Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

مقدمــات فـي علــم النفــس

جاك كوسنييه

ترجمة د. رالف رزق الله

المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         مقدمة

               مسألة التحديد وصعوباتها. علم النفس:

          مفردة متعددة الدلالات

 

§         علم النفس كعلم

               المرحلة ما قبل النفسانية أو الفلسفية

               علم النفس كعلم للحياة النفسية 

               علم النفس كعلم للسلوك

                  بعد موت الروح، موت الوعي

                  إطار الثورة السلوكية

                  القياس النفسي

                  التحليل النفسي   

                  مستقبل السلوكية    

              علم النفس كعلم للاتصالات الداخلية وللاتصالات بين الكائنات الحية.

                 مقولة أولية: نموج نظرية الاتصالات

                 الإتولوجيا

      - نسق الإتصال لدى الحيوانات

      - الألسنية، علم النفس اللغوي، وعلم النفس

      - المظهر السيميائي

      - المظهر التأويلي

      - المظهر الما وراء لغوي

           - علم النفس اللغوي وعلم النفس جوار علمي 

           - علم النفس وعلم الأحياء

           - العلم النفس وعلم الاجتماع

           - بيليوغرافيا

 

§         علم النفس كمهنة   

               متحد علماء النفس  

               عالم النفس العيادي

               عالم نفس العمل 

               عالم النفس المدرسي والموجه المدرسي والمهني

               مهنة أو مهن متعددة

               بيبليوغرافيا

 

§          علم النفس كوظيفة

               من يمارس علم النفس؟ ومن يجب أن يمارس علم النفس؟

               التكوين النفساني

               بيبليوغرافيا

 

§          خلاصات

               وثائق ملحقة

1-     التوزيع العالمي لعلماء النفسي

2-     أبحاث ومنشورات

3-     المعاجم الفرنسية

                  4-  كتب من المجموعة نفسه

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

ثمة ملاحظة هامة- في رأينا- يبديها الكاتب في كتابه. وهي أن كبار أعلام علم النفس لم يكونوا من " النفسانيين" فبياجيه، على سبيل المثل كان عالما إحيائيا. وفرويد كان طبيبا. كما أن واطسون كان عالم حيوان. الخ.

هل يمكن اعتبار كوسنييه علما من أعلام علم النفس، وخاصة أنه يطرح في مؤلفه موضوع هوية علم النفس تماما كما فعل واطسون قبل سبعة عقود. على كل حال، أن كوسنييه، تماما ككل أعلام علم النفس، لم يتخرج من معهد لعلم النفس، كما لم يحمل إجازة في هذا " العلم". فهو طبيب في الأصل ودكتور في العلوم، واهتم لاحقا بمسائل الاتولوجيا وعلم النفس. ويتابع حاليا في جامعات ليون أبحاثا انتروبولوجية وانتروبولوجية حول الاتصالات في الحياة اليومية.

ويمكن مقارنة "مقدمات "كوسنييه " بالبيان السلوكي" الذي أصدره واطسون عام1923، ذلك أنه يقترح تحديدا جديدا لعلم النفس كما يدعو- بالإضافة إلى ذلك- إلى التخلي نهائيا عن عبارة،" علم نفس "  لاستبدالها بعبارة جديدة " علم الاتصال " و يطرح كوسنييه موضوع هوية علم النفس على مستويين: المستوى التزامني والمستوى التاريخي. فعلى المستوى الأول، يتكلم كوسنييه عن ثلاثة اتجاهات تتنازع علم النفس في الوقت الحاضر: علم الإحياء من جهة، وعلم الإجماع من جهة أخرى والفلسفة من كل الجهات- كما يلاحظ أيضا توزع تعليم علم النفس عل عدة كليات.

   ويميز كوسنييه، من الناحية التاريخية، بين ثلاث مراحل مر بها علم النفس وشهد في كل منها تغييرا على صعيد موضوع الدراسة و الطرق و المناهج المتبعة لدراسة هذا الموضوع.

