مجـــــــــلات

 

النفـس المطمئنــة

مجلة الطب النفسي الإسلامي

تصدرها الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية

السنة السابعة عشرة - العدد 69 يناير 2002

 

 

q       فهرس الموضوعات /    CONTENTS / SOMMAIRE 

          وماذا عن الإرهاب الإسرائيلي

          كيف تربي أولادك ؟

          الإرهاب لا وطن له و لا دين

          سيكولوجية العنف في عالمنا المعاصر

           هرمون طبيعي يعالج حالات القلق و ينظم فترات النوم

          المرضى العقليون اكثر تدخينا

          طفلك .. كيف يتجنب الشعور بالخجل ؟

          جلسات إرشادية للأسرة للحماية من المخدرات

          سيكولوجية المرأة

          مهارات في تحسن الذاكرة

          التبول اللاإرادي ( سلس البول ) / محمود جمال ماضي أبو العزائم

          مفهوم الرهبة و الإرهاب في اللغة و الكتاب / د. محمد المختار محمد المهدى .

          التحديات التي تواجه المجتمع الإسلامي

          ظاهرة الانفصام بين العقيدة و السلوك / د. محمد حسن غانم  

          رؤية نفسية للأحداث التي هزت العالم / د. لطفي الشربيني

          الحكماء الأربعة / محمد صلاح الدين المستاوي

 

q       ملخصات /     SUMMARY / RESUMES 

-        و ماذا عن الإرهاب الإسرائيلي / د. محمود جمال ماضي أبو العزائم

    الآن بعد مرور حوالي 4 شهور على  أحداث العنف التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 و بعد أن قامت الولايات المتحدة بحربها المدمرة على  أفغانستان بهدف القضاء على  تنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن الذي اتهمته أمريكا بأنه العقل المدبر و المخطط و المنفذ لهذه الأحداث، و بعد أن انفردت أمريكا باتخاذ دور القاضي و الشرطي في العالم منفردة بذلك بعيداً عن الأمم المتحدة – و ضاربة بذلك جميع المعاهدات الدولية عرض الحائط في سبيل الانتقام مما حدث لها – نجد أن العالم بعد هذه الأحداث في موقف لا يحسد على ه حيث لم يتم حتى الآن الاتفاق على  تفسير جماعي لمنعي كلمة إرهاب.

و بعد أحداث سبتمبر أصبحت المنظمات الفلسطينية جميعها في نظر إسرائيل و أمريكا منظمات إرهابية مطلوب القضاء على ها ضمن حملة مواجهة الإرهاب.

و هذا هو الموقف الحقيقي و المنسق مع السياسة الأمريكية التي تعنيها في المقام الأول مصلحة إسرائيل.

و قد تم ذلك بمحاصرة عرفات و ضرب السلطة الفلسطينية .. و في الوقت الذي يطالبون فيه عرفات على  المقاومة مع العلم بأنه بعد القبض على  كوادر المقاومة تنفيذا لأوامر شارون مازال القتل و الاغتيال و المحاصرة القائمة . فهل بالضغط على  عرفات بهذا الحد يستطيع إنهاء الانتفاضة أم أن المطلوب هو حرب أهلية بين الفلسطينيين لتوفير الجهد على  إسرائيل.

و هل استغلال أمريكا لأحداث سبتمبر لتصفية الحسابات و ترتيب الأوراق تحت زعم مواجهة الإرهاب يجعل أمريكا تنصاع لأوامر شارون و تعتبر المقاومة الفلسطينية لتحرير الأرض هي نوع من الإرهاب .. و هل مواجهة الشعب الأعزل بالطائرات و الدبابات و جميع أنواع الأسلحة لا يعد إرهابيا ؟ و ماذا تعني أمريكا باستعمال الفيتو ضد مشروع الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ؟ هل هو إعطاء فرصة أوسع لشارون لقتل المزيد من الفلسطينيين أم لتجريب المزيد من السلاح الأمريكي على  الشعب الفلسطيني.

بعد كل هذا هل يمكن القول بان الجهاد الفلسطيني ضد العدو إرهاب ؟ و هل إسقاط عرفات سوف ينهي المشكلة ؟؟؟

أن عرفات كقيادة فلسطينية يمثل أماني شعبه و يعمل على  تحقيق و يعمل على  تحقيق آمالهم في حلم إنشاء وطن، لذلك فان القضاء على  عرفات أو المنظمات الفلسطينية لن يقضي على  جذوة النضال الفلسطيني التي بدأت و لن تخمد أبداً، فمسيرة النضال تعني تحرير الأرض و إقامة الدولة و ذلك حسب الشرائع السماوية و القوانين الدولية، و طالما هناك فلسطيني يؤمن بقضية فلن تموت القضية و لن يضيع الوطن فلا وطن بغير جهاد … و لا تحرير بغير نضال.

و في هذا العدد من المجلة سوف نناقش موضوع الإرهاب من الناحية القانونية و الدينية و النفسية حتى يستطيع الجميع الاتفاق على  تعريف محدود لكلمة الإرهاب و حتى لا يصبح الفرد الذي يسعى لتحرير بلده و أرضه إرهابي في نظر العالم ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        كيف تربي أولادك ؟

يختلف الآباء في تربية أبنائهم، فبعضهم يسلك طريق القسوة و إنزال العقوبات الصارمة المؤذية و المؤثرة على  شخصية الطفل و نموه الانفعالي معتقدا أن التصويب يكون بإظهار القوة من جانبه و الخنوع و الاستسلام من جانب الأولاد.

و البعض الآخر من الآباء و الأمهات تتحكم فيهم عواطفهم و يستسلمون أمام تعنت الطفل و إصراره على  إشباع رغباته فيتركون له الحبل على  الغارب فينشأ الطفل بمفاهيم طفولية و بسلوكيات لا مسئولة خالية من ضبط النفس و معرفة الحدود فيمارس ما اعتاد عليه في أسرته مع المجتمع الخارجي فيصدم بالواقع المختلف عما نشأ عليه و يصبح عرضة للإحباطات و الاضطرابات النفسية.

و في هذا الموضوع سوف نقدم أساليب و طرق تربية الأطفال الصحيحة بأسلوب بسيط و عملي استنادا على  أفضل ما كتب في هذا المجال.

قواعد أساسية في تربية الطفل

سلوك الطفل سواء المقبول أو المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية و في بعض الأحيان و بصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلي تقوية السلوك السيئ للطفل دون أن يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية.

و يمكن تلخيص القواعد الأساسية لتربية الطفل فيما يلي :

مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل.

المكافأة و الإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل و السيطرة على  سلوكه و تطويره و هي أيضا أداة هامة في خلق الحماس و رفع المعنويات و تنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار أيضا لأنها تعكس معني القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية.

و الطفل الذي يثاب على  سلوكه الجيد المقبول يتشجع على  تكرار هذا السلوك مستقبلا ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        الإرهاب لا وطن له و لا دين  / أ. أحمد حسني الشبكشي  - وكيل وزارة الصحة بقطاع الخدمات الاجتماعية و النفسية سابقا

    لقد كانت أحداث واشنطن و نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001 و ما تعرضت له الأراضي الأمريكية لعمليات إرهابية كبري لم تكن لتخطر على  البال بعد أن كانت الأعمال الإرهابية لا تتعدى مهاجمة سفارة أو قاعدة عسكرية أو قطع بحرية في مناطق بعيدة عن الولايات المتحدة. و بالرغم مما حدث في هذا اليوم من بشاعة تؤكد مرة أخري أنه ليس للإرهاب وطن و دين كما يؤكد أن للإرهاب تكاليف سياسية و اقتصادية موجهة لتؤثر على  مصالح دول العالم كما طلب الرئيس محمد حسني مبارك في خطابه الهام أمام الجلسة المشتركة لمجلس الشعب و الشورى يوم 10 نوفمبر 2001..

و لكن .. ما هو الإرهاب ؟ أقول إن تعريف الإرهاب من أعقد الأمور فهناك عدد كبير من التعريفات لهذا المفهوم بحكم تعقد ظاهرة الإرهاب و تعدد مستوياتها، و تباين وجهات النظر بشأنها، سواء بالنسبة للأشخاص أو القوي السياسية أو الدول التي تواجهها، بالإضافة إلي تداخل الاعتبارات الموضوعية الأخرى. و من هذا يبدو أحيانا ، لكل طرف – شخصا أو جماعة أو دولة – رؤيته الخاصة لهذه الظاهرة مختلفة عن رؤى الآخرين ..

و أهم من ذلك أن الإرهاب يختلط في كثير من الأحيان بظاهرة العنف أو التطرف و يرتبط في أذهان الكثيرين بديانة أو جنسية معينة. و الأكثر أهمية أن تشابكاته قد تجاوزت حدود الدول ليتخذ أبعادا إقليمية و دولية هامة، بفعل ما يشار حول تدعيم عدد من دول المنطقة – و ربما بعض دول العالم المختلفة – لممارسات إرهابية ضد بعض الدول ..

و ليس المقصود وضع تعريف محدد قاطع للإرهاب أو الدخول في مجالات نظرية حولها لكن المقصود هو تحديد عدد من المعالم و الخصائص و العناصر الرئيسية للإرهاب بغرض تحديد الجماعات و القوي التي تمارسه ..

و تكمن أهمية التعريف في أنه إذا تم تحديده، فإنه من السهل بعد ذلك التعرف على  الممارسين للإرهاب، باعتبار أنهم إذا قاموا بالأعمال الموضحة في التعريف، فإنهم يدخلون ضمن فئة الإرهابيين و بالطبع فإن تحديد من هو الإرهابي هو المدخل الصحيح لمواجهة الإرهاب ..

بداية لا يوجد مجال للجدال حول ما سبق أن حدث في مصر من أعمال إرهابية خلال الفترات الماضية أنها تعتبر إرهابا أم لا، ذلك أن هذه الأعمال اتسمت بسمات تجعلها أعمالا إرهابية حقيقية وجهت ضد السياحة أو التعدي على  المواطنين الأقباط أو على  رجال الشرطة أو المرفق العامة .. أو نوادي الفيديو أو دور السينما أو على  محلات المشغولات الذهبية أو اغتيال الشخصيات العامة و قبل أن تظهر أعمال الفتنة في مصر لفت الرئيس محمد حسني مبارك الأنظار إلي أن الإرهاب خطر يهدد المجتمع و دعوة دموية للتخلف لا علاقة لها بالدين، و ليست لها جذور مصرية ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        سيكولوجية العنف في عالمنا المعاصر - أسباب العنف / د. عزت الطويل  - أستاذ علم النفس بآداب بنها جامعة الزقازيق

الأسباب البيولوجية :

    يتسم السلوك البشري بالضبط البيوكيميائي بمعني أن ثمة صورة واضحة عن اثر الفسيولوجيا على  السلوك التكيفي تبدو في وجود جهاز الغدد الصم و هو عبارة عن شبكة محطات الهرمون التي تفرز المواد البيوكيميائية ذات الأثر الكبير في مجري الدم مباشرة و تعتبر الغدة النخامية بمثابة مايسترو جهاز الغدد بوجه عام و ذلك بما تفرزه من هرمون يؤثر في الوظائف السيكولوجية مثال ذلك قد يعاني فرد من اضطراب الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس و يكمن هذا الاضطراب في وجود ورم في البنكرياس يفرز الأنسولين و في مثل هذه الظروف يستمر إفراز الأنسولين في مجري الدم بصرف النظر عن مستوي السكر في الدم و في مثل هذه الحالة أيضا يحدث السحب الزائد للسكر في الدم و خلايا المخ أعراضا خطيرة كأضعف الجسمي و الخلط الذهني و الرؤية المزدوجة و حدث النوبات و التشنجات و من تنتابه هذه الاضطرابات بشكل مزمن يشعر بعدم القدرة على  التعامل بشكل مناسب مع المتطلبات العادية للحياة.

