Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

 

علــم نفــس الشــواذ

تأليف شيلدون كاشدان

ترجمة د. عبد العزيز سلامة – د. محمد عثمان نجاتي

دار الشروق

 

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         تصدير الطبعة العربية

§         تصدير المؤلف

§         الفصل الأول: نماذج للسلوك الشاذ

§         الفصل الثاني: مجموعات أعراض السلوك الشاذ

§         الفصل الثالث: وجهات نظر في الفصام

§         الفصل الرابع: استجابة المجتمع للسلوك الشاذ

§         الفصل الخامس: العلاج النفسي

§         المراجع

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

§         تصدير الطبعة العربية

إن الاضطرابات السلوكية أو الأمراض النفسية والعقلية ليست وليدة العصر الحديث بحضارته المعقدة، وإنما توجد كثير من الأدلة التاريخية على معاناة البشرية من الأمراض النفسية والعقلية منذ العصور الأولى للتاريخ. غير أن نظرة الناس إلى هذه الأمراض، وتفسيرهم لها، وطرق علاجهم للمصابين بها قد تناولها كثير من التغير على مر العصور.

لقد كان الناس في العصور الأولى من تاريخ البشرية يفسرون الأمراض النفسية والعقلية على أساس وجود أرواح شريرة تدخل الجسم وتسبب اضطراب وظائفه النفسية والعقلية. ولذلك، كان المصابون بالأمراض النفسية والعقلية يودعون في العادة في غياهب السجون، وينظر إليهم باعتبارهم سحرة، ويتعرضون للاضطهاد والتعذيب، ويعالجون أحيانا على أيدي رجال الدين بالصلوات والأدعية وتناول المشروبات السحرية، ويحكم عليهم في كثير من الأحيان بالموت حرقا.

وإلى جانب هذا النموذج الشيطاني في تفسير الأمراض النفسية والعقلية، بدأ يظهر منذ القرن الرابع قبل الميلاد النموذج الطبيعي في تفسير هذه الأمراض بفضل أبقراط، ومن بعده جالينوس اللذين اعتبرا الأمراض النفسية والعقلية، مثل سائر الأمراض البدنية الأخرى، إنما تنشأ عن علل طبيعية في الجسم، هي عبارة عن زيادة في الأخلاط، ولا تنشأ عن أرواح شريرة كما كان يظن غالبية الناس في ذلك الوقت. غير أن هذا النموذج الطبيعي في تفسير المرض النفسي والعقلي لم يستطع أن يتغلب على النموذج الشيطاني الذي كانت له الغلبة بفضل نفوذ الكنيسة القوي خلال العصور الوسطى، وقد كانت الكنيسة تؤيد النموذج الشيطاني في تفسير المرض النفسي والعقلي.

ثم بدأت تظهر في القرن السادس عشر بعض الأصوات احتجاجا على النظرية الشيطانية وعلى المعاملة القاسية التي كان يتعرض لها المصابون بالأمراض النفسية والعقلية. وكان جوهان ويير الطبيب الألماني من أقوى هذه الأصوات، وكانت آراؤه المعارضة للنظرية الشيطانية ومحاولته العلمية في تفسير أسباب الأمراض النفسية والعقلية بداية انطلاقة جديدة للنظرية الطبيعية في تفسير الأمراض النفسية والعقلية وظهور حركات الإصلاح الطبية والاجتماعية.

      ففي أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر قام فيليب بينل الطبيب الفرنسي بفك المرضى العقليين من نزلاء مستشفى بيستر ومستشفى السالبتريير من الأغلال، ونادى بمعاملتهم معاملة إنسانية تحفظ لهم كرامتهم. وكان لذلك أثره الطيب في تحسين حالة  المرضى.

      ثم بدأت تظهر خلال القرن التاسع عشر نظريتان في تفسير السلوك الشاذ، النظرية العضوية والنظرية النفسية. أما النظرية العضوية فهي ترد السلوك الشاذ إلى أسباب عضوية انحصرت في أمرين هما تلف في الأنسجة أو اختلال كيميائي في المخ. وقد يحدث هذان الأمران نتيجة لعيب وراثي، أو اختلال في وظائف الغدد الصماء، أو التلوث. وأما النظرية النفسية فترد السلوك الشاذ إلى التعلم المنحرف، أي تعلم أنماط منحرفة من السلوك. وأخذت هاتان النظريتان تتصارعان في كل من ألمانيا وفرنسا خلال القرن التاسع عشر في تفسير كل من الفصام والهستيريا، مما زودنا بمعلومات هامة كان لها أثر كبير في تقدم الطب العقلي.

