Arabpsynet | |||
|
|||
نحو استــراتيجيــة عربيــة لمواجهــة الصدمــاتدراسة مقارنة بين النموذجين اللبناني والكويتيد. عبد الفتاح دويدار - جامعة الاسكندرية
د. حسن الصديق
-
الجامعة
اللبنانية
Website :
www.arabceps.com
|
|
||
|
|||
q
تقديــم
الكتــاب / PREFACE |
|||
تعرض
العرب خلال القرن العشرين لمواجهات صدمة عنيفة يحتاج تصنيفها إلى دراسة منفصلة. لذلك
نوزع هذه الصدمات، باختصار شديد، على المجموعات الآتية: 1 - الصدمات القومية
(فشل مشروع الدولة العربية وبروز اتفاق سايكس - بيكو والتقسيمات الحدودية
الإشكالية. ثم نكبة فلسطين ونكسة 1967 واجتياح لبنان... الخ). 2 - الصدمات القطرية الداخلية (النزاعات الأهلية في لبنان واليمن
وسوريا وعمان والجزائر والسودان... الخ). 3 - الصدمات بين القطرية (النزاعات العربية - العربية وحرب الخليج
الثانية خير نموذج). 4 - الصدمات الاصطناعية أو الطبيعية (زلزال وفيضانات وانهيارات
وحرائق... الخ). اللافت أن هذه الصدمات لم تجر دراستها. فإذا ما استثنينا الحرب
اللبنانية وحرب الكويت فإننا لا نجد أية دراسة عربية للصدمات
وللكوارث التي تعرض لها عالمنا العرب على مدى قرن كامل. ولعل هذا الغياب يعود جزئيا إلى تأخر دخول العلوم النفسية إلى العالم
العربي، حيث تأخر إنشاء أول كلية للعلوم النفسية في الدول العربية إلى العام
1952 الذي يمكن اعتباره عام الانطلاقة العربية لهذه العلوم. وإذا كانت خسارة نصف
القرن العشرين تجد تبريرها بالجهل فكيف يمكننا تبرير هذا الغياب في النصف الثاني
من القرن العشرين؟ لكننا نجد أن من الأجدى تقديم دراسة تحليلية مقارنة بين نموذج
دراسات الحرب اللبنانية. متمثلا بدراسات الدكتور محمد احمد النابلسي وبين
نموذج دراسات آثار الحرب الكويتية متمثلا بدراسات الدكتور بشير صالح
الرشيدي. حيث سيقوم الدكتور حسن الصديق بمهمة تحليل التجربة اللبنانية والدكتور
عبد الفتاح دويدار بتحليل التجربة الكوميتية. وحيث يمكن لهذه التحليلات أن
تساعدنا على تلمس علائم استراتيجية عربية لمواجهة الشدائد وحالات اضطراب
الشدة عقب الصدمية (P.T.S.D) في العيادة العربية. §
اختلاف ظروف التجربتين تفترض المقارنة بين النموذجين البدء بتوضيح الظروف الخاصة لكل منهما على
حدة. وباختصار شديد نلخص هذا الاختلاف بالنواحي الآتية: أ - توقع الكارثة : كانت الكارثة
اللبنانية متوقعة وذات بداية تدريجية متصاعدة وممتدة زمنيا. في حين كانت الكارثة
الكويتية مفاجأة وصاعقة وغير ممكنة التجنب. ومن المعتاد أن تكون الكارثة
الفجائية اعمق أثرا واكثر احتمالا للتجسيد (Somatisation)و
الإزمان. ب - مدة التعرض للكارثة: امتدت
تهديدات الحرب اللبنانية على مدى سنوات هذه الحرب البالغة سبعة عشر سنة. مقابل
التهديد المحدود زمنيا للحرب. الأخيرة جعل شدتها تستمر لبضع سنوات بعد نهايتها
عبر هوام تكرار الكارثة. والخوف من التكرار هو نوع من أنواع اجترار الكارثة. ج - نوعية الصدمات المرافقة للكارثة: حيث الفارق بين التجربتين هو الفارق بين تجارب الحرب الأهلية والحرب
التقليدية حيث تمتاز الأولى بتهديد اكثر مباشرة للمدنيين وباقترابها من حرب
الشوارع. لكن الخوف من تطور الصراع باتجاه استعمال الأسلحة غير التقليدية جعل
التجربتان تمارسان انعكاسات متشابهة مع اختلاف أشكال التهديد. د - الاستعدادات في مواجهة الكارثة: كان اللبنانيون اكثر استعدادا لمواجهة الكارثة. بل ريما كانت كثافة هذه
الاستعدادات سببا في تعجيل اندلاع الحرب الأهلية. في حين انعدمت استعدادات
الكويتيين لغاية إصابتهم بالذهول وبعدم التصديق. هـ – مصير الكارثة: الآن وبعد أن تم
تطويق الكارثتين، فإن البحث بات متركزا حول مصير الصدمات المصاحبة للكارثة. وإذا
كان هذا المصير متشابها في معظم الحالات فإن الاختلاف يأتي من واقع تكرار الصدمة
لدى اللبنانيين بالمقارنة مع الكويتيين. ومن البديهي القول بأن التكرار يجعل
مصير الصدمة ومستقبلها اكثر ظلامية. §
نقاط التشابه بين التجربتين وجه الاختلاف بين هاتين التجربتين يستند إلى اختلاف شكل الكارثة. لكن
