مجـــــــــلات

 

النفـس المطمئنــة

مجلة الطب النفسي الإسلامي

تصدرها الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية

السنة السابعة عشرة - العدد 72 أكتوبر 2002

http://geocities.com/wiamh2001/intro.html
www.elazayem.com

 

 

q       فهرس الموضوعات /    CONTENTS / SOMMAIRE 

§         ليس دفاعا عن الإسلام

§         النفس الإنسانية وأمراضها بين الطب والدين

§         كيف تتعامل مع الإجهاد

§         هل طفلك مضطرب نفسيا

§         الاضطرابات النفسية بعد الولادة

§         أين يقطن الحب ؟

§         التوبة طريق الرجوع إلى الله

§         الذكاء الوجداني والقرن 21 توحيد الألوهية أثره الإيجابي في الصحة النفسية

§         توحيد الألوهية وأثره الإيجابي الصحة النفسية / د.الجميل محمد عبد السميع - أستاذ علم النفس المساعد

 

q       ملخصات /     SUMMARY / RESUMES 

 
§         ليس دفاعا عن الإسلام / د. محمود جمال ماضي أبو العزائم - رئيس تحرير مجلة النفس المطمئنة
مقدمة : هذه المقالة ليست دفاعا عن الإسلام فالإسلام رب يحميه إلى يوم الدين إنما هي دفاعا عن حقوق الآخرين من الأجيال القادمة فقد أقامت جمعيات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم الغربي الدنيا وأقعدتها عندما علمت أن إحدى الولايات في نيجريا والتي تطبق الشريعة الإسلامية – قد حكمت على عدة سيدات بتطبيق حكم الإسلام في الزنا عليهن وادعت هذه الجمعيات أن هذه الأحكام غير إنسانية بالمرة وأنها تتناقض مع قوانين الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي تعطي للإنسان الحرية الكاملة ما لم تتعد هذه الحرية وتتعارض مع حقوق الآخرين.

ولذلك فقد أعطت هذه المجتمعات الحرية الكاملة لكل فرد في أن يمارس الغريزة بالطريقة التي يرغب فيها وتجاهلت القيود التي أقرتها الديانات، بل أنها سمحت للأفراد بالزواج من نفس الجنس، وأخذت هذه القضية حجما إعلاميا كبيرا الغرض منه إظهار الديانات وعلى رأسها الدين الإسلامي الحنيف الذي ما زال والحمد لله دينا قويا يتمسك به أبناؤه المتدينين وسوف يحفظه الله إلى يوم القيامة – بآذن الله – أنه دين يتعارض مع الحريات وأنه دين غير صالح لهذا الزمن.

وهنا يجب أن نناقش هذه القضية من النواحي النفسية فضلا عن الجوانب الدينية والحكم فيها والذي يعرفه الجميع....

رجوع إلى الفهرس

 

§         النفس الإنسانية وأمراضها بين الطب والدين /  د محمد عمر سالم - أستاذ الطب النفسي المساعد - جامعة كنت – بريطانيا

    أمراض النفس من منظور الإسلام :

الطب النفسي بمفهومه الغربي مثله باقي فروع الطب البشري بالمفهوم الغربي العلماني، مجال بحثه هو صحة وسلامة وسعادة الإنسان في الدنيا فقط – هذا إن نجح في ذلك – لذا فهو لا يتعرض لبحث حياة الإنسان في القبر، أو البعث وعند الحشر والنشر والحساب والعقاب والجنة والنار. ولأنه طب لا يرتبط بالله فان قاعدته العقائدية مشوشة ومضلله ومنحرفة، لذا فانه لا يمانع في إباحة الزنا والشذوذ الجنسي ويسمح بالإجهاض من غير ضرورة، وهو يهتم بجسم الأطفال في الوقت الذي يتجاهل فيه حياتهم الأخلاقية والروحية، مما أدى إلى زيادة معدلات حمل الأطفال، واستغلالهم جنسيا، وما ينتج عن ذلك من مآسي، مما يقدح في أمانته – أما الطب النفسي بالمرجعية الإسلامية فيبحث عن صحة وسلامة وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة سواء بسواء، لذا فلا عجب أن ثمرة هذا الطب النفسي بهذا المنظور حياة طيبة تدوم أبد الآباد فأين منه الطب الذي يعالج به الأجساد ؟ وهي معرضة بالضرورة للفساد في أقرب الآماد كما قال الغزالي قال الشاعر : يا خادم الجسم كم تشقي لخدمته وتطلب الربح فيما فيه خسران أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان وطبقا لتعاليم الإسلام فان الله قد جعل لكل داء دواء، وانه سبحانه وتعالى هو الشافي ولكن المريض مأمور بالتداوي أخذا بالأسباب.

