|
|||
الثقافـة النفسيـة المتخصصــة مركز
الدراسات النفسية و النفسية-الجسدية - لبنان Web Site :
www.psyinterdisc.com E.mail : ceps50@hotmail.com. |
|
||
كامل العددhttps://drive.google.com/file/d/107Mug4JKhTcaSJ96imzCcSfNHMPJ9urY/view?usp=drivesdk http://www.arabpsynet.com/Journals/ICP/ICP53.pdf الافتتاحية http://arabpsynet.com/paper/conspapierdetail.asp?reference=8945
|
|||
q
فهرس
الموضوعات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
§
قضية العدد/ اغتراب الطفل العربي §
علم النفس حول العالم
§
أزمة منتصف العمر... حقيقة أم وهم/ د.
فيصل محمد الزراد §
الهستيريا... سرعة التشخيص وتلكؤ
العلاج/ د. مها سليمان يونس §
خرافات شائعة عن الشيخوخة/ محمد
حمدي الحجار §
مكتبة
العدد -
يهود يكرهون أنفسهم/
محاكم التفتيش اليهودية -
العلاج النفسي
بالمحادثة/ التغيير من خلال الفهم -
العلاج النفسي/ متى يكون مفيدا؟
§
ملف العدد/ السمنة وعلاجها النفسي |
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY / RESUMES |
|||
.
معك نفتتح العام الرابع
عشر من عمر هذه المنشورة الاختصاصية مفاخرين بهذه الاستمرارية المستمدة منك
قارئا متابعا ومتواصلا مع هذه المجلة. ولعل افتتاح موقع للمجلة على شبكة مركز
الدراسات النفسية على الإنترنت بادرة تسهل التواصل بيننا. حيث عجزنا طيلة هذه
السنوات عن إيصال هذه المطبوعة إلى العديد من الأقطار العربية. وتضافرت في إعاقة
توزيع المجلة صعوبات التوزيع وغلاء البريد وغيرها من الصعوبات. حتى أن تعرف
الزملاء عليها غالبا ما كان عبر توزيعنا لها في المؤتمرات والمناسبات الاختصاصية
المختلفة. وهي عقبات نأمل في تجاوزها عبر النسخة الإلكترونية للمجلة. ملف هذا العدد يناقش موضوع السمنة من الزاوية السيكوسوماتية والعلاجات
النفسية والدوائية والجراحية المطروحة للسمنة. أما مقالات العدد فهي: خرافات
شائعة حول الشيخوخة أ.د. محمد حمدي الحجار وأزمة منتصف العمر أ. د. فيصل محمد
الزراد والهستيريا... التشخيص والعلاج / د. مها سليمان يونس. وذلك إضافة للأبواب الثابتة وفيها تعرض مكتبة العدد للكتب التالية: يهود
يكرهون أنفسهم والعلاج النفسي... التغيير من خلال الفهم والعلاج النفسي...
متى
يكون مفيدا ومجلة خطوة. أما قضية العدد فهي تتناول موضوع اغتراب الطفل العربي
وتنقض طروحات فوكوياما ومعها شبيهتها طروحات برنامج التنمية التي تقترح علينا
اعترافات وهمية. وها هي تطبيقات العلوم الإنسانية تظهر لا جدواها مرة أخرى.
فالخطوة الأولى لنيل الاعتراف هو تدعيم. تقديس الذات. ولا يمكن لهذا الاعتراف أن
يتدعم بجلد الذات وتحقيرها. والموضوع مفتوح على نطاقات واسعة وهو مطروح للنقاش
على شبكة المركز لمن رغب من الزملاء والى اللقاء في لحظة سياسية عربية أفضل وأقل
إيلاما وخطرا على مستقبلنا ومستقبل أطفالنا...
§
اغتراب الطفل العربي : محمد أحمد النابلسي بعد عشر سنوات على إطلاقه "نهاية التاريخ " يستدرك فوكوياما إهماله
أهمية "الاعتراف " الهيغيلي فيجري مراجعة تلحظ هذا الاعتراف. مؤكدا
على قدرة الثورة البيولوجية على جلب هذا الاعتراف ولو بطريقة اصطناعية هي أقرب إلى
نشوة التخدير منها إلى الشعور الواقعي بقيمة الذات. مجالنا هنا لا يتسع لمناقشة
طروحات فوكوياما تفصيلا لذلك نطرح المسألة خالية من المقدمات بالتساؤل عما يمكن للإنسان
العربي، ولأطفاله تحديدا، أن يفعله بانتظار هذا الاعتراف؟. فعدم الاعتراف
وبالتالي الاغتراب هو الكابوس الذي يثقل وعينا ويستجلب معاناتنا ليشكل كارثتنا
المعنوية الأثقل. وطفلنا قد لا يدرك الوجوه المادية لهذا الاغتراب لكنه يحس
بالقهر المرافق له ويعاني منه. هذه المعاناة واجبة الدراسة والتقصي لوضع جداول
تصنيفية لها وخطوات وقاية واقتراحات علاج. هذه الدراسة تدخل في إطار التخصص
السيكولوجي بمختلف مناهجه وفروعه. وتمازجها مع السياسي لا يلغي مسؤولية دراستها والأعباء
الأخلاقية المترتبة على تجاهلها أو إهمالها. خاصة وان اغتراب الطفل العربي
يتفاقم وفق انذارية غير مطمئنة تتماشى مع تراجع آمال الحصول العربي على الاعتراف.
