Arabpsynet | |||
|
|||
الأنــا و أواليــات الدفــاع آنا فرويد
ترجمة جورج طرابيشي دار الطليعة - بيروت |
|
||
|
|||
q
فهــرس
الموضوعــات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
القسم
الأول: نظريات أواليات الدفاع 1-
الأنا كموضوع
للملاحظة 2-
تطبيق تقنية
التحليل النفسي في دراسات الهيئات النفسية 3-
الدراسة التحليلية
لأساليب الأنا في الدفاع 4-
أواليات الدفاع 5-
توجيه السيرورات
الدفاعية تبعا للحصر وللخطر القسم
الثاني: أمثلة على تحاشي الكدر والأخطار الفعلية المراحل التمهيدية
للدفاع
1-
الإنكار بالتوهم 2-
الإنكار في
الأفعال والأقوال 3-
إنكماش الأنا القسم
الثالث: أمثلة على طرازين من الدفاع 1-
التماهي مع
المعتدي 2-
شكل من الغيرية القسم
الرابع: أواليات الدفاع المتعينة بالخوف من قوة الدوافع الغريزية (دراسة لظاهرات البلوغ). 1-
الأنا والهذا في
زمن البلوغ 2-
الحصر الغريزي عند
البلوغ خاتمة |
|||
q
تقديــم
الكتــاب / PREFACE |
|||
حاولت، في الفصول السابقة، وبالاستناد إلى بعض الأمثلة السريرية، تصنيف
مختلف الأواليات الدفاعية المتعينة بمواقف الحصر النوعية. وربما كان في إمكاننا،
طردا مع تحسن معرفتنا بنشاط الأنا اللاشعوري، أن نجري تصنيفا أكثر دقة. فالعلاقة
التاريخية بين بعض الخبرات المعاشة والنمطية التي تطرأ في أثناء نمو الفرد وبين
تحريك أنظمة بعينها من أنظمة الدفاع ما يزال يحوطها الإبهام الى حد بعيد. بيد أن
الأمثلة التي سقتها هنا تتيح لنا مع ذلك أن نفترض أن الأنا يحرك أوالية الإنكار
في المواقف ذات الصلة بأفكار الخصاء وفقدان الموضوعات المحبوبة. ومن ناحية أخرى،
يبدو أن التنازل الغيري عن الحفزات الغريزية هو الوسيلة المفضلة، في بعض الشروط
المحددة، للتغلب على الإذلالات النرجسية. إن المعارف المتوفرة لنا في الوقت الراهن تتيح لنا أن نقيم بدرجة أكبر من
اليقين توازنات بين أنشطة الأنا الدفاعية في مواجهة الأخطار التي تتهدده سواء من
الداخل أو من الخارج. فالكبت يفيد في تنحية مشتقات الهذا، مثلما يفيد الإنكار في
استبعاد التنبيهات الخارجية. والتشكيل الإرتجاعي يصون الأنا من معاودة انبجاس ما
كان كبت من الداخل، بينما تحول التخييلات التي يقلب فيها الموقف الواقعي إلى ضده
دون انهيار الإنكار تحت ضغط المحيط الخارجي. ويناظر كف الحفزة الغريزية انكماش
الأنا بغية تحاشي الكدر الناجم عن العالم الخارجي. ويفعل تعقيل السيرورات
الغريزية فعله كوسيلة حماية ضد خطر داخلي ويكافىء تيقظا دائما من جانب الأنا في
مواجهة الأخطار الخارجية. وجميع الأواليات الدفاعية الأخرى- من نظير القلب إلى
الضد أو الارتداد ضد الذات- التي تستتبع تعديلأ في السيرورات الغريزية ذاتها لها
ما يناظرها في المحاولات التي يبذلها الأنا ليتقي الخطر الخارجي بتدخله الإيجابي
والفعال لتغيير الظروف المحيطة. بيد أنه لا يسعني أن أفيض هنا أكثرمن ذلك في
الكلام عن هذه الجوانب من أنشطة الأنا. إننا نتساءل، حال مقارنتنا بين مختلف تلك السيرورات، عن الأسباب التي
