Arabpsynet

/   Revues      مجلات   /   Journals

شبكـة العلوم النفسية العربية

 

 

 نشــرة الإدمــان

ملحق الإنسان والتطور

العــدد 67-68  - أكتوبر / يناير 1999-2000

 www.mokattampsych.com

 

 

q         فهرس الموضوعات   CONTENTS / SOMMAIRE 

o     أسرة المدمن: متهمة ؟ أم ضحية ؟ أم ماذا ؟ / د. إيهاب الخراط

o   لعبة القط والقأر ؟ محص يحيى الرخاوي

o   بعض الحقيقة قد تكون أضر من الكذب : نعم..............ولكن............. !!!!

o   الاختلافات الفردية والتنويعات الإنسانية (= تقسيم وتصنيف المدمنين) / أ.د. يحيى الرخاوي

 

q         ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

o     هذا العدد

   تأخر صدور هذا الملحق كثيرا، مثلما تأخر صدور المجلة الأم.

   وكنا نزمع في البداية أن نصدر هذه النشرة مستقلة كل شهرين، إلا أننا تبيّنا، من  واقع ترشيد قانوني أن هذا يحتاج إلى إصدارها كمجلة مستقلة، فتراجعنا لنكتفي بإصدارها كملحق مع كل عدد- ما أمكن ذلك- من مجلة الإنسان والتطور، توزع معه بالمجان.

   وقد كان لاستقبال الأعداد الأربع السابقة من النشرة أثر طيب جدا في نفوسنا يلزمنا بالاستمرار، فها نحن نستجيب.

 

o  وفى هذا العدد

   قدم د. إيهاب الخراط معلومات وتساؤلات عن الظنون الشائعة والمبالغ فيها عن مدى إسهام طبيعة أسرة المدمن في خلق واستمرار المشكلة.

ثم يتناول محمد يحيى الرخاوي بعض التجليات العملية في التعامل مع المدمنين، تحت عنوان " لعبة القط والفأر"، وهي اللعبة التي يمارسها كثير من المدمنين بشكل ذكي وطريف وخطير في آن، لعلّنا نحذق بعض قواعد اللعبة لنكسبها ويكسبوها معنا لهم.

ثم يقدم العدد قصيدة (ألعلها كذلك) أرسلها الصديق ياسر عبد الحق نصار أساسا  لمجلة الإنسان والتطور الأم، ولكننا رأينا نشرها في هذا الملحق مع تعليق مختصر نظر لما فيها من عمق وتشخيص فني يندر أن نجده في التراث المتاح.

وأيضا: نواصل محاول تصحيح بعض المفاهيم التي تبدو حقائق قائمة بذاتها، إلا أنها حقائق ناقصة، لا تكتسب مصداقيتها إلا إذا اكتملت في استطراد واجب، وإن كان في هذا الإلحاح في مثل هذه التصحيحات السريعة بعض التكرار، إلا أنه مقصود بعظم الفائدة التي لاحظناها من هذه الطريقة الموجزة والسريعة.

وأخيرا يقدم العدد تصنيفا متطورا للمدمنين، في اعتراض واضح على التعامل مع المدمنين بوصفهم نسخا مكررة لنفس الشخصية المنحرفة. فقد يعجب القارئ إذا عرف أن التقسيمات الطبية الرسمية تعانى من فقر يصل إلى حد أن كل التقسيمات الحديثة تتعامل مع المدمنين تبعة لمتغيرات نوع المادة المتعاطاة ومدة التعاطي، ليحاول الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوي تلافيه باقتراح تقسيم نوعى غائي أكثر ارتباطا بمعنى الظاهرة، ومدى الاختلافات الفردية لكل مدمن.

