Arabpsynet | |||
|
|||
الصدمــة
النفسيــة علم نفس الحروب و الكوارث تأليف : مجموعة من الباحثين
إشراف : د. محمد أحمد النابلسي
الناشر : دار
النهضة العربية 1991 |
|
||
|
|||
q
فهــرس
الموضوعــات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
§
المقدمة
1-
على الصعيد الجسدي
2-
على الصعيد النفسي 3-
على الصعيد
الإجتماعي §
الفصل الأول o
الصدمة النفسية
وتطور مفهوم العصاب الصدمي 1)
تشخيص الجمعية الأميركية للطب النفسي 2)
التشخيص
اليكولوسوماتي 1-
فرويد والصدمة 2-
السيكوسوماتي
التحليلى 3-
التحليل النفسي
وصدمة الأنا 4-
اضطرابات معايشة
الجسد 3)
عصاب الحرب 4)
عصاب الكوارث
الطبيعية 5)
عوارض العصاب
الصدمي وهيكلية العيادية أ -
تبصر فترة الكموت الفاصلة بين الصدمة وبين ظهور العوارض ب-
تناذر التكرار المرضي ج-
العلائم العصابية العامة والأعراض المستعارة د-
الشخصية العصابية- الصدمية هـ-
تطور العصاب الصدمي 6)
الخلاصة والنتائج o
المراجع
o
الفصل الثاني:
دور
الطبيب النفسي في حالات الكوارث والحروب 1-
المفاهيم السياسية
للكارثة أ-
الموقف نظير المنطقي ج-
تزويد الوقائع. د-
العنصرية الفظة هـ-
معالجة المعاناة. 2-
الكارثة والسياسة في الحرب الأهلية. 3-
مسؤولية الطبيب
النفسي قبل الكارثة أ-
خارج نطاق الاختصاص. ب- في
حالات الكارثة الفردية ج-
الطبيب النفسي بعد الكارثة. o
المراجع
o
الفصل الثالث
مناهج
البحث العلمي في حالات الكوارث والحروب 1-
مقدمة 2-
اعتبارات عامة 3-
أسئلة البحث أ-
ما هي أبعاد
الكارثة التي أصيبت بها تلك المجموعة السكانية المتأثرة بالكارثة ب-
إلى أي مدى تبدو
الكارثة جديرة بأحداث ظروف الشدة الداخلية وبأحداث الرعب لدى المعترض لها ج-
السلوك خلال الكارثة. د- ما
هي ردود الفعل المباشرة للكارثة ولأبعادها المخـتلفة و- كيف يمكننا تأمين الوقاية أو العلاج
للحالات المرضية عقب الكارثية ز-
كيف تؤثر الاضطرابات النفسية (السابقة للكارثة) في نتيجة الصدمة ح-
ما هي المساعدة التي ينتظرها الضحايا
ومن قبل من 4-
استمارة الفحص الإحصائي 5-
المقابلة المبكرة 6-
سير المقابلة 7-
قيمة المقابلة. تعريفات أنماط الاضطرابات 8-
مقاييس التكيف بعد الكارثة . 9-
المعطيات المساعدة والإضافية 10- المقاييس المستعملة للأطفال . 11- إشكاليات الإمكانية 12- مسائل إحصائية o
الخلاصة
o
الفصل الرابع
الاختبارات النفسية المستخدمة في أوضاع الكارثة ملحق (أ) مقاييس الشدة النفسية تهديد الحياة الأضرار 2- ملحق (ب)
أ-
مدى تأثر الأقارب
والأصدقاء. ب-
أضرار أخرى 3- ملحق (ج)
1-
التهديد والخطر. 2-
الخسائر 3-
التحطيم والأضرار 4-
أضرار أخرى 4- ملحق (د) أ-
عوامل التهديد أو
الخطر ب-
الخسائر ج- الأضرار والتخريب. د- تجارب
صدمية أخرى. هـ-
الإستجابات السلوكية أمام الكارثة 1.
الوظيفة الإدراكية 2.
السلوك غير
الملائم 3.
تلقي النجدة 4.
السلوك القيادي
أثناء المحنة 5.
القدرة على
المشاركة 6.
