Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

 

الأمـراض النفسيـة و علاجهـا

أ. د. محمد أحمد النابلسي

 مركز الدراسات النفسية 1987

 

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         المقدمة

§         الباب الأول : الأمراض النفسية عواملها وأنواعها

o        الفصل الأول: عوامل الأزمة النفسية

1)      ضآلة الإنسان اللبناني

2)      الخوف من الموت

3)      حالة الركود

4)      الخسائر المادية والمعنوية

5)      العدائية

6)      الجنس

o        الفصل الثاني : الأمراض النفسية

1)      الانهيار

2)      العصاب

3)      الكآبة

4)      اضطراب الذاكرة

5)      الرهاب و المخاوف

6)      الضعف الجنسي

 

§         الباب الثاني : الأمراض العضوية- النفسية.

o        الفصل الأول : أمراض القلب و الشرايين

1)      أمراض الشرايين التاجية

2)      الذبحة القلبية

3)      ارتفاع الضغط

4)      أمراض القلب الوظيفية

5)      تناذر قلب المحارب

6)      ارتفاع الضغط الانفعالي

7)      انخفاظ الضغط

8)      تناذر القلب الزائد الحيوية

o        الفصل الثاني: الأمراض الهضمية النفسية

1)      اضطرابات الهضم

2)      القرحة

o        الفصل الثالث: الأمراض الجلدية

1)      الحكاك العصبي

2)      التهاب الجلد العصبي

3)      داء الصدف

o        الفصل الرابع: أمراض الغدد الصماء

1)      إفراط نشاط الدرقية

2)      السكري

o        الفصل الخامس: الصداع

o        الفصل السادس: الأمراض النفسية- التنفسية

1)      العبقة

2)      السل

 

§         الباب الثالث : الآفات الاجتماعية

1)      مشكلة الشباب المحارب

2)      الانضمام للحزب المسلح

3)      العلاج السلوكي للمحاربين

4)      الخوف من القانون

5)      الإدمان

6)      تعدد المهن

7)      الخلافات الزوجية

 

§         الباب الرابع : العلاج النفسي

1)      التنويم المغناطيسي

2)      التحليل النفسي

3)      الاسترخاء

4)      العلاج السلوكي

5)      العلاج الدوائي

6)      الاختبارات النفسية

 

q       تقديم الكتاب / PREFACE

    

§         المقدمة

    نزق، سريع الغضب، وقلق كثير التردد و أرق يعاني اضطرابات في نومه و كذلك خائف. كل هذه الأحاسيس السلبية و كثيرة غيرها هي صفات الإنسان اللبناني المعاصر الذي يسكن في هذا الوطن الممزق.

     هذه السكنى التي لا تكتفي بتعريض اللبناني لأخطار الموت. و لكنها إلى جانب ذلك تضع شتى العراقيل أمام هذا الإنسان لكي  يكسب عيشه إذ أن كسب العيش في مجتمع الحرب يقتضي تعرض المرء لمختلف الضغوط الاجتماعية، العائلية، و كذلك المهنية.

     و من السهل الملاحظة، أن اللبناني دفع أثمانا باهظة لهذه الأوضاع.إذ أن الإرهاق النفسي الناجم عنها، أذى إلى ارتفاع كبير في الإصابة بالأمراض النفسية- الجسدية، على اختلاف أنواعها، بدءا من الانهيار العصبي مرورا بالاضطرابات الهضمية و وصولا إلى أمراض الدماغ و القلب.

     ذلك أن الحرب اللبنانية كغيرها من الحروب جعلت الإنسان الذي عاشها عدائيا، و عدائية الحرب لا توجه فقط نحو الغير، بحيث تأخذ طابع الإجرام، و لكنها توجه أيضا نحو الذات. و مما يزيد في معاناة اللبناني و ربما في عدائيته هو إدراكه بأن وطنه عرضة للفناء و الإلغاء بعد أن تم تدميره، و هذا يزيد في تعاسة المواطن اللبناني.

