مجـــــــــلات |
|||
|
|||
مجلة الطب النفسي الإسلامي
تصدرها الجمعية العالمية الإسلامية
للصحة النفسية
السنة الخامسة
عشرة -
العدد 60 – يناير 2000 |
|
||
|
|||
q
فهرس الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
§
الميكانيكية السلوكية في القرآن الكريم
§
أمل جديد لمرضى "
الشيزوفرنيا"
§
مشكلة الادمان في مصر
|
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY /
RESUMES |
|||
التحكم في
الدوافع - رئيس التحرير د. جمال ماضي ابو العزائم
يتحدث علماء
النفس المحدثون عن الدوافع والغرائز ويفردون لها أبحاثا ، نجد القرآن يميط اللثام
عنها منذ مئات السنين ويطلق عليها الشهوات وان هذه الشهوات متعددة فيقول :(زين
للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل
المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) (14)
سورة آل عمران )...
فيتحدث عن شهوة الجنس وشهوة حب الأبناء وشهوة
التملك وشهوة التفاخر ، ونجده في آيه أخرى يتحدث عنها ويقول لأبى البشرية :
(فقلنا يا آدم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقي (117) ان لك
ألا تجوع فيها ولا تعرى (118) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحي (119) سورة طه 119 ،
ونجده في هذه الآيات يعدد بعض الدوافع ويلقي الأضواء على أهمها وهي شهوة الأكل
" ان لك ألا تجوع" وشهوة الوقاية ولبس الملبوسات "ولا تعرى"
وشهوة شرب الماء "وانك لا تظمأ فيها " وشهوة السكن والمقام في مكان
آمن "ولا تضحى " وبين القرآن ان هذه الشهوات في متاع الحياة الدنيا
فيقول: ( ذلك متاع الحياة الدنيا) سورة عمران 14 ، وينير الطريق أمام الإنسان
ويوضح له أن هذه الشهوات بدائية في حياته ومؤقتة وان الإنسان والحيوان متساويان
في هذه الدوافع ويقول سبحانه : ( ولكنه أخلد الى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل
الكلب ان تحمل عليه يلهث ) (176) سورة الأعراف (176)
ويطالب الإنسان بالتفكير والتدبر في هذه
الشهوات وكبح جماحها وعدم الميل كل الميل مع الإسراف فيها ويقول : ( ويريد الذين
يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) (27) سورة النساء وعندما يضرب المثل
بهؤلاء الذين يميلون الى الميل العظيم مع الشهوة يبين ان هذا هلاك للإنسان
واستنفاذ لطاقته وصحته فيقول سبحانه : ( ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا
فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (176) ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم
كانوا يظلمون) (177) سورة الأعراف 176-177)
ويعد من كبح جماع شهوته وروضها الى مدارج
التوسط والعمل بها مع الجماعة في إطار القانون والدين يعده بجنات ورضوان فيقول
سبحانه : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40) فان الجنة هي المأوى)
41 (سورة النازعات 40-41)
ويدفع القرآن بالمؤمن في طريق الاعتدال مع
الشهوات والاستبصار مع ضروريات حياته الدنيا والآخرة ويضع لها العلاج عن طريق
الصبر
.( وما يلقاها ألا الذين صبروا وما يلقاها ألا ذو حظ عظيم ) (فصلت
35)
. وينبه ان طاقة الصبر من عزم الأمور: (واصبر على ما أصابك ان ذلك
من عزم الأمور) (سورة لقمان 17) ،، ويعد الصابرين بالفوز: ( أولئك يؤتون أجرهم
مرتين بما صبروا) سورة القصص 54)
.
ويعدهم بمزيد من درجات الثواب : ( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون ) (96 سورة النحل)
..
وعندما تقوى طاقة الصبر يصبح المؤمن الصابر بدرجة عشرة من غير الصابرين فيقول
سبحانه: ( ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا
ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ) سورة الأنفال 65)
... ويتحدث القرآن عن قيمة الصبر ، فيقول : ان الصابر الضعيف تقوي
طاقته حتى يصبح في أول مراحل الصبر يتمتع بطاقة أثنين من غير الصابرين فيقول : (
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ان يكن منكم مائه صابرة يغلبوا مائتين)
(سورة الأنفال 66)
.
وبفحص هذه الظاهرة تجد الحق عز وجل ركب طاقات
أعضاء الإنسان جميعا على أن يقوم جزء يسير منها بالعمل في إبان حياة الإنسان
الطبيعية وادخر باقي الطاقات والأجهزة وذلك حتى يقوم بها المؤمن الصابر في الوقت
المناسب فالعضلات جميعا تعمل ببعض طاقاتها وعند الاستثارة تعمل بكل طاقاتها
فنراها تقوي عشرة أمثال طاقاتها الأولى ، وكذا طاقات الجهاز العصبي تعمل عملها
الطبيعي بعشر طاقاتها وحتى خلايا الكلية والكبد تعمل بعشر طاقاتها وعند الطوارئ
تراها وقد زاد إنتاجها الى عشرة أمثلها واستبصار المؤمن لهذه الحقيقة يعطيه
الأمان والسكينة ونراه عند الطوارئ النفسية فرحا مستبشرا وبصبره تزداد طاقة
إنتاجه والنتيجة : ( ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة
يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ) (65 سورة الأنفال )....
