مجـــــــــلات 

 

الثقافـة النفسيـة المتخصصــة

Interdisciplinar Psychology

 مركز الدراسات النفسية و النفسية-الجسدية - لبنان

العدد الثاني والستون – المجلد السادس عشر –  أفريل  2005

Web Site : www.psyinterdisc.com   E.mail : ceps50@hotmail.com

 كامل العدد

https://drive.google.com/file/d/11IdTVNUPDzcbOXzE5PE3xRNtOaA5e1fW/view?usp=drivesdk  

 

 http://www.arabpsynet.com/Journals/ICP/ICP62.pdf

الافتتاحية

http://arabpsynet.com/paper/conspapierdetail.asp?reference=8954

   

q       فهرس الموضوعات /   CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         عزيزي القارئ

§         قضية حيوية : العام الجديد/ أ. د. قدري حفني

§         مقابلة العدد :  مقابلة مع المحلل "دنيال ويد لوشر"

§         قضية حوارية : نحو سيكولوجيا عربية

§         علم النفس حول العالم

§  مقالات العدد

     التحليل النفسي لشخصية العسكري الأميركي في العراق

     -   الجمهور العربي والصدمة النفسية التالية للانفجارات

     -    مقاربة عربية في مفهوم الطبيعة البشرية

§ الندوات والمؤتمرات

§         مكتبة العدد

     -   المجلة العربية للطب النفسي

      مجلة الطفولة العريية

     -   مقدمة في العلاج الجمعي

     -   تقنيات الفحص النفسي

     -   سيغموند فرويد

§       ملف العدد:  رؤية سيكوسوماتية لمرض تصلب الشرايين/ (دراسة نفسية جسدية- سيكوسوماتية) /  د. نادرة عموري

 

q       افتتاحيــة العـــدد

 

يصدر هذا العدد وسط حالة عربية مخزية، حيث الجامعة العربية و القمة العربية في حالة تفكك عصية، و حيث الخلافات العربية ـ العربية، والعربية الداخلية تنذر بالكارثة. ولقد تلقينا من الزملاء العديد من الاستفسارات عن الدور المحتمل و المفترض للإختصاص على الصعيد الجماعي، كما على صعيد دعم المواطن العربي. ومشكلتنا كالعادة عدم وجود تخطيط علمي عربي، سواء على صعيد الدول منفردة، أو على الصعيد العربي الجماعي.

هذه الحالة من القلق العربي دفعتنا لاختيار بعض مواد هذا العدد وفق هذا التوجه، علنا نساهم في توضيح الرؤى، و إرساء برنامج عربي لمواجهة الكوارث المادية والمعنوية المنتظرة. ومن هذه المساهمات: 1- العام الجديد: / أ.د. قدري حفني، وفيه يتحدث عن الحاجة العربية إلى الديمقراطية. وهي حاجة تفتح الأبواب أمام فرض نماذج ديمقراطية سيئة علينا. 2- حوار بين عدد من المختصين العرب حول موضوعٍ: " نحو سيكولوجيا عربية ". وفيه مناقشة حول أي سيكولوجيا يحتاجها المجتمع العربي. 3- التحليل النفسي لشخصية العسكري الأمريكي في العراق، حيث ممارسات الجثدي الأمريكي في معتقل أبو غريب، وفي اماكن أخرى عربية، وغير عربية، تطرح الأسئلة حول أخلاقية هذا الجندي، وحول العلائم العدوانية في سلوكه. 4- الجمهور العربي و الصدمة النفسية التالية للانفجارات، حيث يتوالى تعرض المواطن العربي لصدمة الانفجارات التي حدثت في السعودية والكويت، والتي تحدث يوميا في العراق. كما أدى أحدها إلى وفات رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والتي يبدو أنها لن تتوقف قريبا. 5- مقاربة عربية في مفهوم الطبيعة البشرية للدكتور محمود اذوادي/ تونس. 6- نفسية المصريين للدكتور جليل فاضل/ مصر.

بالإضافة ألى الابواب الثابتة : 1- علم النفس حول العالم. 2- الندوات و المؤتمرات. 3- مكتبة العدد. تتناول مقابلة العدد لقاء مع المحلل " دانيال ويد لوشر ". أما ملف العدد فهو دراسة نفس جسدية (سيكوسوماتية) حول مرض تصلب الشرايين للزميلة نادرة العموري.

أما الكتب المعروضة في هذا العدد فهي: 1- تقنيات الفحص النفسي. 2- مجلة الطفولة العربية. 3- المجلة العربية للطب النفسي. 4- كتاب عن سيغموند فرويد.

وعلى أمل تلقي الانطباعات والاقتراحات حول إمكانيات الإختصاص في دعم الإنسان العربي في معاناته الراهنة، نأمل ان تفي محتويات هذا العدد بحاجات الزملاء القراء.

  

أسرة التحرير  

الرجوع إلى الفهرس

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         قضيــة حيويــة : العام الجديد/ أ. د. قدري حفني

هل علينا عام 2005 وتوالى ظهور كثيرمن مثقفينا وكتابنا، بل وعدد هائل من القراء والمشاهدين، علىالقنوات الإعلامية وصفحات الصحف، يعبرون عن رؤاهم في ما يكاد يكون مباراة في الندب القومي. كل يزايد علي الآخر في إبراز المصائب والكوارث التي حلت بالعالم و بالوطن خلال العام المنصرم، وكيف أن العام القادم سوف يكون أشد قتامة وسوادا، وأنه لا توجد بارقة أمل في نهاية النفق.

وكانت ليلة رأس السنة بمثابة الحفل الختامي لمباراة الندب العظمى، حيث هلت علينا من الفضائيات نخبة من كبار مثقفينا لتصدر بيانها الختامي في تركيزوتجسيد ما مربنا من مصائب، وما ينتظرنا من أهوال وكوارث، بحيث بدت المذيعة وهي تشكر الضيوف محاولة أن تردد العبارة التقليدية "أتمني لكم عاما سعيدا"، وكأن الدموع توشك أن تطفر من عينيها، وأن تدعونا لتوديع أنفسنا وتوديع الحياة، وأن تكون العبارة المناسبة هي "شكرالله سعيكم. هكذا حال الدنيا والدوام لله ".