    و من هنا ندرك اثر العوامل البيولوجية على  السلوك الإنساني سلبا أو إيجابيا سويا أو لا سويا و لما كان العنف صورة من صور السلوك الإنساني المدمر فان مثل هذا السلوك سلوك وراثي اكثر منة بيئي حيث أن هناك ما يؤكد أن فردا يتسم بالعنف إنما يعني ذلك أن لدية استعدادات وراثية و تركيبية نفسية خاصة جعلته يتجه اتجاها يتميز بوراثة جهاز عصبي سريع الاستثارة على  أن هذا الاستعداد المورث لا يصبح بالضرورة قلقا و إنما توجد عوامل مباشرة تفجر موقفا ما ليتحول إلى واجهة سلبية من الحياة الاجتماعية تنذر بالعنف.

الأسباب الطبيعية :

    و نعني بها أن العنف أو العدوان قد يتولد بسبب نوع البيئة الطبيعية بما يحدث فيها من تغيرات بيئية كالتغيرات الفلكية و الجغرافية التي يتعرض لها الإنسان و مدي التفاعل بينهما و هكذا يذكرنا بما يتحدث عنة العلماء و الأطباء هذه الأيام من علم جديد يسمونه الكرونوبيولوجي أي العلم الذي يعني بدراسات التقلبات البيولوجية التي تحدث لأنماط الجسم الحي الإيقاعية حيث أن الجسم الحي مكون من أعضاء تؤدي وظائف مختلفة و يفترض لتلك الوظائف المختلفة أن يكون بعضها منسجما مع بعضها الأخر و إلا حل الارتباك محل الانسجام و ظهرت آثار ذلك الارتباك في ارق يصيب الجسم أو نعاس يغلب على ة أو تكاسل أو حضور ذهني أو ارتفاع في درجة الحرارة أو في ضغط الدم أو اكتئاب.

    هذا و من مناطق العنف في العالم نورد على  سبيل المثال لا الحصر بعضا من الأمكنة في عالمنا المعاصر مثل لبنان و حربها و عنفها على  مدي اكثر من 15 عاما و هي حرب طائفية و مذهبية و كردستان وطن القومية الكردية حيث الحروب الدائمة و العنف المستمر أو المنفصل للشعب الكردي في شمال العراق على  الحدود الإيرانية العراقية من جهة و هناك أفغانستان و الاستعمار الروسي لها و اشتعال العنف طلبا للاستقلال وحدة الوطن بأفغانستان و ولاية كشمير بالهند و في الهند نفسها و بالذات لدي جماعات السيخ و الصراع الدائم و العنف القائم بين المسلمين و الهندوس من ناحية و بين المسلمين و السيخ من ناحية أخرى و في منطقة كولومبيا بأمريكا الجنوبية حيث ملوك و أباطرة الأفيون و الحشيش و لماريجوانا و العنف و الصراع بين منتجي هذه السموم و الحكومات القائمة هناك حيث يبلغ العنف مداه حين تحول إلى صراع سياسي و اقتصادي و آمني بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية كطرف ثالث كما توجد بعض الحروب المحلية و العنف السائد في كل من العراق و الصومال و أثيوبيا و السودان و الاتحاد السوفيتي و ما يعانيه من تفكك و طلب بعض الجمهوريات بالاستقلال عن الاتحاد و يوجوسلافيا و ما تعانيه من خلافات و صراعات عرقية و نزاعات و عنف مستمر بين جمهوريتي الصرب و كرواتيا من جهة و بين جمهورية سلوفينيا و الصرب أيضا من جهة أخرى و كان العالم اجمع أضحى غابة يبتلع فيها الأغنياء الأقوياء الضعفاء و المستضعفين و سادت لغة واحدة هي لغة العنف ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        هرمون طبيعي يعالج حالات القلق و ينظم فترات النوم

    أصبح بإمكان العاملين في أنظمة المناوبات و الصغار و الكبار الذين يعانون من قلق و اضطرابات النوم الأخرى تنظيم دورات النوم و اليقظة و أنماطها في الليل و النهار من خلال تعاطي مادة هرمونية يفرزها الجسم بصورة طبيعية.

    و أوضح باحثو أن هرمون الميلاتونين الذي يتم إنتاجه و إفرازه بشكل رئيسي في الضوء الخافت أثناء الليل قد اثبت فعاليته في تنظيم و تقديم مواعيد النوم و الاستيقاظ للأشخاص الذين يشكون من أنماط نوم متأخر و في علاج العميان و المبصرين الذين يعانون من اختلال النوم – اليقظة خلال الأربع و العشرون ساعة.

    و تقترح التقارير الطبية إمكانية الاستفادة من هرمون الميلاتونين في تنظيم دورات النوم و الاستيقاظ عند الأطفال المصابين بنقص معين أو اضطرابات عصبية و مشكلات في النمو.

    و أجريت الدراسة التي هدفت إلى اختبار قدرة ثلاث جرعات مختلفة من الميلانين (1 مليغرام، 10 مليغرامات، 40 مليغراما) على  تشجيع المدة المعتدلة من النوم خلال أوقات النهار على  8 متطوعين من الرجال الأصحاء تراوحت أعمارهم بين 18 – 30 عاما ،بحيث خضعوا لجرعة واحدة من الهرمون في كل تجربة علاجية مع 4 – 7 أيام فترة راحة بينها.

    و أظهرت النتائج التي نشرتها مجلة ( أخبار الطب الحديثة ) الأميركية، أن الأشخاص الذين تناولوا جرعات الميلاتونين في وقت مبكر من فترة ما بعد الظهر إلى وقت متأخر من المساء استسلموا للنوم العميق بشكل أسرع من ألئك الذين تعاطوه خلال النهار و سجل شعورا اكبر بالإرهاق و الإجهاد و النعاس الذي اعف نشاطهم و أداءهم .. و بينت الدراسة أن الجرعات الثلاث من هرمون الميلاتونين سهلت بدء النوم عند المشاركين و استمراره خلال فترات النهار و قلت المدة الكلية لليقظة بشكل ملحوظ كما سببت انخفاضا طويل الأجل في درجة حرارة الجسم .. و أشار المختصون إلى أن تعاطي الميلاتونين قد يمثل أسلوبا علاجيا فعالا في تشجيع النوم النهاري لدي العاملين بنظام المناوبة و الإفراد الذين يسافرون إلى مناطق مختلفة الأوقات ..

الرجوع إلى الفهرس

 

-        التكنولوجيا و العولمة وراء الكآبة

    يقول تقرير صدر حديثا أن عددا متزايدا من الناس بدءوا يعانون من معدلات مرتفعة من الضغوط العصبية بسبب التغيرات التي طرأت و تطرأ على  البيئة و المحيط الجغرافي لموقع العمل و هو ما يكلف الحكومات و الشركات خسارة تقدر بمليارات الدوارات سنويا ..

    و توصلت منظمة العمل الدولية و هي هيئة معنية بشؤون العمل و العمال تابعة للأمم المتحدة إلى تلك النتائج عقب استبيان استمدت معطياته من مجموعة دراسات إحصائية و عملية تتعلق بالموضوع أجريت في خمس دول صناعية.

    و تبين من الدراسة أن نحو عشرة في المائة من البالغين يصابون بفعل ظروف العمل الضاغطة بأنواع من الإحباط المؤدية للكابة كل عام و تذكر الدراسة أن خسارة ألمانيا من المشاكل الصحية ذات الطبيعة النفسية و الذهنية

    و تبين من الدراسة أن نحو عشرة في المائة من البالغين يصابون بفعل ظروف العمل الضاغطة بأنواعها من الإحباط المؤدية لكابة كل عام و تذكر الدراسة أن خسارة ألمانيا من المشاكل الصحية ذات الطبيعة النفسية و الذهنية تقدر بنحو 2 مليار دولار في العام و في بريطانيا يعانون ثلاثون في المائة من قوة العمل من شكل من أشكال الضغط النفسي أو الإحباط الذهني.

    و في بولندا نما القلق حول فقدان الوظيفة بنسبة خمسين في المائة خلال الفترة من العام 97 و حتى العام 1999 و في فنلندا يضيع ما مجموعه 30 آلف سنة عمل كل عام بسبب حالات الانتحار الناتجة من ظروف العمل السلبية.

    و أدت هذه النتائج إلى توقع المنظمة الدولية حدوث ارتفاعات شديدة في الضغوط النفسية و الكابة الناتجة من ظروف العمل مع تطور التكنولوجيا و اتساع رقعة و ارتفاع وتيرة العولمة خلال المستقبل المنظور.

    و تقول المنظمة أن ارتفاع معدلات الكابة الناتجة من ظروف العمل المهني وصلت إلى حد مثير للقلق و ربما خطير و اصبح هذا المرض النفسي ثاني اكبر سبب للإعاقة المهنية بعد أمراض القلب.

    و يستنتج التقرير إلى أن كلفة هذه المشكلة ماليا بالنسبة للحكومات و الشركات تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات سنويا ففي الولايات المتحدة تنفق نحو 40 مليار دولار سنويا على  معالجة الكابة وحدها و يضيع نحو 200 مليون يوم عمل في السنة.

    و توضح المنظمة إن عدم توفر الأمن الوظيفي و ارتفاع معدلات البطالة أسهمت في تفاقم المشكلة في بلدان أخرى مثل بولندا و فنلندا و في الأخير يلغ معدل الإجهاد الوظيفي نحو خمسين في المائة.

الرجوع إلى الفهرس

 

-        المرضى العقليون اكثر تدخينا

    توصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن المصابين بأمراض أو اضطرابات عقلية اكثر عرضة للتدخين عن الإنسان العادي.

    و نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية و بنيت الدراسة أن الأشخاص الذين تشخص حالتهم على  انهم مصابة بأمراض عقلية يستهلكون تقريبا نصف السجائر التي تباع في الولايات المتحدة.

    و درس فريق من مستشفي كيمبريدج في ما ساتشوستس و كلية طب هارفارد إلى أن معدلات تدخين بعض الأشخاص ممن لهم تاريخ في الإصابة بالأمراض نفسية تتراوح بين الرهاب البسيط أو ما يعرف بالهلع من أشياء بسيطة و الشيزوفرينيا أو انفصال الشخصية.