الإرهاق النفسي
ان الحياة لا تخلو من المصاعب والأعباء
اليومية والتي تشكل عوامل مؤثرة على الجسم والنفس والتي ينجم عنها الإرهاق
النفسي والضغوط النفسية وفي هذا المقال سوف نتناول أساليب التكيف مع الأعباء النفسية
المتزايدة على الأسرة استكمالا لما سبق في العدد الماضي
.
السيطرة على زمام الأمور :
وهذا يعني السيطرة على مجريات حياتك اليومية
، وبذا فانك تحدد مقدار الأعباء النفسية التي تتعرض لها ، وإذا فقدت ذلك فانك لا
تملك منع إضافة أعباء نفسية وضغوط متكررة تؤدي الى الإرهاق النفسي ونتائجه.
التكيف مع التغيير :
من المهم جدا تعلم كيفية التأقلم مع التغيير
، وخصوصا مع تعرضنا اليومي الى تغيرات هائلة في خضم سيل المعلومات الهائل الذي
يأتي بجديد كل يوم محدثا تغيرا على كل أشكال الحياة
.
وسيجد أولئك الذين يقاومون التغيير أنهم
يسيرون بعكس التيار وسيؤثر ذلك سلبا على كل مظاهر الحياة لديهم ، ان لم يتمكنوا
من التعايش مع التغيير والقبول به بل واستثماره والاستفادة منه خصوصا مع ما
يحمله من تقنيات جديدة وإضافات إذا قبلوها سيستفيدون منها ويغيرون مجتمعاتهم
.
السلوك الإيجابي نحو الآخرين :
تصنف العلاقات مع الناس الآخرين على أنها قد
تكون مرضية أو مسببه للتوتر والإرهاق النفسي أو مزعجة وغير سارة ،وفيما يلي نعرض
لك بعض العوامل الهامة التي تساعد في تشكيل علاقات حميمة ومتوازنة مع الناس :
كن متفائلا واتخذ موقفا إيجابيا من المصاعب
الطارئة: فالناس يحبون التعامل والعمل مع الشخص المبتسم للحياة ، المتفائل
والمستبشر بالأحداث ، وعندما تسوء الأمور فان ابتسامة أو موقفا إيجابيا سيجعلك
تشعر بالفرق بين النجاح والفشل...
ندوة
العدد : الإرادة
..والصحة
النفسية
تقوي الأمم والشعوب بقوة إرادة أفرادها
.. فالإرادة القوية تبني بينما الإرادة الضعيفة تهدم والإسلام
عندما يقول المؤمن القوي خير وأحب من المؤمن الضعيف لم يقصد قوة الجسم والعضلات
والبنيان ولكن قوة الإرادة والعزيمة
.
والإرادة القوية تحتاج الى مناخ سليم حتى تترعرع وتعيش وسطه فالطفل يتعلم منذ
نعومة أظافره من والديه والمحيطين كيف يتخذ القرار
..
وكيف يفكر وإذا حدث اضطراب في هذا المناخ يخرج الإنسان ضعيفا ومسلوب الإرادة
.. عن الإرادة وتأثيرها على الصحة النفسية للإنسان يدور هذا
التحقيق ونحاول فيه استعراض آراء أطباء النفس الاجتماعيين وأطباء القلب ورجال
الدين
.. عن الإرادة القوية والإرادة الضعيفة ورأي الإسلام في ذلك ودور
التنشئة الاجتماعية في تنمية الإرادة عند الإنسان
..
ودور الإرادة في الوقاية من الأمراض النفسية الخطيرة
.
صمام الآمان :
يقول الدكتور/
يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بقصر العيني :ان الإرادة هي صمام الآمان
ضد العجز والقهر لآي إنسان وقوة إرادة الفرد هي من عوامل صحته النفسية ونجاحه في
حياته وكيفية تحريك هذه الإرادة نحو مزيد من العمل والإنجاز ومزيد من تحقيق
الأهداف المنشودة يعمل على نهضة وتقدم الفرد الذي بدوره ينعكس على نهضة وتقدم
الدولة والمجتمع الإنساني كله
..
ان الإرادة هي بمثابة مفتاح التشغيل للجهاز النفسي عند الإنسان
.. هذا الجهاز النفسي الذي يتكون من مجموعة من الوظائف النفسية
ومكونات شخصيته من تفكير وعاطفة وانفعال وسلوك وإدراك ثم يضاف أليها المحور
الأساسي الذي تدور حوله كل هذه الإرادة فإذا تعطل جهاز الفرد النفسي فانه غالبا
ما يكون بسبب تعطل مفتاح التشغيل هذا الا وهو الإرادة
.
