Arabpsynet | |||
|
|||
الحــرب النفسيــة فـي العـراق
|
|
||
|
|||
q
تقديــم
الكتــاب / PREFACE |
|||
في كتابه الصادر عن مركز الدراسات النفسية يناقش الدكتور محمد احمد النابلسي
الوجوه النفسية للحرب الأميركية على العراق. فيعرض لشائعات الحرب والنكات
المرافقة لها. كما يعرض للأسلوب الأميركي في تسويق الحرب وجلب المؤيدين لها عن
طريق الدعاية الأميركية المتفوقة. أيضا" يقدم الكتاب تحليلا"
نفسيا" لشخصيات صدام حسين و ووكر بوش ويخلص إلى أن التنافر بين الشخصيتين
كان من أسباب إندلاع الحرب. لكن الملفت هو أن المؤلف يحكم بعدم صلاحية
مفهوم الحرب الإستباقية للإستعمال الإستراتيجي الأميركي. إذ أن هذا الإختراع هو
إسرائيلي بإمتياز. وهو غير صالح للإستهلاك الأميركي. في هذا المجال يقول
النابلسي: ... بمراجعة الحروب والإعتداءات الإسرائيلية المتكررة نجد أنها تستجيب
للإدعاء بكونها إستباقية. وهذه المراجعة تنزع عن هوام وولفويتز إدعاء الإختراع
الإستراتيجي فهو منسوخ عن سياسة الحرب الإسرائيلية. وهذا ما تؤكده مراجعة
التدخلات العسكرية الأميركية على مدى القرن الماضي. وهذا يقودنا إلى مقارنة مدى
مناسبة الحرب الإستباقية للظروف الثقافية والعقائدية لكل من إسرائيل والولايات
المتحدة. حيث نلاحظ أن نجاح إسرائيل في هذه الحروب لا يعني النجاح الأميركي
فيها. ذلك أن إسرائيل تمتلك جملة خصوصيات ترشحها للنجاح في هذا النوع من الحروب.
وهي عناصر لا تتوافر للولايات المتحدة. ولنستعرض معا" هذه الفروقات فنبدأ
ب: - إن
إعتماد استراتيجية الحرب الإستباقية يقتضي الجهوزية الدائمة للإنقضاض على مصادر
التهديد المفترضة. وهذه الجهوزية متوافرة لإسرائيل بدون شروط. في حين يحول
الدستور الأميركي دون تحقيق هذه الجهوزية ( ضرورة الحصول على موافقة الكونغرس.
المشروطة بوجود مبررات كافية لشن الحرب وبخطط عسكرية واستراتيجية مقنعة
للكونغرس). وهنا لا يمكن الإعتماد على سوابق من نوع بدء كلينتون الهجوم على
يوغوسلافيا بدون إعلان الحرب ( تجنبا" لمواجهة الكونغرس الجمهوري المعارض
له). أو سابقة حرب أفغانستان والعراق المعتمدتان على هيستيريا 11 أيلول. - أن الحرب
الإستباقية عاجزة عن إقناع المجتمع الدولي بذرائعها والحصول على موافقته. وإذا
كانت إسرائيل قد أدمنت الخروج على القرارات الدولية ( بحجة صراعها مع دول لا
تعترف بها وتحت حماية الفيتو الأميركي ) فإن الولايات المتحدة تحتاج لإعلان تحولها
إلى مبادئ القرصنة الدولية كي تتمكن من شن حروب جديدة مثل حرب العراق. التي
إضطرتها للخروج على قرار مجلس الأمن الدولي. - أن هذه
الحرب تستقطب الأعداء. وإستقطاب الأعداء هو إختصاص يهودي بإمتياز. إلا أنه لا
يصلح لدولة تتزعم الأحلاف العالمية. فالزعامة تفقد مقوماتها إن هي إستقطبت
الأعداء و تراكمت المحتجين على سلوكها. - أنها
تقتضي تحويل المجتمع الى مجتمع عسكري كما هي حال المجتمع الإسرائيلي. وهذا
التحول مستحيل بالنسبة لمجتمعات الرفاه والرخاء كمثل المجتمع الأميركي. - إن الحرب
الإستباقية هي حرب غير متكاملة الأسباب وغير واضحة الأهداف وعاجزة عن إثبات
واقعية التهديدات. مما يجعلها تتحول إلى العقيدة العسكرية الفاشية. وهي عقيدة
متوافرة لإسرائيل وغير متوافرة للولايات المتحدة. حيث الإستعداد للتضحية في سبيل
العقيدة الفاشية شرط أساسي تعدمه الولايات المتحدة. - أن
إعتماد الحرب الإستباقية يعني الدخول في حلقة جهنمية مفرغة من العنف والعنف
المضاد. فالإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان لإستباق خطر منظمة التحرير.