 

o      أسرة المدمن: متهمة ؟ أم ضحية ؟ أم ماذا ؟ / د. إيهاب الخراط

    مدخل : كثيرا ما نلمح هذا السؤال حائرا في أعين أسر المدمنين وأحيانا يسألونه مباشرة: " في أي شئ أخطأنا " ؟ وترى السؤال أيضا في أعين الآخرين وكأنه اتهام أحيانا: "لماذا أدمن ابن هذه الأسرة " ؟ وكأن السائل يقول: "لا شك أن أسرتي أفضل" أو: " قطعا لن يدمن أحد أبنائي لأني أب أفضل (أو أم أفضل) ".

ويطاردنا نفس السؤال كمعالجين للمدمنين، فإذا بنا نكتشف أننا أيضا نميل بصورة خفية- بل ومعلنة أحيانا- إلى إلقاء اللوم أو جزء من اللوم على عائلة المدمن. بداية أحب أن أوضح أنه لا يوجد من يمتلك إجابة حاسمة أو نهائية على هذا السؤال، لكن الأرجح عندي أن عائلة المدمن ليست أسوأ ولا أفضل- من عائلة الإنسان الطبيعي. وما هو متيقن عندي أن لوم العائلة على سقوط أحد أبنائها في الإدمان، هو مواز للوم العائلة على مرض أحد أفرادها بمرض نفسي وهو خارج من نفس تلك النزعة الاستعلائية البدائية التي يستعلي بها من لا يعانون على من يعانون والتي يتوهم فيها "الطبيعيون " أنهم أفضل "أخلاقيا " أو "نفسيا" أو أنضج من أولئك الذين يعانون أو أولئك الذين لطمتهم مصائب الزمان أيا كانت.

ولا أزعم أيضا أني برئ من هذه النزعة بل أعترف بلا مواربة أنني كثيرا ما أضبط  نفسي متلبسا بها، وذلك على الرغم من اعتقاداتي النظرية التي أشرت إليها حالا، وهو ما قد يعني وجود بعض الحالات أو الأسباب التي قد تساهم فيها الأسرة بشكل أو بآخر، حتى ولو كان ذلك بصورة سلبية (ضعف العلاقات، أو التخلي الكامل عن تحمل المسئوليات التربوية، وغيرها) إلا أن وجود مثل هذه الحالات أو العوامل لا يعني بأي حال أن "هذا هو السبب " كما يحب الكثيرون اختزال الأمور في مثل هذه الصيغ.

إذن فهدف هذا المقال الأساسي هو إثارة درجة من الشك والتساؤل حول وظيفة ومصداقية هذا الحكم المتعالي وأمثاله، لعل في مثل هذه الإثارة ما يساعد على بدء تناول أكثر واقعية، ومن ثم أكثر نجاحا. فالمؤكد قبل وبعد كل هذا هو أن تحميل الأسرة مسئولية إدمان المدمن، وتضخيم مشاعر الذنب تجاهه، لن يضيف إلى عملية التعافي إلا مزيدا من التعثر، وهو في الأغلب تعثر من نفس النوع الذي ساهم في استفحال الموقف.

   والآن نعرض بعض المعلومات عن نظريات أسباب الإدمان ودور العائلة التي يمكن أن تساهم في توضيح الصورة...

 

o      لعبة القط والقأر ؟ محص يحيى الرخاوي

   مدخل : قد لا يحتاج كثير ممن تعاملوا مع المدمنين شرحا تفصيليا لما نقصده من استعمال مصطلح "لعبة القط والفأر"، خاصة إذا كانوا على ألفة بتلك الأفلام الكرتونية الشهيرة " توم وجيري"، تلك التي تمتلئ بالمطاردات والألاعيب والكر والفر واللف

والدوران والمراقبة والتجسس. ومع ذلك فلعل في توضيح المقصود بهذا التعبير ما يساهم في إبراز أهمية الجوانب التي نريد الإشارة إليها هنا.

   وقد أشار د. إيهاب الخراط في مقاله المنشور في هذه النشرة إلى جانب شديد الأهمية في هذه اللعبة، وهو ذلك المتعلق بتبادل الاتهامات واللوم وإلقاء المسئولية- السببية والتاريخية- وهو الجانب الرئيسي الأول الذي نشير إليه من خلال المصطلح "لعبة القط والفأر".

