مجـــــــــلات |
|||
|
|||
الإنســان
و التطــور تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي
السنة العشرون - العـدد 66 و65 ( أبريل / يوليو ) 1999 |
|
||
|
|||
q
فهرس
الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE
|
|||
§
الافتتاحية الأولى : الأخلاق بين الضرورة الاجتماعية
والإيمان الديني
/ فريد زهران §
على هامش الفوضى
…يتطور العلم / أ.د جمال إبراهيم §
بعض مراتب ومراحل
الاستمارة الدينية الحديثة في الإسلام ) 1 من 2( / .د. أحمد صبحي منصور §
حالات وأحوال : كيف
نقرأ مريضنا؟ و كيف نقرأ أنفسنا من خلاله؟ §
قصة قصيرة غاية في
الحزن / د. أحمد الفار §
قلب رجل
عجوز / ياسر عبد الحق نصار §
حكايات النسيم و العاصفة : صلوات
في محراب النفري / التفري x إ. الخراط x ي. الرخاوي §
الكتاب الثاني
: القراءة الجامعة )في / من
أصداء السيرة الذاتية : نجيب محفوظ( / يحيى الرخاوي §
قصيدتان : طبعا & قصيدة بلونين / أحمد زرزور §
قليل من السماء / عبد المنعم
الباز §
مثل وموال العجز عن التوقف §
مقتطف وموقف :
1- شهادة محمد حسنين هيكل ، 2- … "و جوائز" ميلاد حنا §
مقتطفات علمية : تحول الضغوط النفسية والاجتماعية إلى بيولوجيا نيورونية في
الاضطرابات الوجدانية الراجعة / قراءة وتعليق د.أحمد ضبيع |
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY
/ RESUMES
|
|||
§
الافتتاحية الأولى : الأخلاق بين الضرورة الاجتماعية والإيمان الديني / فريد زهران مقدمة : في المناخ الرديء الذي انتهى بالوطن
إلى هذه الحالة من التشظي و الفردية تحاول جماعات ضيقة هي أقرب ما تكون إلى جزر
منعزلة تتحلق حول أفراد موهوبين، أن تقبض على جمر الوجود الحي الفاعل الذي يحاول
تقديم إجابات غير تقليدية لأسئلة المستقبل غير التقليدية، و في هذا الإطار
نستطيع أن نضع ندوة جمعية الطب النفسي التطوري التي تعقد شهريا بمستشفى دار
المقطم للصحة النفسية بدأب و انتظام منذ ما يزيد على عشرين عاما، و قد أسعدني
الحظ أن أتلقى دعوة كريمة من د. الرخاوي لتقديم عرض لكتاب "فخ
العولمة" الصادر عن سلسلة عالم المعرفة في هذه الندوة التي تميز أولا و قبل
كل شيء بما يضفيه عليها د. الرخاوي من روح خلاقة و حس نقدي و عقلية إبداعية في
ظل ثقافة موسوعية تتسع برحابة صدر لا لاتجاهات و مدارس فكرية متنوعة فحسب، لكنها
تتسع أيضا إلى تخصصات معرفية مختلفة، بل و تجمع في بساطة عميقة و أخاذة بين
العلوم التطبيقية و الإنسانية… بالطبع قادني الحديث يومها عن كتاب " فخ
العولمة " إلى الحديث عن أي " عولمة " ، ولم يكن هذا خروجا عن
الموضوع بالذات وأن د. الرخاوي قد اختار – أو لعل الأهرام هو الذي اختار – أن
ينشر مقالا هاما عن العولمة في نفس يوم الندوة حيث تضمن المقال إشارة إلى الكتاب
أو لعله انطلق منه كمسلمة تصف الظاهرة وتشخص الحال. وأنا لا أود هنا أن أتعرض للكتاب الذي يلقي
نظرة بانورامية نقدية لا تخلو من عمق على واقع الغرب الآن، وهي نظرة اختلط فيها
نقد " الرأسمالية الاحتكارية " بنقد " الأمركة " فالظاهرة –
أي العولمة – لم يتعرض الكتاب أصلا وإنما تعرض فقط وبلهجة نقدية حادة وموضوعية
إلى الرأسمالية الاحتكارية في ذروة انتصار لأجنحتها المحافظة المنفتحة على
الفاشية، كما تعرض أيضا وبقدر معقول إلى انتقاد " الأمركة " بدءا من
انتقاد الهيمنة الأمريكية بالمفهوم السياسي – الاقتصادي – العسكري، وانتهاء
بانتقاد الأمركة بوصفها عملية ترمي إلى تعميم وفرض الثقافة الأمريكية والنموذج
الأمريكي، وبهذا المعنى فإن الكتاب – في تقديري – خلط العولمة بأشياء أخرى
فانتهى إلى انتقادها، وهذا الخلط الشائع هو ما يدفع الكثيرين – ومن بينهم د. الرخاوي
نفسه- إلى انتقاد العولمة بدلا من انتقاد الرأسمالية الاحتكارية في طبيعتها
المحافظة، وبدلا من انتقاد الأمركة.