تضمنت الشهادات قائمة طويلة من الكوارث و المآسي تفوق الحصر شهدها العام الماضي، و لم يكن بأس أن تمتد اجتهادات المتحدثين إلى ما سبق ذلك العام، لينتقوا من بين أحداث الماضي ما يتناسب مع المأتم القومي من كوارث ومصائب، بل ولا بأس في سبيل تحقيق ذلك الهدف السامي من شيء من الافتئات على التاريخ، ولي عنق بعض الوقائع. المهم أن يكون مضمون الرسالة في النهاية: لا أمل و لا مهرب. "الغيبوبة" وراءكم، و "الفزع " أمامكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهل أول أيام العام الجديد، فهرعت إلى الصحف بادئا بصفحات الحوادث والوفيات  باحثا عمن انتحر من هؤلاء الذين جسدوا لنا اليأس والتشاؤم، فلم أجد ما أبحث عنه. لقد أنهوا أحاديثهم، وربما تقاضوا مستحقاتهم المالية، ثم مضوا ليحتفلوا بالعام الجديد.

ولم ألبث أن التقيت بعدد من الأبناء والزملاء الشبان. قرأت في عيونهم، وسمعت منهم إعجابا بما سمعوا   وشاهدوا، مما رأوا فيه ثشجيعا لهم على تعميق تشاؤمهم. ذلك التشاؤم  الذي حرصنا بدأب عبر سنوات طوال على زرعه في أعماقهم. ولم ألبث أن قرأت للصديق العزيز الأستاذ أنور الهواري رئيس تحرير ' المصري اليوم ' إشادة بذلك الاتفاق بين من هو فوق  الثمانين من كبار المفكرين، ومن هو دون العشرين من أبنائنا، باعتباره دلالة على أن العزف كان على الوتر الصحيح وأننا نوشك أن ننتقل من " الغيبوبة " إلى الفزع. وللحقيقة فإن الأستاذ أنور الهواري لم يكن نشازا في الصدد، ولكن ربما كان من أشدهم وضوحا.

ولعلنا لسنا بحاجة إلى تخصص عميق في علم النفس لتوضيح أن الانتقال الطبيعي من' الغيبوبة ' يكون الى    ' التنبه ' أو' الإفاقة '، وأن الانتقال من 'الغيبوبة' إلى'الفزع' لا يحدث إلا نتيجة فعل مفاجىء يكون مصدره خارجيا في أغلب الأحيان، وأن ثمة فارقا جوهريا بين مصطلح ' الفزع '، كانفعال يشل الفكر والفعل ويدفع إلى ردود فعل عشوائية يفوق خطرها خطر الغيبوبة، ومصطلح مثل 'الصحوة '، مثلا بما يعنيه من دعوة لإعمال الفكر والتغيير، وهو المصطلح الذي جرى تحاشيه، لأنه يحمل والعياذ بالله شبهة التفاؤل. لا مهرب من 'الغيبوبة' إلا إلي 'الفزع ' وليس أمامنا سوى أن نردد "ربنا يلطف".

صحيح أن التشاؤم والتفاؤل خاصيتان بشريتان طبيعيتان، وصحيح كذلك أن تاريخ البشرلم يخل قط من المآسي و  الشرور، وصحيح كذلك أن محاولة إخفاء الحقائق أو تجاهلها تجميلا أو تجملا، أو حتى إشفاقا، يمثل جريمة كبرى عانينا وما زلنا نعاني منها الكثير. ولكن من يتصدى لعرض الحقائق ينبغي أن يتحاشى الانتقائية قدرما يستطيع، وأن يلتزم بقول الحق كل الحق، أي أن يعرض لما هو إيجابي وما هو سلبي.

انتشار مرض الإيدز كارثة، ولكن تطور أساليب مقاومته والوقاية منه حقيقة. زلزال آسيا كارثة إنسانية     مروعة، ولكن تكاتف دول العالم في جهود الإنقاذ الإنسانية حقيقة كذلك. الاحتلال "الإسرا ئيلي " وممارساته البشعة حيال الشعب الفلسطيني مأساة، ولكن استمرا ر الصمود، وانفتاح خيارات أساليب المقاومة أمام القوى الوطنية الفلسطينية حقيقة. وجود قاعدة العيديد في قطر كمركز قيادة لقوات الاحتلال الأميركي في العراق مصيبة، ولكن استمرار المقاومة بكافة أشكالها في العراق حقيقة. القيود المفروضة على الحرية والليبرالية في عالمنا العربي خطر حقيقي، ولكن ما نشهده في مصر، تحديدا، من اتساع مساحة الاحتجاج المدني، وتنوع أساليبه، يمثل حقيقة مصرية، وأملا عربيا، والمقام لا يتسع للمزيد.

 ولكن، ترى ماذا لو أحس المرء إحساسا حقيقيا بأنه لا أمل هناك، أليس مثل   ذلك الإحساس أمر وارد إنسانيا؟ الإجابة نعم بكل تأكيد، بل ولا بأس في التعبير عن هذا التشاؤم على المستوى الشخصي، أما إذا كنا في صدد توجيه رسالة إلى الجمهور، ممن نعتبرهم ويعتبرون أنفسهم أصحاب دعوة، فالأمريختلف تماما. إنها دعوة تصب في النهاية في تدعيم الاحتلال " الإسرائيلي " لفلسطين والجولان، واستمرار الاحتلال الأميركي للعراق، بل وانشاء المزيد من القواعد العسكرية على نمط قاعدة العيديد، والكف عن السعى نحو الديموقراطية والتنوير، إلى آخر قائمة ما يتطلبه "عام الفزع ".

إن دعوة الجمهور إلى التشاؤم لا تعني سوى دعوته للاستسلام، للهرب، للانتحار. وإذا كان الأمر كذلك، فالأجدر بصاحب الدعوة أن يبدأ بنفسه ليكون النموذج والقدوة، فإذا لم يستطع فالصمت أولى به.

