مجـــــــــلات |
|||
|
|||
الإنســان
و التطــور تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي
السنة التاسعة عشر العدد 61 إبريل-مايو-يونيو 1998 |
|
||
|
|||
q
فهرس
الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE
|
|||
§
الافتتاحية) 1( / د. يحيى الرخاوي §
الافتتاحية ) 2( / فريد زهران §
بين التدين
المصري والتدين النجدي / د. أحمد صبحي منصور §
إعادة قراءة
مصطلح شائع ) التطرف( §
العشق أو الموت
/ د. أحمد تيمور §
هيبة الدولة،
الانتماء، ومقترحات عملية / محمد يحيى الرخاوي §
عيد بأية حال عدت
يا عيد / أيمن حامد عبد الشافي §
رتبة روم إيلي
بكاريكي / إدوار الخراط §
مع سمير عبد
الباقي : من قبيل الإعتذار /
نقدّم كلام مبدئي عن ديوانه "الشكشكة" §
نقوش على ضلة
شجرة حاتحور / سمير عبد الباقي §
حالات وأحوال
ألعاب علاجية ) حق الخيبة( §
الضوء له سبعة
أبعاد / أسامة أحمد §
على آماق البصر /
عبد المنعم الباز §
ابن حظ طفل تائه
/ يحيى الرخاوي -
|
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY / RESUMES
|
|||
§
الافتتاحية)
1( / د. يحيى الرخاوي أحداث كثيرة حدثت ما
بين عدد يناير وهذا العدد (أبريل)، وهي أحداث عامة / خاصة، ولا يمكن لمن يريد أن
يعيش عصره، مشاركا محاولا، (مثلا : وهو يصدر مثل هذه المجلة) أن يفصل بين الخاص
والعام بسهولة، ولذلك فإننا نحاول – ما أمكن- أن يشاركنا القارئ بعض ذلك : 1)
صدر عدد يناير متأخرا قليلا، مواكبا لمعرض القاهرة
الدولي للكتاب (المعرض الثلاثين لسنة 1998)، فنزل العدد المعرض أولا –هكذا-
واحتجب عن القراء شهرا كاملا، لظرف آخر، سيرد ذكره، احتجب عن القراء شهرا آخر،
فلم ينزل مع باعة الصحف إلا منذ ثلاثة أسابيع. ومهما كانت الأسباب،
فعلينا أن نرد على سؤال القارئ : هل هي مجلة – تحت كل الظروف- أو " لامجلة
" ? إما أنها مجلة في
متناول القراء، بانتظام، ينتظرها في ميعاد معين، ويبحث عنها فيجدها ، وإما أنها
كتاب غير دوري والسلام. عذرا جدا، ربنا يسهل
، وتستمر مجلتنا مجلة. 2) امتحننا الله تعالى بمحنة مرت بها صحة الزميل سكرتير التحرير،
ثم لطف الله بنا وبه، ومن خلال هذه التجربة القاسية، السليمة النهاية بفضل الله والصدفة البحتة وبعض العلم
الطبي المتابع المستكشف العاجز عن الفعل في نفس الوقت، من خلال ما مررنا به
أثناءه ، انتبهنا إلى غموض مناطق كثيرة من الصحة والطب والتطبيب. 3) ثم إن أمورا كثيرة كثيرة، خطيرة ودالة، قد حدثت في
مجال الصحافة : ظهر ما كان ظاهرا
منذ أن كان علي أمين أو مصطفى أمين (أو أي زيد أمين) يعلم من يريد أن يمارس
الصحافة (لا أن يصدر نشرات دلائل الخيرات) أن يكتب خبر أن لرجلا عض كلبا، وليس
أن كلبا عض رجلا، باعتبار أن هذه هي الصحافة التي تستأهل . منذ ذلك الحين
والصحافة تهدف إلى جذب النظر، وإثارة الدهشة، ورشاقة الإخراج، ولا تحرص بالضرورة
على جهامة الفكرة أو مصداقية الداء، أو رصانة القلم (نقول الصحافة وليس الأدب أو
الكتابة)، فما الجديد في الموضوع ? ما الجديد الذي يبرر هذه الهجمة
السلطوية التي سارت في زفتها كل التيارات التقليدية والماضوية ? وهات يا وعظ، وهات يا تهديد، ثم
هات يا سجن، وإغلاق، وتغيير هكذا خبط لصق... §
الافتتاحية ) 2( : الحوار يمهد الطريق / فريد زهران عرضنا في حديث سابق كيف أن الفردية هي الآفة
التي نخرت بنيان المجتمع المصري في العقدين الآخرين، وأوضحنا أن هذه الفردية قد
ارتبطت بعاملين أساسيين، الأول هو الاستبداد الذي صادر حق الناس في المساومة
الاجتماعية من خلال جماعات النشاط الأهلي المختلفة (أحزاب- نقابات...ألخ) ،
والثاني هو هجرة الملايين بصورة عشوائية ومن مختلف الطبقات الاجتماعية إلى بلاد
النفط بحثا عن خلاص فردي من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السواد الأعظم من
