مجـــــــــلات |
||
|
||
مجلة فصلية تصدرها
الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية العدد
الثالث عشر – ديسمبر
2002 Journal on Arab children (JAC)
|
|
|
|
||
q
فهرس
الموضوعات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
||
§
الأبحاث
والدراسات -
دمج الأطفال
ذوي التخلف العقلي وأثره في أدائهم الحركي / د. عبد الحكيم بن جواد المطر §
كتاب العدد
-
الطفل التوحدي: اتجاهات حديثة / أعد
المراجعة: د. محمد حسن أبو راسين §
المقالات
-
الإنترنت التربوي / د. بدر عمر
العمر -
من
ذكاء الطفل إلى ذكاءات للطفل.. مقاربة سيكولوجية جديدة لتفعيل العملية التعليمية
/ أ.د. أحمد أوزي -
واقع الطفل المغربي وعلاقته
بالمناهج والوسائل التربوية ما قبل المدرسية / د. عبد السلام فزازي -
الموهبة الموسيقية عند الأطفال / أ.
د. عمر هارون الخليفة -
مادة الأطفال والناشئة فيما بعد أحداث
سبتمبر
2001 / د. تغريد القدسي §
أنشطة وأخبار
الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية §
أحدث
إصدارات الكتب المتعلقة بالطفل §
ببليوجرافيا
الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية §
ملخصات الأبحاث
العربية باللغة الإنجليزية |
||
q
ملخصات /
SUMMARY / RESUMES
|
||
§
افتتاحية
العدد بصدور هذا العدد الثالث عشر من مجلة الطفولة العربية،
تستقبل المجلة عامها الرابع بخطى حثيثة نحو تحقيق أهدافها في نشر الثقافة
والمعرفة فيما يخص الطفولة، وتزويد الآباء والمهتمين بخلاصة أفكار الباحثين
ونتائج بحوثهم الميدانية والتي تساعدهم في تنشئة الأطفال تنشئة سوية. ولقد أثبتت الأحداث والتجارب أن الأساليب التربوية
المتبعة في تربية النشء وبث روح التسامح في نفوسهم بعيدا عن العنف والتعصب
والكبت، هي صمام الأمان لتشكيل عقول وأفكار الناشئة للتعايش والتواصل مع الآخرين
بصورة طبيعية، وحتى يشبوا على احترام الرأي الآخر وهذا هو المدخل الحقيقي
لتعليمهم مبادئ الديمقراطية. ويسعد مجلة الطفولة العربية أن تطوّف بقارئها
العزيز في شتى القضايا التي تتعلق بشئون الطفل منذ ولادته ورعايته في مرحلة
الطفولة المبكرة، وقياس ذكائه وطريقة تفكيره وتعليمه، كما تحرص المجلة على نشر العديد
من البحوث الميدانية الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أيمانا بأهمية هذه
الشريحة وضرورة دمجها في المجتمع، وذلك تمشيا مع الفلسفة الحديثة في التربية
الخاصة. وقد جاءت بعض الدراسات في هذا العدد لتلقي الضوء
على جوانب هامة بخصوص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى البحوث
والمقالات الأخرى، فضلا عن أنشطة الجمعية وأحدث الإصدارات المتعلقة بالطفل
وملخصات الأبحاث باللغة الإنجليزية. وتأمل المجلة في تحقيق المزيد من النجاح، وتتطلع إلى مشاركة
أكثر فاعلية من الباحثين والمهتمين بقضايا الطفولة العربية للانطلاق نحو أفاق
أرحب وأوسع، فإذا كانت الطفولة نصف الحاضر فهي كل المستقبل. ويسرنا أن نزف إلى الأساتذة الكرام في جامعة الكويت
وخارجها خبر ضم اسم مجلة الطفولة العربية ضمن قائمة مجلاتها العلمية المعتمدة
لترقية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وهذه إضافة جديدة لمكانة هذه المجلة في الأوساط