 

الرجوع إلى الفهرس

§         مقابلة العدد:  مقابلة مع المحلل " دنيال ويد لوشر"

 كان "فرويد"مفكرا عظيما من كبارمفكري القرن العشرين.. وابتكاره في نطريات علم النفس والتحليل النفسي كان انجازا كبيرا. مع ذلك، يسيء إلى "فرويد" كثيرا من يصنفه كرجل أسطورة أو كقديس.

هذا بعض ما يقوله البروفيسور" دنيال ويد لوشر" الاختصاصي المعروف في علم النفس والتحليل النفسي، ورئيس الجمعية الدولية للتحليل النفساني، التي كان " فرويد" نفسه قد أسسها في العام 1910.

ما الذي يجعل من أسطورة "فرويد" تستمرعلى توهجها الى الآن، ويحيث لا تبدو أفكاره غريبة عن روح العصر؟

هذا ليس كثيرا على واحد من أكبر مفكري القرن العشرين. أهمية "فرويد" أنه اكتشف طريقة مثلى لسماع الآخر.. لكن بدون أن يعني ذلك رفع هذا الرجل الى مستوى الأسطورة، أو القداسة، أو حتى إلى مستوى المثال الأعلى. يجب ألا ننسى أن أفكار"فرويد" جوبهت بانتقاد شديد في البداية.. وأنه قد ارتكب في بداية تطبيق نظرياته الكثيرمن الهفوات مع مرضاه الاوائل، إضافة إلى انتهاكه لبعض الأعراف العرقية. " فرويد" لم يكن قديسا، لكن هذا لا يمنع أنني أكن له الكثيرمن الاحترام والتقدير. أرفض أيضا أفكار أقطاب " الفرويدية " الكبارالذين يعتبرون أنه كان آتيا إلى العالم برسالة.. هذه مبالغة. ما جاء به "فرويد"هومجموعة أفكار ونظريات قابلة بنسبة أوبأخرى للتطبيق. ابنته " آنا فرويد". التي تربطني بها علاقة معرفة وصداقة متينة تقول لي دائما: "ما أنتظره منك ليس تكرارالافكارالتي ابتكرها "فرويد" بل رأيك فيه وفي أفكاره".

ويالفعل، فإن هذا ما أفعله منذ ترؤسي ﻠ "جمعية التحليل النفسي الدولية " التي كان أسسها " فرويد" نفسه في العام 1910 والتي تضم الآن حوالي العشرة آلاف عضو دين، وسياسة، نظرية الكبت الجنسي وعقدة " أوديب ". وغيرها من نظريات " فرويد:" الذي طرح علاجها بواسطة التحليل النفسانى" لماذا تأخرت كثيرا حتى انتشرت فى أورويا، وفي باقي العالم؟

حتى بداية الخمسينيات كانت مستشفيات فرنسا تستعمل " إبرالنوم " والصدمات الكهربائية لمعالجة الامراض العقلية. كانت نظرية التحليل النفسي الفرويدي معروفة ومحترمة في فرنسا آنذاك. لكن لم يكن هناك  من يعرف كيفية وتقنيات تطبيقها، إضافة إلى نوع من الاستخفاف العام بالأمراض النفسية، وعدم الاستعداد للاعتراف بها كأمراض أساسا. " كان التحليل النفسي في الواقع ضحية ضغوطات سياسية ودينية في الوقت تفسه " فالماركسية كانت ترفض التحليل النفسي باعتباره يتعارض مع فكرها المادي "والمسيحية الكاثوليكية والارثوذ كسية، كانت ترى فيه مساسا بفكرها الروحاني.. ومن هنا فقد استغرقت فرنسا وأورويا وغيرهما الكثيرمن الوقت، حتى أدركت أخيرا أن التحليل النفساني هو طريقة علاجية جديدة لا علاقة لها لا بالبرجوازية ولا بالإلحاد.

  الرجوع إلى الفهرس

    §        قضية حوارية : نحو سيكولوجيا عربية /  مداخلات محور نحو سيكولوجيا عريية على الشبكة العريية للعلوم النفسية   

طرحت العولمة مفاهيم الدمج الثقافي، وهو طرح إنساني ينسجم وتوجهات اختصاصنا. فالطب النفسي ينظر بنشوة إنسانية إلى العوامل الإنسانية الجامعة بين البشر. لكنه يؤكد بإصرار على خصوصية المعاناة الإنسانية، وعلى خصوصية الأفراد والجماعات. حيث إلغاء هذه الخصوصيات يعني تجاهل أصحابها، وسحب الاعتراف بهم وبكرامتهم. ومن هذا المنطلق نشأ فرع الأنثروبولوجيا الثقافية الذي يدرس خصائص الجماعات الإنسانية.

المؤسف أن طرح العولمة بدأ يأخذ منحى إلغاء الأنثروبولوجيا، ومعها الخصوصيات الثقافية، بما يشكل إلغاء لتراث جماعات واسعة من البشر، واستبداله بوجبات الهمبرغر. ولقد تصدى مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية مبكرا لهذه الإشكالية، فطرحها عبر مجلته " الثقافة النفسية المتخصصة ". كما طرحها عبرمؤتمراته التي حملت عناوين:' نحو علم نفس عربي ' (راجع العدد العاشر من المجلة) و'مدخل إلى علم نفس عريي ' ( راجع العددين 21 و 22 من المجلة). أيضا أصدر المركزكتابا بعنوان: " نحوسيكولوجيا عريية " ثم أعاد طبعه في العام 2004 تحت عنوان: " الخصوصية العربية والعقل الاسير" أيضا تفضل الزميل الدكتور جمال التركي بطرح الموضوع على الشبكة العريية للعلوم النفسية التي أنشأها باندفاع وجهد شخصي نغبطه عليه. وفي ما يلي مناقشة لهذه المواضيع تتضمن ما يلي:

- الطب النفسي عبرالحضاري/ البروفسورفاروق السنديوني.

- الخصوصية العريية والعقل الأسير/ عرض كتاب/ البروفسورعبد الرحمن العيسوي.

- حوارالمتخصصين.. الحواربين الشمال والجنوب/ أ. د. محمد أحمد النابلسي.

