Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

قــراءات في نجيــب محفــوظ

أ.د. يحيى الرخاوي

الهيئة المصرية العامة للكتاب - 1992

E.mail : yehia_rakhawy@hotmail.com

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         إهداء

§         مقدمة

§         فيضان طبقات الوعي رأيت فيما يرى النائم

§         القتل: بين منامي العبادة والدم في ليالي ألف ليلة و ليلة

§         دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتخلق "في الحرافيش"

§         ملاحظات: حول نقد "عز الدين إسماعيل" لرواية السراب قراءة نفسية: بمفهـوم تقليدي (1970) الشحاذ ثم قراءة

§         في القراءة (هوامش مؤقتة) (1990)

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

       في شتاء 1948، وكنت حول الرابعة عشر، قال لي زميل صديق ونحن نسير في جماعة صباحا إلى مدرسة مصر الجديدة الثانوية، قال لي أنه اكتشف من يستأهل القراءة، ونصحني بقراءة القاهرة الجديدة، وفعلت، وكنت مازلت أتحسس بداية طريقي إلى تذوق الكلمة، قبل أن يصبح لي معها شأن أخر.

    ومنذ هذا اليوم بدأت حكايتي معه:

    تعرفت على نفسي من خلاله: القاهرة الجديدة، فالسراب، فخان الخليلي ثم خذ عندك..- حتى تاريخه.. !

    وتحسست مصر الحارة معه، ممسكا بيده معظم الوقت، لا أتبع. ولا أفلت..

    لست أدرى لم تصورته شيخا مليئا بالفتوة والحياة واليقظة وحب الاستطلاع، يمسك عصا بيمينه يتحسس بها جدران بيوت الحارة وأسوارها المتهدمة، والوشيكة البناء، ويتجنب بها (العصا) عثرات الأرصفة أو الحجارة ، ويمسكني بيده الأخرى طفلا ناظرا يدعي البصر، ثم لا الطفل يكف سكن القفز والتلفت والتساؤل، ولا الشيخ محفوظ يكف عن الشرح والإعادة.

    قابلته في أوائل السبعينات مرة واحدة في الأهرام، وددت ألا تتكرر المقابلة، مثلما أفعل عادة (للأسف) مع كل من أحب هذا الحب.

    سألته في هذه المرة الواحدة عن خبرة عمر الحمزاوي في الخلاء، وعن التصوف حلا، وعن علاقته شخصيا بهذا وذاك، فنبهني إلى ما لا أنساه كلما شطحت ألما، أو كدت أنسحب إنهاكا، قال:

    إن ما لا يصلح لكل الناس هو حل مضروب محدود في الواقع والتاريخ.

    اغتظت منه حتى كدت أقتنع.

    حاولت أن أتقمص سماحته فعجزت،...،أن أستلهم صبره فتوقفت.

    رفضت كل أغلفة قصصه، وبعض سيناريوهاته وسيناريوهات أفلامه، وكثيرا من نصائحه، ومبالغته-أحيانا- في الرمز القبيح.

    وتحفظت على نوع أصدقائه وبعض خصوصياته وقلة أسفاره وفرط إنتاجه ولون فرعونيته.

    قبلته لاعب كرة سابق- بعد دهشة مناسبة- كما قبلته وفديا قديما،وابن بلد، وأنيس جليس، وسياسيا ملتزما، وحضاريا مستوعبا للتاريخ.

    واكبته مؤمنا متفردا، وعارفا زاهدا، وفحلا مقبلا وغير ذلك من كل ما تنبض به حياة صورتها لنفسي دون أن أبحث في مصادرها، أو أحاول التحقق من بعض صدقها.

    وحين أخذ نوبل بالنقط بعد ألف جولة وجولة فرحت لنا أكثر مما فرحت له، وشكرته أكثر مما هنأته، وشعرت أنه أضاف إليها تشريفا، وفوت عليهم مناورة.

   

قراءة:

    لا أذكر أنني قرأت عملا لنجيب محفوظ (وربما لغيره) دون حوار يكاد يكون مسموعا، ويصرر أحيانا إلى التماسك، ولو أردت أن أكتب قراءتي المنظمة له لاحتاج الأمر إلى موسوعة كاملة مكونة من عدة كتب.

       فأكتفي في هذا الاستهلال بإشارة محدودة إلى تلك القراءة المكتوبة (النقد) والتي انتهزت فرصة ندوة كلية الآداب جامعة القاهرة عن محفوظ (مارس 1990) لأجمعها هكذا:

    ثلاث دراسات عن، فيضان طبقات الوعي (وليس فقط تيار الوعي كما هو شائع) في مجموعة رأيت فيما يرى النائم، وعن القتل بين مقامي العبادة والدم،  في ليالي ألف ليلة وليلة، ثم عن دورات الحياة وضلال الخلود في ملحمة الموت والتخلق- الحرافيش.

ثم ألحقت ذلك بهامشين:

    الأول: مقتطف حول ملاحظات سبق أن أبديتها عن نقد سابق للسراب (عز الدين إسماعيل)، تبين تحفظاتي على الاتجاه التحليلي النفسي في النقد.

    والثاني: هو إعادة نظر في نقد سبق أن كتبته شخصيا عن الشحاذ، حاولت من خلالها أن أنبه على مآخذ النقد النفسي الوصفي خاصة .

وبعد:

    فلابد من الاعتراف بأن جمع هذه الدراسات مع الهامشين متجاورة هكذا، هو عمل متعجل فرضته المناسبة، ومع ذلك فالعذر غير كاف، وخاصة أن كل دراسة منها- أو هامش- لها نمطها المختلف شكلا أساسا .

    ولابد أن القارئ سيلاحظ بوضوح أن ثمة محاور مشتركة بين الأعمال الثلاثة تفرض نفسها في كل قراءة مقارنة، مثل وثبات التغير الكيفي في كل من رأيت فيما يرى النائم، والحرافيش، أو مثل توظيف الوعي بالموت دفعا إلى الحياة في كل من الليالي، في الحرافيش، أو مثل القتل والدم في الأعمال مجتمعة ، وغير ذلك بلا حدود.

    وقد يكون مناسبا أن نفترض أن هذا النشر المتباعد، غير المتجانس، ثم الجمع المستقل رغم التجاور، هو دعوة للقارئ أن يخلق منها الشبه والاختلاف.. فالجدل والحوار.

    أو لعلها الخطوة الأولى نحو البحث الأشمل في هذه المحاور المشتركة، ومثلها، وغيرها مستقبلا.      

القاهرة أعلى المقطم في 16-3-1990

 

Document Code PB.0120

http://www.arabpsynet.com/Books/Yahia.B14  

ترميز المستند   PB.0120

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)