me-Année 15 N°58 - Avr. 94

مجـــــــــلات

الإنســان و التطــور تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي السنة الخامسة عشرة العدد 58 – أفريل - ماي – جوان 1994 www.mokattampsych.com

q فهرس الموضوعات / CONTENTS / SOMMAIRE
§ الافتتاحية § قراءة في الخطاب العربي للحداثة : الحداثة والجسد / د. رمضان بسطويسي § كتابة : بقلم شخص ما : مسرحية الموت والتفاحة § نجوى / د. نجاة النحراوي § قصائد الكهف../ علي الشرقاوي § استدفاء في وهج نبوات النفري / د. إيهاب الخراط § سورة ابراهيم / إبراهيم الجبلاتي § فلسطين / شعر محمد حسيب § شيء مربك / محمد المخزنجي § هل كانت تلك أحلامي ? / سلوى جادو § مثل وموال : العلاقة بالموضوع من خلال الأمثال العامية في مصر والبحرين § حالة بينية، الجزء الثاني : المسار والمتابعة : تمثيلية نفسية § الطوطم / خالد عبد الرؤوف § مقتطف وموقف : عن نبوة خالد بن سنان وأرسطو والعلاج بالقرآن / محمد جاد الرب § الناس والطريق (الجزء الثاني : الفصل الثالث) : بحثا عن أمر ما § حوار العدد (1) وقائع جديدة للتطور / قراءة "أحمد زرزور" في العدد رقم "2" بعد التوقف (57 مسلسل) § أصداء لأصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ § الموسوعة النفسية : حرف الواو (في المرض النفسي) § مقتطفات علمية : قراءة وتعليق § محو الأمية في هذا العدد عن : الضلال، والشعور بالنقص، وعدوان المرأة § حول ندوات الجمعية : تقديم ومراجعة
q ملخصات / SUMMARY / RESUMES
§ الافتتاحية *استهلال :* إذن نحن نفعل : هذا خطأ فادح مثله مثل خطأ "أنا أفكر فأنا موجود" الوجود هو الأصل، فما دمنا ما زلنا نعيش فلا بد أن نصدر، وأن نعي ما يصدر عنا فكرا وفعلا، وبعد العدد الثاني (من الصدور الثاني) تبيّنا أننا لسنا تكرارا لما فات، ولن نكون، وهذا دليل وجود حقيقي، بل ودليل أن الكمون الفائت لم يفت، وقارئنا يشهد على ذلك. الأمر الذي مازلنا على يقين منه، هو أن بضع المئات الذين يقرئوننا لا يملكون (طبعا القدرة) على أي تغيير حقيقي، ومع ذلك ، ولذلك فهاكم العدد الثالث بعد الكمون، العدد الثامن والخمسين من عمر هذه المجلة. حين عدنا نقرأ العدد الماضي وكأننا لسنا الذين حررناه وجدنا أنفسنا في بؤرة التحدي : الإشكالة – المنهج – النظام. إن الذي يجري على الساحة الآن ليس تماما سياسة ولا اقتصادا، ليس تنويرا في مقابل إرهاب، بقدر ما هو تشنجات يائسة بحثا عن هوية، والبحث عن هوية ، والبحث عن هوية ليس مسألة فائض نفسي يمضيه الفرد أو المجتمع في إصدار تعريفات أو إدارة حوارات، إنه أساس الوجود. الحيوانات تجد هويتها بان تحقق حضورها البيولوجي المتناسق مع المحيط، تتبع في ذلك قوانين الحياة الأزلية دون تدخل مباشر لوعي مصنوع أو رمز بديل، أما ورطتنا فهي تلك التدخلات الضرورية التي أصبحت في غير المتناول من تحكم وإنذار. قلنا في العدد الماضي إنه لا بد من تربية، وإعادة تربية، وإن المنهج النابع من الممارسة لا المستورد ولا المغترب هو الحل، وإن حق الناس في التفكير فالحوار هو حق مطلق، وإن الإقلال من الوعود مع وفرة الإتقان هما من أهم علامات إيجابية موقف من يريد. ونشغل في هذا العدد مع سائر الناس بما يشغلنا، أو بما ينبغي أن يشغل ناسنا جميعا، بل إنني أرى أننا إن لم نشغل به هكذا : كان ذلك نقصا وتقصيرا ينبغي أن نخجل منه، فالناس في الخارج مشغولة به وبنا، وإليكم بعض ذلك... § قراءة