    و خلصت الدراسة إلى أن احتمالات تدخينهم اكثر من الضعف مقارنة بمن لا يعانون من أمراض نفسية.

    و تقول الدكتورة كارين لاسر التي قادت فريق البحث إلى أن العلاج الذي يتلقاه بعض المرضى من أصحاب الحالات الحادة ربما يكون السبب في زيارة معدلات التدخين لديهم.

   و أوضحت قائلة أن المرضي عادة ما يمنحون السجائر كمكافأة لهم على حسن السلوك.

    و يقول فريق البحث أن خطط مكافحة التدخين يجب أن يشمل المرضي العقليين أيضا كما انتقدت شركات التبغ و اتهمتها بان و سائل التسويق لديها تستهدف الضعفاء و تقول الدراسة أن المصابين بأمراض عقلية يشترون اكثر من أربعين في المائة من السجائر التي تباع في الولايات المتحدة ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        الملاهي خطر على الدماغ

    حذر طبيب بريطاني من المخاطر التي يمكن أن تنجم عن ركوب نعض الألعاب في حدائق الملاهي الترفيهية و جاء تحذيره بعد أن تبين إصابة شابة بريطانية بتجلطات في الدماغ.

    و كانت الفتاة و عمرها أربعة و عشرون عاما قد ركبت عربات الملاهي اكثر من دورة في واحدة من الحدائق اليابانية التي تشتهر بسرعة عرباتها و بصعودها لارتفاعات شاهقة.

    و يعتقد أن الحركات المفاجئة التي تقوم بها العربات أثناء مرورها على  الممرات الحلزونية بسرعة شديدة قد تسبب في انفجار أوردة غلي سطح المخ.

    و قد شكت الفتاة بعد أن غادرت الحديقة من صداع قوي و خضعت لفحوصات في قسم الأعصاب في كلية الطب بجامعة شيبا اليابانية.

    و قد كشف الفحص بأجهزة أشعة متطورة عن وجود تجلطات دموية في موضعين فأجريت للفتاة جراحة عاجلة و خضعت للعلاج مدة ثمانية أسابيع.

    و ينجم عن هذه الجلطات الدماغية السطحية صعوبة في المشي و تغير في القدرات الذهنية و حدوث قيء متكرر و يندر أن يصاب بها الشباب.

    و قد تصيب الجلطات الدماغية كبار السن و تنتج عادة عن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو كناتج من تطور أمراض مثل البول السكري و ضغط الدم.

    و قد حذر الدكتور توشيو فوكوتاكي من كلية الطب بجامعة شيبا من مخاطر عربات الملاهي التي تنزلق على  قضبان ملتوية على  ارتفاعات شاهقة و أكد أن هذه الألعاب العملاقة ربما تحمل مخاطر على  مستخدميها اكثر من العربات المعتادة في مدن الملاهي.

    و قد سبق أن صدرت تحذيرات مماثلة من مخاطر هذه العربات و ارتباطها بإصابات في شبكية العين أو حتى بتسرب من النخاع الشوكي ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        ماذا تفعل الأم ؟ عندما يخرجها الأبناء عن شعورها

    تتحمل الأم عادة مشاق و متاعب كبيرة في تربية أبنائها و كثيرا ما تحاول أن تتسلح بالهدوء و الصبر في مواجهة المواقف التي يمكن أن تثير غيظها و الأمثلة على  هذه المواقف كثيرة و تتكرر بصفة دورية في معظم البيوت فقد تعود الأم إلى بيتها بعد يوم عمل مجهد و طويل لتفاجأ بالمكان الذي تركته مرتبا و منظما في الصباح و قد تحول إلى حالة من الفوضى.

    فاللعب ملقاة في كل مكان و الملابس متناثرة هنا و هناك و كل شئ في غير مكانه فإذا طلبت من الأبناء جمع أشيائهم تفاجأ بعدم استجابتهم و استغراق كل منهم فيها يفعله مكتفين بترديد انهم سوف يفعلون بعد قليل .. فلا تتمالك الأم نفسها و تنفجر غيظا فينزعج الأبناء و يمتثلون لمطلبها متذمرين و لحظتها تشعر الأم أن أبناءها يكرهونها و تهدأ الأمور بعد قليل و تواصل الأم أداء أعمالها المنزلية و في ذهنها تساؤل هل كانت محقه في انقلاب أعصابها أم أن هناك أسلوبا آخر لمعالجته مثل هذه الأمور ؟

    و يجيب على  هذا التساؤل علماء النفس بقولهم ما لا يعلمه الأبناء هو أن الأم تصاب بعد انفعالها بحالة من تأنيب الضمير تسبب لها تعاسة لأنها تشعر في بعض التصرفات التافهة و لكن علماء النفس يطمئنوننا بقولهم أن غضبها هذا شئ طبيعي و يقدمون لها بعض النصائح التي يمكن أن تساعدها على  التعبير عن غضبها بصورة أهدأ ودون جرح كبريائها أمام أبنائها...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        جلسات إرشادية للأسرة للحماية من المخدرات

    تعالت نغمة أهمية مطالبة الأسرة بحماية أبنائها من أضرار المخدرات في مرحلة المراهقة خاصة بعدما أعلنت الأمم المتحدة في آخر تقارير لها عن وضع العقاقير و المخدرات في العالم لعام 2000 أن المتعاطين بلغ عددهم 180 مليون نسمة يمثل من يبلغ أعمارهم الـ 15 عام نسبة كبيرة مما يعد خطرا حقيقيا في مرحلة المراهقة.

    و طالب المهدي على ( ممثل الأمم المتحدة في برنامج مكافحة المخدرات و منع الجريمة ) بأهمية العمل على  الحد من الطل بعلى ها بالتعاون مع الحكومات و أشار إلى انه بالفعل تم التعاون مع الحكومات المصرية من اجل حماية الشباب وذلك من خلال المجلس القومي لمكافحة الإدمان ووزارة الصحة جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته ماجدة خورشيد مسئول الإعلام بالأمم المتحدة و تم إعلان التقرير خلاله. و أوضحت الدكتورة سهير لطفي أن المجلس القومي قام بالتنسيق مع جميع الوزارات بعدما قمنا بعمل مسح لبعض العينات من الشباب ووجدنا أن أهمية التوعية تأتى في المقام الأول و لذا تم عمل جلسات إرشادية كل يوم خميس للأسرة التي تعاني من إدمان أبنائها المخدرات لتقديم المعونة النفسية و الطيبة و أيضا طرق الوقاية عن طريق اكتشاف الأعراض المبكرة و حتى الأسرة التي لم يدخل أبناؤها في هذا الإطار تقدم لها النصائح و المعلومات العلمية عن طريق المتخصصين في الصحة و النواحي النفسية و الاجتماعية بالإضافة لإنشاء الخط الساخن للتحدث مع الشباب أنفسهم للتعرف على  مشكلاتهم و حمايتهم من أضرار هذه السموم و أيضا تقوم بعمل توعية في المحافظات على  جميع المستويات سواء للأطباء أو الصيادلة و أيضا القيادات الشبابية و الأئمة و الدعاة لتتم التوعية على  أسس صحيحة من خلال تعاون الحكومات المصرية و الأمم المتحدة و الجمعيات الأهلية ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        بحث علمي يؤكد شعور المراهق بأنه مقهور و مسلوب الإرادة

   مرحلة المراهقة حظيت باهتمام شديد من قبل علماء علم النفس و التربية و المتخصصين حيث اعتبرها البعض مرحلة عواصف و توتر و البعض الآخر وصفها بالتمرد على  القيم و المعايير بشكل عام و من ثم يستوجب على  القائمين على  رعايتهم سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع بذل اقضي جهد لاحتواء هؤلاء المراهقين و إرشادهم نحو السلوك القويم و تهيئة المناخ النفسي و أيضا يجب أن نوفر لهم تربية دينية و خلقية مناسبة سواء في المدارس أو المنزل أو بواسطة أجهزة الإعلام و أن نتخذ مدخلا تربويا لكي نقي مراهقتنا من مغبة الصراع الذي يعتريهم.

    و باستعراض البحث الذي أعده د. عادل عز الدين الاشول أستاذ الصحة النفسية تحت عنوان ( المشكلات التي يعانيها المراهقون و الشباب ) حيث شبة الباحث فترة المراهقين بأنها انتقال بين عالمين من عالم الطفولة إلى عالم الرشد ) إلا أن تقلب المراهق و عدم اتزانه يعكس حقيقة مؤداها أن هذا المراهق يعتبر أنسانا هامشيا بالنسبة للمجتمع بسبب حيرته و تردده و نقاط ضعفه.

    و قد شملت عينة البحث مجموعة من الكلبة من الجامعات المصرية منهم 2504 من الذكور و 12363 من الإناث تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 24 سنة و روعي في العينة أن تكون ممثلة للبيئات المختلفة للجامعات المصرية ( عين شمس – المنصورة – دمياط – السويس – بني سويف – الفيوم – الزقازيق – بنها – الأزهر – المنيا ).

    و قد توصلت الدراسة إلى حصر عدد المشكلات تنتشر بين شباب الجامعات أهمها ( مشكلة الاغتراب ) عن الذات أو عن المجتمع أو كليهما ( العزلة الاجتماعية ) حيث أعربت مجموعة كبيرة من المراهقين و الشباب عن شعورهم بالوحدة و عدم الإحساس بالانتماء إلى المجتمع الذي يعيشون فيه و تكمن خطورة هذا البعد في انطواء المراهق أو الشاب و انسحابه من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مما يجعله في حالة تناقص بين ما هو ( سيكولوجي فيزيائي ) فهو موجود في المجتمع من الناحية الفيزيائية و لكنة منفصل من الناحية النفسية.

    و أيضا العجز حيث أشارت مجموعة كبيرة من المراهقين و الشباب إلى عدم القدرة على  التحكم و التأثير في مجريات الأمور الخاصة أو في تشكيل الأحداث العامة في المجتمع و أن الفرد مقهور و مسلوب الإرادة و الاختيار.

اللا معيارية ( للمراهقين )

    شعور الفرد بعدم وجود قيم أو معايير أخلاقية واحدة للمواضيع الواحد بل يمكن أن يجد القيمة و نقيضها لنفس القضية أو الموضوع فيحدث الفجوة بين الغايات و الوسائل فالغاية تبرر الوسيلة و من هنا يشعر الفرد بضياع القيم و فقدان المعايير.

    و قد أسفرت الدراسة عن التوصيات الآتية :

-    العمل على  تنمية الثقة بين الطلاب سواء في أنفسهم أو فيمن حولهم و ذلك بعدم اللجوء إلى أساليب التضليل و الوعود الكاذبة و رسم الصور الخيالية للمستقبل التي غالبا ما تدفع الشباب إلى الانغماس في الأحلام و الأوهام و توهم تحقيق الرغبات على  المستوي النظري.

-        توفير تربية دينية و خلقية مناسبة للمراهق منذ الصغر .