العلمية المتخصصة. وفقنا الله لما فيه الخير لرعاية غراسنا لتحقيق غد أفضل لهذه الأمة. §
ثقافة الأمومة في مناهج التعليم الثانوي للبنات في المملكة العربية
السعودية (دراسة تقويمية) / إعداد أ. د. السيد علي
شهدة و د. ضياء الدين محمد مطاوع - كلية التربية- جامعة الملك خالد ملخص : يقع على عاتق الأم دور كبير في تكوين شخصية الأبناء ورعايتهم وتوجيههم
التوجيه الصحيح، ولذلك فإن الأم الواعية بمقومات ثقافة الأمومة تسهم بدور كبير في
استقرار أسرتها، وتحسن تنشئة أبنائها. وهدف الدراسة إلى تعرف مدى وفاء مناهج التعليم
للبنات في المرحلة الثانوية بمتطلبات ثقافة الأمومة، وذلك من خلال الإجابة عن
مجموعة الأسئلة التالية:- 1-
ما المجالات والموضوعات اللازمة لثقافة الأمومة التي
ينبغي أن تتضمنها مناهج التعليم الثانوي للبنات؟ 2-
ما مدى أهمية كل مجال وموضوع من المجالات والموضوعات
المقترحة لثقافة الأمومة؟ 3- ما المجالات والموضوعات ذات الصلة بالعلوم التطبيقية (أحياء،
فيزياء، كيمياء) اللازمة لثقافة الأمومة والتي ينبغي أن تتضمنها مناهج العلوم
التطبيقية في مرحلة التعليم الثانوي للبنات؟ 4-
ما مجالات وموضوعات ثقافة الأمومة التي تناولتها كتب
العلوم التطبيقية بالمرحلة الثانوية للبنات؟ 5-
ما التصور المقترح لتضمين متطلبات ثقافة الأمومة ذات
الصلة بالعلوم بمناهج البنات في المرحلة الثانوية؟ ومرت الدراسة بالمراحل التالية: 1- تحديد أهم الموضوعات التي ينبغي أن تعلم بها الفتاة
والتي تلزمها للقيام بوظيفتها كزوجة وراعية للأسرة وكذلك التي تساعدها في رعاية
أطفالها والعناية بهم والعمل على تنشئتهم التنشئة الإسلامية السليمة. 2- إعداد قائمة بالمجالات والموضوعات الرئيسية اللازمة
لثقافة الأمومة، وعرضها في صورة استبانة على عدد من العلماء والمهتمين بثقافة الأمومة
لتعرف آرائهم في تلك الموضوعات، ومدى شمولها واتساقها مع ثقافة المجتمع المسلم،
وتعديل القائمة في ضوء آرائهم واقتراحاتهم للتوصل إلى صورتها النهائية. 3- إعداد قائمة تفصيلية بالمجالات والموضوعات الرئيسة
والفرعية ذات الصلة بالعلوم اللازمة لثقافة الأمومة، وعرضها على عدد من العلماء
والمهتمين بثقافة الأمومة لتعرف آرائهم حولها، وتعديلها في ضوء آرائهم ومقترحاتهم
للتوصل إلى صورتها النهائية. 4- فحص مناهج العلوم بالمرحلة الثانوية للبنات ومراجعتها
في ضوء متطلبات ثقافة الأمومة ذات الصلة بالعلوم، وذلك لتحديد مدى مراعاتها
لموضوعات ثقافة الأمومة ومستوى معالجة كل موضوع. 5- وضع تصور لتوزيع الموضوعات التي لا تتناولها المناهج
الحالية على مستوى الصفوف الثلاثة. وتوصلت الدراسة إلى إعداد قائمة بالمجالات
والموضوعات الخاصة بمقومات ثقافة الأمومة، وتبين من خلال فحص كتب العلوم
التطبيقية قصور المناهج الحالية عن تزويد الطالبات- ولا سيما طالبات القسم الأدبي-
بمقومات ثقافة الأمومة في مجالات التغذية، والعلوم والتقنية، إلا أنه من السهل
تضمين كثير من الموضوعات المقترحة في الكتب الحالية من خلال دمج بعضها مع
الموضوعات الموجودة بالكتب، أو بإضافة عناصر جديدة، مع ضرورة اختزال بعض
الموضوعات قليلة الأهمية بالنسبة للطالبات في حياتهن العملية. كما يمكن أن تسهم
كتب بعض المناهج الأخرى في تعميق الموضوعات في بعض المجالات العلمية لثقافة
