مجـــــــــلات 

 

الإنســان و التطــور

تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي

السنة السادسة العدد الرابع والعشرون أكتوبر – نوفمبر – ديسمبر 1985

www.mokattampsych.com

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         الافتتاحية

§         المخ والسلوك في الصحة والمرض (بداية الحوار)

§         التائه ضحية الحدود / محمد فتحي عبد الفتاح

§         مرتجلة القتل والانتحار /  السيد زرد

§         مثل وموال / اختراق الحدود الأخلاقية : بما يستأهل

§         حذار ... لا تصدقوا هذه القصيدة / أحمد زرزور

§         مشط كبريت / رولد روح

§         واعتصموا بدمي.. ولا تفرقوا / وليد منير

§         الكل الزحف التماوج / فؤاد سلامة

§         قصيدة الأشجار / عباس الصهبي

§         بيان رباعي / أحمد زغلول الشيطي

§         الناس والطريق / الفصل الخامس : الغول...والعنقاء /يحي الرخاوي

§         الغيوم الغائرة / فاطمة مدكور

§         الغربة / كوثر مصطفى

§         قراءة عابرة في قصيدة الغربة (1) / أحمد زرزور

§         قراءة عابرة في قصيدة الغربة (2) / محمد يحيى

§         المسموحات والممنوعات في مسألة عروض الشعر / رضا عطية و أحمد زرزور

§         الحاجة إلى الإبداع : شروط اللعبة ومخاطرها

§         تجاوز الحواجز " العقيدة السرمدية" / عبد الوهاب أ.س.

§         سوسيوبيولوجيا شرقية / صلاح الدين محسن أحمد

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         الافتتاحية

مدخل : الموجة تشتد ، الموجة تنحسر، الموجة تعود ، الموجة تهدأ،

ولكن المسألة أن المياه غير صالحة للشرب أصلا : مالحة، أو آسنة، أو ملوثة ، أو مسمومة، فنحن نعيش هذه الأيام في ما يشبه " النهضة للمواجهة" ، وما بعد "باليقظة للتحدي" فقد كنا ندرك بوعي حذر أننا سرقنا  في ما لم ندركه ، وأنهم استعملونا لما لا نعرف كنهه ،وأن ما يسمى – خطأ – بالحضارة الغربية فيها ما يستدعي : الوقفة والتأني والتأمل والانتقاد والمراجعة والرفض والحساب والتجاوز .. ولكن كيف ? فتحركت المياه، وتتابعت الموجات ، ولكن...

بدأت مهارب الاستسهال ، ومحاربة الإبداع، ومحاولات التوفيق أو التلفيق، فجرى ويجري حوار طالما حلمنا بمثله، من حيث المبدأ، حول ما أسموه تطبيق الشريعة الإسلامية "فورا" ، قيل : بل فورا جدا، ، وزيد عليه : حتما...، وبحسن نية أو فرط غفلة اختزل الموقف الإسلامي- وهو الممثل التطوري الأعلى لنضج الحضارة الإيمانية – اختزل إلى مسألتين ، محددتين : لباس المرأة  ، وتطبيق الحدود، وكأن الله سبحانه حين أوحى إلى من سعى إليه فانتقاه ببعض معالم فطرة البشر، وبالسبيل الأوثق لتنميتها  وصلا بما قبلها إلى ما بعدها (وهذا هو الإيمان : ممثلا في صورته السلوكية : الدين) فقد فعل ذلك – سبحانه- من خلال هاتين القضيتين : حجاب المرأة وتطبيق الحدود.

·         وكأن مسألة "لا إله إلا الله" قد حسمت فأصبحت سلوكا يوميا يظهر في البحث العلمي كما يظهر في علاقتنا بالولايات المتحدة  والاتحاد السوفييتي وإسرائيل والملكة العربية السعودية.