-        العمل على  إشراك الشباب في العمل السياسي داخل الجامعات و خارجها سواء كان ذلك في الاتحادات الطلبية و المؤسسات التربوية أو خارجها.

-        تنمية روح التعاون بين الطلاب منذ الصغر بدلا من تنمية روح التنافس و الصراع على  التفوق الدراسي و الأكاديمي.

-    تنمية روح الوحدة و التكامل بين الشباب منذ الصغر حتى ينمو الشباب و لدية رغبة في تكوين أسرة متكاملة تقوم على  الود و التراحم و التعاطف.

الرجوع إلى الفهرس

 

-        طفلك .. كيف يتجنب الشعور بالخجل ؟

    للأطفال سلوكيات و عادات خاصة تكون مرتبطة بهم في مرحلة الطفولة و مع مرور الوقت يتخلص الطفل تدريجا منها و يقال عنة انه بدأ يكبر أو يدرك و انه أصبح رجلا صغيرا يتصرف تصرفات الكبار.

    و يعتبر الخجل كما يقول الدكتور عادل عاشور مدرس طب الأطفال و الوراثة من الصفات الهامة و الشائعات بين الأطفال و التي تلعب فيها الوراثة دور كبيرا من خلال الجينات الموجودة في الخلايا الحية و كذلك الظروف البيئية المحيطة بالطفل و نشأته تلعب أيضا دورا هاما.

    و يضيف أن الخجل صفة قد تظهر في الأطفال في النصف الثاني من العالم الأول للولادة في صورة كسوف و استحياء عند مداعبة الآخرين و الغرباء له و بعد السنة الأولى من العمر يكون الخجل في صورة التواري و الاختفاء خلف الأب أو الأم و عدم مخالطة و مصاحبة الأطفال.

    و الطفل الخجول يبدو أيضا هادئا و مستكينا قليل الكلام غير سعيد بملاعبة و مداعبة الآخرين له و قد تكون صفة الخجل مؤقتة في فترة طويلة حتى بعد الكبر.

    و ينصح الدكتور عادل عاشور الوالدين بمراعاة التعليمات التالية حتى يخرجوا بطفلهم من حالة الخجل مبكرا و هي :

-        إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن نفسه بحرية كاملة و الابتعاد عن عقابه إمام أي شخص حتى لا يراه خجولا.

-        الابتعاد عن أسلوب التجريح أو تهديد الطفل بين الحين و الآخر لذلك يجب توفير الفرصة المناسبة له كي يقضي بعض الوقت مع أطفال آخرين.

-        عدم السخرية أو التهكم على  أفكاره و مقترحاته مهما كانت بسيطة أو سطحية.

-        إحاطة الطفل بجو من الحنان و الحب و العطف داخل المنزل.

-        اصطحاب الطفل إلى أصدقائه و دعوتهم لزيارتهم بصورة مستمرة.

الرجوع إلى الفهرس

 

-        سيكولوجية المرأة

    بدا لي في أول الأمر أن الكتابة عن سيكولوجية المرأة ( الطبيعة النفسية لها ) لا يحتاج سوي عودتي إلى أرشيف جلسات العلاج النفسي التي أتاحت لي كثيرا رؤية هذا المخلوق اللغز بلا أقنعة أو بأقل قدر ممكن من الأقنعة ثم أربط هذه الرؤى الميكروسكوبية التحليلية برؤيتي للمرأة في الحياة اليومية بالعين المجردة و بذلك تكتمل الصورة و نصل إلى كلمة السر التي تفتح لنا دهاليز هذا الكيان المحير.

    و سوف يتم هذا من خلال عدة مفاتيح بسيطة نذكرها فيما يلي :

التكشف البيولوجي مقابل التستر النفسي :

    لا يمكن فهم المرأة نفسيا إلا من خلال فهمها بيولوجيا فعلى  الرغم من غموض المرأة نفسيا فهي شديدة الوضوح بيولوجيا بمعني أن التكوين البيولوجي فاضح لها مهما حاولت إخفاءه فهي أضعف عضليا من الرجل على  وجه العموم و في حالة بلوغها يسيل دم الدورة الشهرية معلنا بدء الحدث في وضوح و يتكرر ذلك الإعلان مرة كل شهر مسبوق و مصحوب و متبوع بتغيرات جسدية و نفسية لا يمكن إخفاءها و التركيب الجسماني للمرأة بعد البلوغ يعلن عن نفسه بشكل واضح من خلال بروزات واضحة في أماكن مختلفة من الجسم و الحمل يكون ظاهرا بارزا بعد الشهر الرابع و الولادة مصحوبة بألوان شتي من الألم و الصراخ و النزف و الأطفال كائنات ظاهرة و ملتصقة بالأم تعلن أمومتها في صراحة و وضوح و حين تصل المرأة إلى سن الشيخوخة أو قريب منها تظهر الترهلات و التجاعيد بشكل أكثر وضوحا مما يظهر في الرجل.

    و كرد فعل طبيعي لهذا الفضح البيولوجي تميل المرأة – السوية – إلى التخفي و التستر و ما الخجل الفطري لدى المرأة رغبة حقيقية في الابتعاد عن العيون الفاحصة المتأملة لتلك المظاهر البيولوجية الكاشفة و من هنا يبدو حجاب المرأة ملبيا لذها الاحتجاج الفطري النفسي للتستر أما محاولات التعري لدى النساء فأنها غالبا بإيعاز من الرجل و رغبة في إرضائه أو جذب انتباهه أي أن التعري ليس صفة أصلية في المرأة السوية.

    و ربما تكون صفة التستر قناعا يخفي حقيقة المرأة البيولوجية و مشاعرها عن العيون و خاصة إذا بالغت المرأة في استخدامها و ربما يكون هذا هو أحد أسباب غموض المرأة و كونها لغزا.

    و يتبع صفة التستر صفة أخرى تبدو مناقضة لها لكنها في الحقيقة مكملة إياها و هذه الصفة هي التظاهر فالمرأة لا تكتفي بالتستر و لكنها تريد أن تزين ظاهرها و تجمله ليتلهى به كل ناظر إليها فلا يستطيع التلصص إلى دخائلها بسهولة و من هذا نفهم ولع المرأة الفطري بأدوات الزينة و التجمل و استعمال الروائح العطرية و لا يتوقف التظاهر عند المستوى الجسدي أو المادي فقط و إنما يمتد إلى المستوى النفسي فيتمثل في ميل المرأة إلى الكذب المتجمل بمعني إنها تميل إلى إعطاء صورة افضل عن نفسها تخفي بها أشياء و تظهر أشياء و هي أن بالغت في عمليتي التستر و التظاهر تصبح خادعة و مخدوعة في نفس الوقت فهي تكون قادرة على  خداع الرجل بظاهرة ( المخالف كثيرا لباطنها ) و تكون أيضا مخدوعة لأنها بمبالغتها في لبس القناع تصبح بعيدة عن مشاعرها الحقيقية و عن ذاتها الأصلية فتصدق ما صنعته من وسائل التمويه.

    و المرأة لا تحتاج فقط إلى ستر تكوينها البيولوجي و التظاهر بخلافة و إنما تحتاج ذلك أيضا في مواجهة مشاعرها و عواطفها فقد خلقت بطبيعة جياشة لتكون مناسبة لمواكبة حاجات الأب و الزوج و الأبناء و هذه الطبيعة تتسم بالسيولة العاطفية و التي تتبدى في التغير السريع في المشاعر و في حرارة هذه المشاعر مقارنة بالرجل و هذه السيولة العاطفية يكمن خلفها تركيبات عصبية و إفراز هرمونية تجعلها قوة دافقة تخشى المرأة خطرها و لذلك تحاول جاهدة إخفاء جزء كبير من مشاعرها و ربما أظهرت مشاعر تبدو في الظاهر عكس مشاعرها الحقيقية فهي تحاول إخفاء حبها حتى لا تتورط في علاقات حرجة وتحاول إخفاء كرهها حتى لا تتعرض لغضب الرجل الذي تحتاج إليه و تخشى بطشه و هي التي خلقت لتتمنع و هي راغبة ( يمتنعن و هن الراغبات ) فإحساسها بضعفها و إحساسها بأنوثتها يجعلها تفضل موقف الانتظار فلا تسمح لرغباتها بالظهور الفج أو التعبير الصريح كما يفعل الرجل ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        مهارات في تحسن الذاكرة

    إن جهلنا بأسرار التذكر وكيفية التذكر الصحيح أو إرجاع المعلومات القديمة عبر الطرق السليمة أدى إلى اتهام ذواتنا بالتقصير و الضعف أن معرفة الذاكرة من خلال دراستها عن قرب سيمكننا بمشيئة الله على  تحسين أسلوبنا في التذكر الذي يقودنا إلى التذكر السريع.

بعض الناس يتميزون بذاكرة قوية في شئ معين و هذا التميز في الذاكرة يرجع إلى نشاط خلايا المخ لدي الإنسان أو نتيجة تمرين مستمر في تخصص معين و حادثه الأمام البخاري صاحب كتاب الصحيح المشهور عندما قدم بغداد أراد بعض الطلاب الحديث اختبار ذاكرته فاعدوا له عشرة أحاديث بشكل مغلوط وصور الغلط هو خلط متون ( نص الحديث ) الأحاديث بأسانيدها و لما حضر الأمام و روي له الطالب الأول الأحاديث العشرة المغلوطة و لما روي له حديثا يقول الأمام البخاري لم اسمع بهذا و هكذا سرد العشرة طلاب مائة حديث مغلوط و لما انتهوا قال الأمام البخاري للطالب الأول ذكرت الحديث الفلاني انه عن فلان و روي السند الذي رواة الطالب و الحديث ليس كذلك بل هو عن فلان و صحح له الحديث و هكذا حتى صحح الأحاديث العشرة بحيث نقل المتون إلى أسانيدها التي تلائمها و استمر في تصحيحه لكل طالب حتى انتهي من المائة حديث المغلوط لمجرد سماعة لها للمرة الأولى.

عوامل النسيان :

الذاكرة :

هل سالت نفسك لماذا لم تنس سورة الفاتحة بينما تنسي سورا أخرى كنت تحفظها كاملة في المرحلة المتوسطة مثلا ؟؟

و هل سالت نفسك لماذا أتذكر بعض الدروس التي احبها بينما انسي تلك الدروس التي لا احبها ؟ انه عامل الوقت و المراجعة عزيزي الطالب فنحن عادة ننسي أن لم نحاول استعاده ما تعلمناه مع مضي الوقت دعني اضرب لك مثالا توضيحيا لذلك أنت بدأت بحفظ سورة من سور القران الكريم و لم تحاول مع الأيام مراجعتها فان النتيجة الحتمية هي نسيانك لهذه السورة اليوم و بعد غد ذاكرتها و بعد ثلاثة أيام كذلك و بعد أسبوع و هكذا فان السورة لن تتبخر من ذاكرتك.

عدم تمرين الذاكرة :

أن التمرين سر النجاح فالخطيب المشهور و الكاتب المعروف و الخطاط صاحب الخط الجميل كل هؤلاء و غيرهم من المشاهير ما كان لهم أن يصلوا إلى هذا المستوى من الإتقان في أعمالهم إلا من خلال التمرين المستمر.