1- المرحلة الفلسفية حيث كان علم النفس يشكل جزءا لا يتجزأ من المقالة الفلسفية. ويشير الكاتب في هذا المجال إلى الدور الذي لعبته الثنائية الديكارتية في إبراز النفس أو الوعي كموضوع مستقل لدراسة علم النفس.

     2- علم النفس كعلم للحياة النفسية. وقد تأثر علم النفس في هذه المرحلة بالاكتشافات التي حققتها العلوم الفيزيولوجية. ويشير إلى استعمال الطريقة التجريبية في علم النفس دون التوصل إلى التخلي نهائيا عن الاستبطان هذا الاستبطان الذي اعتبره غانغييم بمثابة " الابن غير الشرعي للحدس الديكارتي" على كل حال من السذاجة الاعتقاد أن علم النفس التجريبي قد تحول في هذه المرحلة إلى علم فعلي. إذ تماما كما يتكلم بوليتزر في وصفه لهذه المرحلة: "إن علماء النفس علميون تماما كما يكون المتوحشون الذين بشروا بالإنجيل- مسيحيين"... أو أيضا "يتصرف النفساني بغباء تجاه الإنسان كما يتصرف آخر الجاهلين، والغريب في الأمر علمه لا يفيده حين يكون تجاه موضوع هذا العلم. فلا يفيده هذا العلم إلا حين يتواجد مع زملاء له".

3- أما المرحلة الثالثة التي يتكلم عنها كوسنييه في عرضه التاريخي لعلم النفس، فهي علم النفس كعلم للسلوك. فعام 1913 هو العام الذي شهد القضاء على الوعي، وذلك من قبل البيان السلوكي الذي أصدره واطسون والبيان الطواهري الذي أصدره هوسرل. ويشير كوسنييه إلى اتجاهين سيدعمان الموقف السلوكي. الاتجاه الأول هو القياس النفسي الذي جعل من الاختبار النفسي المقنن مجرد مثير ومن إجابات المفحوص مجرد استجابات. أما الاتجاه الثاني. فهو التحليل النفسي الذي باكتشافه للاوعي، قضى نهائيا على علم النفس السابق، أي على علم النفس كعلم لوقائح الوعي.

و يتنذر كوسنييه بمرحلة رابعة لم تبرز بعد تماما، وهي مرحلة يكون هو- أي كوسنييه- رائدها: علم النفس كعلم للاتصال. والواضح في الأمر تأثر كوسنييه الشديد ببوليتزر الذي كان يأخذ على السلوكية عجزها عن تقديم أسس لعلم نفس عياني " كما أراده هو، أي علم لحياة الإنسان المأسوية" في حين كان يرى نواة هذا العلم في التحليل النفسي. و إلا يرتكز التحليل النفسي إلى مادة أساسية هي اللغة كما يلاحظ ذلك لاكان.

تمد هذه المرحلة الجديدة- التي يتكلم عنها كوسنييه- (علم النفس "الإتصالي" جذورها في ميدانين مختلفين في الأصل: "علم الإحياء من جهة والذي شهد تطور علم الوراثة والإتولوجيا ." الألسنية من جهة أخرى، وهي العلم الممون بالنماذج والمؤثر على العلوم الإنسانية الأخرى.

حان الأوان، بالنسبة لكوسنييه لتجاوز النموذج السلوكي القديم مثير استجابة في نموذج أكثر شمولية نرى نواته عند شانون.