ويضيف الدكتور / يسري عبد المحسن ان كل عمل
ناجح لرجل ناجح وراءه عزيمة وتصميم وإصرار على المباداة وتحمل المشقة والصعاب وإرادة
على الاستمرار والتضحية من أجل النجاح
..
ان كل إنسان يولد وقوة الإرادة كامنه في أعماقه فقد تكون هي محصلة لكثير من
وظائف المخ المختلفة ولكنه لم يستدل بعد على طبيعتها ولا على مراكزها في هذا
المخ.. والمشكلة ليست في وجود الإرادة أم لا لأنه كما ذكرنا إنها
موجودة مع كل فرد انما المشكلة في تحريكها وتوجيهها لتستخدم كل فعل يقوم به
الإنسان من حيث القدرة على البدء والاستمرار فيه
..
ان العمل هو أسمى شيئي يقوم به الإنسان وهو الذي يعلن عن ذاتيته ووجوده "
انا اعمل أذن انا موجود"
..
والإرادة هي محور وأساس العمل أما التكاسل والتواكل فهذه صفات الإنسان العاجز أو
المريض نفسيا
..
وفي كل حالة من هذه الحالات لا تتحقق الإرادة
ولا يقوي صاحبها على تحريكها أما المريض النفسي فهو في حاجة الى العلاج أما
العاجز اجتماعيا فهو ما يلفظه المجتمع ويكرهه الجميع حتى يصل الى حد التدهور
الكامل وهنا يجب أن نتدرب على تحريك أرادتنا و اخراجها الى حيز التنفيذ الفعلي
واستغلالها في الإنجاز وتحقيق النجاح المستمر ورجب أن ندرب أولادنا على كيفية
الإحساس بارد اتهم والعمل المستمر على تطويعها لخدمة رغباتهم لان ذلك يرفع من
شأنهم ويقوي من أنفسهم ويجعلهم جديرين بحياة كريمة ومنزلة رفيعة بين الناس
.. ان المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وقوة
المؤمن لا تأتي الا من قوة عزيمته وصلابة أرادته
..
وعمله المتواصل ونجاحه المتعاقب وكل ذلك لا يمكن تحقيقه الا من خلال إرادة قوية
تثبت وتعلن عن شخصية صاحبها....
القلق
النفسي / د.محمود
جمال أبو العزائم
القلق النفسي هو شعور عام غامض غير سار
بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الأحاسيس الجسمية خاصة زيادة
نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي يأتي في نوبات تتكرر في نفس الشخص
.
ما الفرق بين الخوف والقلق
المرضي؟
الإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي وذو
فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان بتحديات جديدة فحين يواجه الإنسان بمواقف
معينة مثل المقابلة الأولى للخطوبة أو الزواج أو المقابلة الشخصية الهامة للحصول
على عمل ، أو يوم الامتحان فانه من الطبيعي أن يحس الإنسان بمشاعر عدم الارتياح
والتوجس وأن تعرق راحتا يديه ويحس بآلام في فم المعدة وتخدم ردود الفعل هذه هدفا
هاما حيث أنها تنبهنا للاستعداد لمعالجة الموقف المتوقع
.
ولكن أعراض القلق المرضى تختلف اختلافا كبيرا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة
بموقف معين فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الاعتبار فأنها ليست
طبيعية أو مفيدة
..وتشمل
أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات
الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات
المؤلمة التي تفرض نفسها علي الإنسان والكوابيس ، كذلك تشمل الأعراض الطبية
الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب والإحساس بالتنميل والشد العضلي
..وبعض الأشخاص الذين
يعانون من أمراض القلق التي لم يتم تشخيصها يذهبون الى أقسام الطوارئ
بالمستشفيات وهم يعتقدون انهم يعانون من أزمة قلبية أو من مرض طبي خطير
.. هناك العديد من الأشياء التي تميز بين أمراض القلب وبين الأحاسيس
العادية للقلق حيث تحدث أعراض أمراض القلق عادة بدون سبب ظاهر ، وتستمر هذه
الأعراض لفترة طويلة ولا يخدم القلق أو الذعر المستمر الذي يحس به الأفراد
المصابة بهذا المرض أي هدف مفيد وذلك لان هذه المشاعر في هذه الحالة عادة لا
تتعلق بمواقف الحياة الحقيقية أو المتوقعة وبدلا من أن تعمل هذه المشاعر على دفع
الشخص الى التحرك والعمل المفيد ، فأنه يكون لها تأثيرات مدمرة حيث تدمر
العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء في العمل فتقلل من
إنتاجية العامل في عمله وتجعل تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنسبة للمرض منذ
البداية
. وإذا ترك المرض بغير علاج يمكن حينئذ أن يحد عرض القلق المرضى
من حركة الإنسان بشكل كامل أو أن تدفعه الى اتخاذ تدابيره متطرفة مثل أن يرفض
المريض ان يترك بيته أو تجنبه المواقف التي قد تؤدي الى زيادة قلقه...
