مجـــــــــلات 

 

الإنســان و التطــور

تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي

السنة الثامنة العدد 31 يوليو – أغسطس – سبتمبر 1987

www.mokattampsych.com

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

q      الباب الأول : افتتاحيات

§         الافتتاحية الأولى : عود على بدء

§         الافتتاحية الثانية : اعتذار و اختراق

§         الافتتاحية الثالثة : متى ..؟ و إلى متى .. ؟

 

q      الباب الثاني : دراسات. قراءات. رؤى

§         قضية المعنى و العلاج النفسي / د. رفعت محفوظ

§         اللقاء بين العلم و الأسطورة / ترجمة د. عصام اللباد

§         حق المرأة العصرية في التقاط الأنفاس / آن مورو لندنبرج د. يسرية أمين
§         مقتطف و موقف : أما الإبداع في كل مكان و إما التبعية
§         مثل و موال و حدوته

 

q      الباب الثالث : قصة. شعر. نقد. كتابة طليقة

§         الحصار في مربع الظل / رضا الكاشف
§         رحلة / يوسف عزب
§         ما حدث / يوسف عزب
§         إنتليجينسيا / أحمد زرزور
§         عن الشعر / عادل عبد الحميد
§         صندوق العقارب / نعيم عطية
§         الحداثة بين حرير الانفراد و شوك المشاركة / أحمد زرزور
§         العروسة / صفية فرجاني

 

q      الباب الرابع : ذهابا و جيئة – رسائل. حوار. تعقيب

§         رسالتان / ناصر حسني [الآنسة ع]

§         حوار – جاد الرب يعود : انتبهوا أيها الفرسان
§         خطابان إلى : صلاح الدين محسن، أحمد زرزور

 

q      الباب الخامس : دليل القارئ الذكي في الطب النفسي

§         حالات و أحوال : صديقان ... و صديقان

§         القدرات البصرية و الجرافيكية عند المتخلف الموهوب

§         قسوة الأطفال على الحيوان، و العدوان – فيما بعد – على الناس

§         العلاقة بين كثافة الشبكة الاجتماعية و إعادة الدخول إلى المستشفيات النفسية بين المرضى الشبان
§         توتر الاكتئاب : أرقام مفزعة [التنبؤ بخط سير مرض الاكتئاب و نتيجته]
§         دراسة وصفية لمحاولة الانتحار في القاهرة

§         فاعلية الدواء. و الخطة العلاجية

§         رياضة بدنية أو علاج تنشيطي تكاملي

 

q      الموسوعة النفسية : حرف الضاد

 

q       .  /  SUMMARY / RESUMES 

 

q     الباب الأول : افتتاحيات

§         الافتتاحية الأولى : عود على بدء

مقدمة : انتهت إجازتي الاختيارية / الإجبارية، قد عدت فرحا بعودتي، فرحا بغيبتي، عدت لأجدني أمام تحد جديد قديم، هو هاتف ملح لم يهدأ أبدا: أنه يكفي هذا، فقد آن الأوان للتوقف النهائي عن الصدور بعد أن بلغ عمر هذه المجلة العنيدة : ثمان سنوات إلا قليلا.

و حين صدر العدد السابق في ميعاده [أبريل 1987 ] و على غلافه تلك الصورة المفزعة التي تصورت أن الصديق داوستاشي قد أبلغنا ن خلالها رأيه فيما وصلنا إليه، حين صدر ذلك العدد مبكرا هكذا، أتيحت لي فرصة حقيقية أن أعيش التوقف عن الصدور إلى أبعد مداه، و حتى تاريخه [اليوم 13 يونيو 1987]، شهران بالتمام و أنا مصر بيني و بين نفسي أنه من الشجاعة و الأمانة أن أعلنها هكذا بسيطة و واضحة "يكفي هذت/ مع الشكر"، شهران بالتمام و أنا لا أجرؤ أن أمسك القلم بعد أن انقطع خيط الأمل، أو كاد ...

 

§         الافتتاحية الثانية : اعتذار و اختراق

مقدمة : بصدور هذا العدد نحاول الاعتذار لكل القراء الذين أحبطناهم دون أن نتنازل عن أي مستوى، ناهيك عن أي موقف

فقد رحنا نقسم العدد على أبواب خمسة حتى نسهل الاختيار على القارئ.

و قد بدأنا بتعدد الافتتاحيات، و نحن ندعو زملاء التحرير و القراء إلى الإسهام في ذلك و لو بصفحة واحدة، لتمثل الافتتاحيات بابا مستقلا.

ثم نقدم في الباب الثاني دراسات و قراءات و رؤى، حتى يبدو أغلب هذا الباب بمثابة "قراءة مكتوبة" وهي الفكرة التي بدأت بما أسميناه مقتطف و موقف، فنقدم في هذا العدد : فصل من كتيب ليفي شتراوس ترجمة [وإيضاح] عصام اللباد، كذلك قراءة د. يسرية أمين في كتاب آن مورو "هدية الإنسان المعاصر" حيث تركز على ضياع المرأة المعاصرة وسط زحمة المؤثرات المشتتة، كذلك نشرف باقتطاف عزت قرني من مقاله الأخير "الإبداع الفلسفي و شروطه" حيث أحيا فينا أملا – في مصر – أن نجرؤ فنعيش فكرنا نحن دون غيرنا، و قبل ذلك يكتب لنا د. رفعت محفوظ عن "المعنى و الحياة" فيقترب من قضايا القيمة "و التناسق" و العلاج النفسي في آن ...

