Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الإسـلام و العـلاج النفسـي الحديـث

د. عبد الرحمن محمد عيسوي

دار النهضة العربية

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         تقديم

§         الفصل الأول: الطب النفسي الوقائي في الإسلام

§         الفصل الثاني: العلاج النفسي في الفكر الغربي المعاصر

o        مفهوم العلاج النفسي 

o        أسباب الأمراض النفسية والعقلية والسيكوسوماتية

§         الفصل الثالث: معالم علم النفس الإسلامي

o        مقدمة

o        خصائص العلاج النفسي الإسلامي 

o        سمة الإيجابية في الشخصية الإسلامية

o        سمات الطبيب النفسي المسلم   

§         الفصل الرابع: مدى معرفة أطباء الإسلام بالتحليل النفسي

§         الفصل الخامس: دور الإسلام في تحقيق حاجات الفرد

§         الفصل السادس: تكامل الشخصية الإنسانية في التصور الإسلامي

§         الفصل السابع :

o        الوعي الصحي في الإسلام

o        الانفعال إسلاميا وعلميا

o        عملية التسامي بالدوافع وفقا للتعاليم الإسلامية

§         الفصل الثامن: الصحة النفسية والعقلية في القرآن الكريم والسنة المطهرة

§         الفصل التاسع: مرض المالينخوليا في التراث الإسلامي

§         الفصل العاشر: أسلوب الإسلام في تحقيق الشفاء النفسي

o        أثر الصبر في الشفاء

o        أثر الصيام في الصحة العقلية

o        الأثر العلاجي للإيمان

o        أثر الدعاء في الشفاء من الأمراض النفسية

o        دور الأدعية والإذكاء في علاج الاكتئاب

§         المراجع

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

    يسرني أن أقدم للقارئ العربي الكريم كتابي هذا راجيا من المولى عز وجل أن يجد فيه بعض النفع والبركة. والكتاب ليس إلا صيحة مدوية من أجل الاهتمام بموضوع جد خطير، ألا وهو الاهتمام بصحة الفرد العربي والمسلم على أرضنا الطيبة، وحمايته من خطر العوامل التي تؤثر في صحته النفسية والعقلية، وتنال من تكيفه النفسي والاجتماعي والخلقي والأسري والمهني والعلمي وما إلى ذلك، من العوامل التي تعوق انطلاقه نحو الخير والعطاء.

فالكتاب محاولة متواضعة للفت الأنظار نحو موضوع له أهميته وقيمته العظمى وهو العودة لتراثنا الإسلامي الأصيل لنستلهم منه العظات والعبر، ولنرتوي من منابعه العذبة ومن جداوله النقية، ولنغذي القلب والعقل والنفس بغذائه الطهور، فتشفى النفوس من عللها وأدرانها، وتتخلص من شوائبها وأرجاسها وتتحرر من قيودها وأغلالها، ولنسير على هدى من نور إسلامنا الحنيف، وقرآننا العظيم، وسنة نبينا الكريم، فنقي أنفسنا وأبناءنا من شر الوقوع في براثن الجريمة والجنوح، ونحمي أنفسنا من نزعات الطمع والجشع والتكالب والأثرة، ونخلصها من نوازع الكره والبغض والحسد والغيرة والغل والكبر والتعالي والمباهاة والتجبر والبطش والطغيان والبغي والضلال، وشتى مظاهر الانحراف والتسيب والارتشاء والفسوق والفساد والفجور والإهمال واللامبالاة، ومن غلو الشهوات والملذات. وتحريرها من نزعات السلبية واللامبالاة واللاانتماء.

