مجـــــــــلات 

 

 

الثقافـة النفسيـة المتخصصــة

تصدر عن مركز الدراسات النفسية و النفسية-الجسدية

العدد الخمسون – المجلد الثالث عشر – نيسان / أبريل 2002

www.psyinterdisc.com

 كامل العدد

http://www.arabpsynet.com/Journals/ICP/ICP50.pdf

https://drive.google.com/file/d/1-pHTTZfnnhRVlq6zx3kIDVswxVYRgjbF/view?usp=drivesdk   

 

الافتتاحية

http://arabpsynet.com/paper/conspapierdetail.asp?reference=8942

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         عزيز القارئ

§         قضية حيوية

§         علم النفس حول العالم

§         الندوات و المؤتمرات

§         اختبار العدد

§         مكتبة الثقافة النفسية

§         محور العدد : سيكولوجية أطفال الانتفاضة

o         خصوصية الضغوط الناجمة عن وضعية الانتفاضة / محمد أحمد النابلسي

o         قراءة في سيكولوجية طفل الانتفاضة / فيصل محمد خير الزراد

o         تصور خطة لعلاج الأطفال الفلسطينيين من كافة أشكال العدوان الإسرائيلي / خطة اجتماع خبراء المنظمة العربية للتربية و العلوم والثقافة / قطر

§         متابعات الانتفاضة

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         سيكولوجية الإنتفاضة

 

    تستمر تضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناته الصدمية الناجمة عن تعرضه للأخطار والتهديدات الإسرائيلية. التي بات تكرارها يشكل صدمة توقعية دائمة ومستمرة. وهذه المعاناة تستمر بمعزل عن كل الآراء والنظريات والمواقف السياسية المطروحة. بل ربما اجتمعت الظروف السياسية المحلية والعالمية كي تؤمن التغطية لميول شارون المجرمة.

مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية اللبناني كان مساهما" رئيسا" في دراسة هذه المعاناة الفلسطينية من النواحي الصحية والنفسية. وكان من واجب المركز نشر هذه المساهمات كي تعم فائدتها. حيث رأى رئيس المركز الدكتور محمد احمد النابلسي نشرها في مجلة المركز " الثقافة النفسية المتخصصة". فهذه المجلة تصل إلى أعداد  لا بأس بها من المتخصصين والمهتمين. بما يسمح بتخطي مشاكل توزيع الكتاب العربي وإشكالياته. خاصة وأن هذا العدد هو العدد الذهبي للمجلة ( الخمسون). وهو صدر بعنوان " سيكولوجية الانتفاضة.

ولعله من المفيد هنا التذكير بدور المركز في دعم الجوانب النفسية في الانتفاضة. حيث الضجة المصاحبة لحوادث الثلاثاء كادت تبتلع الحوادث العالمية ومنها الانتفاضة. بل ربما كان ذلك اليوم ذريعة لزيادة توزيع جرع العدوانية في النزاعات المناطقية و إذكاء هذه الصراعات. حيث توزع التهديدات يمنة ويسرة تحت شعار الجرح الغائر المتخلف عن الثلاثاء الأميركي. ومن مساهمات المركز:

1.      النشر الصحفي : لعل خبرة المركز في الصراع اللبناني الإسرائيلي قد ساعدته على التحرك بصورة فعالة في عرض المعاناة المرافقة لإنتفاضة الشعب الفلسطيني. ولقد قام أعضاء من المركز بنشر البحوث والمقالات العديدة في وسائل الإعلام الواسعة الإنتشار وغير المتخصصة. في محاولة لخلق وعي عام بالجوانب النفسية للإنتفاضة.

