|
|||
ملحق الإنسان والتطور العــدد الثالث - يوليو 1999 |
|
||
|
|||
q
فهرس
الموضوعات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
o حتمية استلهام البيئة والعادات (الثقافة) المحليةo الاستفادة من النظر في الأمثال العامية واستلهامهاo " اللي ما يستحي يفعل ما يشتهي"o " من شاف الشر ودخل عليه، يستاهل ما يجرى عليه "o إمشي دغري يحتار عدوك فيكo إلي عايز الجميلة يدفع مهرها – (2) إللي عايز الدح، ما يقولشي أيo انصح صاحبك من الصبح للظهر، وإن ما اتنصحش غشه بقية النهار |
|||
q
ملخصات/ SUMMARY /
RESUMES |
|||
o حتمية استلهام البيئة والعادات (الثقافة) المحليةمدخل : الإدمان لغة عامة من حيث أنها تعلن أن ثمّة مشكلة تواجه الإنسان المعاصر تجعله يلجأ إلى الاستعانة العشوائية بكيماويات ومواد تحقق له ما لم يستطع أن يحققه في الواقع وهو في تمام يقظته، أو تساعده على الهرب من واقع لم يستطع تحمّله. ومع أن ظاهرة الإدمان قد تفشت بشكل ظاهر مؤخرا في كل بلاد العالم إلا أن جذورها يمكن استقصاؤها عبر التاريخ، والظروف التي تؤدي إليها، أو تساعد على التخلص منها أو تنبه إلى مخاطرها هي ظروف غائرة في الوعي البشرى منذ كان هناك وعي بشري. وقد دأب المشتغلون عندنا، بهذا الإشكال- إشكال الإدمان- أن يستوردوا القواعد والبرامج والتفسيرات من بيئة غير بيئتنا، وثقافة غير ثقافتنا لاجئين مرة إلى الترجمة ومرة إلى الاقتباس، وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه فيه إيجابيات كثيرة على الأقل من حيث الاستفادة من خبرات الغير، إلا أن الاكتفاء به يجعلنا بعيدين عن مشاكلنا وعن نبض ما يميزنا في الصحة والمرض، في السواء والانحراف. لكل ذلك دأبت هذه النشرة أن تأخذ المبادئ العلمية الأساسية المتفق عليها في كل مكان في العالم ثم تحاول أن تصيغها بما يلائم ثقافتنا نحن لنساعد مدمنينا نحن. وقد وجدنا أن من أهم المصادر التي يمكن أن نستمد منها نبض وعي شعبنا أن نقرأ ما يتصل بهذه الظاهرة- بطريق غير مباشر غالبا- من أمثالنا الشعبية، ثم نحاول أن نقرأه بمنظار المهتم بمساعدة هذا الفرد الشقي المتورط من أبنائنا وإخوتنا وإخواننا المدمنين. ونأمل بعد هذه المرحلة أن نستلهم صيغا وعبارات يمكن من واقع ثقافتنا أيضا أن تفيدنا في وضع برامج للعلاج المعرفي أساسا، لأنه قائم على تعديل محتوى فكرى معيّن.
o الاستفادة من النظر في الأمثال العامية واستلهامها مدخل : إننا نقصد بهذا العمل أن نؤكد على الاستعمال الإيجابي للاستشهادات الحكيمة والإرشادات السائرة، دون أن تأخذ شكل الخطابة العالية الصوت بلا فاعلية، ونحن نريد ونحن نقدم الحكمة الغائرة أن ننبه أيضا إلى الاستعمال السلبي للأمثال، حتى يمكن إبلاغ الرسالة كما ينبغي لمن يستفيد منها دون ادعاء حكمة بلا محاذير. فنحن لا نورد الأمثال هنا باعتبارها حلا لمشكلة، أو نصيحة قابلة للتطبيق الفوري، وإنما نوردها آملين أن تحقق بعضا مما يلي: أولا: أن نؤكد على خصوصية ثقافتنا، وأن الوعي الشعبي المصري (والعربي)، مثله مثل وعي سائر الشعوب، قد أدرك الجذور التي تنبع منها هذه المشاكل، كما أنه اقترب- بلغته الخاصة- إلى الخطوط العريضة لحلّها. ثانيا: أن نستلهم منها بعض تفاصيل يمكن الانتفاع بها في برامج الوقاية والعلاج. ثالثا: أن نذكر بعضنا البعض أنه على الرغم من أن المسألة قديمة إلا أن الوعي الشعبي قد أضاء بعض جوانب حلّها، وهو يهدي إليها بشكل أو بآخر. رابعا: أن نظهر العلاقة بين الوعي الشعبي وبين آخر ما وصل إليه العلم من تفسيرات للظاهرة وأساليب لتناولها. ثم نعود فننبه إلى ضرورة تجنب الاستعمال السلبي للأمثال، و نحن نقرأ هذه الاستشهادات، والذين حضروا العلاج الجمعي الذي نقوم به سواء للمدمنين أو غير المدمنين يعرفون كيف يمكن أن يبعدنا إلا استشهاد بالمثل، أو بالحكمة، أو حتى بآية كريمة أو حديث شريف. كيف يبعدنا أي من هذا عن "هنا والآن "، ما لم نأخذ معنى الحكمة أو مغزى الآية ونتحمل مسئوليته في التو واللحظة، ونحن نتعامل بها معا ويمكن إيجاز بعض الاستعمالات السلبية للأمثال على الوجه التالي: (1) أن نكتفي باستعمال المثل ليصف موقفا أو يشرح قضية دون أن يتبع ذلك فعل يدل على أننا استوعبنا الدلالة واستفدنا منها. (2) أن يستعمل المثل كمبرر لسلوك سلبي لا نجد له ما يبرره. (3) أن يستعمل المثل ليحفز على عمل سيئ. (4) أن يستعمل المثل كنوع من السباب أو التحقير غير المباشر لفئة من البشر. (5) أن يستعمل المثل للتباهي اللفظي بأن المستشهد به "عارف بوعي الناس البسطاء وحافظ لكلماتهم ". وقد جمعنا من الأمثال من مصدر واحد (أمثال تيمور باشا) ما يكفي ثلاثة نشرات هذه أولاها (1 من 1.3).