أن الذي يشتكي من خطه ( الكوفي ) أو ( الفرعوني ) و يحتاج إلى محللين لفك خطه يستطيع بكل سهوله أن يتخطى هذه الصعوبات من خلال التمرين اعني الكتابة المستمرة.

و كذلك الطالب الذي يعاني من كثرة النسيان و بالذات في ساعة الاختبار و أقول له تمرن ليس بحمل الأثقال و الجري فان ذلك بلا شك سيكون له دور في تحسين ذاكرتك و لكن بالدرجة الأولى جسمك مرن ذاكرتك اعني ثق في ذاكرتك و لا تتكل على  الآخرين في تذكيرك أنصحك الآن بحفظ ما هو مقرر على ك و مراجعة هذا الحفظ على  فترات فان ذلك بالإضافة إلى الدراسة المنتظمة التي أشرت إليها ستساعدك في تدريب الذاكرة .

الرجوع إلى الفهرس

 

-        الحكماء الأربعة / بقلم محمد صلاح الدين المستاوي

    رحل عنا إلى دار البقاء في الأشهر القليلة الماضية أربعة من الأطباء الحكماء الذين كان لهم حضور بارز في الساحة الثقافية و الدينية على  امتداد عقود من سنين و هؤلاء الحكماء الأربعة هم الدكاترة : سليم عمار من تونس و المهدي بن عبود من المغرب و التيجاني الهدام من الجزائر و جمال ماضي أبو العزائم من مصر.

فقد حرص هؤلاء الأطباء الحكماء على  البذل و العطاء في ميدانهم الطبي من خلال مباشرة هذه المهنة الشريفة و من خلال التدريس في الكليات ثم من خلال حضورهم الفاعل و النشط في الساحة الفكرية و الثقافية و ذلك بما ألفة من كتب و ما القوه من محاضرات و ما شاركوا فيه من ندوات و مؤتمرات في الداخل و الخارج و ما حرص على ة جميعهم من القيام بواجب الربط ما اختصروا فيه من علوم و معارف طبية و بين موروث الأمة الديني و الثقافي و الحضاري فكانوا رحمهم الله من مختلف المسخ و الزيف و قد انتفع بهم الخلق كثير من مختلف الأجيال و الفئات و بالخصوص أولئك الذين كادت تهز ثوابتهم ضرورة الهجمة الشرسة للمادية الغربية.

لكن هذه الأسباب أرى لزاما على  أن احيي ذكراهم و أؤدي بعض حقهم علينا حتى لا نجعل رحيلهم عنا و مفارقتهم لنا تمر دون أن تترك أثرا من أسى و حسرة على  فقدانهم و عبرة تتواصل بها الإضافة التي حرصوا على ها و أدوها على  احسن الوجوه و أتمها.

 

الأستاذ سليم عمار : دكتور في الطب متخرج من كلية الطب بباريس و لد سنة 1927 بسوسة ( تونس ) اختير عضوا بأكاديمية الطب الفرنسية سنة 1966 عن كتابه في الطب العربي و من بعض كبار الأسماء الذي نال جائزة كونت هوفر فقد اعتبر هذا افضل عمل علمي متعلق بتاريخ العلوم الطبية أنجز في السنوات الخمس الأخيرة.

و الأستاذ سليم عمار أول طبيب من أفريقيا الشمالية يحوز على  جائزة بورقيبة المغاربية في الطب و ذلك سنة 1973.

للدكتور سليم عمار ما يزيد على  مأتي دراسة بالفرنسية و العربية البعض منها مترجم إلى الإنجليزية و الألمانية خصوصا ما تعلق منها بتاريخ الطب العربي.

لقد كان الدكتور سليم عمار رائدا في تاريخ الطب العربي باعتباره كما يقول أن تاريخ الطب مادة حيوية لأنة ينبغي أن نعرف من أين نأتي كي نعرف إلى أين نحن ذاهبون أن ذلك يمكن من التعرف على  التطورات التي امتاز بها تاريخ الطب العربي و هنالك رجال سهروا للوصول إلى الاكتشافات الطبية و مزيد التطبيب لإنماء هذه الصناعة الجليلة التي قال فيها على  بن عباس المجوسي (( أن العلم بصناعة الطب لأعظم العلوم شأنا و أكبرها قدرا و أكثرها منفعة و اجلها خطرا لحاجة جميع الناس إليها.

يقول الدكتور سليم عمار أن أطباء المسلمين اخذوا من اليونان ثم أضافوا و ابتكروا و من ذلك أمثلة.

الطب السريري : الكشف و التشخيص فقد دخل الطب السريري حيز الوجود كما قال الأستاذ الفرنسي بول ميلية بفضل محمد بن زكرياء الرازي الذي كان يقوم بالمعاينات السريرية.

الاقرابلين : جدول الأدوية و قد أنجزه سابور بن سهل في بغداد حوالي 850 ميلاديا.

أمراض العيون : اكتشاف البصريات لابن الهيثم.

وصف الجدري و التفريق بينة و بين الحصبة بفضل الرازي.

الدورة الدموية و اكتشافها من طرف ابن النفيس.

كتاب القانون لابن سينا و تدريسه إلى غاية القرن السابع عشر ميلادي في أوروبا فقد ذكر الأستاذ البريطاني وسلر بان كتاب القانون يرد من حيث حجم الطبع بعد الإنجيل و وصفة بأنة إنجيل الطب.

تركيز المستشفيات و العلاج بالموسيقي و التوقي من الأوبئة و الأمراض المعدية و ضبط ترتيب الوقاية التي دونها ابن خاتمه و ابن الخطيب ( ق 14 ) و لم تدخل هذه الترتيب القانونية أوروبا إلا بعد 3 قرون.

ذلك هو بعض ما نذر الدكتور سليم عمار حياته لتعريف العرب و المسلمين و الغربيين به و كان ثمرة لهذا المجهود الجبار عشرات كتب و مئات البحوث و الدراسات باللغات العربية و الفرنسية و الإنجليزية و الألمانية فضلا عن المشاركات الدؤوبة إلى أخر يوم في حياته في الندوات و المؤتمرات في تونس و خارجها بالإضافة إلى من تخرج على  يديه من مئات الطلاب في الطب و الأدب فرحم الله الدكتور سليم عمار رحمه واسعة و جازاه الله عن دينة و أمته افضل الجزاء ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        حجبت النار بالشهوات / بقلم عبد الستار حسن طعيمه

    روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( ص ) قال : (( حجبت النار بالشهوات و حجبت الجنة بالمكارة )) أخرجه البخاري و مسلم و الترمذي.

    هذا الحديث من جوامع كلمة ( ص ) و بديع بلاغته في ذم الشهوات وان مالت إليها النفوس و الحض على  الطاعات و أن كرهتها النفوس و شق عليها و المراد بالمكارة هنا ما أمر المكلف به بمجاهدة نفسه فيه فعلا كالإتيان بالعبادات على  وجهها و المحافظة عليها و الصبر على  أدائها في وقتها و امتثالا قولا و عملا و من جملتها الصبر على  المصيبة و المحن و التسليم لأمر الله فيها لهذا أطلق عليها المكارة لمشقتها على  الإنسان و صعوباتها عليه.

و المراد بالشهوات ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع عن تعاطيه من شهوات حقيرة و أهواء شيطانية توقع الإنسان فيما حرمة الله فكان الرسول قال : لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات و لا يوصل إلى النار إلا بتعاطي الشهوات التي ينخدع بها من عميت بصيرته عن طريق اليقين و الهدي النبوي ذلك لان الأعمى عن التقوى الذي قد أخذت الشهوات سمعه وبصره يرى الشهوات البراقة لاستيلاء الجهالة و الغفلة على  قلبه فهو كالطائر يرى الحبة داخل الفخ لغلبة شهوة الحبة على  قلبه تعلق باله بها.

فليتبصر الإنسان عاقبة أمره و لا يتهاون بالصغائر التي تسرقه إلى الوقوع في الهاوية.

نعمة البلاء

    سنة الله في خلقة أن الحياة الدنيا تعيش بين البسط و القبض و العطاء و المنع و الغنى و الفقر و الحرب و السلام و أمام هذه المتناقضات امتحان رهيب لا يجتازه إلا المؤمن العاقل و القلب المؤمن بدليل قوله تعالى ( أم حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هو لا يفتنون و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين )) و يقول الحق ( و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبلو أخباركم ) و الفتن لها صور و ألوان يذكرنا بها القران فيقول ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) و يقول ( و جعلنا بعضكم لبعض فتنة ) و يقول ( و جعلنا بعضكم لبعض فتنة ) و يقول ( و لنبلوكم بالشر و الخير فتنة ) و يقول ( و لنبلوكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات ) كل هذه فتن و هي لا تحصى و الرسول الكريم يعلمنا أن الناس أمام الفتن أصناف فيقول في حديثه ( أن الله تعالى يجرب عبده بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز لا يربصن و منهم من خرج اسود محترقا ) و من هذا الحديث نرى صنفا من الناس لا تزلزله الإحداث فهو الصابر و المحتسب فان داهمه البلاء رجع إلى الله صابرا محتسبا و التجأ إليه.

    و أن عزة النعماء قد تعرض صاحبها عن المنع و في أعراضه معيشة ضنك و يحشر يوم القيام اعمي و يقول الحق فيه ( كلا أن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )

    و هناك صنف يتظاهر بالثبات فإذا توالت عليه المحن و المصائب و طرقت الأحداث بابه تبدلت شخصيته فهو كالمعدن المغشوش يخرج من النار اسود محترقا و أن أصابه خير اطمأن به و أن أصابته فتنة انقلب على  وجهه خسر الدنيا و الآخرة هذا الإنسان لا يستحي أن ينحرف عن قيمة الحق مع وضوحه يقول عنه الحق في قوله ( و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) هذا الصنف المهتز أمام المحن هو عار على  الإنسانية حيث انه يرى الحياة مغنما و لو رجع إلى صوابه و علم أن ذل البلاء فيه لجوء إلى الله و في عزة النعماء أعراض عنه فيعيش بين قلق الهموم و حسرة الليل أن الحياة الدنيا ليل و نهار فاجعلوا من الليل قياما لتجدوا الفجر و اجعلوا من النهار عملا لتحكموا على  العصر و اذكروا قول الله تعالى ( و العصر أن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ) اللهم اجعل في ذل البلاء توحيدا له و في عزة النعماء شكرا و ثناء على ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        التبول اللاإرادي ( سلس البول ) / د. محمود جمال ماضي أبو العزائم

    يتبول الأطفال الرضع لاإراديا في أثناء فترات النوم و اليقظة و يستمرون في ذلك إلى أن يصلوا مرحلة يمكنهم فيها التحكم بالمثانة و ينمو الأطفال في معدلات مختلفة كما تختلف نسبة تبولهم اللاإرادي في أثناء الليل فبعض الرضع ينام طول الليل دون أن يتبول منذ لحظة ولادته و لكن يوجد أيضا أطفال يتبولون لاإراديا و هم في عامهم الخامس رغم قدرتهم على  استخدام المرحاض ومن ملاحظة النمو الطبيعي للأطفال لوحظ أن :

-        خلال السنة الأولى : يتبول كل طفل صغير في ثيابه و في سريره.

