Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

فـن العـلاج النفسـي

انطوني ستور

ترجمة د. لطفي فطيم

دار الطليعة للطباعة و النشر - بيروت

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

§         الفهرس

§         مقدمة

§         الفصل الأول : المكان

§         الفصل الثاني : المقابلة الأولى

§         الفصل الثالث : إقامة العلاقة بالمريض

§         الفصل الرابع : إحراز التقدم

§         الفصل الخامس : التفسير

§         الفصل السادس : الأحلام وأحلام اليقظة والرسوم والكتابات

§         الفصل السابع : الموضوعية والمعرفة الحميمة

§         الفصل الثامن : الطرح

§         الفصل التاسع : الشخصية الهستيرية

§         الفصل العاشر : الشخصية الإكتئابية

§         الفصل الحادي :عشر الشخصية الحوازية أو الوسواسية

§         الفصل الثاني: عثر الشخصية شبه الفصامية

§         الفصل الثالث : عشر الشفاء وإنهاء العلاج والنتائج

§         الفصل الرابع عشر : شخصية المعالج النفسي

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

     يهدف هذا الكتاب إلى تقديم دراسة تمهيدية لممارسة العلاج النفسي، ويتوجه في المقام الأول إلى الأطباء وغيرهم ممن يستعدون لدورة تدريبية للتخصص في الطب النفسي، إلا أنه ليس دليلا إرشاديا لاجتياز الامتحانات، قد يجد فيه القراء بعض الفائدة للإجابة على أسئلة العلاج النفسي في امتحانات شهادة زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين، والغرض منه على أي حال أن يكون ذا فائدة تطبيقية. فالطبيب قليل الخبرة الذي يحس غالبا بالارتباك أمام المريض النفسي المحول إليه للعلاج النفسي لأول مرة قد يتساءل: ترى ماذا أفعل؟ هذا الكتاب يهدف إلى الإجابة على هذا السؤال.

والعلاج النفسي كما أفهمه هو فن تخفيف الهموم الشخصية بواسطة الكلام والعلاقة الشخصية المهنية. ونوع العلاج النفسي الذي سأتناوله هو بالتالي تحليلي وفردي، أي يشارك فيه فردين فقط، المريض والمعالج النفسي أما هؤلاء الذين يريدون معلومات عن العلاج النفسي الجمعي، أو العلاج الأسري أو العلاج الزواجي، أو السيكودراما، أو العلاج الجشطلتي، أو أي شكل آخر من أساليب العلاج النفسي التي لا تعد ولا تحصى فعليهم أن يبحثوا في مكان آخر.

ويستند العلاج النفسي التحليلي والفردي إلى منهج فرويد الذي يمكن أن نسميه أبا العلاج النفسي الحديث. ومنذ بدأ فرويد عمله تطور العلاج النفسي في اتجاهات مختلفة مما ترتب عليه وجود عدد من المدارس ينتمي إليها الاختصاصيون في العلاج النفسي، وأنا نفسي كان تدريبي الأصلي في مدرسة يونج الذي لا زلت أدين لأفكاره بفضل كبير، مما سيتضح فيما يلي من هذا الكتاب، وكذلك في كتابي المختصر عن" يونج ". وكذلك تعلمت الكثير في فترة تحليلي الشخصي على يد أحد المحللين الفرويديين، وتأثرت بكتابات فير بيرن ووينيكوت، وماريون هيلنر وتشارلز ويكروفت ولاينج وتوماس زاز، كما أدين بفضل عظيم لتدريبي العام في مجال الطب النفسي وكذلك إلى قراءاتي في المجالات الأخرى.

وفي اعتقادي أننا سنشهد قريبا تلاشي مدارس التحليل بوصفها كيانات مستقلة، ولكن التحليل الفردي سيستمر كجزء هام من تدريب هؤلاء الذين يرغبون في التخصص في العلاج النفسي، وسوف تختفي لافتات "يونج" و "كلاين" و "فرويد" تدريجيا كلما كشفت البحوث عن العوامل العامة التي تقود إلى نتيجة ناجحة في العلاج النفسي، والتي ستكون في رأس! مستقلة إلى حد كبير عن المدرسة التي ينتمي إليها المعالج.

    فالعلاج النفسي هو مسألة شخصية فردية لكل من المريض والمعالج النفسي، وأي كتاب يحاول أن ينقل شيئا مما يحدث بالفعل أثناء العلاج النفسي غير التسجيل ومناقشة مختلف المناهج فسيخضع لمزاج المؤلف، وربما يدا كتابا تعليميا متحذلقا.