 

 

§         الافتتاحية الثالثة : متى ..؟ و إلى متى .. ؟

مقدمة : ما نعيشه – قسرا- منذ مدة نعيشه هذه الأيام أكثر عسرا، و "بسرعة غامرة، و بلا معالم مطمئنة" :

فثمة تيار ديني إسلامي يغمر [حقيقة]و يتراوح نبضه ما بين "يقين التسكين"، و بين البحث عن هوية، و يظهر خط هادئ رصين، جنبا إلى جنب مع طلقات الرصاص و الحماس الطائشة، و يتراءى في الأفق مشروع حوار، لكنه أشبه "بتقسيمة" بين أفراد كل فريق و بعضهم، و لا نأمل في مباراة حقيقية، فتقسيمة الإسلاميين [ما أغرب الاسم] معلنة محمية الظهر بالشرعية و الأرضية، أما تقسيمة الفريق الآخر [مرة يسمونهم العلميين، أو العالمين، أو الماديين، أو الوطنيين. وهم يخفون الاسم الحقيقي : المارقين الملاحدة] أما تقسيمة الفريق الثالث، فجوهر محتواها سري [ممنوع منعا باتا] و ظاهر حركتها وطني عصري [دون وعي كاف بالتبعية و التقليد] – لكن الحوار الحقيقي مازال بعيدا عن المتناول الحوار بيد الملاحدة الشجعان [بعد إيقاف حد الردة] و بين المؤمنين المبدعين [بعد إيقاف فكر الوصاة] – و لا  أحسب أننا سنصل إلى ما يريده المؤمنون المستقلون الحضاريون خاصة إلا بالمغامرة بخوض هذا المستوى من الحوار دون قيد أو شرط، فمتى؟ و إلى متى؟ ...

 

 

q     الباب الثاني : دراسات. قراءات. رؤى

§         قضية المعنى و العلاج النفسي / د. رفعت محفوظ

ملخص : ما معنى الحياة؟ ما معنى حياتي أنا؟ لماذا أعيش؟ لماذا خلقت في هذه الدنيا؟ من أجل ماذا أعيش؟ إذا كان لابد لي أن أموت، و لا شيء يدوم، إذن ما معنى أي شيء؟ ماذا بعد النجاح و الشهرة و المال و الزواج و الأولاد؟ هل يوجد أي معنى في حياتي لا يتحطم بالموت المحتوم؟

هذه أشكال متعددة لسؤال رئيسي يقبع داخل كل فرد منا : لماذا يجب أن أعيش؟ لماذا أرغب في أي شيء؟ لماذا أفعل أي شيء؟

في بعض الأحيان يذهب الشخص إلى الطبيب النفسي، أو المعالج النفسي بصفة عامة، بغرض أن يسأل هذه الأسئلة فقط و مباشرة عله يجد الإجابة عنها، و في أحيان أخرى تكون الشكوى من فقد الإحساس بأي معنى لحياته ضمن شكاوي أخرى، و بعض المرضى لا يعلنون فقدان الإحساس بمعنى حياتهم إلا إذا سألهم المعالج أسئلة تتعلق بهذا الموضوع، و البعض الآخر لا يشتطون مباشرة، و لا يجيبون بطريقة واضحة عن الأسئلة المتعلقة بمعنى حياتهم، و لكن نوع الاضطراب الذي يعانون منه يشير إلى فقدان المعنى في الحياة.  

 

§         اللقاء بين العلم و الأسطورة / ترجمة د. عصام اللباد

ملخص : بدءا من هذا العدد، سنقدم كتاب ليفي شتراوس "الأسطورة و المعنى"، يترجمه عصام اللباد، و نحن نحاول من خلال هذا المدخل، و بانتقاء هذا الكتاب، أن نقترب "مباشرة" إلى قضية تمثل محورا أساسيا في محاولات هذه المجلة، فنحن بقدر ما نحترم ما هو علم، فإننا نأتنس و نغترف مما هو معرفة ماثلة "بما هي" حتى لو لم تسمى علما، و بعض أشكال هذه المعارف يبدو غامضا أو قديما أو ذاتيا، حتى إذا قيمه بعض الاختزاليين فطردوه من محراب العلم بلا شرعية و لا مبرر، و قد تناولنا من قبل في هذه المجلة المنهج الفينومينولوجي في الدراسات الإنسانية، كما طرقنا باب الأسطورة طرقا هينا، كذلك نقدنا المناهج التجزيئية و الاختزالية الكمية و خاصة في مجالات الطفولة و الجنون، و لكننا نحسب أننا لم نستطع أن نصل – بعد – إلى ما أردنا.

 

 

§         حق المرأة العصرية في التقاط الأنفاس / آن مورو لندنبرج د. يسرية أمين

مقدمة : هو كتاب صدر باللغة الإنجليزية بعنوان "هدية من البحر" للمؤلفة الأمريكية آن مورو لندنبرج و قامت بترجمته إلى اللغة العربية الدكتورة سهير القلماوي في عام 1957 و الكتاب بسيط في محتواه و لكنه عميق في أفكاره من حيث قدرته على التعبير عن المأزق الذي يعيشه الإنسان المعاصر بصورة عامة و تعاني منه المرأة بصورة خاصة.

و يقع الكتاب في ثمانية فصول بالإضافة إلى المقدمة.

