مجـــــــــلات 
 

 

الثقافـة النفسيـة المتخصصــة

تصدر عن مركز الدراسات النفسية و النفسية-الجسدية

العدد الثامن و الأربعون – المجلد الثانيعشر – تشرين الأول / أكتوبر 2001 

www.psyinterdisc.com

كامل العدد

http://www.arabpsynet.com/Journals/ICP/ICP48.pdf

https://drive.google.com/file/d/1-MOC9TlBcJdxsw3XbLQ7muzgCgU5XYjM/view?usp=drivesdk   

 

الافتتاحية

http://arabpsynet.com/paper/conspapierdetail.asp?reference=8940

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         افتتاحية : عزيزي القارئ

§          قضية حيوية

§         علم النفس حول العالم

-        الانتفاضة ترفع معدلات الاكتئاب في إسرائيل

 

§         مقابلة العدد / لقاء مع البروفيسور قتيبة جلبي

§         الندوات و المؤتمرات

1-    المرأة و صحتها النفسية شعار المؤتمر التاسع للأطباء النفسيين العرب / د. جمال التركي [النص الكامل /Full text ]

2-    تقرير الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب المقدم للجمعية العمومية للاتحاد

3-    تقرير الرئيس السابق / رسالة

4-    سيكولوجية الانتفاضة في المؤتمر العربي للطب النفسي / د. جمال التركي [النص الكامل /Full text ]

 

§         الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية – الإسلام و رعاية الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة

 

§         مكتبة الثقافة النفسية :

1.      الصحة النفسية للمرأة العربية / قتيبة جلبي و منى الصواف [الناشر اتحاد الأطباء النفسيين العرب]

2.      مجلة الطفولة و التنمية / جماعة من الباحثين [المجلس العربي للطفولة]

3.      مجلة الرسالة التربوية المعاصرة / جماعة الباحثين [دار الرسالة]

 

§         محور العدد :أزمات المراهقة

-        المراهق و السلطة / أ.د. أنور الجراية

-        دور الأم و المرأة في الحفاظ على الصحة النفسية / أ.د. أنور الجراية

-        سلوكيات المراهق / أ.د. أنور الجراية

-        المراهق و الصحة النفسية / أ.د. أنور الجراية

-        التذبذب الأسري و أمراض المراهق [حالة علي] / أ.د. أنور الجراية

-        المراهق و الامتحانات / أ.د. أنور الجراية

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         افتتاحية : عزيزي القارئ

ملخص : هذا العدد كان مبرمجا ليكون عددا خاصا بدراسات الصدمة النفسية و ردود دراساتهم عن صدمات الانتفاضة و المعاناة النفسية المصاحبة لها، مضافا إليها تهديد يطال كامل العالم الإسلامي و العربي، تحت طائلة الاتهام بالإرهاب، أجبرنا على التريث في طرق الموضوع. استبدلنا بهذا الملف ملفا عن المراهقة و مشاكلها و أساليب التعامل مع المراهق بعنوان "أزمات المراهقة" للزميل التونسي البروفسور أنور الجراية متخطين بذلك أيضا مبدأ المشاركة في الملف. و عذرنا أنه لم يكن لدينا الوقت الكافي للاستكتاب حول الموضوع. و اعتذارنا للزميل الجراية لأن هذا الملف كان مدرجا للنشر في كتاب منفصل يصدر عن المجلة / المركز. حيث تمتاز كتابات البروفسور الجراية في موضوع المراهقة خصوصا بتفهم عميق لمشاعر المراهق و معايشاته الوجدانية و أزماته، فيصل إلى أركان و زوايا جديدة يضيئها و يلقي عليها النور بعد أن تجاهلتها الكتابات السابقة.

و كان من الطبيعي أن يحتل المؤتمر السابع للأطباء النفسيين العرب [تونس / مايو 2001ي مكانه في هذا العدد خاصة و أنه كان مناسبة التقى فيها معظم أعضاء الهيئة الاستشارية للمجلة فكان أن عقدوا ندوة خاصة بالمركز على هامش المؤتمر في موضوع خرج على شعار المؤتمر وهو "المرأة و الصحة النفسية" في حين كان عنوان ندوة المركز هو "الانتفاضة". و كانت فرصة طبية للالتقاء بالزملاء الفلسطينيين و التحادث معهم عن قرب و الاطلاع على مشاريعهم البحثية. مما أخر ملف "الصدمة النفسية" إلى العام القادم.

على هامش المؤتمر أيضا سعدنا بمقابلة بروفسور عربي من مشاهر الاختصاص في العالم هو البروفسور قتيبة الجلبي فكانت مقابلة هذا العدد مخصصة لهذا اللقاء.

و مع بقية الأبواب الثابتة للمجلة نغلق معك، عزيز القارئ مجلد السنة الثانية عشر للمجلة آملين استمرار التواصل و التعاون و مواصلة دعم المجلة بنصائح التصويب و نوايا التطوير علنا نصل في وقت قريب إلى تعاون عربي يعوضنا عقبات التواصل و معوقات التعاون بين الباحثين العرب و ذلك بمساهمتك في تكريس هذه المجلة كمنبر أكاديمي عربي جامع. وهي دعوة نوجهها إلى كافة الزملاء المتعاونين مع المجلة و الذين يغطون معظم أنحاء الوطن العربي و بعض بلدان المهجر.

و على أمل اللقاء في العدد القادم نتمنى لك عزيزي القارئ عاما سعيدا و نهنئك بقدوم الشهر الكريم و الفطر السعيد من بعده.

رجوع إلى الفهرس

 

§         قضية حيوية : حول تطور العلوم النفسية في الوطن العربي خطوات جادة و فاعلية إجرائية / رئيس التحرير

ملخص : تقتضي إعادة التنظيم مراجعة المحطات المؤثرة الرئيسية، ونقدها على ضوء المعطيات المتراكمة مع الاحتفاظ برؤيتها من منظار زمانها التاريخي. هذا وتتفق التيارات النفسية كافة على مبدأ تعديل القناعات الخاطئة. فهذه القناعات هي التي تعيق التطورات والتكيف سواء لدى الأفراد أم لدى الجماعات.

بالانتقال إلى التحليل النفسي نقول أن سيرورة عادة التنظيم تقتضي النكوص إلى  مراحل التثبيت ومن ثم عقلنة التثبيتات وصولا إلى إعادة تنظيم جذرية لعوامل الاقتصاد النفسي (والنفسي الجسدي). وهو الشرط الضروري لتأمين التوازن النفسي. وفي عودة إلى الاختصاص وتطوره في العالم العربي نسجل محطة انطلاق- تثبيت في غاية التعقل والصحة. وتعود هذه المحطة إلى حزيران/ يونيو من العام 1945 يوم انطلاق العدد الأول لمجلة عربية مختصة في العلوم النفسية. وهي مجلة علم النفس التي أسسها ورأس تحريرها المرحومان مصطفى زيور ويوسف مراد. في تعقيلنا (مراجعتنا) على هذا العدد نجد أنه يتطرق إلى فروع الاختصاص كافة دون تغليب فرع على آخر، بل إننا نقع فيه على مقالة تنتمي إلى فرع السيكوسوماتيك (وهو الفرع المستجد في حينه) بقلم زيور نفسه. حيث كان لهذه المقالة أثرها في الأوساط الأكاديمية الفرنسية قبل العربية، بما يوحي بمستوى الحضور العربي في الأوساط الاختصاصية العالمية. وهو حضور يجب أن نعترف أننا خسرنا معظمه. أما الدكتور يوسف مراد فنراه يبدأ منذ ذلك التاريخ دعوته إلى تكامل الفروع النفسية تحت شعار "علم النفس التكاملي ". أيضا نجد المجلة وهي تضع قراءها في أجواء المستجدات العالمية فتعرض لأحدث الكتب والبحوث النفسية العالمية. حتى أنك تخرج من قراءتها بانطباع معاصرة معظم موضوعاتها واستمرارية أهميتها.

ولقد أراد مركز الدراسات النفسية تثبيت هذه المحطة وترسيخها فعمد إلى  إعادة إصدارهذا العدد في طبعة تذكارية مخصصة للإهداء. لننتقل بعدها إلى محطة التثبيت التالية المتمثلة بترجمة زيور وفريقه للمؤلفات التحليلية الأساسية. وهذه لا تحتاج إلى إعادة الطع أو التذكير لأنها لا تزال متوافرة في المكتبات. ومثلها سلسلة علم النفس التكاملي التي نشرها يوسف مراد وفريقه. وبذلك نكون قد راجعنا الجهود المؤسسة للعلوم النفسية في الوطن العربي وثبتناها (تثبيتات تحليلية). واعترافا بفضل المؤسسين كان إطلاق المركز لجائزة مصطفى زيور للعلوم النفسية. وذلك ابتداء من العام 1995.