شعبنا، ومن ثم فقد اعتبرنا أن صياغة مشروع – أو مشروعات- جماعية هو المهمة
الملحة الملقاة على عاتق المثقفين المصريين الذين ارتاح أغلبيتهم – بكل أسف- إلى
ما وصلت إليه من تحقق فردي. إن موجة التدين الراهن بكل سماتها العدوانية
والتطهرية المغايرة لطبيعة التدين المصري تعد – في كثير من جوانبها- وثيقة
الارتباط بانهيار الروح الجماعية ومؤسسات العمل الجماعي في مصر وما ارتبط بذلك الانهيار
من ممارسات فردية معيبة وغير أخلاقية بدءا من العمل وفقا لنظرية "على قد
فلوسهم" وانتهاء ب"تفتيح المخ"، كما تعد موجة التدين الراهنة من
زاوية أخرى إحدى نتائج انتقال بعض من سمات التدين الصحراوي القادم من بلاد النفط
إلى بلادنا مع الفيديو والكاسيت.. والمدخرات المغموسة في المهانة والباحثة
لنفسها عن تبرير يقنع أصحابها – لكي يقنعوا من حولهم- بمواصلة رحلة البحث عن
الحل الفردي في بلاد النفط.. والغربة. في هذا المناخ الرديء تصبح الحلقة الرئيسية
ونقطة البداية لأي نهضة ممكنة أمر مرهون إلى حد كبير بقدرة النخب المصرية – في
كافة المجالات ومن كافة الاتجاهات- على إحياء روح العمل الجماعي، وذلك من خلال
الوصول إلى مجموعة من الرؤى القادرة على إشاعة مناخ من الاستنفار والاستقطاب
بحيث يخرج البعض من لامبالاتهم إلى الاهتمام بالشأن العام، ويخرج البعض الآخر من
قمقم التحقق الفردي إلى آفاق الانتماء إلى جماعة . إن صياغة مشروع – أو بالأحرى مشروعات- عمل
جماعي يحتاج أولا وقبل كل شيء إلى حوار خصب ومثمر وهو أمر مختلف إلى حد
كبير عن الحوار الدائر الآن بين النخب المصرية لثلاث أسباب هامة هي بالتحديد...
§
بين التدين
المصري والتدين النجدي : رؤية تحليلية أصولية تاريخية / د. أحمد صبحي منصور مقدمة عن المنهج : السائد في تحليل الحركة الإسلامية هو النموذج
الغربي في التحليل على أنها من أشكال الحركات الاجتماعية السياسية، وقد يجدي هذا
النمط التحليلي في بحث الظواهر الاجتماعية والسياسية الآنية التي تفتقر إلى جذور
تاريخية وأصولية، وقد يجدي أكثر في بحث الظواهر الاجتماعية والسياسية الآنية
التي تفتقر إلى جذور تاريخية وأصولية، وقد يجدي أكثر في بحث الظواهر الاجتماعية
والسياسية في الغرب حتى ما كان منها متصلا بالشؤون الدينية لأن الشأن الديني
هناك جرى عزله في الكنائس بعيدا عن التأثير الفعال في المجتمع، علاوة على أن
المسيحية ليست كالإسلام في تشابكه السياسي والاجتماعي مع الحياة اليومية للمسلمين، ولذلك فإن
المنهج الغربي في التحليل يكون أصدق في التعبير عن ظروف المجتمع الغربي بقدر
كونه أبعد عن ظروفنا كمجتمعات
تراثية ، خصوصا حين نبحث ظاهرة دينية لها جذورها التاريخية ولها طبيعتها الفكرية
التي جرى استدعاؤها من أعماق الماضي لتصبح حية ومؤثرة في الواقع الراهن،
وبالتالي فإن من الضروري إجراء التحليل الجذري دينيا وفكريا وتاريخيا قبل بحث
تجلياتها الراهنة وتشابكها مع
الواقع السياسي والاجتماعي. ومن الصعب هنا الإحاطة التاريخية والأصولية
بجذور الحركة الإسلامية المعاصرة
بشقيها الإصلاحي الإسلامي والثوري السلفي، كما أن من الصعب أيضا مناقشة أفكارها
في ضوء القرآن وما كان عليه رسول الإسلام عليه السلام. ولذلك نكتفي بإعطاء فكرة
سريعة : محور حول الجذور التاريخية والملامح الفكرية. §
إعادة قراءة مصطلح شائع : التطرف (ضرورة التمييز بين التطرف والتعصب) التطرف هو نقطة قصوى في
حركة مستمرة، وهو بذلك ضرورة حتمية كنقطة في حركة، ولكنه يمكن أن يكون كارثة
مخيفة إذا توقفت الحركة عند هذه النقطة القصوى والحالة الأخيرة هي التعصب
والجمود، وليست التطرف. وفرط هجومنا على التطرف ينسينا ضرورته
المرحلية لاستمرار الحركة، وهذا الهجوم يحمل معاني الخوف من الاختلاف أساسا ،
فالحوار يحتاج إلى طرفين : طرف أول ن وطرف آخر، إذا فكل محاور يقف على طرف