   تاريخ الطب النفسي الغربي :

تأسس الطب النفسي في الغرب مع بدايات القرن العشرين على يد طبيب ملحد من أصل يهودي هو سيجموند فرويد، والذي أثبتت دراسة سيرته الشخصية فيما بعد انه كان منحرفا في سلوكه وشاذا في نهمه الجنسي ولم تكن آراؤه المعادية للدين نابعة من علم أو ناتجة عن بحث منهجي ولكنها كانت مجرد آراء شخصية صاغها بطريقة أدبية ... حيث أعطى لحنا من القول – وتلقفتها بسرعة أجهزة الأعلام المشبوهة حيث وجدت فيها ضالتها وقامت ولمدة عقود طويلة من الزمان بالتعتيم على أي نقد علمي رصين يرد على نظرياته، لذا فانه لا عجب أن تكون بدايات هذا الفرع من الطب بعيدة، بل ومتناقضة مع الدين وأن تكون نتائجه مخيبه لكل الآمال. فمع مرور السنين فشلت نظرية التحليل النفسي في شرح وعلاج الأمراض النفسية واتضح لكافة الباحثين المنصفين أنهم يسيرون وراء سراب ... ومع انتصاف القرن المنصرم بدأت تظهر بعض العقاقير التي أدت إلى تحسن بعض الأمراض العقلية وتعشم الكثيرون في أن يكون العلاج العقاقيري وهو الحل، ولكن بالرغم من حشد كافة الجهود العالمية في هذا المجال بقيت النتائج محدودة ومتواضعة... ثم بدأ الجميع يعيد النظر وبدأت تظهر بعض البشائر الطيبة عندما تبني بعض المنصفين نظرية " النظرة الشمولية " للنفس وأمراضها حيث أن فشل الجهود السابقة كان مرجعها الى محاولة التعامل مع النفس – وهي كيان معنوي – بنفس الأساليب التي تتبع مع البدن وهو مادة لذا بدأت دراسة الأمراض النفسية على محاور متعددة تتضمن الجوانب الاجتماعية والأسرية والوظيفية بالإضافة إلى الجوانب البيولوجية والنفسية، وقد أدى ذلك إلى بعض التقدم .. ومع أواخر القرن العشرين اتجهت أنظار الباحثين إلى الدين وضرورة إدماجه مع العناصر الأخرى ضمن هذه النظرية الشمولية للنفس .. وكانت النتائج مذهلة.

في البداية ظهرت عشرات الأبحاث للاستطلاع الأولى، ولما كانت النتائج الأولية ملفتة للنظر فسرعان ما تبعتها مئات الأبحاث، وصلت مع بداية هذا القرن إلى عشرات الآلاف. .. وكانت معظم هذه الأبحاث تقارن مجموعات من الناس والمرضى المتدينين مع نظائر هم من غير المتدينين بالنسبة لمعدل حدوث هذه المرض وشدتها وسرعة الاستجابة للعلاج وقد أثبتت هذه الدراسات النتائج الآتية :

استخدام الدين في العلاج النفسي ......

رجوع إلى الفهرس

 

§         كيف تتعامل مع الإجهاد ؟ / أولا : يجب أن نحدد ما هو الإجهاد

    استهلال : أعراض الإجهاد تتضمن أثارا عقلية وجسدية من هذه الأعراض التعب الأكل بشراهة، أو عدم الأكل، الصداع، البكاء، والأرق أو كثرة النوم. والسيطرة على الإجهاد يعني القدرة على ضبط النفس وعندما تكثر المطالب من الظروف الحياتية والناس.

    ماذا يمكنك أن تصنع لتسيطر على إجهادك ؟ هذه بعض الإرشادات :

-        تمعن في ما يمكنك أن تعمله لتغير الموقف أو التحكم فيه.