ولكن ماذا عن المحطات الاختصاصية الأحدث وقد بلغنا في نكوصنا مرحلة الستينات؟

بعد مرحلة التأسيس تأتي مرحلة توظيف الاختصاص في خدمة الفرد والمجتمع، بما يؤدي إلى إثبات الفاعلية الإجرائية للاختصاص. وهنا تتدافع في الذاكرة أسماء الكبار من عبد العزيز القوصي إلى سامي علي مرورا بأحمد عزت راجح وسليم عمار وفاخر عاقل... الخ.

وبذلك نصل إلى  جيل السبعينات الذي قدم بدوره مساهمته في دفع الاختصاص نحو

التطور. حيث نذكر جهود قدري حنفي في موضوع دراسة الشخصية الإسرائيلية (وهى جهود نحتاج إليها اليوم مع تطور الاتصالات وانفتاح العالم بحدوده). كما نذكر جهود فرج عبد القادر طه وفريقه في إخراج موسوعة علم النفس والتحليل النفسي التي تنتظر طبعتها الجديدة المنقحة قريبا. لنتوقف عند جهود المرحوم فؤاد أبو حطب الذي أعاد الدينامية إلى جمعية الدراسات النفسية وكان رئيس اللجنة التأسيسية للاتحاد العربي لعلم النفس. عداك عن تضحياته وإصراره على عقد المؤتمر السنوي لكل من الاتحاد والجمعية. وإلى  جانب مؤلفاته فقد رأى أبو حطب قبيل وفاته تحقق حلمه بإصدار الاتحاد لمجلته الصادرة بالإنكليزية تحت عنوان "الأخصائي النفسي العربي " لتكون نافذة يطل عبرها الاختصاصي العربي على العالمية.

ونصل إلى  الواقع الراهن المعايش للاختصاص لنجد أن هذا الجيل يتابع الجهود ويتحمل مسؤولياته بكفاية متخطيا العقبات العديدة التي تعترضه (تثبيتات سلبية) حيث يهمنا التوقف عند المشروعات الجديدة الكفيلة بتحقيق نقلة نوعية فائقة الأهمية على مستوى الوطن العربي لجهة تسخير الاختصاص لتحقيق فائدة نوعية للأفراد وللمجتمعات العربية. ولعل أهم هذه المشروعات التي نأمل من الزملاء (داخل وخارج الاتحاد) دعمها وتشجيعها والاعتراف بأهميتها والجهود المبذولة فيها ما يأتي:

أ- إصدار سلسلة تشخيص الاضطرابات النفسية من 11 جزءا. وهي تعتبر نقلة هائلة على المستوى العربي. كونها تؤمن لغة خطاب عربي موحدة بما يتعلق بتصنيف وتشخيص وبالتالي علاج الاضطرابات النفسية. كما أنها تفسح المجال أمام إدخال التعديلات الثقافية الحضارية على التصنيفات المرضية. وهي تفتح أبواب الحوار وتبادل التجارب لتنقيحها و إخراج طبعاتها المراجعة التالية مما يرسخ الحضور الاختصاصي العربي والخصوصيات الحضارية في الميدان عبر الحضارية. وهذه السلسلة صادرة عن الديوان الأميري في الكويت. حيث أشرف على تحريرها الزميل بشير صالح الرشيدي. وهو بالمناسبة واضع الأسلوب العلاجي المعروف بـ "التعامل مع الذات".

2- ظهور موقع على الإنترنت تحت مسمى "الصفحة العربية للعلوم النفسية" وصاحب الجهد المنتج لهذا المشروع هو الزميل التونسي جمال التركي الذي لا نشك بمستوى الجهود التي بذلها حتى تمكن من إخراج هذا المشروع إلى النور. لكن اكتمال هذا المشروع يتطلب مشاركة الزملاء كافة حتى تكتمل هذه الصفحة. ولنا جميعا مصلحة بل مصالح أساسية في اكتمال هذه الصفحة. فهي لن تتيح لنا فقط فرض الاتصال والتعارف والتعاون بل إنها سوف تتيح لنا فرص الحصول على المعلومات بسهولة أكبر وبتكلفة أقل. عداك عن دورها في الحد من التزوير والانتحال وغير ذلك من الشوائب التي نتلقى الشكاوى حولها. إن مشروع الزميل التركي هو مقدمة لدخول اختصاصيينا عصر الاتصالات وتكوينهم لمجموعة متماسكة لها حاجاتها وظروفها المشتركة عداك عن معاناتها. من هنا خصص المركز الصفحات الأولى من عدد شتاء 2001 من مجلته (الثقافة النفسية المتخصصة) لنشر تفصيلات هذا المشروع ولدعوة الزملاء للمساهمة فيه. حيث تكتمل الخطوة الأولى بجمع العناوين الكاملة للاختصاصيين العرب (بريد إلكتروني) في هذه الصفحة.

 3- توجيه التحية إلى  الزميل أحمد جمال أبو العزايم الذي رسخ الحضور الاختصاصي العربي عالميا عبر تمكنه من ترسيخ حضوره في الاتحاد العالمي للصحة النفسية وصولا إلى  تبوئه منصب رئاسة هذا الاتحاد.

4- استمرارية دوريات نفسية عديدة في الصدور بفضل تضحيات القيمين عليها. ونأمل أن يستمر الاتحاد في إصدار مجلته إلى  جانب هذه المجلات.

إن هذه المراجعة النكوصية تبين لنا أن الاختصاص قد حقق خطوات جادة على طريق إثبات فاعليته الإجرائية. وهو قد سجل قفزات تستأهل كل احترام وتشجيع دون أن يعني ذلك غياب المعوقات والمشكلات المعترضة والروح السلبية. غير أن ما عرضناه من خطوات يجعلنا نأمل في أن يواصل الاختصاص تطوره وصولا إلى  القيام بالدور الملقى على عاتقه كاملا.

رجوع إلى الفهرس

 

§         علم النفس حول العالم

-         الانتفاضة ترفع معدلات الاكتئاب في إسرائيل – الإسرائيليون يتهافتون على المهدئات

مقدمة : يتهافت الإسرائيليون على المهدئات والمضادات للاكتئاب ويزداد ترددهم إلى عيادات الأطباء النفسيين كما كان عليه الأمر قبل الانتفاضة التي اندلعت في 28 أيلول 2000.

وأكد الطيب عومير بورات من شركة "سوبرفارم " التي تملك عددا من الصيدليات التي سجلت زيادة كبيرة في المبيعات حتى أننا نعجز أحيانا عن تلبية الطلبات على المهدئات".

وفى القدس حيث يرتفع التوتر الأمني سجلت شركة "سوبرفارم " زيادة بنسبة 100 في المائة في مبيعات المهدئات بالنسبة للعام الماضي في حين تراوحت الزيادة في المناطق الأخرى ما بين 35 وه 5 في المائة...

رجوع إلى الفهرس

 

-        بعث أول قسم لطب أعصاب الأطفال في إفريقيا : الصرع، أمراض العضلات و أعصاب الأطراف و تدهور الملكات الذهنية الحركية الأيضية أكثر الأمراض انتشارا، الوقاية .. تبدأ قبل الزواج و الحمل .. / أ. نجوى ميلادي اختصاصية في طب الأعصاب و طب أعصاب الأطفال بالمعهد الوطني للأعصاب بتونس

-        جهاز إنذار لمرضى القلب

-        علاج الطفل قبل ولادته

-        حتى بريطانيا تجند الأطفال أكثر من 300 ألف طفل يحاربون في العالم

-        العسل عالج البوال

-        المتقدمون في السن قد ينجبون أطفالا يصابون بفصام الشخصية

-        إنعاش قرن آمون يعيد الشباب

-        الرضاعة الطبيعية تزيد ذكاء الطفل و تصيب الأم بتصلب الشرايين

-        الشخصية تضبط جهاز المناعة

-        الكفاية النفسية تجلي السعادة

-        معرض تشكيلي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر

-        الهواتف النقالة تؤثر في الجنين و تزيد نسبة الإسقاطات بمعدل 60 في المائة

-        مرض غامض يفتك بالمدمنين في بريطانيا

-        عيب الاستنساخ

-        نفسية أطفال الأنابيب

-         مقابلة مع مكتشف الحبة الداهية – إنها لا تعيد الشباب .. و لكن .. لها فوائد أخرى

 

§         مقابلة العدد : لقاء مع البروفسور قتيبة جلبي

مدخل : جرى هذا اللقاء على هامش المؤتمر التاسع لاتحاد الأطباء النفسيين العرب. الذي كان مناسبة لتبادل المعلومات وللتعارف الشخصي. حيث نشرت المجلة ولسنوات عديدة متابعات لجهود وبحوث البروفسور جلبي دون معرفة شخصية بينه وبين أي من أعضاء أسرة تحريرها. فكانت مودة وتقديرا" لهذه الجهود. حتى جاءت هذه الفرصة التي أراد رئيس التحرير توظيفها لتعريف قراء الثقافة النفسية المتخصصة بعلم من أعلام الطب النفسي العرب وبأحد الأدمغة العربية المهاجرة والفاعلة في ميدان الاختصاص. ويجدر التذكير أن قراء المجلة تعرفوا على أعمال البروفسور جلبي للمرة الأولى عبر بحثه المنشور في المجلة العربية للطب النفسي (نشرت المجلة خلاصته) والمتعلق بضرورة تعديل مبادئ العلاج النفسي ومنطلقاته كي يتلاءم مع البيئة الثقافية العربية. فهو على عمله في البيئتين العربية والأميركية لاحظ خطورة إهمال العوامل الثقافية في حقل العلاج النفسي. والآن من هو البروفسور جلبي؟.