.
الميكانيكية
السلوكية في القرآن الكريم / د. محمد يوسف خليل - مستشار الطب النفسي
تحريم الربا في الإسلام مسلسل سلوكي
Hierararche صممه ربنا سبحانه وتعالى بعلمه وحكمته من البداية الى النهاية
فكيف بدأ هذا المسلسل وكيف انتهي؟ يقول فضيلة الأستاذ محمد على الصابوني في
كتابه(تفسير آيات الأحكام ) ، لقد مر تحريم الربا بأربعة أدوار ، كما حدث في
تحريم الخمر ، وذلك تمشيا مع قاعدة التدرج
.
الدور الأول :
نزل قوله تعالى : وما آتيتم من ربا ليربو في
أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم
المضعفون (39) (الآية 39 م سورة الروم )
.
وهذه آيه مكية وموعظتها سلبية كما جاء عن الخمر( ومن ثمرات النخيل والأعناب
تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا)
الدور الثاني:
نزل قوله تعالى من سورة النساء ( فبظلم من
الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا (16.) وآخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل واعتدنا
للكافرين منهم عذابا أليما(161) (لآيه 16.-161
من سورة النساء) وهي درس عن سيرة اليهود عندما أكلوا الربا وهو تحريم بالتلويح
لا بالتصريح – وهو كما جاء عن الخمر في قوله سبحانه : ( يسألونك عن الخمر
والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس وأثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا
ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (219) (الآية 219 من
سورة البقرة )
.
الدور الثالث : نزول
قوله تعالى : ( ي أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله
لعلكم تفلحون (13.) واتقوا النار التي أعدت للكافرين (131) وأطيعوا الله والرسول
لعلكم ترحمون (132) (الآية 13.
– 132 من سورة آل عمران) وهذه الآية تحريم جزئي للربا الفاحش كما جاء في الخمر
.( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا
ما تقولون )
.
الدور الرابع
: نزل
التحريم الكلي القاطع الذي لا يفرق بين القليل والكثير
.
يقول سبحانه :( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا ان كنتم
مؤمنين (278) فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس
أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون (279) (الايه 278 – 279 من سورة البقرة ) هذا ما
قال به فضيلة الأستاذ الصابوني ، ألا أن فضيلته وقد وضع يده على بداية مسلسل
تحريم الخمر بداية صحيحة مبكرة في قول السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالت : ( أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل ذكر فيها الجنة والنار، حتى اذا
ثاب الناس الى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول ما نزل ، لا تشربوا
الخمر لقالوا : لا ندع الخمر أبدا
.
والحقيقة ان هذه البداية التي قال بها أستاذنا الفاضل الكريم هي البداية التي
تصلح للخمر والربا معا ، وإذا كان مسلسل الخمر قد حظي بالشهرة أكثر من مسلسل
الربا ، الا أن البداية الحقيقية لتحريم الربا بدأت كما قلت من مسلسل علاج آفة
البخل والشح والتقتير وفي أثناء مسيرة هذا المسلسل فرضت الزكاة ، وفي نهاية هذا
المسلسل حرم الربا
. وهذا مجرد تحليل على ضوء ما جاء في مسلسل تحريم الخمر وتعتبر
أولا وأخيرا وجهة نظر وأسأل الله العافية ...
أمل
جديد لمرضى " الشيزوفرنيا" / د.لطفي الشربيني - استشاري الطب النفسي
نتائج مذهلة يحققها الجيل
الجديد من أدوية الفصام
أقدم لك – عزيزي القارئ – في هذا الموضوع
عرضا شاملا للحقائق والمعلومات العلمية حول مرض الفصام العقلي (شيزوفرنيا ) الذي
ظل لوقت طويل يمثل مشكلة الأطباء النفسيين وتحيا لقدرتهم على علاج هذه الحالات
.. كما أنه ارتبط في أذهان الكثير من الناس ببعض الأوهام التي لا
أساس لها حيث اعتقد البعض وجود قوي خفية مثل الجن والأرواح وراء الإصابة به نظرا
لما يتخيله المرضى من أصوات تتكلم معهم وتحاورهم
.."
وشيزوفرنيا" أو مرض الفصام العقلي هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية انتشار
حيث يصيب 1% من الناس في أنحاء العالم
..
ويمثل مرضى الفصام نحو 90% من نزلاء المصحات والمستشفيات العقلية
.. كما ان علاج الفصام لا يزال يمثل تحديا للطب النفسي حتى الآن –
لذا نقدم عرضا لهذا المرض العقلي من حيث مظاهره وأنواعه وأسبابه
.. والجديد في طرق علاجه
..