2.      ندوة الانتفاضة في تونس: دعا المركز غلى ندوة حول الانتفاضة على هامش مؤتمر اتحاد الأطباء النفسيين العرب الذي أقيم في تونس نهاية مايو 2001. حيث شارك في الندوة أطباء من مختلف الدول المشاركة في المؤتمر. وكانت الندوة مناسبة للأخصائيين الفلسطينيين لعرض تجاربهم ومعاناة جمهورهم وحاجاته للدعم وللرعاية. ومن المداخلات الهامة والمعبرة نذكر مداخلات كل من الدكاترة بسام الأشهب وحازم العيسى. وفي حينه اهتم أعضاء المركز بنشر تقرير مختصر عن هذه الندوة كل في البلد الذي يقيم فبه. كما كانت مجلة المركز قد نشرت تقريرا" مفصلا" عن هذه الندوة.

3.      لجنة خبراء الأليكسو في قطر: حيث دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لجنة الخبراء لعقد اجتماعها في الدوحة أواخر فبراير الماضي. وخلصت اللجنة إلى ضرورة إنشاء مراكز للعلاج النفسي للصدمات الناجمة عن كافة أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأطفاله بصورة خاصة. لكن تسارع الأحداث وتصاعد وتيرة العدوان جعل هذا التصور للخطة ناقصا" بما يقتضي تطويره في اجتماع قادم للمنظمة سيعقد قريبا" في العاصمة الأردنية عمان.

4.      مقابلات تلفزيونية حول الانتفاضة: شارك اختصاصيون من المركز في مجموعة برامج وندوات عرضتها الفضائيات العربية بخصوص الإنتفاضة. ولقد شارك رئيس المركز د. النابلسي في العديد من هذه النشاطات ومنها اليوم التلفزيوني الطويل بمناسبة بلوغ الإنتفاضة سنتها الأولى. وفي اليوم الذي عرض للحاجات الصحية للفلسطينيين بمناسبة حصار مخيم جنين.

5.      البحوث والمقالات : حيث أعلن المركز مبكرا" عن تقديمه المساعدة للباحثين في هذا المجال وقبول نشر بحوثهم في منشورات المركز. كما شجع المركز باحثيه على الاتصال بالباحثين الفلسطينين وتبادل الخبرات معهم. حيث تنشر المجلة في هذا العدد منتخبات من هذه البحوث.

6.      محتويات ملف " سيكولوجية الإنتفاضة " : يحتوي هذا الملف على تقرير مفصل حول تصور لجنة خبراء الأليكسو في اجتماعها بالدوحة. وبالإضافة للتقرير يحتوي الملف على المواضيع التالية:

-        خصوصية الضغوط الناجمة عن وضعية الانتفاضة.

-        سيكولوجية طفل الإنتفاضة.

-        سفاحو الانتفاضة في جبل المطهر.

-        انعكاسات الثلاثاء الأسود على الانتفاضة.

-        إسرائيل ساحرة عجوز تتجمل.

-        عنوان موقع إنترنت للتوقيع على إجرام شارون.

-        الانتفاضة إلكترونيا" / مجموعة عناوين إلكترونية خاصة بالانتفاضة.

-        أطفال الحجارة/ أول لعبة إلكترونية عربية.

-        مركز جنين للدراسات الاستراتيجية.

-        أخبار مجزرة جنين.

     كما احتوى هذا العدد على الأبواب الثابتة ومنها: علم النفس حول العالم واختبار العدد / الذاكرة والندوات والمؤتمرات وعروض الكتب النفسية. أما قضية العدد فكانت بعنوان : " صورة العربي في المتخيل الغربي". يقع العدد في 150 صفحة من الحجم الكبير وهو صادر عن المركز ومقره في طرابلس / لبنان.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         عزيزي القارئ

التهديدات المحيطة بوطننا العربي تتجاوز توقعات الكارثة إلى تأكيدات حصولها. فتهمة الإرهاب التابعة لحوادث الثلاثاء الأميركي. وقبلها صدام الحضارات وقبلهما الحكم بعدم جدارتنا بالتحكم بثرواتنا الطبيعية. وسابق كل هذه الطروحات الاستعمارية وصورة العربي المشوهة من قبل المستشرقين ومعها اعتبار كل مسلم عربي وكل عربي مسلم. كلها تتضافر لتجعلنا مستهدفين لقاء تهم جاهزة و موضبة تبرر استباحتنا. وهي الاستباحة التي بدأت في فلسطين ولن تنتهي بها. هنالك حيث اغتيال الأطفال تحول إلى مسألة يومية عادية. وحيث الموت يتحول إلى أمنية وملاذ يداري العجز أمام جبروت القوة الإسرائيلية وبطش شارون المسكوت عنه بتجاهل دولي.