السيرة العلمية للبروفسور جلبي

من الصعوبة. بمكان اختصار نشاطات ومساهمات هذا الطيب العربي المميز. لذلك نكتفي بتقديم هذه البطاقة التعريفية المختصرة عنه:

 قتيبة الجلبي

بكالوريوس الطب من الكلية الطبية في جامعة بغداد العام 1970.

درس اختصاص الطب النفسي في كنساس وتوليد بنيو أورليانز.

البورد الأميركي في الطب النفسي.

البورد الأميركي العالي في الطب النفسي للأطفال والطب الشرعي

أستاذ مساعد للطب النفسي في جامعة لويزيانا في نيو أورليانز عام 1978.

أستاذ في جامعة الكويت 1982.

رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض (1983-1997)

له 34 بحثا" علميا" منشورة في مجلات عربية وعالمية.

شارك في عشرات المؤتمرات التخصصية العربية والعالمية.

نال لقب "زميل متميز" من الجمعية الأميركية للطب النفسي عام 1990.

له عشرة مؤلفات منشورة بالعربية والإنجليزية.

أستاذ في كلية الطب في جامعة ديسال/ بنسلفانيا وممارس عيادي حاليا".

الثقافة النفسية: نقرأ للبروفسور الجلبى في المجلات الأجنبية أكثر من المجلات العربية.

فهل تحولت الغربة إلى اغتراب لديه؟.

البروفسور الجلبى: عند نهاية تخصصي في أميركا العام 1981 قررت العودة إلى بلدي العراق. إلا أن بداية الحرب العراقية الإيرانية ورغبتي في متابعة دراستي جعلتني أختار العمل في دولة قريبة لأكون في بيئتي وقريبا" من أهلي وبلدي. فاخترت السعودية. ثم انتقلت لعام دراستي واحد إلى  الكويت وعدت للسعودية وبقيت هنالك 15 عاما" رئيسا" لقسم الطب النفسي في مستشفى الملك فيصل التخصصي. ثم عدت إلى الولايات المتحدة. وهكذا فان غربتي لم تعن يوما " اغترابي. إذ أجد متعة في المشاركة بالنشاطات الاختصاصية العربية وكذلك بالكتابة بالعربية وتعلمون أن آخر كتبي صدر عن اتحاد الأطباء النفسيين العرب بعنوان: "الصحة النفسية للمرأة العربية". بمشاركة مع الزميلة السعودية منى الصواف...

رجوع إلى الفهرس

 

 

§         الندوات و المؤتمرات :

-        تقرير الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب المقدم للجمعية العمومية للاتحاد

-        تقرير الرئيس السابق / رسالة

-        اللائحة الأساسية لتأسيس الشعب

 

§         الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية - الإسلام ورعاية الفئات ذوى الاحتياجات الخاصة

      مقدمة : عقدت الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية ندوة عن الإسلام ورعاية الفئات ذات الاحتياجات الخاصة وذلك يوم الاثنين الموافق 13 نوفمبر عام 2000 بمقر اجتماعات الجمعية بمركز الدكتور جمال ماضي أبو العزايم بمدينة نصر. وعقدت الندوة تحت رئاسة الأستاذ الدكتور عمر شاهين رئيس مجلس إدارة الجمعية وأستاذ الطب النفسي وبالتعاون مع اللجنة الثقافية بالجمعية ومقررها الأستاذ الدكتور محمد جمال أبو العزايم وشارك في الندوة الدكتور محمد قربيز عضو المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر حيث أوضح الجهود الرائدة التي يقوم بها المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر في العمل على نشر مبادئ الدين الإسلامي مما يساعد على إيقاف تيار العنف الجاري الآن في الجزائر. فالإسلام في الأساس قام على مبدأ الإقناع بالرأي وليس بالسلاح والدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى  التسامح ومراعاة حقوق الآخرين ويضم المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر لفيفا من قيادات المراكز البحثية والجامعات الجزائرية مما يساعد على تدعيم عمل المجلس في نشر الإسلام بصورته الحقيقية بين أبناء الشعب الجزائري...

رجوع إلى الفهرس

 

§         مكتبة الثقافة النفسية :

-         الصحة النفسية للمرأة العربية / قتيبة جلبي و منى الصواف [اتحاد الأطباء النفسيين العرب] – تقديم : أ.د. عادل صادق

مقدمة : بداية لا بد أن ننوه أن هذا الكتاب هو أحد إصدارات اتحاد الأطباء النفسيين العرب. ولعل أحد أهداف هذا الاتحاد هو حث الأطباء والطيبات النفسيين العرب على التأليف والنشر في مجال الطب النفسي من واقع الأبحاث المحلية التي تجرى على الأرض العربية ومرضى عرب ولا نكتفي بالنقل عن الغرب وخاصة في مجال الطب النفسي الذي تتأثر أمراضه بالواقع البيئي الاجتماعي المحلي إلى  الحد الذي نطالب فيه بوجوب أن يكون هناك ما يسمى بالمدرسة العربية للطب النفسي. وسوف يكتشف القارئ من خلال صفحات هذا الكتاب أن ثمة عوامل خاصة ترتبط بالواقع الاجتماعي العربي لها تأثيرها المباشر على حدوث المرض و أعراضه ومآله ومدى فاعلية العلاج. فالعقاقير ذاتها يكون لها تأثيرات نوعية وكمية مختلفة حسب العرق والجنس، أما العلاج النفسي الذي لا يعتمد على العقاقير فانه لا بد من أن يلبس ثوب المجتمع المحلي وخاصة فيما يتعلق بالمعتقدات والمفاهيم وأسلوب الحياة والفلسفة الخاصة للمجتمع المحلي...

رجوع إلى الفهرس

 

-        مجلة الطفولة و التنمية / جماعة من الباحثين [المجلس العربي للطفولة]

      مقدمة : عن المجلس العربي للطفولة و التنمية صدر العدد الأول من مجلة "الطفولة والتنمية" وهي دورية علمية متخصصة محكمة تعنى بشؤون الطفولة والتنمية. وهي الشؤون التي يتخصص فيها المجلس الذي يصدرها. فقد تأسس هذا المجلس قبل أربعة عشر عاما باعتباره منظمة عربية إنمائية إنسانية متخصصة في شؤون الطفولة، وما يتصل بها، بهدف العمل على تنمية ودعم الجهود الأهلية والحكومية. وتشجيع وتبني الأفكار والدراسات والمشاريع المقررة لرعاية ونماء الطفل العربي والعمل على استيعابها في خطط ومشاريع التنمية العربية.

      وفي إطار سعى المجلس لتحقيق هذه الأهداف ومنها توعية وتعبئة الرأي العام العربي بقضايا الطفولة، وحث وسائل الإعلام على المشاركة في هذه التوعية، عمد المجلس للتنسيق مع الجهات المعنية على صعيد الخطوات الايلة لتحديد حاجات الطفولة والكشف عن أوضاعها ومعاناتها. وعلى هذا الطريق اصدر المجلس سلسلة من الإصدارات التي توجهها بإصداره لهذه المجلة. التي يهدف المجلس لجعلها لسان حاله في الوسط الأكاديمي ومراكز الأبحاث والدراسات العربية المعنية بشؤون الطفولة. وكذلك الاختصاصيون العاملون وفي المجالس الوطنية العليا والجمعيات الأهلية...

