مجـــــــــلات 

 

الثقافـة النفسيـة المتخصصــة

Interdisciplinar Psychology

 مركز الدراسات النفسية و النفسية-الجسدية - لبنان

العدد التاسع و الخمسون – المجلد الخامس عشر  يوليو  2004

Web Site : www.psyinterdisc.com   E.mail : ceps50@hotmail.com

 

كامل العدد

https://drive.google.com/file/d/1-apDqJ8O1_AmoptvYTULM83tR3sZi2Mj/view?usp=drivesdk  

 http://www.arabpsynet.com/Journals/ICP/ICP59.pdf

الافتتاحية

http://arabpsynet.com/paper/conspapierdetail.asp?reference=8951

q       فهرس الموضوعات /   CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         عزيزي القارئ

§         قضية حيوية : محاولات تشويه صورة الإنسان العربي

§         علم النفس حول العالم

§         مقابلة العدد : لقاء مع البروفسور الألماني هانس تومي/ ترجمة سامر رضوان

§         علم نفس الاتصال/ هل الهاتف النقال وسيلة للتقارب الإنساني/ كينيث غيرغن

§         التحليل النفسي/ الأميرة المحللة ماري بونابارت

§         سيكولوجيا الحروب والكوارث - الآثار النفسية لممارسات الاحتلال على الجمهور العراقي/ محمد النابلسي

§         علم النفس السياسي : حول خطة فك الارتباط / قدري حفني

§         الطب النفسي- الجنسي : الحياة الجنسية بين الزوجات/ الأشطر. ش، الأشطر. ف، العمامي ع. والجراية أ.

§         الندوات والمؤتمرات

§         مكتبة العدد

§         ملف العدد

§         العرب والشفاء النفسي

§         العلاجات التقليدية بين العلم والشعوذة

§         تاريخ الطب النفسي في العهدين الأمويين والعباسين

§         رأي في المسألة التراثية

 

q       افتتاحيــة العـــدد

 

في زمن يستباح فيه العرب، وتستهدف فيه ثقافتهم بقصد تهميش تراثهم القيمي، وصولا إلى سرقته ونهبه ماذا يمكن للاختصاصي النفسي العربي أن يقدم لأمته !؟. بعض العقول الأسيرة قدمت مساهمات سلبية عن قصد، أو بدون قصد، لتبقى البقية الباقية لا مبالية ومنسحبة، وكأنها غير معنية بالموضوع. ونحن لا نفهم كيف تطرح معادلة اعتبار أية حركة عربية تحررية ودفاعية على أنها إرهاب ناجز ومدان، ويبقى الاختصاص خارج الميدان.

استباحة العرب والمسلمين وصلت إلى حدود إلغاء الأنثروبولوجيا وتجاهلها كعلم من العلوم الإنسانية كخطوة على طريق أمركة العالم وهامبرغرته. وهذا ما دفع المجلة إلى تركيز اهتمامها على هذه المواضيع فكانت ملفات الأعداد السابقة حول الحروب العربية وعلم النفس السياسي وسيكولوجية الأزمات وغيرها.

هذا العدد لا يخرج عن هذه التوجهات، إذ يخصص ملفه للتراث النفسي العربي، في محاولة للتذكير بأن الاضطرابات النفسية أقدم ظهورا من العلوم النفسية. ويتضمن الملف مواضيع: العرب والشفاء النفسي/ المجتمعات التقليدية بين العلم والشعوذة/ تاريخ الطب النفسي في العهدين الأموي والعباسي، ورأي في المسألة التراثية.

بالإضافة إلى مواضيع في ميادين الحروب والكوارث (الآثار النفسية لاحتلال العراق) وعلم النفس السياسي (خطة شارون لفك الارتباط) والتحليل النفسي. وفي باب المكتبة عرض لكتاب "أميركا في المستنقع العراقي" وكتاب "علم النفس والمخابرات " وكتاب "الشيزوفرينيا". هذا بالإضافة إلى الأبواب الثابتة: "الندوات والمؤتمرات " و"علم النفس حول العالم". ومقابلة العدد، وفيها نستضيف البروفيسور الألماني الشهير هانس تومي.

هذه الجهود وسابقاتها قاصرة عن إيفاء الحاجات العربية الراهنة لتفعيل الاختصاص، لكنها حدود قدرتنا التي لا نجرؤ على اعتبارها أكثر من محاولات مبدئية للمساهمة في تمييز خصوصياتنا الثقافية التي تكاد تتحول إلى الاندثار مع سرقة الآثار والتراث والثروات الطبيعية لبلادنا، مع إعلان الحرب عليها تحت مسميات ملحدة إنسانيا وسياسيا. وتقصيرنا هذا يفجر لدى المتخصصين العرب عقدة الحياء، ويبرر لهم شرعية الخجل من هذا التقصير. وبهذه المناسبة تسعد إدارة التحرير بالتذكير بأسماء الزملاء المشاركين في تعويض هذا القصور ومنهم: جمال التركي (تونس) وعبد الستار إبراهيم (السعودية) وقدري حفني (مصر) وفيصل الزراد (الإمارات) ومحمد الحجار (سوريا) وغيرهم. وذلك على أمل تكامل هذه التجارب والارتقاء بهذه المساهمات وزيارة فعاليتها في الأعداد القادمة.

محمد أحمد النابلسي

الرجوع إلى الفهرس

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         قضيــة حيويــة

محاولات تشويه صورة الإنسان العربي

مدخل : يعتمد تشويه صورة الإنسان العربي على حملة إعلامية مستمرة ومكثفة، تقوم على أسس سيكولوجية محكمة، وتعتمد مبدأ الإفاضة (Flooding)، حيث تكرار الفكرة بصور ومناسبات مختلفة يساعد على ترسيخها بشكل إيحائي لا يلزمه التدقيق، لأنه يصبح جزءا من الذاكرة بعيدة المدى. التي تضم الذكريات التي لا نستطيع استحضارها، لكنها تحضر حين تجد ما يذكر بها. وهي بالتالي نوع من غسيل المخ الجماعي عبر وسائل الإعلام. وبمراجعة المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتشويه صورة الإنسان العربي نجد أنها تقوم على العناصر التالية:

أ‌-   التصور الغربي للإنسان العربي: وهي صورة بشعة رسمها الغرب من رؤية المستعمر. وبالتالي فإنها صورة تغلب عليها الدوافع العدوانية. وهي تتلخص كالآتي: أن العربي هو إنسان منزو ومندفع وراء شهواته. وهو نزق لا يقيم وزنا إلا لعنجهية عظامية (بارانويا) وهو لا يحترم أية قيم أو مثل (بما فيها مثل مجتمعه) إلا بمقدار تدعيمها لعظاميته. وهو متخلف وجاهل وعاجز عن استيعاب مبادئ المساواة لدرجة عجزه عن فهم مبدأ الطبقة الوسطى. وهو إما فقير معدم أو ثري فاحش الثراء. وهو انفعالي يمكن أن يصل إلى حدود التطرف الهوسي. (لابد من الإشارة إلى أننا مدينون للاستشراق بالجزء الأكبر من هذه الصفات). ومن الطبيعي أن تستغل الصهيونية هذه الصورة، وأن توظف إمكانياتها الإعلامية (السينما خصوصا) لترسيخ قباحتها.