جهود الإنقاذ
الكلية 7.
جهود الإنقاذ
النسبية 5-
ملحق (هـ) 6-
ملحق (و) 7-
ملحق (ز) 8-
ملحق (س) 9-
ملحق (ط) 10-
ملحق (ق) 11-
ملحق (ل) أ-
البيان الإحصائي . ب-
بيان الخلفية 1-
الخبرة السابقة والتدريب . 2-
الوقاية الصحية . 3-
الوقاية النفسية . 4-
الشخصية ..
ج-
التجربة الصدمية الكارثية 1-
تهديد الحياة 2-
الإصابات الجسدية 3-
الصراعات /
القرارات / المسؤوليات 4-
التفاعل المباشر
مع الكارثة 5-
الإسناد 6-
معطيات عامة
د- الحالة الراهنة للضحية 1-
ردود الفعل
المرضية 2-
فقدان الأبوين
بسبب الكارثة 3-
ردة الفعل
الإنهيارية 4-
ردة العقل الفلقية
5-
التغيرات الراهنة 6-
المشاعر الإيجابية
عقب الكارثية 7-
التكيف مع الكارثة
وعواقبها 12-
ملحق (م) 13-
ملحق 14-
ملحق 15-
ملحق o
الفصل الخامس
الأمراض
الناجمة عن الكوارث 1-
المناعة النفسية 2-
تناذر التكيف . أ-
عوامل الضغط
الجسدي ب-
عوامل الضغط
النفسي ج- عوامل
الضغط الاجتماعي 3-
أمراض الحرب
اللبنانية أ-
مرض الجرب ب-
الموجات الوبائية ج-
ارتفاع الضغط هـ- القرحة
و- الأمراض العقلية ز- الأمراض النفسية 4-
الأمراض النفسية
والحرب o
المراجع
o
الفصل السادس
الانفجارات
والاضطراب النفسي نموذج السيارة المفخخة 1-
السيارة المفخخة
واستخدامها 2-
الإنفجار والتوازن
النفسي 3-
تناذر السيارة
المفخخة 4-
مسؤوليات الطبيب
النفسي |
|||
q
تقديــم
الكتــاب / PREFACE |
|||
إن المكتبة العربية خلو من المراجع النفسية المتعلقة بأوضاع الحروب
والكوارث وعلاج انعكاسات هذه الأوضاع على الصعيد الصحي العام وعلى الصعيد
النفسي- الاجتماعي بصورة خاصة. هذا علفا بأن مراجعتنا للدراسات الأجنبية
المتوافرة في هذا المجال نلاحظ أن علم نـفس الكارثة والطب النفسي العسكري قد
نحولا إلى إختصاص متفرد نظرا لتداخل وتشعب إنعكاسات الكارثة انتشار هذه
الإنعكاسات محلي شكل أوبئة نفسية وجسدية وإجتماعية. وفيما يلي نسرد محددا من
الأمثلة حول هذه الأوبئة. 1- على الصعيد الجسدي أ- يذكر الأطباء الألمان، عن فترة الحرب العالمية الأولى، إصابة أعداد
كبيرة من الناس [المقاتلين خاصة ] بداء الإرتجاف الذي يمنع المرء من القيام
بمجموعة مترابطة من الحركات. ويؤدي بالتالي إلى الإعاقة. وهذأ الداء لم يكن
عضويا بدليل أن العلاج النفسي
وحده كان فعالا في علاجه. ب- تذكر التقارير الإنجليزية أن إصابات القرحة قد ازدادت بنسبة 455% إبان
الغارات الألمانية على لندن خلال الحرب الثانية. ج- تفيد تقارير الأميركيين عن زيادات ملحوظة في نسبة المصابين بالذبحة
القلبية والأمراض الإنسدادية بين المقاتلين في حرب فيتنام د- تشير دراسات الفرنسيين إلى معاناة أسرى الحرب العالمية الثانية لعدد
من الاضطرابات النفسية والجسدية. بعض هذه الاضطرابات كان حادا أما بعضها الأخر
فقد تأخر ظهوره عشرات السنوات. و إلى جانب العصاب الصدمي وارتفاع الضغط والقرحة
والسرطان ينقل الأطباء الفرنسيون حالات الهرم المبكر التي أصابت أولئك المتعرضين
لكارثة الاعتقال طويل الأمد. 2 - على الصعيد النفسي من الصعوبة بمكان استعراض النظريات المطروحة في هذا المجال، لذلك فإننا
سنعمد في هذه الفقرة إلى تعريف المظاهر النفسية التي تلازم أوضاع الكارثة باتفاق
غالبية العياديين. وفي المقدمة نتناول العصاب الصدمي حسب تسمية المحللين أو وضعية الكارثة
بحسب الأطباء النفسيين أو الصدمة النفسية بحسب علماء النفس العياديين. وباختصار فإن الكارثة الأكبر، بالنسبة لشخص ما، إنما تتمثل بموته الشخصي.