- هل استوطنت السيكولوجيا في البلاد العريية/ أ. د. الغالي أحروشا.

-  السيكولوجيا العريية بين محاولات التجريح والنقد العلمي الموضوعي/ أ. د. علي زيعور.

          1 - الطب النفسي عبر الحضا ري/ محمد فاروق السنديوني

إن الحياة النفسية للفرد تتعلق أساسا بأسلوب معايشته لها، و بأساليب تموقعه في الزمان والمكان، التي تحدد بدورها طرائق تفاعل الفرد مع الأحداث ومواقفه منها. ولقد لاحظ الباحثون الروابط العضوية القائمة بين ثقافة الفرد الحضارية، ويين أسلوب معايشته للحياة. حتى أدى تراكم هذه الملاحظات إلى قيام فرع "علم النفس عبرالحضاري "، حيث كانت هجرتي إلى أوستراليا في العام 1973 مناسبة مكنتتي من الإطلاع على تطبيقات هذا الفرع في مجتمع تعددي مثل المجتمع الأسترالي، خصوصا وأن فرع "الطب النفسي متعدد الحضارات " كان قائما في الجامعة التي عملت فيها من حينه، ولغاية اليوم. هذه الورقة تحاول إعطاء فكرة عمومية ملخصة عن تجريتي في المجال كأستاذ للطب النفسي عبر الحضاري في هذه الجامعة...

          2 - الخصوصية العربية والعقل الأسير/ البروفسورعبد الرحمن العيسوي

     تعيش أمتنا العربية، في هذه الأيام، حقبة حاسمة من تاريخ نضالها، ساعية إلى استعادة تنظيمها ( Réorganisation )،  في عالم تعج به الأمواج والأنواء والأعاصير والتقلبات، ويزداد فيه الصراع وتحتدم فيه المنافسات الاقتصادية والتكنولوجية، والتطاحن العالمي والإقليمي والمحلي. وتواجه أمتتا العريية كثيرا من التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والفكرية. وتقتضي هذه التحديات أن تعمل أمتنا العريية- وخاصة علماؤها وباحثوها- على ملاحقة ركب حضارة العصر، تلك الحضارة التي يسير فيها التغيير بخطوات سريعية متلاحقة، فالتطور لا يقف لحظة عند حد معين. الأمر الذي يجعل من الضروري أن يقوم علماء هذه الأمة باستخدام العلم ومناهجه وآلياته وأدواته في التصدي لما يواجه المجتمع العريي من المشكلات، تصديا علميا، يقوم على البحث والدرس والتخطيط، وسعيا وراء تحقيق التنمية الشاملة، والتقدم والتطور والرخاء والازدهار. وذلك بوضع الحقائق العلمية موضع التطبيق في كافة مجالات الحياة العصرية. فأمة تلهث للحاق بركب الحضارة، لا يمكن أن تكود جهود علمائها ضربا من الترف العلمي، أو أن يجلس علماؤها في أبراجهم العاجية بعيدأ عن معترك الحياة في المجتمع. وهذا ما يفعله، وكثيرون غيره، عالم كبير، وباحث مدقق، وعربي غيور على عروبته ووطنيته، وعلى تخصصه العلمي، هو الدكتور محمد أحمد النابلسي، مدير عام مركز الدراسات النفسية في لبنان. فمنذ غير قليل وهو يكرس جهوده من أجل وضع الحقائق والمعطيات والنظريات والمنجزات والمكتشفات العلمية في مجال علم النفس والطب والتريية، وضعها موضع النفاذ والتطبيق، لتعم الفائدة والنفع على عالمنا العريي كله من محيطه إلى خليجه...  

           3 - حوار المتخصصين الحوار بين الشمال والجنوب/ أ. د. محمد أحمد النابلسي- بيروت

إن حضارة الشمال هي حضارة إنسانية، ومثلها مثل سائر الحضارات الإنسانية، فإنها وزعت ثمارها على البشرية جمعاء. و بهذا فإنه من غير الجائز معاداة هذه الحضارة وإنما من الواجب ﺇقامة الحوار مع مفكري هذه الحضارة، و تحديدا مع المفكرين الشماليين الذين يدركون مبدأ: " إن ضعف الآخر لا يعني إلغاءه" . و لنأخذ مثالا على ذلك كتاب العالم نوام تشومسكي ( قراصنة و أباطرة) و كتاب آلان لوبيشون (النظر غير المتساوي) وغيرهما كثيرون ممن نستطيع التفاهم معهم من مبدأ 'احترام تمايز الآخر وصولا إلى الاعتراف الناجزبه' وهذا المبدأ سيجعلهم يتقبلون خاصية شخصيتنا بعيدا عن الأفكار المسبقة.

... والدعوة لمدرسة سيكولوجية عربية هي دعوة علمية، وهي بالتالي تعارض كل أشكال التمييز الديني والعرقي والعنصري والفئوي وغيرها من اشكال التمييز بين البشر. وﺇنا إذ نطرح هذه المواضيع، فإن ذلك بهدف الدفاع عن مجموعة من البشر (مئات الملايين) تعرضت ولا تزال لأنوإع خطرة من التمييز. وبما أن دفاع الأشخاص عن أعراق لا ينتمون إليها يتدرج في خانة الدفاع عن حقوق الإنسان، فإننا نأمل أن تتيح لنا حقوق الإنسان حق الدفاع عن أنفسنا وعن مجتمعاتنا (وبخاصة عن مرضانا) دون أن يوجه إلينا مؤمن بهذه الحقوق تهما غير مشروعة. فإذا ما أتت هذه التهم من قبل أناس لا يؤمنون بهذه الحقوق، فإننا لا نكترث لها.

إن الدعوة إلى المدرسة العريية هي دعوة ذات أهداف إنسانية تهدف إلى دعم وتعميق فهمنا للمريض وزيادة إمكانياتنا في علاجه، والتخفيف عنه، بعيدا عن أي تمييز ديني أو عرقي أو فئوي.