في الخطاب العربي للحداثة : الحداثة والجسد / د. رمضان بسطويسي *مدخل :* يواجه المرء الذي يريد أن يكتب عن الحداثة الآن كمّا هائلا من الكتابات العربية والمترجمة، ويشعر الباحث بصعوبة بالغة لأن معظم ما كتب يرجع إلى المصادر نفسها تقريبا، واختلاف الكتابات لم يكن اختلافا في القضايا التي يمكن إثارتها، ولكن في صياغة بعض القضايا، هذا باستثناء بعض المحاولات القليلة التي قدمت اجتهادا حول إشكاليات الحداثة، ونحّت العرض جانبا لتكون ذاتا فاعلة في طرح الإشكالية ، ولا تكرس للتبعية في الفكر، وإنما تسعى إلى التحرر من التبعية من خلال الوعي بالإشكالية وتطورها التاريخي في الغرب، ومن هذه المحاولات دراسة أدونيس "صدمة الحداثة" ، الجزء الأخير من كتاب (الثابت والمتحول)، ودراسة كمال أبو ديب : " الحداثة ، السلطة، النص" وقد حاولت كل منهما أن تقيم حوارا تصادميا ومفجرا للحداثة في الغرب، والحداثة في الواقع العربي. والمجال لا يتسع هنا لتقويم ولتحليل هذه الدراسات التي كتبت عن الحداثة، فهذا موضوع مستقل يصلح للكتابة للكشف عن الخطاب الترديدي والنقدي للثقافة الغربية في كتاباتنا العربية، لا سيما بعد توافر هذا الكم الهائل من الكتابات عن الحداثة في جانبها النظري وجانبها التطبيقي . وكان لا بد من الإشارة إلى هذه الكتابات دون الدخول معها في حوار، حتى لا نقع في تكرار ما سبق ذكره في هذه الكتابات ، وحتى لا ندور في الدائرة التي تدور فيها هذه الدراسات التي تبدأ من مفهوم الحداثة في الغرب كما صاغه شاتوبريان (1840) وبودلير ( 1860) وبودلير (1860) والفرق بين الحداثة والمعاصر و على أساس أن كلمة Modern مشتقة من اللاتينية Modo وتعني (الآن) وتفيد معنى المعاصرة... § كتابة : بقلم شخص ما : مسرحية الموت والتفاحة § نجوى / د. نجاة النحراوي من وحي الحصول على درجة علمية *بداية :* ويزداد الخوف ..رغم ما يبدو من علامات الزهو فيتباعد الشقان.. يتحاوران.. إحداهما - كيف حالك ? الأخرى - بخير جدا = ....... - لماذا الصمت ? = تعلمت أن أجيده.. كما تجيدين الكلام - لكني لا أتكلم إلا بك = أحيانا - والأخرى ? ? = هي للحق، قليلة. -حسنا = .... -عدت أيضا للصمت = ماذا تريدين ? - أن نفخر معا.. = لم أتعلم بعد...كيف الفخر - أنت حزينة.. = قالوا كثيرا.. - وكتبوا في الأوراق الرسمية. = ..... § قصائد الكهف../ علي الشرقاوي الفتيان قلت لفتيان قراي المنفية بين صباح الضلع التاسع والحنجرة المثقوبة بالأقمار السوداء، زمان القحط المتبرعم في الشارع حوّل ضحكتنا كلسا وعواصم هذا الجزر الأخضر تفتح أبواب مواقدها لا تقتربوا من هذي الأبواب ق ط ر ا ت كمخالب غابات الأقصى ، تفترس النسجة المولودة بين الممكن في الجسد العفوي وما بعد سحابات الممكن. ق ط ر ا ت تأخذ أشواق مرايا حلم الموجة من عطش الوراق إلى عطش الضلع ومن عطش الملح إلى عطش الجرح. وتبعثرها لا في وهم الطينة لا في يقطين الخطوة لا في شيء غير غيابات الجالس في حضن سؤال معتقل يتأبّط لهجته المائية بين غياب وغياب. قلت لفتيان المخلوقات الوهمية بين ترائب همي وترابات العصاب لا تقتربوا من وهج الأبواب... § استدفاء في وهج نبوات النفري / د. إيهاب الخراط *مدخل :* صلواتي دافئة في كلامي، باردة في كلامك فسامحني يا مولانا. "تسمع خطابي لك من قلبك وهو مني ذلك هو البعد، تراك وأنا أقرب إليك من رؤيتك ذلك هو البعد. موقف القرب، - قلت تراك ولم تقل ترى نفسك. أنا