Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 
الإكتئــاب
 مرض العصر الحديث
الأستاذ الدكتور عبد الستار إبراهيم
الناشر : عالم المعرفة239- 1998

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

q      الباب الأول: ما يجب أن نعرفه عن الاكتئاب

§         الفصل الأول: حقائق عن المفهوم

§         الفصل الثاني: الاكتئاب في حياتنا

§         الفصل الثالث: التعرف على الاكتئاب

q     الباب الثاني: نظريات و تفسيرات

§         الفصل الرابع: ماذا قالوا عن الاكتئاب وكيف فسروه؟

§         الفصل الخامس: التفسير التحليلي- الفرويدي للاكتئاب وماذا بقي منه؟

§         الفصل السادس: التفسير البيولوجي للاكتئاب ما له وما عليه

§         الفصل السابع: الضغوط النفسية وأحداث الحياة

§         الفصل الثامن: أخطاء التعلم الاجتماعي واكتساب اليأس

§         الفصل التاسع: اضطراب السلوك الاجتماعي و فقر المهارات الاجتماعية

§         الفصل العاشر: أساليب من التفكير تصنع الاكتئاب

q     الباب الثالث: آفاق العلاج و محاوره

§         الفصل الحادي عشر: معالجة الضغوط و التعايش مع أحداث الحياة

§         الفصل الثاني عشر: محاور علاج السلوك الاكتئابي

§         الفصل الثالث عشر: الاسترخاء العضلي والتخيل طريقتان لمقاومة مشاعر الاكتئاب

§         الفصل الرابع عثر: تعديل السلوك الاكتئابي وأساليب اكتساب الأمل

§         الفصل الخامس عشر: تدريب الثقة وتأكيد حرية التعبير عن المشاعر

§         الفصل السادس عشر: الفاعلية في العلاقات الاجتماعية وتدريب المهارات في معالجة الصراعات

§         الفصل السابع عشر: مباهج مشروعة ونشاطات سارة

§         الفصل الثامن عشر: معالجة أخطاء التفكير وتعديل أساليب التفسير

q     المراجع

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

§    يمثل هذا الكتاب حصيلة جهد أكاديمي وعملي في حقل الممارسة النفسية. بدأت التفكير في كتابته منذ سنوات عدة، وبالتحديد إثر ظهور كتابي السابق " العلاج النفسي الحديث: قوة للإنسان "، وقد دفعني للكتابة عن هذا الموضوع الشاق أكثر من هدف. ولعلى من أول هذه الأهداف ذلك الذي يتصل بطبيعة الموضوع نفسه، أي موضوع الاكتئاب النفسي. فالاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا بعد القلق، ومن أكثر المشكلات الانفعالية التي بينت لي خبرتي، في العالم العربي، إنها تدفع الناس لطلب العون النفسي والاجتماعي والأسري. و غني عن البيان أن نسبة الاكتئاب تشكل مع القلق أعلى نسبة بين زوار العيادات النفسية في المستشفيات والمصحات النفسية، و مراكز العلاج النفسي في الجامعات ومؤسسات الصحة النفسية.