   الجانب الآخر هو الذي ينشأ بشكل خاص في السياقات التي يسود فيهـا تبادل الاتهامات، ويشمل الشك والتكذيب والتجسس (من جانب الأهل أساسا) وأيضا الكذب واللف والدوران فعلا من جانب المدمن، وهو ما يقف وراء المقال السابق.

   إذن " فما نقصده بلعبة القط والفأر هو: تلك المحاولات الدؤوبة من جانب المدمن من مسئولية الأرق الذي يعانيه، سواء بإلقائها على الآخرين من المحيطين، أو بالهرب التأجيلي من مواجهتهم الصريحة، ويتضح ذلك بشكل خاص على مستوى "التفاصيل" التي يتقن معظم المدمنين إغراق أنفسهم وإغراق الآخرين فيهما، وهم يحاولون بذلك استدراج أن يكون الرد عليهما استجابة من الطرف الآخر بالغرق في هذه التفاصيل سواء كانت هذه الاستجابة إنكارا أو تصديقا، وبناء عليه تبدأ المطاردات والتحقيقات والهجوم والدفاع من كل الأطراف، فماذا يعني كل هذا وكيف نستفيد من إعادة النظر فيه التي نحاولها في هذا المقال؟

   إن هذه اللعبة تتخذ شكلين أساسين هما "كذب المدمن" و " لومه للآخرين" ؟. ولعله من المفيد أن نتأمل كلمة "اللّعبة"، وأن نسترجع بعض مشاهد أفلام القط والفأر الكرتونية الشهيرة "توم وجيرى"، وهما تعبيران نستخدمهما لما هو أكثر من التشبيه، لعل في هذا التأمل ما يساهم في فهم الأهل للمزالق التي يجرّون (أو يجرجرون) إليها دون أن يدركوا أنها لعبة قط وفأر على أكثر من مستوى:...

 

o      تطاول / ياسر عبد الحق نصار

   بداية : ضمهم تناول القنب (1) على مائدتي وأنا لا أدري وبغض النظر عن عقيدتي ومقدرتي على إيجاد سبب طاهر للحياة أم لا فإن هذا لا يعطيهم الحق أيضا في تناول القنب خلسة على رأسي وأنا غائب عن الوعي مبتعد عن الحياة.

 

o      بعض الحقيقة قد تكون أضر من الكذب : نعم..............ولكن............. !!!!

    نأمل أن نثبّت هذا الباب لأننا وجدنا أن به من المعلومات السريعة ما يمكن أن يعدّل كثيرا من المعتقدات الخاطئة، وخاصة التي تبدو في شكلها المبتور، وكأنها الحقيقة مع أنها بعض الحقيقة فحسب.

   مدخل :

   نعم:

إن الأهل مسئولون عمّا ألجأ ابنهم (ابنتهم) للتعاطي

   ولكن:

المسئولية جزئية، ولا داعي للتبرير والاتهام بما يعطل ويؤجل المساعدة، ثم إن الذي تعاطى هو الابن (البنت)، وأخيرا فهو الذي سيدفع الثمن لا قدر الله (انظر مقال هل الأسرة مسئولة.. إلخ).

نعم:

إن الآلام التي تصاحب الانقطاع شديدة ومزعجة، وأحيانا مرعبة.

ولكن:

كثير من المتعاطفين يبالغون في تصور ذلك، وتصوير ذلك، والحديث عن ذلك، حتى يشيع عن هذه الخبرة ما هو أكثر بكثير من حقيقة آلام وأعراض السحب، والأخطر من ذلك أن هذه الإشاعة تبرر عددا من السلبيات مثل:

(1) تبرر للمدمن استمراره وتأجيل العلاج يوما بعد يوم، أسبوعا بعد أسبوع، وهكذا.