    ولا شك أن تراثنا الخالد حافل بكل ما يحفظ على النفس استقامتها واستقرارها، وسعادتها وهدوئها وسكينتها ورضاها واعتدالها واتزانها واطمئنانها. فالإسلام الحنيف يربي أبناءه على حب التواضع، والبر والإحسان، والتقوى والورع والخشوع، والرضا والقناعة والزهد، والمحبة والمودة، والتراحم والتعاطف والشفقة، والتعاون والأخذ والعطاء، والمشاركة الوجدانية، والأخوة في الله، والعدل والمساواة والإنصاف، والتوسط والاعتدال، والصبر والمثابرة وقوة التحمل والجلد، والجدية والالتزام والإنضباط والطاعة والولاء والاحترام... إلخ.

    ويغرس الإسلام فينا الشجاعة والتضحية والفداء وحب العطاء والإقدام والبسالة، وحب الاستشهاد في سبيل الله. كما يحرص على تكوين المواطن المؤمن والقوي الأمين، والعادل والمنتج، والقادر على دفع حركة الإنتاج والتقدم إلى الأمام.

    ولحسن الحظ أن جميع مظاهر الحياة الإسلامية، سواء في جوانبها العقائدية والفكرية والإيمانية أو في جوانبها العملية تدفع إلى التمتع بالصحة العقلية والنفسية والجسمية. فالإيمان، وغيره من القيم والعقائد الإسلامية، يبعث على هدوء النفس واستقرارها وتهذبها وتأدبها، وكذلك تؤدي جميع العبادات كالصلاة والصوم والحج وأداء الزكاة والإقرار، قولا وفعلا، بالشهادة، إلى إحساس النفس بالراحة والطهر والطهارة والهدوء والاستقرار والرضا كما تؤدي إلى التخلص من مشاعر الإثم والذنب والقلق والتوتر والتأزم والصراع والغضب والضيق والثورة والتهيج والاكتئاب والحزن والوهم والضياع والشك والريبة والكره والبغض. والوضوء يغسل النفوس كما يغسل الأبدان ويطهرها، والصلاة تبعث على الشعور بالرضا والاطمئنان والاستقرار وهكذا.

وإذا كان للعلاج النفسي الحديث شقان: شق وقائي وآخر علاجي، فلقد سبقه إسلامنا الحنيف في المحافظة على صحة المؤمن البدنية والعقلية والنفسية والقلبية ووقايتها من الإصابة بالأمراض، وفي الإسلام، بجانبيه النظري والعملي، ما يشفي النفوس المريضة ويحررها من عللها، وعلى ذلك فإن العودة لحظيرة الدين الإسلامي وإلى مظلة الإيمان لهي خير وسيلة للوقاية والعلاج من الأمراض النفسية والعقلية تلك الأمراض التي أدت ظروف الحياة المادية وما فيها من تنافس حاد، وصراعات محتدمة، ونزعات مادية بغيضة وطمع وجشع وأنانية وفردية واستحواذية إلى ظهورها. ولقد زاد انتشار هذه الأمراض في هذه الأيام حتى أصبح يوصف عصرنا بأنه عصر القلق.

    ويقال في حق هذه الأمراض النفسية والعقلية أنها "أمراض العصر" نظرا لكثرة انتشارها ولتوفر الأسباب المؤدية للإصابة بها، لأنها وليدة هذه الحضارة وما تتسم به من التعقيد والطموح الزائد والتنافس الحاد والصراع المدمر. ومن هذه الأمراض النفسية المخاوف الشاذة، كالخوف من الماء أو الدم أو النار، والاكتئاب، والقلق، والهستيريا، وتوهم المرض، والوسوسة، والشعور بالضعف والوهن.

    ومن الأمراض العقلية، وهي أشد وطأة وخطورة على حياة الفرد والمجتمع، الفصام، وجنون الاضطهاد، وجنون العظمة، والاكتئاب، والجنون الدائري (ذهان الهوس- الاكتئابي).

    ومن العلل التي تصيب الشخصية في جانبها الخلقي ما يعرف باسم "السيكوباتية" وهي عبارة عن ضعف حاد في ضمير الفرد وشعوره الخلقي.