     و نحن لو قمنا بمراقبة وجوه اللبنانيين، لوجدنا علامات الإنهاك والتعاسة واضحة على هذه الوجوه. وقد يصعب علينا أق نحدد عدد اللبنانيين اللاجئين إلى الخارج، أو إلى الكحول أو المخدرات، أو الحبوب المهدئة. إلا أننا واثقون من كثرتهم نفس ثقتنا بتعاظم احتمال إصابتهم بشتى أنواع الأمراض النفسية والنفسية- العضوية.

     وهدف هذا الكتاب هو دراسة المشاكل التي يعانيها إنسان الحرب اللبنانية. سواء أكانت نفسية بحتة أو نفسية- عضوية أو نفسية- اجتماعية.

     وهذه الدراسة بعيدة كل البعد عن الدراسات السياسية أو التاريخية للحرب والتي ملأت مكتباتنا. إذ أن هذه الدراسة تتوجه للبناني كإنسان في الدرجة الأولى و أحيانا كمواطن، وذلك أثناء بحث المشاكل النفسية- الاجتماعية.

     والحقيقة أن مشاكل كثيرة واجهتنا أثناء قيامنا بهذه الدراسة ولعل أهمها هو غياب الإحصاءات والدراسات المهتمة بالإنسان اللبناني.

     ولكننا تخطينا هذه الصعوبات وقصدنا أن تعكس هذه الدراسة وضع المجتمع اللبناني بحيث يستطيع القارئ اللبناني أن يجد معاناته في مكان ما من هذا الكتاب.

     ومن البديهي القول بأن الأمراض التي يعرضها الكتاب ليست مقصورة على الإنسان ا اللبناني و إن كانت الحرب تجعله في مقدمة المعرضين للإصابة بها، وهكذا فإن هذا الكتاب يهم القارئ العربي على وجه العموم. خاصة وإنه الأول من نوعه باللغة العربية بحيث يعرض للإمراض النفسية- العضوية ويبين أحدث الاكتشافات في هذا المجال.

     علينا أن ننوه بأن بحثنا للمواضيع النفسية- الطبية اقتضى منا شرح بعض التفاصيل الطبية التي جهدنا لتبسيطها بحيث يتاح للقارئ (غير الأخصائي] تناولها وفهمها و من الجدير بالذكر أيضا أن هذا الكتاب يناقش فصولا خاصة بأمراض معينة يمكن للقارئ تخطيها إذ لم تكن مرتبطة بمعاناته.

     و أخيرا نأمل أن يقوم هذا الكتاب بدوره في سد إحدى الثغرات الكثيرة التي تعاني منها الدراسات الإنسانية في لبنان. و كذلك فنحن نأمل أن يكون كتابنا هذا ترجمة واقعية لمعاناة الإنسان اللبناني.

     و لعله من الطبيعي القول بأن دراسة مبسطة من هذا النوع لا تستطيع أن تحيط إحاطة شاملة بالمواضيع التي تطرحها، وإنما تهدف إلى تقديم المعرفة الأساسية لهذه المواضيع. وهكذا فنحن نأمل أن تكون هذه الدراسة حافزا لقرائنا لكي يعمقوا معرفتهم وتجربتهم عن طريق قراءة الدراسات الأكثر عمقا وشمولية.

الرجوع إلى الفهرس

 

q       عرضه: عبد الفتاح دويدار في جريدة الأنوار اللبنانية

 

صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في العام 1985، وكان اول الكتب التي نشرها الدكتور النابلسي واول بحث يتناول الآثار النفسية والجسدية والسيكوسوماتية للحرب اللبنانية، وهو اول المراجع العربية في هذا المجال، وفي ما يلي عرض موجز لهذا الكتاب.

لقد تمكن هذا الكتاب من المحافظة على راهنيته بالرغم من تناوله لموضوع آني هو اثر الحرب على الإنسان والمجتمع اللبنانيين. مثل هذه الراهنية تجد وقعها بصورة اعمق لدى القراء الذين اطلعوا على الكتاب لدى صدوره في العام 1985 تحت عنوان الأمراض النفسية وعلاجها – دراسة في مجتمع الحرب اللبنانية للدكتور محمد احمد النابلسي.