·         وكأن مسالة امتداد الإنسان في الله، ومد الله للإنسان بما هو ، قد تهيأ لها الفرصة تلو الفرصة في شكل التربية والعلاقة الأسرية والتعامل الاجتماعي والمعرفة الفكرية بما يؤكدها ويساعدها.

·         وكأن قضية التوازن الخلقي بالانتماء إلى الوجود المشترك العظم، بالإيمان بالغيب المبدع، قبل العلم المغرور، قد اتضحت من خلال إبداعاتنا  المتحدية  للقشور المادية المغتربة والمستوردة.

·         وكأن الناس قد علموا أن " ما أنزل الله "مما أمرنا بأن نحكم به ليس هو فقط نص الكلمات أولا وأخيرا، وإنما هو قبل ذلك حقيقة الفطرة التي تشوهت بغرور العلماء المجتث الجذور،واستسهال المتدينين الشكليين باللجوء إلى الضمانات السريعة، والتجارة –الدينية- المحسوبة،...

 

§         المخ والسلوك في الصحة والمرض (بداية الحوار)

غامرنا في العدد الماضي (يوليو 1985 المجلد السادس / العدد الثالث) بنشر ترجمة كاملة لمقال (فرضي) لعالم مفكر (فاينبرج) يحاول أن ينظر إلى السلوك (المرضى خاصة في حلة الفصام) من خلال ما يطرأ على فشل محدد في خطوة هامة في تنظيم المخ هي "عمليات الاختزال والعزل والتشذيب لغابة المشتبكات العصبية التي تتم قبيل المراهقة بنسبة هائلة العدد شاسعة التداخل"..

وقد قلنا في نهاية التقديم لهذه الترجمة أن المسألة .. هي إثارة فكرة، وليست إبلاغ خبر – ووعدنا "أن نواصل الحوار كل عدة أعداد حول موضوع واحد" – وطلبنا رأي القارئ غير المختص ، كما أرسلنا إلى بعض الزملاء من المختصين وغيرهم طلبا محددا لرأيهم الخاص أو المدعم بما يرون من مراجع  أو هوامش... 

 

§         التائه ضحية الحدود / محمد فتحي عبد الفتاح

البداية : وسط طوفان من الكوميديا المبتذلة فكرا،والمبتذلة فنا، وبحجة جاهزة هي ما يريده "الزبون" ، ودغدغة حواس "الزبون" ، والترفيه عن " الزبون" ، بصرف النظر عما إذا من المعقول أصلا النظر إلى للمتفرج بصفته زبونا، وعما إذا كان يجري إضحاكه على نفسه أو من نفسه أو..

وسط طوفان كوميدي من هذا النوع يخرج إلينا بين وقت وآخر عمل راق، على مستويات الفن والفكر... جميعا. يشير إلى أن الفن مازال في دائرة الممكنات، كما يعيد الثقة في الجمهور المظلوم ظلما مضاعفا.. مرة ممن يفترض أنهم يعبرون عنه وأخرى ممن يفترض أنهم يشدونه إلى آفاق أرقى ، وثالثة...ولعل الأهم من ذلك كله أن مثل هذا العمل يعيد الثقة في النفس والمستقبل لكل من تؤرقه " نفسه" ، كما يؤرقه حلم المستقبل..

وفيلم "الحدود" السوري يعد في طليعة ما شاهدنا مؤخرا من جيد الأفلام ، بإجماع الجمهور والنقاد ، وهو يقدم لنا في تجسيد صوري مذهل من حيث بساطته، وفي سرد درامي هو السهل الممتنع فعلا ، ومن خلال كاريكاتير فكري راق، يترك المرء على شفى الضحك والبكاء في كل لحظة ... يقدم لنا الفيلم الحدود المرهقة التي تساهم في تقييد مواطننا وشل إرادته بدرجة تجعله ضحية لها بالفعل...