§         وهناك ما يشير إلى أن الناس في الحياة المعاصرة، يعانون من الاكتئاب بصورة أكبر مما كانت مجتمعات الماضي و حضارات السابق تعاني منه، ولو أن الأقدمين عربا وغير عرب عرفوه ووصفوه، وأعطوه كثيرا من الأسماء والمصطلحات التي أشارت إلى مرارة الإحساس به وآلام المعاناة منه. ومن المعروف أن هناك أكثر من مائة مليون شخص يعانون من الاكتئاب، وأن هؤلاء يتركون تأثيرات سلبية في أعداد مماثلة. ويمثل هذا العدد فقط الحالات الرسمية، أي الذين تصل حالتهم إلى درجة من السوء تتطلب الالتحاق بمستشفى أو عيادة نفسية طلبا للعون. ومن المؤكد أفي هناك أعدادا مماثلة أو أكثر من ذلك بكثير تعاني من الاكتئاب بصمت وألم، دون أن يجرؤ الواحد منهم أو الواحدة منهن على طلب العلاج رسميا، هذا لو فرضنا أن هذا العلاج ومؤسسات العلاج النفسي والسلوكي متوافرة ومتاحة. وفي ظل غياب الوعي، الانتباه، و في ظل الافتقار إلى الرعاية النفسية والعلاج النفسي، يترك هؤلاء الأشخاص أو يتركون أنفسهم تحت رحمة الظروف، والمعاناة السلبية، و المجاهدة المتخبطة للنفس للإفلات من المعاناة والألم، الذي قد يطول أحيانا لدرجة الموت أو الانتحار.

§         فضلا عن هذا، فإن آثار الإصابة بهذا الاضطراب، تمتد لتشمل كل حياة الشخص النفسية والاجتماعية. و لهذا تتزايد المشكلات الصحية بمعناها الجسمي والنفسي بين المكتئبين، و تقل فرص شفائهم من الأمراض الأخرى عن غيرهم ممن لا يتعرضون للإصابة به. بعبارة أخرى، فإن فرص الشفاء من المرض الجسمي، و اضطراب الوظائف العضوية تطول إذا كان المرض مصحوبا بشخصية تميل للاكتئاب، و لا ترى منافذ الأمل في الحياة. مما يجعل دراسة هذا الموضوع على المستوى الصحي والطبي العام مطلبا من المطالب الأساسية.

§         و نظرا لأن هذا الاضطراب لا يميز بين إنسان ذكي و غير ذكي، ولا بين مشهورو غير مشهور، ولا بين مفكر وغير مفكر، فإننا قد نستطيع- أيضا- أن نقدر مدى النتائج السلبية التي تلم بالحياة الاجتماعية والسياسية، نتيجة لما يأخذه المصابون بهذا الاضطراب في المواقع الاجتماعية المهمة من قرارات قد تمس سلامة المجتمع، أو استقرار النظام الديني والاجتماعي له.

§         وعلى المستوى العربي تتزايد أهمية الكتابة محن هذا الموضوع. فالدراسات المسحية الوبائية التي أجريت على المستوى العالمي والمحلي، تبين أنه لا صحة للقول بأن الاكتئاب ظاهرة أمريكية وأوروبية. فهو ينتشر بنسب متقاربة في غالبية المجتمعات، وتتزايد نسبة انتشاره من جيل إلى جيل، وتتسع قاعدته الاجتماعية الزمنية تدريجيا. فأصبح يصيب الأطفال والمراهقين بعد أن كان يعتقد أنه مرتبط بالأعمار الكبرى. وبالرغم من عدم وجود دراسات عربية منظمة تبحث مدى انتثار الظواهر المرضية في المجتمع، فإن بعض الدراسات التي قام بها كاتب هذه السطور، مستقلا أو بالتعاون مع زملاء آخرين في بعض أجزاء من العالم العربي، بينت أن المواطن العربي يعاني كغيره من هذا الاضطراب وما يرتبط به عن مشكلات أخرى، ولو أنه في وضع أسوأ من زميله الغربي أو الأمريكي، لسبب جوهري يتمثل في قلة حجم المعروض عن خدمات نفسية و اجتماعية متخصصة، تتلاءم مع مستوى الخطورة التي يمثلها انتشار هذا الاضطراب.