o " اللي ما يستحي يفعل ما يشتهي"مدخل : الحياء من أرقى الأخلاق الإنسانية وأقدرها على الفاعلية والتأثير في السلوك البشري، والحياء غير الخجل الحياء نوع من الإباء، أما الخجل ففيه خزي وشعور بالذنب وانسحاب. والحياء فيه "آخر" (أنت تعمل حساب واحد، أو يغلبك الحياء من واحدة.. إلخ)، فعادة يقال أنا أستحي منك، أو أنا أستحي أن أفعل كذا أمامك، وكثيرا ما نجد الشخص في البداية وهو متردد أن يخوض تجربة التعاطي "يستحي أن يفعلها". ثم إنه يبدأ في التعاطي فيتضاءل حياؤه رويدا رويدا، إما بالتعود على نسيان حساسية الموقف، وكذلك التعود على الاستهانة بشعور الآخرين، وإما بفعل المخدر وتغييبه للوعي، أو زيادته في البلادة. ويتدرج الأمر حتى لا يستحي المدمن أن يمد يده للناس، ثم لا يستحي أن يمد يده لما يملكه الغير (فيسرق مثلا) ثم لا يستحي أن يعيش عالة على غيره بلا نفع ولا غاية وحين يصل إلى هذه الدرجة فإنه فعلا يعمل ما بدا له- دون استحياء فلا يهمه رأي الأهل، ولا مستقبل أولاده، ولا جرح كرامته ولا يبقى إلا الإهانة وإرضاء الشهوة التي لا تشبع...
" إلي تستهتر به يغلبك "مدخل : الأمر في بداية الإدمان عجيب فمن ناحية لا ينفع التخويف المبالغ فيه طول الوقت. بل إن هذا التخويف قد يدفع بعض الشباب للتحدي ليثبتوا أنهم أشجع من الموقف، وأنهم لا ينهرهم هذا الترهيب المرعب في نفس الوقت فإن التهوين من الأمر قد يشجع بعض الضعاف أن يجرّبوا تحت زعم أنهم قادرون على التوقف في أي وقت يعني هم يستهترون بما يسمعون، ويستهترون بالتحذير ويستهترون بالنصائح. بل إنهم يستهترون بالتحريم: إما بأن يفتوا لأنفسهم فتوى خاصّة بأن هذا المخدر ليس حراما، وإما بأن يسيئوا فهم رحمة الله متصورين أن غفرانه سوف يشملهم حتما لأسباب خاصة. وقد يستهتر المدمن في تنفيذ تعليمات الطبيب والمعالج بعد التوقف وبعد مرحلة جميلة ناجحة من العلاج. وكل أنواع الاستهتار هذه هي نتيجة لسوء الحسابات، والغلو في تقدير قدرات الذات...
"ما يقع إلا الشاطر"مدخل : تكملة للمثل السابق "اللي تستهتر به يغلبك " يتكلم هذا المثل عن الشطارة والشطارة أنواع: " الشطارة التي تسمّى نصاحة أولاد البلد"، وهي التي تعتمد على ما يسمّى "الفهلوة"، و"شطارة التجار"، وهي في مهنة التجارة مقبولة وقد تكون مفيدة حسب طول الحسبة، فالتاجر الذي يحسبها ببيعة اليوم أقل شطارة من التاجر الذي يحسبها لمدّة شهر، والتاجر الذكي يحسبها بمكسب الدنيا فقط غير التاجر الذي يحسبها بمكسب الدنيا والآخرة. ثم (3) شطارة التفوق الدراسي، وهي تطلق عادة على نوع محدد من التفوق المدرسي والذي يقع من كل هؤلاء الشطار. 1- هو الذي زودها في النصاحة 2- هو قصير النظر في التجارة 3- وهو الذي اكتفى بشطارة حفظ ما في الكتب عن التعلم من الحياة. والثلاثة يقعون في الإدمان كلّ بطريقته. الأوّل: بالاستهتار والغرور والثاني: بالحسابات الخاطئة والثالث: بعدم الخبرة ...