الأمومة خاصة العلوم الدينية والتدبير المنزلي. §
دمج الأطفال
ذوي التخلف العقلي وأثره
في أدائهم الحركي /
د. عبد
الحكيم بن جواد المطر - كلية التربية، جامعة الملك سعود- الرياض ملخص : هدفت هذه الدراسة
إلى تحديد أثر الدمج في دروس التربية البدنية على الأداء الكيفي والكمي للمهارات
الحركية الأساسية لذوي التخلف العقلي القابلين للتعلم ولأقرانهم العاديين
بالمملكة العربية السعودية. تكونت عينة الدراسة من
17 طفلا من ذوي التخلف العقلي القابلين للتعلم
(8-12 سنة) و45 طفلا عاديا (6-9 سنة)، تم توزيعهم إلى ثلاث مجموعات:
(1) مجموعة ضابطة قوامها
8 أطفال من ذوي التخلف العقلي القابلين للتعلم للمشاركة في دروس تربية
بدنية غير مدمجة.
(2) مجموعة ضابطة قوامها
20 طفلا عاديا للمشاركة في دروس تربية بدنية غير مدمجة. (3) تجريبية قوامها
9 أطفال من ذوي التخلف العقلي القابلين للتعلم و25 طفلا عاديا للمشاركة في دروس تربية بدنية مدمجة. شاركت عينة الدراسة في
برنامج مدته
8 أسابيع بواقع
4 دروس أسبوعيا مدة كل منها
30 دقيقة، ويهدف البرنامج إلى تطوير المهارات الحركية الأساسية من خلال
أنشطة كرة القدم وكرة اليد. وتم قياس الأداء الحركي في الأسبوع الذي سبق تطبيق
البرنامج وفي الأسبوع الذي تلي تطبيق البرنامج باستخدام اختبار تطور حركات
العضلات الكبيرة
Test of
Gross Motor Development لقياس الأداء الكيفي
واختبار رمي الكرة الخفيفة والوثب الطويل من الثبات وعدو
20 ياردة لقياس الأداء
الكمي. وأشارت النتائج إلى عدم تفوق أي من البيئتين التعليميتين (المدمجة وغير
المدمجة) في تطور الأداء الحركي الكيفي للأطفال ذوي التخلف العقلي القابلين
للتعلم أو أقرانهم العاديين. وبالتالي مناسبة البيئتين لتطوير الأداء الحركي
الكيفي للأطفال. بالإضافة إلى عدم التأثير السلبي لوجود ذوي التخلف العقلي
القابلين للتعلم على أقرانهم العاديين في تطوير أدائهم الحركي كما وكيفا. §
الطفل
التوحدي : اتجاهات حديثة / المؤلف، د. محمد قاسم عبد الله
-
عرض 4 د. محمد حسن أبو راسين - رئيس قسم
علم النفس- كلية التربية- جامعة الملك خالد ملخص : يشغل موضوع التوحد (أو كما يسمى أحيانا بالذاتوية) حيزا كبيرا من
الجهود العلمية للمتخصصين في الطب وعلم النفس والتربية الخاصة، في عالمنا
المعاصر. وقد زادت البحوث والدراسات الأجنبية حول هذا النوع من الاضطرابات، إلا
أن ما صدر منها بالعربية ما يزال قليلا جدا ولا يرقى إلى المستوى المنشود. ويعد
الكتاب الذي بين أيدينا أحد المؤلفات الهامة والمتميزة، ويسد نقصا واضحا في
المكتبة العربية، ويمثل مرجعا للمتخصصين، وتأتي أهميته من الأسباب التالية: 1-
اعتمد فيه المؤلف منهجا علميا في تأليفه. 2-
استند إلى أحدث المصادر والنتائج العلمية الأجنبية في
هذا الميدان. 3-
بحث التوحد من الوجهات المختلفة: الفسيولوجية،
والبيوكيماوية، والنفسية، والاجتماعية، والتربوية والعلاجية، والفارماكولوجية. 4- أنه جمع بين الدقة العلمية والتركيز مع سلاسة الأسلوب
والتبسيط الذي يتيح لكل شخص أن يستفيد منه في مواجهة الأطفال الذين يعانون من
هذه الإعاقة. 5-
المؤلف باحث متخصص مشهود له في بحوثه النفسية ومؤلفاته
المتميزة في الأمراض النفسية والتربية الخاصة.