وجوه الالتقاء كثيرة وكافية للتقريب بينهما. حيث يكاد الشعبان يملكان أرضية
انتروبولوجية - ثقافية متشابهة لدرجة التطابق. فبالإضافة إلى عوامل
الشخصية القومية المشتركة (دون إهمال الفوارق القطرية) فقد كان لكل من لبنان
والكويت دور وظيفي في محيطه. وكان كلا الدورين متشابهان لحد بعيد. ولعلهما
يتبديان بصورة شديدة الوضح عبر طريقة شغر هذا الدور الوظيفي بالنسبة البلدان
المجاورة لهذين البلدين. وهذا التشابه في التركيبة والدور الوظيفيين يولد اختلاف نتائج الكارثة من
زاوية الانتماء. حيث كان طول مدة الحرب اللبنانية دافعا لهجرة اللبنانيين إلى
الخارج ومعها متلازمة تكييف شبيهة بمتلازمة التكيف التي عاشها الكويتيون
بعد عودتهم إلى بلادهم. تبقى الإشارة إلى أن وجه التشابه الرئيسي بين التجربتين يكمن في الأشكال
الإكلينيكية المزمنة للصدمة . وهي أشكال متطابقة في كلتا التجربتين. حيث
تشير الدراسات والملاحظات العيادية إلى ارتفاع ملحوظ في نسب إصابات الأشكال
الصدمية المزمنة وخصوصا: وهذه الأشكال تقتضي مسحا إحصائيا دقيقا ومقارنة بمعطيات ما قبل الكارثة،
لما لهذه الإحصاءات من أهمية في تحديد الخطوات الوقائية ورسم السياسات الصحية في
كلا البلدين. |
|||
q
الفصـل
الأول : قـراءة تحليليـة فـي النموذجيـن اللبنانـي والكويتـي
|
|||
1- قراءة تحليلية لأعمال الدكتور الرشيدي
في الكويت نموذجا
عاد الدكتور بشير صالح الرشيدي إلى الكويت في العام 1982 حاملا شهادة
دكتوراه في علم النفس من جامعة اوهايو في الولايات المتحدة. وفي العام ذاته أسس الدكتور الرشيدي المركز الأول
للإرشاد النفسي في العالم العربي. كان لعمله في هذا المركز اكبر الأثر في التعرف
على دقائق ونقاط الضعف والقوة، في ديناميات علاقة الفرد بالمجتمع. وبذلك كان
الأقدر على جلاء وتحديد التغيرات الطارئة على هذه الديناميات بسبب حرب الخليج
الثانية. و قام بتأسيس مكتب الإنماء الاجتماعي بتكليف من أمير دولة
الكويت. وذلك في نوفمبر العام 1992. ويختص هذا المكتب برصد وتتبع الآثار النفسية
والاجتماعية والتربوية التي خلفتها الحرب على الكويتيين. شغل الدكتور الرشيدي منصب رئيس مجلس أمناء
المكتب الذي بات يضمن نخبة من الاختصاصيين ذوي المستوى العالمي في مجال ضغوط ما
بعد الصدمة. وتراكمت لديهم خبرات عربية وعالمية عبر النشاطات التي خططها الدكتور
الرشيدي وسهر على تنفيذها، وتضم هذه النشاطات إلى المؤتمر السنوي سلسلة من
الدورات التدريبية التي يشارك فيها نخبة من الاختصاصيين العرب والأجانب في مجال
الصدمة. كما قام المكتب بنشر مجموعة من المراجع الأكاديمية في المجال منها عشرة
مجلدات يضم كلا منها مجموعة الأعمال والبحوث المقدمة في كل سنة خلال مؤتمر
المكتب. بالإضافة إلى قائمة طوية من المراجع في المجال. تفاعل د. الرشيدي تفاعلا إيجابيا وعايش عن
قرب معاناة مواطنيه خلال الحرب. ونتيجة لهذه المعايشة العميقة بعشرات البحوث
العلمية الموجهة لدراسة الآثار النفسية والاجتماعية والتربوية للحرب واتصفت بحوثه
بالأكاديمية الرزينة وبالعمق المقترن بنظرة شمولية جامعة. مستندا في ذلك إلى
تكوينه الأكاديمي الراسخ ومنهجيته الصارمة والى خبرته في دينامية العلاقات في
المجتمع الكويتي. وهي الخبرة التي اكتسبها عبر عمله في مركز الإرشاد النفسي الذي
كان قد أسسه قبل ثماني سنوات من الحرب واكتسب من خلاله نظرة تحليلية - كيفية
للواقع النفسي الكويتي. هذا ما جعله صاحب قدرة مميزة على ملاحظة ورصد التغيرات
الصدمية لهذا الواقع. لذلك استقبلت دراسات الرشيدي وبحوثه بحرارة من قبل
المهتمين ببحوث الصدمة والعاملين في مجالها. وكذلك استقبلتهما الدوريات
الأكاديمية المتخصصة. ذلك أن بحوث الرشيدي تتصف بالعمق والتركيز وشمول التناول،
بالاستناد إلى منهجية علمية معاصرة للمستجدات في الميدان. تضاف إلى ذلك ثقافته
الواسعة وتجاربه الحياتية المعيشة التي تتصف بغناها وتنوعها. وهذا ما يجعل دوائر
اهتمامه تتسع بما ينعكس على بحوثه في مجال الصدمة بتناول آثارها على صعد مختلفة،
بحيث تتداخل في هذه البحوث اختصاصات الانتروبولوجيا والسوسيولوجيا والتربية إلى