o " من شاف الشر ودخل عليه، يستاهل ما يجرى عليه "مدخل : يكاد لا يوجد واحد مدمن لم يعرف مسبقا أخطار الإدمان، حتى أن البرامج الإعلامية أو التعليمية التي تركز كل جهدها على تناول هذه المسألة بالإفراط في بيان كيف أن الإدمان شر وكذا وكيت هي برامج يمكن أن تعدّ من قبيل " تحصيل الحاصل ". القضية نقدمها في هذا السؤال: كيف يقدم الواحد على تعاطي شيء (حتى السجائر) وهو يعلم أن فيها شر كبير ؟ ومثال السجائر خير دليل على ذلك، فإن كتابة عبارة "إن التدخين ضار بالصحة " لم تقلل من التدخين خصوصا في الدول النامية والفقيرة التي لا تهتم أصلا بالصحة ولا تعمل حسابا للضرر والضرار. إن الموقف في هذه الحال يتطلب مسئولية أكبر من تعداد أنواع الشرور التي يمكن أن تصيب المدمن. حتى التهديد بالوفاة لا ينفع كثيرا، لأن كثيرا من المدمنين هم الذين يبلغون الطبيب أو المعالج أن صديقهم فلانا الذي كان يعالج مثلا معهم مات بجرعة مفرطة أو بمادة مخلوطة سهّلت التسمم فالوفاة، ومع ذلك لا يمتنعون. فكيف نعمّق أثر المعرفة الرؤية حتى تصبح ذات فاعلية حقيقية ؟
" إلي تسكر به افطر به "مدخل : هذا مثل يتناول القضية بشكل مباشر، ونحن لا نتحمّس للاستعمال السطحي لمثل هذه الأمثال، على الرغم من وضوح المعنى، وعلى الرغم من صراحة الرسالة. فأغلب النصائح المباشرة سواء من الأهل، أو من بعض رجال الدين، أو من كثير من وسائل الإعلام تركز على هذا المعنى، بأقوال مثل " بيتك أولى"، "أولادك أولى"، "يا أخي أولادك مش لاقيين يتعشوا وأنت بتصرف كذا على مزاجك .. ".. إلخ، ومع ذلك فهذه المباشرة قليلة النفع، لماذا ؟ 1- لأنها بديهية، فالمدمن عادة ليس ضعيف العقل بحيث لا يعرف هذه الحقائق البسيطة. 2- لأنها عادة قد قيلت للمدمن آلاف المرات، ولم ينتفع بها. 3- لأنها مباشرة، قد تريح قائلها بمجرد نطقها وكأنه حين قالها للمدمن عمل ما عليه رغم أنها " تحصيل حاصل " فهل معنى ذلك ألا نذكر المدمن أصلا بهذه الحقائق البسيطة، وهل معنى أن الأمر بديهي فإنه يحظر علينا أن نتطرق إليه، ألا يجوز أن يكون المدمن قد استغرق في غيبوبته حتى غابت عنه حتى البديهيات ؟؟
o إمشي دغري يحتار عدوك فيكمدخل : هذا مثل يفتح الباب لأساسيات عمومية يمكن تطبيقها في حالة الإدمان. ومن هذه الأساسيات: - إن الحلال بين والحرام بين - إنه لا يصح إلا الصحيح - إنه لا يوجد دخان من غير نار وهكذا.. وكثيرا ما تكون المشكلة في بدايات الانحراف إلي الإدمان هي فرط تجسس الأهل، تلقائيا، أو نتيجة لسوء رسائل الإعلام التي تعدد العلامات التي ينبغي أن يشك الأهل في سلوك ابنهم إذا مارسها، مثل تغير العادات، أو التدهور الدراسي، أو اختلال نمط النوم وهكذا، ويأتي الشاب وأهله إلى الطبيب في موقف الهجوم والدفاع، الشاب ينكر والأهل يصرون، وهنا يقفز هذا المثل محورا ليؤكد أن الأهل قد لا يكونون على حق في شكوكهم، لكن تصرف الشاب (أو الفتاة) هو الذي أدى إلى هذه الشكوك، فإن كان يريد الابن إثبات خطئهم فهو لن يثبته بالدفاع والقسم والتأكيد، ولكن يمكن أن يثبته بأن يزيل أسبابه، مثلا بأن يعود للتفوق، بأن ينظم أوقات نومه، بأن يتصرف في علانية.....إلخ. وهنا يصير المثل: إمش دغري يثق حبيبك فيك (وبالتالي يحتار عدوك فيك) ".