يتضمن الكتاب الفصول التالية: 1-
وصف التوحد وتعريفه. 2-
فحص التوحد وتشخيصه (التقييم والتشخيص). 3-
قضايا فيزيولوجية وبيوكيماوية في التوحد. 4-
المظاهر العصبية للتوحد. 5-
العوامل الجينية في التوحد. 6-
النمو الاجتماعي لدى الأطفال التوحديين. 7-
اللغة والتواصل لدى الأطفال التوحديين. 8-
العمليات المعرفية والانفعالات لدى التوحديين. 9-
التوحد في مراحل النمو المختلفة (المهد، الطفولة، سن
المدرسة، المراهقة والرشد). 10- التدخل العلاجي وتقنياته. 11- تحسين النمو اللغوي والتواصل لدى الأطفال التوحديين. 12- التدخل العلاجي السلوكي. 13- العلاج الأسري وبرامج تدريب الوالدين. 14- العلاج النفسي- الدوائي. "يبدو الطفل التوحدي قانعا وراض عن ذاته، لا
يبدي انفعالا واضحا أو توددا حين ملاطفته، ولا ينتبه إلى أي شخص قادم أو خارج
أمامه، ولا تبدو عليه علامات السعادة حين رؤيته أحد والديه أو أقرانه في اللعب"... §
مقالات :
الإنترنت التربوي : مدارس مريضة / ترجمة د. بد ر عمر العمر ملخص : لقد ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من المقالات تتناول
أثر الاختلالات البيئية على التلاميذ ومن ضمنها مقالات تناولت الوضع الصحي
للمدرسة وأثره على التلاميذ. ونحن إذ نستعرض لبعض من هذه المقالات فإننا ننشد
التنبيه إلى هذه المسألة. ينتظم أكثر من عشرين مليون طفل في مدارس تعاني
من مشكلة بيئية واحدة على الأكل. وقد نشرت إحدى التقارير نقلا عن مدراء115000
مدرسة بأن مدارسهم تعاني من مشكلات بيئية، وأشارت وكالة حماية البيئة بأن تلاميذ
هذه المدارس يواجهون أخطار التعرض لأمراض خطيرة مع مرور الوقت، وقدرت الوكالة
بأن ألف شخص يموتون بوقت مبكر نتيجة لتعرضهم لمادة الأسبست في المدرسة. كما تقدر
بأن أربعة ملايين طفل يتعرضون إلى أخطار جسيمة نتيجة لقربهم من مناطق إلقاء
النفايات. في دراسة أجرتها وكالة حماية البيئة على
29 مدرسة تبين أن مدرسة واحدة
من كل خمس مدارس ترتفع فيها مادة الراديون
Radon بمستوى أعلى من
المطلوب وكما هو معروف فإن مادة الرادون سبب رئيسي لسرطان الرئة بين غير المدخنين. توجه وكالة حماية البيئة الانتباه إلى أهمية
دراسات حول تأثير المواد السامة على الأطفال. وبحسب رأى الوكالة بأن هناك زيادة
ملحوظة في نسبة الإصابة بأمراض السرطان وأمراض الرئة بين الأطفال، الأمر الذي
يستدعي نظرة فاحصة ودراسات حول أسباب هذه الأمراض. إن أكثر هذه الزيادة كانت
بالنسبة لمرض الربو، فتشير الوكالة أن نسبة الزيادة وصلت إلى
75% بين عامي
1980/
1994، وقد كانت هذه الزيادة بين كل الشرائح الاجتماعية والعرقية. تشير
"ماري سمث
Mary Smith مدير قسم بيئة الأماكن المغلقة في وكالة حماية البيئة بأن نسبة
الإصابة بمرض الربو قد ارتفعت بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة إلى