وهي آمال تتراجع عند شعوب لا تزال تصنف راهنا كمتقدمة. في هذه الورقة سنعمد إلى تبيان الشروط الراهنة للحصول على الاعتراف كي ننتقل إلى تصنيف أنواع الاغتراب التي يعايشها الطفل العربي وأثرها على هويته. لنخلص إلى اقتراح جملة خطوات تسهل استجلاب الاعتراف وتعفي الطفل العربي من عصاب الهجر والهجرة. حيث نعتقد أن إعاقة الاغتراب لقدرة الأهل على نقل العناصر القيمية، المكونة لهويتهم، إلى أطفالهم هي الخطوة الأولى نحو فقدان الهوية. ونحو انفصال الأنا لدى أطفالنا الاغترابيين. ومن هنا فإن تصنيفنا لحالات الهجر قد يمتد إلى فئات لا تنطبق عليها المعايير التقليدية لمبدأ التهجير والهجرة.
الطفل العربي بين الهجر والتهجير:
يتكلم التحليل النفسي عن عصاب الهجر لدى الطفل فيعرفه على النحو التالي:...
يرتبط الهجر بحالة أساسية من فقدان الأمان العاطفي. الذي ينعكس بحاجة لا محدودة إلى
الحب بحثا عن الطمأنينة المفقودة التي تتخذ من اندماج الطفل البدائي بأمه نموذجا
أوليا لها. وقد لا يتطابق هذه العصاب مع هجر فعلي من قبل الأم. هو قد يرتبط
بموقف عاطفي نابذ من قبل الأم. ومن تجليات عصاب الهجر، التي لا تظهر إلا في سياق
التحليل، القلق والعدوانية وانعدام القيمة الذاتية وغيرها من العوارض المؤدية
لاضطراب الأنا. وإذا كان التحليل يقصر فترة تكون عصاب الهجر على المرحلة ما قبل الأوديبية فان ذلك لا ينفي إمكانيات تكونه لاحقا عبر بدلاء الأم أو من خلال مواقف النبذ في فترات حياتية لاحقة. حيث تتحول مواقف النبذ من أشكالها البدائية إلى أشكال أكثر تطورا وتعقيدا. ومن تلوينات الهجر الملاحظ لدى الأطفال العرب يمكننا تعداد الفئات التالية...
§ علم النفس حول العالم :/ نشأت صبوح- رمزية نعمان- سناء شطح - الرياضة تعالج الاكتئاب
مدخل
:
حقيقة مؤكدة أن الرياضة تهزم الاكتئاب ولكن أحدث دراسة تشير إلى أن
التمرينات الرياضية قد تساعد على ألا تعيد إليك الاكتئاب مرة أخرى، فهي تهزمه
بصفة نهائية. وأشارت أحدث دراسة
عن الاكتئاب إلى أن الأشخاص الذين استمروا في ممارسة الرياضة حتى بعد شفائهم من
الاكتئاب كان لديهم احتمال قليل جدا بإمكان عودة الاكتئاب لديهم... عكس الذين
ذهب عنهم الاكتئاب بعد تناولهم الأدوية المضادة للاكتئاب ولم يقوموا بممارسة أية
تمرينات رياضية.
ويقول د. جميس بلومنثال أستاذ الطب النفسي في مركز علاج جامعة ديوك، أن
الذين مارسوا الرياضة استطاعوا أن يهزموا الاكتئاب بصفة نهائية.
أما د. رونالد أونكن الطبيب النفسي الذي راجع هذه الدراسة الجديدة، فلقد
حذر من ممارسة التمرينات الرياضية فقط في علاج الاكتئاب دون الرجوع إلى الأدوية
الخاصة بذلك. فالتمرينات الرياضية تسير جنبا إلى جنب مع الأدوية المضادة للاكتئاب، في
علاج الاكتئاب. وقد قامت الدراسة
على تقسيم الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلى ثلاث فئات، وكانت مدة العلاج للفئات
الثلاث، 16 أسبوعا، الفئة الأولى استخدمت التمرينات الرياضية والاروبيك فقط،
والفئة الثانية تم علاجها بالأدوية المضادة للاكتئاب فقط، أما الفئة الثالثة فقد
تم علاجها بالأدوية المضادة للاكتئاب مع ممارسة التمرينات الرياضية، وقد حددت
التمرينات الرياضية فقط بثلاث مرات أسبوعيا من خلال السير على الأقدام أو ركوب
الدراجات.. بعد مدة العلاج للكل، كانت نسبة الشفاء من الاكتئاب للجميع حوالي 65%
وكانت نتائج العلاج والتجربة مذهلة، حيث أن الباحثين لاحظوا أن الأشخاص الذين تم
علاجهم من الاكتئاب بالتمرينات الرياضية فقط، عاد الاكتئاب إلى حوالي نصفهم
ويقول د. أنونكن الطبيب النفسي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن الأشخاص
الذين مارسوا الرياضة قد مارسوها تحت إشراف الباحثين ومن خلال جماعة، ثلاث مرات أسبوعيا،
بينما الأشخاص الذين تم علاجهم من الاكتئاب بالعقاقير فقط، لم يقابلوا الأطباء إلا
خلال دقائق قليلة كانت أربعة أسابيع لمتابعة تأثير الأدوية على حالتهم المزاجية
والصحية. وهذا يلغي تماما تأثير الاتصال الدائم مع المريض الذي يحقق إيجابية
معقولة ويساعد على سرعة الشفاء، كذلك أكد د. أونكن أن أربعة اشهر ليست بالمدة
الكافية للتخلص من الاكتئاب تماما عن طريق تناول الأدوية فقط. أما الدرس المهم التي استخلصه د. لومنثال من هذه الدراسة، فهو أن