ففي أحضان الطبيعة حيث الشاطئ و البحر و الأمواج و السماء، تنسج الكاتبة أفكارها في جو خيالي تتكلم فيه قواقع البحر بلغة أشكالها، فهو مناخ "الانتظار" و "التلقي" بعيدا عن "الجشع" و "التسرع" و "التعجل" و "التلهف" الذي يعيشه إنسان القرن العشرين ... 

 

§         مقتطف و موقف : أما الإبداع في كل مكان و إما التبعية

مقدمة : كان بودنا أن "نقتطف" المقال كله، لنضعه أمام قرائنا الثلاثمائة الذين لا نحسب أنهم قراء فصول، فقد كان بهذه الدراسة من الأمل و التحدي و الوضوح ما يستأهل الوقوف فالحركة فالاستمرار، و هذا هو ما وصلنا "في الوقت المناسب" و نحن نفكر في التوقف.

ثم إننا شعرنا بوحدة هذا "العقل الواعي" بقدر صدقه، فقلنا نقف معه، و نقف منه، لعلنا نكسر وحدته فنؤنسه مثلما آنسنا، فلا شك أن هذا "الوجود المتقشف" هو عملة نادرة هذه الأيام، و لكنها – و الحمد لله كثيرا – موجودة، ثم نقتطف ما نتفق معه، و ما نتحفظ تجاهه، لتكون حركة، و ليكون "وعيا مشاركا" :

المستوى الأول : موافقات

"تحديات" 4 "أما الإبداع في كل ميدان .. و إما التبعية"

مق  "إن حضارة الغرب حضارة مختلفة، و عدوانية، و نحن حضارة وليدة بسبيل التكوين ..."

مو أما أن حضارة الغرب مختلفة، فهي مختلفة [و إن كنت أحسب أو آمل أن يكون الكاتب قد قصد الحضارة المادية الأحدث بصورتيها الغربية- الأمريكية – غرب أوروبا و الشرقية – روسيا – شرق أوربا]

-        و أما أنها عدوانية، فهي كذلك، بكل أنواع العدوان : الظاهر بالاحتلال العسكري و الإعلام الترفيهي و التحذير الاستهلاكي و التكبيل بالديون ... الخ، و العدوان الخفي : باحتكار طرق التفكير، و فرض مناهج البحث، و تحديد مستوى اللذائذ، و الإيهام بقدسية التراث، و الإلهاء بالدين الساكن .. و كل ذلك يخدم عدوانيتها الهادفة إلى "سحق كل ما ليس كذلك"...

 

§         مثل و موال و حدوته

مقدمة : أولا العقد الاجتماعي و الغش الجماعي

حين أعلنت ظاهرة الغش الجماعي، كانت المفاجأة أنها بمجرد أن أعلنت حتى سرت موجة من الدهشة لدى الناس، عامة الناس، و كأنها تقول "صح النوم" أو "طبعا"، أو "بعد إيه؟" ... الخ، و رغم بشاعة الظاهرة بكل مقياس إلا أنها استشرت، و تأكدت، و تكررت، حتى صارت سهلة و طبيعية و ... و "شريفة".

وقد لاحقتني عدة أمثلة شعبية كانت تطرح تفسيرات قويه و متحدية، بدءا من أمثلة سبق أن قرأناها سويا في هذا الباب، فمن غير المعقول أن هؤلاء الذين يمارسون هذا "التعاون الجماعي" [الغش] يكونون في نظر أنفسهم، أو في نظر الحدس الشعبي آثمين أصلا.

و أقتطف هنا – أساسا – ما يتعلق بالمثل العلمي و القول الشائع مما جاء في دراسة لي مطولة حول هذا الموضوع نشرت في مكان آخر و أورد في هذا الباب ما تصورت أنه "العقد الاجتماعي" بين الناس و الحكومة، و بين الناس و الناس، كما قرأته في الوعي الشعبي العام المفسر لهذه الظاهرة ... 

 

q     الباب الثالث : قصة. شعر. نقد. كتابة طليقة

مقدمة : حين نعود نجمع هذه المادة في باب واحد، فإننا نحيي تقليدا قديما بدأت به المجلة في أعدادها الأولى، و قد رأينا أن نرجع إليه بعد المأزق الأخير، إسهاما من جانبنا ألا نفرض على القارئ إما ما يختار، مقتطفين معنى قول ميخائيل نعيمة "كرمي على درب، فيه العنب و فيه الحصرم، فمن يشاء فليلتقط ما يشاء" و لا نعني أننا جمعنا هنا الحصرم أو تركنا هناك العنب، فما هو حصرم لأحدنا قد يكون عنبا لآخر، لكننا أردنا أن نحجم "مساحة" الإغارة المزعومة، متمسكين أبدا أن الأدب بكل أنواعه – بما في ذلك الكتابة الطليقة – هو وسيلة معرفية من أرقى و أرق الوسائل ... 