o الصاحب اللي يخسر هو العدو المبينمدخل : شاع ويشيع دائما أن مشكلة الإدمان هي مشكلة "الصاحب السيئ، أو "الشلة الفاسدة"، وهذا صحيح، ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، المشكلة في: كيف أحسبها، وكيف أتقي شر الفاسد إذا اضطررت- لأي سبب- إلى معاشرته..إلخ وبماذا ننصح الشباب وغير الشباب، بأن يحسبوا- في مسألة الصداقة- المكسب والخسارة؟ بصراحة: إن التركيز على أن الأصدقاء هم السبب- رغم صدق ذلك ووجاهته- خليق بأن ينسينا المسئولية التي تقع على من نسميهم "الضحية"، فالذي ضل الطريق مهما كان دليله خبيثا أو سيئا هو الذي عجز عن رؤية مصلحته، أو التنبؤ بخسارته، ذلك أن من يعرف مكسبه الحقيقي، ويعلم حجم خسارته الجارية أو المحتملة، يمكن أن يحسن حساباته حتى لو عاشر الجن الأزرق شخصيا. طبعا الصداقة مكسب لطرفيها، وليس عيبا أن يستفيد كل صديق من صديقه حبا، وتعاونا، وعبادة (تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه). أما إذا كانت المسألة هربا جماعيا، ولذة قصيرة العمر، وتنمية خيالات مريضة، فهي الخسارة بعينها، وبالتالي فلا صداقة ولا يحزنون، بل إنها عداوة ما بعدها عداوة...
من جاور الحداد يتحرق بنارهمدخل : لا يشير لمثل هنا إلى صاحب يخسر أو يكسب، ولكنه يحذر- بطريقة أبسط وأكثر رقة من الاستهتار بالخطر، وبالذات بالخطر الذي لا بد منه، بمعنى أن هناك من يضطر اضطرارا أن يقترب من مخاطر الإدمان ومصادره،- ليس لمجرد صداقة أو شلة- مثلا: واحد يعمل في فندق، أو في بار أو في "كافتيريا" يقدم ما تيسر، أو واحد يعمل مشروعا سياحيا مع زملاء في "دهب " في جنوب سيناء، هنا تصبح المسألة ليست شلة سوء، أو أصدقاء مزاج، وإنما تصبح أكل عيش، وفى نفس الوقت مصدر خطر، وعلى من تضعه ظروفه في هذه الامتحانات غير السهلة أن يعي تماما أنه يحتاج قدرا من الحذر والتقية أكثر مما يحتاج إلى الخوف، وأيضا أكثر مما يحتاج من الجرأة والثقة الزائدة التي قد تعرضه لما لم يحسن حسبته. وإن كان هذا المثل لا يقصد أن "الحداد" شر، وإنما ينبه فقط إلى أن الحداد هو المضطر للتعامل مع النار (الحداد البلدي، حداد زمان) فإن من يجاوره ليس مضطرا للاقتراب كثيرا من النار، ومع ذلك فهو عرضة لأن يحترق لمجرد الجيرة. وثمة مثل آخر ينصح بتجنب مظان الشر تحديدا من البداية، وهو الذي يقول: ابعد عن الشر وقني له (أي اجعل بينك وبينه قناة) وفى رواية أخرى، "وغني له " أي افرح بأنك بعيد أبعد من أن يصيبك ما دمت قد أخذت حذرك...
إللي يجاور التعبان لا بد له من قرصةمدخل : ينبه هذا المثل أن المسألة ليست بسيطة أو مباشرة (صاحب يخسر، أو حداد ناره لافحة، أو شر صريح)، ولكن يقول إن الوقوع في كثير من المهالك يتسلل إلى الإنسان بشكل خفي متسحب مغر، وكثيرا ما يبدو الأمر في أوّله بمثابة "لعبة"، إما في شكل تسلية، أو مشاركة، أو استجلاب بهجة مؤقتة تجعل الوقت صاخبا وجميلا، للن للأسف سرعان ما يتبيّن الغافل أن هذا اللعب ليس بريئا، ولا هو مؤقت، وأنه لم يكن يلعب في براءة الأطفال أو صحبة المبتهجين، وإنما هو كان يلاعب مصدر السم نفسه " التعبان "، وهنا يؤكد المثل النتيجة الحاسمة (التي تحدث من الإدمان فعلا) وهي التسمم، فنلاحظ استعمال لفظ " لابد" (لابد من فرصة) والمثل العامي قليلا ما يستعمل هذه اللهجة الحاسمة "لابد" فالمثل عادة ما يحذر "يخاف من "، وأحيانا يشد الأذن "يستحمل"، وأحيانا أخرى يرفض التبرير والشكوى "ما يقولشي أي".. إلخ، لكنه هنا يعلنها صريحة: يعلن: إن الأمر جد لا هزل والثعبان (مادة الإدمان) سام لا جدال واللعب آخره اللدغ لا مفر...