رجوع إلى الفهرس

 

-        مجلة الرسالة التربوية المعاصرة / جماعة الباحثين [دار الرسالة]

مقدمة : "الرسالة التربوية المعاصرة" تحت هذا العنوان شهدت المساحة الأكاديمية العربية ظهور مجلة نفسية تربوية و محكمة جديدة. وهي متخصصة بمرحلة الطفولة بمراحلها المختلفة. حيث اهتم هذا العدد الأول بمشكلة الإفراط الحركي عند الأطفال. فتوزعت محتويات العدد على النحو  الأتي :

-         ملف العدد :

أ‌-       اضطراب ضعف الانتباه و فرط النشاط الاندفاعي / د. سامر را.

ب‌-   تقدير الذات لدى طفل النشاط الزائد / د. إيمان عز

ج- اضطراب النشاط الزائد لدى الأطفال و علاقته ببعض المتغيرات / د. رياض العاسمي

-         شعر

-         أبحاث و مقالات

أ‌-       ثقافة الطفل العربي في الألف الثالث / د. محمد النابلسي

ب‌-   الترابطات العصبية النفسية في سلوك العنف و العدوان / د. محمد حمدي الحجار

ج- لعب الأطفال و لعبتهم التقليدية في سوريا / د. عدنان الأحمد

د- أساليب الكشف عن المتفوقين / د. مها زحلوق

هـ - فاعلية بطاقة لتقويم المهارات الأساسية لطفل الروضة / سلوى مرتضى

و – تنشئة الطفل عند الغوالي / رضوان دعبول

ي – كتاب ثقافة التربية و علم النفس / مراجعة د. أمينة رزق

رجوع إلى الفهرس

§         أزمات المراهقة

ملخص : على خلاف النظريات النفسية الدينامية (تحليل نفسي ومراحل نمو وغيرها) ينظر الطب النفسي لفترة المراهقة على أنها فترة ذهان سلوكي عابر. ولهذه النظرة ما يبررها بمتابعة سلوك المراهق الذي تتبدى فيه ملامح جنون اجتماعي ناتجة عن انقطاعه الجزئي عن الواقع بسبب ثورات المراهقة ومواقفها الرافضة. حتى أننا نتجاهل ونغفر التصرفات الخارجة على مألوف السلوك السوي إن هي حصلت إبان المراهقة ولم تتكرر بعدها.

أمام هذه الاندفاعية البالغة للمراهق نجد أنه يصادق مشاكل في تكيفه مع محيطه. مما يجعل من صدامه مع هذا المحيط، ومع الأهل خاصة، أمرا متوقعا بل مرجحا. لذلك لفتت هذه المرحلة الحرجة أنظار الباحثين مدعومة بطلبات الأهل للمساعدة الاختصاصية ولكن أيضا بتوقعات الأطباء ومخاوفهم من هذه الفترة التي تندلع فيها أمراض نفسية وعقلية عديدة (الفصام مثلا). عداك عن أثر العادات المتكونة في هذه الفترة، و النشبات الغريزية خلالها، على مستقبل المراهق عامة وعلى انبناء شخصيته خوصا.

لهذه الأسباب اخترنا موضوع أزمات المراهقة عنوانا لهذا الكتاب/ الملف. وهو من تأليف الزميل التونسي الأستاذ المبرز في الطب النفسي أنور الجراية. الذي يجمع بين الطب النفسي والتحليل وغيره من نظريات العلاج الدينامي في مقاربته لموضوع المراهقة وأزماتها. مما يجعل كتاباته تتصف بالشمولية النظرية والتطبيقية. ونذكر القراء بأن الزميل الجراية كان قد ساهم في الثقافة النفسية بجملة بحوث ملفتة حول المراهقة. ومنها على وجه الخصوص مقالته حول نوادي الإنصات للمراهقين. التي لاقت قبولا واسعا واستتبعت استفسارات عديدة من قبل القراء. إن الزميل الجراية يقدم لنا في هذا الملف نتاج خبراته العيادية والتعليمية (شهادات علم النفس التربوي) و التأليفية ليقدم لنا رؤية متكاملة عن أزمات المراهقة. بدءا من الإشكالية الأساس هي علاقة المراهق بالسلطة. ليرسم لنا بعدها معالم سلوكيات المراهق والأمراض الخاصة بفترة المراهقة وعلائم الصحة النفسية للمراهق. دون أن يهمل أمراض الجهاز العائلي والتذبذب الأسري وآثاره السلبية على المراهق. فيقدم لنا حالة علي نموذجا لهذه الآثار. لينتقل بعدها إلى  دور الأم في فترة المراهقة وصولا إلى  مناقشة معاناة المراهق من شدة الامتحانات والضغوط المصاحبة للتحضير لها و لإجرائها.

بذلك يكون المؤلف قد استكمل مناقشة موضوعه بحيث يستجيب لغالبية الأسئلة المطروحة حول أزمات المراهقة سواء من قبل الأهل أو من قبل المربين والاختصاصيين. بما يجعل من هذا الكتاب مرجعا له مكانته المرموقة بين مراجع علم النفس التربوي. وذلك بما يحمله من رؤى جديدة ربما كان . المؤلف أول من يطرقها ويطرحها للنقاش في المكتبة العربية.

رجوع إلى الفهرس

 

-        المراهق و السلطة / أ.د. أنور الجراية

توطئة : يهتم أصحاب أخذ القرارات بكافة بلدان العالم بآراء ومشاغل وميول المراهقين وذلك منذ سنوات وبدوافع مختلفة: منها ما هو اجتماعي أو سياسي وتربوي. ومنها ما هو اقتصادي وتجاري. ويتجلى الأمر أولا إذا ما لاحظنا أن جل الحكومات بكافة بلدان العالم اهتمت منذ غداة الحرب العالمية الثانية بمصاعب مراهقيها ومشكلاتهم: هناك العوامل الظرفية كتشتت الأسرة وفراق الأبوين من جراء الحرب في بلدان أوروبا. وهناك الوعي بأن مراهقي اليوم هم رجال ونساء الغد. وتجدر الإحاطة بهم إذن ومساعدتهم، على تذليل صعوباتهم. سعيا وراء بعث المجتمع الأفضل.

من ذلك اهتمام الحكومات بمشاغل مراهقيها وبعث هياكل تأطيرهم. ومنها تأسيس وزارات الشباب والرياضة بكافة المنظومات الحكومية، منذ أكثر من نصف قرن، مع امتداد صلاحياتها نحو حفل الطفولة، بالتنسيق مع وزارات التربية والشؤون الاجتماعية وشؤون المرأة والأسرة إلى  غير ذلك.

    وتسهر الحكومات على فهم مطلبيات وطموحات مراهقي وطنها، من باب محاولة تلبية رغباتهم، بقدر المستطاع أولا، أو على الأقل، من باب تجنب القطعية وسوء الفهم، إذا ما تعذرت هذه التلبية أحيانا. وفي كل الحالات تحاول ترك المجال لفرض الحوار، حتى لا ينزلق المراهق نحو التمرد والثورة ولا هدر طاقاته في الأنشطة الهدامة والعقيمة مجتمعيا...

رجوع إلى الفهرس

 

-        دور الأم و المرأة في الحفاظ على الصحة النفسية / أ.د. أنور الجراية

توطئة : غني عن القول بأن المرأة عماد الحياة الأسرية: فهي المسؤولة الأولى عن حياة الأسرة داخل البيت. وهي الساهرة على حفاظ المنظومة الأسرية على جوها العلائقي. كما تحافظ على تجسيم هوية المجموعة، بالسهر على الطقوس والتقاليد الداعمة، والمميزة لهوية مجموعة الانتماء. وهي المدرسة الأولى للجيل الثاني أو الموالي (ع أ). ولا شك أن أسلوبها في التربية. وعطاءها العاطفي في إثنائها، يبعثان عنصر ثقة الطفل في ذاته. منذ فجر طفولته. ومن ذاك العطاء ينشأ ويتدعم شعور الطفل بانتمائه أسريا ومجتمعيا. مما يساعده لاحقا على الاستكشافات والمبادرات و الاستيعابات وعلى بناء شخصيته و هويته (ع 3).

   ولا يتم ذلك إلا عند شعوره بانتمائه إلى  سلالة أسرية، أي إلى  سلسلة جيلي الأبوين والأجداد، وذلك يطرح قضية ترابط الأجيال. وللأم دور حساس في بعث شعور الطفل بهذا الترابط، بداية بإشعاره بانتمائه إلى سلالة الأب. وهذا أمر يحصل عادة في بداية السنة الثالثة من العمر، بناء على معطيات علم النفس النشأوي (ع أ). وقد يتم ذلك أو لا يتم، حسب أسلوب حضانة الأم، أثناء السنتين الأوليين من نشأة الطفل (ع ر). وان لم يحصل استيعاب دور الأب، وثنائية الأسرة بين ذكور وإناث، أب و أم، أبناء وبنات، فان مسار بنية شخصية الطفل سيختل في أعماقه، ولنا عودة لذلك كما سوف نرى حساسية دور الحضانة الأمومية، أثناء المراحل الموالية، فنستشف أهميته بالنسبة لكل المسار النشأوي. (ع 3)...