     كانت المدرسة الألمانية تؤيد النظرية العضوية. وكان من أشهر شخصياتها إميل كرايبيلين الذي وضع أول تصنيف شامل دقيق للأمراض العقلية لا يزال يرجع إليه الأطباء العقليون وعلماء النفس في عصرنا الحالي. ثم أخذ يوجين بلولر الطبيب السويسري ابتداء من القرن العشرين يعارض المنحى العضوي لكرايبيلين، وقد وضع تقسيما سيكولوجيا للفصام على خلاف التفسير العضوي الذي قال به كرايبيلين. وبذلك مهد بلولر لظهور المدرسة النفسية في تفسير المرض العقلي.

أما في فرنسا فكان شاركو، مؤيدا للنظرية العضوية، وكان يرى أن الهستيريا مرض بيولوجي أو عصبي، بينما كان برنهايم على العكس، يؤيد النظرية النفسية ويفسر الهستيريا تفسيرا سيكولوجيا، وهو تفسير يؤكد دور القابلية للإيحاء. وقد انتهى الأمر في هذا الصراع بين كل من شاركو وبرنهايم إلى انتصار وجهة نظر برنهايم مما ساعد على تفوق النظرية النفسية في تفسير المرض النفسي والعقلي.

وكان من بين من تأثر بدراسات شاركو وبرنهايم في مرض الهستيريا الطبيب النمساوي المشهور سيجمند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي. أخذ فرويد، بالتعاون مع زميله جوزيف بروير يعالج المرضى بالهستيريا باستخدام التنويم المغناطيسي، وألّفا معا كتاب دراسات في "الهستيريا" الذي يعتبر بداية لظهور مدرسة التحليل النفسي في علاج السلوك الشاذ.

ولكن سرعان ما اختلف فرويد وبروير مما أدى إلى انفصالهما، غير أن فرويد قد استمر في بحوثه ودراساته التي أسست مدرسة التحليل النفسي التي ترى في التعلم، نتيجة لما يتعرض له الطفل من خبرات، الأساس في السلوك الشاذ. وفي نفس الوقت الذي كان يجري فيه فرويد دراساته في علاج الأمراض النفسية باستخدام أساليب التحليل النفسي، كان إيفان بافلوف الفسيولوجي الروسي يجري تجاربه على الإشراط، مما بين أهمية التعلم في تعديل السلوك. وقد أدت دراسات كل من فرويد مؤسس المدرسة النفسية الداخلية، وبافلوف مؤسس المدرسة السلوكية إلى تفوق المدرسة النفسية على المدرسة العضوية في تفسير السلوك الشاذ ابتداء من مطلع القرن العشرين. وبينما كانت المدرسة النفسية الداخلية ترد الأمراض النفسية والعقلية إلى الصراعات الداخلية في أعماق شخصية الإنسان، وترى في الأعراض مظاهر سطحية تدل على اختلال عميق في الشخصية، كانت المدرسة السلوكية ترد الأمراض النفسية والعقلية إلى عادات سلوكية غير توافقية تعلمها الإنسان نتيجة لظروف معينة ساعدت على تدعيم هذه العادات السلوكية غير التوافقية.

وبعد هذا العرض السريع لنشأة علم نفس الشواذ وتاريخ تطوره، وهو ما يتناوله المؤلف في الفصل الأول من هذا الكتاب، يقوم المؤلف في الفصل الثاني بعرض أنواع العصاب والاضطرابات السوسيوباتية والذهان. أما فيما يتعلق، بأنواع العصاب، فيتكلم المؤلف في شيء من التفصيل عن الأنواع الثلاثة الرئيسية للعصاب، وهي عصاب القلق، والعصاب الوسواسي القهري، والعصاب الهستيري، ويشرح أعراضها، ويفسر أسبابها. وقد بين المؤلف في هذا. الصدد كيف أن القلق يلعب الدور الأساسي في نشوء العصاب، وأن الأعراض العصابية تمثل الأساليب التي يحاول الفرد بها تناول القلق والسيطرة عليه أو تجنبه.