-        لا تجهد نفسك بالتفكير في كل أعمالك في نفس الوقت:

-        تعامل مع واجباتك كل على حدة أوجد ولها حسب الأولويات

-        حاول أن تكون "إيجابيا".

         أعطى لنفسك تطمينات بأنك قادر على معالجة الأمور ولا تكن متشائما :

-        غير طريقة تعاملك مع الأحداث، ولكن بدرجة معقولة.

-        ركز على مشكلة واحدة ولتجعل ردود فعلك تتدخل من مشكلة إلى أخرى.

-        قلل من التزاماتك الحياتية وخفف الضغط على نفسك.

-        غير نظرتك إلى الأمور

-        تعلم كيف تشخص الإجهاد، ودرب جسدك على التعامل معه.

تجنب ردود الفعل الحادة :

-        لماذا تكره عندما تستطيع تتجاهل فقط ؟

-        لماذا تولد لديك إجهادا عصبيا عندما تكون قلقا ؟

-        لماذا تفقد أعصابك وقليل من الغضب كاف لتنفس عن روحك،

-        لماذا تصاب باليأس وقليل من الزعل كاف؟

-        لا تشغل نفسك بصغار الأمور ......

رجوع إلى الفهرس

 

§         هل طفلك مضطرب نفسي؟ / د. علاء فرغلي - استشاري الطب النفسي

   استهلال : لقد مرت الطفولة في الماضي بعصور أسيئت فيها معاملة الأطفال واعتبرت القسوة والتخويف وسيلة لتربيتهم وقد ثبت خطأ ذلك علميا.

إن الصغار هم الطرف الأضعف في العلاقة مع الكبار فطفل الإنسان عاجز بيولوجيا ويحتاج إلى الاعتماد العضوي على أبويه لكي يعيش فهو لا يستطيع أن يطعم نفسه أو يحمي نفسه من المخاطر إلا بواسطة الكبار وفي هذه المقالة محاولة لفهم أهم الاضطرابات النفسية والجسدية التي تصيب الطفل مع بعض الإرشادات والنصائح التي تفيد الوالدين حتى تكون وسيلة إقناع واقتناع وهو ما يتطلع إليه كثير من الناس – فالطفولة السعيدة تعني شبابا سليما يمتد ليكون المجتمع الذي هو امتداد لتاريخ الإنسان بل والحياة والوجود..

   أولا: كيف تربي طفلك ؟

للتربية دور هام في الصحة النفسية .. فإذا نشأ الطفل بطريقة سليمة اكتسب شخصية طبيعية وعاش مستريح النفس أما إذا نبت عود الغرس معوجا منذ بدايته لازمه ذلك الاعوجاج مستقبلا، وكان من الصعب إصلاحه – وفيما يلي بعض النقاط الهامة والضرورية في مجال تربية الأطفال :

تنمية الشعور الديني (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) حديث شريف فالدين هو محور حياة الفرد وبدونه تصبح الحياة بلا هدف والأيمان بالله هو الجوهر – لذلك لا بد من تعريف الطفل بدينه بطريقة سهلة ومبسطة ومحببا إلى نفسه مثل غرس محبة الله والأيمان به في قلب الطفل منذ نشأته الأولى، وترغيب الأطفال في الجنة وإنها لمن صلى وصام وأطاع والديه نعلمهم القرآن الكريم وحفظ قصارى السور – وتعويدهم على الصلاة منذ الصغر ... تحذير الأطفال البعد عن المحرمات مثل الميسر والخمر والسرقة والمخدرات .. تعويد الأطفال الصدق قولا وعملا .. ولا نكذب عليهم ولو مازحين وإذا وعدناهم بشيء يجب أن نفي ونحفظ ألسنتنا أمامهم ونحذرهم من الكلام البذيء .. تشجيع الأطفال على قراءة الكتب الهادفة والمفيدة والبدء بقصص الأنبياء وتبسيطها لهم. تعويد الأطفال النظافة والعادات الصحية السليمة.

      - العلاقة بين الوالدين: إن الخلافات بين الوالدين تسبب للابن صراعا نفسيا ويفقد الحب والحنان مما يدفعه إلى سلوك عدواني معاد للمجتمع.

