Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

فــن العــلاج في الطــب النفســي السلوكــي

د. محمد حمدي الحجار

دار العلم للملايين- 1990

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

§         إهداء

§         المقدمة

1.      المدخل إلى الطب السلوكي

2.      التقنيات السريرية

3.      أدوات وأجهزة التغذية البيولوجية الراجعة

4.      إعداد المريض والتوجيه

5.      أساليب التقويم والتشخيص

6.      الإجراءات السريرية

7.      تدريبات الاسترخاء وبروتوكولاته

8.      التطبيقات السريرية وعلاج الاضطرابات

9.      التدرب على علاج التوتر النفسي

10.  ملخص الاستمارات والبيانات والروائز التي وردت في الكتاب

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

     لقد أمكن التنبؤ أن أواخر القرن العشرين سيشهد ظهور الثورة الثالثة في الطب. فالثورة في عالم الجراحة بدأت باكتشاف مادة الأثير المخدرة عام 1846. والثورة الثانية كانت باكتشاف المضاد الحيوي البنسلين عام 1941. ونحن اليوم على عتبة الثورة، أي (الثورة السلوكية؟، وهذه الثورة تختلف عن الثورتين الماضيتين بكونها تمثل بعث الاهتمام من جديد بالمبادئ السلوكية التي سبق واكتشفت ومورست من قبل المعالجين عبر القرون الماضية. وهذا البعث الجديد للأسس السلوكية في الطب قد انبثق وتطور عن الاكتشافات والإبداعات النوعية في ميادين الطب وعلم النفس معا، وبالتآزر بينهما.

      فخلال سني القرن العشرين أمكن السيطرة على الأمراض الخماجية (الإنتانية)، وبذلك شهدنا تحولا في أنماط المرض المسيطر في المجتمعات الصناعية الحديثة. ولعل النتائج الأساسية في هذه التحولات كانت في تزايد الوعي بأن الأسباب الرئيسية للمرض والموت لا تكمن في العوامل الخارجية الممرضة (البكتريا والفيروسات) فقط، ولكن في عوامل داخلية المنشأ أيضا (العادات السيئة مثلا).

     وقد اتضح أن الأدوية النفسية التي بدا نفعها العجيب في علاج الذهانات الرئيسية، وفي اضطرابات العاطفة (الاكتئاب)، هي ذات نجاعة أيضا في معالجة الاضطرابات السلوكية، والبدنية- النفسية، والنفسية- الفيزيولوجية. ولكن رغم نفع هذه الأدوية، فإن اهتمام الناس. بالوقاية من المرض بواسطة ما يسمى بالتنظيم الذاتي self-regulation، قد طغى على الوسائل الأخرى العلاجية الدوائية، وانعقد الأمل على التغذية البيولوجية الراجعة (العلاج النفسي- الفيزيولوجي) في بعث الاهتمام بتقنيات التنظيم الذاتي، إضافة إلى تضاؤل الاهتمام بالاعتماد على الدواء.

     ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في هذا السياق هو: ما الذي حرك هذه اليقظة من جديد نحو الاهتمام بالجوانب السلوكية للصحة من قبل المختصين بالعناية بالصحة والمرض على حد سواء؟

     في الحقبة الزمنية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، قدم العلاج النفسي التحليلي إسهامات رئيسية في فهمنا لدور النفس في المرض الطبي (العضوي) والنفسي- البدني (السيكوسوماتي). إلا أن دور العلاج النفسي التحليلي قد انحسر وتباطأ في السنين الأخيرة الماضية. فالكثير من المشتغلين في العلاج النفسي وعوا، وانقشعت أوهامهم حيال قصور العلاج النفسي التحليلي بالنسبة للأمراض النفسية- البدنية (السيكوسوماتية). وأكثر من ذلك فإن زوال الوهم في نجاعة العلاج النفسي التحليلي لتلك الاضطرابات التي ذكرناها تزامن مع  اكتشاف العديد من الأدوية الفعالة التي انضافت إلى الترسانة الدوائية لدى الطبيب النفسي، في، حين وجد علم السلوك موطنا في علم النفس السريري. وقد اتسمت الحقبة الزمنية الكائنة ج ن عام 1945- 1965 باهتمام متزايد في عالم الأدوية السريري وفي الصناعة الدوائية. وهذه التغيرات رفدت الطبيب البشري والطبيب النفسي بأسلحة جديدة فعالة قادرة على استئصال شأفة الأمراض الخماجية، ومفتتة للذهانات العقلية، ومبددة للاضطرابات الاكتئابية الوخيمة الشدة.

     وقد عمد بعض السيكولوجيين، ونفر من الأطباء الآخرين إلى ابتداع اشتقاقات من العلاج السلوكي كبديل عن العلاج الدوائي والعلاج النفسي- التحليلي للاضطرابات السلوكية و لسيكوسوماتية ذات العلاقة بالمرض الطبي (العضوي). فهذه التغيرات والتحولات مهدت لظهور الطب السلوكي في السبعينات.

    ففي السبعينات، كان من شأن التطبيق المشترك للتقنيات الطبية الحيوية biomedical والعلاج السلوكي أن اندفع البحث باتجاه التطبيقات السريرية باستخدام التغذية البيولوجية الراجعة biofeedback (العلاج النفسي الفيزيولوجي). وسرعان ما أدرك كل من بنسون Benson وغيره، أن الممارسات التأملية meditative تشترك مع التقنيات النفسية- الفيزيولوجية. وهكذا تمكن هؤلاء من اكتشاف أن جميع الوسائل العلاجية المذكورة (التأملية، والأساليب النفسية- الفيزيولوجية) تخمد الإثارة التوترية الناجمة عن فرط تنبيه. الجملة العصبية الودية، أي بتعبير آخر، استحداث "الاستجابة الاسترخائية". وقد أوضحت الأبحاث الجديدة أن كلا من الأسلوب العلاجي التأملي والتغذية البيولوجية الراجعة متساويا الفعالية في علاج الاضطرابات النفسية- الفيزيولوجية المختارة بالرغم من أن تساوي هذه الفعالية مازال يثير - جدلا بين علماء النفس. وكان من آثار هذا الكشف العلاجي أن تعاظم التعاون بين الممارسين الذين ينتمون إلى أرضيات مهنية متنوعة من أجل تطوير المداخلات العلاجية السلوكية الفعالة في العلاج النفسي- الطبي. وهكذا، فإن هذا الجهد التعاوني أوجد نفرا  من الباحثين في ميدان النظام العلاجي المتعدد الأساليب، ومعالجين لا نظير لهم في ميدان العناية بالصحة.

     وهناك عامل رئيسي هام آخر أسهم في "نمو الثورة السلوكية" وتطويرها، هو تطور تقنيات الكمبيوتر والمخترعات الطبية- الحيوية. فعندما تشترك هذه المخترعات مع الأجهزة الكهربائية الإلكترونية المتطورة الحديثة الصغيرة الحجم فإنها تسمح بجمع المعلومات السلوكية وتقويمها بسرعة وبمستوى من التعقيد كان يستحيل تحقيقه في السابق.

 

Document Code PB.0029

http://www.arabpsynet.com/Books/Hajj.B1 

ترميز المستند   PB.0029

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)