وفيما يتعلق بالاضطرابات السوسيوباتية فيشرح المؤلف صوره الرئيسية  الثلاث وهي الجناح المزمن، والاعتماد على العقاقير، والانحرافات الجنسية، محاولا تفسيرها على أنها تحدث نتيجة لعجز في تعلم السلوك السوي بسبب قصور في النمو الخلقي. والجانحون المزمنون هم، على وجه عام. أشخاص يتميزون بعدم الاكتراث بالأعراف والقوانين والآداب العامة، وعدم الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة، وعدم الإحساس بالندم و الشعور بالذنب. والمدمنون على العقاقير أشخاص يتميزون، بوجه عام، بضعف القدرة على إطاقة الإحباط، وبالاتكالية وكثرة الاعتماد على الغير في مدهم بالرعاية والتأييد. فإذا فشلوا في الحصول من الغير على ما يحتاجون إليه من رعاية لجئوا إلى تعاطي العقاقير. والمنحرفون الجنسيون أشخاص يتخذ سلوكهم الجنسي صورا شاذة غير مقبولة من المجتمع، سواء كان هذا الشذوذ في اختيار الموضوع الجنسي كالجنسية المثلية، أو في وسائل الإشباع الجنسي كالاستعراض ، والنظر  الجنسي.

ثم يتعرض المؤلف بعد ذلك لشرح الاضطرابات الذهانية التي تتميز بالاختلال الشديد في الوظائف الشخصية والاجتماعية، والتي يستدل عليها عادة بمجموعة من العوامل هي الاضطراب في اللغة والتفكير، واختلال الوجدان، والانسحاب الاجتماعي، والهذاءات، والهلاوس. ويتناول المؤلف بالشرح ذهان الاكتئاب، وذهان الهوس، وذهان الفصام، ويصف كلا منها وصفا دقيقا مبينا الأعراض المختلفة التي يتميز بها كل منها. ويشير إلى أن ذهان الاكتئاب يتألف من عدد من الأعراض هي مشاعر الذنب، والمعتقدات الباطلة (الهذاءات)، ووجدان الاكتئاب ، والتفكير في الانتحار. ويتميز ذهان الهوس بحالة مفرطة من الإنتشاء والحيوية والنشاط، كما يظهر فيه أيضا الهذاء وخاصة هذاء العظمة، والتطرف في الوجدان. ويتميز ذهان الفصام بعدد من الأعراض هي الانسحاب من الاتصالات الاجتماعية، وتبلد الوجدان، واختلال اللغة والتفكير والإدراك الحسي، والهذاءات، والهلاوس. وقد تناول المؤلف ذهان الفصام في شيء من التفصيل، وأفرد له فصلا خاصا هو الفصل الثالث، ناقش فيه وجهات النظر السيكولوجية والبيولوجية والاجتماعية في تفسير نشأة الفصام، وأورد كثيرا من الدراسات التي أجراها الباحثون المؤيدون لوجهات النظر المختلفة هذه.

ثم تناول المؤلف في الفصل الرابع وجهات نظر المجتمع نحو المرض العقلي، وطريقة معاملة المجتمع للمريض العقلي، فناقش في هذا الصدد مستشفيات الأمراض العقلية وخاصة في أمريكا، ونقد أساليبها العتيقة في العناية بمرضى العقول وعلاجهم الذي يغلب عليه العلاج بالصدمات الكهربائية والعقاقير والجراحة، والذي يندر فيه العلاج النفسي. وأشار المؤلف إلى الاتجاه الحديث الذي ينادي بالمستشفيات "المفتوحة". إلا أن التغير الذي أحدثه هذا الاتجاه الحديث في علاج مرضى العقول لا يزال قليلا غير ذي أهمية كبيرة.

وناقش المؤلف أيضا في الفصل الرابع علاقة المحاكم بالمريض العقلي سواء في إصدار الحكم بإيداعه أحد المستشفيات العقلية، أو في محاكمته لارتكابه جريمة وتحديد عدم أهليته للمحاكمة أو الدفع بفقدانه القوى العقلية. وأشار إلى كثير من أوجه القصور في تناول القضاء لأمور مرضى العقول مما يلحق بهم كثيرا من الأضرار.