 

§         الحصار في مربع الظل / رضا الكاشف

مقدمة : هذه ليست أول مرة أحاول – و كل مرة تبوء محاولاتي بالفشل .. لذلك أصبحت لا أحس بوجودي .. لا أشعر أنني مخلوق بشري يتحرك دون خوف .. بلا قيود .. " تستشري السحب السوداء فيتهاوى تحت ضرباتها صفو السماء و لا يبقى من هذا الصفاء إلا نقط ضئيلة متناثرة" .. يحتويني الظلام و يغرقني .. لا يريدون لي الخروج حيث [الهواء] ننعم بنسائمه .. يفك طوق الاختناق .. ليكون ذريعة للحوار .. لكن الهواء صفوه معكر .. و كل الأشياء أراها تتحرك تحركا غير طبيعي .. و تملكني الرعب خوفا من زيادة المرارة .. واهتزت السماء فوقي .. وارتفعت الأصوات .. الجميع يحاول جاهدا جذب النظر إليه .. كل منهم يحمل كتابة .. و الأماكن المغلقة و التي شلها الخرس أصبحت عالية الصوت حتى عنان السماء .. و الملصقات على الحوائط تقول ما لم نره .. حتى عندما نظرت في مرآة أحد الحوانيت عكست وجها غير وجهي الذي ألفته .. و أنا سائر على غير هدى .. يقابلني الجميع في ود حار .. يستوضحوني الأمر و الرأي .. و كيفية النهوض بالأزمة الاقتصادية .. و مشكلة الصحراء .. و العمالة .. و ... 

 

§         رحلة / يوسف عزب

مقدمة : قتلتني أمي، شجعها أبي، شجعتها بدوي، انهرنا جميعا، أخفوا الألم، لم أستطع، قالوا مرض، قلت نعم.

قتلوني جميعا، استمرت اللعبة، مللت، بدأ الألم، اشتد، صرخت، صدى الصوت يخرق أذني، كان حلما ... كابوسا ... استيقظت ... 

 

§         ما حدث / يوسف عزب

مقدمة : في البدء.. كنا طاقة اخترقت، دون مواجهة، كانت فرحة، كنا الدنيا، كان العالم قرار .. مجرد كلمة، وضوح و غموض .. عمى و بصر، انعدم الرقيب فانطلقنا نبني نهدم، لكن نفعل، اشتهينا و تذوقنا، رأيا و لم نخف، كان التمرد لذة، و لو بقى في أذهاننا لم نعرف من يحكم.

حتى جاءت اللحظة

لحظة خائفة، جاءت فجأة، لم أعرف موعدها .. إنها ولادة خيط سحري، دخلت من منفذ سري، برأس البكر ... خيط كان يمر بالذهن قديما لحظات، في اللعب و في الفصل و في الأسرة ... خيط  يسرقني من أخوتي و من أهلي و زملائي ... 

 

§         إنتليجينسيا / أحمد زرزور

مقدمة : "إلى مروان صقر"

مرة أخرى إنتليجينسيا صارمة العفاف في مواجهة نشيج شهوة الحارات ... إنتليجينسيا، و ذكورة تشترط فراشا مشمسا، و عازلا طبيا، و عصافير كنار تجرح فضاء الغابات و ضرورة توجيه ضربة قاصمة لوحيد القرن .. إنتليجينسيا تتأفف ديمقراطيا من اختلاط الصرف الصحي بشرايين الفجر، إنتليجينسيا لا تمانع في الدعوة لتشخيص عام دولي لإيواء الأقمار العشوائية خارج كردونات "مقهى ريش و الأتيليه و خنادق الحداثة" ... 

 

§         عن الشعر / عادل عبد الحميد

مقدمة : لأن الرماد الوحيد الذي لا يحول رمادا، لأن الرماد الوحيد الذي لا يموت، نسجل أسماءنا في الرماد و تذروه ريح، تحط بع في عيون الإله و نحن ... نؤجل عصفورنا كي يمر الرصاص و لكنه ..، مشرعا كالرصاص يفاجئنا في الخروج الأخير إلى الموت، يسأل : أين تضيع القصائد؟ - ليست تضيع و لكنها تستريح إلى فرج لا يجيء .. و متكأ الحلم ... 

 

§         صندوق العقارب / نعيم عطية

مقدمة : كان عائدا من حجر البيطري. الصحراء على الجانبين جافة و جدباء، يحرق كثبانها لهيب الشمس.. مهمة تتكرر كثيرا. ثعابين و عقارب تملأ عشرة صناديق، أحضرها قادم من طرابلس. قال إنها للجامعة. لم يحضر شهادة صحية بخلوها من الأمراض. احتجزتها سلطات المطار، إلى أن جاء الدكتور بدوي و أجرى الكشوف المعتادة. طريق طويل في الذهاب و الإياب، و صراع. ود أن تكون في جيبه علبة الحبوب. بالأمس قدم أقراصا منومة للنمر، حتى يستطيع النوم. لابد أن يقدم تقريرا جديدا عن سوء معاملة الجمهور لحيوانات الحديقة. سبعة و ثلاثون عاما قضاها في الخدمة. سوء المعاملة يزداد أعصاب الوحوش اضطربا. أين علبة أقراصه هو؟ يصل العقل إلى حد الجنون تقريبا نتيجة للانفعالات المتعددة و المخاوف التي تضغط من كل جانب ... 