ب‌-   التضليل الإعلامي: وقد مارسته الصهيونية لحدود الاستنفاد. وأخطر صوره:

1-  اليهودية هي قومية (بدليل أن إسرائيل وطن قومي لليهود) أما العروبة فهي ديانة (بدليل أن 80% من الأميركيين يعتقدون أن إيران وباكستان هي دول عربية).

2-  إن إسرائيل تملك تاريخا وأنها أسبق من العرب في ملكيتها للأرض. (ولكن ماذا عن المخطوطات التاريخية التي تخفيها إسرائيل، وتمنع المؤرخين من مجرد الإطلاع عليها؟).

3-     إن إسرائيل تحمي مصالح الغرب في المنطقة، وهي بمنزلة الخادمة لمصالحه (ولكن ماذا عن الفقر الزاحف إلى دولنا النفطية؟).

ج‌-  الإرهاب العربي: يقاس نجاح إسرائيل في تسويق صورة العربي كإنسان عدواني إرهابي عبر معايير عديدة، منها أن الإعلام الأميركي، ومعه الرأي العام الأميركي، وجها التهمة إلى العرب فور وقوع انفجار أوكلاهوما (ثبت لاحقا أنه كان من صنع الميليشيات الأميركية البيضاء).

والخطير آن تهمة الإرهاب العربي تكرست بجملة بحوث أكاديمية تعتبر أن أصل الإرهاب يعود إلى جماعة (الحشاشين) العربية. وبأن، هذه الجماعة هي التي اخترعت الإرهاب.

 

الحرب النفسية المباشرة

وهي عموما حرب شائعات، لكن صورتها الأكثر بشاعة هي تلك التي تمارسها الصهيونية باستغلالها اليهود العرب الذين ينتمون عادة إلى الحركات الدينية المتطرفة، ولرغبتهم في الانتقام من أصولهم العربية، ومن العرب عموما، فهؤلاء عايشوا الثقافة والمجتمع العربيين، وهم أدرى بنقاط الضعف فيهما. لذلك فهم يشكلون مرجعية استشارية في ما يتعلق بتوقع ردود الفعل العربية تجاه خبر أو شائعة أو حدث. والمؤسف أن دولا عديدة تستشير إسرائيل في مواضيع مشابهة، حيث من الطبيعي أن تستغل إسرائيل هذه الاستشارات لتعميق تشويهها لصورة الإنسان العربي.

أما عن الشائعات الصهيونية المزمنة فحدث ولا حرج. ومنها نذكر:

أ‌-      معادلة بن غوريون: التي تدفع بالعربي للإحساس بضآلته وبعجزه أمام اليهودي- الصهيوني. وهذا مجرد شائعة، لأن الصهيونية تسلمت الأرض على طبق من فضة بسبب الموافقة الدولية، وليس بسبب انتصارها المدعوم خارجيا أيضا.

ب‌-    شائعة اللجوء: أطلقت إسرائيل شائعة لا تزال تتداولها لغاية اليوم. قوام هذه الشائعة أن الفلسطينيين لم يهربوا من الإبادة في مذابح على غرار كفر قاسم ودير ياسين. بل أنهم تركوا أرضهم بناءا على أوامر الجيوش العربية التي كانت تنوي إبادة اليهود بعد خروج العرب.

ج‌-  شائعات الخيانة: وهي شائعات جاهزة ضد أي زعيم أو مسؤول عربي يحرج إسرائيل. أما المتساهلون معها فقد إنهم يحظون بلقب "المتحضر الليبرالي ".

د‌-   شائعة التضامن اليهودي: وشقها الآخر شائعة التشرذم العربي. فالتضامن بين سكان إسرائيل يستند فقط إلى وجود العدو العربي، والى تغذية الصهيونية للرغبة اليهودية بالعدوان كسبيل وحيد للشعور بالأمان. ودون ذلك فإن يهود إسرائيل ليسوا سوى خليط من الأعراق والثقافات التي لا يجمعها جامع. وهم متشرذمون شرذمة الشتات الذي أتوا منه.

أما عن التشرذم العربي فهو حاصل لو تم قياسه في اللحظة السياسية- الاقتصادية الراهنة. لكن هذه ليست سوى لحظة، فالشعوب العربية باقية في أرضها، ومتمسكة بها بدخل فردي لا يتجاوز 10% من مثيله في إسرائيل. ولو حدث مثل هذا الحرمان الاقتصادي في إسرائيل لهجرها معظم يهودها إلى أماكن وبلدان أكثر رفاهية. لكن الفارق بين الاثنين هو الفارق بين الأسطورة وبين التاريخ.

 

إرهابية الإنسان العربي

تعمل الدعاية الإسرائيلية على ترسيخ طابع الإرهاب وإلصاقه بصورة الإنسان العربي. وهي شنت وتشن حملة إعلامية مركزة لاستغلال الخوف الأميركي من الإرهاب عصب حوادث أيلول. وتحاول تركيز صورة ذهنية في عقل الجمهور الأميركي. قوام هذه الصورة آن إسرائيل تتعرض باستمرار لإرهاب العرب الذي ذاق الأميركيون مجرد عينة منه في تلف الحوادث. ويمكن اعتبار اغتيال إسرائيل للزعامات السياسية الفلسطينية، والدعوة الإسرائيلية للتخلص من عرفات جزءا من هذه الحملة. حيث نجح عرفات ولغاية نهاية عهد كلينتون على الظهور كمفاوض سلام. فإذا ما جاء تدنيس شارون للأقصى ألغيت صورة المفاوض واستبدلت بصورة الإرهابي داعم الإرهاب. وهذه الحلقة هي جزء من سلسلة شائعات إسرائيلية تكاد تعم كل الزعماء العرب وبلادهم. فهل يتحول العرب، ومعهم المسلمون، إلى إرهابيين بقرار إسرائيلي !؟.