يقع هذا الكتاب في 160 صفحة من القطع الكبير وقد صدرت منه ثلاث طبعات الأولى عام 1985 عن المنشورات الجامعية الثانية عام 1987 والثالثة عام 2000 عن مركز الدراسات النفسية ونظرا لجمعه بين تخصصات مختلفة فقد اضطر المؤلف للتبسط في اسلوبه. خصوصا وان طبيعة موضوع الكتاب تفرض هذا التداخل الذي لم يكن واضحا لدى من قرأوه في التسعينات يدركون تماما مقدار هذا التداخل من خلال الرؤية المستقبلية للكتاب. هذه الرؤية المستقبلية للكاتب. هذه الرؤية التي تكونت من تكامل مجموعة من النظريات في ذهن المؤلف. بدءا بعلم النفس المرضي وانذارية الأعراض وعلم النفس الاجتماعي وعلم نفس الحروب والكوارث والمظاهر النفسية – الاجتماعية المصاحبة للشدائد إضافة الى الانتروبولوجيا الثقافية وبنية العقل الجمعي اللبناني. هذا الدمج التكاملي يبرر الاهتمام الأكاديمي الذي حظي به الكتاب منذ صدوره. حيث تم تدريسه في الجامعة اللبنانية (معهد العلوم الاجتماعي وكلية علم النفس) واتخذ مرجعا في العديد من الاطروحات المعدة حول الحرب اللبنانية والدراسات التي تناولت هذه الحقبة. كما استخدم نموذجا لدراسات الصراعات الداخلية والحروب في اليمن والكويت حيث مثل الكتاب مرجعا رئيسيا للعديد من الأبحاث.

تتوزع محتويات الكتاب على ابواب رئيسية يتفرغ كل منها الى فصول.

أ – الباب الأول الأمراض النفسية عواملها وأنواعها.

-               الفصل الأول: عوامل الأزمة النفسية وهي : الضالة (الشعور بانعدام القدرة) والخوف من الموت والركود والخسائر المادية والمعنوية والعدائية والجنس.

-      وعلى الرغم من بساطة العرض وسهولته فان المؤلف يطرح في هذا الفصل تصنيفا جديدا لشدائد الحرب معتمدا على العيادة في تحديد عناصر هذا التصنيف ومعطيا الأمثلة من الحالات العيادية المعروضة عليه.

-               الفصل الثاني : الأمراض النفسية وفيه نلاحظ استعراض المؤلف للحالات النفسية البحتة واستبعاده للاضطرابات العقلية. انسجاما مع مبادئ الطب النفسي التي تستعبد قدره الشدة على أحداث الاضطراب العقلي : لذلك اجل المؤلف مناقشة الاضطراب العقلي العابر الى فصل آخر مكتفيا بعرض :  1) الانهيار و 2) العصاب و 3) الكابة و 4) اضطرابات الذاكرة (كاضطراب إدراكي معرفي مصاحب لوضعيات الخوف والتهديد) و 5) الرهاب والمخاوف و6) الضعف الجنسي.

ب – الباب الثاني : الأمراض العضوية – النفسية (السيكوسوماتية) فمن المعروف ان التعرض للشدة النفسية يفجر الأمراض السيكوسوماتية. ولما كانت شدائد الحرب من أقصى أنواع الشدة فقد كان من الضروري متابعة الآثار والانعكاسات الجسدية لهذه الحرب.

في هذا الباب يعرض الدكتور النابلسي لـ 1) أمراض القلب والشرايين 2) الأمراض الهضمية – النفسية و3) الأمراض الجلدية و4) أمراض الغدد الصماء و5) الصداع و 6) الأمراض التنفسية والمؤلف يعرض لمجمل هذه الأمراض من وجهة النظر السيكوسوماتية ويناقش دور الحرب في زيادة انتشارها.