رجوع إلى الفهرس

 

-        سلوكيات المراهق [المراهق و علاقاته بأفراد الأسرة التربوية] / أ.د. أنور الجراية

    توطئة : تشكل المراهقة مرحلة ما بين سن الطفولة و سن الرشد. و يتفق أهل الذكر من نفسيين و علماء الاجتماع، على أن أبرزها و بلورتها تم تاريخيا على إثر الثورة الصناعية الأولى. تلك الثورة التي أدت إلى حشد المراهقين بالجامعات أو بالورشات. و ذلك قصد إعطائهم الكفاءات المهنية الضرورية.

    كما يجمع الباحثون على تحديد مفهومها و طيلة مدتها على أسس وفاقية بحتة : فالمراهقة تمتد عمليا من سن البلوغ إلى سن الرشد و ذلك حسب مقاييس وفاقية تقوم على أرقام معدلة إحصائيا.  و تقول على هذا، أن فترة البلوغ تمتد عادة بين سن العاشرة و الثانية عشرة. و على هذا الأساس أيضا نقول بصفة وفاقية، أن مرحلة المراهقة تبدأ في نهاية الثانية عشرة من السن.

كما نعتبره عادة أن سن الرشد أو بالأحرى سن الشباب،  كما يقال بلغة علم النفس الاجتماعي، يبدأ في الثامنة عشرة أو العشرين، حسب الأشخاص و الطبقات المجتمعية. و من هنا نعتبر أن فترة المراهقة تنتهي في سن العشرين تقريبا، في الظروف العادية و السوية. و علينا أن نشير إلى أن سمات فترة المراهقة تختلف بين الأجيال : فمراهقوا الستينيات يختلفون عن نظرائهم من فترة القرن العشرين ...

رجوع إلى الفهرس

 

-        المراهق و الصحة النفسية – الرعاية النفسية التربوية / أ.د. أنور الجراية

توطئة : أدى التطور العلمي منذ بداية هذا القرن إلى  تركيز الاهتمام على العنصر الوقائي في حقل الصحة النفسية للطفل وللمراهق. وساهمت رواسب الحرب العالمية الثانية في التأكيد على أهمية العناصر والهياكل الوقائية للصحة النفسية عموما بكل البلدان المصنعة ومنها الأوروبية ولسن الطفولة والمراهقة على وجه الخصوص.

ومن هنا جاءت الهياكل التنظيمية لتدبير المسار الوقائي في حقل الصحة النفسية وجاءت تجارب المراكز الطبية النفسية و البيداغوجية في المنظومة الفرنسية غداة الحرب العالمية الثانية و انطلقت هذه التجربة بمعاهد التعليم الثانوي وذلك تحسبا من مخاوف واحترازات التلاميذ وأوليائهم عن مراكز الصحة العامة النفسية ومستشفياتها علاوة على حرص بعض الرواد في تشريك الأسرة التربوية في مسار التربية الصحية بالتوازي مع المسار الصحي...

رجوع إلى الفهرس

 

-        التذبذب الأسري و أمراض المراهقة : حالة علي / أ.د. أنور الجراية

توطئة : يشكل المسار النشأوي مرحلة هامة في بناء وإرساء الهوية وشخصية كل فرد منا. ولا شك أن موازنة الحياة الوجدانية منذ الطفولة هي عمه هذا المسار بداية بسنوات الرضاعة وأسلوب العطاء العاطفي أثناءها: فهذا الأسلوب من الحاضنة (أي الأم أو من قد يعوضها في بعض الحالات) يلعب دورا لا يستهان به في توجيه هذا المسار. لان الطفل يقضي سنتين تقريبا تحت تأثير الأم أو الحاضنة ويضع حجر الأساس لبناء موازنته المزاجية بين القلق والضغط النفسي من جهة والانشراح من جهة أخرى منذ الشهر التاسع من عمره. ويتطبع في ذلك وفى أسلوب بداية النطق وبداية المشي بهذه الموازنة أي بأسلوب الحضانة الأمومية في آخر المطاف (1).

      ولا يستوعب الطفل دور الأب والذكر داخل الأسرة إلا لاحقا وفي بداية السنة الثالثة من عمره. يتم ذلك بواسطة تهيئة تربوية لعبت فيها حضانة الأم دورا متميزا. ويستوعب الطفل لاحقا سلسلة من "الثنائيات " تقوم على ثنائية الأسرة بين ذكر وأنثى. أب و أم ابن وبنت، دور أمومي ودور أبوي، مع ضبط انتمائه الجنسي: ابن ذكر و أدوار ذكرية ورجالية أو ابنة أنثى و أدوار أنثوية وكنسائية.

    ومن هنا تتجه قدواته لا حقا: إما النموذج الأبوي للقدوة الذكرية أو النموذج الأمومي كقدوة أنثوية ونسائية.

         وتكتسي مسألة وضوح الأدوار وحدودها أهمية كبرى في بعث عملية الاقتداء لدى الطفل. ومن تقمص الأدوار المناسبة لبناء هويته...

رجوع إلى الفهرس

 

-        المراهق و الامتحانات / أ.د. أنور الجراية

توطئة : تشكل عملية اجتياز الامتحانات عموما مرحلة هامة في حياة كل تلميذ وتلميذة. ويكتسي الأمر صبغة خاصة بالنسبة للامتحانات والمناظرات الحاسمة بل المصيرية عند اختتام إحدى مراحل المسار الدراسي كالإعدادية والتأهيل للحلقة الثانوية أو الباكالوريا بمفهومها المغاربي أي نهاية الحلقة الثانوية و إمكانية دخول الحياة الجامعية.

فتكتسي عملية التحضير والتأهب أهمية بالغة لدى التلميذ ولدى الأسرة التربوية. وتحاط كلمة امتحان بهالة من المخاوف والتصورات مما يدفع التلميذ على شحنه تصاعدية من الضغط النفسي. وقد يشترك المربون من أولياء و أساتذة والتلاميذ عن قصد أو عن غير قصد في تصعيد الوضع

    على ممر الزمن. وقد يتجاوز الأمر الحد فينقلب إلى  الضد. ونفهم من هنا أهمية التهيئة المناسبة والمحكمة على صعيد التلميذ المراهق وعلى صعيد البيئات الثلاث. ولقد ساهمنا منذ سنين بالتعاون مع الأسرة التربوية في تحسيس كل الأطراف توقيا من تلك النتائج العكسية، ومن انعكاساتها على الصحة النفسية فرديا وأسريا ومجتمعيا. فساهمنا في فتح حوار مع المؤسسة التربوية ومع الأولياء وكذلك مع التلاميذ في شكل ملتقيات بالمعهد مع إحدى الفئات للتحاور وتفسير الوضع. ولقد تجمع التلاميذ والأولياء بقاعتين متجاورتين في نفس اليوم على أن ينقسم فريقنا لين المجموعتين لتنشيطها بالتوازي. ويندرج عملنا هذا في نطاق العمل الوقائي والعلاجي للتلميذ المراهق ضمن مصلحة الرعاية النفسية والتربوية والتي سهرنا على تأسيسها منذ أكثر من عشرين سنة. ونقدم هنا ما نقوله عادة للتلاميذ المؤهلين لاجتياز مرحلة حاسمة من دراستهم...

رجوع إلى الفهرس

 

q       النص الكامل / FULL TEXT / TEXTE ENTIER

 

§         المرأة و صحتها النفسية – شعار المؤتمر التاسع للأطباء النفسيين العرب / د. جمال التركي

ملخص : ما بين 30 أيار (مايو) و 2 حزيران (يونيو) عقد اتحاد الأطباء النفسيين العرب مؤتمره التاسع في تونس العاصمة. وبالمناسبة أكدت وزيرة شؤون المرأة والأسرة التونسية السيدة نزيهة زروق على حيوية موضوع العناية بصحة المرأة مشيرة إلى أن رعاية المرأة التونسية تتضمن جهود التثقيف والتوعية إلى جانب تقديم الخدمات اللازمة للمرأة في مختلف مراحلها العمرية.

