Arabpsynet | |||
|
|||
|
|
||
العـلاج النفسـي
د. عبد الرحمن محمد عيسوي دار المعرفة الجامعية - 1988 |
|||
|
|||
|
|||
q
فهــرس الموضوعــات
/
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
§
تقديم
§
الفصل الأول: تعريف وأهداف العلاج النفسي §
الفصل الثاني: أساليب الوقاية من الأمراض العقلية والنفسية §
الفصل الثالث: أساليب التشخيص الطبي والنفسي والاجتماعي §
الفصل الرابع: الحياة في العيادات
والمستشفيات العقلية الحديثة §
الفصل الخامس: الأساليب العلاجية §
الفصل السادس: أنواع العلاج النفسي
§
الفصل السابع: العلاج بالتحليل النفسي §
الفصل الثامن: العلاج السلوكي: أساليبه وفاعليته §
الفصل التاسع: أساليب العلاج الجماعي §
الفصل العاشر: السيكودراما والسسيودراما §
الفصل الحادي عشر: العلاج بأساليب منوعة §
الفصل الثاني عشر: أساليب العلاج الجشطالتي
§
الفصل الثالث عشر: العلاج النفسيوي §
الفصل الرابع عشر: علاج أمراض ومشكلات معينة §
الفصل الخامس عشر: تقويم نتائج العلاج
§
معجم المطبوعات
§
المراجع
|
|||
q
تقديــم الكتــاب
/ PREFACE |
|||
يسرني
أن أقدم للمكتبة العربية كتاب(العلاج النفسي) راجيا أن يسد بعض النقص الملموس في
هذا المجال التطبيقي الحيوي من المجالات العديدة لعلم النفس الحديث. والواقع أن
علم النفس في العالم العربي لم يأخذ دوره المنشود من التقدم والإزدهار الذي
يتمشى مع ما أحرزه هذا العلم الناشئ من تقدم في المجتمعات المتقدمة. فما زال
يعاني من نقص كبير في عدد المتخصصين فيه، وفي البحوث الحقلية الميدانية التي
تعالج مشاكل المواطن العربي ، وتوضح سمات شخصيته وأنماط ردود الفعل عنده. وإذا
كان علم النفس في مجاله النظري يعاني بعض النقص فإن هذا النقص أكثر وضوحا في
مجالاته العملية التطبيقية، ومن ذلك علم النفس التربوي والمهني والعسكري
والقضائي والصناعي والتجاري وعلى وجه الخصوص علم النفس العيادي أو الإكلينيكي أو
العلاجي. ونحن في العالم
العربي في أمس الحاجة إلى إتقان فنون علم النفس التطبيقية وممارستها وتوفير
الخدمات النفسية ولاسيما الوقائية والعلاجية منها لكافة أبناء المجتمع. ولذلك لا
ينبغي النظر للعلاج النفسي على أنه نوع من الترف العلمي أو العملي وإنما على أنه
ضرورة ملحة تتطلبها الحياة العصرية السوية السعيدة التي هي حق كالماء والهواء
لكافة طوائف المجتمع وقطاعاته، ولا ينبغي أن يقتصر العلاج للقادرين ماديا على
دفع نفقاته الباهظة. بل ينبغي أن تمتد مظلة الرعاية النفسية لتشمل جميع أفراد
المجتمع. إن المرض النفسي من
أشد العوامل قسوة وعنفا في انتزاع سعادة الإنسان وتدميرها، بل وسعادة وأمن
المحيطين به أيضا. فالأسرة التي يصاب أحد أعضائها بالمرض العقلي أو النفسي تعاني
كلها من التعاسة والبؤس وضيق الصدر فضلا عما يسببه المرض من إعاقة لإنتاجية
الفرد وإبداعه وإسهامه في العمل الوطني، بذلك يكون العلاج النفسي نوعا من
الاستثمار المفيد الذي يرتد عائده على كل من الفرد والمجتمع على حد سواء. وقد يقال إن الأمراض
النفسية والعقلية أمراض عصرية حديثة وعلى ذلك فلا توجد في مجتمعاتنا العربية
بنفس القدر الذي توجد به في المجتمعات المتقدمة إلا أن هذا القول مردود إذ أن
الأمراض العقلية والنفسية وجدت منذ وجد الإنسان وتعرف عليها علماء اليونان
وفلاسفتهم ثم تناولها علماء العرب بالفحص والتشخيص والعلاج وأقاموا المستشفيات
العقلية المتخصصة التي كانت ترعى المرضى جسميا وعقليا واجتماعيا، تعرف الإنسان
منذ القدم على الجنون والخبل والهبل وذهاب العقل. والحقيقة أن الأمراض
العقلية والنفسية موجودة عندنا كما توجد عند غيرنا، بل لقد وجد كاتب هذه السطور
في بعض الدراسات التي أجراها على العصاب النفسي وبعض سمات الشخصية الأخرى. أن
أفراد العينات العربية أكثر سوءا عن زملائهم الإنجليز والأمريكان . وإلى جانب أهمية العلاج النفسي كأسلوب مستقل
فإنه يفيد أيضا كأسلوب يساعد مرضى الأمراض الجسمية في سرعة الشفاء وفاعلية
العلاج الطبي. والكتاب الذي أضعه بين يدي القارئ العربي محاولة
متواضعة في هذا المجال الواسع والخصب ألا وهو مجال العلاج النفسي ولعل يكون فيه