ج – الباب الثالث : الآفات الاجتماعية. وفيه مناقشة للمشاكل والأزمات الاجتماعية. الناشئة عن الحرب والتي يفترض في مجتمع ما بعد الحرب علاجها.

د – الباب الرابع : العلاج النفسي وفيه عرض لاسلوب العلاج بالتدريب الذاتي على الاسترخاء وعرض لبعض الاختبارات وأساليب العاج النفسي الأخرى.

 

الرؤى المستقبلية

عندما قرأ اللبنانيون الطبعة الأولى من هذا الكتاب ولم يجدوا فيه الا عرضا علميا – واقعيا لمعاناتهم وربما ساعدهم هذا العرض على فهم معاناتهم والتعرف الى بعض وجوهها بصورة افضل. لكن من يعيد قراءته اليوم سيدرك ان الكتاب لم يكن بمثل هذه البساطة لانه احتوى على رؤى مستقبلية كان بإمكانها ان تلعب أدوارا وقائية هامة على اكثر من صعيد.

في ما يلي سنكتفي بسرد بعض الرؤى المستقبلية الواردة بنصها الحرفي مهملين تلك التي تركها المؤلف لاستنتاجات القارئ ونبدأ بـ أ – مشكلة الشباب المحارب ستخلف لنا شباباً يعاني من الأزمات التالية : 1) ضعف الثقة بقدراته 2) متردد يجد صعوبة في اتخاذ القرار 3) يتقبل الإيحاءات وخاصة المتطرفة منها و4) غير قادر على العمل المنتظم و5) يعاني فراغا حياتيا كانت الحياة العسكرية تملأه و6) يشعر انه أضاع سنوات عمره هباء و7) يعاني من أوبئة نفسية – اجتماعية خطيرة تصل الى حدود الإجرام و 8) خائف من المجتمع ومن القانون بشكل خاص و9) متطرف وصعب ويفتقد للمرونة و 10) يعاني من مشاعر الذنب و11) يعاني من مجموعة وساوس قهرية منها وسواس قهري يحمل السلاح (ص: 128).

ب – الخوف من القانون :

يقول المؤلف …….. سيحس اللبناني بان عودة القانون هي ضد مصلحته وهي تهدد مصالحه الاستهلاكية ومستوى الحياة الذي يعيشه …….. وكأنه يود استمرار أجواء الفوضى التي لازمت الحرب ولكن دون استمرار الحرب نفسها …… على الدولة أن لا تحاول ان تستعمل القوة أو الأمر الواقع في إجبار اللبناني على قبول عودة القانون لكن عليها أن تقوم بإقناعه بان خروجه عن القانون لا يفيده بشيء وان تظهر له بان هذا القانون لا يضره وإنما هو يؤمن له مصالحه (ص: 136).

ج – إدمان المخدرات

يقول المؤلف … إن مسؤولية القضاء على الإدمان هي مسؤولية وطنية في الدفاع عن الإنسان اللبناني وعن صحته الجسدية والنفسية والعقلية وهذه مسؤوليات تتحملها وزارة الصحة (ص: 144).

د – تعدد المهن

يقول المؤلف … إن ظاهرة تعدد المهن هذه هي ناقوس خطر في المجتمع اللبناني وان بدت للوهلة الأولى غير ذات أهمية. إذ أن الإنسان المرهق لا يمكنه أن يعطي مردودا جيدا … وعلاج إدمان العمل هو صعب وكثير الشبه بالإدمان على الكحول. ومدمن العمل يحتاج إلى تفهم المجتمع والمحيط وكذلك فهو بحاجة إلى المكافآت المهنية الخاصة (145 – 146) هـ هـ الخلافات الزوجية (الطلاق)

يقول المؤلف … إن الخوف من الموت (المصاحب لأجواء الحرب) لم يؤثر فقط على زيجات قائمة ولكنه أدى أيضا إلى عقد زيجات هشة وقابلة للبطلان إذ أن تنامي الحاجات الجنسية بسبب الخوف من الموت دفع بالكثيرين نحو الزواج الجنسي ونحو الزواج المبكر وهما نوعان يكثر فيهما الطلاق (ص: 148).