وهكذا فإن وضعية الكارثة هي تلك الوضعية التي تهدد حياة الشخص وتسلبه الأمان
النابع من اعتقاده بأن موته مؤجل. فالإنسان في الوضعية الاعتيادية يعلم أنه
صائر إلى الموت ولكنه يختبئ خلف
فكرة "إني سأموت حقا ولكن ليسر الآن ". فإذا ما وجد هذا الشخص نفسه في
وضعية الكارثة انقلب هذا الشعور لديه ليصبح متلخصا بفكرة: 9 إني سأموت حتما
والآن ". إن هذه المواجهة مع الموت (من خلال الكارثة) تؤدي إلى حدوث تغييرات عميقة
في شخصية المتعرض لها. كما أنها تخلف لدى هذا الشخص ردود فعل عشوائية سواء على
صعيد سلوكه الشخصي أو على الصعيد الفيزيولوجي. وعن هذا الاضطراب النفسي
الفيزيولوجي تنجم أحاسيس جسدية- وظيفية (أحيانا عضوية) تدفع بالشخص إلى محاولة
تعقيل خوفه من الموت. وبالتالي فإنه يحاول أن يبحث عن سبب منطقي يبور خوفه هذا
من الموت. فيلجأ إلى الخوف من المرض وبهذا يصل إلى مرحلة عصاب الوساوس المرضية
(المراق). وتفصيل ذلك أن هذا الشخص يحاول أن يكبت خوفه من الموت فيتبدى هذا
الخوف على أنه خوف من المرض. ولكن وجود الأحاسيس الجسدية المزعجة (الناجمة عن
اضطرابات وظيفية بحتة وليس عن مرض حقيقي) تجعل الشخص صادقا في خوفه من المرض
وبالتالي من الموت المحتمل. وهكذا تكتمل دائرة العصاب دون أن يدرك المريض أنه هو
الذي اختار هذا العصاب كي يتخلص من خوفه ولكي يكبته. 3- على الصعيد الاجتماعي إن وضعية الكارثة مع ما يستتبعها هن قلق الموت تؤدي إلى إهمال الشخص
للعالم الخارجي وتركيز كاهل تفكيره على عالمه الداخلي. وذلك بحيث يتحول الشخص
إلى حالة عن الشلل الاجتماعي التام. وفي حالات الكوارث العامة (الحروب، الزلازل، الانفجارات الكبرى، الأمراض
الوبائية المميتة... الخ) فإن هذا الشلل الاجتماعي يأخذ طابع العمومية فيصيب
أعدادا كبيرة من الناس بحيث يؤدي إلى شلل اجتماعي عام. ومثل هذا الشلل يهدد
المجتمع عامة وقيمه على وجه الخصوص. وعندما يصل مجتمع ما إلى هذا الدرك من الشلل
الاجتماعي تبدأ الحرب النفسية التي يشنها أعداء هذا المجتمع [أعداء خارجيون أو
من داخل المجتمع). فعندما تهتز القيم و تنعدم المقاييس يصبح أفراد المجتمع
مستعدون لتقبل أي إيحاء يوهمهم بالمساعدة وباستعادة الآمان والقدرة على الفعل. كما رأينا فإن وضع الكارثة يمكنه أفي يكون ذاتيا، كأن يصاب الشخص بمرض
خطر أو بحادثة تهدد استمراريته في الحياة، كما يمكنه أن يكون عاما كأن تكون
الحرب أو الزلازل أو غيرها مصادر لكوارث جماعية تصيب الآلاف في وقت واحد. وهذا
الكتاب مخصص للحالات الأخيرة. نظرا لأنها باتت معاشة في وطننا العربي. وإن كنا،
نحن اللبنانيين، قد عايشناها منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولغاية الآن. ويعرض هذا الكتاب للصدمة النفسية وللحرب النفسية ولعلم نفس الكوارث
والحروب إلى جانب عرضه لأدوار الطبيب النفسي في مثل هذه الحالات. وهو يعرض لهذه
المراضع انطلاقا من الفصول التالية: الفصل الأول: "الصدمة النفسية وتطور مفهوم