لا أسمع خطابك إلا من قلبين ولا أهينك بظن قصدك أن أسمعك بأذني. - أخاف أن أموت فرحا ورعبا معا عند سماع خطابك منك، ولذلك أسكن في رحمتك مطمئنا، أو لعلي أسكن في بلادتي، التي أزعق طول الوقت متمرّدا عليها. وقال لي أنت معنى الكون كله موقف أنت معنى الكون، - لم تقل الإنسان هو معنى الكون كله، ولم تقل هو معنى الكون كله. - أنت تعني أنا ، ولكن لو كتبتها "أنا معنى الكون كله" ضاعت أو ضعت أنا. - لا أتواضع ولا أخاف، حاشا، بل أجتهد أن أدرك ما أدركتني به، فأرددها وراءك أقول لك : " أنت معنى الكون كله". - لم أقل المطلق ولم أقل الله ولم أقل هو بل قصدت ما قلت، وبغير ذلك تهرب أنت مني ولا أعود أراك. وقال لي : إن لم ترني لم تكن بي قال لي إن رأيت غيري لم ترني... § سورة ابراهيم / إبراهيم الجبلاتي *بداية :* لما باللون تماهى ورأى ألوان الطيفن وطيف الألوان، تباهى بصنيع يديه تواصى بالنجم، وصلى بالشجر المخضر إماما قال امرأة فاهتز النخل قال : تعاليت وقال تعالى إني كلمتك بالسر، وإني كلمت فؤادك بالجهر شددت على كف النهر وقلت : سلاما... § فلسطين / شعر محمد حسيب ساعة النعمة (أمامه، هناك نصف اللانهاية.. هذا المشهد يعلن عن شتاء واقف مثل موته الواقف ديمتري أنا وليس ...وأمامه نصف اللانهاية هناك ، هناك في يده صدفة بلا صدى في عينيه تموجات رمال تؤلف منفى، وتنثره والقمر المنتهى للتو من تجربة نسيانهم يكفي، ولا يكفي ساعة للنعمة فراغ لمرور نهار ضيّق ثم نعناع ودرج للغامض المخفي... § شيء مربك / محمد المخزنجي شيء مربك أن أجد نفسي بين هذه القبيلة من الناس الذين تتدفّق دموعهم عندما يتأثرون حزنا أو فرحا. وها أنذا أحاول ضبط نفسي بكل ما وسعني من إرادة واقفا على رصيف في محطة قطارات "كييف"، أمام القطار الذاهب إلى الجنوب حتى "أوديسا".. على الرصيف جدات وأمهات وآباء وأقارب وأطفال يتم إرسالهم بعيدا، أبعد ما يكون عن كييف التي ارتفعت بها نسبة الإشعاع بعد حريق تشيرنوبيل، مما يهدد خلايا الأطفال الحساسة والرقيقة بالضرر. أطفال ما بين عمر الرضاعة وحتى سن المدرسة.. هذه هي الدفعة الأولى من الأطفال الذين سيتم إبعادهم عن المدينة.. يذهب بكل منهم الجد أو الجدة التي في سن المعاش، أو الأم أو الأب الذي منح إجازة من العمل، أو أي من القارب الذين لا يقيدهم عمل أو دراسة في المدينة... § هل كانت تلك أحلامي ? / سلوى جادو *بداية :* حين أطلت النظر لعينيك أبصرت ربيعا يتساقط أمعنت تحملني إليك ما كانت عيناك المرآة مرآتك كانت عيني الخائفتين إذ يمضي الغلمان عراة... § مثل وموال : العلاقة بالموضوع من خلال الأمثال العامية في مصر والبحرين ثانيا : العلاقة بالموضوع (الآخر) *مدخل :* مسألة العلاقة بالموضوع غير واضحة عند كثيرين من المشتغلين بالطب النفسي، وإلى درجة أقل بالتحليل النفسي، ولن أدخل في مقدمة نظرية، ولكنني أنبه إلى حدود هذه الدراسة في هذه البداية، وأن المسألة ليست علاقة بين شخصين أو أشخاص، وإن كانت العلاقات بين الأشخاص متضمنة في العلاقة بالموضوع، كما أنها ليست تركيزا على أنواع التكيف الاجتماعي ، وإن كان هذا أيضا متضمنا بدرجة أقل في هذه الدراسة، فالموضوع هنا هو طبيعة التركيبة البشرية التي تحدد أنواع وتباديل وأبعاد وأعماق التعامل بين الذات والعالم الخارجي (أحد أهم أبعاد الواقع). وسأقصر حديثي هنا على عرض بعض المواقف التي وصفت بلغة التحليل النفسي المرتبط بهذه المدرسة مثل الموقف الشيزيدي والبارنوي والاكتئابي، ثم أعرج على الذاتوية وأستشهد في كل ذلك بما تيسّر من المثال... § حالة بينية، الجزء الثاني : المسار والمتابعة : تمثيلية نفسية ( على الخائف، والمطمئن، والعنيد، والجدع..