و – حمل السلاح

يقول المؤلف : لقد تحول حمل السلاح إلى وسواس قهري لدى بعض اللبنانيين وهو قد يدفع بالكثيرين نحو الإجرام وتأليف العصابات (ص: 151)

الدعوات الوقائية

يحتوي هذا الكتاب على تحذيرات وإحصاءات تتطلب مجموعة معقدة من الخطوات الوقائية وتتنبأ بما سيؤول إليه الحال إذا ما أهملت الوقاية فالدراسة المنشورة في الباب الأول نشير الى النسب التالية (ص: 32)

أ – القلق ويعاني منه 68%

ب – المخاوف ويعاني منها 90%

ج – الإرهاق والضغوط النفسية ويعاني منها 80%

د – الأرق ويعاني منه 35%

هـ – حالات الانهيار المقنع ويعاني منها 58%

و – اضطرابات جسدية – وظيفية ويعاني منها 80%

أما على صعيد الأمراض السيكوسوماتية فان الدكتور النابلسي يشير إلى زيادتها وانتشارها محددا زيادة الإصابة بالذبحة القلبية بنسبة 4 إلى 1 بالمقارنة مع فترة ما قبل الحرب مع ملاحظة انخفاض سن الإصابة وقس عليه بالنسبة للقرحة. اما بالنسبة للسل فان الكتاب يعتبره من الأمراض السيكوسوماتية وهو قد استبق ظهور موجة السل في لبنان العام 1987 بإشاراته له في العالم 1985.هذا ويعارض المؤلف رد اتساع نسب الإصابة بالأمراض السيكوسوماتية إلى مبدأ الصدقة مذكرا بتكرار تفشي هذه الأمراض إبان الحربين العالميتين وحروب فيتنام وكمبوديا وغيرها.

هذا ويشير المؤلف إلى أن اللبناني بعد الحرب سوف يتسم بسلوك يطغى عليه الخوف والسلبية والأنانية المتطرفة إضافة إلى مجموعة الآفات الاجتماعية التي باتت سلوكا مألوفا أبان الحرب.

راهنية الكتاب

في كتابه الصدمة النفسية – علم نفس الحروب والكوارث. يقول الدكتور النابلسي أن الزمن لا يشفي الصدمة بل هو يحولها إلى مزمنة. وهذا ما نلاحظه على نطاق واسع في العيادة اللبنانية اليوم. حيث تتصدر الوساوس المرضية الواجهة العيادية وهي حيث ليست سوى تعقيدات الصدمة النفسية المزمنة في رأي المؤلف. ومتابعة الكتاب تتيح لمن يقرأه اليوم التعرف إلى دينامية تطور مظاهر الصدمة النفسية وتعقيداتها وصولا إلى تبديها على شكل وساوس مرضية. يعرض الكتاب لمظاهر تناذر قلب المحارب. وهي من المظاهر الرئيسية لعصاب الوساوس المرضية (ص: 84-87): ضيق في التنفس وتسارع دقات القلب ومشاعر التعب ومضايقات في الصدر وصداع وتعرق في اليدين وارتجاف الأطراف والشعور بالدوار. الخ كما يوضح لنا الباب الثاني من الكتاب الأنماط السلوكية التي تشكل تربة خصبة لنشوء واندلاع الأمراض الجسدية. إذ يعرض بالتفصيل للأنماط السلوكية المتشجعة للإصابة بأمراض القلب والقرحة والربو والسرطان والسل والسكري وغيرها من الاضطرابات والأمراض السيكوسوماتية.