وناقش المؤلف أيضا رأي الجمهور في المرض العقلي، وأشار إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت في أمريكا بينت أن معظم الناس ينظرون إلى مريض العقل في شيء من الخوف وعدم الثقة، إذ أنهم يرونه شخصا خطيرا لا يمكن، التنبؤ بتصرفاته، كما أنهم يرونه شخصا عديم القيمة. ولذلك، نجد أن مريض العقل يواجه في الواقع موقفا صعبا في تعامله مع الناس. ثم أن نظرة الجمهور إلى مريض العقل التي تقوم على التحقير والرفض إنما توضح أن ما يلقاه مريض العقل من الإهمال وسوء المعاملة سواء في مستشفى الأمراض العقلية أو المحاكم- إنما تعكس وجهة نظر المجتمع عامة إلى مريض العقل.

وقد بدأت في السنوات الأخيرة محاولات لتصحيح رأي الجمهور في المرض العقلي، ولتحسين الأوضاع القائمة بمستشفيات الأمراض العقلية، ولإنشاء وحدات سيكياترية ملحقة بالمستشفيات العامة لتقديم العلاج المتعمق، والإيداع قصير المدى في هذه المستشفيات لسكان البيئة المحلية، ولإنشاء مراكز البيئة المحلية للصحة العقلية لعلاج المرضى من سكان البيئة المحلية. وقد كانت لهذه المحاولات نتائج مشجعة. وقد قام المؤلف باستعراض سريع وواضح ودقيق لهذه الاتجاهات الجديدة. وموضوع العلاج النفسي من الموضوعات الهامة التي يجب أن يتناولها أي كتاب في علم نفس الشواذ. ولقد تناول المؤلف هذا الموضوع في الفصل الخامس والأخير من الكتاب. وللعلاج النفسي مناهج كثيرة مختلفة يمكن تصنيفها إلى مناهج فردية ومناهج جماعية.

ويتضمن العلاج النفسي الفردي عددا من الأساليب المختلفة التي يؤكد بعضها على تغيير شخصية المريض، وذلك بمساعدته على أن يرى نفسه والعالم في ضوء جديد ، بينما يؤكد بعضها الآخر على إزالة العرض وتعديل العادات غير التوافقية. ويمثل المجموعة الأولى من مناهج العلاج التحليلي النفسي، والعلاج الموجه. ويمثل المجموعة الثانية العلاج السلوكي. ويشرح المؤلف في شيء من التفصيل مناهج العلاج الفردي، فيتكلم عن طريقة التحليل النفسي في العلاج، ويتناول أثناء شرحه بعض المفاهيم الأساسية للتحليل النفسي مثل: الكبت، والتثبيت، والتنفيس، وعصاب التحويل. كما يتكلم أيضا عن العلاج التحليلي  وهو أحد الأنواع المتفرعة من التحليل النفسي، ويبين أوجه الاختلاف بينه وبين العلاج القائم على التحليل النفسي التقليدي لفرويد. كما يتكلم أيضا عن العلاج الموجه الذي يعتمد على نظرية التواصل الفكري الإنساني، ويشرح طريقته في العلاج. كما يتكلم عن العلاج السلوكي الذي يعتمد أساسا على نظرية التعلم التي وضع أصولها بافلوف. والعلاج السلوكي ينظر إلى الأعراض على أنها متعلمة، وهي، ككل العادات المتعلمة، يمكن أيضا تعلم التخلي عنها. ويشير إلى نوعين من العلاج السلوكي، الأول يؤكد على العملية الشرطية التقليدية ويمثلها أسلوب العلاج

الذي يعرف بالعملية المنظمة لإزالة الحساسية والذي ابتكره جوزف ولبى  والثاني يؤكد على استخدام الأساليب الإجرائية التي تعتمد على المبادئ التي وضعها سكنر.

ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى استعراض الأساليب الجمعية والبيئية في العلاج النفسي، فيشرح العلاج النفسي الجمعي الذي يقوم أساسا على التغير أو التعلم الذي يحدث نتيجة التفاعل بين المريض وزملائه من المرضى الذين يجتمع معهم بانتظام، وكذلك التفاعل الذي يحدث أيضا بين المريض والمعالج. كما يتناول المؤلف أيضا العلاج الجمعي العائلي الذي يتناول علاج الأسرة المضطربة. كما يشير إلى بعض الاتجاهات الجديدة في العلاج النفسي الجمعي التي تسمى بأسماء مختلفة مثل جماعات الحساسية أو المواجهة أو الجشطلت، والتي تقدم للأفراد الذين ينضمون إليها إمكانية المساندة في مدة زمنية قصيرة نسبيا بالمقارنة بأساليب العلاج النفسي الجمعي في الجماعات التقليدية التي أشرنا إليها سابقا والتي تمتد عادة لفترة أطول، وذلك عن طريق التعبير عن الانفعالات تعبيرا مباشرا غير مقيد، والإفصاح عن الذات بصراحة وأمانة. وينتهي المؤلف بالإشارة إلى اتجاهات جديدة نحو الاهتمام بالوقاية من السلوك الشاذ ومحاولة التدخل أثناء حدوث الأزمات لمنع حدوث السلوك الشاذ أو المنحرف.

لقد وفق المؤلف كثيرا في عرضه لتاريخ وموضوعات علم نفس الشواذ في إيجاز وفي أسلوب واضح ودقيق مما جعل كتابه من المراجع المفيدة لمن يريد أن يدرس علم نفس الشواذ من الطلاب المتخصصين في علم النفس، أو من طلاب العلوم الأخرى المتصلة بعلم النفس كعلم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية، والخدمة الاجتماعية السيكياترية، والتربية.

وقد وفق الزميل الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز سلامة في ترجمته لهذا الكتاب ترجمة دقيقة وبأسلوب بليغ واضح. فله جزيل الشكر على المجهود الكبير الموفق الذي بذله في ترجمة هذا الكتاب هذه الترجمة الدقيقة.

محمد عثمان نجاتي

31-3-1977

§         تصدير المؤلف

    إن عالم سيكولوجية الشواذ عالم مثير للاهتمام، وغامض، ومثير للتحدي، وهو فضلا عن ذلك كثير التعقيد. وليس السبب في تعقيده راجعا فقط إلى طبيعة موضوعه- السلوك الإنساني المضطرب- وإنما لأن هناك كثيرا من وجهات النظر المختلفة التي يمكن بها تناوله. إن الانطباعات الذاتية للمريض العقلي، والنتائج الأمبيريقية للباحث، والخبرة الإكلينيكية للمعالج النفسي إنما تؤدي كلها إلى استبصارات فريدة حول طبيعة الظواهر المرضية.

وهذا الكتاب التقديمي إنما يؤكد على الموضوعات التي توضح أحسن توضيح ما تسهم به كل واحدة من وجهات النظر المختلفة. ولقد نوقشت هذه الموضوعات ضمن سياق النماذج المختلفة للسيكوباثولوجيا، حتى يمكن أن نمد الطالب المبتدئ بوسيلة لتنظيم المادة المتنوعة في هذا الميدان. وآمل أن أستطيع أن أجعل القارئ يقدر الطرق المختلفة التي يمكن بها فهم السلوك الشاذ حق قدرها، كما آمل أيضا أن أمد الطالب بأساس مفهومي للدراسة المستقبلية.

    وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأعبر عن تقديري لسيمور إيبستاين ونورمان وات لقراءة أجزاء من أصول الكتاب، ولتقديم اقتراحات قيمة. كما أقدم أيضا جزيل شكري إلى ريدنا إياسكون، وبيتي سينك- مارس  اللتين بذلتا بسخاء جزءا كبيرا من وقتهما في سبيل الإعداد الفني لأصول الكتاب. كما أنني مدين بالشكر على وجه خاص لريشارد المشرف على إصدار هذه السلسلة. فقد كان دائما قادرا على إقناعي، عن طريق التشجيع المخلص والنصح الناقد، إنني أستطيع أن أعمل أحسن عندما كنت أعتقد أنني قدمت أحسن ما أستطيع.

شيلدون كاشدان

 

Document Code PB.0091

http://www.arabpsynet.com/Books/Najati.B5 

ترميز المستند   PB.0091

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)