    شارك في المؤتمر أطباء موزعون على 17 دولة عربية إضافة إلى الأطباء الأجانب المشاركين في

هذه المناسبة العلمية التي تعقد مرة كل سنتين. وتوزعت أعمال المؤتمر على أكثر من 30 جلسة كان أبرزها الجلسات التي خصصت لدراسات الاكتئاب والاضطرابات الوجدانية لدى المرأة. حيث تكون نسبة إصابة المرأة بهذه الاضطرابات ثلاثة أضعاف نسبة إصابة الرجل. من هنا كانت تعددية الجلسات من مختلف وجهات النظر الاختصاصية. من بيولوجية وفيزيولوجية ودوائية واجتماعية... الخ. وتضمنت هذه

المناقشات عروضا لأبرز المستجدات في المجال. ولقد تميزت في المؤتمر جلسة المعلوماتية الطبنفسية. التي شارك فيها كل من جمال التركي (تونس) وأديب العسالي (سوريا) وصوفان زريبي (تونس). وفيها أعلن التركي عن إصداره الصفحة العربية للعلوم النفسية على الشبكة (الإنترنت) والتي تضم معلومات فائقة الأهمية للاختصاصي النفسي العربي في مختلف مجالات التخصص. إذ تضم هذه الصفحة الأبواب التالية:

ا- لائحة البريد النفسي الإلكتروني

2- دليل الأطباء والأخصائيين النفسيين العرب

3- دليل الجمعيات النفسية العربية

4- دليل المجلات والدوريات النفسية العربية

5- دليل المكتبة النفسية العربية

6- دليل المؤتمرات النفسية العربية والعالمية

7- دليل الطالب العربي في العلوم النفسية

8- دليل المشافي النفسية العربية

9- دليل مراكز البحوث النفسية

10- الاختبارات النفسية العربية

11- دليل المريض النفسي العربي

12- الثقافة المعلوماتية

13- منتدى حوار للأخصائيين العرب

14- دليل النشر الإلكتروني العربي

وذلك بالإضافة إلى  صفحات إلكترونية أخرى بالغة الأهمية لتحقيق التواصل بين الأخصائيين العرب وتبادلهم للمعلومات. وكذلك الأمر بالنسبة للطلاب الحرب الذين يجدون في مثل هذه الصفحة إمكانية إضافية من مصادر المعلومات. وعنوان الصفحة هو التاليturky.jamel@gnet.tn كذلك عقدت على هامش المؤتمر ندوة حول الانتفاضة قام خلالها الوفد الفلسطيني بشرح تجاربه على الضحايا و أقاربهم. وعرض لدراسات تتناول أسر الضحايا ومعاناتهم الصدمية. ودار حوار حول التجارب الصدمية العربية المختلفة و إمكانية مقارنتها بتجربة الانتفاضة. وبالمناسبة ألقى الأمين العام المساعد للاتحاد الدكتور عبد الرزاق الحمد قصيدة من وحي الانتفاضة بعنوان "حسناء" كما عرض الدكتور (الكويت) لتجربة العلاج الجماعي بالتدريب على التعامل مع الذات. وتمثل مركز الدراسات النفسية اللبناني (الذي يصدر مجلة الثقافية النفسية المتخصصة) بأعضائه: عبد الرزاق الحمد (السعودية- مدد له في منصب الأمين العام المساعد للاتحاد) وفاروق السنديوني (أوستراليا) ومحمد أحمد النابلسي (لبنان- انتخب عضو مجلس إدارة الاتحاد) و أنور الجراية (تونس) وجمال التركي (تونس) وسليم العنابي (تونس) ومحمد علي الكندري (الكويت) وقتيبة شلبي (الولايات المتحدة). أما فيما يخص نشاط الاتحاد للسنتين الماضيتين فأهم ما جاء في تقرير الأمين العام ما يلي:

- مشاركة أساتذة من السعودية و الإمارات بدعوة من مركز الطب النفسي بجامعة عين شمس بالقاهرة في امتحانات الماجيستر والدكتوراه بالمثل مشاركة أساتذة مركز الطب النفسي بعين شمس في امتحانات الدول العربية الأخرى.

- عقد ندوات علمية ومحاضرات وورش عمل اشترك فيها الأساتذة والاستشاريون العرب من الأطباء النفسيين في أبو ظبي ودبي وسوريا والسودان والسعودية.

- استضافة مصر امتحانات الجزء الثاني للزمالة العربية في مستشفى بهمان نوفمبر 2000.

- استعداد مركز الطب النفسي بجامعة عين شمس لاستضافة حوالي 20 طبيبا مصريا لهذه الامتحانات بالإضافة إلى  حوالي 30 طبيبا عربيا سيوفدون لمصر لأداء الامتحانات. وذلك يمشي مع أحد المبادئ الهامة التي جاءت في قانون الاتحاد في الفقرة الثالثة من المادة الثانية والتي تنص على توحيد الدرجات العلمية ومعادلة الشهادات الاختصاصية وعلى رأسها الشهادة العربية في الطب النفسي.

- إصدار كتب طبنفسية تحت مظلة اتحاد الأطباء النفسيين العرب. فقد أصدر الدكتور طارق الحبيب أستاذ الطب النفسي بجامعة الملك سعود كتابه الأول و أصدرت دكتورة منى الصواف من جدة مع الدكتور قتيبة شلبي من الولايات المتحدة كتابهما الثاني بعنوان الصحة النفسية للمرأة العربية. وهناك تحت الطع كتاب عن الهوية العربية للطب النفسي للدكتور عادل صادق.

- إدماج المجلة العربية للطب النفسي التي يشترك في تحريرها عديد من الزملاء من مختلف الأقطار العربية في « infopsy » وقد لوحظ أن المجلة تستحوذ على قسط هام من ميزانية الاتحاد نظرا لقلة اشتراكات الزملاء الأطباء. ولكن من اللافت للنظر أن مجلة الاتحاد كانت الغائب البارز عن هذا المؤتمر. فلم نعثر عليها وكان من الأولى عرضها وعرض أعداد قديمة منها لتشجيع الاشتراك فيها كما سجل غياب كل من رئيس تحريرها الأستاذ عدنان تكريتي وسكرتير التحرير الدكتور وليد سرحان عن حضور هذا المؤتمر الأمر الذي لفت الأنظار أيضا ومن المفارقات عدم استغلال فرصة تواجد عدد كبير من الأطباء العرب للتعريف بالمجلة العربية للطب النفسي. هذا في حين تواجدت مجلة "الثقافة النفسية المتخصصة" وبعض من "منشورات مركز الدراسات النفسية" للعرض والاشتراك والتعريف وهي بادرة إيجابية من رئيس المركز الأستاذ محمد أحمد نابلسي للتعريف بإصداراتهم كما نشير إلى أن سي دي "المعجم المعلوماتي للعلوم النفسية" للدكتور جمال التركي تم عرضه كمبيوتريا في جناح خاص كامل أيام المؤتمر بجميع إصداراته (الإصدار الكامل- الإصدار الفرنسي العربي- الإصدار الإنكليزي العربي، الإصدار الإنكليزي الفرنسي)، كما تم في اليوم الأخير للمؤتمر عرض وتوزيع كتاب الدكتورة منى الصواف "الصحة النفسية للمرأة العربية". إن عرض هذه الإصدارات في مثل هذه المناسبات يعد أساسيا للتعريف بها ولتشجيع الإنتاج العلمي الطبنفسي الذي نفتقر إليه بصورة لافتة في عالمنا العربي فبقدر ما نحيي كل من الدكاترة: النابلسي، التركي والصواف بقدر ما نستغرب غياب "المجلة العربية للطب النفسي " في مؤتمر اتحاد الأطباء النفسانيين العرب.

 كما عرض الأستاذ الدكتور عادل صادق إلى الأعمال العلمية المرتقبة للاتحاد والمتمثلة في :

- التهيئة لإعداد كتاب الطب النفسي باللغة العربية.

- فكرة كتاب أعلام الطب النفسي العرب.

- كتاب الأطباء النفسيين في العالم العربي.

- نشر تقرير المؤتمر الثامن في المجلة العربية للطب النفسي.

- فكرة إعداد قانون الصحة النفسية العربي الموحد.

- فكرة ندوة خاصة بالطب النفسي القضائي.

- إعداد صفحة ويب خاصة بالاتحاد على شبكة الإنترنت.

- تأسيس الشعب التخصصية.

رجوع إلى الفهرس

 

q       النص الكامل / FULL TEXT / TEXTE ENTIER

 

  • سيكولوجية الانتفاضة في المؤتمر العربي للطب النفسي / د. جمال التركي

ملخص : عقد مركز الدراسات النفسية حلقة نقاشية على هامش المؤتمر التاسع للأطباء النفسيين العرب الذي عقد في تونس مطلع حزيران (يونيو). وذلك تحت عنوان "دور الطيب النفسي في حالات الكوارث ". وشارك في الحلقة ممثلون من مختلف الدول المشاركة في المؤتمر. وافتتح الحلقة رئيس المركز الدكتور محمد أحمد النابلسي بكلمة أشار فيها إلى معاناة الشعوب العربية من الآثار الكارثية الاصطناعية. و أشار إلى أن العدد الأخير من مجلة المركز "الثقافة النفسية المتخصصة" قد صدر بدون (قضية العدد) مشيرا إلى ما ورد في مقدمة العدد 46 من المجلة حيث لم يكن من الممكن تقديم أية قضية على قضية الانتفاضة والمعاناة النفسية المرافقة لها.