التمرينات الرياضية كان لها تأثير رائع في التخلص من الاكتئاب، وأن الالتزام
ببرنامج رياضي، قد يقلل من احتمال عودة الاكتئاب إلى الشخص مرة أخرى بنسبة كبيرة... - أزمة منتصف العمر / د. منال القاضي : أخصائية الطب النفسي والعصبي - الذاكرة المسلوبة : اختبارات الذاكرة.. خير من يتنبأ بألزهايمر - فيتامين(ب) يحافظ على قوة الذاكرة وسلامتها - كتشاف مادة نباتية تساعد في علاج أورام الدماغ - اختراع ياباني يمكن المصابين بالشلل من الحركة - فيتامين E يحمي قلوب النساء من المرض - السعادة دواء ناجح لتجنب السكتة الدماغية - فحص جديد يكشف اعتلالات وتشوهات الأجنة
-
ترميم الإنسان بالاستنساخ / د. أميمة خفاجي - أستاذ مساعد الهندسة
الوراثية - جامعة قناة السويس مدخل: قال تعالى :
" يا أيها إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم
من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة" – الحج وتكرر لفظ النطفة في
القرآن الكريم في اثني عشر موضعا منها : " ولقد خلقنا الإنسان من
سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين "- المؤمنون. " أيحسب
الإنسان أن يترك سدى. ألم يك نطفة من مني يمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه
الزوجين الذكر والأنثى" . القيامة " إنا خلقنا الإنسان من نطفة
أمشاج "- الإنسان. وقبل أن نتوقف عند المضغة غير
المخلقة وهي التي لم تتكشف لأعضاء متميزة والتي تعد لعبة العلماء الآن للحصول
على الأعضاء المطلوبة التي أصابها التلف والعلل المختلفة، سنتوقف عند الدقة
المتناهية في كتاب الله عز وجل في وصف المراحل الثلاث : النطفة..العلقة..المضغة. والنطفة تعني (الحيوانات المنوية أو البويضة) والمشيج هو الشيء المختلط.
ولم يذكرها الله عز وجل في المواضع بأنها "نطفة أمشاج، أي مختلطة من الذكر
والأنثى وكأنه من الممكن خلق الإنسان من نطفة واحدة فقط ذكرية كانت أو أنثوية..
كما يحدث الآن باستنساخ..مجرد الحصول على خلية ما جسدية وغرس نواتها في خلية
أنثوية وليس خلية ذكورية أي أنه لا يمكن الاستغناء عن النساء ولكن
يمكن الاستغناء تماما عن الذكور- للحصول على صورة كاملة للشخص المراد استنساخه،
صورة فقط. نسخة طبق الأصل. ولكي نفهم كيف أمكن بالاستنساخ العلاجي إعادة ترميم
الإنسان وصيانته وذلك عن طريق الأجنة قبل اكتمالها سنتوقف قليلا عند شرح القرآن
الكريم لخلق الإنسان وكيف ذكرت كلمات الله هذه المراحل بمنتهى الدقة والإيجاز
وكأنك أمام حدث مرجع في علم الأجنة. ويقسم بعض علماء الجينات مراحل تكون الجنين إلى : مرحلة النطفة ومرحلة
الحميل ذي الكتل البدنية (المضغة) ومرحلة التخلق أو تكوين الأعضاء.... §
أزمة
منتصف العمر حقيقة أم وهم ? (Women midlife crisis) / د. فيصل محمد خير
الزراد مدخل : إن تقدم
الدراسات الطبية، والطبية- نفسية أكدت على أن الكثير من المفاهيم والعبارات التي
كانت تستخدم لوصف حالة مرضية، أو مرحلة من مراحل العمر، أو صفة من الصفات
الشخصية قد ثبت عدم صحتها، ولا أساس علمي لها، وهي (أي هذه المفاهيم) قد شاعت
بين الأفراد دون تدقيق، أو تمعن بمضمونها أو مدلولها... مثل استخدام كلمة أزمة (Crisis)، التي تشير لغويا إلى وجود صعوبات، أو عقبات، أو
مشكلات تقف حائلا أمام تحقيق آمال الفرد أو رغباته، وتعترض مسيرة حياته.. وتؤدي إلى
مشاعر نفسية مؤلمة مثل الإحساس بالفشل، والقهر أو الإحباط، وبالدونية، وبحالة من
القلق والتوتر والخوف، مع أعراض اكتئاب، وانطواء، أو استسلام، وقد يصاحب أعراض
عضوية نفسية- جسمية (سيكوسوماتية)، وغير ذلك من اضطرابات تطال الجانب العضوي،
والجانب النفسي، والجانب الفكري والاجتماعي لدى الفرد. وبمعنى آخر أن الأزمة لا
تكون أزمة إلا إذا فشلت الخبرات والوسائل في تجاوز المشكلة أو العائق، أو إذا
استعصت المشكلة التي يواجهها الفرد على الحل. لهذا وحسب هذا التعريف اللغوي للأزمة
لا يمكننا حقيقة أن نقول بأن المرأة (وكذلك الرجل) تمر بما يسمى بأزمة منتصف
العمر. وهذا الكلام ينطبق تماما على مفهوم أزمة المراهقة أو على الأقل يذكرنا
بما أشار إليه العالمان أرنولد جيزل عام
(1954)، وستانلي هول عام
(1956) عندما
تحدثا في كتابتهما عن أزمة المراهقة، ووصفوا لنا من خلال الدراسات النفسية
والاجتماعية مرحلة المراهقة على أنها أزمة عضوية، ونفسية، وعقلية واجتماعية...