وهناك طائفة أخرى من الأمراض المنتشرة في عصرنا هذا وهي وليدة الضغوط والقلاقل والتوترات والصراعات وأعني بها مجموعة الأمراض التي يطلق عليها "الأمراض السيكوسوماتية" أي تلك الأمراض التي تنشأ من عوامل أو أسباب نفسية وضغوط اجتماعية ولكن أعراضها تتخذ شكلا جسميا، ومنها ضغط الدم والسكر والربو والقرح والسمنة و بعض الأمراض الجلدية و بعض أمراض الفم والأسنان.

    والحقيقة أن جميع الأمراض لا بد وأن يوجد فيها عنصر نفسي ما. كما أن شفاء جميع الأمراض، سواء كانت جسمية أو عقلية، لابد وأن يتوقف على بعض العوامل النفسية، ذلك لأن الإنسان وحدة متفاعلة ومتكاملة من نفس وجسم، بمعنى أن النفس والجسم يؤثر كل منها ويتأثر بالآخر، فحالة الخوف الشديد وهي حالة نفسية، تؤثر في ضربات القلب، وإفراز العرق، وإفراز المعدة، وإفرازات بعض الغدد الصماء، وفي حالة التنفس، وفي اتساع حدقة العين، وفي جفاف الحلق وفي اصفرار اللون، ويؤدي إلى الارتعاش أو الرجفة، كلها مظاهر جسمية تنتج عن حالة نفسية. والمرض الجسمي الطويل أي الضعف العام أو الهزال ينال من نفسية صاحبه. فالصلة وثيقة والتأثير متبادل بين النفس والجسم. ولذلك قيل قديما "العقل السليم في الجسم السليم ".

    وتدور فكرة الكتاب حول توكيد سبق إسلامنا الحنيف في الحرص على صحة المسلم العقلية، وعلى أن في كل نشاط أو عمل إسلامي أثرا نفسيا طيبا ، وأثرا خلقيا طيبا، وأثرا اجتماعيا طيبا. والإسلام يخاطب عقول الناس، كما يخاطب نفوسهم أو قلوبهم ويحثهم على طهارة نفوسهم كما يحرص على طهارة أبدانهم.

    ولقد أثبتت دراسات حديثة كثيرة أن سلامة الخلق تؤدي إلى سلامة النفس وأن الأسباب التي تؤدي إلى سوء الخلق والجنوح هي ذاتها التي قد تؤدي إلى الأمراض النفسية والعقلية. وعلى ذلك فالتحلي بالقيم الخلقية سبيل إلى التمتع بالصحة النفسية والعقلية. والانحراف الخلقي يؤدي إلى الانحراف العقلي.

    ويستهدف الكتاب، بمشيئة الله وعونه، إلقاء الضوء على أساليب العلاج النفسي في مفهومه الحديث، ليقارن القارئ الكريم بنفسه تراثنا الأصيل ومظاهر الفكر الغربي، كما يستهدف الكتاب إبراز الآثار العلاجية والوقائية في كثير من التصورات والمبادئ والمفهومات الإسلامية، وكذلك في الأعمال والعبادات الإسلامية. ويعرض لنماذج (فقط) لهذه الأمور في تراثنا الطبي ويترك للقارئ الكريم استكمال الصورة واستلهام الآثار النفسية بنفسه من كل عمل صالح أو فكر مستقيم.

    فالمأمول أن يكون لهذا الكتاب إلى جانب قيمته النظرية في توكيد سبق الإسلام في معرفة أساليب الوقاية والعلاج ، أن يكون له فائدة عملية تطبيقية تتجلى في الممارسات الإسلامية وحياة الإسلام التي تتسم بالطهر و الطهارة.

                   والله ولي التوفيق والسداد.

 

Document Code PB.0048

http://www.arabpsynet.com/Books/Issaoui.B3 

ترميز المستند   PB.0048

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)