... إني أدرك أن تحقيق المدرسة العربية للعلوم النفسية ليس طرحا نظريا غير قابل للتحقيق، كما أدرك أنه ليس سهلا، فدونه عقبات وعقبات، أولاها أولئك الذين لا يفوتون الفرص لإظهار عدائهم للعربية ولجهد المتكلمين بها، والذين يجسدون هذه العدائية في محاولاتهم لتشويه العربية وللتشكيك في صلاحيتها. فهل يعقل أن يتم إحياء اللغة العبرية الميتة على يد بضعة ملايين من أحفاد متكلميها، وأن تقتل العربية الحية التي يتكلمها مئات الملايين من البشر؟ وليكن مسلما أن " اللغة هي وعاء الفكر" فأين يصبح فكرنا ( يهمنا تحديدا قدرات اختصاصيينا العرب على علاج مرضاهم) إذا ما كسر وعاؤه أو توسخ بأدران مثل هذه ا لدعوات؟

          4 - هل استوطنت السيكولوجيا في البلاد العربيةعلى غرار ما نجده مثلا بالنسبة لأ وروبا وأمريكا وروسيا / أ. د. الغالي آحروشا - المغرب

هناك مقاييس موضوعية يمكن الاتفاق حولها لمعرفة إلى أي مدى استوطن علم ما في بلد معين.، وفي مقدمتها عدد المعاهد العلمية والمؤسسات التطبيقية، وعدد المؤلفات والدراسات المنبثة بالخلق والإبداع. وفي إطار هذه المقاييس يمكن القول إن مجالات الحديث عن تأسيس سيكولوجيا عربية متميزة، قد عرفت في السنوات الأخيرة نشاطا ملحوظا، سواء على مستوى البحث والتأليف أو على مستوى عقد المؤتمرات والندوات. ولا بد من التنويه هنا ببعض المحاولات المتحمسة، التواقة إلى تحقيق هذا الطموح العلمي. فكل ما بذلته جماعة علم النفس التكاملي، بإشراف يوسف مراد، وجماعة التحليل النفسي، بإشراف مصطفى زيور ومصطفى فهمي، من مجهودات وخاصة في ما يتعلق بترجمة بعض الأصول التي انبنت عليها السيكولوجيا الغربية، وكل ما يكتبه حاليا علي زيعور عن الذات العربية، ومصطفى حجازي عن الإنسان المقهور وعبد الرحمن عيسوي عن خرافات وأخلاق الشباب العربي،و ابراهيم بدران وسلوى الخماش عن العقلية العربية، وكل ما تنظمه بعض المراكز العلمية والمعاهد والكليات من مؤتمرات وندوات، كل هذا يستحق التنويه والتقدير، خاصة وأن مسألة تنمية الإنسان العربي، أو بالأحرى أن مسألة مواجهة أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي أضحت تمثل الشعار المشترك الذي تدور حوله هذه الكتابات، وتعقد له هذه المؤتمرات والندوات. إذن، لا أحد ينكر أن تجربتنا السيكولوجية غنية ببعض المساهمات والمبادرات الفردية الدالة على مدى وعي أصحابها بضرورة الحمل على تنمية الإنسان العريي، وعلى دفع عجلة التنمية عن طريق تسخيرالسيكولوجيا لخدمة هذا الهدف التنموي. ولا أحد ينكر اندفاع باحثينا إلى نقل وترجمةأغلب النظريات والاتجاهات السيكولوجية الغربية إلى لغتتا القومية، قصد التعريف بها، والعمل على تغييرها، حتى تتماشى وخصوصيات الإنسان العريي ومقوماته السلوكية.

... لماذا بعد مضي ثلث قرن من العمل السيكولوجي ما يزال مشروعنا السيكولوجي في عزلة شبه تامة عن المحيط الطبيعي للإنسان، وعن واقعه الاجتماعي والثقافي؟

لماذا نجد أبحاثنا ودراساتنا، بعد مضي هذه الفترة من الممارسة السيكولوجية، غير قادرة على التجرد من عقدة تبعيتها واستهلاكها لما هو غربي؟ وأكثرمن ذلك.

لماذا فشل هذا المشروع في تأسيس خطاب سيكولوجي واقعي تربطه علاقة عضوية بخصائص الإنسان العربي ومقوماته الحضارية؟

          5 - السيكولوجية العربية بين محاولات التجريح و النقد العلمي الموضوعي / أ. د. علي زيعور- بيروت

إن التحريضي أو المتحرك بالرغبة وبالتمنيات وبالحيل الدفاعية وردود الفعل، كلها سيرورات نكوصية تعادل العودة إلى الوراء، وهي عودة غير صائبة وغير إيجابية. وقد نستمد منها التوصيات حول إقصاء أشياء، أو غرس أخرى مناقضة. ذلك أن منطق الإنتاج وإعادة النظر في المنتوج هو منطق مراد ومنتهج، وليس حرا. هو منطق الأهواء الذي ليس همه معرفيا وتحليلا أو تدبرا أو محاكمة. فالتوصيات والتحذيرات نافحة، لكنها ليست الحلم. فهي قد تأتي من أجل ضرورات التحسين والتطور، وبذلك فهي خطوة وجزء فرعي وتطبيق وتفاصيل تعود إلى الممارسة، ولكنها ليست بالموضوع الرئيسي.

لهذا نرى أن الدعوات إلى مدرسة عربية عليها أن تتجاوزهذا التحريضي، وألا تلتفت في انطلاقتها، كتيار فكري أو كنظرية معرفية، إلى محاولات التجريح والإساءة، مع التزامها التام بالنقد العلمي- الموضوعي. 