 

§         الحداثة بين حرير الانفراد و شوك المشاركة / أحمد زرزور

مقدمة : الذين يتحلقون شجرة الشعر العربي – عموما – و غصنها المصري خاصة – تنتابهم رعدة خفية، تتحول شيئا فشيئا إلى خشية قوية تهجس باحتمالات مصيرية مؤلمة لا تقف عند حد إصابة عشاق الشجرة باليأس من ديمومة الاخضرار المبدع، و بالتالي : الانفضاض من التفاهم الخالد حولها، و لكنها تكاد ترهص بتدمير القصيدة ذاتها كإبداع عريق له ثبوتيته في الذاكرة العربية و ذلك بالنظر إلى واقع الحياة العربية في شمولها التراجيدي المتسم بالفوضى، المزهو بالتناقضات، و المستغرق في انسحاق روحي مميت، فكيف يزدهر الإبداع – في كليته – وسط هذه الحالة من التيه و الضلال اللذين يكتنفان الوطن وهو يتخبط في تلابيبه المشبوكة بالمسامير "متعددة الجنسيات" ... 

 

§         العروسة / صفية فرجاني

مقدمة : ... كانت دائما تحاول محاصرتي ... قبضة يدها قوية عنيفة عندما تغلق على كفي الصغيرة. كنت ألهث عندما أراها – أختفي بين الصغار ... تترقب ظهوري تنقض على ... تحملني و تمضي.

هناك حيث وجوده الدائم، صمته المعتاد، عيونه السوداء الواسعة فتحات جسمه الكثيرة يديه الهشة.

... أتقلب أمامه. أصرخ. تلطمني. و أذهب بعدها للسرير . تلك طريقة طقوسي معها كل يوم.

... حملتها معها من السوق البعيد، كبيرة هي واسعة العينين .. مصبوغة الشفتين، طرحتها مزركشة تلبس أحلى ثوب – مبتورة الأرجل .. تناديني في المساء أن أدنو منها ...

قالت : "هذه فقط من أجل الزينة".

علقتها هناك فوق جدار السقف العالي. على كرسيه الدائم تسلقت ... تكشفت بعض أجزائي الداخلية أمامه .. لم أهتم .. فقط أريدها ...

 

 

q     الباب الرابع : ذهابا و جيئة – رسائل. حوار. تعقيب

§         رسالتان / ناصر حسني [الآنسة ع]

مقدمة : الرسالة الأولى : معنى التطور

أعرض عليكم صراع إنسان في مقتبل عمره مع " التطور" فقد بدأت و منذ فترة غير قصيرة في القراءة و التثقف الذاتي العشوائي، حتى تصورت " و ظننت" أني سرت على طريق تطوري خطوات واسعة إن لم أكن قد وصلت إلى أوج التطور واكتماله – [حسب مفاهيمي] – و لكن بعد تعرفي و اطلاعي على مجلتنا العزيزة "الإنسان و التطور" بدأت كل معتقداتي تنهار فكل يوم أكتشف نقصا جديدا في حياتي "المتطورة" أقصد التطورية حسب مقياس المجلة فما فهمته من كلام المجلة في حديثها أن ناتج التطور و مظهره هو الإبداع و أن هذا الإبداع إما أن يكون شعرا أو نثرا، متناسية أن قطاعات كثيرة لم يهب الله لها موهبة نظم الشعر أو غير ذلك من مجالات الإبداع. كما أني لاحظت اهتمامكم كثيرا و حرصكم على الأسلوب الذي لا يخدم إلا فئة قليلة من الإتيان بأسماء و مصطلحات و تركيبات يحار فيها الإنسان و إن كان لكم أسبابكم في ذلك و لكن هل عدم قدرة الإنسان التعبير بالأسلوب الذي تكتب به المجلة هو قصور في تطوره؟ كما أن اهتمامكم الملحوظ بالعقل البشري القادر فقط على المعايشة فالتعبير فالصياغة فيه إجحاف لقطاعات كبيرة من العقول البشرية التي قد تتعرض لنقص في إحدى حلقات هذه السلسلة التي فرضتها المجلة من قدرة على المعاينة و التعبير و الصياغة ...

مقدمة : الرسالة الثانية : أخاف أن أكون أحببته لمجرد أنه يحبني.

"... أحب أن أعرفك بنفسي : اسمي [ل.../ل ...] طالبة في الثانوية العامة، و عندي مشكلة أريد أن آخذ رأيك فيها، هي مشكلة عاطفية. لقد قال لي شاب أنه يحبني، و وقتها لم أرد عليه، ففهم أنني أرفضه، و لكن بعد أن قال لي ذلك شعرت أنني أيضا كنت أحبه، و كلما فكرت فيه تأتي لي حالات ضيق نفس، و ذهبت إلى أكثر من طبيب و قال لي أنها حالة نفسية، و أعطوا لي كثيرا من المهدئات، و لكن الآن كلما فكرت فيه يأتي لي ضيق نفس و هبوط و أبكي لأني رفضته." ... 

 

§         حوار – جاد الرب يعود : انتبهوا أيها الفرسان

بداية :

جاد الرب : إن عملية إسقاط الجنسية عن المعارضة تتم الآن داخل أروقة المجلس، إن المستقبل لابد أن يشهد بثور الفتنة الطائفية حيث الأمن المركزي و الحزب الحاكم في جانب، و كل أحزاب المعارضة و فرسان الرأي و الفن و الفكر في الجانب الآخر.

الرخاوي : أهلا جاد، أين أنت يا رجل؟ كنا على وشك التوقف و أنت غير سائل فينا، أو عنا، و لم يحتمل هذا الحوار "القص / اللصق" غيرك يا أخي، فسكرا، ثم هاتها يا رجل، و لا يهمك ..