§         ودفعتني للتفكير في الكتابة عن هذا الموضوع، أيضا، قلة ما كتب عنه في بيئتنا العربية، والقليل الذي كتب اقتصر- في حدود ما أعلم- على التركيز على الجوانب التقليدية من التشخيص والعلاج النفسي. ومما يلفت النظر أن الكتابات العربية عن الاكتئاب، وعوامل تطور الإحساس باليأس و التشاؤم، ركزت على دراسة الاكتئاب بوصفه مرضا طبيا، ولم تركز عليه بصفته اضطرابا يصيب الناس العاديين. ومن ثم لم تتح لطائفة عريضة من الجمهور العادي الذي يعاني من أعراض الاكتئاب، فرص الاطلاع والاستفادة الذاتية المنظمة من الأساليب العلاجية الحديثة.

§        كما لا أعرف- في حدود علمي أيضا- بوجود أي مؤلفات عربية تشرح للناس المهتمين بهذا الموضوع، الجوانب المتكاملة من العلاج النفسي الطبي والسلوكي. وحتى مع تنويه بعض هذه الكتابات إلى أهمية العلاج الطبي والسلوكي معا، فإنها وقفت عند حد الشرح الأكاديمي دون أن تشرح بعض التطورات المعاصرة في نمو حركة العلاج السلوكي والمعرفي، و كيفية تطبيق مناهجها، وإجراءات هذا التطبيق ومتابعة نتائجه. وهي ثغرة حاولت أن أتلافاها بوضع هذا الكتاب بين يدي القارئ العربي.

§         فهذا الكتاب يمثل إذن حصيلة اهتمام مهني، وأكاديمي تطور لدي عبر سنوات طويلة من ممارسة العلاج النفسي السلوكي والمعرفي في الوطن العربي والولايات المتحدة. وقد فرضت علي مقتضيات المنهج، و البرنامج العلاجي المتعدد المحاور الذي توثقت صلتي به منذ سنوات عدة، فرضت علي أن أقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أبواب على النحو الآتي:

§         الباب الأول يقدم بعض الحقائق العامة عن مفهوم الاكتئاب، وآثاره على الفرد والحياة الاجتماعية والصحية، فضلا عن سبل التعرف عليه بالشكل المنهجي الذي يتكامل مع التخطيط العلاجي.

§         أما الباب الثاني، فهو يتكون من سبعة فصول تتضافر فيما بينها، لشرح أهم التفسيرات والأسباب، كما تقدمها مختلف النظريات العلمية لتفسير الاكتئاب. و من خلال هذا الجزء سيتعرف القارئ على الكثير من العوامل المرتبطة بتطور الاستجابة الاكتئابية، بما في ذلك العوامل البيولوجية والضغوط الخارجية، وأخطاء التعلم الاجتماعي، و الافتقار إلى المهارة الاجتماعية في معالجة الصراعات الخارجية والتوترات المختلفة، فضلا عن الأخطاء المتعلقة بأسلوب التفكير في الذات والآخرين.

§         ويركز الباب الثالث، على شرح التيارات المعاصرة في العلاج النفسي السلوكي للاكتئاب. ولهذا يتكون هذا الجزء من ثمانية فصول، يمثل كل فصل منها برنامجا علاجيا يتكامل مع البرامج الأخرى، بهدف معالجة الاكتئاب من مختلف جوانب القصور لدى المكتئب. ومن ثم يجد القارئ لهذا الجزء شرحا لأهم المحاور العلاجية، وما تحتوي عليه هذه المحاور من فنيات مختلفة. فهناك شرح لأسلوب الاسترخاء والتخيل، بوصفهما طريقتين للتغلب على مشاعر الكدر و التوتر التي تغلب على الشخص في هذه الحالات. وهناك فصول تركز على أهمية تدريب المهارات الاجتماعية، و تدريب الثقة بالنفس. و هناك فصل مفصل عن العلاج المعرفي ومعالجة أخطاء التفكير واللاعقلانية في تفسير الأمور، وإدراك الذات لدى المكتئبين. هذا فضلا عن تقديم بعض المناهج السلوكية المهمة بما فيها معالجا الضغوط النفسية، والتعامل مع اليأس المكتسب من خلال النشاطات السارة، وسبل اكتساب الأمل بديلا للتفكير السلبي والمرضي الذي يغلب على المكتئبين.