 

§         مرتجلة القتل والانتحار /  السيد زرد

البداية : تتقطع أنفاسي وأنا أصعد درجات السلم الحلزوني الحديدية، والتي لم أستطع –يوما- أن أحصيها رغم رغبتي في ذلك،فقد كان مجرد بدئي في ارتقائها كفيلا يجعل ضربات قلبي تصم أذني ولا يثبت ذهني عند أية فكرة.

مدينة معلقة بين السماء والأرض..مائة حجرة صغيرة منتثرة فوق السطح، سكانها جميعا سمر الوجوه.. ليس قربهم من عين الشمس المحدقة هو المسئول عن تلك السمرة، بل أصلهم الجنوبي الذي تشي به لهجتهم الودود.

هو.. واحد من سكان مدينة السماء ..أسمر نحيل وسط جمع من السمر النحلاء.. يأكل مما يطعمون، ويكتسي بالهول وجهه إذ يرقب من الأعلى حياة الناس، ويضحك حتى تدمع عيناه وهو يقص نبأ أقربائه الذين وفدوا من الجنوب فتوزعوا فوق أسطح بنايات المدينة وسكنوا "البدرومات".

ها.. أخيرا وصلت، وها هو يلقاني بجذوة مرحه وترحابه المتأججة دوما .. فشلت طوال سنوات معرفتي به في ضبطه – يوما- متلبسا بالحزن...

 

§         مثل وموال / اختراق الحدود الأخلاقية : بما يستأهل

البداية : جاءنا من الزميل المثابر د. أحمد حربي ما يلي : "إن سرقت اسرق جمل وان عشقت اعشق قمر"

المثل يضرب ما هو أخلاق، ويوضح معرفته بدخائل النفس وطبيعتها، والسرقة من الكبائر ، وعطف العشق عليها يوضح  أن المقصود بالعشق هنا أيضا : العلاقة الكاملة ، والقائل عالي الهمة، واضح الطريق ، فإذا كان لا بد من خروج، فليكن على قدر أولي العزم، فهنا قدر كبير من الواقعية بل والنفعية".

انتهى كلام وتعليق د. أحمد حربي

ولنا وقفة

فأما أن المثل يعرف طبيعة النفس

فنعم.

وأما أن القائل عالي الهمة، فشك كبير في ذلك

وأما أنه واضح الطريق، فهو كذلك

وأما أن هنا قدرا كبيرا من الواقعية، فلا بد من إعادة تعريف للواقعية نفصله بعد قليل

وأما أن ثمة قدرا كبيرا من النفعية ن فنعم

والمثل يضرب ما هو أخلاق

ولكن أي أخلاق أصلا ? ومازالت مشكلة الأخلاق لم تحل حلا يرضي الجميع، أو حتى تتفق عليه الغالبية،

·         فثمة أخلاق العبيد..حيث تعلو القيمة الخلقية بقدر الطاعة والإذعان.

·         وثمة أخلاق التجار حيث يحسب رصيد الخلاق ضمن حسابات الأرباح وميزانيات العلم، أو ميزانيات العمر، حتى في الآخرة.

·         وثمة أخلاق الكتبة : حيث الأخلاق ألفاظ شيقة مرصوصة، ومثاليات حالمة مكتوبة (لم تختبر).

·         وثمة أخلاق الخطباء والساسة : حيث الأخلاق صفقات معلنة، ووعود مشروطة، ورشاو محسوبة، و" على ما ينقطع الجريد يفعل الله ما يريد".

·         وثمة أخلاق الجبن والسلامة : وأنه بقدر ما "لا تفعل تسلم"...الخ

فأي أخلاق يا صديقنا د. حربي يضربها هذا المثل ?

 

§         حذار ... لا تصدقوا هذه القصيدة / أحمد زرزور

§         مشط كبريت / رولد روح

البداية : ترك مدينته إلى العاصمة مبتعدا عن منزله الذي نشأ فيه وتربى وخلى وراءه أصدقاء الطفولة والشباب ليحقق حلمه هكذا يقال في الرحلة الأولى وهكذا فعل وكانت أول هجرة.