      - تفضيل أحد الأبناء: إن التفضيل بين الاخوة يجعل الطفل يشعر بحاجة زائدة للرعاية مما يؤدي إلى صعوبة تكيفه مع الآخرين وتكوين الصراعات.

      - القسوة أو التدليل الزائد كلاهما خطأ فالقسوة تؤدي إلى تبلد وعناد الطفل كما أن الإسراف في التدليل يجعل الابن غير واقعي ولا يستطيع الاعتماد على نفسه.

     - اللعب : أحيانا يغضب الآباء من لعب أبنائهم بالمنزل ويمنعوهم من ذلك وهم لا يدركون ان حرمان الطفل من اللعب يعرضه للكبت والاكتئاب واضطراب الشخصية.

-    فترة المراهقة : تعتبر من أهم مراحل نمو الإنسان ورغم ذلك يحدث بها كثير من الأخطاء التربوية التي يجب على الوالدين إدراكها ومحاولة تجنبها ....

رجوع إلى الفهرس

 

§         الاضطرابات النفسية بعد الولادة / د. محمد مهدي - استشاري الطب النفسي

استهلال : على الرغم من أن الولادة عملية فسيولوجية طبيعية تحدث في كل الكائنات في كل لحظة إلا أنها تغيير هائل في التوازن البيولوجي والنفسي والاجتماعي وأحيانا يكون هذا التغيير أشبه بالزلزال في حياة المرأة إذا لم يسبقه ويواكبه ويتبعه رعاية صحية ونفسية واجتماعية كافية. وتختلف درجات تأثير الولادة على توازن المرأة من حالة لأخرى. فعلى حين نرى بعض النساء يجتزن هذا الأمر بشكل هادئ وبسيط بما يعطي الانطباع بأن الولادة هي فعلا حدث فسيولوجي طبيعي إلا أننا نجد في حالات أخرى مظاهر أزمة حقيقية تسبق أو تصاحب أو تتبع الولادة. وهناك أهمية قصوى لمعرفة حدود ونوعية اضطرابات ما بعد الولادة بواسطة الأطباء وحتى الناس العاديين حيث أن بعض هذه الاضطرابات لا تحتاج سوى طمأنة المريضة في حين تحتاج اضطرابات أخرى إلى دخول المريضة المستشفي لحمايتها من احتمالات الانتحار أو قتل طفلها.

وفيما يلي سنتناول أهم مظاهر تلك الاضطرابات :

·    كآبة ما بعد الولادة : وهي تعتبر حالة مرضية حيث أنها تحدث في حوالي 5.% من النساء بعد الولادة Sadock Grebb 1994 Kaplan وتبدأ بعد الولادة بأيام قلائل وتستمر لعدة أيام وتتميز بحالة من الكآبة واعتلال المزاج وسرعة البكاء والشعور بالتعب والقلق وسرعة الاستثارة والرغبة في الاعتماد على الآخرين ومع مرور الوقت تقل حدة الأعراض وتعود الأم إلى حالتها الطبيعية، وتعزي هذه الحالة إلى التغيرات الهرمونية السريعة وضغوط الولادة ووعي المرأة بزيادة المسئوليات التي تتطلبها أمومتها الجديدة ولا تتطلب هذه الحالة سوى طمأنة الأم ودعمها نفسيا واجتماعيا حتى تجتاز هذه المشاعر.