الخ وأنها مرحلة مشاكل وصراعات نفسية يتعرض إليها المراهق بين عمر
(11- 21) سنة
وتناقلت الأدبيات والكتب الطبية والنفسية والاجتماعية مفهوم الأزمة دون تمحيص أو
تدقيق، وما زال هذا المفهوم يتداول حتى يومنا هذا علما بأن العديد من الدراسات
التفسيرية (غير الوصفية)، وكذلك الدراسات الأنثروبولوجية لم تؤكد على ما جاء على
لسان ارنولد جيزل وستانلي هول، ونفت وجود أزمة يتعرض إليها جميع المراهقين أو
جميع النسوة في منتصف أعمارهن وتبين أن هذا المفهوم خاطئ من حيث يصعب تعميمه على
كل الناس، لقد أصبحنا في وقتنا الراهن ومن خلال منظورنا للمراهقة كأزمة لدى
المراهق نتسامح مع المراهق إذا كذب، أو ضرب، أو سرق، أو فشل في دراسته، أو أساء...
الخ لاعتقادنا الخاطئ بأن المراهق يعاني من أزمة جسمية أو عقلية أو عاطفية أو
اجتماعية وبالتالي علينا أن نتقبل أو أن نتسامح تجاه هذه السلوكيات غير السوية.
كلنا يعلم بأن هناك فروقا بين مراهق وآخر حتى داخل نطاق الأسرة الواحدة، وهناك فروقا
بين امرأة وأخرى وذلك من حيث الثقافة والوعي والنضج والخبرة في الحياة وهذا ما
يجعلنا نبتعد عن التعميم، وعن إصدار أحكام قبلية ويفرض علينا كباحثين، ومثقفين، وأطباء،
وعلماء نفس واجتماع، أن نناقش مفهوم الأزمة لغويا، ونفسيا، واجتماعيا، وفكريا...
وبشكل حيادي وموضوعي ودقيق وبالاعتماد على أسس علمية متطورة، والسؤال الذي
يتبادر إلى الأذهان هو ما يلي: 1-
من الذي قال أن هناك أزمة سواء
جسمية أو نفسية أو اجتماعية... في منتصف العمر؟ 2-
ثم كيف تم تحديد منتصف العمر؟ أو ما هو منتصف عمر
المرأة؟ 3-
هل المعيار الزمني هو الذي يحدد منتصف العمر؟ ... §
الرحام
(الهستيريا) سرعة التشخيص وتلكؤ العلاج / د. مها سليمان
يونس - مستشفى بغداد التعليمي مدخل : جذور تاريخية: الرحام أو (الهستيريا) كما ينبئ لفظها بذلك، مشتق أصلا من كلمة (الرحم) (hystro) باللغة الإغريقية حيث لوحظت هذه الأعراض بكثرة عدد
الإناث وخصوصا تحت خط الكهولة واعتقد الأطباء آنذاك أنها ناتجة عن تحول الرحم في
الجسم وخروجه من مكانه مما يسبب ظهور أعراض مختلفة لا ترتبط بعلة واحدة.
وكان علماء الطب العرب في العصر العباسي أول من أعطى تحليلا علميا لهذه الأعراض،
واستخدموا المنطق والحدس الطبي في علاجها حيث عزي السبب إلى انفعالات نفسية أو
ردود فعل عاطفية، وكان النطاسي البارع جبرائيل بن يختيشوع في القرن السابع
الميلادي قد عرضت له جارية للخليفة هارون الرشيد أصيبت بشلل وظيفي في ذراعيها
بعد كسر جرة ثمينة واستعصى على الأطباء قبله إيجاد حل لمشكلتها فقام جبرائيل
بمناداتها إلى مجلس الخليفة وفي حركة مفاجئة جر طرف ثوبها السفلي إلى الأعلى مما
جعلها تخفض ذراعيها المشلولتين لتستر نفسها وبهذا شفيت.
إن الحيلة البارعة التي قام بها تدل على فهمه لآلية حدوث هذا الشلل
الوظيفي كعارض عصابي نتيجة القلق والخوف وعلاجه له بطريقة ناجحة وغير مؤذية.
كما ذكر العالم الجليل ابن سينا (1030 م) في كتابه الشهير "القانون" والذي سماه الأوروبيين بإنجيل الطب bible of
medecine أوصافا دقيقة للقلق والكآبة وكيفية تأثيرها على الجسم بحيث ت! هر
بصورة أعراض جسمية وله أيضا قصة طريفة في علاج الأمير العاشق حيث أصيب بأعراض
رحامية نتيجة انفعالاته العاطفية وأوضح ابن سينا كيفية تسارع نبضات قلبه وتغير
لون بشرته عندما ذكر أمامه المنطقة التي تذكر فيها محبوبته.
إن الحديث يطول عن النظريات والبحوث التي أجريت وما زالت على المرضى
العصابيين الذين تتقولب معاناتهم النفسية بشكل شكاوى عضوية تطال مختلف أجهزة
الجسم وبدرجات تتفاوت في شدتها. الجوانب الواقعية في
الوقت الحاضر:
أخذت المصادر العلمية الحديثة في تغيير لفظة (الهستيريا) وإعادة النظر في
فهرسة الأعراض التي كانت دارجة في
العقدين الماضيين في كتب الطب النفسي لتصبح أكثر دقة في إعطاء المفهوم الطبي
للتشخيص. وهناك قسمين رئيسيين لهذه الأعراض:
1- الأعراض الاستقلابية
Conversial disorders:
حيث يكون هناك خلل في وظيفة الجهاز أو العضو المعني في الجسم بدون وجود سبب
عضوي مباشر مع ترافقه بتعرض المريض لضغوط نفسية مستمرة أو حدوث أزمة نفسية سابقة
للمرض وتظهر هذه الأعراض في غالبية الأحيان بشكل شلل جزئي أو كامل في الحركة،
فقدان أو اضطراب القدرة على المشي، الإغماء، الشعور بالاختناق، فقدان حاسة معينة
من الحواس كالسمع أو البصر أو الخرس الرحامي.