صار قطرة في بحر المدينة الزاخرة. أقام في شقق مشتركة مع زملاء وأقام بغرف منفردة على أسطح العمارات. مر بالتجربة، ذاق حلوها ومرها وتجاوزها لينتقل إلى نمط جديد.

بدأ ينظم حياته ذات الدخل المتواضع الذي يستطيع به أن يعمل الكثير ، لأنه يعرف جيدا ما هو المطلوب. وفي زحمة الحياة لا ينسى أبدا زيارة والدته حتى يطمئن حنينها إليه وترضى عن ابنها المأمول ، ولا يتخلى عن تقديم بعض ما توفر له من نقود متواضعة...

 

§         واعتصموا بدمي.. ولا تفرقوا / وليد منير

§         الكل الزحف التماوج / فؤاد سلامة

بداية : وقفت وحدي بعد أن مات قانوني الخاص بقلب عامر بالإيمان راض بقضاء الله وقدره.

وقد تقدمت كل الوديان، وجميع السهول، كل الطرقات ، جميع الشوارع والأزقة ، كل الجدران، بمواساتي في فقيدي العزيز فقد تركني وحيدا أقاسي لوعة الفراق والحرمان...

 

§         قصيدة الأشجار / عباس الصهبي

§         بيان رباعي / أحمد زغلول الشيطي

كان الليل، وصعب علينا أن نتراجع ، ضحكنا حتى شعرنا برؤوسنا فارغة ...وقتلناه. ذبحناه بسكين، تدفق الدم حارا بين أصابعنا. قال ورد " ندفنه تحت الشجرة" شربنا خمرا رخيصا، وصلينا الفجر في الحسين، بينما كان ينتظرنا في الشقة مذبوحا وصامتا إلى النهاية. قرأ ورد مقتطفات من رباعيات الخيام .. وصاح فينا " وما أطال النوم عمر معمر" وكان علينا نحن الثلاثة ولا رابع لنا أن نضع نورا تحت الشجرة حسب وصيته، ذلك لأنه كان يعتقد أن روحه ستتجسد في الشجرة  عندما تزهر وأنه بهذه الطريقة سيخلد بشكل من الأشكال، ولأن الصباح صار أزرق، حملنا أكياس البخور وذهبنا إلى نور، كانت رأسه بين يديه كزجاجة خمر فارغة، وعلى شفتيه نفس الابتسامة الماكرة...

 

§         الناس والطريق / الفصل الخامس : الغول...والعنقاء /يحي الرخاوي

مدخل : وتصدر الفكرة الزين من أي فرد من أفراد المجموعة، فنستجيب لها، أو لا نستجيب، ولكننا نتمتع بحرية التفكير، وحرية الحركة ، ما دامت الخطط المسبقة غير محكمة الإلزام ، وتستمر الأغنية تصدح من داخل حافلتنا الصغيرة، تحكي أفكار الصعيدي الذي يحلم بالقفزة إلى المدنية (أو المدينة) ، أو ما ليس "كذلك" أو ما ليس "هنالك" وذلك بأن يزرع : " الخمس قراريط، بيضا وجبنا وسميطا، ويبذرها دقة ، ويرويها بالزيت...الخ" ويعلو صوت الأغنية من داخل العربة – رغم أن ذلك ممنوع أصلا- لكننا نواصل في الممنوع، وكأننا نعلن بذلك وجودنا المتميز وسط " أيها الخواجات" ، فخورين بالنغمة واللغة والروح التي تدفعنا، فنعلن هويتنا دون استئذان، وفي الممنوع، وقد كان الأوتوبيس الصغير قد اعتاد الطريق من "المدينة الجديدة" (فيل نوف Ville Neuve) إلى نيس ، وبالعكس ، وكأنه يتجول في طريق صلاح سالم ، (آسف...، فقد احتج وهمس بي أنه تشبيه سخيف، وأولى بي أن أقول ما بين شاطئ أبو هيف والمنتزه (قبل التلوث)) ، فنحن بحذاء الشاطئ أبدا ، وأرجع بهذه الفكرة  (فكرة أن يحفظ الأوتوبيس الطريق متى ألفه ) إلى أيام كنت أذهب مع أبي إلى الحقل، وأصر على البقاء معه طول النهار، ويصر هو على أن أعود قبله لعمل "الواجب" ، أو "لسبب لا أعرفه"، فأدعي، ثم أؤكد : أني لا أعرف الطريق إلى البيت ، فيضعني على الحمار ويقول لي ألا أحاول أن أوجهه إلى أي اتجاه ، وسوف يوصلني تلقائيا إلى البيت ، وأمتلئ غيظا من هذا الحمار المفسد لخططي نتيجة ثقة والدي به ، أكثر مني ...