يمكن أن تحدو بالأنا إلى أن يختار هذا الشكل من أشكال الدفاع بدلا من ذاك. فهل
يتقولب الكفاح ضد العالم الخارجي بقالب الكفاح ضد الدوافع الغريزية، أم أن
الإجراءات الدفاعية المتخذة في الصراع ضد الدوافع الغريزية تتشكل، على العكس،
بشكل الإجراءات المتخذة في الصراع الخارجي؟ إن البت القاطع بين هذين الفرضين
المخير بينهما أمر مستحيل. فالأنا الطفلي يرزح تحت وطأة هجمة التنبيهات الغريزية
والتنبيهات الخارجية في آن معا. وكيما يتاح له الإستمرار في الوجود، يتحتم عليه
أن يقاتل على الجبهتين في وقت واحد. وكل شيء يحملنا على الإعتقاد بأن الأنا، في
كفاحه هذا ضد التنبيهات والمثيرات المتباينة، يكيف تدابيره الدفاعية مع الأخطار
التي تتهدده من الداخل ومن الخارج. إن مقارنة هذه السيرورة بسيرورة أخرى مشابهة لها، ونعني بها التحريف في
الحلم، هي التي تتيح لنا أن نتبين على خيروجه ممكن إلى أي حد يخضع الأنا، في
دفاعه عن نفسه ضد الدوافع الغريزية، لقوانينه الخاصة وإلى أي حد يتأثر في ذلك
بطبيعة الدوافع الغريزية نفسها. فترجمة أفكار الحلم الكامنة إلى مضمون الحلم
الظاهرتتوقف على الرقابة التي تنوب في أثناء النوم مناب الأنا. بيد أن عمل الحلم
ذاته ليس من فعل الأنا. فالتكثيف والنقل وطرائق التعبير والتمثيل الغريبة
المتنوعة في الحلم هي من اختصاص الهذا، وهي تفيد بوجه خاص في تحقيق التحريف.
وبالمثل، فإن أواليات الدفاع لا تعود بكليتها إلى الأنا. فخصائص الدوافع
الغريزية يجري استخدامها بقدر ما تتعدل السيرورات الغريزية ذاتها. ومن قبيل ذلك
أن الأنا، إذ يحاول أن ينقل الهدف الغريزي من مضمار الجنسية الخالصة إلى
مضماريعتبره المجتمع أرفع وأسمى، يشغل أوالية الإعلاء، وهذا بفضل حركية
السيرورات الغريزية. وتأمينا للكبت عن طريق التشكيلات الإرتجاعية يستغل الأنا
قابلية الدوافع الغريزية للإنقلاب إلى الضد. وفي مقدورنا الإفتراض أن النظام
الدفاعي لا يصمد للهجمات إلا إذا كان أساسه مزدوجا: الأنا من جهة، والسيرورة
الغريزية نفسها من الجهة الأخرى. وعلى الرغم من أن الأنا لا يملك حرية مطلقة في اختيار الأواليات
الدفاعية، فإن أهمية الدور الذي يضطلع به تدهشنا عندما ندرس هذه الأواليات.
فوجود الأعراض العصابية ذاته يثبت أن الأنا قد غلب على أمره. وكل عودة للدوافع
الغريزية المكبوتة، وكل تكوين من تكوينات التسوية من ثم، يشهدان على إخفاق
الإجراء الدفاعي، وبالتالي على اندحار الأنا. وبالمقابل، يكون الظفر للأنا عندما
تثبت تدابيره الدفاعية نجعها وفعاليتها، أي عندما يتمكن، بوساطة هذه التدابير،
من الحد من تمخض الحصر والكدر، ومن تأمين قدر معين من الإستمتاع الغريزي، حتى في
الظروف الصعبة، عن طريق تحوير الدوافع الغريزية. وعلى هذا النحو تقوم، بقدر
المستطاع، علاقات متناغمة بين الهذا والأنا الأعلى وقوى العالم الخارجي. |
|||
Document Code PB.0110 |
ترميز المستند PB.0110 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights
Reserved) |