في اعتقادنا أن مواجهة هذه الحملة هي مسؤولية مشتركة بين النفسانيين والإعلاميين والاجتماعيين العرب. حيث السلوك الإرهابي هو مجرد نمط من أنماط ردود الفعل. وهو بالتالي ليس من مكونات الشخصية. وعليه فإنه من غير الممكن وصف أمة أو شخص بأن لهما شخصية إرهابية. وهذه الحقيقة العلمية واجبة التوضيح والإبراز للحؤول دون تعميم تهمة الإرهاب على النحو الذي تعمم فيه راهنا هذه التهمة. خاصة وأن تاريخ إسرائيل ليسر خلوا من الإرهاب الفردي، أو من إرهاب الدولة، وذلك بدءا بعصابات الأرغون وشتيرن، وغيرها، مرور بمجازر صبرا وشاتيلا، وصولا إلى ضحايا الانتفاضة الحالية.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         علم النفس حول العالم :

-          طرق موت خلايا المخ تختلف بين الذكور و الإناث

-          طرق ذكية

-          استخدام البكتيريا لعلاج مرضى التوحد

-          المزاج والطعام

-          تناول الخضار يساعد على تأخير الشيخوخة

-          في تقرير "اليونيسيف" : ثلث سكان العالم لا يصلون إلى ذروة ذكائهم بسبب نقص الفيتامينات

-          مواليد ضحايا إدمان الكحول

-          وقاية سرطانية

-          أمل لعلاج الإدمان

-          حماية غذائية للقلب

-          جهاز بديل للصدمات الكهربائية لعلاج الاكتئاب

-          أدوية الاكتئاب قد تدفع إلى الانتحار

-          نجاح تحويل الخلايا الذهنية إلى خلايا عصبية

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مقابلة العدد : لقاء مع البروفسور الألماني هانس تومي/ ترجمة سامر رضوان

    مدخل : ولد هانس تومي Hans Thome  في عام 1915 لأب كان يعمل في الجمارك في مدينة فينكل في باير في ألمانيا، كان أستاذاً لعلم النفس في جامعات إيرلانغن و بون. و تتصف دراساته الإمبيريقية، ومن بينها التحليل الكيفي والكمي لستة آلاف سيرة ذاتية مستقصاة، بالتنوع المضموني و قربها من الحياة الواقعية وأهميتها العملية. حظي هانس تومي، الذي شغل لبعض الوقت رئيس الجمعية العالمية للنمو السلوكي International Society for behavioral Development ، والجمعية العالمية لعلم الشيخوخة International association of Gerontology ، بشهرة عالمية وتخصصية بشكل خاص من خلال دراسة بون الطولية التي بدأت عام 1965 للشيخوخة، التي استمرت حتى ثمانينات القرن العشرين. فإذا كان المرء في السابق يربط بين الشيخوخة والمرض و الفقدان و التقييد، فإنه من خلال هذه الدراسة تمركزت بؤرة الاهتمام على الإنسان المتقادم في السن الفاعل الواعي بالصحة و طويل الحياة و القادر على التعلم .

    يمثل تومي أجيالاً عدة من علماء النفس وعلماء الشيخوخة. ومن طلابه الباكرين أورسولا لير Usula Lehr، التي أصبحت فيما بعد وزيرة اتحادية للشباب والأسرة والمرأة و الصحة، وفرانس فاينرت المدير اللاحق لمعهد ماكس بلانك لأبحاث علم النفس. ومن بين أكثر من 300 منشور لتومي هناك كتب مثل الشخصية (1951)، الإنسان في القرار (1960)، الفرد وعالمه (1986)، علم النفس في المجتمع المعاصر (1977)، وعلم النفس في الحياة اليومية (1991: بالاشتراك مع أورسولا لير)، والطرق البيوغرافية في العلوم الإنسانية (1999: بالتعاون مع غيرد يوترمان). ويصدر له هذا العام بالتعاون مع أورسولا لير علم نفس الشيخوخة بطبعة منقحة كلية وجديدة. ولا يرتبط كلا باحثا الشيخوخة في التخصص فحسب وإنما زواجياً كذلك: ففي عام 1998 تزوج كل من هانس تومي وأورسولا لير.

    يعد هانس تومي واحداً من جدود علم النفس الألماني. فعالم نفس الدوافع وباحث السيرة الذاتية (Biography) في علم نفس الشيخوخة بلغ في 31 تموز (يوليو) عام 2000، خمس وثمانون  سنة. وحول حالة حرفته مازال العالم غير المريح دائماً و الدائب النشاط حتى الآن غير راض –بالمقابل فهو سعيد حول شخصه.  (النص الكامل / Full text )

الرجوع إلى الفهرس

 

§         علم نفس الاتصال/ هل الهاتف النقال وسيلة للتقارب الإنساني/ كينيث غيرغن

    مدخل : تغير وسائل الإعلام واقعنا وعلاقاتنا: فنحن نعيش بشكل متزايد في عالم، هو في الحقيقة "في مكان آخر". فالتلفزيون والراديو و الفيديو والكمبيوتر والإيميل والإنترنت يقربون منا الغياب والغائبين ويعمون عن الواقع المباشر. وبالنسبة لعالم النفس والفيلسوف الاجتماعي كينيث غيرغن لا يوجد إلا بديل واحد فقط: النقال التواصلي الحقيقي.

     تدخل طالبة غرفة زميلاتها في سكن الطالبات لتتسامر معهن، إلا أن زميلاتها مشغولات: فواحدة تقرأ كتاباً، وأخرى تسمع الموسيقى بسماعات فوق الرأس، وثالثة تتصفح مجلة، والرابعة منشغلة بالكمبيوتر، فتخرج خائبة...  (النص الكامل / Full text )

الرجوع إلى الفهرس

 

§         التحليل النفسي

-          شخصيات الإختصاص العريقة الفرنسية وزوجة أمير اليونان ماري بونابرت تأثرت بفرويد فأسست التحليل النفسي في فرنسا

مدخل : من أعضاء أهل الفكر في العشرينات. هذه الأميرة الثائرة التي لم تتردد بفعل أي شيء جلب التحليل النفسي إلى فرنسا، والخضوع لأولى عمليات التجميل، في وقت كانت النساء يكتشفن، وهن يتضرجن خجلا، موضة ثياب تقلد الرجال، في فيلم الأميرة ماري يصف بونوا جاكو علاقة الشغف التي ربطت هذه المرأة بفرويد.

كان يا ما كان في قديم الزمان أميرة بدأت حياتها على نحو سيئ، كانت غنية بفضل والدتها (وريثة كازينو مونتي كارلو) وأميرة من سلالة بونابرت بفضل والدها حفيد أخ نابليون ولكن كي يستطيع والدها الحصول على ثروة زوجته كان على هذه الأخيرة الموت تاركة ولدين. ولكن بعد شهر على ولادة ماري، في العام 1882 توفيت والدتها، وهذا ما سبب للفتاة الصغيرة هوسا مدمرا، إذ تصورت أن والدها قتل والدتها.