 الرجوع إلى الفهرس

§         علم النفس حول العالم / النشاط الزائد لدى الأطفال مرض قابل للعلاج

يثير النشاط الزائد لدى الأطفال أحيانا بعض المخاوف لدى الآباء، والمختصين، الذين يعتبر بعضهم أن ذلك حالة طبيعية يمكن استغلالها بتوجيهه بطريقة سليمة. في حين ترى دراسات حديثة أن ذلك النشاط حالة نفسية مرضية تستلزم العلاج. فقد قام البروفيسور النرويجي تاريي ساغفولدن بإجراء دراسة موسعة عن ظاهرة نشاط الأطفال الزائد توصل فيها إلى أن حركتهم الدؤوبة، وسلوكهم الاستفزازي، ونشاطهم الزائد، المزعج لمن حولهم، هو حالة نفسية تعود إلى سوء أداء وظيفة مادة "دوبامين "، وأن النقص في هذه المادة يسبب عدم التوازن الكيميائي في خلايا الدماغ، مما يحدث حالة مرضية. ويقول ساغفولدن بعد الإعلان عن نتاثج دراسته لوسائل الإعلام النرويجية: إن نقص الدوبامين يدفع لفعل أشياء دون تفكير آو اختيار، مؤكدا أن الأفعال الصادرة عن الطفل تصدر بدافع نفسي قوي، وأنه حين تضعف ذاكرته يصعب عليه أن يتعلم من أخطائه، أو يتنبه لعواقب أفعاله. ويضيف البروفيسور، الذي عمل في هذا المجال عشرات السنين، أن السائد في ما مضى أن هذه الحالة تنتهي بمجرد تجاوز فترة المراهقة، لكن التجارب أثبتت أن 70% من المصابين بهذه الحالة لا تنفك عنهم حتى عند الكبر. ورغم التقدم الكبير في الطب إزاء مثل هذه الحالات، فإن ساغفولدن يؤكد عجز الاختصاصيين عن معرفة سبب إصابة الذكور به دون الإناث. وينصح ساغفولدن أولياء الأمور بعدم الشعور بعقدة الذنب إزاء مثل هذه الحالة، ونبه إلى ضرورة المواءمة بين الحالة، والعملية التربوية، وما تتطلبه من رعاية شاملة حتى يسهل على الطفل تجاوزها تدريجيا.

ويرى ساغفولدن في الفئران مثالا يمكن من خلاله فهم هذه الظاهرة وأسبابها، وذلك في الوقت الذي يصعب فيه أخذ عينات من مخ الطفل لدراسة الحالة وفك لغزها. كما أثبت وجود الأجسام المضرة في البيئة المحيطة، والتي تساعد على إحداث اختلال في أداء مادة الدوبامين، كانتشار الأجسام السامة في الجو مثل الPCB أصبح منتشرا في كل مكان من العالم، بسبب سباق التسلح الكيميائي الذي انطلق منذ عام 1920.

ويقول الباحث النرويجي إن الأمر يستدعى عملا متقنا لتوفير علاج مناسب لواحد من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في المجتمع البشري اليوم. ويشرف ساغفولدن على مركز تابع للأكاديمية النرويجية للعلوم، حيث يقوم بتتظيم لقاءات مع المصحات، ويعرض عليهم نتائج ما توصل إليه أهل الاختصاص حتى يتم وضع هذه التجارب قيد الاستعمال.

الرجوع إلى الفهرس

 

 

§       مقالات العدد

           التحليل النفسي لشخصية العسكري الأميركي في العراق / فارس كمال نظمي

وطأ العسكري الأميركي أرض العراق في آذار 2003 م، ولديه قناعة نفسية متأتية من الخطاب السياسي لقيادته، بأنه جاء (محررا) لهذا الشعب المظلوم، وجالبا لقيم (الديموقراطية) و(حقوق الإنسان) له. إلا أنه سرعان ما بدأ يغير مفهومه عن ذاته، بتأثير إقرار إدارته نفسها، فضلا عن الشرعية الدولية، بأن وجوده  قد اتخذ رسميا صفة ( المحتل)، فترك ذلك أثرا مباشرا في سلوكه تجاه العراقيين، مجردا إياه من خصائص أخلاقية (رفيعة) حاول  أن يتقمصها عبثا في بدايات وجوده في العراق. واذا ما أضفنا إلى ذلك القرار السياسي الأميركي بتجاهل الاتجاهات الوطنية الرافضة للاحتلال، ومحاولة إذلال الكبرياء الوطني العراقي، وتجنب تقديم أي مكاسب، أو إصلاحات اقتصادية، أو اجتماعية حقيقية للعراقيين، وتبني خيار العنف الأقصى حيال الفئات المسلحة المعارضة في أرجاء مختلفة من البلاد، تتضح عند ذاك بعض العوامل المفسرة لبروز مجموعة من الظواهر السلوكية غير السوية لدى العسكريين الأميركان في العراق، سنتناولها تباعا بعد قليل.

يرى النفساني اللبناني (د. محمد أحمد النابلسي) في تحليله لسيكولوجية الجندي الأميركي (جريدة الشعب 4/6/2004) أن هذا الجندي يدرك بأن سياسة بلاده تقوم على جلب المكاسب عن طريق التهديد بالقوة. فإذا لم ينجح التهديد، فهي تلجأ إلى الترويع باستخدام تفوقها التسليحي. ولذلك فهو يعتقد أن قيادته لا تزج به بأكثر من رحلة صيد، وأن دوره القتالي معدوم المخاطر. من هنا كانت صدمة الجندي الأميركي في العراق عنيفة، إذ وجد نفسه أمام أخطار حقيقية، وأمام مواجهات مباشرة، تكاد تشل تفوقه التقني، وتجهيزه بثلاثين آلف دولار من المعدات لحمايته. هذه الحالة تفسر لنا قائمة المظاهر الصدمية النفسية، والسلوكيات غير السوية المتبدية لدى الجنود الأميركيين في ا لعراق، والتي من أهمها- حسب تحليل الدكتور النابلسي....

           الجمهور العربي و الصدمة النفسية التالية للانفجارات / الدكتور محمد أحمد النابلسي

          -    مقاربة عربية في مفهوم الطبيعة البشرية / الدكتور محمود الذوادي

أولا: مكانة الرموزالثقافية في الطبيعة البشرية.