جانب السيكولوجيا. بالإضافة إلى عشرات البحوث الأخرى المتعلقة بالصدمة عداك عن
إشرافه على عدد كبير من هذه البحوث. حتى وصل فريق مكتب الإنماء الاجتماعي على
يديه إلى العالمية. وبات هذا الفريق مطلوبا لتأهيل الاختصاصيين وتدريبهم على
التعامل مع المصدومين و إرشادهم وعلاجهم. المرجع المميز : يبقى كتاب «الحرب
وسيكولوجية المجتمع» المرجع المميز والأثر العلمي الأهم في نتاج الرشيدي، هو
الذي قاد خطواته إلى العالمية حيث رئس فرق تدريب كويتية قامت بتأهيل المتخصصين
في البوسنة وبنغلادش. مع الإشارة إلى أن عالمية الرشيدي لا تنحصر في مجال الصدمة
بل تتعداها إلى مجالات أخصائية أخرى لعل أهمها واعزها عليه هو مجال «العلاج
الواقعي» حيث قام بإدخال هذه النظرية إلى المكتبة العربية عبر ترجمات
ومؤلفات عديدة، كما قام بإدخالها إلى العيادة العربية عبر ممارستها لها وتدريسها
وعقد الدورات التدريبية حولها. و قد أضاف الكثير إلى هذه النظرية عندما طوعها كي
تلائم البيئة المحلية وعندما عمل على تطبيقها في علاج المصدومين، مستفيدا من
خبرته في المجالين معا. إضافة لاختصاصه في مجالات الإرشاد النفسي والأسرى وكذلك
في إدارة منظمات ومؤسسات الخدمة النفسية. إن التحليل الرجعي لأعمال الرشيدي لا يكتمل دون
الإحاطة بالجوانب الإنسانية لتجربته والى خبراته المعيشية التي يضيق بنا المجال
هنا لذكرها. الأمر الذي يدفعنا لاعتماد كتابه «الحرب وسيكولوجية
المجتمع» أداة لهذا التحليل. حيث يضم الكتاب منتخبات من دراسات الرشيدي
وبحوثه في مجال الصدمة وهذه المنتخبات هي: 1-
الحرب النفسية ضد الكويتيين. 2-
مؤثرات الإحباط وأساليب
التكيف في المجتمع الكويتي أثناء العدوان. 3-
دوافع السلوك الاجتماعي
للكويتيين أثناء العدوان. 4-
سيكولوجية جماعات العمل
الكويتية أثناء العدوان. 5-
خصائص التكامل النفسي
والاجتماعي لكويتيين أثناء العدوان. 6-
الخريطة النفسية والاجتماعية
للشعب الكويتي أثناء العدوان. 7-
الأعراض الاضطرابية المصاحبة
لمشكلة الطلاق في الأسرة الكويتية بعد صدمة الحرب. 8-
أثر العدوان وصدمة الحرب على
بعض جوانب الانتماء. 9-
الأمن الوطني الكويتي من منظور تربوي. الاضطرابات النفسية : إذا أردنا
فهما اعمق لأهمية هذه البحوث، والبحوث التالية لها، فان علينا أن نذكر بأنه من
غير الممكن دراسة الاضطرابات النفسية بصورة تجريبية. لذلك فان الوسيلة الوحيدة
للحصول على معطيات جديدة حول هذه الاضطرابات هي استغلال التجارب العفوية في
معايشة هذه الاضطرابات. لقد استغل الرشيدي ردود الفعل العفوية لمواطنيه أثناء
العدوان افضل استغلال. وسخرها بشكل علمي ليخلص منها بمعاينات ومشاهدات تتيح له
تسجيل معطيات جديدة وغير مسبوقة حولها. وإذا عدنا لكتاب « الحرب وسيكولوجية
المجتمع نجد أن المؤلف يهدي كتابه إلى رفاقه في الأسر، وهذا يعني أن الدكتور
الرشيدي تعرض شخصيا لتجربة الأسر وان كان لم ينشر بحوثا حولها على حد علمنا. لكن
هذه التجربة لا بد أن تضيف إلى دراسات صاحبها أبعادا جديدة. حيث تخيلت هذه الأبعد عن طريق
مقارنتها بتجربة المحلل الأميركي برونو دي بيتلهام الذي كتب عن تجربته في الأسر
بصورة أدبية. وتحدث في حينه عن مواجهة الأسر بطريقة خاصة به اسماها «طريقة
توقع الأسوأ» وعندما لا يحدث الأسوأ فانك تجد بعض الفرح والأمل في قلب
التجاري الحزينة. والواقع انك لا تستطيع الفصل بين تجربة الرشيدي في مجال
الصدمة، وبين تجاربه في العلاج والإرشاد النفسي و إدارة الخدمات النفسية فهذه
التجارب متمازجة ومتقاطعة. وحسبنا أن نذكر منها قيام الرشيدي بإدخال العلاج
الواقعي إلى المكتبة والعيادة العربية واستخدامه في عمله العيادي ليصبح الرشيدي
الرائد العربي لهذه المدرسة. أخيرا نذكر تطويره لبرنامج، يستند إلى نظرية
الاختيار، للتعامل مع الذات. وهو ما عرضه في أحدث كتبه بعنوان «التعامل مع
الذات». في النهاية فان تجربة الرشيدي في المجال هي تجربة رائدة وغنية. كما
أنها مستوعبة لكافة التطورات الحديثة. وهي تؤسس بحق لاستراتيجية عربية للتعامل
مع الصدمات.