 

§         الغيوم الغائرة / فاطمة مدكور

بداية :

أيتها الغيوم الغائرة

جئت مقطبة –مظلمة- يدفعك قيظ وشرر

انقشعي لبعيد – تناثري- تبددي- يلتهمك اللاشيء

يبتلعك الفراغ حتى الذوبان  - الذوبان- الذوبان

ليغرب عني معك ملل مشاعري وفتوري

فلما تجاهلتك

أثقلت روحي، فضاقت أنفاسي.. فأفقت لأبعدك

أفصلك عني.. ألقي بك برفض وغضب.

نعم

تلاصقت بي كجلد فانتفضت لأخلعك

لن تستبعديني في متاهات – نضج عنها وعيي منذ أزمان مضت.

ولن ترشقي أزاهيري اليانعة بندبات قبلاتك اللافحة

ولن تمسي قلبي.. عيون قلبي.. كل قلبي.

فأنا هو...

 

§         الغربة / كوثر مصطفى

أصعب ما في الغربة .. الغربة

موش عارفه الزاي

موش قادرة أعبر..

أو أشرح قصدي

أكبر مني الإحساس

أكبر من شعري ومن لغتي.

صدقني..

الغربة الصبح تصبح على كل الناس إلا حبايبك

الغربة الليل تتمسى بكتم النفس الطالع منك

وبخنق الرغبة

وبقتل الإحساس الصارخ انك

انك مقهور، انك مظلوم.

فيه أيد ممدودة بكرباج بتقطع جسمك .

لازم.. لازم تتحمل..

 

 

§         قراءة عابرة في قصيدة الغربة (1) / أحمد زرزور

مقدمة : لا شك أن أهم ما يفرض نفسه في قصيدة "الغربة" للشاعرة كوثر مصطفى ليس هو " الحضور البراق للفظ أو الرنين الاحتفالي للبراعة الصياغية للجملة الشعرية " وإنما هو ذلك الحضور الحي للعفوية الشعورية التي اكتسبت مصداقيتها ليس من خلال ادعاء "بالتماس" مع أية هموم، وإنما لأن الشاعرة نجحت في أن تضع أمامنا قناعاتها –بفتح القاف- والتي تجسدت في :

أولا : قناعتها بعدم قدرتها على تجسيد تجربتها "الاغترابية" تعبيريا، ذلك أن "إحساسها" الاغترابي هذا أكبر من احتمال القصيدة ومن إمكانية اللغة / وقد اتضح  هذا في المقدمة.. أصعب ما في الغربة ..الغربة../إلى/ مش قادرة أعبر أو أشرح قصدي..

ثانيا : ولم تكن الشاعرة تتلاعب بألفاظها أو تمارس أمامنا – في القصيدة- تواضعا كاذبا بأنها غير قادرة على "التعبير المحيط" شعرا ولغة أمام ضخامة وهول الشعور الدامي بالغربة، فقد أعطاها " بعض ما في القصيدة من خلل عروضي" مصداقية عفويتها تلك...