   (2) تثير تعاطفا سلبيا مع المدمن يسمح له بالاعتمادية من ناحية، والمناورة من ناحية فكرة أن المدمن مسكين لا يتحمّل أن يترك المخدر ثم هي.

   (3) تسمح أن يستغل بعض الممارسين المدّعين هذه المخاوف فيزعم ضرورة أن تكون فترة الانقطاع الأولي تحت تأثير التخدير العام، وهو يسمّي ذلك العلاج الجراحي، حيث يزرع المادة المضادة للمخدر (للهيروين بالذات) تحت الجلد، ثم يوهم المدمن أنه قام بعملية جراحية بعد غسيل الدم، وأن المادة السحرية سوف تقيه من التعاطي، أو تقتله إن فعل!!، كل ذلك مقابل أتعاب فلكية، وأوهام علم زائف (انظر: باب للتذكرة والتصحيح) ...

 

o      الاختلافات الفردية والتنويعات الإنسانية (= تقسيم وتصنيف المدمنين) / أ.د. يحيى الرخاوي

   مقدمة :على الرغم من أنها مجموعة متجانسة (أليسوا مدمنين جميعا!!!) وعلى الرغم من أن المجتمع العلاجي له روح واحدة، فإن الخطأ الأكبر ألا نتذكر أن التجانس في المشكلة، والاشتراك في هدف موحد، لا يعني أبدا أننا نتعامل مع "نسخ مكررة "، فمهما اشتركوا في نفس النشاط، ومهما بدا الدافع واحدا، ونفس الأزمة (أو المصيبة) تجمعهم، فإن كل واحد ليس إلا نفسه المتميزة تماما. وهذا ما يضعه المجتمع العلاجي- الذي سنشير إليه كثيرا في هذا السياق بوصفه المصدر الحقيقي لخبرتنا وممارستنا- في الاعتبار منذ البداية. وللأسف، فإن كل التقسيمات الأحدث تقسّم المدمنين تبعا ل:

(1) نوع المادة التي يتعاطونها.

(2) مدة التعاطي.

3) طبيعة المشكلة في وقت التشخيص (تسمم- انسحاب- إزمان).

(4) وأحيانا، إلى درجة أقل: مصاحبات التعاطي (من أعراض أو أمراض أخرى).

ونحن نحترم كل ذلك ونسجله طبعا في الأوراق منذ البداية (حرصا منا على الحديث بلغة علمية مشتركة مع كل المشتغلين بالمساعي في العالم). لكن هذه اللغة الموحدة مهما كانت عالمية – مهما كانت عالمية – لا ينبغي أن تتم على حساب أي هدف علاجي حقيقي، وخاصة في المجتمع العلاجي، لذلك فإن ثمة تقسيم وتصنيف نجريه بعد ذلك في المجتمع العلاجي، وهو إضافة للتصنيف العادي، وليس بديلا عنه، وهذا لا يتم بمعنى وضع لافتة مميزة على كل حالة لكنها محاولة للاقتراب من فهمها، وذلك من منطلق إكلينيكي بهدف التعامل النوعي المميز مع فئات مختلفة تعاني من نفس الظاهرة، بمعنى أن ذلك يتيح تفرد كل واحد على الرغم من توحد الهدف العام.

إن كل ما سوف تقدّمه هذه الفقرات هو وصف لصفة غالبة في مدمن بذاته، لكن على القارئ أن يتذكر أن هذه الصفة الغالبة لا يمكن أن تكون هي الصفة الوحيدة وبديهي أن أي تقسيم هو بالضرورة ناقص، لكنه يقبل بقدر ما هو مفيد.

   ملحوظة: سوف نوجه الخطاب إلى المعالج أساسا، بما يتضمن توصيل رسالة للمدمن والأهل في نفس الوقت، لأن تعاون الجميع مطلوب طول الوقت ...

Document Code PJ0034

Addiction Bulletin 4 

ترميز المستند PJ0034

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)