§
الافتتاحية الثانية o
حوار
مطلوب و مخاطر لا يمكن تجنبها
بداية : منذ عادت هذه المجلة
للظهور ونحن نحاول – فاشلين- أن نتجاوز مسألة أنها مجلة الصوت الواحد، بل إن هذا
الصوت بدا وكأنه قلبها مجلة " قطاع خاص جدا "، ولولا أن سكرتير
التحرير، صاحب الفضل في عودتنا للظهور، قد انتظم – بإلحاح منا- على مواصلة كتابة
الافتتاحية الثانية، لظلت المجلة أشبه بكتاب مسلسل يكتبه رئيس التحرير على
حلقات، المهم هذا أمر إلى نهاية حتما مهما طال الزمن، ولو بقضاء الله، إن شاء
الله، أليس لكل أجل كتاب ?
بلى.. ثن إن فريد زهران في افتتاحية هذا العدد –
التي أصبحت "أولى" للأهمية بدا وكأنه يشير إلى التعجيل باحتمال تجاوز
هذا الإشكال (الانفرادي) بشكل أو بآخر، ولولا وصول افتتاحيته قبل صدور المجلة
بخمس دقائق لأفردنا لمناقشتها عددا بأكمله، وسوف نحاول أن نرد عليه في الجزء
الأول من هذه الافتتاحية، ونحن ندرك تماما، ودائما – أن للحديث (هذا الحديث بوجه
خاص)، بقية ممتدة، وأيضا نحن نأمل في مشاركة من القراء نتوقع منها إضافة من يحسن
الاستماع ، ويواصل المحاولة، وفيما يلي : (1)
جاءت افتتاحية زهران ردا على مقال لرئيس التحرير نشر في الأهرام، عن
العولمة ونوعية الحياة، وعلى حوار دار بندوة الجمعية بتاريخ 4 يونيو 1999 (نشرت
المقال بالصدفة في نفس يوم انعقاد الندوة لمناقشة كتاب فخ العولمة) وبالتالي ،
بدت بعض القضايا التي طرحت على قارئ المجلة غامضة قليلا أو كثيرا، حيث أن قارئ
المجلة لم يقرأ المقال – بالضرورة – ولم يلم بما دار في نقاش الندوة حتما، حتى
بدا الأمر وكأنك تدخل إلى مسرحية في منتصف الفصل الثاني على أحسن تقدير. (2) كتب رئيس التحرير بعد هذا المقال الأول
الذي يناقشه زهران في افتتاحيته – هذه- مقالين لاحقين لشرح الفكرة التي أراد
طرحها عن " العولمة ونوعية الحياة " صدر بتاريخ 1/6/1999، كان الآخر
بعنوان "البعد الإيماني ومستقبل البشرية (مستقبلنا )" صدر بتاريخ
2/7/1999، وفيهما ردود كثيرة على ما جاء بافتتاحية فريد زهران ، نعتقد أنه لا
مجال لتكرارها من ناحية، ونأمل أن يعود إليها من شاء من القراء لاحقا، أو قد
نضطر إلى إعادة نشرها إذا وصلنا من القراء ما يفيد الحاجة إلى ذلك. (3) تبينا من خلال العودة إلى إثارة هذه
القضية أنه كان من شغل هذه المجلة الشاغل منذ العدد الأول (من عشرين عاما)، أن
تسهم في المسألة الإيمانية إسهاما متواضعا بشكل أو بآخر، فقد جاء في افتتاحية
العدد الأول ما يؤكد ذلك.." (4) كما صدر
مقال بأكمله في نفس العدد الأول بعنوان " الله..الإنسان...التطور..الله"،
يحاول التمييز بين جمود التدين البشري وحتمية التطور الإيماني... o
المحظور والسياسة o
هذا العدد §
على هامش الفوضى …يتطور العلم / أ.د جمال إبراهيم ملخص : تهدف هذه
المقالة إلى التعرض إلى ما اتفق على تسميته بعلم الفوضى) علم الشواش(
وتسعى إلى تقديم بعض الإجابات على ما أثاره ظهور وتطور هذا العلم على الرؤية
العلمية للواقع، والثورة التي تحدثها في تعميق الرؤية الإنسانية على وجه العموم. §
مدخل إلى العلاج
النفسي الوجودي ) الجزء الثالث (
نظرة تاريخية : طلائع وجودية / رولو ماي – إرفين يالوم - ترجمة د. عادل
مصطفى o