·    ذهان ما بعد الولادة : كانت طالبة في كلية الحقوق وأحبت مهندسا وأصرت على الزواج منه رغم معارضة أهلها لهذا الزواج نظرا لوجود بعض الفوارق الاجتماعية ونظرا لسمعة هذا الشخص غير الطيبة فقد أصيبت هذه الفتاة بنوبة من الاكتئاب خلال فترة الخطوبة أرجعها أهلها إلى المشاكل التي صاحبت تلك الخطوبة المتنازع عليها واستمرت هذه الحالة حوالي شهرين وانتهت مع استخدام بعض العلاجات الشعبية، وحين تزوجت تلك الفتاة وجدت معاملة سيئة جدا من زوجها الذي فضلته على أهلها فكان يتركها طول الوقت تجلس وحدها تبكي سوء حظها وحين يحضر لا يفعل أي شيء سوى إهمالها أو أهانتها وفي ذات الوقت لم يكن أحد من أهلها يزورها نظرا لاضطراب العلاقة بينهم وبين زوجها. وحين حدث الحمل كانت تعاني من قيء مستمر وعدم القدرة على القيام بواجباتها المنزلية وفقدت شهيتها وأصابها أرق مسمر وتدهورت صحتها تدهورا شديدا وحين طلبت من زوجها أن يسمح لأمها أن تأتي لتجلس معها بعض الوقت حتى تتحسن صحتها رفض ذلك بشدة فتحملت تلك الوضاع كارهة حتى أتمت الحمل ووضعت الطفل، ولاحظت حماتها أنها بعد الولادة بحوالي أسبوعين أصبحت في حالة غريبة فهي كثيرة الشرود والسرحان تجلس لفترات طويلة بدون حركة، ثم تصبح بعد ذلك شديدة القلق وعصبية دون مبرر واضح، وانقطعت عن تناول الطعام وصارت لا تنام ليلا أو نهارا وأحيانا تبكي وأحيانا تصرخ، لم يكن بجوارها في تلك الظروف غير حماتها حيث أن زوجها كان مصرا على منع أهلها من زيارتها، وقد حاول زوجها مساعدتها بإحضار بعض المعالجين الشعبيين أو الدينين ولكن حالتها كانت تزداد سوءا حتى لقد لاحظوا أنها تنظر إلى طفلها بغضب وتلقيه عن يدها بعنف، وعندئذ أخذت حماتها الطفل منها لتحميه من هذه الأم المضطربة وفي يوم من الأيام كانت حماتها تريد أن تذهب إلى السوق لتشتري بعض الحاجات البيت ن فتركت الطفل في حجرة مجاورة للام وحين عادت من السوق وجدت الأم قد أخذت الطفل إلى المطبخ وذبحته بالسكين ...

رجوع إلى الفهرس

 

§         أين يقطن الحب ؟ - هل هو في " المخ " أم في "القلب ؟ / د. أسامة الغنام - أستاذ المخ والأعصاب جامعة الأزهر

خلق الله سبحانه و تعالى الدنيا والخليقة وبدأت الحياة بين آدم وحواء بالحب والمودة – وقد نصت الآيات السماوية على ذلك بالتآلف بين الزوج وزوجته بالمودة والحب - أي هكذا بدأت الحياة بالحب فهو شيء غريزي فطرى مولود معنا يظهر وينمو ويكبر ويتفاعل في جميع مراحل السن المختلفة وقد يكون في الأطفال والحيوانات حبا غريزيا للمطالب الأساسية للطفل أو الحيوان أما عندما يكبر الإنسان إلى كائن عاقل بتسامي عن الغرائز ويبقي الحب قويا. والحب أنواع كثيرة الحب عطاء بلا مقابل مثل حب الوالدين لأبنائهم ولا يحتاج هذا الحب إلى غذاء أو تقوية أو نصح ولكنه غريزي بالدرجة الأولي وهذا لا ينطبق عكسيا على الأبناء في علاقتهم مع والديهم فليس بالضرورة أن يحب الأبناء والديهم ولذلك أوصى القرآن الكريم بأن يحب الأبناء والديهم ولكن لم يوصى الوالدين بحب أبنائهم.

والحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض الانفعالات الوجدانية مثل زيادة عدد ضربات القلب أو احمرار بالوجه عندما يرى المحب محبوبة، ويقطن الحب أساسا في المخ ككل ولكن هناك بعض الأجزاء في المخ هي التي يقع فيها الجزء الكبر من التصرفات والذكريات حيث أن الفص الوجدي من المخ هو لاختزان الذكريات جميعها وكذلك الانفعالات والوجدان سواء بالحب أو بالكره وترتبط دائما الذكريات والمعرفة القديمة بانفعالات والعاطفة والوجدان وكذلك ترتبط بالأشخاص ببعضهم فمثلا إذا رأيت شخصا بالشارع لا أعرفه قبل ذلك أي لا يوجد في الفص الوجدي من المخ أي ذاكرة أو معرفة سابقة فقد أمر عليه مرور الكرام لا سلام ولا تحية ولا معرفة أما إذا رأيت شخصا مسجلا وله ذكرى في الفص الوجدي فعندما أراه سوف أقوم بتحيته لأنني تذكرت أيام المعرفة الأولى أو السابقة ...