في منزل سان كلود الفخم استقرت جدة ماري- المرأة الوحيدة التي أحبها أبي بحسب قولها، كانت امرأة قاسية مهووسة بالنجاح الاجتماعي وبالمال. تماما كما في قصة خيالية لبيرو تكبر الصغيرة وحيدة بين هذا الوالد والجدة، الخالية العواطف بلا أخوات وأخوة، من دون الاختلاط بأولاد من عمرها. تربيها مجموعة من الحاضنات والمعلمات، وذلك لهدف وحيد: الزواج يوما ما بأمير، كي يستطيع والدها وجدتها (اللذين نبذهما مجتمعهما الراقي) الوصول إلى البلاط الملكي في أوروبا، وإلى الامتيازات التي تلي.

قابلت الصغيرة ماري هذه التربية المخيفة بفضول ثقافي مخيف. كان هذا مفاجئا بما أن أحدا في منزلها ما كان ليهتم بتعليمها: الوراثة الغنية: ليست بحاجة للشهادات: ناضلت مطالبة بتعلم اللاتينية، وارتياد المدرسة وتقديم شهادة البكالوريا، التي تخولها دراسة الطب؟ ولكن هذا كله كان مرفوضا. باكرا، بدأت ماري بالقراءة بنهم، وبالدراسة في السر، وبالكتابة. من الطفولة إلى آخر يوم من حياتها، سيكون شغفها أن تتعلم وأن تفهم. وهذا الشغف هو ما أنقذها ليس من التعاسة وحسب، بل أيضا من الجنون...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         سيكولوجيا الحروب والكوارث

-          الآثار النفسية لممارسات الاحتلال على الجمهور العراقي / الدكتور محمد احمد النابلسي

مدخل : عيدا عن مصطلحات الاختصاص التفصيلية، فإن الرغبة في الانتقام هي ردة الفعل الطبيعية لكل إنسان أو مجموعة بشرية تتعرض للظلم والاضطهاد. وتهديد الحياة هو شكل من أقسى أشكال الظلم الذي تتعرض له الجص عات والأفراد. فإذا ما ثبتت موضوعية هذا التهديد وحقيقته فإنها تلغي كل شك في حقيقية هذا الظلم.

ولقد تعرض الشعب العراقي لحرب شعارها "الصدمة والترويع ". وهذه الحرب- الكارثة أوقعت عشرات آلاف الضحايا، وهدرت غالبية الشعب العراقي بحياته وحياة أعزائه وظلمته. ثم أعقبها إعلان الاحتلال وردة الفعل التاريخية الطبيعية عليه، وهي المقاومة.

 

1-    أثر الاحتلال الأميركي على البناء النفسي للإنسان العراقي.

إن الإنسان العراقي متأثر بسنوات الحصار وبعتب غير يسير على الإهمال العربي لمعاناة حصاره. وتتفاوت درجات هذا العتب بحسب ظروف الجماعات العراقية واتجاهاتها. لكن رضوضا عديدة، رافقت الحرب وتلتها، وأثرت بعمق على البنية النفسية للإنسان العراقي، وأهم هذه الرضوض هي:

1.      الترويع المصاحب للعمليات العسكرية والأسلحة غير التقليدية المستخدمة فيها. يليه ترويع التهديدات والاعتقالات الواسعة النطاق.

2.      صدمة الاحتلال. ومعها السيطرة على مقدرات البلد وثرواته ومستقبله وسلطته.

3.      الفوضى التي تلت الاحتلال، وغياب الأمن الاجتماعي.

4.      هيمنة الجماعات المتحالفة مع أميركا وتهديدها للمواطن العادي.

5.      الممارسات التمييزية بين الجماعات العراقية.

6.      تهديد النظم الرمزية للبلد من اللفة والأرض والتراث، وحتى العلم. وكل واحد منها يشكل صدمة معنوية جماعية.

7.      تشريد قطاعات واسعة من الشعب العراقي، بدءا بالجيش، ومرورا ببقية المؤسسات.

8.      الصور المذلة لاعتقال صدام حسين. وهي مرفوضة أقله على الصعيد العشائري.

9.      إيحاءات اندلاع نزاع أهلي عراقي، والتهديدات المرافقة له.

10.   الممارسات المذلة لجيش الاحتلال. وبخاصة منها جرائم الشرف والاغتصابات والإذلال المعنوي.

11.   انتهاكات الاحتلال لحقوق الفرد العراقي، بما فيها نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية والاجتماعية والبطالة، وغيرها.

12.   الجرائم الأميركية ضد الإنسانية.

    وهذه العوامل الصدمية تمتد إلى الجمهور العربي، والمسلم عامة (الحملة الدعائية الممتدة عبر سنوات للنظام السابق مثل دعم الفلسطينيين، وغيرها) بسبب مشاعر الذنب أمام المعاناة العراقية كما بدافع التعاطف. والأهم بسبب كون العراق (الفلوجة نموذجا) خط الدفاع الأول في مواجهة تجاوز المشروع الأميركي لدولة العراق إلى دول أخرى في المنطقة. من هنا فإن مقاتلي الفلوجة والمقاومة العراقية لم يدافعوا عنها فقط، بل أيضا عن دول الجوار العراقي المهددة أميركيا...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         علم النفس السياسي

-          حول "خطة فك الارتباط" / أ. د. قدري حفني

    مدخل : محاولة فهم ما يجري على أرض الصراع العربي الإسرائيلي تتطلب منا أن نستعيد بداية بعض مسلمات علم النفس الاجتماعي. لا توجد جماعة بشرية يمكن أن يتفق أفرادها جميعا على موقف سياسي أو فكري واحد بكافة تفاصيله. إنه قانون شهير من قوانين علم النفس الاجتماعي، فضلا عن أنه تصديق للخبرات المعاشة للناس عبر العصور. ورغم رسوخ هذه الحقيقة فثمة ميل جارف لدى كثرة غالبة من البشر لتجاهلها وطمسها. وهو ميل يفسره قانون شهير أيضا من قوانين علم النفس الاجتماعي، هو الميل للحكم وفقا لأنماط جاهزة مسبقة قفزا على الاختلافات، رغم ما يفيض به الواقع المعاش من تفاصيل، واختلافات، لا حصر لها. ولسنا في صدد الخوض في تفاصيل متخصصة في علم النفس الاجتماعي وتطبيقاته، ولننظر مباشرة إلى مجريات الأمور على ساحة الصراع.