القضية في مواجهة الآخر، وهذا أساس مبدئي لبداية الحوار . فالتطرف
"حركة" و"آخر" ، بل إن علاجا يسمّى " علاج
الجشتالت" مبني على أساس تعميق أحد طرفي الموقف المائع في الصراع حتى تحدد
معالمه ، أي يصبح شكلا متميزا عما سواه، عن البديل عنه، أي يصبح متطرفا في
حضوره، وبالتالي يتحدد الشكل من الأرضية، ثم يتبادل الشكل بكل ما فيه التحديد مع
الأرضية، وبالتالي يتحدد الشكل مع الأرضية، ثم يتبادل الشكل بكل ما فيه التحديد
مع الأرضية، وبالتالي يستطيع الإنسان أو المريض (أو المريض) أن يحدد موقفه من
"طرفي" أي قضية أو صراع، ثم يختار بدلا من التأرجح الغامض إلى ما
لانهاية. وإذا صح هذا التصور فإن المرفوض ينبغي أن
يكون التعصب الذي هو "جمود" و"انفراد" وصمم وتشنج. والتطرف عادة ما يكون بالنسبة للمواقف
والأهداف ... أما التعصب فهو عادة ما يكون بالنسبة للوسائل والأشخاص . نبينا الكريم كان متطرفا حين قال معنى :
والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر أو أهلك
دونه ما فعلت، ولكنه لم يكن متعصبا حين قال : ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن. إذا فمن الشرف والفخر أن أتطرف، ومن الجبن
والعار أن أتعصّب. من الشرف أن أتطرف في توحد اتجاهي إلى وجه
الله أو يقيني بحتم الإيمان كضرورة بيولوجية . ومن العمى أن أتعصب لطقوس مذهب
ديني بذاته باعتباره الصواب الأوحد في كل زمان ومكان. وكذلك من الشرف أن أتطرف في تحيزي للحركة
المتصاعدة ضد السكون الميت
المستسلم، ولكن من المخجل أن أعتبر الحركة المادية كما تصورنا أنه هكذا وصفها
ماركس أو طبقها ستالين هي الطريق الوحيد الموصل... §
العشق أو الموت / د. أحمد تيمور o
بداية : هما العشق والموت والموت والعشق لاشيء غيرهما في الوجود هما الساعدان اللذان يديران هذي الكواكب حول محاورها وهما المانحان الزمان الخلود عشقتك والموت يلقي الأصابع في سلة المهملات ويكسر قوس الكمنجة يذهب بالعربات التي تحمل العاشقين وراء الحدود... §
هيبة الدولة،
الانتماء، ومقترحات عملية / محمد يحيى الرخاوي مدخل : في ظل
غربة تجريبية الطابع، حاولت أن
أجرب فيها معايشة معنى التخلي إلى مداه، كما يجرب أغلب المصريين الآن في رأيي
إلا لو لم تتح الفرصة قهرا من أي نوع، وفشلت بأسرع وأرضى وأسعد وأفخر مما توقعت،
وصلتني الأنباء . لم أتألم نفس نوع الألم الذي عايشه من
بالداخل، ولم أجزع نفس الجزع، ولهذا أسبابه السياقية والإعلامية في الأغلب،
ولكني حزنت كما لم أحزن من قبل على شيء. ثم قرأت بعض مقالات معقبة ومعلقة، أتصور أن من الصعب إحصاء عدد
المقالات المشابهة التي نشرت في الصحف المصرية في تلك الآونة، وشعرت بلا جدوى كل
تلك الكلمات التي أشعرتني بأن أي تعقيب أو تعليق ليس إلا عبثا لا طائل من وراءه
إن لم يتحول (وأغلبه غير مؤهل لأن
يتحول) إلى تغير حقيقي. ولكن أي تغير وفي أي اتجاه ??? هل يعرف أحد ?? هل طرح أحد شيئا ممكنا ?
لماذا لم يعد يطرح أي شيء فعلا ? طرح حقيقي وليس إعلان آراء وانتماءات
وتشخيصات وتحليلات و...و...و...مما ليس له آخر. ثم وصلني مقال للدكتور يحيى الرخاوي يشير فيه
إلى ضعف الدولة، وتصورت أنه يطالب بأن تكون الدولة قوية، وأخيرا، وصلتني دعوة
لإبداء الرأي في استفتاء عن مسألتين مهمتين : كيف ننمي الانتماء وكيف تستعيد الدولة هيبتها ? ... §
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد (المتنبي) / أيمن حامد عبد الشافي
مقدمة : من على منبر شديد
الخصوصية طرح الأستاذ الدكتور / يحيى الرخاوي في العدد الأخير من مجلة
"الإنسان والتطور" التي تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري وفي المقال
الافتتاحي استعرض وبإيجاز غير مخل مجمل الأوضاع القائمة في وطننا الحبيب وتسائل