رجوع إلى الفهرس

 

§         التوبة طريق الرجوع إلى الله / إعداد: الأستاذ عبد الستار طعيمة

   استهلال : التوبة من أفضل مقامات السالكين، لأنها أو المنازل وأوسطها وآخرها، فلا يفارقها العبد أبدا، ولا يزال فيها إلى الممات وان ارتحل السالك منها إلى منزل آخر ارتحل به ونزل به، فهي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها ضرورية حتى يلقي الله يوم الحساب.

يقول الله تعالى :" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " يخاطب الله بهذه الآية أهل الأيمان، وخيار خلقه أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم وجهادهم ليتحقق لهم الفلاح بالتوبة .. ثم أنظر إلى رحمة الله أيضا على عباده أن سماهم مؤمنين بعدما أذنبوا، ثم اجتباهم وأحبهم بعد التوبة في قوله " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ". والرسول أيضا يوجهنا إلى ملازمة باب الاستغفار ليل نهار مجددا صلة العبد بربه، فيقول :" يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في اليوم والليلة مائة مرة " رواه مسلم .. فالواجب على المسلم الذي يرجو لقاء الله راغبا في رحمته وفضله أن يهرع إلى الله بالتوبة في صباحه ومسائه في حله وترحاله عند نومه ويقظته، في خلوته وصلاته، فمن لم يفعل ذلك وأدركه الموت، فقد باء بالخسران والهلاك المبين.

   حقيقة التوبة :

التوبة حقيقة : هي الرجوع عن المعاصي كلها، والأقفال على الله بالندم والاستغفار وذلك باتباع أوامره فيما أحله، واجتناب نواهي فيما حرمه علينا، فيعمل المرء بطاعته على نور من هدى الله، يرجو بذلك ثواب الله، وبالمقابل يترك معصية الله على نور من الله، يخاف بذلك عقاب الله .. لذا يقول الله تعالى مناديا عباده المؤمنين "يا أيها الذين آمنوا توبوا الله توبة نصوحا" أي توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من سيئات، وتلم شعث التائب وتكفه عما كان يتعاطاه من المنكرات ويرتكبه من الفواحش قال معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله، ما التوبة النصوح ؟ قال : أن يندم العبد على الذنب الذي أصابه فيعتذر إلى الله تعالى ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع " ... وسئل أبي بن كعب عن التوبة النصوح فقال : سالت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال : هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله بندامتك منه عند الحار ثم لا تعود إليه أبدا" وقال الحسن البصري رحمه الله، التوبة النصوح هي الندم بالقلب والاستغفار باللسان، والترك بالجوارح والإضمار على أن لا يعود إليه في المستقبل وألا كان مستهزئا بربه، جاحدا نعم ربه ورحمته بخلقه.. وقال الحسن : التوبة النصوح : أن تبغض الذنب كما أحببته وتستغفر منه إذا ذكرته فإذا جزم المخطأ بالتوبة وصمم عليها فأنها تجب ما قبلها من الحيثيات كما ثبت في الصحيح " الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها.

   شروط قبول التوبة والأسباب الموجبة لها :

قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب، ولها شرطان :

      أولها : أن كانت المعصية بين العبد والرب فلها ثلاث شروط : أحدها أن يقلع عن المعصية

     الثاني: أن يندم على فعلها، الثالث العزم على عدم العودة إلى المعصية في المستقبل فان ترك واحدا من الثلاثة لم تصح توبته وتتمثل هذه المعصية في التفريط في العبادة، أو ترك الفرائض التي فرضها الله علينا : من صلاة وصيام، وزكاة، وحج، أو ارتكاب الموبقات : كالزنا وشرب الخمر واليمين الكاذبة، والابتداع في الدين، والاستهانة وبأحكام الشرع، وبالجملة وقوف الإنسان أمام أوامر الله رافضا لها، وأمام النواهي مقبلا عليها، وكما جاء على لسان أحد التابعين، وهو يوصي سليمان بن عبد الملك، قائلا : عظم ربك وجل ونزهه أن يراك حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك.