إلخ) *موجز ما سبق :* "على " طالب في كلية الطب البيطري جاء يشكو من أعراض بين الوسواس القهري والفصام المبتدئ، وهو من أسرة متوسطة، أصغر اخوته، جاء بعد بنت سبقها أربعة ذكور ن وقد كان رغم وساوسه وسوء تأويله يرى نفسه جميلا محبوبا، مما يشير إلى احتمال تكوين رد الفعل، وهذا يطور الفرض أن صورة الذات الداخلية هي مشوهة فقط، فقد رآها عكس ما أعلنتها أعراضه، كما كان من أهم ما شرحناه قبلا ما أسميناه تعرية الانفعالات البدائية، واختلاط الوجدانات، وغير ذلك مما لا غنى عن الرجوع إليه في العدد الماضي. موجز هذا العدد : وفي هذا العدد سوف نعرض بعض لمحات من المتابعة وبعض زوايا التفاعل الذي تم في العلاج الجمعي خاصة، وخاصة التمثيلية النفسية. وأهمية ذلك أن تتبع الحالة بهذه الطريقة ليس مألوفا في النشر برغم أنه من أهم المناهج المفيدة، بل والضرورية. ونحن نأمل أو نزيل بعض الغموض حول نوع من العلاج ومن المسار يفهمه العامة (وكثير من الأطباء) فهما محدودا، وهو العلاج الجمعي خاصة، كما أننا نأمل كذلك أن نظهر بعض المقاييس التتبعية وكيف تغيّرت من خلال هذا العلاج... § الطوطم / خالد عبد الرؤوف لم يعرف لوجوده تاريخا ولا ساعة، وجدوه ملقى بين الشجار والصخور منذ رأت عيونهم الدنيا، تطوعت جماعة ثلاثية الأطراف والعيون بتولي أمر رعايته وتطهيره، أزاحوا الصخور والأحجار التي غطت أجزاءه ، وحطموا الشجار الملتفة حوله، وأزالوا أكوام التراب العالق بجسده، ن أعادوا تثبيته وتنصيبه فوق ربوة تسر الناظرين، أوقدوا حوله النيران، توهج وجهه المعتم ولمعت عيناه وسرى الدفء في أوصاله، أفرجت السماء عن دموع حبيسة، وتشربت الأرض البور وتحركت بأحشائها بذورا نثرها الأجداد يوما، توارى بين الأشجار الناشئة، اختفى عن الأعين، نسوه...حينما غضبت السماء وتحطمت الأشجار وقذفت شقوق الأرض بآلامها تذكروه...ألهذا فتشوا عنه ? ...لا يزال هناك منتصبا، كان منتظرا. بعد أن خمدت نيرانه .. والتهمت الزواحف عينيه وساقيه ويده اليمنى . لم يبكوا عليه كثيرا، داروا عجزه عن أعين المتطفلين والأصحاء...ووهبوه من أنفسهم نواقصه المفقودة، جمعوا أشجارهم المتحطبة، أوقدوها أسفله ثانية، وسجدوا تحت قدميه... § مقتطف وموقف : عن نبوة خالد بن سنان وأرسطو والعلاج بالقرآن / محمد جاد الرب المقتطف الأول : من جريدة مصرية معارضة (لم يذكر اسمها على غير عادتنا) التاريخ شهر رمضان قبل الماضي المانشيت المقتطف : خالد بن سنان ليس نبيا : الموقف : اندهشت فعلا لأن المفروض أن الجريدة هي إحدى صحف المعارضة الرسمية التي نتوسم فيها الدفاع عن حقوقنا في المأكل والمسكن وحق التعبير عن الرأي..إلخ إلخ..أما أن يتحول خالد بن سنان إلى هدف تصوب الجريدة إلى صدره طلقاتها فقد أزعجني شخصيا هذا المنحى...ربما لأنني كنت قد قرأت منذ أكثر من ربع قرن في كتاب : شرح القشيري على فصوص الحكم لابن عربي : ما يؤكد نبوة خالد بن سنان على لسان محمد بن عبد الله نبي الإسلام..إذ يؤكد القشيري أن أول من قال (الله الصمد) كان خالد ابن سنان نبي العدنيين قبل بعثة محمد بعشرين عاما، وأن محمدا رسولنا الكريم كان قد سمّى ابنته فاطمة على اسم فاطمة بنت خالد...