160% في الخمسة عشر سنة الماضية، و إلى الآن لم يحدد السبب،
لكن الهواء الداخلي يثير ويسبب الإصابة بالربو. يقرر الكتاب السنوي لوكالة حماية البيئة بأن
أطفال اليوم يتربون في بيئة تختلف عن التي تربى فيها آباؤهم. في العقود الماضية
تم تصنيع
50000 نوعا من المركبات الكيميائية، وقد تم إلقاء الكثير منها في
البيئة مما أدى إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض السرطان بواسطة بعض المواد المسببة
مثل الرادون والأسبست والنفايات الخطرة ويعض أنواع المبيدات، وقد ثبت وجود علاقة
بين أمراض مثل سرطان الدم وأورام المخ وأنواع أخرى من السرطان وهذه المبيدات. وبناء على هذه المشكلة تقدم السناتور"روبرت
تورسيللي "
R. Torricelli" و باتي ومري "
P. Murry بمشروع قانون لحماية بيئة
المدرسة الذي ينص على إحكام استخدام المبيدات في المدارس وضرورة إطلاع أولياء الأمور
مسبقا بذلك. وبالرغم من وجود قوانين منظمة في ثلاثين ولاية إلا أن تلك القوانين
قابلة للاختراق لذلك وجب الحصول على قانون فيدرالي... §
من ذكاء الطفل إلى ذكاءات للطفل : مقاربة سيكولوجية جديدة لتفعيل العملية
التعليمية
/ أ.د. أحمد اوزي - قسم علم النفس/ كليه
التربية- جامعة البحرين تمهيد : لقد تميزت المنظومة التربوية في العقود الأخيرة من القرن العشرين، في
العديد من دول العالم، بالرهان على التربية المتسمة بالجودة : حيث ركز الاهتمام
على تنميه إمكانات المتعلمين وقدراتهم الذهنية على أفضل وجه ممكن، بعد أن تأكد
ما للثروة البشرية من أهمية في تطوير المجتمع وتقدمه؟ على اعتبار أنها أهم مورد
تنموي على الإطلاق. إن هذا الاهتمام الكبير بالعقل البشري وإمكاناته
وأساليب نموه وتطويره، يبرز لنا بدون شك، ملامح المنظومة التربوية المميزة
لمستهل الألفية الثالثة : فهي منظومة تراهن على تفتيح عقول المتعلمين ورعايتها،
لتكون في مستوى تطلعات مجتمعاتها، وتلعب دورا فعالا في مجتمع ما بعد الصناعة،
ذلك يتطلب من الفرد أسلوبا عاليا من التكيف المعرفي. وسعيا لتحقيق ذلك، اتجهت الجهود نحو التخطيط،
لتطوير المناهج الدراسية وبنائها على أسس نتائج المعطيات العلمية للدراسات
السيكولوجية المعاصرة، وبخاصة في ميدان علم النفس المعرفي. وقد واكب البحث
في تطوير المناهج الدراسية، تحليل
ودراسة آليات التعلم، حيث اشتهرت نظريتان سيكولوجيتان اهتمتا بتفسير أسباب
الاختلاف بين الطلاب في طرق التعلم وهما: نظرية أسلوب التعلم
Learning-style theory ونظرية الذكاءات المتعددة
Multiple intelligences theory لمالا وإذا كانت النظرية الأولى
ترتبط جذورها بمجال التحليل النفسي، فان النظرية الثانية تعد نتاج البحث في علوم
الذهن. Cognitive science وقد بذلت نظرية الذكاءات
المتعددة جهدا كبيرا لإعادة النظر في قياس الذكاء الذي تجسده نظرية المعامل