تسمح لنا بحوثنا وكتاباتنا بأن نعتبر الرصيد الضخم للرموز الثقافية عند الإنسان أبرز مايميز الطبيعة البشرية عن غيرها من طبائع الكائنات الحية الأخرى. وتتمثل الرموز الثقافية عندنا في العناصر(المنظومة) التالية: اللغة والفكر والعقيدة والمعرفة/ العلم والأساطير والقوانين والقيم والأعراف الثقافية... إن هذه المنظومة الثقافية هي المميز الحاسم للجنس البشري عن غيره من الأجناس الأخرى. وبهذه الرموز الثقافية تأهل حقا الجنس البشري وحده للسيادة والخلافة في هذا الكون من ناحية، وآلات الذكاء الاصطناعي، من ناحية أخرى. لقد اختلف الباحثون والمختصون في العلوم السلوكية والاجتماعية حول ماهية مفهوم الطبيعة البشرية (الراوي، 1998). فمنهم من تنكرلوجود أي شيء في الإنسان يمكن وصفه بالطبيعة البشرية: أي تلك السمات الثابتة التي تتميزبها هوية الجنس البشري. ويأتي في طليعة هؤلاء علماء النفس السلوكيون، وعلماء الاجتماع، الذين يولون أهمية كبرى إلى دور المؤثرات الخارجية  External stimuliعلى تشكيل وتوجيه سلوكات البشر. فعلم النفس السلوكي Behaviorism وعلم الاجتماع الماركسي نمطان كلاسيكيان لتمثيل تلك الرؤية. ففي نظرهما ينبغي دراسة سلوك الفرد من الخارج، وليس من الداخل، أي تهميش إن لم يكن التخلص كليا من تأثيرات ما يسمى بالطبيعة البشرية (العوامل الداخلية الفطرية) في محاولة فهم وتفسير سلوكات بني البشر. وهذا يعني، عندهم، أن الإنسان عند ميلاده هو عبارة عن ورقة بيضاء Blank sheet، كما قال جون لوكJohn Locke ، خاوية لا شيء فيها. وأن كل شيء يكتب فيها من الخارج: من البيئة والمحيط اللذين تولد فيهما. ومن ثم فليس هناك، من منظور هذه الرؤية، ما يمكن أن نسميه بالطبيعة البشرية، أي تلك الصفات والاستعدادات الفطرية التي نجدها عند الإنسان قبل ولادته، وبعدها، والتي يستمر تأثيرها عليه بغض النظر عن طبيعة المجتمع، وعن الثقافة التي ينشأ فيهما.

الرجوع إلى الفهرس

 

§          الندوات والمؤتمرات

          المؤتمر العالمي الثالث عشر للطب النفسي: القاهرة ـ مصر 10-15 أيلول/ سبتمبر 2005.

         - المؤتمر 28 للإتحاد العالمي للصحة النفسية ' الرعاية المتكافئة و الصحة النفسية ': القاهرة ـ مصر 8-4 أيلول/ سبتمبر 2005.

         - المؤتمر 2 للجمعية النفسية السودانية: جامعة الخرطوم، السودان 1-4 أغسطس 2005.

         المؤتمرالثاني الفرنسي الجزائري للطب النفسي: الجزائر 12-13 أيار/ ماي 2005.

         - المؤتمر الدولي الأول لقسم علم النفس: جامعة طنطا ـ مصر 26-28 نيسان/ إبريل 2005.

         - الملتقى الفرنكفوني الرابع للأطباء النفسانيين الجزائر 19-26 آذار/ مارس 2005.

         - المؤتمر العلمي الرابع لاظطرابات القلق تونس، الحمامات 9-13 آذار/ مارس 2005.

         - الملتقى الدولي الخامس لوحدة الأبحاث النفسمرضية تونس 4-5 شباط/ فيفري 2005.

         - المؤتمر المصري 21 لعلم النفس ( المؤتمر العربي 13 لعلم النفس ) مصر 31 كانون الثاني/ يناير إلى 2 شباط/ فبراير 2005.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مكتبة العدد

             العنوان :  " المجلة العربية للطب النفسي "

             المؤلف :  جماعة من الباحثين.

       الناشر :  اتحاد الأطباء النفسيين العرب.

             العنوان :  " مجلة الطفولة العربية "

             المؤلف :  جماعة من الباحثين.

       الناشر :  المجلس الكويتي للطفولة العربية.  

             العنوان :  " مقدمة في العلاج الجمعي "

             المؤلف :   يحيى الرخاوي.

       الناشر :   الشبكة العربية للعلوم النفسية.    

            العنوان :  " تقنيات الفحص النفسي "

            المؤلف :   محمد أحمد النابلسي.

      الناشر :   مركز الدراسات النفسية.    

            العنوان :  " سيغموند فرويد "

            المؤلف :   ليز غوجيرلي.

      الناشر :   واتزبوبليشينغ غروب لندن 2004. 

مؤلفة هذا الكتاب هي الباحثة ليزغوجيرلي، المختصة في تاريخ علم النفس والتحليل النفسي. وفي هذا الكتاب الجديد تقدم المؤلفة لمحة عامة عن حياة سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، ونبذة عن أعماله ومؤلفاته. ومنذ البداية تقول المؤلفة بما معناه: لقد ولد فرويد في مدينة فريبرغ بمورافيا عام 1856، وهي مدينة أسسها التشيكيون في الأصل، و لكنها أصبحت جرمانية في ما بعد، وكانت مسيحية كاثوليكية بنسبة 90%.

وقد ابتدأت بدخول العصر الصناعي في ذلك الوقت، وبالتالي دخول الحداثة. وفيها امضى فرويد سنواته الأولى، وقد ظل يذكرها في ما بعد ويعترف بتأثيرها عليه، لأن الطفولة الأولى هي التي تشكل الشخصية. وعلى الرغم من أن فرويد من اصل يهودي إلا أن عائلته كانت تعتبر نفسها ألمانية اللغة والقومية.

ثم انتقلت العائلة إلى فيينا عاصمة النمسا عندما كان عمر الصغيرفرويد أربع سنوات فقط، وهناك عاش معظم عمره، وأكمل كل دراساته الثانوية والجامعية، ولم يغادر فيينا إلا في أواخر حياته، عندما اشتد ضغط النازيين عليه. فهاجر إلى لندن، حيث مات بالسرطان عام 1939 عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية.

ثم تردف المؤلفة قائلة: عندما انتهت دراساته الثانوية تركه والده يختار الاختصاص الذي يريده. ولم يفرض عليه كلية معينة، وقد تردد في البداية بين كلية الحقوق، وكلية الطب، ولكنه حسم أمره باتجاء هذء الأخيرة، على الرغم من أن دراسة الطب كانت أطول وأصعب، ولكن من طبائع فرويد انه كان يحب الصعاب ولا يخشاها.