جاد الرب : ... جاء في الموسوعة الأثرية العالمية التي أشرف على تحريرها عالم الاجتماع البريطاني "ليونارد كوكتريل" أن شعب فلسطين كان فوق أرض فلسطين منذ ...ر..1 سنة، و تستهويني فكرة الدعوة إلى تقويم فلسطيني عربي يبدأ بالعام 100.001 [1..ر..1]، و حيث أن ذلك أمر شاق، إذن نكتب عنه إلى يحيى الرخاوي آملين في التكاشف بناء "الرمسيوم" اتحاد أدباء القرية العربية ... 

 

§         خطابان إلى : صلاح الدين محسن، أحمد زرزور

مقدمة : السيد الشجاع صلاح الدين محسن، و بعد

تسمت ردك المطول على الحوار الذي فرض على كتابك فرضا في عدد سابق، و كان أقل ما ينبغي أن نعتذر به هو أن نوفيك حقك في نشر الرد تفصيلا، كما وعدنا، و لكن هانحن أولئك نتمادى في ظلمك، كما نتمادى في الأمل في كرمك، و لا فائدة من كل هذا إذ لا يعطيك حقك إلا نشر ما كتبت، الذي رأينا – بكل أسف – انه غير صالح للنشر، ليس لأنه غير جاد أو غير عميق أو غير شجاع، و لكن :

لأن معظم ما جاء فيه سبق الرد عليه في الحوار السابق، برجاء العودة إليه.

و لأننا لو نشرنا "هكذا" لأوقعك حيث لا تحب، فلا تصدق يا صلاح أننا نعيش في بلد حر، لمجرد أنك طبعت كراسة تداولها بضع عشرة نفر، و لها رقم إيداع [اقرأ افتتاحية هذا العدد [3 – من فضلك]

و لعلك استنتجت أننا نشرنا بعض كتيبك في شكل حوار، حتى ينشر و السلام، علما بأني متمسك بكل كلمة قيلت في الخوار.

ثم إنك ترى أننا في سبيلنا إلى أن نعدل عن باب الحوار أصلا بصورته السابقة خاصة، رفعا لمثل ما لحقك و لحق ضيوفنا من ظلم، و هاهي "تأتي" أخيرا، كما آذتك أولا.

و إلى أن تكون مساحة نشر الفكر برحابة ما نريد لك و لنا، و إلى أن يكون أي فكر – حتى الإلحاد – هو مسئولية من يختاره و يعلنه،  مسئوليته دون غيره، ثم حسابه على ربه أو ربنا، و إلى أن يكون طريق ازدهار الإسلام هو في شجاعة مواجهة معارضيه، و حتى يكون الإسلام – مثل كل الأديان – هو مشروع مناقشة و ليس قضية مسلم بها أصلا و تماما [و هذا هو السبيل الوحيد لإعادة حيوية دوره الحضاري و الإيماني إن كان ثمة فرصة] إلى أن يحدث كل هذا، فلعلك توافقني إلى أن التمادي في الهمس الهامشي [مثل حوارنا السابق] لا يفيد أحدا ... 

 

q     الباب الخامس : دليل القارئ الذكي في الطب النفسي

تقديم :

الجزء الأول : حالات و أحوال : صديقان ... و صديقان

الجزء الثاني : من أرشيف البحث العلمي

1-     القدرات البصرية و الجرافيكية

2-   قسوة الأطفال على الحيوان، و العدوان – فيما بعد – على الإنسان

3-   العلاقة بين كثافة الشبكة الاجتماعية و إعادة الدخول إلى المستشفيات النفسية بين المرضى الشبان

4-   تواتر الاكتئاب – أرقام مفزعة

5-   دراسة وصفية لمحاولة الانتحار في القاهرة

الجزء الثالث : معلومات عن العلاج

1-     فاعلية الدواء

2-   رياضة بدنية أم علاج نفسي تكاملي

الجزء الرابع : الموسوعة النفسية 

 

§         حالات و أحوال : صديقان ... و صديقان

مقدمة : صديقان

هو شاب في الخامسة و العشرين من عمره، دعونا نسميه [م..] حضر مترددا، لكنه بمجرد أن أستقر جالسا حتى فاض بالحيوية و الحياء معا، كان طيبا طيبة قوية، بادئ الرجولة، متوسط الطول و الوزن، متناسق الجسم، محدد التقاطيع، يميل إلى السمرة المصرية الهادئة.

و بعد أن أعتذر عما سيقوله [قبل أن يقوله]، كذلك أعتذر لأنه "كان مفروضا أن يأتي من زمان"، كذلك سأل عن الوقت المسموح له للكشف.

بدأ يحكي أن : والده توفي وهو طفل [11 سنة]، و رغم أنه أصغر أخوته، إلا أو والدته أولا، ثم بقية الأسرة، راحوا يعاملونه باحترام شديد و تقدير زائد، رغم ترتيبه الأصغر – باعتبار أنه أعقل اخوته، و أكثرهم اتزانا، و التزاما، فلبس الدور نصف فخور، و نصف متورط، و نشأ متدينا، مجتهدا في دراسته، [حتى التفوق]، راعيا لوالدته و أخوته مقلا في صداقاته، لكنه شديد الإخلاص فيها، و لم يشك من أي حرمان ظاهر، أو اضطراب معوق حتى تخرج، و دخل الجيش مجندا، و سرعان ما تكيف لواجباته، و مشاركة زملائه، و طاعة رؤسائه ... الخ.