الدكتور عبد الرزاق الحمد (السعودية)، الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب وعضو الهيئة الاستشارية للمركز، افتتح الكلمات بقصيدة نظمها حول الانتفاضة بعنوان "حسناء". ثم " أعطيت الكلمة للوفد الفلسطيني حيث تحدث الدكتور بسام الأشهب (مسئول قطاع الصحة العقلية في فلسطين) فرأى أن الآثار النفسية للعدوان الإسرائيلي الممارس بمناسبة أو بحجة الانتفاضة هي آثار متأخرة الظهور. وربما كان هذا التأخير مرتبطا باستمرارية وضعية التهديد أو أنه مؤجل بسبب الأوضاع المأساوية المرافقة لحصار الانتفاضة على الصعد الاقتصادية والصحية والاجتماعية. وهي حاجات عاجلة لتمكين الإنسان الفلسطيني من تأمين الحاجات الأولية، التي تبدو إسرائيل مراهنة عليها كعنصر رئيسي لإخضاع الفلسطينيين.

النابلسي: أعتقد أن فترة حضانة العوارض لم تكتمل بعد، إضافة إلى استمرار وضعية المواجهة. وهي معادلة حالة الاستنفار التي تكلم عليها شيلي. مما يفسر تأخير ظهور الحالات الصدمية. إلا أنه  تجدر الإشارة إلى أن طول فترة الاستنفار ينعكس لاحقا بصدمة أقسى وبعوارض سيكوسوماتية خطيرة. وهذه على الأقل تجربتنا في الحرب اللبنانية.

الحمد: تزداد هذه القساوة مع زيادة الحرمان من الحاجات الأولية المعادلة للحرمان الحسي في حالات غسيل الدماغ. وتعويض هذا الحرمان حاليا أهم من الدعم النفسي.

حازم العيسى (طبيب نفسي فلسطيني): لقد كانت الانتفاضة متوقعة لأنها جاءت بعد ضغوطات غير عادية على الشعب الفلسطيني. لكن ما لم يكن متوقعا كان ردة الفعل الدموية الإسرائيلية، التي واجهت بالرصاص شبابا يتظاهرون بسبب انتهاك شارون لمقدساتهم. وهذه المفاجأة تعكس الميل الإسرائيلي لإلغاء الآخر ماديا ومعنويا. أما على الصعيد العيادي فإننا لا نزال في مرحلة تقديم الدعم الأولي للحالات. ولم نصل بعد إلى تقدر الانعكاسات المحتملة للتعرض للعدوان والتهديد الإسرائيليين على المدى الأبعد. إلا أن ملاحظة هامة تستوقفنا وهي تتعلق بمتوسط أعمار شباب الانتفاضة الذي يبلغ 22 عاما. وبالمقارنة مع متوسط أعمار المشاركين في الانتفاضة الأولى والبالغ 14 عاما نجد أن الجيل الذي صنع الانتفاضة الأولى هو نفسه صانع الانتفاضة الثانية. لكن دراسات وزارة الصحة الفلسطينية تشير إلى تعمد الجنود الإسرائيليين إصابة المنتفضين في الأجزاء العليا من أجسادهم. بما يعكس تبيت نية القتل.

النابلسي: يلفتنا انتماء المنتفضين إلى جيل واحد في كلتا الانتفاضتين. وهذا يدعونا إلى التساؤل عن مفارقات ردود الفعل الصدمية لدى هؤلاء ما بين عمر الـ 14 سنة (مراهقة) وبينها لدى بلوغهم الواحد والعشرين. حيث تنامت لديهم قدرة التعقيل. وهي تشجع سيرورة التجسيد (الإصابة بالأمراض النفس- جسدية). فهل سجلتم مثل هذه الملاحظات؟

العيسى: تشير الدراسات النفسية إلى تنامي القدرة على المواجهة مع استمرار التهديد ومع زيادة القدرة على التعقيل (تجلب معها وعيا أوضح للأخطار. لكن بعض ما يجري في سيرورة الانتفاضة يخرج على مألوف الدراسات النفسية. إذ يصر الشاب على إلقاء حجر على الدبابة وهو موقن لاحتمال استشهاده في هذه المواجهة. وهذا المثال يبين أن الشاب الفلسطيني يعقل الخطر ويدركه إلا أنه لا يرتعب أو يخاف من مواجهته.

النابلسي: ماذا عن دراساتكم في هذا المجال؟ وخاصة لجهة الطابع المميز لمعايشة الصدمات المتنوعة على طريقة مجتمع الانتفاضة الفلسطيني؟

 العيسى: تقوم حاليا بدراسة تتناول أقارب مائة من ضحايا الانتفاضة مقابل 55 كعينة شاهد. ويتوزع الأقارب على ثلاث فئات: ضحايا إصابات بسيطة وضحايا معاقين وشهداء. ويبلغ عدد أقارب الشهداء في العينة 30 شخصا بينهم 5 زوجات فقط. وذلك بسبب صغر متوسط سن الشهداء. وبالرغم من هذه المعاناة الحادة فان قياس العدوانية لدى هذه الفئة من المصدومين كان متدنيا إلى حد ما بعيد. بما يعاكس الصورة التي يعمل الإعلام الإسرائيلي على تسويقها بوصفه للمنتفضين بالعدوانية. بل- تصل هذه الدعاية إلى حد وصفهم بالإرهاب.

النابلسي: ننتظر انتهاء هذه الدراسة لنشرها في مجلة الثقافة النفسية المتخصصة. لكننا نريد توضيحا لخصوصية المعايشة الفلسطينية لصدمات الانتفاضة. وذلك إجابة على وقاحة أحد الباحثين " اليهود الذي اعتبر أن العرب المسلمين يستسلمون لذلك فهم لا يعانون من الصدمة. استكمالا لهذه " الوقاحة نشرت صحيفة أميركية مقالا أشارت فيه إلى أن الأمهات الفلسطينيات يكرهن أولادهن فهل هذا صحيح؟

   د. محمود سحويل: لو طبقنا المعايير المألوفة للصدمة لوجدنا أنها تصيب جميع الفلسطينيين بعد هذه الانتفاضة. فقد تعرضوا دون استثناء لأحداث مهددة لحياتهم. وذلك سواء بطريقة مباشرة أو غير د مباشرة. أضف إلى ذلك صدمات التعذيب حيث تبين دراساتنا أن 85% من المعتقلين في سجون إسرائيل يتعرضون للتعذيب. وعليه فإن انتشار ما يسمى باضطراب الصدمة عقب الرضية له انتشار وبائي في المجتمع الفلسطيني. ولقد قمنا بإنشاء فريق للتدخل في أوقات الأزمات. واعتمدنا فيه مبدأ تدريب المتعاملين مع المصدومين. ففي حالة الانتشار الوبائي لا يمكن تأمين عدد كاف من الاختصاصين النفسيين. وفي تقديرنا أن هناك نسبة 60% حاليا من الفلسطينيين المحتاجين للمساعدة النفسية الاختصاصية. بما يتخطى قدراتنا وببرهن أن ما قيل عن الاستسلام لا مجال له في حالتنا.

   الأشهب: نود أن نميز بين الصدمة الشخصية الذاتية والصدمة المعنوية. وشباب الانتفاضة يدافعون عن مقدساتهم و أرضهم وكرامتهم. ومن هنا فان لديهم مقدار كبير من الإيثار. بمعنى أنهم يؤثرون هذه الأهداف السامية على أشخاصهم فيضحون بأنفسهم. وهكذا فان البعد المعنوي للكارثة هو الذي يدفع بهؤلاء الشباب لمقاومة الدبابة بالحجر.

النابلسي: هذا الطابع المعنوي للكارثة المتوقعة يبلغ مداه في حالة القدس الشريف. وأرى في تعقيب الدكتور الأشهب شرحا علميا منطقيا وافيا للرد على تهمة كره الذات والاستسلام. وهو رأي واجب التعميم عبر الإشارة إلى البعد المعنوي في كافة دراسات الصدمة العربية. وأود أن استغل فرصة حضور أحد كبار أطبائنا العرب في الخارج وهو الدكتور قتيبة شلبي لهذه الندوة. بان نستمزجه الرأي حول التجارب الصدمية العربية. حيث الانتفاضة والحرب اللبنانية التي تحولت إلى الأزمات ومعها تحولت، العوارض الصدمية إلى الوساوس المرضية. وفي الكويت تجربة علاج تدريبي عنوانها "التعامل مع الذات". كما أود الإشارة إلى ضيفتنا التونسية في هذه الندوة وهي الماجدة حرم المرحوم البروفسور سليم عمار التي اهتمت بمأساة الأطفال العراقيين خصوصا. وما نريده من الدكتور شلبي هو أن يتناول التجارب العربية المعروضة في هذه الندوة بالنقد والتقويم. وليتفضل الدكتور الكندري بعرض التجربة الكويتية.