وأن فاطمة بنت خالد حينما علمت بإعلان بعثة محمد زارته للتهنئة ففرش لها رداءه مرحبا قائلا : - أهلا يا ابنة نبي أضاعه قومه. فلماذا ولمصلحة من تعلن جريدة سياسية معارضة مصرية هذا المانشيت. (خالد ابن سنان ليس نبيّا) لقد انطلقت إلى محام صديق برجاء إقامة دعوى سياسية ضد الجريدة فكان سؤال المحامي : - هل وقع عليك أنت شخصيا أي ضرر من هذا المانشيت ? مثلا...هل خالد بن سنان هذا أحد أجدادك الذي ضاعت له حقوقه، تحاول استردادها ? المقتطف الثاني : كتبت إحدى مجلات "دار الهلال" عن العلاج بالقرآن، وكانت تتابع حالة من هذه الحالات التي ظهرت في "بركة السبع". (هنا أيضا لم يحدد محمد جاد العدد والتاريخ واسم المجلة ). الموقف : ...بالصدفة كان الطبيب القرآني صديقا لي يمكنني بكل بساطة التأكيد بأنه لم يحفظ من القرآن أكثر من سورة الصمد.. - وكان قد ظهر في "الفرعونية" إحدى قرى المنوفية نصاب ادعى العلاج الروحاني بالقرآن وكانت حالته لا تزيد ثقافة عن ابن بركة السبع... العجيب في الأمر أن آلاف الناس تقاطرت هنا وهناك ...تحلم بالعلاج مرضى الفشل الكلوي والكبد والسرطان وغيرها...كانوا يتزاحمون بالعشرات حول منزل السنوسي بالفرعونية منوفية ليل نهار.. ولما سألنا عن موقف الأمن الذي يمنع التجمهر، عرفنا أن ضباط الأمن الكبار كانوا يحملون أمهاتهم وزوجاتهم للعلاج بالقرآن..، في الفرعونية وفي بركة السبع..، وأحد وكلاء أو رؤساء النيابة كان أحد رواد العلاج بالقرآن في بركة السبع مصطحبا إحدى قريباته..، هي إذن حالة من حالات العلاج الشعبي الذي يتحلّق حول سيدنا الحسين أو السيدة زينب... § الناس والطريق (الجزء الثاني : الفصل الثالث) : بحثا عن أمر ما ........: الأحد 27/6/1993 *بداية :* انتقلت إلى الفندق الجديد وقد كان أفضل مرتين على حد تقديري من القديم، وأرخص ثمانين فرنكا، فكيف هذا ? ولم أتوان عن سؤال صاحب الفندق الجديد تفسيرا لهذا الفرق، ولم يتردد في الإجابة بأدب جم أنه "لا يعرف". هذا الفندق الجديد هو بيت جديد ن هاأنذا أقيمه الآن ن وسوف أعود إليه إن كان في العمر بقية، ما أوسع ممتلكاتي وأسهل اقتنائي، الآن فهمت أكثر ماذا كان يعني زميلي، الذي استقبلني في المطار من أني أبني لي بيتا حيث أحل، أرسي فيه نفسي فأعود إليه، حتى خيل إلي أن روحي تستطيع أن تحوم حوله –ذبابة خضراء- بعد ما يحال بين جسدي وبينه، من يدري ? بعد الظهر شددت الرحال إلى الشانزيليزيه، أحد المعالم التي أكرهها، لكن زيارتها من الطقوس التي أمارسها، والطقس ليس بالضرورة محببا كله... § حوار العدد (1) وقائع جديدة للتطور / قراءة "أحمد زرزور" في العدد رقم "2" بعد التوقف (57 مسلسل) زرزور : كثيرون يتحسسون محبتي بتوجس وحذر وحيطة مما يتوهمونه "بين السطور"، وليس في علاقتي بالكون، ابتداء بالمبدع المذهل الواضح، صاحب الحقيقة الجلية تماما، الله، مرورا بالمبدعين الحياتيين من البشر الفانين، وانتهاء بالعاديين اليوميين، ليس في علاقتي بكل هؤلاء "بينبينات" ، هناك استقامة خطاب، بساطة خطاب، عمق خطاب، عفوية خطاب، نظامية خطاب، من هنا، أسجل فرحي الخاص "بالإنسان للتطور أو بالتطور للإنسان" –وليس الإنسان والتطور- فالإنسان خلق للتطور، والعكس صحيح، كذلك، الإنسان "المقبوس" من الله، والذي هو مستخلف للإبداع الشامل، وهذه المجلة صاحبة يد تطورية على كياني الخاص : فكريا، وشعريا، وحسبها أنها نقلتني من جاهزية الصوت وواحديته إلى جدل الأصوات، وهي –للتاريخ والحقيقة- المطبوعة المصرية الوحيدة في إصدارها الأول التي تبنت نشر "قصائدي النثرية"، في حين كان الدكتور القط رئيس تحرير "إبداع" –وقت ذاك- يؤشر على قصائدي النثرية بالرفض بحجة أن مجلة "إبداع" لا تنشر قصائد النثر، وهو موقف مجلة "القاهرة" و"الشعر" نفسه – في عهد المرحوم فتحي سعيد. الرخاوي : أهلا يا أحمد حمدا لله على سلامتنا معا. زرزور: "الإنسان والتطور" إذن –قدمتني بشكل مختلف، بالحرية الإبداعية، وهي بتحريضها على الاقتحام والمغامرة، أسهمت -بحق- في تطوير رؤيتي للعالم ومن ثم للكتابة، وستظل –أيضا وحتما- دراستكم(قراءتكم) العفوية الواعية لقصائدي التي كانت تنشرها مجلة "القاهرة" (في إصدارها الأسبوعي) إحدى العلامات المضيئة لي، برغم أنكم ترون أنني لم أفد منها. الرخاوي :* أنا لم أر أنك لم تفد منها، وإلا ظلمتك، واستغبيت نفسي، ومن منا يدري ماذا أفاد من ماذا ?أو كيف ? ومتى? نحن نؤمن بالتراكم للتغيير النوعي، فماذا يتراكم?، ومن أي مصدر يا شيخ ? لا تظلمني بهذا التصور، وإن كان معك حق في أنني حاولت أن أوصل إليك رسالة الحذر والتحذير، لكنها كادت تصل إليك محملة بقدر غير قليل من الرفض والاتهام، لا أعتذر، وإنما أواصل الحذر والترحيب في آن... § أصداء لأصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ (1) مقدمة : حدس الكلمة *مدخل :* لا أميل إلى المبالغة في قيمة شخص فرد مهما تميز وأعطى، كما لا أحب تسمية عصر باسم شخص مهما كان هذا الشخص، وحتى كلمة عبقري تحتاج إلى تعريف دقيق، واستعمال حذر. لكن ماذا أفعل في شيخنا نجيب محفوظ هذا الذي يضطرني إلى أن أفرح أنني أعيش زمنا أفرزه، ويجعلني أكاد أخاف القاعدة لأقف أمام شيخنا منبهران داعيا، فخورا متعلما، بلا حدود. أرجو أن يكون هذا اعتذارا لبعض المبالغات التي اضطرتني إليها فرحتي بهذا العمل الذي لم يكتمل بعد : "أصداء السيرة الذاتية". وهذه المقدمة التي لم يتسع العدد إلا لها هي مغامرة بحق، لأنها تتناول عملا مسلسلا لم يكتمل، ينشر في عدد أسبوعي في صحيفة يومية، وأنا لا أحب (ولم أحب) أن أقرأ قصة طويلة أو رواية مسلسلة في أي صحيفة أو مجلة، وبالذات لنجيب محفوظ، اللهم إلا أولاد حارتنا في الستينات التي اضطررت لقراءتها مسلسلة حين رجحت أنها قد لا ترى النور مكتملة، لكن هذا العمل ليس قصة قصيرة ، وليس رواية طويلة ن وليس مسلسلا، بل هو عدة روايات متداخلة، هو أصداء فعلا لوجود متعدد البعاد غائر الأعماق، تجد فيها ذكرى عابرة تبدو عادية، لكن حين يحكيها شيخ –بفرحة طفل- تبدو رائعة وخاصة ومتميزة، وتجد فيها رواية طويلة طولها سبعين سنة يكتبها نجيب محفوظ في أربعة أسطر وكأنه نشال انقض على وعيك فنشل غفلته حين أضاء بسطوره الأربعة مساحة لم تكن منتبها إليها، فإذا بك أنت مؤلف هذه الرواية التي طولها سبعين سنة بالتمام... § الموسوعة النفسية : حرف الواو (في المرض النفسي) الوقاية : هي تجنب المرض، وإجهاضه، فالبرء السريع منه، فالحيلولة دون مضاعفاته ، ودون رجعته. هل يمكن أن يتقي الإنسان المرض النفسي أصلا ? وما فائدة معرفة الأسباب إن لم يكن الهدف الأول لذلك هو أن نتجنبها (أي نتقيها ) ? وإذا كان المرض النفسي هو جزء من الوجود البشري وكنا قد وصلنا في الحديث عن السببية إلى فرض آخر يقول إن المرض النفسي هو جزء لا يتجزأ من طبيعة الحياة ، وهو كامن في الوجود الكلي للبشر ولا يسمى حينذاك مرضا، فإذا حدث أن أطلق