 

 

§         القدرات البصرية و الجرافيكية عند المتخلف الموهوب

مقدمة : كان من المفترض، و حتى وقت قريب، أن للنمو المعرفي Cognitive development علاقة وثيقة بمهارة الرسم. و ظل هذا الافتراض سائدا لزمن طويل إلى أن حامت، حديثا، شكوك عديدة حول صحة ذلك الافتراض. و مما تسبب في إثارة هذه الشكوك ما اكتشفه جاردنر Gardner ، و فريمان و كوكس Freeman & Cox ، و ثرستون Thurston  في أثناء عملهم مع الأطفال و المتخلفين عقليا خاصة فيما يتعلق بعمليات الذكاء، و القدرة المعرفية، و الذاكرة البصرية ... الخ.

فقد وجد جاردنر أن الذكاء لا يمثل عملية أحادية Unitary ، إنما هو مجموعة من الوظائف العقلية المختلفة التي تعمل بمعدلات مختلفة، و تنمو بمعدلات مختلفة إلى مستويات مختلفة.

و قد وجد أيضا أن الأطفال أقل من 10 سنوات يمكنهم رسم و تصوير ما يرونه، ليس ما يعرفونه – كما كان مفترضا قبلا. و أن موهبة الرسم يمكنها أن تصل، عند بعض الناس، إلى مستوى عال من النمو، و ليس ضروريا أن تصل القدرات المعرفية الأخرى إلى نفس المستوى ...

 

§         قسوة الأطفال على الحيوان، و العدوان – فيما بعد – على الناس

مقدمة : في عام 1806 قدم فيليب بينيل Philippe Pinel  مفهومه التشخيصي " الهوس بلا هتر Mania without delirium " الذي كان يحتوي على ما يمكن اعتباره الوصف التقسيمي الأول لاضطراب الشخصية ضد – المجتمع antisocial و قد وصف "بينيل" الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بأنهم يقعون تحت سيطرة غضب غريزي و مجرد. و قد عرض "بينيل" حالتين لتشخيصه هذا كانت إحداهما لرجل تم وصف عدوانه المختلف الأشكال ضد الناس – و قد قام هذا الشخص بعد ذلك بقتل أحد البشر – حرفيا كالآتي "إذا قام كلب أو حصان أو أي حيوان آخر بإغضابه، فإنه يقتل في الحال".

و منذ ملاحظة بينيل تلك، دخلت إلى مرحلة الوصف و الكتابة العديد من حالات العدوان الخطر و القسوة ضد الحيوان. و قد وجد – قديما و حديثا – أن عددا كبيرا للغاية من القتلة و السفاحين لهم تاريخ واضح في شدة القسوة و العدوان على الحيوان.

إلا أن تلك العلاقة بين العدوان على الحيوان في الطفولة و العدوان فيما بعد على الناس لم يتم قبولها تماما من جانب الكثير من الأطباء النفسيين لأسباب عديدة. و قد أوضحت عديد من الأبحاث و التجارب الامبريقية وجود تلك العلاقة بينما قامت عديد من الأبحاث الأخرى بنفيها و رفضها ... 

 

§         العلاقة بين كثافة الشبكة الاجتماعية و إعادة الدخول إلى المستشفيات النفسية بين المرضى الشبان

مقدمة : بالرغم من التفاؤل القديم الذي صاحب التقليل من بقاء المرضى العقليين بالمصحات العقلية و المستشفيات، إلا أن جزءا أساسيا من هؤلاء المرضى مازال غير قادر على التكيف مع مجتمعه بالخارج. و إن كان قد استبدل البقاء المزمن بالمستشفيات بتعدد مرات دخوله إليها و خروجه منها. و قد وجد أن أغلب هؤلاء المرضى الذين تتعدد مرات دخولهم و خروجهم هم من الشباب النشط اجتماعيا، الذي مازال يحمل في داخله رغبة في الحياة العادية و غالبيتهم لم يودع بالمستشفيات لمدة طويلة

و قد بذلت العديد من المحاولات و الدراسات بعض العوامل التي تؤدي إلى ذلك منها : درجة و شدة المرض النفسي، الانقطاع عن العلاج بمجرد الخروج، تفضيل البقاء بالمصحات، و انعدام العلاج الذي يؤسس على  تعاون المجتمع بالخارج ...

 

 

§         توتر الاكتئاب : أرقام مفزعة [التنبؤ بخط سير مرض الاكتئاب و نتيجته]

مقدمة : سواء كان الاكتئاب هو عرض أو مرض واحد، أو عدة أمراض، أو هو "طيف" يضم العديد من الظواهر البيولوجية – النفسية – الاجتماعية، فإنه يمثل في الوقت الحاضر أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا في كل المجتمعات الصناعية المتمدينة. بل و يبدو أن معدله آخذ أيضا في الازدياد في البلدان النامية.

و يلاحظ كليرمان  Klerman أن العالم يدخل الآن، بعد أن اجتاز "عصر القلق"، عصرا آخر. هو عصر الكآبة و الانقباضية. و تؤيد الدراسات تلك الملاحظة بما تظهره من وجود اتجاه واضح نحو ازدياد معدلات حدوث و انتشار أمراض الاكتئاب.

فقد قفز معدل انتشاره من 3 -  2،8 لكل ألف نسمة في الثلاثينات، إلى 13،1 في الألف خلال السبعينات ... 