السؤال الذي يلح على كل فرد منا من آن لآخر: ما الحل ? وهو تساؤل قد نستطيع أن نطلق عليه
"الشارع السد" لأن تشخيص المرض في " المسألة المصرية" – رغم
أن حلقات متداخلة متواصلة متشعبة ومعقدة التركيب- إلا أنه واضح الأعراض مكتمل
النصاب ولا نملك الآن إلا السؤال
"الشارع السد" ما العلاج ? ما الحل ?. المحاولة : محاولة أستاذ جامعي وطبيب نفسي معروف وأديب وفيلسوف يمتلك خبرة العلم
والحياة د. يحيى الرخاوي اشتملت على عدة أطروحات للوضع الراهن والقائم بالفعل
قائلا : "إذن ماذا ?" : 1- ننشىء
حزبا ينزل إلى الشارع يلتقط إيجابيات البؤر الخفية التي تتجمع تلقائيا حتى لا
تفقد الأمل ? 2- نستمر فرادى أو جماعات صغيرة كل في موقعه في انتظار
الانهيار الكامل لتتجمع البؤر المرتعشة في نبضة منقذة ? 3-
نتوقف تماما – أمانة مع أنفسنا- حتى لا
نتصوّر أنه بمزيد من الكلمات المتبادلة في الصالونات (الثقافية ) أو المنشورة في مثل هذه المجلة ،
تصور أنها الحل وهي ليست إلا هربا منظما في الأغلب ? 4-
ننسى كل شيء ونتعمق في اللحظة لأنه للكون قدير يدبّره
"وللحياة نبض يحميها" " وللإيمان رب يرجحه ?... §
رتبة روم إيلي بكلربكي / إدوار الخراط "أنعم الجناب العالي برتبة روم إيلي
بكلربكى على سعادة إسماعيل صبري باشا الذي كان وكيلا لنظارة الحقانية، وبالنيشان
المجيدي الأول على سعادة صالح ثابت باشا الذي كان رئيسا لمحكمة الاستئناف
الأهلية، بمناسبة إحالتهما على المعاش. ويوجد الآن فنادق العاصمة 40 ضابطا ألمانيا
كلهم بالإجازة. وطريقة ألمانيا أن كل ضابط يسافر بالإجازة إلى بلاد أجنبية يكلف
بوضع تقرير بما يراه في تلك البلاد حتى تنتفع الحكومة بآراءه فهؤلاء الضباط الأربعون الذين يأتون
للنزهة.." "في أول مارس سنة..." هنا تنقطع القصاصة التي وجدتها بين أوراق
طفولتي أو صباي، فلعلها من مجلة كان اسمها " كل شيء والدنيا". طبعا هؤلاء الضباط الأربعون ليسوا بجواسيس
ولا أي شيء من هذا القبيل، هم فقط ينفعون الحكومة بآرائهم، كلهم الأربعون، لا
أقل.. وفي مصر الآن كم عدد "الضباط" الأمريكان الذين ينفعون بلادهم
بآراءهم ? وبينما يركن الشارع
الرقيق الذي كان وكيلا لوزارة
العدل حينذاك إلى سنوات المعاش، وقد أنعم عليه السلطان العثماني ، أو لعله
الخديوي.. إلى آخره ، " أصدر الكاتب البارع محمد محمد المويلحي ، في 27 منه
مؤلفا ثمينا دعاه (حديث عيسى بن هشام) من ثلاثمائة وأربعين صفحة ، وهو يتناول
الحياة الاجتماعية المصرية ويصفها كما هي في مباذلها بأسلوب انتقادي شائق وثمنه
عشرون قرشا ويباع في جميع المكاتب
". وفي اليوم نفسه، 27 منه
"حدثت خلال الأربع والعشرين ساعة
المنقضية وفيات بالطاعون البشري في البلينا ودشنا ، وإصابات به في أخميم
وبني مزار." وفي اليوم التالي كان
عبد الرحمن حماد يشتغل في مقطع حجر في جبل المقطم بواسطة اللغم فانفجر اللغم
بغتة فمزق الرجل ومات لوقته. طبعا ليس من الصعب جدا
أن أحدد ذلك العام، ولكنه ليس من المهم... أما في 21 يوليو عام 1773 على وجه التحديد فقد
كتبت الأهرام العتيدة : " المليك العزيز..
من ذا شاهد طلعة المليك العزيز بالموكب الحافل ولا تنبعث أشعة إسعادة ذات اليمين
وذات الشمال ولا ينفي عن قلبه الوجل ويبات ليله قرير العين طيب الخاطر غير جازع
ولا منشغل البال للأخبار المشئومة ، فإنه أعزه الله وأبلغه مناه يركب في عشية كل
يوم محفوفا برجال معيّته الكرام مارا في عباب يطارح القوم التحيات مسكنا رعبهم
مزيلا من القلوب رهبة الخطب لا برحت العناية الإلهية ترعاه مؤيدا منصورا بإذن
الله تعالى.." والمليك العزيز – يعد
عام بالضبط من استقدامه قوات الاحتلال التي جثمت على صدر البلاد سبعين عاما هون بالطبع،
الخديوي توفيق. حفظه الله ، حبيب الشعب
، الرئيس المؤمن، الذي اخترناه ...زعيم الملايين...بالروح والدم.. مازال النفاق العظيم-