 

§         قراءة عابرة في قصيدة الغربة (2) / محمد يحيى

مقدمة : نجحت الشاعرة كوثر مصطفى في أن تعرض نفسها ، وبالعامية، بعد الشعر ، وربما استأهل هذا النجاح منا وقفة  نحاول فيها الاقتراب من أبعاده، ومن ثم فقد حاولت، ولست أرى في نفسي من يستأهل أن يفرض محاولته على شعر هو شعر، ولست بالشاعر، ولا بالناقد ن ولا أرى حتى نفسي قارئا كفؤا لمثل هذا – علانية ونشرا- ، ولكن ربما كانت هذه المحاولة المختصرة سعيا بسيطا لأن يشارك قارئ "عادي جدا" في كسر غربة الشاعرة، فقط بمحاولة التعرض بصدق، وإن فشبت المحاولة أو قصرت...

 

§         المسموحات والممنوعات في مسألة عروض الشعر / رضا عطية و أحمد زرزور

رضا عطية : دعني أقول –قبلا- أنني كنت أكتب الشعر، وأعتقد أنني سوف أفعل ذلك دائما، بقدر من الحدس الفني وهو مدرب بقدر ما لي من خبرات ومعارف في هذا المجال حتى الآن، ولم أكن ولا أحب أن أنشغل كثيرا بالأسس النظرية والنقدية لأنها حسبما يقولون مفسدة للإبداع، واتلاف للتلقائية الصادقة والحساسية، وجور على فيض اللحظة.

أحمد زرزور : ها أنت تستدرجني في البداية – إلى المنطقة الأهم في الشعر، حيث تستطيع أن تتنفس بحرية وأن تتحدث بطلاقة، وأن تحب بعمق، وأن تكتشف الكون بروحك المنفلتة من أسر العادة ومتن مافيا القوانين، فلا أحد يختلف معك يا دكتور رضا حول الشعر – الحدس، ولكن المشكلة تكمن أساسا في أننا مدفوعين بحماسنا الطيب- قد نغض الطرف أحيانا عن الوقوف على "الماهية الأساسية" لما نندفع باتجاهه، وإلا فما الذي "يبوصل" اندفاعنا هذا ويحدد مساره...

 

§         الحاجة إلى الإبداع : شروط اللعبة ومخاطرها

1-    العقل فوق الواعي : مصطفى حامد

2-    العقيدة السرمدية : عبد الوهاب أ.س.

3-    سوسيوبيولوجيا شرقية : صلاح الدين محسن أحمد

-1-

العقل فوق الواعي : مصطفى حامد

(تحية للمحاولة وتحفظ على المحتوى)

بداية : مصطفى حامد : لا أعرف لماذا أكتب، ولا أعرف مصير خطابي هذا ، هل سيصلك? هل ستقرؤه ? هل سترد عليه ?

الرخاوي : بل تعرف، وعذرا لتأخرنا عليك، تعرف لأننا أشرنا في العدد السابق أن موضوعك سيكون مجال حوارنا بشكل أو بآخر.

مصطفى : ...هل تعتبرني مدعيا..مغرورا..نصابا ?

الرخاوي : يا سيدي ، عذرا مرة أخرى، ولا بد أن نميز ابتداء هذه الصفات فمن حقك أن تكون مغرورا إن شئت، ومن حقي أن أخالفك، أما حكاية الادعاء فأمر غريب عليك، وعلينا أمام محاولتك ? تدعي ماذا ? تدعي فكرا ? ثم تأتي حكاية النصب هذه، ماذا أخذت مقابل كل هذا العناء لنتهمك بالنصب ? وأنا لا أوافقك منذ البداية على وضع الأمر هكذا : " أما أن ننشر أفكارك كلها، وكأنها الفتح الجديد فعلا، وأما أن تظن بنا، وبنفسك كل هذا الظن "... أبدا، لن يكون.