العقلي QI كما اهتمت بمحاولة فهم الكيفية التي تتشكل بها الإمكانات الذهنية للإنسان
والطرق التي تهتم بها سيرورات التعلم. في حين ركزت نظرية "أسلوب التعلم" على
دراسة مضامين التعلم ذاته (1977
Harvey Silver, Richard Strong and Matthew Perini). والواقع أن نظرية الذكاءات المتعددة أحدثت منذ
ظهورها ثورة في مجال الممارسة التربوية والتعليمية، فهي غيرت نظرة المدرسين عن
طلابهم وأضحت الأساليب الملائمة للتعامل معهم وفق قدراتهم الذهنية. كما شكلت هذه
النظرية تحديا مكشوفا للمفهوم التقليدي للذكاء، ذلك المفهوم الذي لم يكن يعترف
سوى بشكل واحد من أشكال الذكاء الذي يطل ثابتا لدى الفرد في مختلف مراحل حياته. فلقد رحبت نظرية
الذكاءات بالاختلاف بين الناس في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها مما من شأنه إغناء
المجتمع وتنويع ثقافته وحضارته،
Kathy
checkley(1997)
عن طريق إفساح المجال لكل صنف منها بالظهور والتبلور في إنتاج يفيد تطور المجتمع
وتقدمه. لقد كانت الممارسة التربوية والتعليمية قبل ظهور
هذه النظرية تستخدم أسلوبا واحدا في التعليم، لاعتقادها بوجود صنف واحد من
الذكاء لدى كل المتعلمين، الشيء الذي يفوت على أغلبهم فرص التعلم الفعال، وفق
طريقتهم وأسلوبهم الخاص في التعلم إن تعدد الذكاءات واختلافها لدى المتعلمين
يقتضي اتباع مداخل تعليمية- تعلمية متنوعة، لتحقيق التواصل مع كل المتعلمين
المتواجدين في الفصل الدراسي. كما أن النظام التربوي والتعليمي إلى وقت قريب كان
يهمل العديد من القدرات والإمكانات للمتعلمين. إن مقياس المعامل العقلي لا يأخذ بعين الاعتبار سوى
بعض قدرات المتعلم كالقدرة اللغوية والمنطقية والرياضية في حين يهمل قدرات أخرى
عديدة، على الرغم من قيمتها في المجتمع. إن النظام التربوي سيحقق الكثير لو اهتم
بالقدرات الذهنية التي لا تأخذها مقاييس المعامل العقلي في الاعتبار، وهذا ما
اهتمت به نظرية الذكاءات المتعددة التي نحاول من خلال هذا العرض التطرق لأهم
جوانبها، مركزين بوجه خاص على عوامل الجدة والأصالة في تعاملها مع المتعلمين،
وفهم طبيعتهم وأساليب تعلمهم المختلفة وكذلك دورها في تحسين المردودية
التعليمية/ التعلمية. §
واقع
الطفل المغربي وعلاقته بالمناهج والوسائل التربوية ما قبل
المدرسية / د. عبد السلام فزاري- كلية الآداب
والعلوم الإنسانية- أكادير- المغرب مدخل : تكتسي المناهج التربوية أهمية كبيرة، باعتبارها المادة الخام التي
يتزود منها الطفل برصيده المعرفي، لما لها من تأثير كبير في بنية الطفل
السيكولوجية والمعرفية، فيما تحمله من مواضيع وأهداف عامة، تتعلق بأبعاد
اجتماعية، وأخلاقية ودينية وترفيهية ومعرفية.. إن أهمية تحديد المناهج ودراسة