منفردان جزءا على حساب الكل ن كان ثمة مرض ، فما هو الحال بالنسبة لتجنب هذا النشاز المحتمل، أو بمعنى آخر كيف يحافظ على أن يظل النجم دائرا في المجرة حتى لا يسقط نيزكا هامدا ضارا ومنعدما ? هذا هو مدخلنا إلى مادة الوقاية... § مقتطفات علمية : قراءة وتعليق المجلة البريطانية للطب النفسي، النشرة الملحقة، العدد 17 ص : 721-732 (1993) ضرار الأطفال جنسيا والصحة النفسية عندما يكبرون قام الباحثون بدراسة عينة عشوائية من المجتمع من الإناث، فوجدوا أن هناك ارتباطا إيجابيا بين الإقرار بوجود ضرار جنسي وبين وجود المظاهر والأعراض النفسية على أكثر من بعد ومقياس. ومن ذلك الانتحار وسوء استعمال العقاقير (الإدمان)، كذلك وجد أن الطفلة التي تعرضت للضرار نشأت في أسرة مفككة مضطربة، وعند أولئك الذين افتقدوا الأبوة الكافية، وأسيئ إليهم بدنيا أيضا. وجد أيضا أن شدة درجة الضرار تتناسب أيضا مع شدة الاضطرابات النفسية إذا ما تقدم هؤلاء الأطفال في العمر... المجلة البريطانية للطب النفسين النشرة الملحقة، العدد 17 ص : 7-15 (1993) سعيا لفهم طريقة فاعلية العقاقير المضادة غير النموذجية للذهان إن وفرة استحداث وتوليد عقاقير جديدة إنما تهدف إلى الحصول على مزيد التركيبات الفاعلة ضد الذهان وفي الوقت نفسه ذات الأعراض الجانبية الأقل من العقاقير المماثلة الموجودة فعلا، ولم التخطيط في عملية توليد واستنباط العقاقير المماثلة الموجودة فعلا، ولم التخطيط في عملية توليد واستنباط العقاقير مركزا على مضادات مستقبلات الدوبامين (رقم)2، وإنما امتد الحصول على مركبات جديدة مثل : (أ ) مضادات للمستقبلات الانتقائية للدوبامين. (ب) محفزات مستقبلات السيروتونين (خامس هيدروكسي التريبتوفات 1-1 ، وخامس هيدروكسي التريبتوفان 3) أو مضادات مستقبلات خليط من خامس هيدروكسي التريبتوفان 2، والدوبامين2. (ج) محفزات انتقائية كاملة أو جزئية للدوبامين. (د) موقع سيجما ومضادات الأحماض الأمينية المهيّجة. وكل هذه المواقع المختلفة مازالت على مراحل مختلفة من التطوير والتناول. والعقار الوحيد الذي أثبت نفسه كمضاد غير نموذجي للذهان هو الكلوزابين (الليبونيكس) ومع ذلك فمازالت طريقة فاعليته غير معروفة، والبحث جار للوصول إليها، وهو الأمر الذي أدّى إلى تطوير ونماء المركبات السالفة الذكر... المجلة الأمريكية للطب النفسي، النشرة الملحقة، العدد 10 المجلد 149 أكتوبر 1992 النموذج الحيوي الاجتماعي ودوره في حل المشاكل الإكلينيكية منذ قدّم "إنجل" نموذجه الحيوي الاجتماعي (البيواجتماعي) والأمر لا يعدو أن يكون محاولة للتوحيد والتكامل بين العلوم في نظرية الأجهزة الكلية، إلا أن ذلك لم تظهر له فاعلية مباشرة في التطبيق الإكلينيكي. وكاتب هذه الورقة يحاول أن يتناول هذا الموضوع من خلال بنية وهدف المقابلة الإكلينيكية. ولا بد من الإقرار ابتداء أن هذا النموذج البيواجتماعي هو نموذج لتنظيم معطيات علوم مختلفة، لكنها كلها علوم علاقة بالطب عامة والطب النفسي خاصة، وحيث إن هذا النموذج لا يستطيع أن يتناول المسائل الإكلينيكية بالطريقة المنهجية العلمية نفسها (حيث إنه مجال مختلف عن مجال العلم بالبحث) فإن الكاتب يحاول تسهيل مهمة استعمال هذا النموذج الذي يكمل النموذج الحيوي النفسي (البيوسيكولوجي). وهو يجذب انتباه الممارس الإكلينيكي إلى المحاور الثلاثة التي يدور حولها النشاط الإكلينيكي وهي : المعلومات، والأخلاقيات