    لقد عانت رؤيتنا لمجريات الصراع العربي الإسرائيلي كثيرا بسبب غفلتنا، أو إغفالنا لتلك المسلمات. لقد كنا وما زلنا في كثير من الأحيان نميل إلى وضع كل ما وراء (الخط الأخضر) في سلة واحدة، وبدأنا بعد نصف قرن نفكر في إمكانية قبول التمييز بين عرب 1948 و بقية الإسرائيليين، ويبدو أن الشوط ما زال طويلا أمامنا لقبول فكرة أن التنوع البشري داخل إسرائيل لا يقتصر على التمييز بين العرب المسلمين والمسيحيين، وبين اليهود، وأنه يفوق نظيره في كثير من البلدان لأسباب لسنا في مجال التعرض لها، وأن ذلك التنوع يمتد ويتشعب ليشمل الاتجاهات السياسية، ثم يمتد أكثر ليتغلغل داخل كل اتجاه سياسي. إن التنوع الاجتماعي والسياسي-كما أسلفنا- قانون علمي، بل سنة من سنن الحياة لا تعرف استثناء و يخضع لها الجميع حتى لو كانوا صهاينة، وحتى لو رفعوا شعار (شعب الله المختار). في إسرائيل كما في غيرها يمين ويسار، وثمة أطياف متدرجة داخل كل من اليمين واليسار، دون أن يعني ذلك أنه لا يوجد سقف يضم الجميع، كما هو الحال أيضا في التجمعات البشرية جميعا، وإلا لما أسميت (تجمعات). ثمة ما يجمع الإسرائيليين جميعا دون شك، فالجميع يسعون للحفاظ على دولة إسرائيل كحد أدنى، و فيما يتجاوز هذا الحد تتعدد ألوان الطيف. ولو افتقدنا تلك الرؤية لتعذر علينا الفهم الصحيح للكثير مما جرى ويجري، وتعذر علينا على وجه الخصوص ما يجري بشأن (خطة فك الارتباط). ولنتعرف أولا على صاحب الخطة، آرييل شارون...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الطب النفسي- الجنسي : الحياة الجنسية بين الزوجات/ الأشطر. ش، الأشطر. ف، ميزوري م.، العمامي ع. والجراية أ.

    الخلاصة : لقد اهتممنا بدراسة الحياة الجنسية للزوجين، نظرا لأساسية العلاقة الجنسية في الحياة الزوجية.

-          الأهداف : البحث عن خصائص الحياة الجنسية في الحياة الزوجية في المجتمع التونسي و دورها في ديمومة وجود الحياة الأسرية و استقرارها.

-          الوسائل : اعتمدنا على استبيان.

-          المنهجية : كانت دراستنا استطلاعية و قد اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي في تناول الموضوع.

-    النتائج : شملت دراستنا 120 شخصا (77 رجلا و 43 امرأة) من أصل 500 استمارة. عبّر 80 % من الأفراد عن رضاهم عن حياتهم الجنسية و قد تواصل هذا الرضا بالنسبة 60 % من ضمن هؤلاء، صر"ح 14،5 % من الأفراد بوجود صعوبات جنسية لديهم و يعتقد 30 % منهم أن حياتهم الزوجية غير مستقرّة. لاحظ 19 % من الأفراد وجود اضطرابات جنسية لدى القرين. كانت الصعوبات الجنسية الوحيدة لدى الرجال هي صعوبة الإنعاض بينما يتمثل ضعف الرغبة الجنسية الصعوبة الأكثر لدى النساء. حوار الزوجين حول الحياة الجنسية يبدو من المواضيع التي يراد السكوت عنها، إذ رفض ثلث أفراد العيّنة الإجابة عن هذا السؤال.

-    المناقشة : يظهر أن من مميّزات الحياة الجنسية للزوجين في شريحتنا هو : نسبة عالية من الرّضا الجنسي و تواصل لهذا الرّضا مع الزّمن. كما أن هناك تأكيدا لدى الغالبيةّ على غياب الاضطرابات الجنسية و غياب الحوار حول هذا الموضوع.

-          الخاتمة : نوصي بدراسة أشمل عبر جمهرة أوسع و حوار نفسي – جنسي مع الزوجين.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مكتبة العدد

عنوان الكتاب : الشيزوفرينيا.. مقدمة قصيرة جدا

المؤلف : سي فريث واي جونستون.

الناشر : أوكسفورد يونيفيرسيتي بريس، لندن.

          ملخص : عنوان هذا الكتاب لا يعطي فكرة صائبة عن محتواه، فعندما يطالع القارئ عبارة (مقدمة قصيرة جدا) في العنوان، يتبادر إلى ذهنه على الفور أن الكتاب لا يضم سوى نظرة سطحية عابرة على مشكلة بالغة التعقيد، لكن قراءة الصفحات القليلة الأولى كافية لتبديد هذا الانطباع.

فالكتاب أبعد ما يكون عن السطحية والارتجال، ومؤلفاه متخصصان ضليعان بموضوعهما، وهما كريستوفر فريث أستاذ علم النفس العصبي في يونيفرسيتي كوليدج بلندن، ومؤلف كتاب (السيكولوجيا العصبية الإدراكية للشيزوفرينيا) الصادر عام 1992، ومعه ايف جونستون رئيسة قسم علم النفس السريري في جامعة أدنبره، ومؤلفة كتاب (الشيزوفرينيا.. المفاهيم والمعاملة السريرية) الصادر عام 1999.

وفي هذا الكتاب يقدم هذان الخبيران الممارسان صورة شاملة وبالغة الوضوح لهذا الاختلال الذي يصيب الدماغ بكل ما يكتنفه من أعراض و آثار، وما يقف وراءه من أسباب محققة ومحتملة.

كما يقدمان تاريخا مفصلا لأساليب علاج هذا المرض. وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب النسبي، فإن المؤلفين استطاعا أن يفعما صفحات هذا الكتاب الـ 169 بالمعلومات الغنية التي تحيط القارئ علما بالموضوع دون أن تسبب له أي إرباك ودون أن تشعره بأي وصاية من جانب المؤلفين.

أعراض الشيزوفرينيا

    يعالج الكتاب عددا من الموضوعات المختلفة، من بينها - على سبيل المثال - كيف تما تعريف المرض وتحديد أعراضه على مر الزمن، ويتناول أيضا الأعراض الإيجابية للمرض مثل الأوهام والهلوسات والتفكير المضطرب قبل أن ينتقل إلى الأعراض السلبية مثل الفراغ العاطفي، وفقدان الإرادة والهلوسة السمعية (سماع أصوات لا وجود لها في الواقع) وأوهام السيطرة (تخيل وجود سيطرة خارجية على حركات الجسم). ويقدم الكتاب تفسيرا لكل حالة ورش هذه الحالات، موضحا أنها جميعا تعود إلى اختلال عمل التغذية الإرتجاعية داخل الدماغ يستعرض المؤلفان مختلف النظريات التي وردت حول مسببات الشيزوفرينيا، ويرجحان التفسيرات البدنية الفسيولوجية (العصبية في هذه الحالة) على التفسيرات النفسية. وفي دراستهما لطرق علاج المرض عبر المدة التي انقضت منذ تاريخ اكتشافه نجدهما يميلان إلى ترجيح استخدام العقاقير المضادة للاختلالات الوظيفية في الدماغ على استخدام المعالجة النفسية.