وأسوأ- متفشيان إلى ما شاء الله.. ومازالت ضربات الذين
نحبهم أكثر إيلاما ، في سياق آخر... §
المثلث وما تبقى / أحمد
زرزور بداية : هكذا، رقتك الكاسرة لم تلحق بالخامسة
والأربعين، رقتك التي يناسبها الآن : الإمساك الحقيقي، من قبل : مررت سريعا بنداءات الأجساد.. (إفضاءات كثيرة لم تتمهل، دموع غنائية لم تتأمل، كان الترقب حريتي والتربص خطاب وهم) " إعانة الشؤون وأمي التي غسلت وملأت
للمهاجرين : أكملنا مثلث الولوغ، ندهتني وندهتها : الخطوات الفائرة / مع ذلك حرمني خوفي اللعب الحي. الإإنزالات السريعة بدأت يومها.. ( كل الذين جعلوني غفلا : لن أسامحهم، أنا المركون الآن في رائحة ، قديمها يحسّني، وعلى الورق، جديدها.. يخرج لي لسانه)... §
مع سمير عبد الباقي : من قبيل الإعتذار /
نقدّم كلام مبدئي عن ديوانه "الشكشكة" مقدمة : وصلنا
احتجاج أحمد زرزور القوى كتابة شجاعة صريحة، أما احتجاج سمير عبد الباقي فقد
وصلنا همسا طيّبا مسامحا، وما كنا نود أن يسامحنا، إذ يبدو أننا في غمرة حماسنا
بعودة المجلة للصدور، أخطأنا في حق كثير من الضيوف وخاصة الشعراء، فقصيدة الشاعر
سمير المنشورة في العدد 59 بعنوان " نقوش على ضلة شجرة حاتحور" ظهرت
بترتيب خاطئ في بعض أجزائها ،
وكذا ظهر اسم الشاعر أعلى الصفحة على أنه "سمير آخر"، والفرق بين
السميرين واضح وله دلالته، فما العمل ? قلنا نعيد نشر القصيدة مثلما عملناها مع
الصديق زرزور، لكن بدا لنا أن هذا لا يكفي، ثم حدث أن ناقشنا ديوان سمير الجديد
"شكشكة على سبيل الفذلكة" فانتهزناها فرصة لنقول هذه الكلمات في الشعر
والشاعر، كنوع من الاعتذار المضاعف، ثم نعيد نشر القصيدة مصححة، حتى نتوب عن مثل
هذه الأخطاء... §
نقوش على ضلة شجرة حاتحور / سمير عبد الباقي بداية : زي الي خارج من معارج شبرا رايح يشوف الرقص في البالون بين نص عاقل واحتمال مسجون دماغي جيش من نمل وعناكب حياتي نازلة نصب في مناقصه نفسي أكمل خطوتي الناقصة ولو على كارو برّه القاهرة الكبرى ... النيل فطمني على جمّارك الشابخ أيام ما كانت
ميتّه عكره في
بلاد بلاها الهم بالعسكر وأكل نافوخها المشايخ فعوّدوها الذل تحمد ربّها ع الفول حرموها تتعطّر بماء الفل وتخاف.. فتسلم وتعيد كل هام مسئول تشوف في كل جميل حرام منكر في بطنها يترعرع البطيخ يجف نبع الفرح تلوى رقاب القول.. من يأسها في نفسها تنسى أن فيه بكره تصلي للآلهة – تكفر تحلّفني بكل عزيز – أشيل
عنها وأتحمل بدالها – وأبوح... §
حالات وأحوال
ألعاب علاجية ) حق
الخيبة( بداية : كانت
الجلسة هي أول جلسة في رمضان
(1418) وكان الميعاد قد تأخر نصف ساعة ، وحضرت (س) التي
كانت قد غابت الجلسة الماضية، وسأل المعالج "من الذي يرغب أن يشتغل (مين
اللي عايز يشتغل ?) ولما لم يستجب أحد ساد صمت
غير مألوف، طال، ولم تقطعه شكوى أي من المرضى من هذا العرض أو ذاك، فقد كانت
المجموعة قد تعلمت أن وصف الأعراض مرارا وتكرارا لم يعد مفيدا، بل لم يعد مقبولا
حرصا على الوقت، طال الصمت ، ولم ينكش المعالجان أحد، أو يعزمان على أحد
بالبداية. قالت
(س) بعد أن طال الصمت أكثر وأكثر، إنها حين تمر بمثل هذه الخبرة تشعر بشعور
داخلي تريد أن تصفه، ثم استدركت قائلة إنها "الآن"
تشعر بهذا الشعور، : "أشعر بخيبة"، وأن، هذا الشعور يزعجها، وهي لا
تحبه، وهي تريد أن تتخلص منه، وتطوّر الحوار مع المعالج الأساسي إلى وضع عدّة
احتمالات ، منها أن الكلام يلهي عن رؤية الداخل، وأن الصمت قد كشف هذه المساحة
من الواقع الداخلي ، ويبدو أن ما كشف هنا هو كيف أن الكلام يقوم بوظيفة هامّة
حين يلهي (س)، أو يلهينا جميعا عن خيبتنا الموجودة بشكل أو بآخر، وأن هذا الصمت
الذي بدأت به هذه الجلسة هذا الصباح قد واجهنا بموضوع الخيبة "هكذا"
مباشرة. ولم
يحاول المعالج أن يترجم الخيبة إلى ما شاع عنها مثل خيبة الأمل، أو الضعف، وإنما