2 -
قراءة تحليلية - رجعية في بحوث الكوارث النفسية: أعمال الدكتور النابلسي في
لبنان نموذجاً تنطلق أهمية تجربة الدكتور محمد احمد النابلسي
من واقع جمعه بين العمل العيادي والبحث والتدريس الجامعي والتأليف. وهو الجمع
الذي أعطى لأعماله طابع الشمولية والالتصاق بالحاجات المباشرة للجمهور
وللمجتمع بصورة عامة مما أدى إلى ارتفاع عامل اثر. أعماله و إعطاءها صفة
السبق حتى أنها استخدمت كمراجع أكاديمية في معظم البحوث والدراسات
العربية في مجال الحروب والكوارث. وفي ما يلي نقدم عرضا تحليلياً - رجعيا
Meta - Analysisلأعماله في هذا الميدان.
§
الأمراض النفسية
وعلاجها - دراسة في مجتمع الحرب اللبنانية. وهو الكتاب الأول للمؤلف
صدرت طبعته الأولى عام 1985 عن منشورات الجامعة. ثم طبعاته الثانية 1987
والثالثة سنة 2000 هن مركز الدراسات النفسية (م.د.ن.). والكتاب هو أساسا دراسة عن سيكوسوماتيك الحرب عبر مقارنة تجمع بين
السيكولوجيا الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع. منذ صدوره العام 1985 اعتمد الكتاب مرجعا
للتدريس الجامعي في معهد العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية ثم في كلية
الآداب وذلك لغاية العام 1994. وهو استخدم كمرجع أساسي لغالبية الرسائل الجامعية
المعدة في لبنان والخارج حول الحرب اللبنانية. وكذلك في البحوث والكتب المؤلفة
حول هذه الحرب. والواقع أن المقارنة بين طروحات الكتاب وتصوراته
المستقبلية وبين اتفاق الطائف تجعلنا نستنتج نوعا من التطابق بينهما فقد سبق
المؤلف دعاة الطائف بطرحه لمبدأ (عفى الله عما مضى) منطلقا للسلم الأهلي
كما دعى النابلسي إلى ضم زعماء المليشيات للحكومة على أن تكون ممارستهم في
إطارها من نوع السيكودراما السياسية. ومن ينجح من هؤلاء في الشفاء يدخل
في الحياة العامة. أما من يفشل منهم فيكون عرضة للعقاب وفي حينه رأى المؤلف
ضرورة تأمين الحماية لمعالجي هؤلاء الميليشياويين. منبهاً إلى احتمالات إيذاء
المتعالجين للمعالج أي إلى اغتيال الرموز الوطنية التي لم تشارك في القتال وهذا
ما حدث لاحقا وتكراراً. ويبدو النابلسي رافضا أو متجاهلا للحل البراغماتي الذي
اعتمده الطائف بقيامه بضم أعضاء الميليشيات إلى الجيش اللبناني. وبالإضافة إلى
جملة هذه الطروحات، وتضمن الكتاب التحذيرات التالية: 1-
تأمين عودة تدريجية آمنة للقانون، حتى لا تتفجر لدى المواطن عقدة
الخوف من القانون بحيث يتوق
إلى فوضى غيابه ولكن بدون تهديدات هذا الغياب أي انه يتوق إلى الفترات الباردة
في الحرب الأهلية. 2-
تأمين العلاج الاقتصادي
انطلاقا من اعتبار المؤلف أن الوفرة الاقتصادية في العلاج الوحيد الناجح للفصام
الناجم عن الحروب الأهلية. 3-
عدم إهمال المشاكل الصحية ذات
العلاقة بشدائد الحرب وتجاهل دور هذه الشدائد في أحداثها. 4-
التصدي لحل المشاكل
الاجتماعية الناجمة عن الحرب ولكن بعد تصنيفها في جدول أولويات محدد وصارم. 5-
تشجيع دراسات المتابعة طويلة
الأمد للحالات الصدمية حتى لا تتحول إلى مزمنة فتزيد من أعباء الرعاية الصحية. وهكذا فإننا لا نبالغ بالقول أن هذا الكتاب
كان قراءة مستقبلية تمكنت من استشراف اتفاق الطائف ومن تحديد نقاط ضعفه قبل
توقيعه بست سنوات كاملة. لم يهمل النابلسي الدراسات الميدانية
التي اعتمد فيها شكل الدراسات الوبائية (الجائحية) فعرّب اختبار
وودورث ماتيوس. وعدله ثم طبقه على عينة من اللبنانيين حيث بينت نتائج هذا
التطبيق وجود معدلات عالية من الاكتئاب ومظاهر الصدمة والشكاوى السيكوسوماتية
وأيضا الأمراض السيكوسوماتية. لذلك نقول بان عامل اثر الكتاب وهيمنته على
الدراسات المتعلقة بالحرب كانتا نتيجة لعمق وشمولية رؤى المؤلف وخبراته العلمية
في العيادة اللبنانية. حيث نلاحظ من خلال قراءتنا للكتاب أن المؤلف قد عاين
عشرات وربما مئات الحالات العيادية حول الاضطرابات النفسية والجسدية والاجتماعية
التي يتصدى لها.