وأنا على وعي تام بأن طريقتي الخاصة في ممارسة العلاج النفسي ليست هي الطريقة الوحيدة، فلا يوجد معالج أو نظام أو نظرية بيدها مفتاح فهم البشرية، ولكني أعتقد أنه من الممكن إبراز بعض المبادئ العامة في ممارسة العلاج النفسي والتي تتفق عليها الغالبية العظمى من المعالجين النفسيين مهما اختلفوا حول النظرية، وهذا ما حاولت أن أفعله في هذا الكتاب. وقد يثير التعريف الذي سبق أن أوردته للعلاج النفسي دهشة أولئك الذين يعتقدون أن العلاج النفسي هو وسيلة لشفاء الأعراض العصابية أساسا، وقد كان هذا هو الهدف الأول لفرويد بالتأكيد عندما بدأ في أواخر القرن التاسع عشر معالجة العصابيين في فيينا. لقد كان هدفه الأول بالتأكيد هو إزالة الأعراض العصابية، وبالرغم من أن مرضاه كانوا لا يعانون من أمراض عضوية إلا أنهم كانوا يشبهون مرضى الجسم بدرجة تسمح بأن نطلق عليهم لقب (مرضى). أما اليوم فإن المعالج النفسي يستثيره أشخاص يشكون من أعراض غير محددة وليسوا مرضى بالمفهوم الطبي، حيث أنهم يعانون مما يسميه زاز (مشاكل الحياة) وما يبحثون عنه هو معرفة أنفسهم وتقبل ذواتهم وطرق أفضل لتنظيم حياتهم. ولذلك فإن العلاج النفسي اليوم أكثر اهتمام بفهم الأشخاص بشكل عام وتغيير اتجاهاتهم بدلا من إزالة الأعراض مباشرة. وسنشير إلى هذا التحول في الفصل الأخير الموسوم (الشفاء وإنهاء العلاج والنتائج).

وحتى عهد قريب كان العلاج النفسي في أيدي أصحاب العيادات الخاصة بشكل كبير، كما كان في متناول أولئك القادرين على الدفع للبحث المطول في مشاكلهم الشخصية، أما الأطباء النفسيون العاملون في خدمة الدولة فكانوا مهتمين أساسا بعلاج مرضى العقل الذهانيين والعناية بهم ولهذا مالوا للطرق الفيزيقية للعلاج أكثر من ميلهم إلى العلاج النفسي. ومنذ تزايد انتقال الطب النفسي من إطار مستشفى الأمراض العقلية إلى العيادات الخارجية والمستشفى العام، أصبح الأطباء النفسيون الذين يعملون ضمن الخدمة الصحية أكثر اهتماما بعلاج العصاب كما أن الكلية الملكية للأطباء النفسيين قد أقرت بأن يطلب من الأطباء النفسيين تحت التدريب اكتساب خبرة ودراسة في العلاج النفسي حتى ولم يقرروا أن يصبحوا متخصصين في هذا الحقل من الطب النفسي.

والحق أن الكثيرين من أولئك الذين أصبحوا أطباء نفسيين لديهم المزاج الملائم لممارسة العلاج النفسي كمهنة دائمة. ولكني لا أعتقد، ولأسباب سأوضحها فيما بعد، أن أحدا منا سيتمكن من ممارسة العلاج النفسي طيلة اليوم وفي كل يوم بدون أن يلجأ إلى التدريس أو البحث والكتابة أو بعض البدائل الأخرى لينفق فيها بعض ساعات يومه. وحتى أولئك الأطباء النفسيون الذين لا يميلون إلى ممارسة العلاج النفسي يجب أن يحصلوا على بعض الخبرة فيه وقد يكتشفوا، ولدهشتهم، أنهم أكثر نجاحا كمعالجين نفسيين مما كانوا يتخيلون. في هذا الكتاب، لن أشير إلى التحليل الذي يتطلب خمس جلسات في الأسبوع فحتى الفرويديون الأرثوذكس نادرا ما يقابلوا مرضاهم بهذه الكثرة. وفي ظل ظروف العمل في المستشفيات الحكومية، يكون مثل هذا العلاج المركز مستحيل عمليا، ولكن كثيرا من العلاج الذي له قيمة عملية يمكن أن يمارس على أساس مرة أو مرتين في الأسبوع وهذا هو النوع من العلاج النفسي الذي سأتناوله في الجزء الأكبر من هذا الكتاب. ورغم أن هناك بعض المرضى الذين يحتاجون أحيانا لجلسات أكثر فإن كثيرا من العصابيين يمكن أن يستفيدوا بشكل ملحوظ من متابعة حالتهم مرة أو مرتين أسبوعيا فقط. وبالأخص إذا ما شجعوا، كما سأشير لاحقا، على استكشاف عللهم النفسية في الفترات ما بين الجلسات عن طريق الكتابة أو الرسم أو بتسجيل أحاديث أو بالتعبير بأي وسيلة تبدو مناسبة. وفي الحقيقة ليس هناك ما يدل، في حدود معرفتي، على أن النتائج التي نجنيها من التحليل خلال خمسة جلسات في الأسبوع أفضل مما نجنيه من علاج أقل كثافة. كما أن هناك ما يمكن أن يقال ضد الجلسات الكثيرة باعتبار أنها تشجع الاعتماد الزائد على المعالج وعلى الموقف العلاجي.

 

Document Code PB.0023

http://www.arabpsynet.com/Books/Fatim.B1 

ترميز المستند   PB.0023

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)