العصاب الصدمي" وفيه عرض للتطور التاريخي لمفهوم العصاب الصدمي وصولا إلى مناقشة هذا
المفهوم لدى المدارس التحليلية والنفسية المعاصرة مع التركيز على مفهوم الجمعية
الأميركية للصدمة النفسية وانتقاد ثغرات هذا المفهوم الفصل الثاني: أدور الطبيب النفسي في حالات الكوارث
والحروب". يقسم
هذا الدرر إلى ثلاثة مراحل زمنية هي: 1- قبل الكارثة، 2- أثناء الكارثة، 3- بعد
الكارثة. ويختلف دور الطبيب ومسؤولياته باختلاف هذه المراحل. الفصل الثالث: "مناهج البحث العلمي في حالات
الكوارث والحروب ". يجيب هذا الفصل على أسئلة من نوع: " كيف يمكن للمعالج التدخل في مثل
هذه الأوضاع "؟ وما هو الأسلوب المتبع في دراسة حالات الصدمة النفسية
الناجمة عن وضعية كارثية ؟، وغيرها من الأسئلة. الفصل الرابع: " الاختبارات النفسية المطبقة
في أوضاع الكارثة". وفيه تعرض لعدد من الاختبارات الموضوعة خصيصا بهدف تحديد الآثار النفسية
التي تخلفها الكارثة في نفس المصدوم. الفصل الخامس: " الأمراض الناجمة عن الكوارث
". من هذه الأمراض ما هو نفسي بحت أو جسدي بحت ولكن غالبيتها تنضوي في خانة
الأمراض النفسية- الجسدية وفي مقدمتها أمراض المناعة التي تحدثنا عنها
البروفسورة موسون. ثم نأتي لعرض عصاب الوساوس المرضية وعصاب القلق وأمراض القرحة
والذبحة وارتفاع الضغط.... الخ. الفصل السادس: " الانفجارات الكبرى- أنموذج
السيارة المفخخة". تبقى الإثارة السمعية من أشد الإثارات الحسية تسببا في استنفار الجهاز
النفسي وحثه لمقاومة الإرهاق النفسي الناجم عن تهديد الموت الكامن في صرت
الانفجارات. وفي هذا الفصل نعرض لتجربتنا في الآثار النفسية الناجمة عن المعايشة
القريبة لكارثة انفجار السيارة المفخخة. هذه الصدمة التي عايشها غالبية اللبنانيين. ونأمل أن يأتي
هذا الكتاب على مستوى طموحاتنا الهادفة إلى المساحة الفعلية في سد حاجات الإنسان
العربي ومساعدته على مواجهة شدائده بالطرق العلمية. كما نأمل أن يتمكن هذا
الكتاب من سد هذه الثغرة الضخمة في مكتبتنا العربية التي عاش قراؤها ولا يزالون
حالة حرب شبه دائمة وحالة كارثة باتت تهدد مجتمعات كاملة بأفرادها وجماعاتها
وتقاليدها ومقدساتها |
|||
q
عرض: د. جاسم محمد الخواجة / المجلة العربية للعلوم
الإنسانية صيف 1993 |
|||
هذا
الكتاب هو أول عمل من حيث الموضوع يعالج اثر الحروب والكوارث على الإنسان
العربي.و هذا كان واضحا في المقدمة التي عرضها د. محمد النابلسي حيث أشار الكاتب
إلى حاجة المكتبة العربية لكتاب يناقش الآثار المترتبة عن الحروب العديدة التي
مر بها العالم العربي. فالحروب والكوارث لها تأثيرات سلبية على الجوانب الجسدية
و الجنسية والنفسية والاجتماعية. والباحث المتفحص في الوطن العربي يجد أن الوطن
العربي قد طاف بكوارث وحروب طويلة ولكن لم يساهم أي من الباحثين بإجراء أية
دراسة حول تأثير الحروب على الإنسان العربي وهنا يتساءل المرء: هل أن عدم
الاهتمام في هذا الميدان يقع على الباحث العربي أم أن الباحث لم تتح له الفرصة