§
الصدمة النفسية -
علم نفس الحروب والكوارث : وهو ثاني الكتب
التي نشرها النابلسي في المجال وهو كان محررا للكتاب ومساهما في تأليفه. ذلك أن
معظم محتويات الكتاب كانت ترجمة لعدد خصصته مجلسة «فصول في الطب النفسي الاسكندنافي».
لموضوع سيكولوجية الكوارث ويضم الكتاب ترجمة كاملة لهذا العدد مضافا إليها
مساهمة النابلسي بتجارب من صميم الحرب اللبنانية. وهكذا كان كتابا النابلسي
المرجعان العربيان الوحيدان في المكتبة العربية عندما بدأت الدراسات حول الآثار
النفسية لحرب اليمن ولحرب الخليج الثانية فإذا ما راجعنا أوائل الأبحاث المنشورة
في تلك الفقرة لوجدنا هيمنة أعمال النابلسي على المراجع العربية لهذه الأبحاث.
§
سلسلة الأمراض
السيكوسوماتية وضمت الأجزاء
التالية: الانهيار العصبي / أمراض القلب النفسية / الربو الحساسية وعلاجها
النفسي / السمنة وعلاجها النفسي / الهزال وعلاجه النفسي / العقم وعلاجه النفسي /
مبادئ السيكوسوماتيك وتصنيفاته / سيكوماتيك الهستيريا والوساوس المرضية. وفي هذه السلسلة يبين
المؤلف علاقة الشدائد في تشجيع ظهور الأمراض والأعطال الجسدية أو معاودتها. لكن
موضوع سيكوسوماتيك الحروب والكوارث لا يلاقي لغاية اليوم الاهتمام الكافي من
الباحثين العرب في الميدان. لذلك نجد أن عامل اثر هذه السلسلة لا يرتكز على
الدراسات الكارثية بل هو يتركز في حقل السيكوسوماتيك. حيث باتت هذه السلسلة
معتمدة كواحدة من المراجع العربية النادرة في المجال. مع الإشارة إلى أن المؤلف قد ضمن كل جزء اختبارا نفسيا أو اكثر متعلقة
بموضوع الجزء ومن الاختبارات التي تضمنتها السلسلة: اختبار الاكتئاب المقنع،
اختبار الهزال واختبار السمنة واختبار جنكينز واختبار جنكينز الوني واختبار تحري
العوارض السيكوسوماتية واختبار القلق -
الاكتئاب ….. الخ.
§
اختبارات الصدمة
النفسية : تراوحت أعمال النابلسي في هذا المجال بين ترجمة
الاختبارات والتعديل والوضع وبين تطبيق اختبارات غير مخصصة للصدمة في مجال
الصدمة. أما عن مقاييس الصدمة فقد ترجم النابلسي ثلاثين
اختبارا منها نشرها في كتاب الصدمة النفسية ومتوافرة منفصلة لدى (م.د.ن.)
وهو قد وضع مقياسين خاصين بالبينة اللبنانية وهما: أ-
اختبار تحري العوارض السيكوسوماتية الناجمة عن الحرب
(م.د.ن.). ب-
اختبار
تحري عوارض الشدة عقب الصدمة في لبنان (م.د.ن.).