§         وتجب الإشارة إلى أن أهمية الأساليب التي ذكرتها لتحقيق الأهداف المرجوة منها، ترتهن بأنواع الاكتئاب التي أتاحت لي الظروف متابعتها. بعبارة أخرى، فإن هناك أنواعا أخرى من الاكتئاب لم يتطرق هذا الكتاب لهـا، مما لا يغني عن الاستشارة النفسية والطبية إذا ما تطلبت ظروف الشكوى ذلك فضلا عن أن الكثير من هذه الأساليب العلاجية لكي تصل إلى فائدتها المطلوبة، يجب أن تستخدم مع الأساليب البيولوجية والعضوية والاجتماعية الأخرى. ولهذا فقد أفردت فصلا كاملا يشرح أهمية التكامل بين كل أنواع المعالجة النفسية والاجتماعية والعضوية.

§         وليقيني القوي بأهمية المعالجة الذاتية، فقد حاولت أن أشرح بشيء من التفصيل أنواع الفنيات التشخيصية والعلاجية المستخدمة، مع التركيز على كيفية استخدامها، ومتابعة نتائجها. وزيادة في التوضيح، وضعت أمثلة واقعية من حالات كثيرة استقيت غالبيتها العظمى من واقع الممارسة في العالم العربي.

     و إذا وجد القارئ في هذا الكتاب شيئا إيجابيا، فإنني يجب أن أعترف بأنني لست صاحب الفضل الأوحد في ذلك. فقد تعلمت من مرضاي بشكل خاص الكثير، فالثقة التي منحوني إياها، والإيمان العميق بالبحث عن سبل الخلاص من المعاناة اليومية، أضافا كثيرا من الوضوح إلى أجزاء كثيرة من هذا الكتاب، فلهم الفضل في هذا. كما يجب أن أنوه بفضل كثير من الزملاء في حقل الطب النفسي، و علم النفس الإكلينيكي على السواء على ما لمسته منهم من تفتح على الجديد، وإيمان بدور كل العلوم الإنسانية والطبية في التعامل مع المعاناة البشرية. ومن الزملاء الأصدقاء الذين يجب أن أخصهم بالذكر، بسبب ما أمدتني به صداقتهم من استبصار مباشر أو غير مباشر بأهمية تبادل التفكير، والمشاعر الدافئة معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدخيل والدكتور عبد الله عسكر والدكتور ماجد غالب كامل. أما الدكتورة رضوى إبراهيم، فقد كان لها أكثر من دور واحد في وضع هذا الكتاب بالصورة التي هو عليها. ففضلا عما أمدتني به من دعم نفسي، وعلاقة زوجية دافئة ساعدتني على مواصلة مسيرة طويلة من الكتابة والتأليف، قد أضافت من الناحيتين العلمية والعملية الكثير إلى مادة هذا الكتاب بشكل خاص، بسبب ما أمدتني به من ملاحظات وما سمحت لي بوضعه من أمثلة أو حالات تشاركنا في علاجها. كما يجب أن أنوه بفضل كثير من العلماء والمؤلفين الأجانب خاصة بروفيسور، بيك " Beck"، و " زكرمان " "Zuckerman" و "ليوبين" "Lubin " و "ألبرت إليس، Ellis، لسماحهم لي بترجمة بعض مقاييسهم النفسية، وتوظيفها مع بعض أفكارهم، مقترحاتهم للأغراض الأكاديمية والممارسة في البيئة العربية. وإلى كل هؤلاء وقرائي الراهنين والسابقين، الذين منحوني الإيمان بقيمة ما أضع بين أيديهم من كتابات، أهدي هذا العمل.

 

Document Code PB.0040

http://www.arabpsynet.com/Books/Ibr.B1 

ترميز المستند   PB.0040

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)