نظرة تاريخية : طلائع وجودية : مدخل : ثمة
تياران أساسيان في تاريخ الفكر البشري. أحدهما هو تيار الماهيات essences ويتجلى في أوضح صوره عند أفلاطون الذي ذهب إلى أن هناك صورا مكتملة
أو نماذج مثالية لكل الأشياء. وأن هذه الأشياء من حولنا – هذا الكرسي المحدد
مثلا- ما هي إلا نسخ ناقصة لها. تتبين هذه الماهيات بوضوح حين
نتأمل في الرياضيات : فالدائرة الكاملة والمربع الكامل موجودان في السماء. أما
ما نرسمه نحن البشر من دوائر ومربعات فهي نسخ غير مكتملة من تلك الدوائر
والمربعات المثالية. وتتطلب الرياضيات ملكة التجريد التي تغضي عن وجود الشيء
المفرد . فبمقدورنا مثلا أن نبرهن ببساطة على أن ثلاث تفاحات مضافة إلى ثلاث
أخريات يكون مجموعها ستا . غير أن هذا يظل صحيحا حتى لو استبدلنا بالتفاحة وحيد
القرن. فالرياضيات لا يعنيها ما إذا كان وحيد القرن موجودا بالفعل. وبوسع قضية
ما أن تكون حقيقية. لعل النجاح الباهر الذي تحققه هذه الطريقة في بعض مجالات
العلم (كالرياضيات) هو بعينه ما يحمبنا على أن نغفل الكائن الفرد الحي. غير أن هناك تيارا
آخر من الفكر آخذا مجراه عبر التاريخ. ألا وهو تيار الوجود existence . وبموجبه فإن الحقيقة تنصب على
الشخص الحي الموجود في موقف بذاته (عالم) في وقت بعينه. ومن ثم أطلق على هذا
التيار : التيار الوجودي existentiel. هذا ما كان يعنيه سارتر في
مقولته الشهيرة : "الوجود
يسبق الماهية". فوعي الانسان (أي وجوده) سابق على أي شيئ عليه أن يقوله عن
العالم من حوله...
§
بعض مراتب ومراحل :
الاستمارة الدينية الحديثة في الإسلام ) 1 من 2( / .د. أحمد صبحي منصور مقدمة : كعادتنا
فإننا نبدأ بتحديد المفاهيم و وضع النقاط فوق الحروف. و في موضعنا عن مدرسة الاستنارة الدينية بين
مصر و تونس في القرن العشرين لا بد أن نبدأ بتحديد الفرق بين الدين و التدين
المصري و التدين التونسي، و تأثرهما بالظروف الجغرافية و الطبيعية للبلدين،
واختلافهما عن أنواع التدين الآخر. خصوصا التدين البدوي الصحراوي، و مدى اقتراب
هذا و ذلك من القرآن الكريم. و في ورقة بحثية موجزة كهذه فإننا نكتفي
بإعطاء لمحة سريعة فيما يلي : فالدين هو ما ينزل من السماء كتابا سماويا
على النبي و يكون النبي أول الناس طاعة و اقتداءا بهذا الدين، و تطبيق النبي
لهذا الدين مرتبط بإمكاناته البشرية و ظروف عصره ة بالتالي فإن التطبيق البشري
للدين يختلف من عصر لآخر، و هذا التطبيق البشري المختلف حسب الزمان و المكان و
حسب الظروف هو ما يعرف بالتدين، فالتدين هو نوعية الاستجابة للدين و كيفية
التفاعل معه بالسلب أو بالإيجاب. و من هنا توجد الفجوة بين الدين الحقيقي و
أنواع التدين لدى الأمم و الشعوب، سواء كانت إسلامية أو مسيحية و قد يكون ذلك
مقبولا و معقولا بسبب تأثر الإنسان بظروفه الاجتماعية و الطبيعية، و لكن ليس
مقبولا و لا معقولا أن يعطي الإنسان تدينه البشري مشروعية إلهية زائفة عن طريق
نسبته للنبي [كما يفعل أهل السنة] أو نسبته لأقارب النبي [كما يفعل الشيعة] أو
نسبته لأشخاص آخرين يزعمون قدسيتهم و علمهم اللدني الإلهي [كما يفعل الصوفية]… الدين كتاب إلهي ، وصاحبه هو الله تعالى الذي
يملك يوم الدين، والدين يحاسب البشر أجمعين من أنبياء وأئمة صالحين وعصاة، أما