مصطفى : ....شبهتني أنت بفقاعات تخرج من تحت طبقة الشحم التي تغطي حياتنا الثقافية...

 

§         تجاوز الحواجز " العقيدة السرمدية" / عبد الوهاب أ.س.

مدخل : عبد الوهاب : لقد قرأت في عددكم الأخير رقم عشرين " أنكم مستعدون لنشر كل الأمور المتعلقة بماهية الإنسان.. والخبرات الخاصة ما حوت إضافة إبداعية، ووعدت بإثارة حوار.. لأي عقل بشري مجتهد دون اشتراط مؤهل بذاته أو تاريخ علمي خاص".

الرخاوي : حصل، وهذا موقفنا من أول عدد من المجلة. وليس في العدد العشرين فقط.

عبد الوهاب : كنت أقول لنفسي لو أني أبدعت شيئا فليس أسهل من عرضه.

الرخاوي : يا حسن نيتك، وما أبلغ ألم صديقنا مصطفى في الحوار السابق مباشرة حين يواجه صعوبة النشر رغم مغامرة الإبداع.

عبد الوهاب : ولقد تعبت كثيرا جدا، ولم أتنازل عن مطلبي، حتى أني فضلت الموت على عدم الإبداع.

الرخاوي : هذا أمر أعرفه، كان الله معك، ومعنا ، ومع كل من هو في مأزقك ومأزقنا ، تذكرني بصلاح جاهين " يا عندليب ما تخافش من غنوتك...كتم الغنا هواللي حيموتك ". فماذا حدث ?

 

 

§         سوسيوبيولوجيا  شرقية / صلاح الدين محسن أحمد

الرخاوي : أعلم أنك أرسلت لي كتيبك الجديد "سوسيوبيولوجيا شرقية" دون أن تطلب نشره أو التعليق عليه أو محاورته، لكني أستأذنك في أن أستعير بعضا منه بما يتناسب مع حوار هذا العدد، لأني حريص كل الحرص على الحفاظ على جرعة الإبداع، واستعادة ثقة الإنسان العادي بحقه في التفكير لنفسه، بأقل قدر من الموسوعية، وأكبر قدر من المسئولية، ولعلك صاحبتنا مع الصديق مصطفى حامد ، وكيف أننا اختلفنا من حيث المبدأ وحق نشر فكرة معادة، رغم حماس صاحبها وصدق رؤيته، ثم لعلك لاحظت كيف بدأ موقف الصديق عبد الوهاب أ.س. جادا وعميقا، ثم انتهى إلى أنه نبي مسيح جديد، رغم وجاهة دوافعه ومبرراته ، أما أنت ، فقد رأيت أنك تطورت مع فكرتك المتواضعة ، التي هي أيضا ليست جديدة، وإن كانت تثير قضايا متجددة، ولكن بأسلوب هادئ وتسلسل أستأذنك أن نتعلم منه.

صلاح الدين : إنها ثمة ملاحظات أثارت دهشتي البالغة أثناء ممارستي هوايتي وشغلي بحب متابعة وتأمل سلوك الكائنات المختلفة من طيور وحيوانات وحشرات وكذلك الإنسان، وبصفة خاصة الأطفال حديثي الولادة، وحتى السنوات الأولى من العمر.

الرخاوي : وهذا ما أحببت أن أؤكده لقارئنا ولأصدقاء حوار هذا العدد، أن المسألة  لا بد أن تكون " رحلة  الخارج / الداخل، وبالعكس" .. لا بد... نعم، في كل مجال، "ملاحظات" .. ثم ماذا ?

صلاح الدين : وقد قمت بتسجيل هذه الملاحظات بدفتر مذكراتي لاعتقادي في احتمال اكتشاف أهمية لها ذات يوم...

 

Arabpsynet

Revues   / مجلات /  Journals

شبكـة العلوم النفسية العربية

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, Arabpsynet. (All Rights Reserved)