     ويعالج المؤلفان أيضا الاعتقاد الشائع، الذي تفذيه الروايات والأفلام وتغطيات صحف الإثارة، بكون المصابين بالشيزوفرينيا يحملون ميلا شديدا لممارسة العنف. ومع اعترافهما بأن نسبة ممارسة العنف لدى المصابين بهذا المرض أعلى منها لدى الأشخاص العاديين، فأنهما يبذلان جهدا كبيرا لتفنيد ذلك الاعتقاد عن طريق تقديم الأرقام والبيانات الموثقة...

 

الكتاب : أميركا في المستنقع العراقي.

الناشر : المركز العربي للدراسات المستقبلية. بيروت 2004.

الصفحات: 217 صفحة من القطع الكبير.

عرض : محمود حيدر.

          ملخص : تأخذ المسألة العراقية قسطا وفيرا من النقاش والسجال بين النخب العربية والإسلامية. مثلما تأخذ القدر نفسه، وربما أكثر، من الاهتمام داخل مراكز القرار في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. بعد عام على الاحتلال سيكون لهذه المسألة مساحة من الجدل، يبحث فيها المشهد الراهن للعراق وإلى الاتجاهات التي يبدو أن هذا البلد الممتلئ بالأحداث يجري في اتجاهها. (أميركا في المستنقع العراقي) هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن المركز العربي للدراسات المستقبلية في بيروت. وهو مجموعة أبحاث قدمت للمؤتمر الذي انعقد في لبنان في بداية مطلع العام الحالي، وشارك فيه مجموعة من الباحثين والمتخصصين اللبنانيين والعرب.

توزع الكتاب بحسب برنامج المؤتمر على مقدمة وثلاثة فصول جاءت على الشكل التالي: حيث جاء في الفصل الأول: متابعة للحدث وتداعياته بعد سنة لمدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية د. يوسف كفروني. الحرب العداونية على العراق لرئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور علي عقلة عرسان. لماذا كان العراق؟ للنائب والوزير السابق أسطفان الدويهي. احتلال العراق مصلحة أميركية ومطلب صهيوني للباحث غسان وهبة.

وتضممن الفصل الثاني (شرعية الاحتلال وممارساته من منظور قانوني دولي) د. نزله كبارة. و (إشكاليات القانون الدولي الإنساني) د. سليمان عبد المنعم. و (احتلال العراق والقانون الدولي) د. محمد نديم الجسر. و(الديموقراطية الأميركية المشوهة) للباحث مصطفى العجم.

أما الفصل الثالث فقد ضم البحوث التالية (مستقبل أميركا في العراق) للنقيب رشيد درباس. و(الجغرافيا السياسية والاستراتيجية الجغرافية) للباحث السوري عماد فوزي الشعيبي. و(التداعيات المستقبلية لاحتلال العراق) للدكتور محمد أحمد النابلسي، و(أميركا العاجزة عن تحقيق النصر) للدكتور غسان غوشة.

لدى الذين تحدثوا في المؤتمر المشار إليه، لم يكن مضى سنة على احتلال العراق سوى علامة تحولات، تحفر مجراها بعمق في الساحة العراقية. وبحسب التقديم الذي وضعه رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية د. محمد أحمد النابلسي، ثمة تساؤل عن العلة التي أدت إلى عدم تساقط دول الجوار العراقي كأحجار الدومينو بعد احتلال بغداد، وذلك على غرار تساقط دول المنظومة الاشتراكية بعد سقوط جدار برلين. وهذه الواقعة تشكل مقاومة بحد ذاتها...

 

العنوان : علم النفس والمخابرات.

المؤلف : عمر هارون الخليفة.

الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

عرض : أ. إخلاص حسن عشرية، قسم علم النفس، جامعة الخرطوم، السودان.

          ملخص : يعتبر كتاب (علم النفس والمخابرات) الصادر عن (المؤسسة العربية للدراسات و النشر) بيروت عام 2000 الأول من نوعه في المكتبة العربية. مؤلف الكتاب الدكتور عمر هارون الخليفة، الأستاذ والباحث في علم النفس، والذي عمل عضوا في المجلس التنفيذي للرابطة  العالمية لعلم النفس عبر الثقافي، ممثلا إقليميا لشمال أفريقيا والشرق الأوسط 1998 -2002. نشر المؤلف من قبل أكثر من 40 بحثا في علم النفس في الدوريات العالمية والإقليمية المحكمة.وسبق أن حاز المؤلف على عدة جوائز عالمية وإقليمية في علم النفس، من بينها جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب الشبان في علم النفس لعام 1996. يقع كتاب علم النفس والمخابرات في 315 صفحة، وضم 4 فصول رئيسية وهي: 1) علم النفس والتحكم بالجملة 2) تطبيقات علم النفس في المخابرات 3) مخالب علم النفس والمخابرات الإسرائيلية 4) علماء النفس العرب والتحكم بالقطاعي. قدم المؤلف مادة غزيرة ورجع لقرابة 400 مرجع. ومنها بعض الدراسات الإسرائيلية والأميركية عن تطبيقات علم النفس المذهلة في أجهزة المخابرات: السي آي أي والموساد.