ترك التفاعل يعطيها المعنى الممكن، وبدا من مشاركة بعض الأعضاء أن نفس المنطقة
–منطقة الخيبة- قد تحرّكت في معظمهم بشكل أو بآخر، وبدا أننا نقف من خيبتنا
موقفا يحتاج إلى تعرية، فنحن نتخذ إزاءها موقف التغطية، أو الإلغاء إذا ما
اقتربت منا، أو ربما أنكرناها ابتداء قبل أن تقترب أصلا، ويبدو أن الأقل من
الناس هو الذي يقف من خيبته موقف القبول فالاختراق. فحاول
المعالج أن يبدأ بدعوة (س) أن تقبل خيبتها، فرفضت قائلة : ... §
مثل وموال المثل الأول (التفكير العلمي الشعبي) يقول المثل : قالوا الصلاة خير من النوم،
قال جربنا ده، وجربنا ده هذا المثل جريء خطير، وقد يفهم خطأ على أنه
استهانة بالصلاة، أو تهوينا من النداء الجميل في آذان الفجر حتى يهب الناس إلى
الصلاة، حيث ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، وكل هذا استعجل واختزال لما قد
يعنيه المثل من عمق آخر، فالمثل لا يقال فقط لمحتواه، ولكن للفكرة الأساسية من
وراءه. وهذا المثل دعوة شعبيّة جريئة وموضوعية بعدم
التّسليم لكل ما يقال، حتّى لو قيل في سياق ديني، فعندما ينادي المؤذن أن الصلاة
خير من النوم، هو لا يقول جملة خبرية، وإنما هو يدعوك أن تلقى ربك، وأن تفتتح
يومك بهذه الصلاة، لترى بنفسك أنها خير من النوم، فهذا ما كنا نتعلمه في الثانوي
عن الأسلوب الخبري الذي يخرج من
وظيفة الخبر إلى وظيفة الإنشاء،
ليؤدي وظيفة الأمر، أو السؤال أو الطلب، أما الاستسلام للكلام المثبت وكأنه
حقيقة للبلاغ لا أكثر، فهذا دون الوعي البشري اليقظ في كل شيء حتى في الدعوة إلى
البكور ، وعبادة البكور. والناس هنا لم تتورّع أن تعلن من خلال هذا
المثل : أن كل شيء قابل للتحقق والتجريب، وأنه لا يكفي أن يقول كائن من كان
قولا، فيكون صحيحا إلا إذا ثبتت صحته... المثل الثاني :
الزوج الطري والعاشق الحمش
يقول المثل : جوزي ما حكمني، دار عشيقي
ورايا بالنبوت ماذا يقول هذا المثل ? أولا : هو مثل يشير- بكل الشجاعة- إلى العلاقات خارج مؤسسة الزواج إشارة
واقعية وليست فقط من منطلق النهي الأخلاقي . وثانيا : هو ينبّه –ضمنا- إلى بعض ما يجعل الزوجة تتخذ عشيقا، ليس
لأنها تريد من رجلها (بدءا بزوجها) أن يستعملها (ما حكمني) ، فأن يحكم الزوج
زوجته ليس معناه أن يقهرها ولكن المثل يشير بشكل رقيق إلى أن بعض الأزواج يبلغون
من الضعف والموافقة ما لا يملأ عين زوجاتهم، وبالتالي تبحث الزوجة عن هذا السند
الرجولي القوي ملأ وعيها، ويغذي
احتياجها، بل إن الحاجة إلى شريك قويّ لا تقتصر على المرأة، فالرجل أيضا يحتاج
إلى شريكة ن حبيبة، زوجة، قويّة، ظهر ذلك منذ عمر ابن أبي ربيعة وهو يتمنى أن
تستبد به هند، ولو مرّة واحدة إنّما العاجز من لا يستبدّ. "واستبدت مرة
واحدة إنما العاجز من لا
يستبدّ"…
§
الجنود / شعر خالد حمدان
مفتتح : " خوفوني من عصافير الصباح خوّفوا منّي جراحي
" لمن كنت أعددت شايا وصبحا وجندا وأغنية من نزيف لمن كنت تحضر كل
صباح كجنات عدن لتنزف عمرا بحجم
الدوار وقبح السيوف وتزدرد الحزن مثل
الشتاء وترمح في قمم ضيّق عن صاحبي كنت تستبدل الصمت بالصمت والجرح بالجرح والمرثيّات بورد
فسيح لتصعد للنور مثل
الفراش وتسقط تسقط مثل الخريف لمن ? للحبيبة، أم
للعصافير، أم للذي لا
يجيء ? الحبيبة... لن تحمل الورد ثانية للمحب العصافير لن تعزف الصبح لن تسكب الملح فوق الشواطئ هل بالذي لا يجيء.. افتتنت ? الجنود الجنود الجنود، تعبت... §
الضوء له سبعة أبعاد / أسامة أحمد ابراهيم جاد عزف منفرد : أعانق السهوب وأبصر استدارة الأفق لأذوب أحدّث العيون عن مرارة الشجون وأقرأ المدى يكون ما يكن : تسير في حشاشتي سفينة من الدّمار والمحار ومهجتي مدينة تقوم كي تنهار ضجتي مدينة توشوش الأصداف والرمال تبثها أسرارها القديمة فتورق الأشجار وتعلن الربيع.. والسكينة...