2- الأعراض المصاحبة لاختلال الوعي:
وهي أندر حدوثا من سابقتها وتظهر بشكل فقدان ذاكرة مؤقت أو شعور المريض
بالتيه مما يؤدي إلى تركه لسكنه ومقر عمله بدون إدراك... §
ثماني خرافات
شائعة عن الشيخوخة / د. محمد حمدي الحجار
مدخل : يتحدد
عمر الشيخوخة بالصحة العامة البدنية والنفسية. على المستوى الفيزيولوجي ليس هناك
سن للشيخوخة. وإن سن التقاعد الذي يناهز عمر الستين هو اصطلاح إداري أكثر منه عمرا
تفرضه الحالة الفيزيولوجية الموحية لتدني الوظائف البدنية والعقلية. فهناك مسنون
يظلون يحتفظون بلياقتهم البدنية والنفسية النسبية حتى سن الثمانين.
1- الشيخوخة والعته: والعته الخرافة الأولى الشائعة تقول إن الأفراد
المسنين نساءون للأشياء، أي أنهم مصابون بداء ألزهايمر.
الحقيقة: إن انحطاط الوظيفة المعرفية، وفقدان الذاكرة المترقي
والعته تحدث هذه الانتكاسات بنسبة 10 % من جميع المسنين الذين تجاوزوا 65 سنة
وتحت السن 85 وإن القول بأن المسنين هم في حالة عته الشيخوخة أو يعانون من مرض ألزهايمر
هو اعتقاد شائع جدا بحيث أن كبار السن يعتقدون بذلك ويقلقون على شيخوختهم.
هذا وعلى الرغم من أن بعض الجوانب الوظيفية المعرفية تنحط وتتقهقر بعد
السن 65 فإن نتائجها لا تذكر وتكون مبالغا فيها. والحق يقال إن الدماغ البشري
عند مسن عمره أكثر من 65 سنة لا يمكنه أن يؤدي أداء عاليا يماثل دماغ الشباب أو
عندما يكون أكثر شبابا، ولكن التقهقر العقلي الحاد هو شيء غير حتمي. ومن جانب آخر
نجد أن دماغ المسن يمتلك قوى مدهشة وقدرات قوية. فالكثير من المسنين لا يظهرون انحطاطا
في القدرة العقلية، أو يكون هذا الانحطاط قليل الدرجة.
ويرافق الشيخوخة اعتقاد سائد أيضا أن من علاماتها النسيان انطلاقا من
التفسير الفيزيولوجي- التشريحي أن الدماغ الذي شاخت فيه نورونات عصبية ميتة وعدد
هذه النورونات ينكمش ويتضاءل تضاؤلا مترقيا ومتسارعا ولكن الدراسات أظهرت كيف أن
خلايا الدماغ الذي شاخ قد تنكمش أو تصبح هاجعة وليست ميتة إذا لم يتم تنشيطها
تنشيطا كافيا.
ولا مراء أن فقدان التذكر يصاحب عملية الشيخوخة، ولكن هذا أمر ليس حتميا.
وهناك مثل قديم يقول: نشط ذاكرتك أو تفقدها. وهذه حقيقة عندما نطبق العلاقة بين
قوة الدماغ وشيخوخة الدماغ، عندما لا يحدث فقدان التذكر فإننا نستطيع أن نصون
الذاكرة بإعطاء أدوية نفسية مثل المركب donezepil. فهذا الدواء يبطء عملية تجزؤ
الناقل العصبي الذي اسمه أستيلكولين (وهذا الناقل مهم لأن له صلة بتشكل
عملية التذكر في الدماغ) وذلك بفعل حصاره لنشاط خميرة acetylcholinesesterese، (وهذه خميرة تدمر الناقل العصبي أستيلكولين). في
كثير من الثقافات والحضارات ينظر إلى المسنين (بالأشخاص الحكماء والعقلاء). وتدل
الدراسات على أن الكبار المسنين يميلون إلى تكييف بطيء قدراتهم العقلية بإنجاز أعمال
أكثر فعالية من الكبار والأكثر شبابا. ثم إن الكبار المسنين يكونون أكثر قدرة
على التكيف بمرونة ملاحظة إزاء البيولوجية المتبدلة في أدمغتهم. ولنعرف أن الأدمغة
المسنة هي ليست أقل من الأدمغة الشابة ولكنها مختلفة.