التدين فهو فكر بشري وسلوكيات إنسانية، فيها الخطأ وفيها الصواب. وفيها الحق
والباطل، وإذا كان الحق في الكتاب الإلهي مطلقا، فإن ما نفهمه من الكتاب، وما
نصل إليه بتفكيرنا الديني يظل في إطار الحقيقة النسبية إذا كان حقا، ويظل في
إطار الباطل النسبي إذا كان خطأ، لأنه يجري في إطار الاختلاف المذهبي الذي يصل
بأصحابه إلى التعصب واعتبار ما " يذهبون" إليه من " مذاهب"
إنما هو دين، وفي مواجهة هذا التعصب المغالي نضطر إلى القول بأن الحقيقة في
التفكير الديني البشري نسبية، والباطل فيها أيضا نسبي، وذلك حتى لا نقع في تكفير
أحد... §
مدرسة الاستنارة الدينية في القرن
العشرين بين مصر و تونس: الأرضية التاريخية و المنهج العلمي §
منهج مدرسة التنوير المصرية §
منهج مدرسة التنوير التونسية §
حياة / إبراهيم محمد أتفتح كالرعشة لا أقتنص الرؤيا لا........... أنت على فاصلة الريح هناك وقلبي يلتحف الساحل حين ارتسم النهر على ظل الرض وكان صهيلا من ألق ونبآت هل يتغلغل وجهي ما بين خيوطك كي يرتفع الدفء على حد السيف ? هذا والليل قادم يصنع جمرا أبهى - من جسد امرأة – تلقي للشجر مراياها للأيام وتصلي في عاصفة
تتشكل من طين تكبر وجعا.. وجعا... §
حالات وأحوال : كيف نقرأ مريضنا ؟ و كيف نقرأ
أنفسنا من خلاله ؟ تقديم : هذه
المحاولة جديدة في هذا الباب
الفريد الذي نحاول أن نتعرف من خلاله على المريض النفسي، و من ثم على أنفسنا
بشكل مباشر، حاضر و ماثل. و على خلاف ما تعودنا عليه في هذا الباب، تتصف حالة هذا العدد
بما يلي : 1-
سوف نقدم مريضا كتب حالته [شكواه] على ورقتين منزوعتين من
أجندة قديمة. 2-
سوف نغفل – عمدا – ذكر السن و الوظيفة و
المستوى الاجتماعي و مستوى التعليم و الذكاء، بل و التشخيص، و ذلك لأننا نود أن
نتجنّب التسرع بترجمة
ألفاظه و كلماته إلى "أخطاء" [تدل على جهله باللغة مثلا[، أو
إلى أعراض [نفسية]، لا أكثر و لا أقل. 3- على الرغم من الأخطاء
الإملائية أو الهجائية أو التركيبية، فإننا نؤكد للقارئ أن هذا المريض متوسط في
كل شيء، مقارنة بالقطاع الذي يمثله في المجتمع المصري، و من ثم فإننا ندعو
القارئ ألا يسارع باعتبار بعض كلامه، أو كل كلامه "غير مترابط" أو على
أحسن الفروض "شبه فلسفي"، و كلا العرضين هما من أخطر ما نبعد به
مرضانا عنا، و بالتالي نفقد كل
احتمال تواصل، فعلاج. 4-
و قد حاولنا أن نقدم نص ألفاظ المريض، و في
نفس الوقت صورناها بخط يده بعد استئذانه دون ذكر اسمه… o
الجزء الأول : الحالة النفسية و التصورية o
الجزء الثاني : وصف نفسي عن الجسد – الحالة
النفسية §
قصة قصيرة غاية في الحزن
/ د. أحمد الفار عرفها من سنوات كثيرة، قبلها بعمر طويل
أحبها، وقبل ذلك بزمن أدركا عقم الكلمات وعجز اللغة أمام فيضان من المشاعر يبغي
متنفسا.. كان يحدق في عينيها، يستشف منها حجم الشوق،
ومساحة الرغبة في اللقيا، ويستمد منهما على البعد عونا.. وكان يحتضن كفها في راحتيه، يتلمس أصابعها
الرشيقة الرائعة، وينقل من خلالها دقات القلب ويخبرها كم يحب، وكم يشتاق ويهوى.. وعندما يبرح به الشوق يختلس قبلة ينثرها على
كتفها وأطراف أصابعها أو أناملها، ويشبك يديه بقوة. يتنهد بحرارة ونشوة – آه..