 

§         دراسة وصفية لمحاولة الانتحار في القاهرة

مقدمة : "عرف هذا البحث محاولة الانتحار على أنها المحاولة الأكيدة لإحداث أذى بالذات، أو تسميمها بقصد الإيذاء أو بقصد الانطباع بذلك"

و قد تم أخذ الحالات من قسم الطوارئ [الاستقبال] من ثلاث مستشفيات مختلفة تخدم منطقة غرب القاهرة [4 ملايين نسمة].

و قد أثبتت الدراسة أن أغلب محاولات الانتحار هن من الإناث، و ما بين سن 15-34 و من غير المتزوجين، و أن نسبة المتعلمات بين المنتحرات أكثر من غير المتعلمات، و أن العائلات أكثر ازدحاما في عينة الانتحار، كما ثبت أن أغلب المحاولات تمت في المنزل حيث كان هناك شخص آخر قريب من المحاولة، كذلك وجد في 31 % من الحالات تاريخ سابق لمحاولات غير جادة.

وكانت المقارنة في هذا البحث مع أرقام الإحصاء من مصادر رسمية تمثل التعداد العام.كما تمت المقارنة بالنظر في النسب المئوية.

و أعطت النتائج مؤشرات أخرى على مقاييس نفسية و تشخيصات نفسية غالبة مثل اضطرابات التعسر العاطفي Dysthymic، و اضطرابات التكيف، و اضطرابات الوجدان و اضطرابات الشخصية، كما يمكن تشخيص 17 % من العينة كما أظهر البحث باختبار دون آخر، أن خطر الانتحار الحقيقي قائم فعلا عند من يحاوله و يفشل ...

 

 

§         فاعلية الدواء. و الخطة العلاجية

مقدمة : نحن نعيش الآن فترة عصيبة في إعادة ترتيب فهمنا لماهية المرض النفسي، و الحياة في ظل إغارة شركات الدواء على عقول الأطباء فالمرضى، مما أدى – للأسف – إلى اختزال المرض النفسي، و اختزال علاجه إلى فساد كيميائي، و إصلاح أو معادلة هذا الفساد.

و لا شك أن الدواء هو محور هام من محاور علاج الاضطرابات النفسية.

و لا شك أنه قدم و يقدم خدمات جليلة في كل مجال بدون استثناء، من أول الإقلال من مضاعفات المرض العنيفة خاصة، و حتى الإسراع بضبط الأعراض الظاهرة و المعيقة.

و لكن الإفراط في الاعتماد عليه، و عليه وحده، اختزل الظاهرة الإنسانية و من ثم المرض النفسي و علاجه إلى ما أسلفنا.

و الاتجاه الأسلم، و الأشمل هو أن نضع الدواء الطبنفسي في مكانه الأنسب في خطة علاجية شاملة ملتزمين: مرضى و أطباء، بمفاهيم عامة نورد خطوطها بلا تحديد على الوجه التالي ...    

 

§         رياضة بدنية أو علاج تنشيطي تكاملي

مقدمة : يهدف العلاج – علاج المرض النفسي – عامة إلى إزالة الإعاقة، و يشاع بين الناس و الأطباء أن ذلك يتم أساسا، و أحيانا تماما، باستعمال المهدئات، و هذا المفهوم الناقص ينبغي أن يتعدل إلى :

1-     أننا نهدئ نشاطا مخلا، بدائيا، أو مستقلا، أو بغير فاعلية [دائريا] و [هذا يشير إلى مستوى بذاته من مستويات المخ، و لا نهدئ الوجود الإنساني المتمثل في وحدة فردية ككل].

2-     إن علينا في نفس الوقت أن ننشط المستوى الأقرب إلى الواقع، و الأقدر على التواصل، و الأوفر نفعا و إنتاجا.

3-     ثم إن علينا أن ننظم التناوب السمح بين المستويات المختلفة حتى تتم فاعلية الحركة في الاتجاه الصحيح

فإذا كان الدواء المهدئ يقوم بالخطوة الأولى، فإن ما أسميناه "العلاج التنشيطي" يقوم بالخطوة الثانية، ثم يتكامل هذا و ذاك في خطة علاجية شاملة يهدف إلى إعادة التوازن [الخطوة الثالثة] ... 

 

q     الموسوعة النفسية : حرف الضاد

مقدمة : في هذا الباب الجديد، سوف نواصل تقديم تعريف بالمصطلحات النفسية [الطبنفسية – العقلية]، و التي نرجو أن نتفق على معناها و مضمونها، كما سنقدم على مغامرة ضرورية وهي تحت ألفاظ جديدة، تحتاجها اللغة العربية القادرة على ذلك، و أكثر.

و ننبه ابتداء إلى أننا سوف نحاول تغطية الظاهرة التي يشير إليها المصطلح، بحيث يتضح جليا أن الظاهرة هي الأصل، و أن المصطلح تال لوجودها، و بذلك نتجاوز الاقتصار على "الترجمة" أو "التعريف"، و ننبه من البداية أن ما اتفق عليه ثقاة المجمع اللغوي ليس ملزما، و لا ينبغي أن يكون وصيا على حركة فكرنا، و خاصة إذا ما خالف مصطلحه حقيقة علمية، أو حبس أو أغمض ظاهرة حياتية أرحب منه، أو مختلفة عنه.

و سوف نعتمد بداهة على كثير من المراجع و المعاجم، باعتبارها مصادر إلهام و أسهم إضاءة، و لكن ليس باعتبارها حكما نهائيا جامدا ...