ما هو مرض الفصام العقلي ؟
لا تعني كلمة " الفصام " وجود
انفصام أو ازدواج في الشخصية كما يعتقد البعض ، لكن الفصام هو حالة من
الاضطرابات العقلي تؤدي الى تدهور الوظائف النفسية للمريض فيبتعد عن الحياة من
حوله ، ولا يستطيع مواصلة نشاطه أو القيام بواجباته ولا يهتم بمظهره ، ويفضل
العزلة ليعيش في عالمه الخاص دون مبالاة بأي شيء وقد تتطور الحالة الى إعاقة
نفسية وعجز كامل يترتب عليه أن يعيش مريض الفصام في ظروف سيئة ، ولذلك فمن
المعروف أن مرض الفصام العقلي هو رحلة ذات اتجاه واحد تؤدي الى هبوط المريض الى
قاع السلم الاجتماعي وتبدأ أعراض مرض الفصام عادة في المراهقين والشباب قبل سن
العشرين ، ويؤدي ذلك الى متاعب إضافية حيث يؤثر على حالة هؤلاء المرضى في مقتبل
أعمارهم فلا يمكنهم استكمال الدراسة أو مواصلة حياتهم العملية مثل أقرانهم
.
(أنواع مختلفة من حالات الفصام ) : يلاحظ
المحيطون بمريض الفصام أنه يتصرف دائما بطريقة مرتبكة ويقوم بأفعال متناقضة ،
ويتجه الى عدم المبالاة بما يدور حوله حيث يعيش في عالمه الخاص ، وكثيرا ما
يتكلم مع نفسه ، كما تتبلد مشاعره وغالبا لا يبدي أي انفعال للأحداث السارة أو
الأليمة
.وفي
العيادة النفسية فان الشكاوي المألوفة لمرضى الفصام هي سماع أصوات وهمية تتحدث
عنهم ومعهم ، وهذه الأصوات قد تتحاور مع المريض أو تهدده أو تأمره بالقيام ببعض
الأفعال ، وربما كان ذلك وراء ملاحظة كثرة كلام بعض المرضى وهم بمفردهم ، أو حين
نجد أحدهم ينفجر ضاحكا دون سبب!!! وهناك من مرضى الفصام من يعتقد أن الآخرين
يتآمرون ضده أو يتعقبونه ، او ان أجهزة تتسلط على رأسه وتؤثر في تفكيره وليس
الفصام نوعا واحدا
. فهناك الحالات السلبية التي يبدو عليها الهدوء وعدم المبالاة ،
وهناك حالات تزيد فيها الحركة الى حد الهياج والثورة ، كما ان بعض الأنواع تسبب
تدهورا سريعا للحالة العقلية مقارنة بالأنواع الأخرى والتي تتطور ببطء وتختلف
حالات الفصام أيضا في استجابتها للعلاج....
مشكلة
الإدمان في مصر / د.فكري عبد
العزيز - مستشار الطب النفسي
تعتبر مشكلة الإدمان وخاصة إدمان السموم
البيضاء أحد الأخطار الرئيسية التي تواجه العالم في الوقت الحاضر وتهدد مستقبله
نظر لما تحمله من تدمير لكيان الإنسان الاجتماعي والجسماني والنفسي
.. ولما كانت مشكلة الإدمان هي مشكلة يتعرض لها الشباب بصفة خاصة
فقد أصبح لزاما على جميع الهيئات المعنية في العالم كله أن تقف وتعيد حساباتها
أمام الخطر الذي يهدد البشرية وخاصة لما يسببه للشباب وهم القوة والطاقة الخلاقة
لأي مجتمع
.
ونظرة على حجم المشكلة في مصر نتبين الأمر
.. فلم يعد سرا أن تقول ان ما يعادل مليارين من الدولارات وأكثر
يستخدم في تجارة هذه السموم وقد قدرت الكمية المضبوطة منها بحوالي 10% فقط من
حجم إجمالي هذه التجارة
..
وبمراجعة أحد البحوث التي قامت بها منظمة الصحة العالمية عام 1982 - 1984 على
عينة عشوائية من طلبة جامعة القاهرة حجمها 7..
طالب تحت أشراف قسم الطب النفسي بالجامعة وجد ان4ر36% تعاطوا الحشيش وغيره و5%
جربوا الأفيون والهيروين وخلافه ووجد ان النسبة من طلاب المدارس الثانوية حوالي
2.% وهذا مؤشر يوضح بدلالة كافية خطورة هذا الموقف ولهذا لا بد أن
تعمل كافة الأجهزة الرسمية والشعبية بالدولة لمكافحة هذا الخطر
. واذا كان البعض يشبهون إدمان المخدرات بالمرض المعدي فانه يختلف
عن ذلك بمعنى أنه ليس سهلا علاجه بالمضادات الحيوية أو بالمعالجة الكيميائية ،
بل يجب العمل على تحسين علاقة المدمن بأسرته والمجتمع ، ويجب أن تكون برامج
العلاج واقعية مثمرة معدة أعدادا جيدا حتى يمكن القضاء على حالة الانتكاس التي
تحدث بنسبة 85% بين المدمنين
..