فكم يعذبه الشوق إلى توحد لا يدري له سبيلا. كانت تتخذ من حروف اسمه إيقاعا لدقات قلبها..
تكون من ضوء عينيه، صوته وحلو كلامه حياتها. وعمرا جميلا من الحبم.. §
كلمات / عادل مصطفى بداية : من
الحذق حين نتثاقف العالم الغربي المتحضر، أن نأخذ منهم، ونهضم زادهم، ونتمثله
تماما، ونحيله، بحكم التمثل ذاته، إلى كياننا وأعضائنا وبنيتنا. لا أن نمنحهم
أنفسنا ونتقمصهم تقمصا رخيصا ونضحي بحقيقتنا دون مقابل. إن لدينا منتسبين كبارا يعيشون بيننا في
الشرق كمواطنين بالانتساب في العالم الغربي يتلبسون بالنموذج الأوروبي-
الأمريكي، ويتشدقون في مجالسهم بالإنجليزية ويوقعون بها عقودهم ورسائلهم. إن أسلوبهم يثير الشفقة، وإنجليزيتهم بحكم
الانتساب ذاته ركيكة عجماء. يظن هؤلاء أنهم متحضرون مجددون، وهم غارقون
للأذقان في تقليد آخر. لقد نسوا لغتهم
التي لن يبدعوا إلا بها، واستعاروا لغة غيرهم التي لن يعرفها إلا بالنقل والوساطة. ولو عرفوا من اللفظ
معناه المباشر فهم في عمه عن عن شحناته وظلاله، وإيحاءاته وتداعياته، وتجلياته
الثانية، وأقانينه الأخرى، ومنشئه في التاريخ وسيرورته في الزمن. وهم بذلك
يخسرون البعد الثالث للغة ، ويتبنون لغة مسطحة مصمتة، لن يفكروا بها إلا تفكيرا
مسطحا مصمتا... §
قلب رجل عجوز / ياسر عبد الحق نصار أحمل أنا قلب رجل عجوز قلب مطفأ لجسد عجوز وماذا تساوي الحياة إن لم تحمل أبدا قلب رجل عجوز قلب زنديق عجوز قلب زهرة يابسة لا تموت وما هي الحياة إن مت ناضرا كثيف الشعر إذا لم تخش الموت كما يخشاه قلب عجوز...
§
حكايات النسيم و العاصفة : صلوات
في محراب النفري / التفري x إ. الخراط x ي. الرخاوي §
الكتاب الثاني : القراءة الجامعة )في /
من أصداء السيرة الذاتية : نجيب محفوظ( / يحيى
الرخاوي استهلال : حين
أنهيت الفصل الرابع من القراءة التشريحية لفقرات السيرة الذاتية لنجيب محفوظ،
تصورت أنه لم يبق عندي إلا فصل واحد، أحاول فيه أن أجمع بعض ما لاح لي أثناء
قراءتي التشريحية في الفصول الأربعة الأولى، ثم تركت العمل برمته ما يقرب من عام
كامل، و حين طلب مني بعض الأصدقاء / القراء أن أكمل الفصل الخامس، كنت – و مازلت
– متصورا أنه فصل واحد، إلا أنني مع الدخول في العمل و مراجعتي للعناوين التي أنهيت
بها الفصل الرابع تبينت أن كل عنوان منها يحتاج إلى جمع و استدلال و استشهاد و
تأويل و قراءة متأنية مما نبهني إلى أن أترك العمل يحدد حجمه و شكله مع اضطراد
المحاولة و نموها حتى لا أضطر إلى أن أحشر ما خطر لي حشرا في فصل واحد، فقدرت أن
الأفضل أن أجعل هذه الدراسة الجامعة كتابا ثانيا مقسما إلى فصول متعددة وقد يكون مناسبا أن أعدد بعض العناوين التي
جاءت في نهاية الفصل الرابع ، بعد تعديلها، والتي هي قابلة للتعديل بدورها، ومن
ذلك : (1) الطفولة نبض دائم (2) الجنس، والجسد، والحس، واللذة، (3) الحب
والصداقة والعلاقة بالموضوع (4) الصمت، والنداء (النداهة) والخلاء، والكهف، (5) الغيب، والامتداد، والكون،