الكندري: واجه المجتمع الكويتي حالة هلع جماعية وكانت نظرية التعامل مع الذات ناجحة في علاج هذه الحالة. والنظرية مستمدة من مبادئ العلاج الواقعي لواضعها ويليام غلاسر الأميركي. حيث جرى تعديلها وفق البيئة الكويتية على يد الدكتور بشير الرشيدي. وخلاصتها قدرة الفرد على الاختيار. و إقناعه بملكية هذه القدرة من خلال ثلاثة مفاتيح أو محاور. الأول أن الإنسان هو الذي يختار ردود فعله ويقدر على التحكم بها (حيث الإنسان يتحكم بردود فعله الشخصية ويعجز عن التحكم بردود فعل الآخرين). أما المحور الثاني فهو تدعيم قدرة محبة الذات وقبولها (أي تدعيم قبول الذات والعمل على تنمية تقدير الذات) أما المحور الثالث فهو التدرب على كيفية تطبيق هذه المبادئ (عبر التدرب على هذه الممارسة بوضع أهداف يختارها كل فرد وفق حالته الخاصة).

الجلبي: أود هنا أن أشير إلى قربي من التجربة الصدمية لحرب الخليج. فخلال هذه الحرب كنت أعمل في السعودية في مستشفى على علاقة مباشرة مع الأطباء النفسيين الأميركيين العاملين في مجال الصدمة في المنطقة. وقمت معهم بزيارات منها زيارة للسفير الأميركي في السعودية. حيث جرى الحديث عن الموضوع. أيضا أتيح لي الاطلاع على العديد من الدراسات التي تناولت حرب الخليج. ومنها الدراسات الأميركية في الكويت. وبعض هذه الدراسات هويل بكل المقاييس العلمية. بل إنه بدون أية قيمة علمية. حيث بدا لي أن هذه الدراسات تستقي معلوماتها عن الديوانيات (مجالس لقاءات اجتماعية). وذلك على عكس دراسة يونانية نشرت منذ سنتين وامتازت بالجدية الفائقة. وعليه فإن علينا أن نمحص في الدراسات المعدة حول أزمة الخليج وان نصنفها. وبالعودة إلى طريقة التعامل مع الذات. فان طريقة غلاسر، وهي منبعها النظري، طريقة مستخدمة ومعروفة. وهي تحتاج فعلا إلى التعديل لتلائم المجتمع العربي الإسلامي. واعتقد بصلاحيتها للخليج خصوصا.

سعاد متولي (فلسطين): أعتقد بوجود فوارق بين تجربة الانتفاضة وتجربة الخليج. ففي حالة الانتفاضة نشهد صدمات تراكمية مستمرة مع استمرار التهديد. وعليه فإننا لم نصل بعد إلى حالة ما بعد الصدمة. وهي حالة نصل لها بعد توقف التهديد وعندها نستطع تقويم العوارض والمظاهر المرضية. وبانتظار ذلك فان تحديد الفوارق يبقى مؤجلا لأنه لا ينبع فقط من البعد المعنوي بل أيضا من خصوصية الكارثة.

النابلسي: يمكن هنا الاستفادة من التجربة اللبنانية التي لم تكن تراكمية بل كانت أيضا متنقلة مكانيا ومعنويا. بمعنى أن تعريف العدو المفترض كان يختلف مع الوقت على مدى العشرين عاما التي استغرقتها الحرب اللبنانية.

وسيم السلامي (طبيب نفسي تونسي): لي تعليق على التعامل مع الذات. حيث أجد من الضروري أن يكون المعالج الداعم قريبا إلى ذات المصدوم. كما أرى أن العلاج الجماعي بتسجيل الحوارات والتجارب (في حالات الكارثة الجماعية) ومن ثم تحليلها أكثر فائدة من التدريب على خطة سلوكية لا تراعى ذاتية التجربة.

   الكندري: لقد اعتمدنا هذه الطريقة بسبب سرعتها وفعاليتها بحسب تجربتنا. ولا شك أننا نجر نوعا من التحليل الرجعي لذاتية كل حالة عبر متابعتنا الطويلة الأمد. للمعالجين بهذه الطريقة. وهي تجري بصورة دورية ومن ثم بعد عام على التدريب.

   الصاحب (فلسطين): أود العودة إلى الانتفاضة كي أشير إلى أنها لم تحن صدمة متوقعة. بل هي جاءت بعد فترة من الاسترخاء الفلسطيني، فلما جاءت الانتفاضة والاعتداءات الإسرائيلية المصاحبة لها كانت من نوع الصدمة المفاجئة. وهذا الطابع الفجائي يدعونا للتأكيد على وجود ردود فعل نفسية واضطرابات منتشرة. دون أن نكابر ونتجاهل هذه الاضطرابات بحجة اكتساب المناعة ضدها عبر دورات العنف الإسرائيلية.

   الأشهب: هنالك اختلاف نظري حاد لنن موقف يعتبر التجربة الشدية بمنزلة التدرب على مواجهة الشدائد المستقبلية وبين موقف يقول بتراكم الشدائد وانفجارها لاحقا. وبين الموقفين موقف سياسي يراوح بين التكتم على المعاناة من أجل الحفاظ على المعنويات. وبين عرض المعاناة لجلب التعاطف الخارجي. وبين هذه المواقف فإن مهمة الطبيب النفسي هي تقديم العون لمن يحتاجه ويطلبه مع ترك الهامش اللازم للسياسة كي تقوم بدورها.

   جمال التركي (طبيب نفسي- تونس): بعد هذه المناقشات أرى من الضروري العمل على تكامل التجارب العربية المختلفة لإرساء استراتيجية عربية لمواجهة الكوارث المستقبلية. خصوصا بعد ما أشار له أستاذنا الدكتور شلبي من ضرورة مراجعة ونقد العديد من الدراسات والاقتراحات العلاجية المنشورة حول هذه التجارب.

   الصاحب: أخشى أن تعني هذه الدعوة ترك العناية بالانتفاضة وراهنيتها لحساب خطة تكامل تظهر بعد عدة سنوات. فما هي الفائدة من هذه الخطة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يعانى من فقدان أمنه؟.

   النابلسي: اعتقد أن مراجعة ما قيل في هذه الجلسة يتفق على نقطة استمرارية التهديد في فلسطين وفي العديد من الدول العربية. وإذا كانت الدعوة لإنتاج استراتيجية عربية للأزمات لا تخدم الانتفاضة الراهنة فإنها قد تخدم الانتفاضة التالية. وربما خدمت في مواجهة ما هو أقبح من النوايا الإسرائيلية العدوانية بحق الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما. إذ أنه من الخطأ الظن أن الأطماع الإسرائيلية تقف عند حدود قمع الانتفاضة.

أعقب الندوة الاتفاق على مجموعة توصيات أعلنها الأستاذ المبرز أنور الجراية (تونس) عضو الهيئة الاستشارية للمركز ومجلته. وتمثلت بما يلي:

1-     العمل على تشكيل فريق من الأطباء النفسين العرب لدعم اخوتهم في فلسطين وتقديم المعونة إلى المعانين من العدوان الإسرائيلي.

2-     الطلب إلى الزملاء الفلسطينيين بموافاة المركز بمسح شامل لآثار الصدمة النفسية الناشئة عن الاعتداءات الإسرائيلية.

3-     إرسال الدراسات والإحصاءات ودراسات الأثر المتوافرة لدى الزملاء الفلسطينيين حول صدمات الانتفاضة لنشرها في مجلة الثقافة النفسية المتخصصة.

4-      تعميم الشروحات التي قدمها الزملاء الفلسطينيون في هذه الندوة عبر وسائل الإعلام في مختلف الدول المشاركة في الندوة.

5-     العمل على إجراء المقارنات الرجعية بين مختلف التجارب الصدمية العربية. وذلك على طريق تحديد استراتيجية تراعي الخصوصيات العربية لدى التصدي لعلاج الصدمات النفسية المتأتية عن كوارث اصطناعية جماعية.

6-      تخصيص عدد من أعداد المجلة لاضطرابات الصدمة النفسية. يضم بحوثا تغطي مختلف التجارب الصدمية العربية.

رجوع إلى الفهرس