إللي يمسك القطة تخرمشهمدخل : لا يدعو هذا المثل إلى الهروب وتجنب مواقع الخطر مثل سابقيه، لكنه يدعو إلى دقة الحسابات، وتحمل المسئولية. فهو لا يشير إلى صاحب يخسّر أو يكسّب (الصاحب اللي يخسّر)، كما لا يشير إلى جوار يضر (من جاور الحداد) أو شر يهدد (ابعد عن الشر) أو ثعبان يلدغ (اللي يلاعب التعبان) ولكنه ينبه إلى ضرورة معرفة طباع من نعاشر، فالاستسهال الذي بدأنا بالتحذير منه لا يأتي فقط من التقريب العشوائي واختصار الطريق، وإنما هو يأتي من عدم الحرص على دراسة الواقع وكفاية المعلومات. وهنا ينبّه المثل إلى أن من طبع القطة ما لم تكن أليفة يربّت عليها صاحبها، أنك إذا أمسكتها عنوة دافعت عن نفسها وتملّصت و "خربشت "، وبالتالي فعلى من يقرر أن يقترب من أمر شائك أو صعب أو مشكل أن يكون على بيّنة من عواقبه. ويمكن أن نضرب هذا المثل لمن يتحدّى مثلا بزعم أنه قادر على مجالسة المتعاطين دون أن يشاركهم، أو أنه قادر على منع عزيز عليه من التمادي في التعاطي دون أن يعرف حقيقة الورطة وحجمها وأعراض الانسحاب واحتمالات العدوانية، وهكذا. وخلاصة القول هو تأكيد المثل على ضرورة معرفة الواقع بحجمه وتفاصيله، ثم تحمل مسئولية إقدامنا على فعل "ما...
من عاشر المتهوم يتهممدخل : أحيانا تشمل شلة المدمنين بعض من لا يشاركونهم هذه العادة المهلكة، وعلى الرغم من أن هذا نادر الحدوث، إلا أنه وارد. ومهمة توضيح هذه النقطة للأهل ألا يأخذوا المسألة بشكل حاسم، فيتهمون ابنهم مثلا بأنه مادام "يمشي"مع شخص يعرفون أنه " يتعاطى" شيئا، فلا بد أنه يتعاطى مثله، هذا وارد فعلا كما ذكرنا، لكنه ليس قاعدة أبدا وبالتالي، فإن مثل هذا الشاب القوي حسن النية يجد نفسه في مأزق حقيقي: - فهو إما أن يتخفى عن صديقه (أو أصدقائه) تماما، فيفقد ثقته بنفسه، ويفقد صديقه الذي يمكن- أو يتصور أنه يمكن- أن ينصلح على يديه. - وإما أن يتمادى في الصداقة ويتحمل مسئولية المغامرة، وبالتالي يعرض نفسه للاتهام من ناحية، وأيضا لاحتمال أن يضعف فيشارك أو يقلّد صديقه يوما ما وأحيانا ما يكون إصرار الأهل على مواصلة الاتهام دون دليل ودون أية مظاهر دالة على التعاطي، أحيانا ما يكون هذا دافع في حد ذاته أن يتورط مثل هذا الشخص في التعاطي تحديا أو انتقاما، وهو في الواقع لا ينتقم إلا من نفسه. فالمثل يبرر تصرف الأهل وفي نفس الوقت ينفي أن مجرد الاتهام إثبات لاقتراف جرم ما...
طول ما أنت زمار وأنا طبال يا ما راح نشوف الليالي الطوالمدخل : مازلنا في موقع تفسير نوع وصفات "الشلة" التي يترعرع فيها الإدمان ويبرّر. ينبهنا المثل هنا إلى سمات قد نقابلها في مثل هذه المجموعات التي يجمعها الإدمان، مثلا: 1- إنها مجموعات هايصة (طبل وزمر). 2- إنهم يكملون بعضهم بعضا (واحد طبال والثاني زمار). 3- إن الذي يجمعهم هي أمور سطحية بلا عمق وبلا آخرين (ناس). 4- إنهم لا يرون عيوب بعضهم البعض، وهنا ننتبه إلى أن الزمر والطبل في المثل ليس بالضرورة بالمعنى الحرفي وإنما بمعنى أننا نصفق لبعضنا البعض، ولا ننقد بعضنا البعض، وبالتالي عيوبنا لا نراها (نطنش عليها) حتى تستمر الصداقة (الزائفة في النهاية). 5- إن الذين يفعلون ذلك يتصفون بقصر النظر (في الحصول على اللذة أو إدراك العواقب- كما يظهر ذلك بعد الإفاقة- الجزء الأخير من المثل). فإذا كان الأمر كذلك، فسوف تكشف الأيام زيف هذه العلاقة، وسوف نتبين آثارها مما سوف يلحقنا من ظروف الزمن (ياما راح نشوف من الأيام الطوال)...