وننتهي حديثنا بعرض لقائمة أعمال الدكتور النابلسي في مجال الصدمة النفسية وهي :
1-
الأمراض النفسية وعلاجها -
ودراسة في مجتمع الحرب اللبنانية (176ص). 2-
الصدمة النفسية - علم النفس
الحروب والكوارث. (250ص). 3- سلسلة السيكوسوماتيك (7 أجزاء).
o
المشاركة في
المؤتمرات
o
الأبحاث
والمقالات المشورة 1-
الحرب والمجتمعات
النامية، مجلة الثقافة النفسية المتخصصة العدد 1 يناير
1990. 2-
الوقاية النفسية
من الذبحة القلبية، مجلة الثقافة
النفسية المتخصصة العدد السابع. 3-
مشكلة الشباب
المحارب في لبنان، مجلة الثقافة
النفسية المتخصصة العدد الثامن. 4-
الأمن الاجتماعي
والانصهار الوطني، مجلة الثقافة
النفسية المتخصصة العدد السابع. 5- المرأة
في مجتمع الحرب اللبنانية: كتاب مشترك نشرته جمعية تنظيم الأسرة. 6-
التشخيص
السيكوسوماتي متعدد المؤشرات: مقالة في مجلة
دراسات نفسية عدد إبريل 1998. 7-
الآثار النفسية
والاجتماعية للحرب اللبنانية - على حلقات
جريدة اللواء في 7/1/86 و 21/1/86، 22/1/1986. 8-
أزمة الشباب في
مجتمع الحرب اللبنانية - جريدة الاتحاد
أبو ظبي 29/1/90. 9-
المرأة اللبنانية
بين الحرب والأسرة، جريدة الأنوار
في 27/11/1990. 10-
دور الحرب في زيادة أمراض القلب: مجلة نداء الشماء عدد مارس 1985. 11-
الاضطرابات الهضمية – النفسية: مجلة نداء الشمال عدد مارس 1985. 12-
السيارة المفخخة تضاف لعلم نفس الكوارث - الأنوار في 29/9/90. 13-
ضرورة تعديل التصنيف الأميركي للاضطرابات الصدمية: مجلة الدفاع الوطني وزارة الدفاع الوطني عدد
أكتوبر 1994. 14-
الطب النفسي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية
المتكررة على لبنان: مجلة الدراسات
الأمنية قيادة قوى الأمن الداخلي 2000. 15-
المبالغة والتزوير العلمي في دراسات الكوارث: مجلة الثقافة النفسية المتخصصة العدد 28 أكتوبر
1996. 16-
هولوكوست جديد اسمه قانا: دراسة عيادية على مصدومي مجزرة قانا مجلسة
الثقافة النفسية العدد 27 يونيو 1996. 17-
ضرورات علاج الحالات الصدمية بعد الانسحاب الإسرائيلي: جريدة الأنوار والكفاح العربي ومجلة العهد في
2000/6/21. 18- الصحة النفسية في الشريط الحدودي بعد الانسحاب: مجلة الثقافة النفسية المتخصصة يوليو 2000 وملخصات عنها في عدة وسائل إعلام لبنانية.
o العلاج النفسي
للأسرى وضحايا العدوان، م.د.ن(2001). - Les Sequelles psychologique psychiatriques est psychosomatiques des
événements traumatisants. - العقابيل
النفسية والسيكاترية والسيكوسوماتية للأحداث الصدمية - رسالة غير منشورة. |
|||
q التعريـف بالدكتـور محمـد احمـد النابلسـي |
|||
أستاذ علم النفس والطب النفسي بالجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية.
ولد محمد احمد النابلسي في طرابلس بلبنان في 15 نوفمبر عام 195. وتلقى تعليمه
الابتدائي والتكميلي والثانوي في مدارس طرابلس. وقد حفظ بعض أجزاء القرآن الكريم
من حلقات الجامع الكبير في طرابلس. وبعد حصوله على شهادة التعليم الثانوي عام
1973، سافر إلى مدينة بوردو بفرنسا عام 1974 ليبدأ دراسته الجامعية بكلية الطب
فيها، وليبدأ فيها أيضا التحليل النفسي التعليمي. ثم تركها إلى مدينة كرايوفا
برومانيا بعد انقطاع قصير عن الدراسة أثناء الحرب اللبنانية. وقي عام 1984 نال
دكتوراه الطب من جامعة كرايوفا، كانت أطروحته بعنوان « اثر صادات بيتا في علاج
ارتفاع الضغط الانفعالي - طرق غير دموية للتشخيص » حيث نال عنها درجة ممتاز. ثم
تابع دراسته للتخصص بالطب النفسي في معهد الاختصاصات العليا في بودايست بالمجر،
حيث نال شهادة التخصص عام 1988، وكانت رسالته بعنوان «رهاب الساح (Agoraphobio) المقاوم للعلاج - نظرة
تحليلية سيكوسوماتية » ونال عنها درجة ممتاز. وتابع في الفترة ذاتها التدريب على
العلاج التحليلي. ونال شهادة التوصيف كمعالج نفسي من الجامعة نفسها عام 1988
أيضا. أما أطروحته لدكتوراه الفلسفة التي نالها بتقدير مشرف عام 1992 فكانت عن
الآثار السيكولوجية والسيكاترية والسيكوسوماتية للأوضاع الصدمية - حيث كانت