المناسبة لدراسة هذا الميدان لوجود العوائق السياسية والاقتصادية التي جعلت هذا
الميدان محرماً على الباحثين. نترك الإجابة
على هذين السؤالين للقارئ، بينما الآن نتجه إلى عرض محتوى الكتاب الذي جاء في
311 صفحة مقسمة على ستة فصول. أن
المقدمة قد قسمت إلى ثلاث فقرات رئيسية... أولا" :
التأثير الجسدي: أن الحروب تؤثر في عدد كبير من الأفراد
بفقدانهم أجزاء من جسدهم بسبب تعرضهم للانفجارات ووسائل التعذيب وأيضا عدم قدرة
الفرد على التكيف مع الأحداث فيصاب بأمراض سيكوسوماتية مثل القرحة المعدية التي
ازدادت نسبتها خلال الحرب العالمية الثانية عندما ازدادت الغارات على لندن لتصل
إلى 400%. ثانيا" :
التأثير النفسي: هنا يتناول تأثير فكرة الموت ففي وقت السلم بقول
الفرد لنفسه أنى سأموت حقا" ولكن ليس الآن ولكن أثناء الكوارث والحروب فان
الفكرة ستتحول إلى أنى سأموت حتما" والآن وهذا الشعور الدائم يترك آثارا
سلبية عديدة على شخصية الإنسان فتنتابه حالة من الخوف والأرق. ثالثا":
التأثير الاجتماعي : عندما يتأثر الفرد من الناحية النفسية
والجسدية فإن ذلك يؤدي إلى
التأثير على الجوانب الاجتماعية وهنا يحدث للفرد ما يطلق عليه بالشلل الاجتماعي
وعندها تتأثر القيم والعادات التي يؤمن بها الفرد والمجتمع. وهنا نرى أهمية إعداد هذا الكتاب الذي يتناول الصدمة النفسية الناتجة عن
الحرب والكوارث وهذا ما تحتاجه المكتبة العربية ليس الآن ولكن منذ زمن بعيد. إما الفصل الأول: فيدرس الصدمة
النفسية وتصور مفهوم العصاب الصدمي من تأليف د. محمد النابلسي. يرتكز البحث في
هذا الفصل حول مفهوم عصاب الصدمة وهنا نجد إن أول من تحدث عنها هيرودوتس عندما
وصف حالة المحارب الاثيني الذي أصيب بالعمى، ثم يتناول الكاتب أول من قام
بالتجارب عن تأثير حالة التهديد أو الخطر على الكائنات الحية. فالعالم ابن سينا
عندما قام بربط حمل وذئب في غرفة واحدة دون أن يستطيع أحدهما مطاولة الآخر فكانت
النتيجة هزول الحمل وضموره ومن ثم موته مع العلم أن ابن سينا كان يقدم نفس كمية
الطعام التي يتناولها الحمل في ظروفه الطبيعية. وتلت هذه التجربة دراسات وتجارب عديدة في
المجتمع الغربي وهذه الدراسات أظهرت تصنيفات عديدة لتشخيص حالات العصاب الصدمي -
منها ما قدمته الجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM-III-R حيث وضعه تحت قسمين : هذا الاضطراب النفسي/ القلق يمكن أن تشخص
الفرد الذي يصاب بـ Post
Traumatic Stress Disord (P.T.S.D) إذا ظهرت
عنده الاضطرابات التالية : 1 - التأكد من وجود الحديث الصدمي. على أن
الصدمة ليست من الأحداث التي تقع في حياة الإنسان بشكل طبيعي. 2 - تكرار معيشة الحدث الصدمي. 3 - استمرار تجنب الجماعة. 4 - اضطرابات في النوم. تطرق الكاتب لمجموعة أخرى
لمعنى عصاب الصدمة ولكن سينتهي في نهاية الفصل بالإشارة إلى التصنيف المستخدم
الآن في العالم العربي وهو ما قدمته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وخاصة في