§
أوزوريس / نعيم صبري اليوم اليوم أتم وجودي في هذا الحال أسحب ما أسموه الروح وأمضي أنسحب من اللحظة لضآلتها أسعى نحو خلودي في الأزمان أولج نفسي في رحم الأرض أو أتحوّل نجما طفلا وأسافر في الأكوان أتحلل من جسد يفنى.. يتحلّل منّي بهوان أتحقق في تربة وطني في جذر نبات نام منه أصعد نحو الساق أتجوّل في حضن الأوراق... §
على آماق البصر / عبد المنعم الباز مدخل : لم يعد يعجبه
الوجه الذي يعكسه زجاج مترو الأنفاق في الصباح، ولا يحفل به قميص نومها الوردي
في المساء. قال لي :" أعاقبك بألآ أعاقبك ، تمضغ
الذنب ولا لذة، وتبصر المصيبة ولا ألم، تجرّ جسدك في متاهات النّاس ولا يتسع لك
شارع رمسيس، تنبش السماء بأربعة أصابع فتسقط في عينك أحلام متربة ، تدب فيما
يشبه الوطن وتنزف ما يشبه الحياة". " من ساعة ما بقى مدى ستاشر سنة، وأنا
عايز يحصل تغيير في حياتي، ونفسي يبقى عندي موتوسيكل زي أبطال السينما، وكمان
يحلّ لي أزمة المواصلات". في سن السادسة عشر كانت سنارته مازالت في
الماء باحثة عن قمقم صغير به جني طيب، ولم يكن في النيل سوى السمك والطحالب،
والأحذية القديمة، وظل بعدها فترة حين يهبط من القطار ينظر من النافذة أولا
باحثا عن جمهرة أهل المدينة، وقد
مات رئيسها واتفقوا على تولية أول غريب، لكنهم لم يتّفقوا أبدا على أي شيء. -
لماذا لم تعد تكتب ? لماذا تكتب أنت ? مقلتك تهفو للدمع القديم فهل تستحضر البصل ? كيف تطلق نكتة جديدة ونافورة روحك متربة وحتى لو كنت تضحك لدرجة
الرفض أو تبكي لدرجة النشيج يجب أن نجد حكاية غريبة تضحك وتبكي في آن واحد. مشكلة لا تهم أحدا ثم إنني أكتب التقارير كل
يوم... §
مقتطف وموقف (الأهرام / 26 يناير
1994) المقتطف : الدكتور : عبد العزيز حمود أستاذ الدراما ،
وعميد كلية الآداب – جامعة القاهرة سابقا. ...وقد زاد الطين بلّة أن معظم مفرداتنا الفكرية
والسياسية مستوردة أصلا، وهي حقيقة تاريخيّة خاصّة بنا منذ بداية عمليّة
التّحديث في عصر محمد علي، معنى ذلك أنه إذا كان من الطبيعي على العالم الخارجي
أن يستغرق بعض الوقت حتى يولد مفردات جديدة للخطاب السياسي والفكري فإننا سننتظر
وقتا أطول حتى نقوم بنقل تلك المفردات الجديدة واستخدامها في قاموسنا الفكري
والسياسي، مما يعني استمرار الفجوة بين المسمّيات والمفاهيم لفترة أكثر إرهاقا
وتشتيتا للفكر القومي، وسوف يبقى الأمر كذلك إلى أن نطوّر فكرا قوميّا خاصّا
بنا، فكرا غير مستورد يضرب في أعماق المكان والزمان الخاصين بنا، وبدون ذلك
البديل الفكري القومي ستظل مفردات غربية غريبة علينا كالرومانسية والكلاسيكية
والميتافيزيقية والواقعية الاشتراكية والتحليلية. بدأنا في السنوات الأخيرة،
وبفضل سرعة الاتصال والنقل نستخدم مفردات تتفاهم بها القلّة النّاقلة لها فقط
كالحداثة وما بعد الحداثة والبنيوية والتفتيتية والسيميوطيقا والهرمونيطيقيا
وغيرها. لم نقصد أبدا بتلك الكلمات رسم صورة قاتمة
لواقع الفكر القومي، لكن الحقيقة أن الواقع يضعنا أمام اختيار وحيد "إما
النظام أو الفوضى". الموقف : 1- هذا الكلام شديد الأهمية، سواء قيل في
مجال السياسة أم الاقتصاد أم الأدب أم الطب. 2- وهو كلام قديم جدا له علاقة وثيقة
بالوسواس المعاد حول إشكالات : الذات والآخر، الأصالة والمعاصرة، القومية
والعالمية ، الكلام والممارسة، إلى آخره 3- ثم مشكلة أخرى متعلّقة بهذا الكلام وهي
التفرقة بين المسمّى والمفهوم. 4- ثم أيهما يأتي أولا : المصطلح أم
استعماله، وبألفاظ أخرى : هل الممارسة هي التي تبحث لها عن لفظ جامع مانع
يحددها، أم أن اللفظ (المصطلح) هو الذي يحدّد طبيعة الممارسة ، وهذه قضية ترجعنا
إلى نشأة اللغة، وتطوّرها، وضمورها، وتخلّفها وسجنها، وتحلّلها، وكلّ ذلك أمور
حياتيّة جوهريّة لا مفر من مواجهتها بالشّجاعة الكافية والمسئولية المناسبة... §
استربتيز / هشام قاسم أعترف أنني لم أشهد فن الاستربتيز .. لكن بالتأكيد سمعت وقرأت عنه.. وهو فن
– ليعرف الجهلاء الذين حتى لم يسمعوا عنه - يتعلّق بكشف مفاتن الجسد البشري في عرض راقص شائق هدفه تحقيق
المتعة البصريّة . وجلب النشوة الباطنية للزائر المتسمّر في مقعده ..قد يكون ليس
من حقي أن أحدثكم عن هذا الفن الذي لم أشهده.. لكن ما دفعني إلى قصي إليكم أنني
رأيت بالصّدفة البحتة عرضا مشابها لهذا الفن الأوروبي في بلدنا العزيز. معذرة، أرجو ألا تظنّوا أنني قد ساقتني قدماي
بحثا عنه في ملاهينا الليلية، فأنا رجل فقير . مدير عام في إحدى المصالح
الحكوميّة مرتبي كله لا يكفي سهرة واحدة بها. قد يكون تحقيق مثل ذاك الأمل للفقراء من مديري العموم هو فقط
عند الإحالة إلى المعاش والحصول على مكافأة نهاية الخدمة .. لكننا لسنا من
السذاجة لكي نفقدها في ملهى ليلي على وهم محتمل أن نشاهد أو لا نشاهد.. ولا
تظنوا أن يكون أحد أصدقائي قد دعاني ، لأنهم كلهم موظفون فقراء مثلي والحمد
لله.. وعلاوة على ذلك هم متديّنون لا يقبلون حتّى مجرّد سماع اسم هذا العرض. في الحقيقة أنني شاهدته في الحياة ..في دنيا
الواقع. انتظروا .. لم أشهده كاملا ..لا..ولا نصفه..