يا اشخ في زيركم يا أروح ما أجي لكممدخل : ما زلنا في مجال النظر في السمات التي تجمع هؤلاء الناس إلى بعضهم البعض على الرغم من اجتماعهم على الإضرار بأنفسهم، ثم إن من صفات هذه الشلل أن يكون لها قائد (معلن أو خفي) له درجة خاصة من الجاذبية (الكاريزما) بحيث يفرض (بطريق مباشر أو غير مباشر) نمط العلاقة وحيل التعامل، وبما أننا نتكلم على مجموعات الإدمان قبل العلاج، فإنه من المحتمل أن يكون شرط اجتماعهم هو تناول مثل هذه المواد، وهذا أمر وارد في بعض الحياة العادية (في دنيا الغرب مثلا) حين يكون شرط الاجتماع أو الدعوة للعشاء هو وجود هذه المواد بجرعات مختلفة، فإذا اختفت مثل هذه الطقوس فقد يعتذر عن الاجتماعات (الجافة) بعض من تعوّد عليها. إلا أن الأمر في حالة شلل الإدمان يكون أدهى وأمر، فقد يكون شرط أن يلتقي أعضاء الشلة هو أن يشربوا أو يضربوا، أو يكون هذا شرط بعضهم على الأقل، وخاصة أولئك الأشخاص الذين يتولون دور القائد كما أشرنا. وفى هذه الحال تصبح شروط اللقاء هي الضرر والضرار، وإلا تنفض الشلة، ويصبح المثل دالا على إعلان القبول بالصحبة غير المشروطة بالنفع أو بالالتزام وما إلى ذلك ...
من حبك عند شيء كرهك عند انقطاعهمدخل : وعلى الرغم مما تحمله سمات هذه الشلل الإدمانية من وسائل جذب (ظاهرة وخفية)، وعلى الرغم من مظاهر المشاركة غير المشروطة، والتفويت المطلوب لإخفاء العيوب، فإنها في النهاية علاقات تحمل ضعفا أساسيا يتمثل في بعدين: 1 - قصر العمر: فهي عادة ما تنتهي بسوء، نتيجة للمضاعفات التي تصيب أفرادها، أو نتيجة لفساد ما انبنت عليه. 2 2 - غلبة النفعية أو الصفقات الأدنى: وقد بيّنا قبل ذلك أنه ليس عيبا أن تكون الصداقة صفقة، ولكن لكي تكون صداقة بنّاءة لا بد أن تكون الصفقة شريفة ومعلنة ومتكافئة، إما أن تكون صفقة خفية، أو أن يكون أحد أطرافها مستغل والآخر مستغل، فهذا ما يعرضها للخبث والفساد. والمثل هنا ينبهنا على أن مثل هذه الصفقات الخفية أو الجائرة ليس لها عمر، بل إنها قد تنقلب إلى ضدها. فإذا كان شرط قبول واحد للآخر (أو زعم حبه) هو أن يستغله (يصرف عليه ثمن المخدر مثلا، يغطيه أمام أهله مثلا... إلخ) فإنه إذا جدّ ما يحول دون ذلك فإن الصداقة والمحبة لا تنتهي فقط، وإنما تنقلب إلى كراهية، ليس لأن الشخص المستغل كان غافلا عن عمق الانتهازية فحسب، ولكن لأنه سوف يفيق أيضا على ما لحقه من ضرر بسببها...
حداية ضمنت غراب قال يطيروا الاتنينمدخل : يوجد في العلاج الجمعي مضاعفة تسمى " التزاوج " وهى تعني أن يتم اقتراب فردين في المجموعة من بعضهما البعض لدرجة معطلة حيث يتحامى كل واحد في الآخر في مواجهة أي تغيير حقيقي، وتنفي حيل (ميكانزمات) الواحد منهما حيل الآخر، فيزداد العمى النفسي والبعد عن المجموعة، ولا يقتصر الأمر على عطلتهما معا بل يمتد إلى درجة ما من إعاقة المجموعة. وهذا المثل يذكرنا بمثل هذا الموقف حين يدافع مدمن عن مدمن آخر بصفة منتظمة، أو حين يشهد واحد للآخر بنفس التواتر، وفى المستشفى (المجتمع العلاجي خاصة) قد ينتج عن نفس التزاوج المعطل انسحابا من قيم المجتمع العلاجي العامة. وهذا الموقف يظهر أكثر في مجموعات الإدمان سواء على مستوى العلاج الجمعي أو على مستوى التأهيل في المجتمع العلاجي، وتعبير "طاروا الاثنين " نتلقاه باعتباره يعنى "انفصلوا عن المجموع "، ولكنه قد يعني معنى حرفيا أيضا حين يشجع اثنان من المرضى بعضهما البعض على الهرب من المستشفى مثلا، أو على مقاومة اتباع البرنامج تحديدا، أو على نكسة فعلية مقصودة ومدبرة...