دعوة للمسؤولين عن صحة أفراد المجتمع وسعادتهم للإهتمام بهذا المجال الحيوي،
وفتح العيادات والمستشفيات النفسية والعقلية المتخصصة وتمويل الدراسات الحقلية
التي تسبر أغوار هذا الميدان الكبير. ولعل الكتاب خطوة متواضعة أيضا للانتقال
بعلم النفس في عالمنا العربي خطوة إلى الأمام من مجال النظر إلى مجال التطبيق. ولعل الكتاب-فيما وصل إليه علم
المؤلف- هو الأول من نوعه الذي يحمل هذا العنوان "العلاج النفسي". ومن
هذا فقط نشعر بالتخلف الشاسع بين العلاج النفسي في العالم العربي والعلاج النفسي
في أوربا وأمريكا وذلك لأن القارئ هناك يجد عشرات الكتب والمراجع التي يخصص
الواحد منها بأكمله لنوع أو لأسلوب واحد من أساليب العلاج النفسي المتعددة
كالعلاج السلوكي أو العلاج الجماعي والعلاج التحليلي- بل إن هناك مؤلفات برمتها
تعالج مشكلة واحدة أو مرضا واحدا كعلاج الفصام أو الكحولية أو الجنسية المثلية
أو السيكوباتية وما إلى ذلك. ولعل في ذلك بعض العذر إذا لمس القارئ أن هناك بعض
النقص في سرد تفاصيل بعض المناهج العلاجية إذ المفروض أن يخصص لكل أسلوب. من
أساليب العلاج مؤلفا مستقلا. ولعل الطابع الأساسي الذي حرصت أن
أبرزه في هذا الكتاب هو الاهتمام بعرض التقنيات والأساليب الفنية أو الطرق التي
يستخدمها المعالج النفسي أكثر من اهتمامي بحشد الخلفيات النظرية. ولقد أوردت
كثيرا من الحالات المرضية واقتبست كثيرا من المقابلات التشخيصية والعلاجية حتى
يعيش القارئ في جو العلاج النفسي الحقيقي ويقف على ما يجري في حجرة العلاج من
تفاصيل ودقائق. وكان من الممكن أن أكتفي بعرض المبادئ العامة الرئيسية، ولكن ذلك
لا يحقق ما أصبو إليه وما أتمناه من تقدم فني وعملي لمناهج علاج الأمراض النفسية
والعقلية، ولعلم كعلم النفس الناشئ في مجتمعنا العربي الذي يسعى لبناء حضارة
عصرية لا بد وأن تكون متكاملة العناصر في جوانبها المادية والروحية والنفسية
والاجتماعية والعلمية والعلمية، الخ . ولكن مهما يكن من الأمر التفاصيل الواردة في هذا
الكتاب ومن شروح لمجريات العلاج النفسي فإن الكتاب في حد ذاته لا يكفي لممارسة
العلاج النفسي بأي صورة من الصور الرسمية أو غير الرسمية، بل إنني أحذر مشددا من
محاولة تطبيق أي من هذه الإجراءات العلاجية سواء على الفرد نفسه أو تطبيقها على
غيره. ذلك لأن العلاج النفسي يحتاج إلى تدريبات عملية حقلية مكثفة
و متعمقة ويحتاج إلى مران عملي
لا يكتسب من قراءة الكتب والمراجع و إنما من الممارسة العملية والتدريب العملي
على أيدي المتخصصين. والقانون يحرم على غير الحاصلين على تراخيص حكومية مزاولة
مهنة العلاج النفسي . ذلك لأن العلاج النفسي سلاح ذو حدين فهو لدى الأيدي غير
المتخصصة قد يتسبب في إيذاء المريض . وسيرى القارئ في رحلته مع هذا الكتاب ،
أن العلاج النفسي أحد الفنون العلمية والعملية الواسعة الذي يحتاج إلى التزود
بخبرات ومعارف من فروع علمية شتى. من ذلك الطب البشري والطب العقلي والخدمة
الاجتماعية والتربية والدين والفلسفة والقانون وعلم الاجتماع والصحة العامة..
الخ. ولذلك فأقل ما أنصح به قارئ هذا الكتاب هو أن يقرأ في كل مجالات علم النفس
أولا حتى تزداد إفادته من قراءته ومن ذلك ضرورة القراءة في علم النفس العام وعلم
النفس الفسيولوجي وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس المرضي وعلم النفس المهني،
وعلم النفس التعليمي والقياس العقلي. إذ لا بد من معرفة الأسس النظرية و التجريبية
قبل المناهج التطبيقية. ولقد أوردت بكثير من الإختصار والتبسيط بعض
المناهج الطبية العلاجية لا لأنها من اختصاص ممارسات المعالج النفسي وإنما
للإلمام النظري بمثل هذه المعالجات الطبية وحتى يلم الأخصائي النفسي بما تتضمنه
مثل هذه الأساليب التي يخضع لها المرضى الذين يشترك هو في معالجتهم وفي رعايتهم
أو تشخيص حالتهم. ولا شك أن هناك علاقة وثيقة بين علم النفس وعلم الطب العقلي
سواء في مفاهيمهما النظرية أو في ممارستهما العملية. والله ولي السداد والتوفيق. |
|||
Document Code PB.0047 |
ترميز المستند PB.0047 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights
Reserved) |