والمجهول (6) السعي، والحركة (7) الذاكرة، واستحضار الوعي –8) الله والوجود
(الدين ، والإيمان) (9) العمر والشيخوخة والموت والخلود (10) التناهي، واللحظة،
والنبضة، والهمسة (11) البعث، والولادة. وبعد أن تصورت أن هذه العناوين تكفي، قفزت
إلي هوامش قد لا تأخذ حقها من خلال هذه العناوين مثل : (1) التركيب النفسي
والطبيعة البشرية (ب) الدروشة والدراويش (ج) التصوف (الخاص منه والشعبي) (ه)
الحزن والدموع (و) العقل والجنون. ولكن هل تصح قراءة كل ذلك من عمل واحد دون
الرجوع إلى سائر أعمال الكاتب ? وهل هذه القراءة هي
قراءة في السيرة الذاتية بمعنى تاريخ حياة هذا الرجل كما تجلى في هذا العمل، أم
أنها استلهام – شخصي / موضوعي (فينومينولوجي) – من أصدائها فحسب والرد على ذلك
كانت هذه المقدمة... o
الفصل الأول : تجليات الطفولة و
دوام نبضها
مقدمة : نحن لا نعرف ما هي
الطفولة؟ حين نعيشها بحقها لا نعيها بما هي، و لا
ينبغي أن نفعل، حتى لا ننتزع منها سلاستها و تلقائيتها،و حين نتجاوزها، نتصور
أننا نتذكرها و نحن نحكيها من بعيد، لكن الحقيقة أنها تختفي خلف رموز الكلمات و
مضامينها العجوز، فضلا عما يصيبها من تشويهات و تباديل من فعل فذلكة الذاكرة و
تزييفها بوصاية تصوراتنا عنها [عن الطفولة]. فما العمل؟ و كيف السبيل أن نعرف ماهية ما هو
طفل، و ما هي طفولة، الأمر الذي لا غنى عنه في مجال الفن و الإبداع، ثم إنه
متعلق حتما برؤيتنا و تخطيطنا للمستقبل. في دراسة سابقة عن منهج دراسة ما هو طفولة،
أشرت إلى الصعوبات التي تكتنف هذه المسألة، و قارنت بينها و بين الصعوبات التي
تكتنف دراسة الجنون، و انتهيت إلى أنه يكاد يستحيل التعرف على ما هو طفولة إلا
خلال المنهج الفينومينولوجي [وهو غير المنهج الاستبطاني طبعا]، و أن ذلك شديد
الندرة بالغ الصعوبة. ثم في دراسة
نقدية لاحقة لعملين من أعمال ديستويفسكي غير المشهورة (نيتوتشكا نزفانوفنا،
والفارس الصغير) حاولت أن أبين كيف أن الفن أقدر على تناول ما هي الطفولة بطريقة
صادقة وعميقة وتفصيلية أكثر من ادعاءات أغلب مناهج العلم ، ولا يحتاج الأمر إلى
التذكرة بأن الكتابة عن الطفولة غير الكتابة عن للأطفال. ثم إن الكتابة عن طفولة
طفل في قصة (مثل نيتوتشكا نزفانوفنا اديستوفسكي) هي غير الكتابة عن طفولة الكاتب
نفسه فيما يسمى السيرة الذاتية... §
الكتاب الثاني : القراءة الجامعة )في / من أصداء السيرة
الذاتية : نجيب محفوظ( / يحيى الرخاوي §
قصيدتان : طبعا & قصيدة بلونين / أحمد زرزور §
الحب ثانية / .يوسف بركات بداية : قمر على
كتفي.. وشيء مثل رائحة اشتعال الزنبق البري يسري في فضاء الروح أسمع من تخوم الدهر إيقاع الجياد العاديات... المقبلات المدبرات الموغلات وراء حلو
الفاتحين كأن زوبعة تقوم الآن في جسدي.. كأن يدا من النعناع توقد شعلة الذكرى ... وتبعث في المدى الطفل الذي كانت تربيه
الغزالة ثم تؤويه النجوم من أين يأتي كل هذا البحر، هذا الجمر. هذا الورد، هذا الشهد، هذا الوجد، هذا