مدى ملاءمتها لأوضاع الطفل المغربي وعلاقتها مع البيئة الاجتماعية التي ينتمي
إليها، تكتسي أهمية قصوى في إنتاج مناهج تلبي رغبة الطفل من جهة، وطبيعة المؤسسة
الابتدائية التي ينتقل إليها من جهة أخرى. إن اختلاف المناهج التعليمية ليس
مرتبطا باختلاف الأقضية المؤسساتية والتسميات، و إنما راجع إلى اختلاف المنطلقات
والأسس التي ترتكز عليها المناهج، وذلك من حيث فهم وتصور طبيعة الطفل، وإدراك
العلاقة التي يجب أن تكون بين الطفل وبين الوسط الاجتماعي الأسروي، كبنية كبرى تحتوي مجموعة من القيم التربوية التي
يحتاجها لخلق ذاته و انخراطه داخل هذه البنية. إن اختلاف المناهج و الآليات التربوية من مؤسسة
إلى أخرى، و اعتمادها على أساليب تربوية عقيمة و تقليدية وعدم الانسجام في
مرافقها وبنياتها وتأطيرها يخلق نوعا من عدم التكافؤ بين رواد هذه المؤسسات،
وبالتالي اتساع الهوة بين الطفل وطبيعة المرحلة الابتدائية التي يتأهلون بشكل
جماعي لارتيادها. إن التفكير في وضع إطار نظري، لصياغة مناهج
مشتركة تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الاجتماعية واللغوية لكل جهة، مع مراعاة
طبيعة الطفل وقوانين نموه النفسي، واختيار طرائف تقوم على الإرشاد، والمساعدة
والتوجيه، لمن شأنه أن يساهم في تطوير بنية التعليم الأولى، في آلياته وأهدافه
التي يجب أن تتقاطع مع حاجيات الطفل وميولاته السيكولوجية والمعرفية. §
الموهبة
الموسيقية عند الأطفال / أ. د. عمر هارون الخليفة - باحث من السودان مقدمة : هناك حساسية للأطفال نحو الموسيقى بصورة عامة فضلا عن ذلك هناك فروق
كبيرة بين الأكراد في عملية التذوق الموسيقي. ربما يستطيع طفل الغناء بصورة
صحيحة في عمر سنتين ولا يستطيع الراشد أن يكتسب هذه المقدرة. هناك ثلاثة مصادر للتعرف
على الموهبة الموسيقية بالنسبة للأطفال. أولا: الأطفال الذين تم التعرف عليهم
كموهوبين موسيقيا بواسطة الآباء أو المعلمين. ثانيا: المعلومات البيوغرافية
المتعلقة بظهور الموهبة الموسيقية بالنسبة للمؤلفين الموسيقيين. ثالثا: الأطفال
الذين تم تصنيفهم كحكماء بلهاء في الموسيقى، كما في حالات التوحد، والذين أظهروا
قدرة موسيقية عالية. ويلاحظ بأن كل عينة الأطفال الموهوبين موسيقيا التي تمت
دراستها كانت من الغرب وارتبطت موهبتهم بالموسيقى الكلاسيكية. إن المسألة
الجوهرية في القدرة الموسيقية للأطفال هي الحساسية لبنيات الموسيقى، والنغمية،
والسلم، والانسجام، والإيقاع. وتسمح هذه الحساسية الموسيقية عند الأطفال على
تذكر الموسيقى وأدائها بسهولة من خلال أنشودة أو آلة أو اختراع الألحان. تظهر علامات
القدرة الموسيقية لكل الأطفال في مرحلة مبكرة عادة خلال مرحلة الروضة وربما تظهر
الموهبة الموسيقية في عمر مبكر حوالي سنتين وغالبا قبل ست سنوات. وربما تظهر هذه