غياب المدرسة العربية للطب النفسي. يعالج الفصل الثاني دور الطبيب النفسي في
مواجهة حالات الكوارث والحروب من تأليف د. محمد احمد النابلسي. هنا سيتطرق
الباحث إلى دور الطبيب النفسي وكيف يتأثر هذا الدور في خدمة الأغراض السياسية
ويضرب أمثلة عن ما حدث من قبل بعض الأطباء العرب لتسجيل آثار الحرب والكوارث
التي آثرت على الإنسان العربي. في الفصل
الثالث: محاولة مناقشة مناهج البحث العلمي في حالات الكوارث والحروب. من
تأليف رافييل - توم لوندين - لارس وينراث. وهي دراسة قام بترجمتها محمد البدوي كما قام بمراجعتها د. محمد احمد
النابلسي. هذا الفصل يتعرض لأهم النقاط التي يجب أن يأخذها بعين الاعتبار كل
باحث يدرس تأثير الحروب والكوارث على الإنسان فمن الاعتبارات العامة التي يجب
إن يراعيها الباحث على سبيل المثال:
أولا": يجب توافر بعض المعطيات أو
التقديرات حول خلفية الموقف في الفترة السابقة للكارثة. ثانيا": صعوبة التعرف على المجموعة
البشرية المتأثرة بالكارثة الخاضعة للدراسة. ثالثا": ماذا نقيس ومتى ولماذا وكيف -
ثم يتطرق الفصل إلى أهم الأسئلة التي يجب أن يجيب عليها الباحث : منها على سبيل
المثال : 1 - ما هي أبعاد الكارثة التي أصيبت بها تلك
المجموعة السكانية المتأثرة بالكارثة. 2 - السلوك خلال الكارثة. 3 - ما هي ردود الفعل
المباشرة للكارثة ولأبعادها المختلفة وبعد أن نحدد الاعتبارات العامة والأسئلة
التي تحتوي على المعلومات التي نود أن نحصل عليها لكي نجيب على التساؤلات، وبعد
هذه العملية نحدد الأساليب الإحصائية التي يستعين بها الباحث لكي يتحقق من الفرو ض التي وضعها الباحث. أما في الفصل الرابع فقد قام د. محمد النابلسي
بترجمة مقابلة حول الاختبارات النفسية المستخدمة في أوضاع الكارثة من مجلة Acta psychiarica Scandinavica و هذا الفصل مقسم إلى 17
ملحقا" يحتوي كل منها على أحد الاختبارات التي تقيس تأثير الكوارث والحروب
على الإنسان. ونورد نماذج من هذه الملاحق. ملحق أ لقياس الشدة
النفسية. ملحق ب قائمة الخبرات
الكارثية. ملحق ج القائمة
العامة للخبرات الكارثة، وغيرها من الاختبارات. والباحث هنا قام بترجمة
الاختبارات ولكنها تحتاج إلى دراسات عديدة حتى يتمكن الباحث العربي من
استخدامها. إذ يجب تحديد الثبات والصدق لكل من الاختبارات خاصة إذا عرفنا ان هذه
الاختبارات قد وضعت في الأصل لقياس مجتمعات غير عربية إسلامية. أما موضوع الفصل الخامس، الأعراض الناجمة عن
الكوارث فكتبته موسون P وسيلي B وقام بمراجعته د. محمد النابلسي. وهنا دارت
الأفكار حول الأمراض النفسية والفسيولوجية التي تظهر بعد تعرض الإنسان بعد تكرار
الكارثة على الفرد ملاحظا" بعض الدراسات أن هناك أنواعا" معينة من
الأمراض تظهر عند بعض الأشخاص تبعا" لاختلاف الشعوب وعاداتها وتقاليدها
وكيف يستطيع الفرد أو المجتمع إدراك الوقائع فأثناء الحرب العالمية الأولى أصيب