    اعتمد المؤلف في كتابه، خاصة في عنوان الفصل الأول والرابع، على النظرة القائلة بأن واحدا من أهم جوانب التطبيقات العالمية لعلم النفس وضوحا هو المفارقة بين عملية التطبيق بالجملة، و(التطبيق بالقطاعي). ويعني المؤلف بالأولى الاستخدام الأكبر لعلم النفس في السياسة الدولية، وخاصة في الاستعمار والحرب الباردة بقصد التحكم، واستخدامه في المخابرات بصورة خفية ومستورة، بينما تعني الثانية الاستخدام الأصغر لعلم النفس في المجال التربوي، والعلاجي، والمهني. وتبعا لهذا الفهم يذكر المؤلف بأن علماء النفس في الغرب في حالة من الاستعداد المهني لتطبيق علم النفس بفعالية بالجملة وبالقطاعي. لذلك كانت نتائج علم النفس في الغرب أكبر من طموحاته، لأنه يقوم بأداء كل من (الفرائض، والنوافل) في جدة. وبالمقابل يرى المؤلف بأن هناك عدم تهيئه نفسية لعلماء النفس في العالم العربي بتطبيق علم النفس في فعالية حتى على مستوى القطاعي، أو المفرق، أو لا يقوم علم النفس بأداء حتى (النوافل) بوجهها الأكمل. و تبعا لعد التهيئة النفسية لم ينجح علم النفس في العالم العربي بتحقيق طموحاته المذكورة في مقدمات كتبه، وهي: الفهم، والتنبؤ، والتحكم...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         ملــف العــدد : التراث النفسي العربي

1-    العرب والشفاء النفسي

مدخل : على امتداد القرون الوسطى، أو عصور الظلام لعبت الحضارة العربية دور حامل مشعل العلم وحامي استمراريته. ويرجع الفضل في هذا الحفاظ على التراث الإنساني إلى جهود مشتركة قام بها عدد هائل من الفلاسفة، والعلماء تحت رعاية الحضارة العربية التي تمثلت حينا بشخص الخليفة، وأحيانا بالأجواء الحضارية الإسلامية العامة.

ونظرا للتداخل العميق بين الفلسفة وعلم النفس، فقد كان من الطبيعي أن تشهد عصور الحضارة العربية قفزات كبيرة في ميدان علم النفس والشفاء النفسي. ونحن إذ نعرض لهذا الموضوع، فإننا نخشى إلحاق الغبن بعباقرة أفذاذ من تراكما الذي وللأسف نكاد نجهله. لذلك فإننا سنعرض وباختصار شديد عطاءات الحضارة الإسلامية التي حصلت على يد الأعلام الكبار لهذه الحضارة. وفي مقدمتهم الشيخ الرئيس أبو علي ابن سينا (980- 1037 ب. م.).

أ‌-       ابن سينا:

أبو علي ابن سينا، أو أمير العلماء، أو رأس الأطباء، أو الشيخ الرئيس. هو أحد أهم وأشهر الأطباء والفلاسفة في عصر الحضارة العربية. ولد ابن سينا في بخارى عام 980 ميلادية. وقد أرسى ابن سينا دعائم مدرسة طبية متشعبة وقابلة للاستمرار.

وقد بلغت مؤلفاته 270 مجلدا ناقش فيها معارف متنوعة، على أن كتابه القانون يبقى أشهر مؤلفاته وأبقاها لغاية اليوم. والقانون مؤلف من خمسة مجلدات تحتوي على ما يقارب المليون كلمة. وسواء في الطب، أم في الفلسفة، فإن ابن سينا اعتمد مبدأ السببية. أما على صعيد الطب النفسي وعلم النفس فإن الشيخ الرئيس يعتبر بحق محطة تاريخية في هذه الميادين. فقد كان السباق في تاريخ الطب للإشارة إلى فرعين كبيرين من الفروع النفسية التي لا تزال قائمة لغاية الآن. وهذان الفرعان هما:

·         البسيكوسوماتيك.

·         العلاج الدوائي عن طريق الصدمة.

-          البسيكوماتيك: في كتابه القانون يقدم لنا ابن سينا وصفا لتجربة أجراها وفق أصول البحث العلمي كما هي معروفة عليه الآن، فقد جمع بين حمل وذئب في حجرة واحدة، رابطا الذئب على مسافة قصيرة من الحمل بحيث لا يستطيع أن يطاله، ولاحظ ابن سينا أن الحمل بدأ يهزل تدريجيا حتى مات، علما بأن كمية الغذاء المقدمة له كانت هي نفسها المقدمة لحمل آخر استعمل كشاهد تجربة، يعيش ظروفا طبيعية...

الرجوع إلى الفهرس

 

2-    العلاجات التقليدية بين العلم والشعوذة / د. محمد أحمد النابلسي

    مدخل : كثيرا ما نطالب، نحن معشر الأطباء النفسيين، بإبداء الرأي حول ما درجت تسميته بالظواهر الخارقة، التي يحاول بعضهم نهجها في علم بديل هو البرابسيكولوجيا، وفي واقع الأمر فإننا نجد صعوبات تواصله جمع تعترض إبداء رأينا الصريح في المجال.

    فهذا الحقل مليء بالألغام، وخصوصا بالتأويلات والمواقف المسبقة. مع ذلك سأحاول أن أعرض لآرائي الصريحة في الموضوع، مع ما يمكن أن يلحق بهذه الآراء من احتمالات اللبس وسوء التأويل بسبب التبسيط في العرض.

   بداية: إن إنسان نهايات القرن العشرين لا يختلف كثيرا عن أسلافه في الألوف السابقة للميلاد، فهو لا يزال يأكل، ويتوالد، ويموت دون أي خلاف بينه وبين أسلافه، حيث أن التطور التقني لم يصل بعد إلى الإنسان لانهماكه في استكشاف العالم خارج الذات الإنسانية. هذا الواقع يسقط مقولة الإنسان المتطور بموازاة التطور التقني المعاصر. حتى أننا نرى إقبالا غريبا متناميا على الممارسات التقليدية. هذا الإقبال الذي طال مركز السلطة في الولايات المتحدة من خلال إيمان زوجة الرئيس الأميركي السابق ريغان بالتنجيم. كما يتجلى هذا الإقبال من خلال الكتب والصفحات المخصصة للأبراج الهندية والصينية في أرقى الصحف العالمية، الأمر الذي يوحي بردة غريبة إلى عالم الغيبيات الذي كان موضع سخرية وإدانة من قبل المستشرقين الذين درسوا التراث الشرقي. في إطار هذه التناقضات نجد لزاما علينا توضيح نقاط عديدة قبل الشروع في استخلاص النتائج واتخاذ المواقف.

1-    العلم وعالم الخوارق

    تتضارب مواقف العلماء في هذا المجال لتصل إلى حدود الاختلاف الكلي، ففي حين ينظر ألكسي كارل في كتابه (الإنسان ذلك المجهول، إلى الإنسان المعاصر، نظرته إلى الإنسان البدائي العاجز عن استيعاب سيرورات إنسانية، نجد في المقابل الفلسفة الإرادية التي تدعي قدرة الإنسان على المعرفة، ويتبعها علماء يؤكدون بأن الجنين هو الذي يحدد لحظة ميلاده.