الموهبة قبل ظهور بقية المواهب الأخرى. تم اكتشاف قدرات
47 موسيقارا في عمر أربع
ونصف سنوات. وأظهرت بعض الأبحاث بأن
70% من عازفي الكمان العظام، كما بالنسبة لموتسارت، ظهرت قدراتهم في عمر أربع سنوات. ولكن ظهور الموهبة في عمر مبكر ليس
بالضرورة أن يكون مؤشرا للموهبة الموسيقية. فمثلا، لم يتم اكتشاف عازفي البيانو
كما هو مبين موسيقيا عندما كانوا أطفالا صغارا. يعتبر الاهتمام المبكر بالأصوات الموسيقية مؤشرا
على موهبة الطفل الموسيقية. مثلا، كانت أذن موتسارت حساسة جدا لدرجة المرض وذلك
عندما يسمع صوتا عاليا. وغالبا ما يستجيب الأطفال الموهوبين بصورة أقوى للموسيقى
مقارنة مع سائر الأطفال العاديين فضلا عن ذلك يظهرون اهتماما كبيرا بالمعلومات
السماعية. كما لهؤلاء الأطفال الموهوبين حس غير عادي خاصة للنغمات الموسيقية،
فمثلا يقال بأن الطفلين روبنستين ومنيوهن كانا يكسرا ألعاب الكمان لان نغماتها
فقيرة. §
مادة الأطفال
والناشئة فيما بعد
أحداث سبتمبر
2001 / د. تغريد القدسي - رئيسة قسم علوم المكتبات
والمعلومات كلية العلوم الاجتماعية/ جامعة الكويت ملخص : إن إيماني بأن مادة الطفل لا يمكن عزلها عن الواقع الاجتماعي،
والاقتصادي والسياسي المحيط يحتم علينا ومنذ أحداث سبتمبر
2001 أن نعيد النظر في أولويات طرحنا ومكوناته مع أطفال وناشئة هذا الوطن. لقد تفاقمت في نفوسنا ككبار مشاعر
عديدة متنازعة لها علاقة بنظرتنا للعالم من حولنا، لهويتنا ولقدرتنا على رسم
دورنا في ظل العولمة. ومن هنا ارتأيت أن أنحي منحى آخر في هذا العرض، أبتغي منه أن
نحاول تلمس رؤيا أوضح للمستقبل وتزويد أطفالنا بها، ومن هنا فإني أرى أن العبء علينا
مضاعف كما لم يكن من قبل. وهكذا فإنه في عرضي للطفل وتجربة الكتاب والرسم،
سأعرض لمادة الطفل بشكل عام دون أن تكون محددة بتجربة الكتاب، فبينما نعاني من
عزوف أطفال اليوم عن القراءة، نراهم مولعين بوسائط عديدة متنوعة الكتاب واحد
منها، ومن هنا فإن تحدي التعامل مع هذه المادة يتطلب تقييمها شكلا ومضمونا كما
في الكتب ولكنه يضيف إليها أهمية التعامل مع الجانب الفني والتقني والتفاعلي عند
الحديث عن الفيديو، برمجيات الكمبيوتر والمواقع العديدة التي تظهر يوما بعد يوم
على الإنترنت، ناهيكم عن عرض و إخراج المادة ومصداقيتها وخاصة عند الحديث عن عالم
الإنترنت وبرمجيات الكمبيوتر المختلفة. ومن هنا، أركز في هذا العرض على بعض الاحتياجات
التي أرى أن لا مفر من التركيز عليها بشكل خاص في أي مادة تتوجه لأطفال وناشئة
اليوم وأربطها بما يدور حولنا في هذا الظرف التاريخي الحرج، أي أنني لا أقصر
احتياجات الأطفال بها و إنما اخترت أن أركز عليها نتيجة ما أعتبره وضعا
استثنائيا يكاد يكون حالة طوارئ قصوى تفرض علينا أن نتعامل معها قبل أن نضيع في
طاحونة هذا الزمان وصراعاته. |
||