الحرب اللبنانة نموذج دراسته. خلال هذه المدة تابع عدة دورات تدريبية وورش عمل، منها دورة في معهد
باريس للسيكوسوماتيك، حيث تعرف على البروفيسور بيار مارتي، وترجم له كتابا نشر
بعنوان " الحلم والمرض النفسي والنفسي" ومنها أيضا دورة أخرى
في معهد الطب الجنسي بباريس، وترجم لمديره جاك وانبرغ كتابا نشر بعنوان " عيادة
الاضطرابات الجنسية " كما ترجم في الفترة ذاتها كتاب " حالة
دوار بين فريد ومأتى "حيث قدم له بفصل إضافي طلب منه مارتن ترجمته إلى
الفرنسية ونشره في المجلة الباريسية للتحليل النفسي عام 1991. وفي ميدان الاختبارات النفسية قدم النابلسي مساهمات هامة. فهو قد شارك
البروفسيرة اليزابيث موسون في وضع قواعد تحليل اختبار رسم الزمن، ثم في
وضع قواعد تطبيقيه وتحليليه في مجال السيكوساماتيك. كما اسهم في تحويل اختبار
رودولف من إيمائي إلى إسقاطي ووضع أسس تحليله واستخراج نتائجه. كما نشر
النابلسي شروحات ووسائل تطبيق واستخراج نتائج اختبار بقع الحبر الرورزشاخ، ورسم
الشجرة ورسم الشخص، إضافة إلى ترجمة العديد من المقاييس خصوصا تلك المتعلقة
بالأوضاع الصدمية. والى جانب الكتب التي قام النابلسي بترجمتها، و أشرنا إلى بعض منه، فانه
قام بتأليف العديد من الكتب العلمية أو المتخصصة من أولها و أهمها كتاب "
الأمراض النفسية - دراسة في مجتمع الحرب اللبنانية " الذي صدرت طبعته
الأولى عام 1985 عن منشورات الجامعة، ثم صدرت له طبعات متتالية، ويعتبر مرجعا
هاما في دراسات الحرب اللبنانية، ومنها كتاب و " نحو سيكولوجيا عربية
" عام 1995، وكتاب " سيكولوجية السياسية العربية " العرب
والمستقبليات " والعالمية من الوقت، و" معجم العلاج النفسي
الدوائي " عام 1994، وكتاب " الطب النفسي والتربية "
عام 1988. هذا علاوة على انه قدم خدمة كبيرة للمتخصصين النفسيين في العالم
العربي وللباحثين في الدراسات النفسية بإشرافه على إعداد و إصدار "
الدليل النفسي العربي " عام 1994، والذي يشتمل - ضمن ما يشتمل عليه - معلومات
وافية عن المؤلفات والمنشورات العربية في علم النفس والطب النفسي ودور نشرها،
وعن علماء النفس والطب النفسي في العالم العربي، وعن الاختبارات النفسية في
الوطن العربي، مع وعد بتجديده واستكماله كل حين. وقد نشر النابلسي كثيرا من البحوث والمقالات في المجالات العربية
والأجنبية، كما انه عرض و ألقى الكثير من البحوث باللغة العربية و الإنجليزية
وبالفرنسية من مؤتمرات علمية عربية ودولية. من ذلك - على سبيل المثال فقط - بحثه
" حول مستقبل العلوم النفسية في الوطن العربي " والذي ألقاه من
المؤتمر العربي السابع لعلم النفس والذي عقد بدار الضيافة بجامعة عين شمس
بالقاهرة عام 1999، ثم نشر بعد ذلك فيم " المجلة المصرية للدراسات النفسية
" بالعدد: 20، سبتمبر 1999، "وسيكولوجيا الأسطورة في الإرهاب
الصهيوني" الذي ألقاه في ندوة اتحاد الكتاب العربي باللاذقية في مايو
1998، و " العرب بين الإرهاب والبحث العلمي " الذي نشره في
مجلة الثقافة النفسية المتخصصة "، عدد 18: إبريل 1994، "والشخصية
العربية في عالم متغير " الذي نشره في " مجلة دراسات نفسية "
- يوليو 1997، " وعقدة الخجل وشرعية الحياء " الذي نشره بمجلة
" الثقافة النفسية المتخصصة " العدد : 16،1993.و - Le Mouvement - Thérapie, Congrés International
des Somatotherapie, Paris, 1998. - Cross Cultural Experiences with Rudolph's Test
and Essay of Standardization, Cong. Int. Psy, Madrid, 1996. - Facial Expression: our
Universal Private Language, Cong. Int. Psy., Madrid, 1996. كما انه كتب مقدمات وتقديمات لمؤلفات وترجمات قام بها زملاؤه أو تلاميذه
في علم النفس أو في التحليل النفسي. مثل كتاب " تطبيقات التحليل
النفسي " لعلى زيعور، وكتاب " قراءات مختلفة للشخصية " لروز
ماري شاهين، و " الصحة النفسية " لسامر رضوان، و " نظريات
حديثة في الطب النفسي " لموسون. والنابلسي - كعضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين - يداوم على نشر مقالات