اللي يربط في رقبته حبل ألف مين يسحبهمدخل : طول الوقت كنا نركز على دور الشلة الفاسدة، وأصحاب السوء وتأثير ذلك على بداية التعاطي ثم الاستمرار في الإدمان وقد أشرنا بين الحين والحين إلى السبب ليس قاصرا على أن يوجد شخص فاسد أو شلة مدمنة، وإنما يتوقف الأمر أيضا، وأحيانا أساسا على موقف الشخص نفسه، فبقدر ما يكون الشخص ضعيف الإرادة، قابلا للاستهواء والاتباع تنتهي قيادته إلى التهلكة. والمثل هنا يؤكد على ذلك، وهو يقولها ببلاغة فائقة، فهو لم يذكر أن أحدا ربط الحبل في عنق "الضحية" بل إنه هو الذي ربط الحبل حول عنقه، وكأنه يدعو أحد صراحة بلا خفاء أنه جاهز للسحب. ويتوقف مصير هذا التابع الجاهز المستسلم على من يتصادف ويسحبه ففي الجماعات (الدينية أو اليسارية الراديكالية أو البدعية الجديدة) يتم السحب إلى حظيرة أيديولوجيات مضاد للمجتمع الأوسع شديد الخصوصية، وفى حالة الإدمان يتم السحب إلى غيامة الهرب، ولذة تغيير الوعي بسرعة واستسهال. وهذا التنبيه الرائع يضيف إلى بعد مسئولية التابع على ما اتبعه، ويقلل من غلواء التبرير (غضبا عني، هم الذين استدرجوني، أو بالتعبير الساخر سقوني "حاجة أصفرا") ومن ثم يؤكد على تحمل المسئولية ضمنا كما أسلفنا...
كنت فين يا لأه.. لما قلت أنا آهمدخل : إن ما أشرنا إليه حالا من خطورة التبعية قد يتمثل في هذه الموافقة الجاهزة بقول "نعم " لكل شيء، ولكل واحد، ثم يستبين المدمن بعد ذلك أنه كان ينبغي أن يرفض من البداية تلك العروض المشبوهة والإغراءات الخبيثة. وحين يتبين الأمر بعد ذلك يكون قد فات الأوان لإعلان الرفض، أو لمعاودة الرفض والمثل هنا يشير إلى عدة أمور قد تكون ذات فائدة هائلة في هذا الصدد: أولا: إن الرفض يكون ممكنا وسهلا في البداية قبل التمادي في التورط (كنت فين). ثانيا: إن الندم على هذه التبعية والموافقة الباكرة يأتي بعد فوات الأوان. ثالثا: إن مجرد البصيرة اللاحقة وإعلان الندم لا يصلحان ما فات، والمطلوب ليس فقط البكاء أو التباكي على لحظة رفض كانت يمكن أن تحول بين المدمن وما آل إليه، وإنما المطلوب أن يتعلم المدمن ضرورة حسم الاختيار وتحمل المسئولية أولا بأوّل وفى الوقت المناسب. رابعا: إن محاولة الرفض (لأه) التي تأتي بعد التمادي في التورط ليس لها نفس قوة ولا فاعلية ولا فائدة اللأه الأولى التي فات أوانها...
كل مصة ما تيجي إلا بغصةمدخل : مغزى هذا مرتبط أيضا- غالبا- بيقظة البصيرة اللاحقة، فبعض المدمنين يدركون لاحقا أن ما كانوا يحسبونه لذة لم يكن كذلك تماما، بل كان دائما مصاحبا بألم داخلي، وإيذاء ذاتي، وإن كان ساعتها غير ظاهر ولا مؤلم. واستعمال لفظ "مصّة " هنا قد يكون له دالة خاصة حيث أن هناك بعض النظريات التي تفسر الإدمان تقول إن هناك احتمال لما يسمّى التثبيت على المرحلة الفميّة حيث تتركز اللذة في هذه المنطقة باعتبارها مختصة بالرضاعة كمصدر للحياة والاقتراب الحاني، وبالتالي فإن الإدمان هو نوع من النكوص إلى مرحلة التثبيت هذه. وعلى الرغم من أن النكوص يبدو مغريا وخاليا من المسئولية ومليئا باللذة الاعتمادية إلا أنه يحمل في طياته فقدا حقيقيا لمكاسب كان قد حققها الشخص بالنضج والنمو، فالاعتمادية هنا سلبية، واللذة بدائية ومصدرها خارجي تماما. ولنتذكر نوعا آخر من الإبداع الإيماني حيث تتكامل هذه الرغبة في التلقي مع الحوار والتلاشي الواعي في الكون الأعظم وكأن الإيمان يحقق نوعا من النكوص التكاملي الإبداعي (الرضاعة من الكون الأعظم) إن صغ التعبير ...