ولا ربعه.. نستطيع أن نقول أنه لو حسبنا مساحة الذراع بالنسبة للجسم.. لكانت
10% ومساحة اليد والكف بالنسبة للذراع حوالي
الخمس..لكان حجم ما شاهدته من عرض الاستربتيز حوالي
2
% .. من مساحة الجسد..
§
للتذكرة والتصحيح من التفريغ والفضفضة، في العلاج النفسي
(1) يقولون :
التفريغ (الفضفضة) هو أساس العلاج
النفسي
كلما سالت
أحدهم لماذا يذهب إلى الطبيب النفسي، أو ما فائدة جلسات العلاج النفسي التي
ينتظم عليها، أو ماذا يتصوّر أن الطب النفسي أو العلاج النفسي يمكن أن يقدّم له،
أجابك إجابات أغلبها يصب في : إنه يريد أن يفرغ ما بداخله، أن يخرج مخزونه، أن
يجد من يسمعه، أن يكشف عن مكنونه إلى آخر مثل هذه التعبيرات التي تشير إلى ما
يسمّى التّفريغ، أو الفضفضة. وكل هذا صحيح مفيد، ولكن ولكن ماذا قبل أن نلكنها ، نقول إن مفهوم التفريغ شائع
من قديم ، وأشهر من استعمل كلمة التفريغ في العلاج النفسي الإسعافي الفوري لم
يكن طبيبا، كان ضابطا صغيرا في الحرب العالمية الأولى، حين لاحظ أن بعض جنوده
يصيبهم نوع من البكم كنوع من الجمود الكلي إثر غارة ساحقة بالقنابل تتم بجوارهم
وتصيب زملاءهم دونهم، ثم إنه راح يلاحظ أن هذا التكتم والبكم والجمود له آثار
سلبية في هؤلاء الجنود على المدى القصير أو البعيد، فكان يبادر بعد انتهاء
الغارة فيأمر جنوده هؤلاء بالتوجه والصراخ ألما أو فزعا أو أي شيء ، كان يمسك
بالجندي ويهزّه قائلا : توجع، لماذا لا تتوجع ، ونفس الفكرة كانت تستعمل في
باريس في العلاج النفسي لحالات الهستيريا، ثم استعملها فرويد تحت اسم
"التفريغ" catharsis
مباشرة...
§
تقاسيم )3( على أصداء نجيب محفوظ / يحيى الرخاوي الفصل الثالث : " ابن
حظ" : طفل تائه (يا أولاد الحلال) في ثوب كهل يعبد ربه مقدمة : ظهر عبد
ربّه التائه فجأة –دون مناسبة- من وجهة نظري فتغيّر مزاج التلقي عندي بعض الشيء
، لست أدري لماذا ، وقد جاء حضوره وحواراته قبل ظهوره في ما نشر مسلسلا في
الأهرام ، حيث نشرت الأهرام –خطأ-
حلقات قبل حلقات ، كان من بينها حلقات يتكلّم فيها عبد ربه التائه مباشرة
دون أن نعرف ما هي علاقته بالأصداء أو بالسيرة ولا متى أو من أين جاء، حتّى حسب
من يسمّون بأصحاب الحداثة أن ذلك مقصود، وأن محفوظ أصبح حداثيا (حداثيتهم يعني)
ن وحين حصلت على الأصل وسالت المؤلف صحح الموقف بالشكل الذي نشر به العمل مكتملا
لعد ذلك، وهو نفس الشكل الوارد في هذه الدراسة. أما لماذا تحفظت على ظهور عبد ربه حتّى الرفض
أحيانا، فهذا ما لم أدركه حتى الآن تحديدا، وإن كان لا بد سيظهر في قراءتي
التالية، وبداية أعدد تحفظاتي مجتهدا غير مصرّ. أولا : تصوّرت أنه بظهوره سنقترب أكثر من
السيرة الذاتية، المباشرة، وأنا كنت ومازلت أفضل أن أعيش الأصداء أردّدها
وأتردّد معها، رافضا أن أواجه مصدرها الأصلي مباشرة، وبحضور الشيخ عبد ربه اقترب
محفوظ شخصيّا من وعي القارئ فتراجع خيال التلقي نسبيا. ثانيا : توقعت درجة ما من المباشرة، وربما
الخطابة أو إلقاء الحكم أو الأحكام ( وقد تحقّق بعض ذلك نسبيّا). ثالثا : ساورتني شكوك غامضة نحو حضور الشيخ
الطفل هكذا، وقد تبيّنتها بعد ذلك، وسترد هنا وهناك مع قراءة تفاصيل الفقرات... |
|||