2- الخرافة الثانية: الحياة الجنسية: الكبار المسنون نشاطهم
الجنسي ضعيف.... §
مؤتمر عالمي
لبحث ظاهرة السمنة : اكتشاف الجين المسبب للسمنة
في الماضي، كانوا يعتبرونها معيارا لجمال المرأة وعلامة من علامات الحياة
المترفة، وبرغم أن السمنة ما زالت إحدى سمات الدول ذات المستوى المعيشي المرتفع فإنها
في الوقت نفسه تحولت إلى ظاهرة اجتماعية تثير الذعر في الأوساط العلمية والطبية
من حيث كونها من أمراض القلب والسكر بسبب تأثيرها المباشر في أعضاء الجسم المختلفة
وقدرة هذه الأعضاء على القيام بوظائفها الحيوية بطريقة طبيعية تحفظ للجسم نشاطه
وحيويته. وحول الأسباب
الحقيقية للإصابة بالسمنة كشفت أكاديمية العلوم الأمريكية في نسر- الأخيرة عما
توصل إليه العلماء الأمريكيون من نتائج من شأنها إحداث ثورة في مجال علاج
السمنة، وتفتح الدراسة طرقا جديدة لعلاج السمنة والوزن الزائد وذلك باستخدام
الجينات فقد أثبتت بالتجارب التي أجريت على عدد من الحيوانات المعملية (فئران) إمكان
التخلص من الوزن غ الزائد باستبعاد جين معين، الغريب أن هذه الحيوانات لم تخضع
لرجيم غذائي فالطعام الذي كانت تتناوله يحتوى على 15% من الدهون.
رغم نجاح التجربة فإن العلماء ما زالوا يعتقدون أن العلاج باستبعاد
الجين المسمى اس. سي. دي.- 3 قد يؤدي إلى آثار جانبية تشمل الرؤية ونعومة الجلد،
في حين يؤكد جيمس ناتمبي كاتب المقال الذي قام بالتجارب الخاصة بهذا العلاج أن
نتائج العلاج باستخدام الجينات مبشرة للغاية وتفتح آفاقا جديدة في المستقبل لإمكان
الحفاظ على رشاقة الجسم دون الحاجة لاتباع نظام غذائي قاس وخاصة أن الغالبية
العظمى من الناس ترى أن تناول الأطعمة اللذيذة- التي غالبا ما تحتوي على سعرات
حرارية عالية- هي في الواقع متعة من متع الحياة... §
مكتبة
الثقافة النفسية : - العنوان: العلاج النفسي/ متى يكون مفيدا - ترجمة: الدكتور سامر جميل رضوان - الناشر: دار المسيرة- عمان-
الأردن
2002
تشير إحصائيات منظمة الصحة
العالمية إلى أن واحدا من بين أربعة مرضى ممن يراجعون عيادة الطبيب العام يعاني
من اضطراب نفسي، يحتاج إلى علاج نفسي.
ويعد مشروع البحث العالمي المسمى "المشكلات النفسية في الإمداد الطبي
الأساسي " الممول من قبل منظمة الصحة العالمية من أكبر الدراسات من نوعه. فقد
أجري في
14 بلدا من جميع أنحاء العالم باشتراك
26000 مشترك. فناهيك عن نسبة ال
25
%
المذكورة هناك
9
%
وفق نتائج منظمة الصحة العالمية واقعون على حدود الاضطراب النفسي، و
31
% يعانون من أعراض متفرقة من أعراض الاضطرابات النفسية.
وهذا ما يشكل في مجموعه
65
% من مراجعي الأطباء العامين. ومن
المؤكد اليوم أن المعالجة الطبية الجسدية يغلب ألا تكون وحدها كافية وتؤدي إلى
خطأ علاجي باهظ التكاليف. وبالمقابل فإن العلاج النفسي المناسب لا يرفع من فرص
الشفاء فحسب، وإنما يوفر التكاليف على الناس والمجتمع. ولكن كيف يبدو الوضع في
الوقت الراهن؟
يزداد الوعي النفسي عند الإنسان العربي باطراد. وهذا ما نلاحظه من خلال
الاهتمام المتزايد بالبحث عن المساعدة النفسية، أو من خلال صفحات الإنترنت. غير
أن هذا الاهتمام المتزايد للوعي النفسي لا يوجد ما يوازيه من مقدمي الخدمة
والمتخصصين النفسيين في هذا الإطار، وما زال هناك قصور في هذا المجال، نأمل أن
يتم تداركه، من خلال تعاون التخصصات النفسية المختلفة والمتنوعة. يتوجه هذا الكتاب إلى من رغب في
تدعيم معارفه حول بعض مواضيع العلاج النفسي، وفوائده والفئة المتخصصة المؤهلة
بتقديم العلاج. ومن ثم فقد يساعد في الإجابة عن السؤال، هل أعاني من مشكلة؟ وإلى
من أتجه إذا كنت أعاني من مشكلة؟ من هو المتخصص المؤهل لمساعدتي؟ وما هي المحاذير
والآمال المتوقعة وحدود المساعدة والتفريق بين المساعدة النفسية الحقيقية
والاستغلال. فكثير مما يمارس اليوم تحت تسمية العلاج النفسي قد لا يمت للعلاج
النفسي بصلة. وقد يساعد المتخصصين النفسيين والمعالجين في أن يقدموا مادة علمية
يتناول الكتاب إجابات عن أسئلة متنوعة على فيعرض للحالات التي يكون فيها العلاج
النفسي ضروريا، كما هو الحال في حالات المخاوف وإدمان العقاقير والحياة الزوجية،
و عندما تبدو جميع الطرق مغلقة وعندما يكون الأطفال في أزمة، وفي حالة المدرسة
المشكلة والإرهاقات الأسرية والمراهقة وتخطيط المستقبل والمواقف الحرجة في مرحلة الرشد المبكر وعندما
لا يعود الإنسان قادرا على الصمود ونواتج الطلاق وأزمة منتصف الحياة- ليست مجرد اختراع
ومواجهة المرض والموت وأزمات الشيخوخة ومهمات الحياة كما يتناول موضوعات أخرى
مثل: الأحكام المسبقة حول العلاج النفسي ومسألة توريث الاضطرابات النفسية. ويعرض لمحاذير العلاج النفسي و
يحذر من التوقعات المبالغ بها للعلاج من قبل المرضى ويشير إلى أن المعالجين
النفسيين: لا هم صانعوا معجزات ولا دجالون وإلى محاذير الأدوية، وفاعلية العلاج النفسي
و أشكاله وفوائد الطرق المختلفة وتقويم الجودة ومعاييرها...