الجنود الألمان والحلفاء بالقرحة أما الجنود الأمريكيون فقد أصيبوا أثناء حرب
فيتنام بمرض انسداد الشرايين وارتفاع ضغط الدم. ثم يعرض الكاتب لنظرية Selye وسماها تناذر التكيف، وتسمى أيضا"
بنظرية التكيف العام حيث لاحظ Selye بان
الإنسان تظهر عليه تغيرات فسيولوجية عديدة نتيجة لتعرضه لضغوط نفسية، وتمر
النظرية في ثلاث مراحل: 1 - مرحلة الإنذار. 2 - مرحلة المقاومة. 3 - مرحلة الإنهاك. وانتهى الفصل بعرض مجموعة من الأمراض الجسدية
والنفسية التي ظهرت أثناء الحرب في لبنان فمن ضمن الأمراض الجسدية للحرب بعدد
ارتفاع ضغط الدم والقرحة. أما الأمراض النفسية مثل حالات القلق والانهيار
والهستريا. أما الفصل السادس والأخير، فقد استخدم د. محمد
النابلسي مثالا" وهو نموذج السيارة المفخخة وتأثيره على اللبنانيين. يقسم الباحث ردود الفعل الأولية أمام الانفجار إلى أربع نقاط: أ - ردود الفعل الأولية. ب - ردود الفعل قريبة الأمد. ج - ردود الفعل متوسطة الأمد. د - ردود الفعل طويلة الأمد. المرحلة الأولى إشعار الفرد بالتخدير الحسي
عندما يسمع الانفجار ثم ينتقل إلى عدم استيعاب ما يحدث حوله ويتبع ذلك مرحلة من
الهستريا من الصراخ والبكاء وتنتابها مظاهر نفسية وجسدية. بعد المرحلة الأولى ردود الفعل قريبة الأمد
وهي صعوبات التفكير وحالة من القلق واضطرابات التعقيل. أما مرحلة ردود الفعل متوسطة الأمد ففيها يبدأ
الإنسان بالشعور بعدم الاطمئنان وأحيانا" بالذنب لعدم قدرته على تقديم
المساعدة، وقد تنتاب الفرد حالة من الغضب ناتجة عن مشاعر العجز أما الحدث وهذا
يؤدي إلى حالة الانتكاسات النفسية والجسدية تظهر على شكل بعض الأعراض الجسمية
والنفسية. أما ردود الفعل طويلة الأمد فهي تعتمد على الخصائص والقدرات التي
يمتلكها الفرد لكي يتكيف مع الأحداث. وهذا ما سوف يؤدي إلى ردود الفعل المرضية مثل
ظهور الأمراض السيكوسوماتية مثل القرحة وانسداد الشرايين وأيضا ظهور الأمراض
النفسية مثل الحالات العصبية وقد تنتقل إلى الحالة الذهانية، وهنا يدخل دور
الطبيب النفسي لتقديم المساعدة المناسبة لكل فرد في المجتمع. هذا الكتاب محاولة مختارة لعرض أحد الموضوعات
التي تؤثر على حياة المواطنين التي تمر في كل مكان - نتمنى أن يكون فقط بداية
ومقدمة لنتاج المزيد من الكتب التي تتناول هذه الآثار لإثراء المكتبة العربية
بالكتب التي يستطيع أن يستفيد منها الباحث والقراء على حد سواء. ولكن هناك نقطة مهمة نرجو أن تؤخذ بعين الاعتبار
في الأعمال القادمة، وهي الاستعانة بمجموعة من الباحثين العرب وعدم الاعتماد على
القيام بترجمة بعض الأعمال الغربية - وخاصة في ميدان علم النفسي وليس فقط الطب
النفسي. لا شك إن هذا الكتاب ظهر بعد مجهودات كبيرة
ونأمل أن يوفق بالقيام بأعمال أخرى مشابهة وأيضا ندعو المختصين في المجال
للإسهام في إثراء المكتبة العربية. |
|||
Document Code PB.0071 |
ترميز المستند PB.0071 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights
Reserved) |