-        خلال السنة الثانية : يبدأ بعض الأطفال مرحلة عدم التبول اللاإرادي في أثناء ساعات النهار و تنخفض نسبة تبولهم أيضا في الليل.

-    خلال السنة الثالثة : تصبح الليالي التي لا يتبول فيها الطفل اكثر تكرارا و يبدأ الوالدين بملاحظة ظاهرة استيقاظ الطفل عند امتلاء مثانته فيناديهما ليأخذاه إلى المرحاض.

ويبدأ معظم الأطفال في الحفاظ على  جفافهم في الليل عند بلوغهم سن الثالثة وعندما يكون لطفل معين مشكلة في التبول أثناء النوم بعد هذا السن يصاب الوالدين بالقلق.

و يؤكد الأطباء أن التبول أثناء النوم ليس بمرض لكنه عرض بل عرض شائع إلى حد ما و قد تقع بعض حالات التبول أثناء النوم خاصة عندما يكون الطفل مريض.

و فيما يلي بعض الحقائق التي يجب أن يعلمها الأباء حول التبول أثناء النوم :

-        15% من الأطفال تقريبا يعانون التبول أثناء النوم بعد سن الثالثة.

-        حالات التبول أثناء النوم تنتشر بين الأولاد اكثر من البنات.

-        يرث الطفل هذه العادة من بعض أفراد الأسرة.

-        عادة ما يتوقف التبول أثناء النوع عند البلوغ.

-        معظم من يعانون التبول أثناء النوم ليس لديهم مشاكل عاطفية.

فسيكولوجيا التبول اللاإرادي :

    عندما يزيد البول داخل المثانة فان مستقبلات الضغط في الطبقة العضلية لجدار الشوكي و منه إلى المخ الذي تنبع منه الرغبة في التبول فان كانت الظروف غير مناسبة للتبول فان القشرة المخية ترسل نبضات تثبط جدار المثانة و تزيد من مرونته و ذلك بتثبيط العص نظير السمبتاوي الذي يحدث ارتخاء في جدار المثانة مما يسبب انخفاض الضغط داخلها فتقل حدة الرغبة في التبول مؤقتا أما إذا كانت الظروف مناسبة فان القشرة النخيه ترسل إشارات إلى المنطقة العجزية من الحبل الشوكي فتنبه جدار المثانة و ترتخي العضلة العاصرة الداخلية و تثبط مركز التحكم في العضلة العاره الخارجية بفعل منعكس و هناك عضلات مساعدة تأخذ دورها في عملية التبول حيث ترتخي عضلات المنطقة الشرجية و تنقبض عضلات جدار البطن مع هبوط الحجاب الحاجز و التوقف عن التنفس فيزيد الضغط داخل البطن فيضغط على  المثانة من الخارج مما يزيد الضغط داخلها بدرجة عالية تساعد على  تفريغها.

ما هو سلس البول و لماذا يحدث ؟

هناك نوعان من سلس البول :

سلس البول الأولي : و يعني ببساطة أن الطفل يعاني من مشكلة التبول في الليل و قد ينتابك الرعب عندما ترين طفلك البالغ من العمر السنة الرابعة أو الخامسة و هو لا يزال يتبول لاإراديا و يرفض بعض الأطباء استخدام المصطلح لطفل لم يبلغ السابعة بعد.

سلس البول الثانوي : و هو حاله مختلفة من النوع الأولى. و يعني المصطلح أن الطفل الذي لم يكن يتبول في السابق لمدة اشهر و ربما لسنوات قد يبدأ بعد تلك الفترة في التبول في سريره و يكون هذا نادرا نتيجة القلق و الضغط وربما أن التبول الثانوي يكون مزعجا للطفل كثيرا و لوالديه أيضا فانه يحب طلب النصيحة على  الفور.

و أسباب التبول اللاإرادي عديدة منها ما هو عضوي و منها ما هو نفسي : ...

الرجوع إلى الفهرس

 

-        مفهوم الرهبة و الإرهاب في اللغة و الكتاب / بقلم د. محمد المختار محمد المهدى

منذ الأحداث المروعة التي اندلعت في أمريكا في شهر سبتمبر الماضي.. و مصطلح الإرهاب يجري على  الألسنة في الشرق الأوسط و الغرب على  أنه العدو اللدود لكل الشعوب، و تتجمع القوى العالمية، وتتحالف على  القضاء عليه في أي موقع من المعمورة.. غير أن مفهوم هذا المصطلح يتحدد لدى كل فريق بما يراه و بما استقر في أعماقه دون الرجوع إلى المصادر الموثوق فيها و التي من شانها إن تكون معيارا وميزانا لما يوضع من مصطلحات .. وقد يكون العرب مسوقين في مفهومهم لهذا المصطلح على  أساس ما شاع لدى الغرب و ما نقله إلينا المترجمون، مما كان مساعدا لكثير من الدوائر الغربية إن يطلقون هذا الوصف على  كل مسلم مستحضرين ما حدث في الغابر من حروب صليبية هزمهم المسلمون..

فإذا رجعنا إلى لغة العرب و ما نزل بها من نص مقدس و هما الأساس المكين الذي ينبغي إن يعود إليه كل من يريد الأصالة و العمق- فأننا نجد لفظ "الرهبة" يعني الخوف و الخشية، قال تعالى {انهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا ورهبا و كانوا لنا خاشعين} و الرهبانية و الرهبان من هذا الوادي فهي اللجوء إلى المعابد و الكهوف لعبادة الله و طاعته رغبة في ثوابه و رهبة من عقابه، قال تعالي :{ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا} و قال متحدثا عن اتباع سيدنا عيسي السلام :{و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة و رحمة و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله}..

-و ألواح سيدنا موسى تلقاها متضمنة للهدي و الرحمة لمن يرهب ربه، قال تعالي :{و لما سكت عن موسى الغضب اخذ الألواح و في نسختها هدي و رحمة للذين هم لربهم يرهبون}..

و خطاب الله لبني إسرائيل يطالبهم بالوفاء بعهدهم و الرهبة من عقاب الله. قال تعالى :{ و أوفوا بعهدي أوف بعهدكم و إياي فارهبوني }..

و المسلمون مرهوبون من قبل أعدائهم من اليهود و غيرهم، قال تعالى :{لا نتم اشد رهبة في صدورهم من الله}..

و حين أراد السحرة إدخال هذه الرهبة في صدور المشاهدين عبر القرآن عن ذلك بقوله :{سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم }..

وحين طلب الله عز وجل من المؤمنين أن يتخذوا أسباب القوة من كل مصادرها حدد الهدف من ذلك بان من شان القوي إن يرهبه عدوه فلا يقدم على  حربه، قال تعالى :{و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم}..

و بناء على  كل هذه النصوص –وهي افصح ما ورد في هذه اللغة –يتحدد معنى الإرهاب و بخاصة من الآية الأخيرة فهو تحصيل و سائل القوة لأحداث الراهبة في نفوس العدو فيمتنع من إيقاد نار الحرب، وإذا حصل المسلمون أسباب القوة فانهم لن يستخدموها في العدوان على  الآخرين لأنهم محكومون بأوامر ربهم :{ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} و بذلك يتحقق السلام العالمي المنشود، فلا عدوان من جانب أعداء الإسلام لخوفهم من قوة المسلمين، و لا عدوان من جانب المسلمين طاعة لأوامر رب العالمين .. هذا هو الإرهاب المشروع في الإسلام. أما الإرهاب الممنوع فهو إرهاب الأمنيين المسالمين من أي ملة تحالف الإسلام، ذلك إن هذا النوع مرفوض في نصوص مقدسة  انطلاقا من انه عدوان  و المسلمون مأمورون بعدم الاعتداء، سوء كان هذا الاعتداء على  مسلم أم على  مسالم..

قال صلى الله عليه و سلم :"ظهر المسلم حمي إلا بحقه ". وقال :"من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان ". وقال :"لا تروعوا المسلم فان روعة المسلم ظلم عظيم"..

ومن البديهي في المجتمع المسلم إن المسالم فيه له كل حقوق المسلم فالقاعدة المشهورة في هذا : " لهم مالنا و عليهم ما علينا "و تطبيقا لذلك ما روي إن زيد بن سعنه –وهو من أحبار اليهود –اقرض النبي صلي الله عليه و سلم قرضا كان محتاجا إليه لسد خلل في شئون نفر من المؤلفة قلوبهم، ثم رأى إن يذهب قبل موعد الوفاء ليطالبه بالدين  قال : فأتيته فآخذت بمجامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه غليظ، قلت له: يا محمد إلا تقضينى حقي ؟ فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مطلا، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ، فنظر إلى عمر و عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، و قال : يا عدو الله أتقول لرسول الله ما اسمع، وتضيع به ما أرى ؟‍‍‍‍‍‍: فو الذي نفسي بيده لولا ما أحاذر فوته (و هو رضا رسول الله ) لضربت بسيفي رأسك. فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا عمر آنا و هو كنا أحوج إلى غير هذا : إن تأمرني بحسن الأداء، وتآمره بحسن اتباعه  اذهب به يا عمر و زده عشرين صاعا من تمر مكان ما روعته"..

هكذا يعطي الرسول صلي الله عليه و سلم عوضا ليهودي روعه عمر بعد أن أساء الأدب في معرض الطلب ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍: وهذا هو الإسلام..

الرجوع إلى الفهرس

 

-        ظاهرة الانفصام بين العقيدة و السلوك - المشكلة و الحل  / د. محمد حسن غانم

دفعني إلى كتابة هذا البحث العديد من العوامل نجعلها فيما يلي :

أن تخصص الباحث في مجال علم النفس و الأمراض النفسية قد أكدت له عمق مأساة الإنسان المعاصر من حيث زيادة ضغوط إيقاع الحياة مما أوقعه فريسة للعديد من الأمراض النفسية و العقلية و الانحرافات السلوكية و يؤكد كل ذلك العديد من الشواهد و الملاحظات و الإحصاءات و الحالات المرضية و لعل أهم أسباب هذه الأمراض و الانحرافات عدم تغلغل الدين في النفس و لان الإيمان يعصم و يقي الإنسان من شرور عديدة.

أن كافة الدراسات – في مختلف أنحاء العالم – قد أكدت على  ضرورة أن يكون للإنسان عقيدة و أن لا يكون هناك انفصام بين ما يعتقد و يؤمن به وبين سلوكه الفعلى  و أن هذا الانفصام يقود إلى العديد من الاضطرابات أهمها الاغتراب عن النفس و الآخرين بل و عن الله و لذا فان العديد من الدراسات تفرق مثلا بين التدين الظاهري و التدين العميق و شتان ما بين الاثنين من فوارق و اختلافات.