    وبما أن المجال يضيق هنا لعرض مختلف هذه الآراء، فإننا سنكتفي بعرض بعض أمثلة التزاوج بين النظريات العلمية المنهجية، وبين عالم الخوارق عند علماء مشهورين تركوا بصماتهم واضحة في ميدان العلوم النفسية تحديدا، ونبدأ بـ :

1-  كارل غوستاف يونغ: طبيب نفسي من مدرسة زوريخ، وتلميذ أحد أشهر الأطباء في تاريخ الاختصاص، بلويلر، وصديق فرويد، عالم الخوارق وجه دراسته نحو حقل الأساطير والخوارق مما أثار الجدل حول علميته....

الرجوع إلى الفهرس

 

3-    تاريخ الطب النفسي في العهدين الأمويين والعباسيين / د. طارق بن علي الحبيب - استشاري الطب النفسي/الرياض

     مدخل : تتأكد أهمية هذه المقالة في كونها تلقي مزيدا من الضوء على الجانب المشرق المرتبط بإسهامات علماء الحضارة الإسلامية إبان عهد الدولتين الأموية والعباسية، وأطروحاتهم المتملقة بجانب النفس والروح والوجدان، وما يرتبط به أو يتفرع عنه،... ولقد أسهم العلماء المسلمون السابقون إسهامات كثيرة هامة في الدراسات النفسانية، لكنها لم تحظ من قبل باهتمام الباحثين ومؤرخي الدراسات النفسية. فالمؤرخون الغربيون يبدؤون، عادة، بالدراسات النفسانية عند المفكرين اليونانيين، وبخاصة أفلاطون و أرسطو، ثم ينتقلون بعد ذلك مباشرة إلى المفكرين الأوروبيين في العصور الوسطى، ثم في عصر النهضة الأوروبية الحديثة، ويغفلون إغفالا تاما ذكر إسهامات العلماء المسلمين في الدراسات النفسانية، رغم أنه قد ترجم العديد منها إلى اللغة اللاتينية، وأثرت تأثيرا كبيرا في آراء المفكرين الأوروبيين أثناء العصور الوسطى، وحتى بداية عصر النهضة الأوروبية الحديثة.

    ولم يكن إغفال ذكر إسهامات العلماء المسلمين في الدراسات النفسانية مقصورا فقط على المؤرخين الغربيين، بل إننا نجد أيضا. أن العلماء العرب المعاصرين الذين يدرسون في الجامعات العربية مقررات في تاريخ الدراسات النفسانية يحذون حذو المؤرخين الغربيين في إغفال الإشارة إلى هذه الإسهامات. ويرجع الفضل في معرفتنا الحالية بإسهامات العلماء المسلمين إلى مؤرخي الفلسفة الإسلامية من العرب، ومن غير العرب، الذين أمدونا بملخصات مفيدة عن نظريات العلماء المسلمين في النفس البشرية. وبالرغم من الأهمية الكبيرة لتلك الملخصات، إلا أنها غير كافية لإشباع رغبة العلماء المعاصرين في معرفة آراء العلماء المسلمين السابقين في الموضوعات النفسانية المختلفة، من أجل أن يمكنهم من تقدير القيمة العلمية لتلك الإسهامات في تقدم عصور التاريخ...

الرجوع إلى الفهرس

 

4-    رأي في المسألة التراثية / د. محمد أحمد النابلسي

    مدخل : التراث هو القيمة المرجعية الأساسية للأمة. لذلك تعمل الأمم المستحدثة بصورة هجينه على اصطناع، ومحاولة خلق تقاليد، تشكل لها ماضيا تمكن مقارنته بالتراث. وتشغل المسألة التراثية الأمم كافة، بما فيها تلك التي تفتقر لما يمكنه أن يستوفي شروط ما يسمى بالتراث. خصوصا أن الاهتمام بالتراث يتجاوز أبناء الأمة كافة إلى غيرهم. فالسياح لا تكتمل زيارتهم لبلد ما إذا هم لم يزوروا متاحفه ومعالمه الأثرية والتاريخية، حتى باتت متاحف بعض البلدان تلجأ إلى الاستعارة وعروض الإعارة والسرقة والاستيلاء، ووضع اليد، بل واصطناع المتاحف.

    على سبيل المثال فإن زوار المتحف القومي الأميركي ينقلون دهشتهم لعدم احتواء هذا المتحف على ما يمكن تسميته بالآثار أو بالتراث. حتى إن مدخل المتحف يحتوي على مكتب بريد من طراز مجمعات رعاة البقر لما يمض عليه سوى بضعة عقود.

    المسألة التراثية هي هاجس إذا، وهي هاجس إنساني لا يهم فقط الأمة صاحبة التراث، بل يهم الإنسان الذي يعيش ثمار تراكمية المعارف في التراث الإنساني بحضارته المتعاقبة المختلفة. وتراثنا العربي هو جزء من أهم أجزاء هذا التراث الإنساني. لذلك تعرض هذا التراث للسرقة على عدة أصعدة. فقد ترجمت بعض مؤلفاته لينتحل مترجموها صفه المؤلفين، كما مارس الاستشراق صنوفا عديدة من السلب الثقافي لهذا التراث. أما السرقة المباشرة فمثالها ما أورده محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام) إذ يقول: من المصائب التي أصيبت بها كتب الشام، أن بعض دول أوروبا و منها فرنسا وبريطانيا وهولندا وروسيا، أخذت تجمع منذ القرن السابع عشر كتبا من تراثنا تبتاعها من الشام بواسطة وكلائها وقناصلها والأساقفة والمبشرين من رجال الدين. وكان قومنا، ولاسيما من اتسموا بشعار الدين، ومن كان يرجع إليهم أمر المدارس والجوامع، بلغ بهم الجهل والزهد في الفضائل أن يفضلوا درهما على أنفس كتاب. خانوا الأمانة واستحلوا بيع ما تحت أيديهم أو سرقة ما عند غيرهم، والتصرف به وكأنه ملكهم. وحدثني الثقة أن أحد سماسرة الكتب في القرن الماضي كان يغشى منازل بعض أرباب العمائم في دمشق، ويختلف إلى متولي خزائن الكتب في المدارس والجوامع فيبتاع منها ما طاب له من الكتب المخطوطة بأثمان زهيدة. و يبقى هذا سنين يبتاع الأسفار المخطوطة من أطراف الشام، ثم رحل بها إلى بلاده فأخذتها حكومته وكافاته عليها.

    بهذه الطرق، وبغيرها، انتقلت مخطوطاتنا التراثية إلى المكتبات الأجنبية. ثم تلت ذلك المشاريع الاستشراقية بتكاليفها المادية الهائلة. حتى بلغ الإنفاق الأجنبي على تراثنا ما لن نتمكن يوما من الوصول لإنفاق مواز له. الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل عن هذا الاهتمام الأجنبي، ومقارنته ببعض المواقف العربية السلبية من هذا التراث؟...

الرجوع إلى الفهرس