ورغم جهود جميع الأجهزة الحكومية والسلطات القانونية والتشريعية والشرطية وأجهزة
الأمن وبالرغم من التشريعات المختلفة التي قصد بها الحد من انتشار هذه الظاهرة
.. فلا زالت هذه الظاهرة تأخذ الشكل الوبائي في انتشارها مما أشاع
القلق بين الناس والجهات التنفيذية
..
ولعل السبب في القصور الذي يصيب هذه الجهود ينصب في المقام الأول على سطح
المشكلة دون أعماقها باتخاذ أساليب العقاب أكثر من أساليب الوقاية والعلاج.. فهناك جوانب رئيسية للمشكلة
..
جوانب اجتماعية : تتمثل في مراحل النمو الاقتصادي والانفتاح على العالم
والمتغيرات في شكل الأسرة والعلاقة بين أفرادها وظهور طبقة جديدة غير مثقفة تبحث
عن متع جديدة (وتفيد نمط استهلاكي سائد)
..
جوانب أخرى : وتتمثل في مدى تأثير الشباب بهذه القيم وكيفية توصيلها إليهم
وأساليب التربية
.. جوانب نفسية وترتبط بشخصية الفرد ومراحل السن المختلفة وتأثير
الحياة بمتغيراتها على تكوين النفس وعلاقة الفرد بأسرته ومجتمعه...
جوانب
ثقافية :
وتتمثل في تعرض الشبان لمختلف التيارات الثقافية والتي لا تتناسب مع قيم المجتمع
..
جوانب
أمنية :
وتتمثل في القوانين التي تتعامل مع موزعي هذه السموم وطرق الضبط وجهود رجال
الشرطة وتعاون الأهالي للحد من هذا الخطر…
أسرار
الغيرة / د. الزين عباس عمارة - مستشار الطب النفسي
في مختار الصحاح لأبي بكر الرازي (الغيرة)
بالفتح مصدر قولك (غار) الرجل على أهله يغار (غيرا وغيرة) وغارا ورجل (غيور)
وغيران وامرأة (غيور) و(غيري)
.
أما الحسد فهو أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك- وقال الأخفش يقولون : يحسده
حسدا وحسده على الشيء او حسده الشيء بمعنى (حساده) أي الحسد
..
يقول عالم النفس الأمريكي ت.م انكلز في دراسة
الفارق بين الغيرة والحسد : أن الغيرة نوع خاص من أشكال القلق الذي ينطوي على
عدم الشعور بالأمن والخوف من فقدان العاطفة لمنافس..
والغيرة لها صفات دافعيه إيجابية بينما للحسد قوة حفز سلبية ، فالرجل الذي يغار
على زوجته يعتقد أن آخر يسرق عاطفتها ، حتى في غياب ذلك المنافس الوهمي يبقى
الخوف على زوجته من ظهور هذا الشبح مجرد مصدر أرق يدفع الغيور لاحتمال حدوث
الفقد وتحمل آلام نفسية قاسية في حماية الشيء الذي يخشى فقدانه
. أن المشاعر البشرية المتشابكة كالغيرة والحسد يمكن التمييز
بينهما بوضوح معقول بالنظر في الدافعية الإيجابية لا الآثار السلبية المترتبة
عليها ، فتحليل دوافع الغيرة يساعد على التمييز بين وجهي الظاهرة الصحي والمرضي
، والتمييز بين الغيرة كخوف من منافس او الحسد كأمنية امتلاك شيء يمتلكه آخر
ومحاولة وضع حد بين نهاية الغيرة وبداية الحسد
.
فالإنسان قد يغار من الآخر على سيارته دون أي شعور عدواني تجاهه ، ولكن في الحسد
يكون الشعور تجاه الآخر عدائيا وبينما نجد في الغيرة المرضية في وجود منافس
حقيقي قد يتسم رد فعل الشخص الغيور بالصفات العدوانية مما يدل على صعوبة التمييز
بين المشاعر الإنسانية كدوافع إيجابية أو حالات عاطفية سلبية
. أن سيكولوجية الغيرة تؤكد أنها ظاهرة صحية تدفع الى التنافس
الشريف بين الأفراد والجماعات ولكن عندما تزيد عن الحد المعقول تصبح ظاهرة مرضية
ومصدر شقاء للإنسان
..
فالغيرة ظاهرة نفسية إنسانية عالمية في الأجناس والأديان والأعراق والسلالات في
أرقى مستوياتها وغريزة بدائية حياتية موروثة ومكتسبة في كل مملكة الإنسان
والحيوان ان تخدم البقاء وتقف وراء الدوافع والحاجات الأولية الشعورية واللا
شعورية وتشكل سلوك الإنسان في درجاته ألم تفاوته في تكوين المفاهيم والمعارف
والاتجاهات وتكتسب أهميتها كمخزون وقود للعلاقات الإنسانية ومصدر توليد طاقة
نفسية دافعة لحركة الفرد داخل الأسرة والمجتمع داخل الدولة والشعب بين الأمة
والأمة في محيط العالم
.