أننا نستطيع أن نصف و نحدد و نشخص العديد من مظاهر الانفصام بين العقيدة و السلوك في الشخصية المسلمة و لعل التشخيص هو أولى خطوات العلاج.

توجد لدى العديد من المفكرين و العلماء بعض التصورات الخاطئة عن الإيمان و العقيدة و الإسلام مثل عجز الإسلام مثلا عن وضع حلول للعديد من المشاكل إذ أن الإسلام يجب أن يكون في جانب و العلوم في جانب آخر و انهما أشبه بخطي القطار لا يلتقيان.

و الواقع أن هذه النظرة خاطئة بدليل أنني سأقدم علاج الإسلام للعديد من أمراض العصر ( القلق – الاكتئاب – الأمراض السيكوسوماتية – و كذا علاج الإدمان ).

و لا ذلك استبعاد الإسلام عن علاج المشاكل الأخرى و لكن لضيق الوقت و المساحة نكتفي بذلك.

أهمية التدين للإنسان :

إذا كان أرسطو قد عرف الإنسان بأنه حيوان ناطق أي مفكر فقد عرفه غيره من الفلاسفة بان حيوان متدين. فذهب هيجل مثلا إلى أن الإنسان وحدة هو الذي يمكن أن يكون له دين و أن الحيوانات تفتقد إلى الدين بمقدار ما تفتقد إلى القانون و الأخلاق ذلك لان التدين عنصر أساسي في تكوين الإنسان والحس الديني إنما يكمن في أعماق كل قلب بشري بل هو يدخل في صميم ماهية الإنسان مثله في ذلك مثل العقل سواء بسواء و الإنسان بفطرته لا يملك أن يستقر فهذا الكون الهائل فلابد له من رباط معين بهذا الكون يضمن له الاستقرار فيه و معرفة مكانه في هذا الكون الذي يستقر فيه و لذا لابد له من عقيدة لان حاجه الإنسان إلى العقيدة حاجة فطرية مركزة في فطرته مغروسة في شعوره و مخلوطة بدمه و عصبة و ذلك لان العقيدة تحدد علاقة الإنسان بربه عز و جل و لذلك قال الرسول ( ص ) في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه ( ما من مولود إلا يولد على  الفطرة ).

و لذا فان الأصل هو الإيمان بالله بالرغم من أن البعض قد لا يصل إلى هذه الفطرة إلا أن الاعتراف تربوية الله وحدة فطرة في الكيان البشري و أن التوحيد ميثاق معقود بين فطرة البشر و خالق البشر منذ كينونتهم الأولى.

و العجيب أن كلمه ( الكفر ) في اللغة العربية تؤيد هذا المعني فكفر يعني غطي و ستر و الكافر هو الزارع لستره البذر بالتراب و هو الليل المظلم لأنه ستر بظلمته كل شئ و بهذا المعني يكون الكافر بالمعني الديني هو الذي يغطي إيمانه و معتنقة من الظهور و لذا فان التدين شئ غريزي في الإنسان ويعد أمرا عاما بين جميع الناس و يصبح الإنسان في حاجة إلى من يوقظ هذا الاستعداد الفطري و يبعده عن النسيان و يبعثه من أعماق اللاشعوري فيظهر راضيا جليا في الإدراك و الشعور و بذلك تتحقق الوحدة بين الإنسان و الكون.

و لقد كرم الله الإنسان بالعقل و جعل التفكير فريضة إسلامية على  حد زعم العقاد إلا انه في نفس الوقت أودع فيه نفسا أمارة بالسوء و لذا فان الإنسان يعيش في صراع بين عقلة الهادي إلى الصراع و بين نفسه الأمارة بالسوء و لذا فقد جاءت الرسل لهداية الإنسان و تحديد طريق الله.

و بالرغم من تعدد الديانات إلا أن الخط العام المشترك بين الديانات جميعا هو تصحيح العقيدة أولا ثم معالجة الأمراض الخلقية و الاجتماعية الموجودة في تلك البينات.

قال الله تعالي ( و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ).

و قال الله تعالي ( و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدوني ).

و قال الله تعالي ( شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسي أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه ).

و لعل الإسلام قد أكد كل ما سبق.

و لذلك فان الإنسان حين يؤمن و تتكون لديه العقيدة فانه يطيع دون حاجة إلى رقيب فالرقيب في النفس و الله حاضر شاهد تراه عين البصيرة و لا يغيب عنها قط و هذا ما يمثله قول الرسول ( ص ) : ( أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ).

كما أن الإيمان يشفي من جميع الأسقام و العلل و المحن و الشقاء و التعاسة.

و لذا فان عدم الإيمان يجعل الشخص عرضة للوقوع فريسة لمحن الحياة و مشاكلها سواء بالانتحار أو إدمان الخمر و المخدرات لذا لا عجب أن نجد العديد من الدراسات ( في بيئات مختلفة ) قد ذكرت مثلا أن التدين يقي الإنسان من الوقوع في أمراض العصر خاصة القلق و الاكتئاب كما أن المتدينين أقل تعرضا للضغوط النفسية و ما يترتب على ها من أمراض عصرية مثل الضغط و السكر و أمراض القلب و غيرها كما وجدت أيضا العديد من الدراسات أن المتدينين اقل عرضة للوقوع في الإدمان أو الأقدام على  الانتحار ذلك لان التدين و الثقة بالله تجعل الإنسان مطمئنا واثقا و متقبلا لكافة متغيرات الحياة لأنه موقن في قرار نفسه أن كل ما يأتي من الله للإنسان فهو خير سواء كانت نعما أم نقما.

مشكلة الدراسة تتلخص في :

يعاني العديد من المسلمين بعض المشكلات إلا أن المشكلة التي سنختار تناولها هي :

التناقض بين أقوال المسلمين و أفعالهم مما يعرف في لغة العلم الحديث بوجود انفصام بين القول و الفعل هذا التناقض لاشك يقود إلى العدد من الاضطرابات سواء على  المستوى العام ( مستوى الشعوب و الدول ) أو مستوى خاص ( مستوى الأفراد ) و أن كنا نظن أن هذا التقسيم ( العام و الخاص ) يقصد به فقط التوضيح و الدراسة لان كلا المتويين يؤثر على  بعضهما البعض حيث يصبح ما يعد خاصا عام و العكس بالعكس.

تحديد المفاهيم :

سوف نتناول ثلاثة مفاهيم هي : الانفصام – العقيدة – الدين السلوك.

أولا : الانفصام :

و نعرف إجرائيا بوجود فجوة أو هوة بين الاتجاه اللفظي ( ما يقوله الشخص لنفسه و الآخرين ) و بين الاتجاه العملي ( أي ما يسلكه فعلا في مواجهة مواقف محددة ).

و لقد شغلت هذه القضية العديد من علماء علم النفس الاجتماعي – كمثال – و استفاضوا في بيان أسباب ذلك و اختراع العديد من المقاييس و الاختبارات التي تحاول سبر أغوار هذه الظاهرة.

ثانيا : الاعتقاد :

و يعرف في معجم العلوم الاجتماعية ( 1975 ) بأنه :

عقد الحبل ربط و الاعتقاد في مدلوله اللغوي ضرب الارتباط بأمر معين.

و في مدلوله الاصطلاحي التصديق الجازم بشيء ما و اليقين و الإيمان اسمي درجات الاعتقاد.

درس الاعتقاد سيكولوجيا و اجتماعيا و لوحظ أن للوجدان و العاطفة و خلافة و كذا العقل إضافة إلى الثقة و احترام بعض الشيوخ و رجال الدين.

و يقترب من معني الاعتقاد كلمة الدين و يعني لغويا : الجزاء و المكافأة يقال ( دانه ) بدين ( دينا ) أي جزاه و يقال كما تدين أي تجازي بفعلك و بحسب ما عملت .

و من الجدير بالذكر أن دراسة الأديان قد بدأت تهتم بها العديد من العلوم الإنسانية مثل الانتربيولوجي – الفلسفة – الاجتماع – علم النفس و الذي على  سبيل المثال قد تطور إلى العديد من الفروع مثل علم النفس الاجتماعي الديني و علم النفس التربوي الديني و هكذا.

ثالثا : السلوك :

و هو موضوع علم النفس ذلك الذي يدرس السلوك الإنساني بأوسع معانية بحيث يشمل نشاط الإنسان في تفاعله مع بيئته و عناصرها المختلفة.

و السلوك بهذا المعني يشمل نشاطه الظاهر كما يتضمن ما هو غير ظاهر أو غير مدرك إلا من صاحبة مثل التفكير – التخيل – التذكر كما يتضمن ما لا يستطيع أن يدركه الشخص ذاته مثل ما يكمن داخل النفس من دوافع و رغبات لا يشعر بها صاحبها لأنها لا شعورية.

الرجوع إلى الفهرس

 

-        الندوة الثقافية للجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية  - التحديات التي تواجه المجتمع الإسلامي

التحديات التي تواجه المجتمع الإسلامي و كيفية التصدي لها كانت موضوع الندوة التي أقامتها الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية برئاسة الدكتور محمود جمال ماضي أبو العزائم بدأت الندوة بكلمة لفضيلة الشيخ محمد عبد المجيد زيدان وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة تحدث خلالها عن مناطق القوي في العصر الحالي و كيف أصبحت القوة هي العامل الأساسي للبقاء و الاستمرار في ظل الظروف الحالية حيث لا يوج مكان للضعفاء و حول قدرة المسلمين على  الإنجاز و التميز تحدث عن الأمجاد الإسلامية و تاريخ المسلمين و ما يحمله من قوة.

و بين كذلك أن أمة الإسلام يجب أن تملك قوتها بيدها و أن تكون مستعدة دائما بالقوة فالقران الكريم يصف نبيه بالقوة و الشجاعة و البسالة ( محمد رسول الله و الذين معه أشداء على  الكفار رحماء بينهم ) و كذلك يجب على  الأمة أن تكون متحدة تستطيع أن تواجه ما حولها من تكتلات اقتصادية و سياسية و إخلاف.

كما أن الإسلام بتعاليمه العالية نجح في صنع إنسان متميز تفوق في جميع المجالات واستطاع أن يملك سلوكه و أن يتفوق في ذلك فكان أداء إصلاح لأنه كان يعلم إن خير الناس انفعهم للناس و كذلك تفوق في سلوكه مع أعدائه فكان أنسانا لا تغلبه إنسانيته حتى و هو منتصر.

و الإسلام وضع لنا معادلة فيها كل النجاح و العلاج حيث قال رسول الله ( ص ) ( احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ).

