياة ".

    وعلى نقيض هذا الرأي..، ومنذ اقدم العصور وجد مفكرون آخرون اعتبروا الانتحار شجاعة قصوى لأنه " مقاومة إرادية " لسيل الحياة الساري في الإنسان. وتبرر الانتحار نظرية " الإرادة الحرة " التي تلاقي مقاومة عنيفة و نقدا مستمرا من المدارس الأخلاقية والمسيحية العلمية.

    إن عناوين الأبحاث والكتب التي صدرت عن الانتحار وعددها الضخم يبرز أهمية الانتحار وخطورته كسلوك بشري غامض وشيق. ويصح القول أن ما كتب من أدبيات عن الانتحار يستحق أن نطلق عليه علم الانتحار "- أي الدراسات الانتحارية Suicidology. وقد صح ما توقعته فعلا، لأنه صدر كتاب بهذا العنوان بإشراف وتحرير العالم النفسي الأمريكي المتخصص في قضايا الانتحار و هو (ادوين شنايدمان). و من الكتب الأخرى التي يجدر ذكرها في هذا الميدان:

(عن الموت والممات) للدكتورة كوبلر- روس.

(الإله المتوحش) للأديب ألفريد الفاريز.

(الانتحار...) للكاتب جان سنارون.

(في الظلام...) تأليف جيمس ويجسلر

(دراسة عن المنتحر) تأليف بول و. بريتزل

(الموت.. و الإنسان) لأرنولد توينبي وسبعة مؤلفين.

(الممات..) تأليف النفساني جون هنتون.

  و (يقتلون و ينقذون) تأليف جوناثان جلوفر.

    و صدر في باريس كتاب طريف بعنوان (قاموس الموت) جمع فيه صاحبه كل ما قيل عن الموت و عادات و طقوس القضاء على الحياة و كيفية التشييع و الدفن. ثم تبع ذلك في عام 1982- و في باريس أيضا- كتاب من منشورات (آم) AM ! لمؤلفيه كلود غيلون وايف لوبونييك بعنوان (الانتحار: أسلوب التنفيذ.. تاريخه، حقيقته، طرائقه). و هو يقدم للقارئ كل الطرق المتعددة للموت السهل المريح. و الذريعة في إصدار الكتاب أن العالم مقبل على موت بالطاقة الذرية، فلماذا يتحايل الناس على القانون للانتحار؟.. أليس من الأصح تقديم المعلومات المفيدة للموت السهل؟.

    و هناك جمعيات متفرقة في إنكلترا و أمريكا و أوروبا تقدم العون و الدعم النفساني لمن يريد الموت. فهل المساعدات النفسية هي تحريض و دفع للانتحار؟ إن مثل هذه الجمعيات (Sos الفرنسية وExit  البريطانية) مستمرة في أعمالها.

    يتبين إذن أن الانتحار كباب من أبواب الموت.. و القتل المعاكس له.. و الموت البطيء في دهاليز و متاهات التسكع و الخذلان و الإدمان.. كلها استقطبت دراسة ظاهرة " اختيار الموت ".

    و قد حسم بعض الباحثين موضوع أسباب الانتحار بأنه لا أحد يعرفه بالضبط، و إن من بين (12) شخصا منتحرا قد نعثر على (12) سببا يختلف الواحد عن الآخر. و سنتناول بإسهاب موقف المدارس الفكرية و الدينية من الانتحار..، و ربما سنخرج بعد قراءة هذا الكتاب بمثل ما بدأنا به من حكم متردد مائع لا سيما فيما يتصل بكنه الانتحار و دواعيه.. و لكن قد يكون ذلك بتفهم أدق و أعمق. و لكي نتفهم السلوك الانتحاري بعمق، لا بد أن نعرف شيئا عما سيؤدي إليه الانتحار أو ما سينتهي به- ألا و هو "الموت ".

رجوع إلى الفهرس

 

Document Code PB.0018

http://www.arabpsynet.com/Books/Dabegh.B2 

ترميز المستند   PB.0018

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)