الرعد.. من أين العصافير التي تحتل حنجرتي، ومن أين
الغيم من أين موسيقى السنابل، لسعة القراص أصداء النوارس، دفقة الشعر العصي ? من أين مزمار الرعاة يعيدني مني إليّ ? من أين يخطف لونه هذا المساء... §
قليل من السماء / عبد المنعم
الباز §
مثل وموال العجز عن التوقف :
المثل " زي الطواحين إن بطلت تلحسها الكلاب " §
مقتطف وموقف : 1- شهادة محمد حسنين هيكل ، 2- … "و جوائز"
ميلاد حنا تمهيد : حسنين هيكل صحفي
عالمي مؤرخ حرفي رائع، وهو "مستغرب" على حد توصيف أحمد الشيخ للفظ
"مستغرب"، بقدر ما هو "مستشرق" معاصر، فشهادته لها دلالتها
تحتاج منا إلى موقف، هو الجزء الأول من هذا الباب هذا العدد. أما أ.د. ميلاد حنا، فهو تاريخ حي دال، وهي
في دوره الحكيم ودعوته إلى قبول الآخر يشجعنا أن نجرب معه حوارا صادقا، لعله
يقبلنا – كرأي آخر – فتعلم منه، عمليا، ما يدعم دعوته، فنشكره مجددا. o
المقتطف الأول : محمد
حسنين هيكل و المافيا
الرسمية من مقال : " السياسة والقانون والحب والحرب في عصور مختلفة "
مجلة " الكتب : وجهات نظر" العدد (1) بتاريخ 1/2/1999 محمد حسنين هيكل صحفي محترف، نختلف معه،
ونعترض عليه، ونغار منه، ونرفضه، لكن أحدا لا يستطيع أن ينتقص من قدراته، أو أن
يهون من بالغ ذكاءه، وأهمية شهادته، وهو حين يكتب عن بعض ملامح مجتمع حذق لغته،
وأتقن أدواته، وهو مجتمع الديموقراطية الأمريكية خاصة، والغربية عامة، فلا بد أن
نأخذ كلامه بالاحترام والتقدير المناسبين. وحديثه عن "حكاية مونيكا والرئيس
بيلي" تجاوز هذا الحادث الصبياني العابر إلى ما هو أخطر وأكثر دلالة، فراح
يرجعه إلى جذوره الدالة، فأثار لدينا موقفا تساؤليا استحق التسجيل ü
الجزء الأول (جون كيندي وشقيقه روبرت) المقتطف : ".... مارلين
مونرو " راحت تلح على "كيندي" أن يعترف بعلاقته بها وتهدده
بإذاعة سره، ولم يتورع "كيندي" عن إصدار الأمر بقتلها ، والغريب أن
الذي تولى تدبير القتل – مستعينا بعناصر من المافيا " هو شقيقه "
روبرت "، وهو وقتها المدعي العام – وزير العدل – لكن "روبرت" لم
يتورع عن غواية المرأ و التي كلّف بتصفيتها وأقام علاقة معها، وبعدها وليس
قبلها حضر بنفسه عملية حقنهتا بإبرة تحمل سما لضمان صمتها وبحيث يكون الصمت
أبديا. الموقف : من طبيعة الشباب، أي
شاب في العالم ، حاليا وعبر التاريخ، أن يحدد له مثلا أعلى يرغب أن يكونه أو أن يسعى
في اتجاهه ، وبعد مسألة افنترنت والشفافية والعولمة والمعلوماتية تحددت قيم
جديدة عامة وبراقة، وتغيرت صورة المثل الأعلى، كما انضمت التوجهات إلى مصدر في
أقصى الغرب يلوّح بالنموذج المثل والأوحد والألمع النموذجي الأمريكي وهو صاحب،
اسم الدلع المعروف ب "النظام العالمي الجديد"... §
مقتطفات علمية : تحول الضغوط النفسية والاجتماعية إلى بيولوجيا نيورونية في
الاضطرابات الوجدانية الراجعة / د.روبرت بوست / قراءة وتعليق د.أحمد ضبيع |
|||