ثقافية وعلمية تجمع بين علم النفس والسياسة وقضايا المجتمع العربي في الصحافة
اليومية، خصوصا جرائد الأنوار والحياة والكفاح العربي، من ذلك - على سبيل المثال
فقط - مقالة عن " العوامل النفسية المؤثرة في الانتخابات " - جريدة
الأنوار من 29/8/1996، و " الآثار النفسية المستقبلية ل " عناقيد
الغضب " - الوقاية النفسية من الصدمات " - جريدة الأنوار في 8/5/1996،
و " صدمة قانا " - جريدة النهار في 7/10/1996. وللنابلسي مكانة هامة، وسمعة طيبة في الهيئات العلمية العربية،
والأجنبية، فهو أمين عام الاتحاد العربي لعلم النفس، ويشترك في معظم مؤتمراته
السنوية التي تعقد بالقاهرة، كما انه رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات النفسية،
ورئيس ثلاثة مؤتمرات نفسية عربية عقدت في لبنان، ومستشار الجمعية العالمية
لسيكولوجية المسنين، ومستشار الجمعية العالمية لأمراضية التعبير، ونائب رئيس
المكتب الإقليمي للاتحاد العالمي للصحة النفسية وعضو شرف محلف في معهد الطب
الجنسي في باريس، وعضو اتحاد الكتاب العرب. كما انه حاضر كأستاذ زائر في جامعة
بودابست، ودورات اليونسكو لتدريب الأساتذة، وفي جامعة دمشق ومكتب الإنماء
الاجتماعي - الكويت، حيث شارك في التدريب على العلاج بالحركة وتحليل الاختبارات
الاسقاطية، وحاضر في موضوعات متفرقة منها الطب النفسي عبر الثقافي
والسيكوسوماتيك التحليلي... كما انه مستشار ومحكم لعدة دوريات علمية منها "
مجلة دراسات نفسية " و " مجلة الإرشاد النفسي " و " المجلة
العربية للطب النفسي "... هذا، ومن عام 1989 قام النابلسي بإنشاء " مركز الدراسات النفسية
و النفسية - الجسدية بطرابلس بلبنان في العام العالي اصدر " مجلة
الثقافة النفسية المتخصصة "، حيث صدر عددها الأول في يناير 1990 في
بيروت. وتولى النابلسي رئاسة تحريرها منذ صدورها حتى الآن. وهي تصدر بانتظام
أربع مرات في العام. ومن الجدير بالذكر أن " مجلة الثقافة النفسية المتخصصة
" هي مجلة علم النفس الوحيدة في العالم العربي التي تصدر خارج مصر. كما انه
افرد صفحاتها لمقالات وبحوث علماء النفس والطب النفسي من أنحاء الوطن العربي
المختلفة دون تمييز، بل ولبعض العلماء الأجانب أيضا. كما جمع للمجلة هيئة تحرير
ومستشارين من أنحاء مختلفة من أقطار العالم العربي والأجانب. وتنشر المجلة
مقالات وبحوث علماء النفس والطب النفسي ذوى التوجهات العلمية والاتجاهات
المختلفة، طالما وصلت إلى المستوى العلمي الذي وضعته المجلة لنفسها. وتعتبر
" مجلة الثقافة النفسية المتخصصة " إضافة هامة إلى المجلات العلمية
ذات الوزن الثقافي والتقدير العلمي الكبير في العالم العربي. وهي إحدى إصدارات
" مركز الدراسات النفسية والنفسية - الجسدية " ضمن أنشطة أخرى من بحوث
علمية، و إصدار كتب مؤلفة أو مترجمة ... وفي عام 1995 قررت الجمعية
اللبنانية للدراسات النفسية " برئاسة النابلسي مع " مركز الدراسات
النفسية والنفسية - الجسدية " إنشاء جائزة سنوية تكريمية باسم " جائزة
مصطفى زيور " تمنح كل عام لواحد من علماء النفس أو الطب النفسي العرب
(لتمييزه و إسهاماته العلمية القيمة). وحتى الآن حصل عليها أربعة علماء عرب.
ولولا أن النابلسي رئيس اللجنة الاستشارية للجائزة لكان من أوائل من يستحقونها،
لإسهاماته العلمية الجادة والمتميزة، ولجهوده ونشاطه للارتفاع بمستوى التخصص في
لبنان والعالم العربي، على نحو ما عرضنا في هذه النبذة المختصرة. وحتى اليوم يجمع محمد احمد النابلسي
بين التدريس الجامعي، وبين التأليف، وبين الإسهام في المؤتمرات العلمية وبين
الممارسة العيادية للطب والعلاج النفسي، وبين هذا جميعه وبين الانشغال بالهم
القومي العربي والهم الإنساني اللذين يداوم التعبير عنهما في مقالاته النفسية -
السياسية، سواء أكان هذا في المؤتمرات أم في المجلات الدورية، أم في الصحافة
اليومية. |
|||
Document Code PB.0103 |
ترميز المستند PB.0103 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights
Reserved) |