- العنوان : مجلة "خطوة - المؤلف : جماعة من الباحثين - الناشر : المجلس العربي للطفولة خصص العدد السادس عشر من مجلة "خطوة"،
الصادرة عن المجلس العربي للطفولة والتنمية، والفن . شارك في الملف نخبة من علماء النفس العرب. حيث
كتبت أ. د. صفاء الأعسر مقدمة الملف مبينة النواحي الإبداعية الأولية وعلاقة
الطفل بالإبداع وحاجاته الإبداعية. أما أ. د. ليلى كرم الدين (مديرة مركز دراسات
الطفولة في جامعة عين شمس) فقد تناولت موضوع "اعتبارات الفنون الأطفال ذوي
الحاجات الخاصة". فناقشت الفنون التي يعدها الكبار لهؤلاء الأطفال و
التعبيرات الفنية التي يقدمها هؤلاء الأطفال. وطرق أ. د. كمال الدين حسين موضوع
"فنون الأداء والطفل ". مركزا على فن الحكاية (سرد القصص). وتحت عنوان
"نحو فهم أفضل لرسوم الأطفال وتنميتها كتب أ. د. ناجي شنودة نخلة شارحا
الخصائص العامة لرسوم الأطفال. ومراحل تطور مهارات الرسم عند الطفل. مع عروض
لبعض رسومات الأطفال وتحليلها. أما غناء الطفل فقد ناقشته أ. د. أميمة منير جادو
فكتبت عن "فنون الطفل الغنائية وانعكاساتها التربوية ". |
|||
q
ملــف
العــدد |
|||
مدخل: بالرغم من الشخصية المرحة
التي يتميز بها السمين عادة. إلا أن البدناء إجمالا يخجلون من مناقشة مشكلة
بدانتهم والتبعات المترتبة عليها بشكل واضح وصريح. ومن المؤكد بأن البدين يخفي
وراء مرحه معاناة عميقة. هذه المعاناة التي لا نستطيع تبينها ما لم نتوغل في
الحديث مع هؤلاء المرضى.
كما أن هنالك شعورا بالإحباط يكاد يكون مشتركا لدى كافة السمناء. ويتلخص
هذا الشعور بأن أحدا لا ينير لهم الطريق نحو الشفاء الناجز من بدانتهم. فغالبية
العلاجات ترتكز على الحمية الغذائية ولكن البدين عاجز في الواقع عن التقيد بهذه
الحمية. وهو إذا ما فعل ذلك فهو يفعله لفترة محدودة ليعود من حيث بدأ وليعود له
شعوره بالإحباط.
وإذا كنا قد أدرجنا السمنة في عداد الإصابات النفسية فإن ذلك لا يعود فقط
لارتباط السمنة بشخصية مميزة، سنشرحها لاحقا، ولكن أيضا لأن السمنة تؤدي إلى
حالة من الاضطراب النفسي يتجلى بعدم الرضى عن الجسد واحتقار المريض لجسدها نحن
نورد بعض الأمثلة كما يفسرها بعض هؤلاء المرضى. 1-
بالرغم من بلوغي السابعة
والعشرين من العمر فإني لم أقم لغاية الآن أي علاقة عاطفية. ومرد ذلك إلى شعوري
بأن الفتيات ينظرن إلي نظرات ملؤها السخرية أو التندر على الأقل. وهذا بالطبع
يحرج رجولتي. 2-
أحس بأني مختلفة عن بقية الفتيات إذ يهيأ لي بأن نظرات
الرجال تجردني من ثيابي فأحس بنظراتهم الساخرة واللاذعة. 3-
لا أستطيع أن أمنع نفسي عن تناول الطعام. لذا فأنا أترك
العنان لشهيتي واعتبر أني أفعل ما يفعله المدخن حين يستمر في التدخين بالرغم من
علمه بأنه مصاب بالسرطان. ولن نطيل الشرح أكثر من ذلك لأننا سنناقش لاحقا
مختلف وجوه المشكلة.
إلا أنه لا بد لنا من الإشارة إلى الأخطار الحياتية للسمنة إذ تشير
الدراسات إلى الارتباط المباشر بين السمنة وبين قائمة طويلة من الأمراض. هذا
الارتباط الذي حدا بعض الباحثين إلى القول بأنه كلما ازداد وزن الشخص ازدادت
احتمالات وفاته.
وبالنظر إلى تشعب هذا الموضوع وتداخل أسبابه النفسية- الجسدية- الوراثية
والبيئية الاجتماعية فقد كان من المستحيل علينا أن نقوم بتقديم الحلول الجاهزة
لكافة الأشكال العيادية المنبثقة عن هذه الأسباب. من هذا المنطلق
هدفنا عرض شمولي لأسباب البدانة مركزين بشكل خاص على الجذور النفسية لهذا المرض.
وفي النهاية إلى عرض خطوات العلاج النفسي للبدانة بكافة أنواعها ومنابعها. خلال
حالات السمنة ذات المنشأ الذهاني.