وتنتقل الى الناحية الاجتماعية فتسجل النقاط التالية :

-      (ص: 13): فهلا قدمنا للإنسان اللبناني بعض المظاهر والعلائم التي توحي له بقدرته على ان يكون فاعلا عن طريق إتاحة الفرصة لهذا الإنسان ليتمكن من مراقبة الأحداث وتحسين فرصة للقيام بدوره في توجيه هذه الأحداث وتجاربنا الماضية من الميثاق الوطني الى حكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة تعطينا الدلائل الكثيرة على أهمية شعور اللبناني بقدرته على الفعل التي استطاعت دوما ان تضع حدا للتطرف وتحل الاعتدال مكانه

-      (ص: 136) …….. حتى إذا ما أحست الدولة اللبنانية بقدرتها على حماية نفسها قامت بتطبيق القانون من مبدأ " عفى الله عما مضى " انطلاقا من اعتبار المخالف لحينه بمثابة مريض غير مسؤول عن أعماله.

-               (ص: 131) ……. يجب مساعدة الشباب المحارب على التخلص من وهم انه منقذ للدين والوطن وعلى التخلص من وساوسه القهرية (منها حمل السلاح) وتتخلص

-      دعم المساعدة في قدرة الدولة على فرض القانون وإجبار هؤلاء الأشخاص والأحزاب على احترام القانون ومصادرة الأسلحة.

-               (ص: 137) ….. وبالرغم من الاجتماعات العديدة التي يعقدها رموز السادية والتي يجب أن تكون بمثابة علاج جماعي لهم. وبالرغم من وجود المعالج النفسي المتمثل بمشاركة رموز وطنية لم تشارك في إراقة الدماء. فان هذه الجلسات العلاجية لم تؤت ثمارها لغاية الآن. وفي انتظار ذلك على الدولة أن تتجنب إرهاق الشعب اللبناني عن طريق تهديده وتخويفه من القانون فهي بذلك تمارس نوعا خطيرا من السادية على هذا الشعب الذي أنهكته الحرب.

من الناحية الأكاديمية

يقدم هذا الكتاب نموذجا لدراسة مجتمع الحرب. وهو يرسي مبادئ عامة لهذه الدراسة تتمثل بالنقاط التالية :

أ – إرساء تصنيف لعوامل الشدة المرافقة للحروب وتعريفها على النحو التالي :

1 – الشعور بالضالة (انعدام القدرة على الفعل).

2 – الخوف من الموت.

3 – الخسائر المادية والمعنوية (مشاعر الفقدان).

4 – حالة الركود (اضطراب التموقع في الزمن).

5 – العدائية

6 – الاضطرابات الجنسية (مدخل إلى الأعصبة السيكوسوماتية)

ب – اقتراح اختبارات صالحة للتطبيق في هذه الدراسة وهي:

1 – اختبار وودوث – ماتويس (المبول النفسية المرضية) معربا

2 – اختبار الانهيار المقنع

3 – اختيار هاينز

4 – تجري الأنماط السلوكية المشجعة للإصابة بالأمراض الجسدية

ج – إرساء تصنيف لآثار الحرب ويتمثل بـ :

1 – الآثار النفسية (مظاهرات عصبية متنوعة وصدمة نفسية إضافة إلى وساوس مرضية وإتباع أنماط سلوكية غير آمنة).

2 – الآثار الجسدية (الإصابات السيكوسوماتية على أنواعها).

3 – الآثار الاجتماعية (تهديد الانتماء والخروج عن القانون والانحراف والأنانية المؤدية إلى شلل اجتماعي يهدد استمرارية جهاز القيم.

إن المخطط الأكاديمي الذي يطرحه المؤلف من خلال هذا الكتاب قد اثبت فعاليته في أكثر من مجتمع عربي فبساطة الأسلوب وسهولة الشرح لم تؤثر على منهجيته الأكاديمية التي اعتمدها عدد من الباحثين العرب في المجال وصولا إلى اعتماده كمرجع أصيل في دراسة واقع مجتمع عربي في ظل الحرب.

 

Document Code PB.0085

http://www.arabpsynet.com/Books/Nab.B8 

ترميز المستند   PB.0085

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)