 

   والجدير بالذكر أنه يمكن تطبيق هذا النموذج على الاتصالات الحيوانية و الإنسانية وعلى كل أنماط الاتصال. كما قد يسمح ربما بإعطاء عناصر أولية تشكل نواة جواب للسؤال الذي طرحه نمانغييم عام 1958: هل يمكن الحديث بدقة عن نظرية عامة للسلوك ما دمنا لم نحل بعد المسألة التالية: "هل ثمة اتصال أو انقطاع بين اللغة البشرية واللغة الحيوانية، وبين المجتمع البشري والمجتمع الحيواني؟". فالنفساني هو دائما في وصفية اتصال، مع انه يجهل ذلك تماما كمسيو جوردان الذي كان يتكلم النثر دون أن يكون واعيا لذلك. على أن لا نستنتج من كل ما سبق فقدان خصوصية علم النفس وتلاشي الحدود بين هذا العلم والألسنية. إذ لا بد بادىء ذي بدء من التمييز بين اللسان والكلام.

اللسان، تبعا لتحديد كوسنييه "مجرد موضوع إجماعي، وهو المجموعة المنظمة للاصطلاحات والمستقلة تماما عن مادة الإشارات التي تؤلفها. أما الكلام، " فهو مجرد جانب فردي من اللغة. هو فعل فردي حيث يتم الانتقاء والتجسيد. ويفضل الكلام، يستطيع الفرد المتكلم أن يستعمل نظام اللسان للتعبير عن فكرة الشخصي.

ويهتم  الألسنيون بوقائع اللسان، ولا يهتمون بوقائع الكلام. ويمكن تبعا لكوسنييه، تعيين موقع النفسانيين على النحو التالي. (هم الذين يهتمون بالكلام ".

وتقوم المهمة الأساسية للنفساني على كشف المعان   الخاصة بالاتصال العياني. وهذا لا يتم حسب كوسنييه إلا    بربط المعنى بالوضعية العيانية وبالسمات الخاصة بالمتكلمين ويعود كوسنييه في هذا المجال إلى التمييز بين التعيينDénotation والتضمين Connotation. ويتناظر التعيين مع الدلالة. أي أن التعيين يعطي بالنسبة لكل علامة السنية في القاموس. والتعيين هو ما يسمح للقوم بالتفاهم كما يسمح بالترجمة من لسان إلى آخر.

أما مفهوم التضمين، فيتسم بقدر أكبر من التعقيد. ذلك أن هذا المفهوم يشير إلى " كل ما في استعمال كلمة، لا ينتمي إلى تجربة كل مستعملي هذه الكلمة في هذا اللسان. إذ يشير هذا المفهوم إلى " العوامل الانفعالية والشخصية للفهم) ويشير كوسنييه إلى عدة وسائل برزت في علم النفس لقياس التضمين أبرزها " المفرق الدلالي لأوسغود OSGOOD

ويصبح هكذا علم النفس اختصاصا علميا مركزا على الاتصال البشري. ولهذا التوجه الجديد فائدة كبرى، ذلك انه يسمح باستيعاب الاكتسابات السابقة لكل ميادين علم النفس. كما يسمح أيضا، تبعا لكوسنييه، بجعل علم النفس مطابقا لحدس الجمهور.

.... " ذلك انه ليس من الضروري الالمام بالميكانيك لقيادة سيارة" مثلا، ولا يفيد في شيء " معرفة النحو او الإملاء و لا حتى أسس القراءة والكتابة لفهم اللغة المحلية ". وسيستعمل النفساني استجاباته الأكثر غموضا، أي الاستجابات التضمينية التي ستسلمه غالبا المفتاح التأويلي الضروري لاكتشاف المعنى أو المعاني وراء الدلالة. وسيحاول النفساني المنخرط أراديا في الوضعية أن يستعمل قدر الإمكان شخصيته واستجاباته الدلالية الخاصة- سيستمع إلى المفحوص، كما سيستمع من جهة أخرى- وإذا صح التعبير- إلى نفسه- وهذا يتطلب تكوينا عميقا يستحيل تنظيمه.

              بيروت في 14 أيلول 1982 رالف رزق الله

 

Document Code PB.0099

http://www.arabpsynet.com/Books/Ralef.B2 

ترميز المستند   PB.0099

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)