والغيرة حالة انفعالية معقدة تتكون عناصرها في الطفولة الأولى من حب التملك
والشعور بالخوف من فقدان شيئي والشعور بالنقص والغضب نتيجة الإحباط وهي تعتبر عن
الذات السوية وأول مظاهر التكيف النفسي والتوافق الاجتماعي وبما أنها إحدى
الغرائز الأولية التي تصاحب الإنسان في مراحل نموه المختلفة فان عناصر تكوينها
النفسي ثابتة ولكنها تتغير في كل مرحلة حسب متطلبات النمو الانفعالي من الطفولة
الى الشيخوخة
.. فالطفل يغار من المركز الاجتماعي والمكانة الأدبية والمادية
للرجل
.. والكبير يغار من نضارة الشباب وفورة الصبا ويقول تعبيرا عن حالة
: ألا ليت الشباب يعود يوما
..
والعلاقة بين الأب والابن والرئيس والمرؤوس والصديق
..
والعدو
.. ترتكز على دعائم الغيرة وعلى بضعة معطيات : أولا نتيجة الحرمان
من العطف والحنان كأن يهتم الآباء بأحد الأبناء لأنه الوحيد بين البنات أو
الوحيدة بين الأولاد أو لجمال الشكل أو حدة الذكاء أو كثرة المرض
. وثانيا : المقارنة والمفاضلة الصريحة والمستترة في حسن الظن بأن
هذا حافز للمنافسة والبذل دون مراعاة للفروق الفردية والتكوين النفسي وثالثا:
الشعور بالنقض داخل وسط يجد الفرد نفسه فيه عاجزا عن مجاراة أفراد أكبر عمرا أو
أقوى جسما أو أكثر ذكاء أو أفضل نسبا أو اعظم جاها ورابعا : مشاجرات الوالدين
التي تهدد أمن الطفل ، أو اختلاف الرؤساء الذي يهدد أمن العامل بفقد أحد الطرفين
ويكون الصحية الأولى لهما
..
وخامسا : الغيرة وليدة الأنانية في حالاتها المرضية فكلما زادت هذه الصفة تولدت
تلقائيا وأخيرا تعلق الطفل المريض بأبويه وتملكه لهما يغار منهما وينفرد بهما
مثل تعلق الموظف برؤسائه وإفراطه في الولاء وطاعته العمياء بصورة انفرادية
استحواذية في قول المتبني في مدح سيف الدولة معبرا عن حبه وغيرته
..
أزل حسد الحساد عني فأنني
.. بحبك قد صيرتهم لى حسدا ...
الإدراك
الحسي في القرآن / د.علاء
الدين بدوي فرغلي - أخصائي الطب النفسي
لقد أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يزود
الإنسان والحيوان بكل الإمكانات والوظائف الضرورية للحياة
.
والبقاء ومن ضمن هذه الوظائف الإدراك الحسي فهو إحدى الوظائف العقلية في الحياة
حيث يدرك الكائن الحي ما يؤذيه فيتجنبه وما يفيده فيسعى أليه
.. أي أن الإدراك يعني وظيفة عقلية يتم عن طريقها إعطاء معنى
للمحسوسات
..
وقد خص الله عز وجل الإنسان بوظيفة أدرا كية
هامة يتميز بها عن سائر الحيوانات الأخرى الا وهي العقل الذي به يستطيع الإنسان
ان يعلو بإدراكه عن الأشياء المحسوسة
..
فيفكر في المعاني المجردة كالخير والشر والفضيلة والرذيلة ن والحق والباطل
.. فالعقل مثلا يستطيع الإنسان ان يستدل به على وجود الخالق وقدرته
سبحانه وتعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه
الحق " (فصلت / 53).
..
والقرآن يوضح لنا ان الطفل يولد وهو لا يعلم شيئا ثم لا يلبث أن تبدأ حواسه في
أداء وظائفها فهو يتأثر بما يقع عليه من مؤثرات خارجية محدثة فيه احساسات مختلفة
هي الأساس الذي يتكون منه فيما بعد إدراكه ومعرفته بالعالم الخارجي- وقد أشار
القرآن الكريم الى هذه الحقيقة في كثير من الآيات – نذكر منها على سبيل المثال:
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار
والأفئدة لعلكم تشكرون "(النحل / 78)
..
" وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " (
المؤمنون/78)
.. وقد اكتفي القرآن بذكر السمع والبصر كأداتين من أدوات الإحساس
وذلك لأهميتها القصوى في عملية الإدراك الحسي ولأن في ذكرهما ما يكفي للدلالة
على أهمية جميع الحواس في عملية الإدراك الحسي- وهذه خاصة من خصائص أسلوب القرآن
الذي يتميز بالإيجاز البليغ والذي يكتفي بالتلميح والإشارة الى الحقائق الأساسية
العامة ويتغاضى عن التفصيلات - ويأتي ذكر السمع في القرآن قبل الأبصار في كثير
من الآيات ن ولعل هذا يرجع الى عدة اعتبارات :-
أولا: ان
السمع أهم من البصر في عملية الإدراك الحسي والتعلم وتحصيل العلوم – فمن الممكن
للإنسان إذا فقد بصره أن يتعلم اللغة ويحصل العلوم – ولكنه إذا فقد سمعه تعذر
عليه ذلك – ومما يدل على أهمية السمع في الإدراك وفي تعلم اللغة - أن القرآن
ذكره وحده مع العقل للدلالة على العلاقة الوثيقة بينهما : " قالوا لو كنا
نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ( الملك /10 ) كما يذكر القرآن في كثير من
الآيات السمع بمعنى الفهم والتدبر والتعقل : " ربنا أننا سمعنا مناديا
ينادى للأيمان ان آمنوا بربكم فأمنا " ( آل عمران / 193) " وأنا لما
سمعنا الهدى آمنا به " ( الجن /13)
..
ثانيا : ان حاسة
السمع تعمل عقب الولادة مباشرة حيث يستطيع الوليد ان يسمع الأصوات العالية عقب
ولادته مباشرة - بينما يحتاج الى فترة من الزمن لكي يستطيع أن يرى الأشياء بوضوح
إذ ان نمو التكوين الشبكي بالعين لا يكتمل الا بعد 4-6 شهور من الولادة
.
ثالثا: ان حاسة
السمع تؤدي وظيفتها إذا أغمض الإنسان عينيه أو إذا نام ويستطيع الصوت الشديد ان
يوقظ الإنسان من نومه – ولذلك فقد ذكر الله تعالى في قصة أهل الكهف ان ضرب على
آذانهم في الكهف سنين عددا" (الكهف /11)
.
رابعا : ان حاسة
السمع تعمل في كل الأوقات سواء في الضوء أو في الظلام بينما حاسة البصر لا ترى
ويذكر القرآن السمع مفردا ، بينما يذكر الأبصار في معظم الآيات في صيغة الجمع – وذلك
من أدلة الأعجاز في أسلوب القرآن حيث ان حاسة السمع تستقبل الأصوات الصادرة من
جميع الجهات بينما العين لا ترى الا إذا اتجه الإنسان نحو الشيء الذي يريد أن
يراه واذا حدث صوت في مكان يجتمع فيه جمع من الناس فانهم يسمعون نفس الصوت في
وقت واحد بينما هم يرون الشيء الموحدون زوايا مختلفة بمعنى أن رؤيتهم للشيء
الواحد لا تكون مماثلة...
التدخين والإدمان
تؤكد الأدلة العلمية أن التدخين آثرا ضخما في
الصحة العامة فالتدخين هو السبب الرئيسي الممكن اتقاؤه من أسباب المرض على
الصعيد العالمي
. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ثلث عدد البالغين في العالم
تقريبا ، أي حوالي مليار ومائة مليون نسمة ، منهم مائتا مليون امرأة يدخنون
وتشير الإحصائيات الى أن قرابة 47% من الرجال 12% من النساء في العالم يدخنون ،
ففي البلدان النامية يدخن 48% من الرجال 7% من النساء بينما تبلغ نسبة المدخنين في
الدول المتقدمة 42% من الرجال 24 % من النساء
...
ويسبب التبغ أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون
وفاة كل عام أي حوالي عشرة آلاف وفاة كل يوم ويقع اكثر من مليون من هذه الوفيات
حاليا في البلدان النامية ، ويقدر أن وباء التبغ العالمي سيؤدي الى الوفاة
المبكرة لعدد يصل الى 25.
مليونا من الأطفال والمراهقين الذين يعيشون اليوم في عالمنا ، ويتوقع ان يكون
ثلث هؤلاء من البلدان النامية ، ففي الصين مثلا يعيش اليوم حوالي ثلاثمائة مليون
من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين شهور قليلة 29 سنة ويقدر أن مائتي مليون من
هؤلاء سيصبحون مدخنين وسيؤدي التدخين الى وفاة حوالي مائة مليون من هؤلاء
المدخنين بالأمراض التي يسببها التدخين ، ويتوقع أن تحدث نصف هذه الوفيات في
متوسط العمر ، أي قبل بلوغ سن السبعين وتؤكد الأبحاث أن الإقلاع عن التدخين يقلل
كثيرا من خطر الإصابة بالأمراض التي يسببها التبغ ، وهذا يعني أن معظم هذه
الوفيات ، أي مائة مليون وفاة يمكن تجنبها بتعزيز جهود الإقلاع عن التدخين على
نطاق واسع ويقدر أن التبغ سيصبح في عام 2..2
أول سبب للوفاة والعجز في العالم اذ سيقتل التدخين أكثر من عشرة ملايين شخص
سنويا أي أنه سيسبب وفيات يزيد عددها على ما يسببه الإيدز والسل ووفيات الأمومة
وحوادث السيارات والانتحار وجرائم القتل مجتمعة... |
|||