وعلى هذا الأساس التوزيع على فصول ثلاثة هي: ا) ماهية السمنة، 2) أسباب
السمنة ونظرياتها 3) العلاج النفسي للسمنة. ولقد حاولنا أن نعرض للسمنة ولعلاجها من منطلقات حديثة لم يسبق لها أن
نوقشت باللغة العربية. وعليه فإننا نكون قد أدينا دورنا في سد واحدة من ثغرات
مكتبتنا العربية... الفصل الأول : السمنة وأخطارها تعريف السمنة: السمنة أو البدانة
هي زيادة الوزن التي تساوي أو تتجاوز ال
20% من الوزن المثالي للشخص (حسب طول
قامته) على أن تتركز هذه الزيادة في الأنسجة الشحمية لجسم المريض.
وبالرغم من بساطته الظاهرية فإن هذا التعريف هو على درجة من التعقيد. فلو
صادفنا مثلا شخصان لهما ذات الوزن والطول مع ذلك فإن أحدهما يكون بدينا والآخر
يكون مثاليا لأن الأول يمتاز بنمو أنسجته الشحمية وذلك على حساب أنسجته العضلية
على عكس الشخص الثاني.
من هذا المثال نستنتج بأن التعريفات التقليدية للبدانة لا تفي بالغرض ولا
تستطيع أن تعطينا إجابة واضحة محددة عما إذا كان الشخص سمينا أم لا. إذ أن تحديد
ذلك قد يقتضي أحيانا الفحص العيادي الدقيق. ليس فقط لتحديد السمنة ولكن أيضا
لتحديد درجة هذه السمنة.
فيما يلي سنحاول القيام بالعرض الوافي لمختلف الوسائل المقترحة لتحديد الإصابة
بالسمنة وبدرجة هذه السمنة... الفصل الثاني: أسباب
السمنة
إن تحديد الأسباب المولدة للسمنة لا تزال لغاية الآن مثارا للجدل. وقبل أن
نعرض لمختلف الآراء نجد من المفيد التذكير بالأسباب التي سبق وأن عرضناها ونعني
بها العادات الغذائية- الاجتماعية، عامل والسن وعامل الجنس. وهذه العوامل هي
تثبته الإحصاءات وما تختلف في تحديده مختلف المدارس الطبية وتفسره لنظرياتها.
والواقع أن هنالك ثلاثة مدارس رئيسية تتبنى كل منها مجموعة الأسباب تعتبرها
مؤدية للسمنة. وهذه المدارس هي: 1-
مدرسة الطب الداخلي: وترى هذه المدرسة بأن السمنة مرتبطة بتناول كميات
كبيرة من الأطعمة والسكريات منها بشكل خاص. 2-
مدرسة طب الغدد: وتربط هذه المدرسة السمنة باضطرابات غددية متمثلة بقصور بعض الغدد
وبزيادة إفرازات بعضها الآخر. 3-
مدرسة الطب النفسي: ويرى أصحاب هذه المدرسة بأن العوامل النفسية شأنها أن تؤثر في التوازن الهرموني
وبالتالي في إفراز الغدد. وكذلك فإن من شأن هذه العوامل أن تؤثر في شهية المريض وبالتالي
في كمية الطعام التي يتناولها هذا المريض. كما يلاحظ أتباع هذه المدرسة وجود
نقاط مشتركة في شخصية مرضى البدانة.
وقبل أن نتوغل في شرح كل وجهة نظر على حدة يجب علينا أن نعرف آليات توليد
الطاقة من الأطعمة وطريقة استخدام الجسد لهذه الطاقة وتخرين الفائض ومنها وهذه
الآليات هي:.... الفصل الثالث : علاج البدانة
يتسم هذا العلاج بالكثير من الصعوبة والتعقيد وذلك لجملة من الأسباب نذكر
أهمها قبل البدء بعرض مختلف الوسائل العلاجية. وهذه الأسباب هي: 1-
صعوبة تطبيق العلاج وخاصة في
الحالات التي يتطلب فيها العلاج وقتا طويلا قد يدوم سنوات طويلة. 2-
اختلاف خطة العلاج باختلاف الأسباب المؤدية للبدانة.
ولا نجد بأسا من التذكير، ومن جديد، بهذه الأسباب : أ-
العادات الغذائية السيئة (ومن بينها
الإكثار من الطعام). ب-
انخفاض استهلاك الجسم للطاقة (عدم القيام أي نشاط). ج-
العوامل العصبية (عقب جراحة عصبية أو عقب صدمة نفسية
تسبب النكوص). د-
العوامل الغددية (قصور الدرقية،
قصور غدد الخصية... الخ). ه-
العوامل الوراثية (حين تكون
البدانة وراثية في العائلة). و-
العوامل النفسية (التي قد تصل إلى
حد الذهان كما رأينا).
وكما نلاحظ فإن هذه العوامل تتداخل فيما بينها بحيث يؤدي هذا التداخل وفي
كثير من الأحيان ليس فقط إلى صعوبة التشخيص ولكن أيضا إلى صعوبة اتباع خطة
علاجية واضحة. ولهذا السبب نلاحظ بأن علاج البدانة غالبا ما يجمع بين أكثر من
طريقة علاجية. وذلك بحيث يكون نظام الحمية الغذائية والرياضة حاضران دائما في
هذا العلاج. 3- إن هبوط الوزن المرافق لعلاج
البدانة لا يطال فقط الأنسجة الدهنية ولكنه يطال أيضا الأنسجة العضلية مما قد
يؤدي إلى اضطرابات جسدية متنوعة تقتضي المراقبة الطبية طيلة فترة العلاج. 4-
صعوبة التحديد المسبق لتطورات البدانة ولآثارها السيئة
على الصعيد الجسدي (راجع أخطار السمنة)... |
|||
|
|||