و النجاح في الحياة لمن يعرف الطريق و النصر في أهل الاستقامة الذين يعرفون الله و لا يخالفونه لان المعاصي تميت الهمم و تصرف الشعوب من حياة الإنتاج و العمل إلى حياة الفشل و الكسل و اللهو و ذلك لان الله لم يكن مغيرا نعمه أنعمها على  قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

تحديات الأمة من الداخل و الخطاب الإسلامي ضعيف كما تحدث الدكتور فؤاد على  مخيمر أمام أهل السنة و الرئيس العام للجمعيات الشرعية عن تلك التحديات فقال ( هناك أمور ثلاثة يرتكز فيها الحديث عن تلك التحديات أولا ما هي أسباب التحدي و ثانيا من المسئول و ثالثا ما المخرج ؟ و إذا تحدثنا عن أسباب هذا التحدي فسنجد عناصر كثيرة يمكن الحديث عنها مثل إفساد الفطرة في العالم الإسلامي و التمزق الذي أصاب وحدة المسلمين و التحلل و الانحلال الذي أصيبت به الأمة بالإضافة إلى التبعية العمياء التي أصبحنا نستقبلها مرحبين فإذا أرسل إلينا الغرب الفساد حملة البعض على  الأعناق و أخيرا وضعت يد أعدائنا على  ثروات أراضينا.

و ترتكز مسئولية تصحيح هذه المسيرة على  فئتين الفئة الأولى علماء الدين الذين يجب أن يتفاعلوا مع الواقع و يطرحوا القضايا المعاصرة و العمل على  تربية الشباب تربية راقية إسلامية سليمة فيخرج الطبيب الشريف و المهندس المخلص و المدرس و الأستاذ الجامعي الذي يحرص على  مصلحة أبناء الأمة فعندما ينتشر البر و يصبح هو القاعدة ترقي الأمة و تزدهر و الفئة الثانية هي فئة العلماء المتخصصين في كافة المجالات مثل التكنولوجيا و التصنيع والاقتصاد و غيرها و هذه الفئة على ها أن تجتهد و تعمل على  الابتكار كل في مجاله ليزدهر الاقتصاد الإسلامي و تزدهر الأمة.

كما تحدث الدكتور حامد زهران أستاذ الطب النفسي عن غياب التربية الدينية و الإرشاد النفسي فقال ( لن نجد طالبا واحدا يأخذ دروسا في التربية الدينية مما يدل على  إنها هامشية و كذلك التربية الاجتماعية و السياسية غائبتان عن شبابنا ).

و هناك مجال علمي آخر معمول به منذ اكثر من مائة عام في معظم دول العالم و نحن لا نعرف عنه شيئا و هو الإرشاد النفسي للطالب لتحديد ميوله و قدراته ليسلك الطريق الذي يتناسب معه و الإرشاد النفسي للعالم و للزوجين و للأسرة و للأطفال و الشباب و الكبار و ذوي الاحتياجات الخاصة.

أما الدكتور محمود جمال ماضي أبو العزائم فأكد في كلمته أن الأمة في المجتمعات الإسلامية أصبحت ضعيفة فوصل بنا الضعف و الهوان أننا لا نستطيع التعبير عن آرائنا علنا فأصبحنا نكلم أنفسنا و انتشر مرض الاكتئاب و البداية لما وصلنا إليه كانت عندما ابتعدنا عن الدين و اصبح الكل يهمل فيما يفعل و للأسف اكتشفنا بعد أحداث أمريكا أن الخطاب الإسلامي ضعيف و وجدنا أن الذي يتحدث عنا و يدافع عنا في المجتمعات الدولية رئيس وزراء بريطانيا و رئيس أمريكا و يتحدثون بان الإسلام ليس سيئا !! فهل هذا هو خطابنا الحالي.

الرجوع إلى الفهرس

 

-        رؤية نفسية للأحداث التي هزت العالم  / د. لطفي الشربيني

    لا يزال الوقت مبكرا جدا للتحليل و استخلاص نتائج التي تمثل أسوا يوم في تاريخ اكبر بلاد العالم و التي تابعها الجميع من خلال وسائل الإعلام و التي كانت مفاجأة مذهلة يلفها الغموض و الحيرة تماما كما يحيط بمواقع الأحداث غبار الدمار الهائل الذي لم ينقشع بعد و من عناصر المفاجأة و الصدمة في هذه الأحداث الأسلوب الذي تمت به و الحرب التي بدأت بعد ذلك بين اكبر قوى العالم من ناحية و بين اشد بلدان العالم فقرا من الناحية الأخرى و هنا نقدم رؤية نفسية للأحداث و هوس الحرب و الجنون الذي حدث في العالم فيما بعد.

مفاجأة الصدمة. واقع أم خيال ؟

    لم يكن ما حدث عملا عسكريا أو حربيا تستخدم فيها الأسلحة .. بل اتخذت " سيناريو " مدهش باستخدام أدوات غير مألوفة و هي طائرات مدنية تسدد ضربة هائلة إلي رموز القوة الاقتصادية و العسكرية في أكبر بلاد العالم فتحطمها في مشاهد مأساوية كانت أقرب إلي أفلام الخيال التي تبالغ في تصوير مشاهد العنف و الرعب و الدمار، و منها أحد الأفلام الخيالية المعروفة لتوم كلانس بعنوان " بناء على  أوامر الرئيس " و فيه تقوم طائرة مختطفة بالارتطام بمبني الكونجرس، و يقولون بان الكثير من الأفكار تستوحي من أفلام الخيال، و قياسا على  ذلك الإنسان الآلي الذي ورد ذكره في رواية خيال علمي قديم و منها أيضا استشفت تسميتها " الروبوت " بعد أن ظهر كحقيقة واقعة.

    وتراوحت ردود الفعل الأولية بين الدهشة و عدم التصديق لحدث غير متوقع في أماكن كانت ترتبط في الأذهان بأنها الأكثر أمنا، ولا يخطر على  بال أحد أن تكون هدفا لعملية كبيرة توقع بها هذا الحجم من الدمار و الخسارة البشرية، و في نفس الوقت بدأت مظاهر القلق و الترقب مع تداعي الأحداث، و التأمل في مشاهد الدمار و متابعة جهود الإنقاذ و المواجهة، و بعيون الطب النفسي فإن مجموعة متباينة من ردود الأفعال أمكن رصدها مع متابعة الجوانب و الأبعاد النفسية للأحداث.

الطب النفسي يرصد رد الفعل :

من وجهة نظر الطب النفسي يمكن أن نحلل الأحداث وردود الفعل التي تلتها مباشرة، و نلخص ذلك في النقاط التالية :

المغزى المعنوي للأحداث التي تم توجيهها الضربة إليها يشبه إلي حد كبير من يستهدف بضربة مباشرة الجهاز العصبي المركزي في الإنسان أو غيره من الكائنات حيث تكون الإصابة مؤثرة أكثر من إي عضو آخر تؤدي إلي شلل في الوظائف الرئيسية، و تكون أقوى و أشمل، و هذا شأن الهجوم الذي تم تنفيذه بدقة في رموز القوة العسكرية و الاقتصادية التي تفخر بها أكبر بلاد العالم، و هذا يضيف إلي الخسائر الاقتصادية و البشرية بعدا نفسيا يتضمن الإذلال و الانكسار لقوة كبري لا يستطيع أحد مواجهتها.

ظهرت على  الفور ضمن ردود الفعل الأولية في أنحاء العالم تلقائية ترحب بما حدث و يميل إلي الارتياح و التشفي، و تفسير الضربة على  أنها انتقام مستحق، و لعل الدفاع على  ذلك مشاعر الكراهية التي يمكن رصدها في أنحاء كثيرة من العالم للسياسة الأمريكية التي يسود الانطباع بأنها تتسم بالهيمنة ورفض القوة و الكيال بمكيالين و ذلك بفعل مواقف متتالية في أماكن مختلفة من العالم جعلت شعوبا بأكملها تتعرض للظلم و القهر و هنا كانت صعوبة الفصل بين عقدة الكراهية للسياسة الأمريكية و بين التعاطف الأمريكيين الذي لا علاقة لهم بالسياسة حين تعرضوا لهذا الحادث.

سادت المشاعر المتناقضة بين الحزن على  الضحايا، و هي لغة عواطف عالمية يشعر بها الناس في كل مكان و لا وطن لها، و بين مشاعر أخرى متناقضة لا تتعاطف مع الأمريكيين و في هذه المحنة، و يفسر أحد علماء النفس ذلك حين ذكر في تحليل المشاعر الإنسانية لمجموعة من الناس كانت تشاهد رجلا أنيق يرتدي ملابس فاخرة و يمشي مختال في غرور تم تزحلق على  قشرة موز وضعها في طريقة صبيا، و حين يسقط على  الأرض فان ردود الفعل التي تتعاطف معه تكون أقل بكثير من المشاعر السلبية نحو الحدث بالسخرية و الرضاء عما حدث لشخص يري الكثيرون أنه يستحق ما حدث له.

تساؤلات حائرة حول الحادث

تضمنت ردود الفعل الكثير من التساؤلات منها على  سبيل المثال : ما مغزى الهجوم على  هذه الرموز ؟ ..

و من أين أتي هذا الهجوم ؟.. و كيف تم التخطية له بهذا الأسلوب العجيب ؟.. و هل بوسع شخص واحد أن يصيب أقوي دول العالم و يهزها على  هذا النحو ؟.. و أية كراهية تدفع أشخاصا للموت انتحاراً كي تسبب الأوجاع و المهانة و الانكسار لهذه القوي الكبرى ؟.. و أية رسالة تلك التي تحملها الأحداث .. و من المستهدف لتصل أليه ؟.. أن هذه التساؤلات و غيرها ستكون بلا شك موضوع دراسة و تأمل لجوانبها و لأبعادها النفسية من جهات عديدة على  مدي الأيام التالية.

 

    و حين نتحدث عن الآثار النفسية المحتملة، و نحاول أن نلاقي نظرة على  المستقبل فأننا نقصد بذلك الحالات المتوقعة للاضطرابات النفسية التي تتبع مثل تلك الكوارث الهائلة و تؤدي في الغالب إلي أعاقه نفسية كاملة و يطلق على  هذه الحالات في الطب النفسي الحديث اضطراب الضغوط التالية للصدمة

Post traumatic disorder و تعرف باختصار ptsd، و هي اضطرابات تصيب من يعايش الخبرات الأليمة من الصدمات و الأحداث التي تفوق طاقة الاحتمال و التي تتضمن تهديدا خطيراً لحياة الإنسان و أمنه أو أضرار واسعة تلحق بالأشخاص و أقاربهم، أو دمار يصيب الممتلكات و من الأعراض النفسية التي يتوقع حدوثها بعد التعرض للضغوط النفسية الهائلة في مثل هذه الحوادث الكبرى تزايد حالات القلق و الرعب و التوتر الدائم و الاضطراب النفسي نتيجة لصور و ذكريات المواقف الصعبة التي تظل على  مدي طويل تقتحم تفكير و تعيد هول الصدمة إلي الذاكرة أثناء اليقظة و في النوم تبدأ الكوابيس و يحدث الأرق، و من الآثار أيضا شعور بالإجهاد و الألم و الضيق و العزلة و الارتباك و التشتت الذهني و العصبية الزائدة، و تكون المحصلة النهائية الإحباط و الاكتئاب الجماعي و الإعاقة النفسية و قد تظهر هذه الآثار مباشرة أو تتأخر لشهور أو سنوات، و تطول المعاناة منها لوقت طويل...

الرجوع إلى الفهرس