    الشرط الثاني : إن كانت المعصية متعلقة بحق إنسان، فيضاف إلى الشروط الثلاثة السابقة أن يبرأ من حق صاحبها، فان كانت مالا أو نحوه رده إلى صاحبه، وان كان قد قذفه في عرضه أو شرفه مكنه منه، أو طلب عفوه وان كانت غيبة استحله منها، وأن يربي المسلم نفسه في طاعة الله كما رباها في المعصية وأن يذيقها مرارة الطاعات، كما أذاقها حلاوة المعاصي، وأن يكون المشرب والمأكل والملبس من حلال لتشمل التوبة طهارة الظاهر والباطن للشخصية المسلمة ...

رجوع إلى الفهرس

 

§         الذكاء الوجداني والقرن الواحد والعشرين / د. إبراهيم محمد المغازي - قسم علم النفس  كلية التربية الدينية

استهلال : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( العصر 1-3)

لا شك أن معظم القضايا والمشكلات والنزاعات والحوادث التي تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين أفراد المجتمع أو بين الأسر والجماعات داخل المجتمع أو بين المجتمعات، لا شك أن سبب هذا كله هو زيادة التوتر والانفعالات بصورة يصعب السيطرة عليها، وبالتالي قلة التفكير وعدم التحكم في هذه الانفعالات وخاصة السلبية منها "السيئة" بواسطة العقل وبالتالي يظهر لنا أهمية الذكاء الوجداني ودوره الإيجابي في السيطرة على هذه القرن، والذي اشتدت فيه الصراعات النفسية سواء داخل المجتمع أو بين المجتمعات، وما يتطلبه هذا الضبط من ذكاء وتفكير بصفة عامة والذكاء الوجداني بصفة خاصة، فزيادة هذا النوع من الذكاء لدى أفراد المجتمع يؤثر في ضبط النفس والانفعالات بينهم، ويساعد في تحويل هذه الانفعالات السيئة من كره وبغض واحتقار وشوشرة وتدبير مؤامرات وغيبة ونميمة وإثارة الفتن وعدوانية .. الخ إلى الانفعالات إيجابية من حب وتقديم المساعدات للمحتاجين وتقدم المساعدات للمحتاجين وتقدم واحترام وصدق وأمانة، أي إلى إعلاء وتسامي لهذه الانفعالات السيئة في صورة يقبلها المجتمع وتساعد في تقدم وازدهار هذا المجتمع وبالتالي إبداعه" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس" ...

رجوع إلى الفهرس

 

§         توحيد الألوهية وأثره الإيجابي الصحة النفسية / د. الجميل محمد عبد السميع - أستاذ علم النفس المساعد

استهلال : شعور الفرد بالأمن والأمان قال تعالى "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون" سورة الأحقاف (13)

تقدير الفرد لذاته بالقدر المناسب، فيكون قادرا على تقدير ذاته موضوعيا، عارفا لنواحي القوة في نفسه وسلوكه فيدعمها، واعيا بنواحي القصور في تصرفاته وسلوكه فيعالجها. لديه نظرة واقعية عن حياته مع قدرته على مواجهة متاعب ومصاعب الحياة ومشكلاتها.

عدم الشعور بالعجز أمام الأزمات، فهو دائم السعي والكفاح في الحياة للتغلب على أزماته، قادرا على تحمل المسئولية في عمله ومع أسرته. ففي عمله من منطلق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " وفي أسرته من منطلق الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) تكون انفعالاته مناسبة مع الموقف الموجود فيه فلا يغضب في المواقف التي لا تستحق الغضب ويغضب بالقدر المناسب في المواقف التي تستحق الغضب، حيث أن الفرد الذي يغضب في المواقف التي لا تستحق الغضب يكون مضطربا نفسيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي (ص) أوصني قال ( لا تغضب) فردد مرارا قال (لا تغضب) والفرد الذي لا يغضب في المواقف التي تستحق الغضب أيضا مضطرب نفسيا فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله (ص) فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة ؟ فكلمت أسامة، فقال (ص) أتشفع في حد من حدود الله تعالى ثم قام (ص) فاختطب ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وفي رواية : " فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ فقال أسامة استغفر لي رسول الله : قال : ثم أمر بتلك المرأة فقطعت يدها ومعنى تلون وجه رسول الله (ص) أي غضب ومن ثم فإن من مظاهر الصحة النفسية أن الفرد السوي لا يغضب إلا لله ولا يحب ألا في الله ...

رجوع إلى الفهرس

 

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)