لكنه مهد لظهور حزب الله كبديل لها. - تمكنت
إسرائيل من إعتماد مبدأ الحرب الإستباقية لأنها تملك المرونة الكافية للإنسحاب
من هذه الحرب عندما تتحول إلى ورطة ( الإنسحاب من جنوب لبنان). وهي تفعل ذلك دون
أن تخاف على بورصاتها وعلى ثقة المستثمرين بعملتها وبأسواقها. حيث على الولايات
المتحدة أن تدرك أن العالم بات يعتبر الدولار وهما" تبيعه أميركا للعالم. - إن
الولايات المتحدة لا تستطيع إدعاء نهاية حربها الأفغانية. فهذه الحرب مستمرة
وقابلة لمعاودة تهديد المصالح الأميركية. ولا شك أن المقاومة في العراق لن تكون
اسهل من المقاومة الأفغانية. مما يؤكد على أن الحروب الإستباقية لا تستجيب لمبدأ
الحروب المحدودة زمنيا" بل هي تولد صراعات ممتدة. وهي تتطلب بفاء القوات
الأميركية لفترات طويلة في أماكن الصراع. وهو وجود مهدد يختلف عن إطمئنان
التواجد في القواعد العسكرية. - إن نجاح
الحروب الإستباقية الإسرائيلية يعود في غالبه إلى عامل الجغرافيا. حيث تخوض
إسرائيل هذه الحروب في منطقة جغرافية محدودة واقعة على حدودها المباشرة. في حين
ستضطر الولايات المتحدة لخوض هذه الحروب في أنحاء العالم. عبر هذه المقارنات يستنتج
المؤلف أن إعتماد مبدأ الحرب الإستباقية من قبل الولايات المتحدة ينطوي على
أخطاء استراتيجية لا بد من أن تخضع للمراجعة من قبل الإستراتيجيين الأميركيين
بعد خمود الهستيريا الخوافية الأميركية من الإرهاب. كما يرى أن معارضة روسيا
وفرنسا ومعهما قائمة من الدول لهذه الحرب هي معارضة تستند إلى رؤية نقدية للحرب
الإستباقية. أقله لجهة تسجيل سابقة تجاهل الشرعية الدولية وتوليد إحتمالات
إستخدام القوة من قبل دول نووية متصارعة. ويخلص النابلسي إلى وصف هذه الحرب
باللامعقولة. يقع الكتاب في 192 صفحة من الحجم الوسط وهو
صادر عن مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية في لبنان. وتتوزع محتوياته على
ستة فصول هي التالية: - الحرب
النفسية الأميركية على العراق: ويعرض هذا الفصل لتقنيات الشائعة والدعاية
والنكتة المعتمدة في الحرب العراقية. مع عرض لنماذج مقارنة بين هذه التقنيات في
حرب 1991 ومثيلاتها في الحرب الأخيرة. - التحليل
النفسي لشخصية جورج ووكر بوش: وهي شخصية تمتاز بإنخفاض حيويتها وبعجزها عن تحمل
الإحباطات وعن كبت عدوانيتها والتحكم بها. وهي شخصية سهلة الإنقياد. - التحليل
النفسي لشخصية صدام حسين: وهي شخصية كتوترة عانت هجر الأم وتدني تقدير الذات
فحاولت التعويض فإحتاجت لتوظيف جرعات عدوانية لذلك. - الإقتصاد
الأميركي يضع العالم على حافة الهاوية: أزمة الإقتصاد الأميركي كانت قاتلة منذ
سنوات. وكانت حوادث 11 أيلول إعلاناً لمعاناة هذا الإقتصاد من الأمراض الخبيثة
المميتة. مما دفع الإدارة نحو العلاجات اليائسة لكونها الأمل الأوحد. فحين يعجز
العلم عن تحقيق الشفاء يتكاثر المشعوذون. -
الحرب اللامعقولة: وفيه يعرض المؤلف للأسباب التي إستند
إليها معارضو الحرب للحكم بلا معقوليتها وبضرورة تجنبها. - قراءة
نقدية للحرب الإستباقية: إن التفوق العسكري و المعلوماتي و المخابراتي الأميركي
يجعلان انتصار أميركا في العراق نتيجة طبيعية لهذا التفوق. وهو لا يعبر عن نجاح
السياسات الأميركية المعتمدة. كما أنه لا ينفي حماقتها. أ.د. محمد عبد الظاهر الطيب / جامعة طنطا نشرت في الألف الثالث بتاريخ 8/5/2003 |
|||
Document Code PB.0138 |
ترميز المستند PB.0138 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights
Reserved) |