إلعايز أهبلمدخل : هناك خلط شديد عند العامة وعند بعض المشتغلين بالمهن النفسية بين الحب الناضج وبين الحاجة غير المشبعة، و"العوزان " هنا يشير إلى نوع من الاحتياج الجامح الدال على الجوع العاطفي أساسا. وعندما يقدم المدمن على تغيير وعيه فإنه يطمس هذه الحاجة وكأنه يحققها، فالمادة التي يتعاطاها لا تعطي له احتياجه طبعا فهي ليست "آخر" يروي ويقدّر ويقبل ويحيط، ولكن المدمن يتصور أنه ارتوى عاطفيا إذ يأخذها، وواقع الأمر أنه يسدّ بها ثقب الاحتياج فيستغني، وليس في هذا ارتواء أو شبع، والدليل على ذلك أنه بمجرد زوال مفعول هذا الذي تعاطاه يرجع الاحتياج مرّة أخرى، ويحمله الاحتياج إلى التعاطي، وهو ما يسميه المدمنون في مجتمعنا "الشعوذة " فيحل المخدر محل الاحتياج العاطفي إلى "آخر"، فبدلا من أن يسعى إلى آخر يثري وجوده ويتبادل معه المشاعر، يسعى إلى المادة تعتّم وعيه أو تزعمه فينسى احتياجه وكأنه رواه. ثم إن هذا الاحتياج العارم يجعل حكمه على الأمور مختلطا فكلمة "أهبل " لها دلالتها الخاصة في العافية المصرية، فهي تعنى قصور التفكير، كما تعنى الرعونة، وأيضا سوء الحسابات والبله أحيانا، وكل هذا ليس نقصا في القدرات وإنما هو نتيجة لهذا الجوع العاطفي العارم...
o إلي عايز الجميلة يدفع مهرها – (2) إللي عايز الدح، ما يقولشي أي مدخل : ليس كل "عايز أهبل"، فهذا المثل أو لاحقه (ب) يشيران إلى نوع آخر من الطلب المحدد المعالم والواضح الثمن، فهي صفقة صريحة شريفة ومسئولية معلنة محددة، وتتجلى مثل هذه الاتفاقات في مسألة الإدمان على الوجه التالي: (1) إن الحصول على الصحة (بالإفاقة من هذا التسمم) هو أمر جميل ورائع ومطلوب، ولكن ثمنه غال، ليس فقط من الناحية المادية، وإنما من ناحية الوقت والمتابعة والالتزام، لكن هذه المساعي (الجميلة) تستأهل أن ندفع فيها مهرها وهو متابعة العلاج والصبر عليه (2) إن ضجر المدمن من أعراض الانسحاب، وكذلك أثناء ضبط التأهيل وشكاواه المتكررة تشير إلى طباعه التي دفعته للإدمان، وخاصة تجنب الألم واستسهال الحلول، وهذا المثل يقول إن مطلبه (التوقف والصحة وحلو الحياة النظيفة) لا يبرر كل هذه الشكاوى (يقول أي، وهي الكلمة البديلة التي أحللنا - تأدبا- محل الكلمة الأقوى الأصلية التي يمكن أن يستنتجها القارئ حيث هي سجع مع " الدح ". (3) وحتى إذا كانت الجميلة سيئة السمعة، وكان " ا لدح " سما، كما هي لذة التعاطي فعلى من يفعلها أن يستعد لدفع ثمنها من صحته وماله ومستقبله- وماله، فهو ثمن باهظ لعروس مشبوهة...
o انصح صاحبك من الصبح للظهر، وإن ما اتنصحش غشه بقية النهارمدخل : يبدو هذا المثل غريبا على من يسمعها لأول مرة، كما يبدو نصفه الثاني قاسيا قسوة غير مبررة، مع أنه من أهم ما يمكن أن يستفيد به كل من المدمن والأهل والمعا لج، وتفصيل ذلك: يكثر الأهل عادة من النصائح ليل نهار ويكثر الإعلام من النصائح صبح مساء كذلك الخطباء في المساجد والكنائس ولا يميّز الناصح من ينصح، فهو ينصح الجميع بأسلوب واحد: الذي لم يدخل بعد التجربة، مثل الذي بدأها من قريب أمثل الذي وصل إلى النخاع. ولا ينتبه الناصحون إلى أن نصائحهم- بعد فرط تكرارها عشرات الآلاف لم تجد نفعا وخاصة لمن غاص وتورط وتمادى- وعادة ما ينزعج الأهل حين ننصحهم أن يكفوا عن النصح المباشر ما دام لم ينفع بهذه الطريقة. والمثل يقول لنا مثل ذلك، يقول: إذا ما تيقنت أن نصيحتك لم تنفع فعلا، فوفر وقتك واترك دروس الزمن تفعل فعلها وحكاية "من الصبح للظهر" إنما تعني "وقتا كافيا"، ثم إنه لا يعنى ب "غشّه أو "ضلّة " أن يغشه فعلا، بل إنه يعني، دعه للزمن يؤدبه أو حتى يعجّل بإظهار نتائج عدم استجابته للنصح لعله يدرك نفسه قبل فوات الأوان، شيء أشبه ب " اللي ما رباهوش أمه وأبوه تربيه الأيام والليالي"، كذلك الذي لم يرتدع بالنصح سوف يرتدع بالنتائج الوخيمة...
|
|||
Document Code PJ0033 |
ترميز المستند PJ0033 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights Reserved) |