ولعله كان منذ ذلك الوقت راغبا في دراسة الإنسان، ليس فقط طبيا أو جسديا، وإنما نفسي، ولذلك اختص بأقرب اختصاصات هذا العلم إلى الروح أو النفس: أي طب  الأعصاب والأمراض العقلية. وبعد أن درس علم التشريح ووظائف الأعضاء، وبعد أن كشف بالمجهركل أعضاء الجسم والرأس والدماغ، توصل إلى النتيجة التالية: وهي أن الأمراض العقلية ليست ناتجة عن أمراض جسدية، وإنما لها خصوصيتها، وبالتالي فهناك مناهج أخرى لدراستها غير منهجية الطب العادي، فما هي يا ترى؟

  الرجوع إلى الفهرس

 

§         ملــف العــدد : رؤية سيكوسوماتية لمرض تصلب الشرايين/ ( دراسة نفسية جسدية- سيكوسوماتية) /  د. نادرة عموري

                       العلاقة بين سمات الشخصية والإصابة بتصلب الشرايين القلبية

يعود تخمين تآثير الانفعالات النفسية على القلب إلى العام 1628 عندما كتب ويليام هارفي 'الحزن والفرح والآمل والخوف' كلها عوامل تتسبب بإحداث الاضطرابات التي تؤثرعلى القلب، ومع زيادة الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية في التشخيص والعلاج، ظهر اتجاه جديد في الطب أطلق عليه الطب السيكوسوماتي 'النفس جسدي ' وهو اتجاه يؤكد أثر العوامل النفسية والاجتماعية في جميع العلل الإنسانية، دون أن ينقص من أثر العوامل الجسدية.

 وفي قائمة دليل التشخيص الإحصائي (1994)DSMIV تعرف الاضطرابات السيكوسوماتية بأنها 'مجموعة الاضطرابات التي تتميز بالأعراض الجسدية، والتي تحدثها عوامل انفعالية، وتتضمن جهازا عضويا واحداعلى الأقل تحت تحكم الجهاز العصبي المستقل وهذء الأعراض غيرمقصودة ومفتعلة، وخارجة عن إرادة الشخص، كما أنها متكررة ومتعددة وذات أهمية طبية، وتتسبب بضعف في الحياة الاجتماعية والوظيفية، وفي نواحي الحياة المختلفة الهامة.

إن كافة العوامل التي تلعب دورا هاما في نشأة تصلب شرايين القلب، مثل السمنة، السجائر، ارتفاع الدهنيات في الدم، عدم الحركة...... إلخ، لها علاقة واضحة بالهيكل الاجتماعي، وأسلوب الحياة، وأنماط مميزة في االشخصية، والتعرض لمواقف خاصة، ويتم ذلك من خلال  تكوين الشخصية التى تتميز بالتحدى والإدمان على العمل والرغبة فى السيطرة والكفاح المستمر، وعدم القدرة على الاسترخاء..... إلخ، وكذلك الصراعات بسبب التعرض للاحباطات المختلفة، بالرغم من العمل الجاد المنهك، بحيث يصبح الشخص أكثر عرضه للاصابة بأمراض القلب.

فمنذ الستينات من القرن الماضي ظهرت في مجال العلوم الطبية والنفسية أنماط جديدة للسلوك الشخصي، هما النمط ( أ )، والنمط (ب) Type "Aand "B" Behavior" لدى العالمين فريدمان وروزنماق، حيث اعتقدا أن النمط ( أ ) من السلوك يظهر لدى الأشخاص ذوي الحساسية للتحدي القادم من عوامل البيئة الاجتماعية، ولهذا النمط صفات أساسية ابرزها التتافس الشديد، القابلية للاستثارة، الإحساس بضغط الوقت، النشاط السريع، سرعة الكلام، توتر عضلات الجبهة، الغضب والعداء، وعدم التأني، والشعور بعدم الاستقرار، والقيام بأنشطة متعددة. و وساوس متصلة بالأعداد والأرقام. وهذا النمط يرتبط جوهريأ بمرض الشريان التاجي للقلب، ويعتبر من العوامل المسببة لارتفاع نسبة الوفيات، ويؤكد الباحثون آن النمط ( أ ) يعكس أسلوبأ سلوكيأ أكثر منه استجابة لضغوط الحياة، ويتألف من عناصر فرعية أهمها القلق والطموح، وينشأ هذا النمط من تضخيم داخلي للرغبة في ضبط الشخص لبيئته، وحدوث القلق عند فقدان هذا الضبط. ويرتبط هذا النمط مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية وبحالة الاكتئاب وبعد العصابية، كما وجد أن هناك علاقة بين النمط ( أ ) والعدوان، وأن هذا النمط ينتشر لدى الذكور آكثر من الإناث، ووجد كذلك أن هناك علاقة بين النمط ( أ ) والاجهادالنفسي، وأن عامل الشدة النفسية من المسببات التي تؤدي إلى الاضطرابات السيكوسوماتية، لأن هذا النمط وعامل الشدة النفسية يؤديان إلى ظهور الأعراض القلبية الوعائية، أما النمط الآخر (ب) فإنه يتميز بالاسترخاء والاهتمام بالحياة الخالية من المشاكل، وعدم ظهور الحاجة الوسواسية للإنجازات، والقدرة على الاسترخاء..... إلخ، وهم بذلك قلما يتعرضون إلى اضطرابات أو نوبات قلبية.

وبذلك يمكن القول بأن أمراض القلب النفسية هي أمراض يلعب العامل النفسي دورا زئيسيا في ظهورها، ولوقت قصير مضى كان العلماء يقصرون أمراض القلب على مجموعة من الأعراض المميزة باضطرابات القلب الوظيفية، دون أية إصابة عضوية تلحق بالقلب، إلا أ ن الأبحاث الطبية الحديثة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك دور العامل النفسي في إصابات القلب العضوية.

      الرجوع إلى الفهرس