والنفعية... مجلة الأركايف للطب النفسي العام ، مجلد 50 عدد ديسمبر 1993 تواتر الاضطراب الوجداني الموسمي ( أقل في المهاجرين إلى كندا من أصل أيسلندي) يعتبر الاضطراب الوجداني الموسمي (طوم) حالة من الاكتئاب التي تحدث عادة مع نزول الشتاء ويفيق منها المريض مع حلول فصل الربيع أو الصيف التاليين، والحالات الأقل من ذلك التي تصل إلى درجة الاضطراب تسير على نفس النمط وإن كانت أقل حدة، وقد وجد في الولايات المتحدة ارتبط تواتر هذا الطوم مع ارتفاع خط العرض إلى (الشمال). وقد اقترح أنه ربما يوجد انتقاء مورثي (جيني) في الأيسلنديين مما ساعدهم على تحمل هذا الشتاء القطبي الطويل (نسبة إلى القطب الشمالي) ، فإن صحّ ذلك فإن الباحث يتوقع أن يجد تواترا أقل لهذا العلوم في المهاجرين من أصل أيسلندي الذين يعيشون خارج أيسلندا. وهذه الدراسة قامت بتحقيق هذا الفرض، ومن الجدير بالاهتمام أنها وجدت أن تواتر هذا الاضطراب أقل فعلا في هؤلاء المهاجرين. وقد أثبتت هذه النتائج أن العلاقة بين هذا الاضطراب والموقع الجغرافي هي علاقة أكثر تعقيدا من التصور السابق لها، وأن ثمة تكيف مورثي ربما تم عند الأيسلنديين وظل كذلك حتى بعد هجرتهم مما يفسر النقص النسبي الذي أظهرته النتائج... § محو الأمية في هذا العدد عن : الضلال، والشعور بالنقص، وعدوان المرأة أولا : حرف الضاد : ضلال : يسمى بالإنجليزية delusion يسمى أحيانا بالعربية "هذاء"، وهو يعني : اعتقاد خاطئ ثابت، لا يقبل المنطق ، ولا يساير الواقع، ولا يشارك فيه الآخرون من نفس البيئة والثقافة، ويعوق الإنسان عادة عن التفكير السليم في نفس الموضوع، وأحيانا يعوقه عن التكيف والعمل. وليس كل اعتقاد خاطئ ضلالا، ولكن لا بد أن نأخذ حذرنا من أي شذوذ عن المجموع. نعم هو عرض خطير، ولكن مجرد وجوده لا يعني جنونا مطبقا. وحين يظهر الضلال مبكرا ، أو يكون مهزوزا نسبيا (ليس ثابتا تماما) أو يكون مصاحبا بانفعالات مناسبة لمحتواه فإنه يمكن أن يعالج بسهولة بالعقاقير أولا، وأحيانا بجلسات تنظيم المخ. وإذا كان الضلال مزمنا، يمكن أن نصرف النظر عن التخلص منه مقابل ملء التفكير بمحتوى سلين يحل محله... § حول ندوات الجمعية : تقديم ومراجعة تبينا من المحاولة التي قدّمناها في العدد الماضي اختلاف وظيفة ما هو ندوة عن ما هو مجلة، وبرغم الثراء الذي أتاحه تلخيص الندوات السابقة فإن الأمر أتاح لمراجعة كما يلي : 1- كان الإيجاز شديدا 2- ذكر بعض الأقوال على لسان قائليها لم يكن دائما بالدقة التي يرضى عنها المنتدى. 3- لم نستطع أن نحدّد مسؤولية المحرر الذي قام بالعمل ولا أن نفصل بين رأيه وبين رأي ما جرى في الندوة. وعلى ذلك قررنا ما يلي (في انتظار رأي القارئ) 1- أن نقدم ما دار موجزا أشد الإيجاز ما أمكن ذلك. 2- ألا نذكر أسماء أصلا. 3- أن نختار من بين الندوات بعضها تقدمها المجلة بالتفصيل كرأي لتحرير المجلة وليس للمنتدين. وسوف نقدم موجزا محددا أعده أحد مقدمي الندوة الأولى : "أصول فلسفة الحق"، ثم موجزا أطول قليلا لما دار من تساؤلات غامرة حول موضوع "إسلامية المعرفة" وأخيرا بعض التعليقات العامة حول ندوة مسرحية "السكرتير الفني" للمهندس وشويكار. ولتطبيق ذلك نقدم الإشارة إلى ندوتين ثم إفاضة نسبية حول الثالثة. أولا : ندوة يناير : أصول فلسفة الحق" (هيجل) ثانيا : ندوة فبراير 1994 : حول إسلامية المعرفة (د. عبد الوهاب المسيري) ندوة مارس 1994 : السكرتير الفني...