هذا العدد لا يمكنه تجاهل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان العربي ولصدماته المادية والمعنوية. التي بدأت بتدنيس الأقصى كرمز ديني والتي لا نعرف حدودها القادمة. وكنا نريد لهذا العدد الذهبي (الخمسين) أن يكون خاصا مميزا فكانت هذه الخصوصية وهذا التمييز مأساويين. فقد استمعت من الزملاء الفلسطينيين إلى مشاهدات عيادية واجتماعية يقشعر لها البدن. فخلال اجتماع لجنة الخبراء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو) روى لنا الزملاء معايشات رضية فائقة الحدة. حيث ننقل تقرير هذه اللجنة في هذا العدد. ومعه كان تخصيص ملف عددنا لموضوع "سيكولوجية أطفال الانتفاضة" الذي ضمناه بعض المقالات الخاصة بأطفال الانتفاضة إلى جانب التقرير المشار إليه أعلاه. وتطرقنا إلى صورة العربي التي تزيدها الصهيونية تشويها. وهذا يكمل قضية هذا العدد المعنونة "صورة العربي في المتخيل الغربي " بقلم الدكتور محمد لطفي اليوسفي. كما تطرق الملف إلى الصورة الهوامية للعدو الصهيوني. وشارك في الملف الدكاترة: سمير قوتة (فلسطين) ومحمد احمد النابلسي ا لبنان) وسامي أبو اسحق (فلسطين) وعبد محمد عساف (فلسالين) وسميح ديب (سوريا) وفيصل محمد خير الزراد (الإمارات) ورئيس دائرة التربية في المنظمة الأستاذ محمد عطيات.

هذا ولا تخلو بقية أبواب العدد من الآثار الكارثية العربية. إذ خصص باب الندوات والمؤتمرات لعرض دورتي طرابلس و النبطية للتدريب على علاج ضحايا العدوان الإسرائيلي. إضافة إلى ندوة الإعلام الأمني التي أقامتها أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية. أما مكتبة العدد فتعرض للكتب التالية: الثلاثاء الأسود- خلفية الهجوم على الولايات المتحدة وقرار انتصار- (رواية نفسية) والتحليل النفسي ماضيه ومستقبله والعنف ضد المرأة.

ويختص اختبار العدد بامتحان القدرات التذكرية في مجال الطب النفسي وهو من تعريب الزميل محمد الزراد.

و ننهي هذه الافتتاحية بطلسم لعنة من الكوميديا الآلهية لدانتي إذ يقول: "المتكبرون يطوفون وفي أعناقهم أوزار تجبرهم على إحناء رؤوسهم، والحاسدون تلتصق أجفانهم فلا يرون شيئا. والغاضبون يغمرهم دخان كثيف، والكسالى يسيرون دون توقف، والبخلاء والمسرفون منبطحون أرضا، والشرهون يتضورون جوعا وحلوقهم جافة من شدة العطش... " وبعد هدا الطلسم نقول إن أطفال الانتفاضة المغتالين، من محمد الدرة إلى فارس عودة، هم وحدهم الذين يحددون المتكبرين والحاسدين والغاضبين والكسالى والبخلاء والمبذرين وكذلك الشرهين. ولتحاول عزيزي القارئ أن تتواصل مع هؤلاء الأطفال فتحاول اكتشاف أصحاب هذه الصفات؟.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         قضية حيوية : صورة العربي في المتخيل الغربي / د. محمد لطمي اليوسفي

    عمد الباحث الفرنسي جورج روماي Gorges Romey المتخصص في التحليل النفسي في معجمه الضخم "معجم الرمزية « Dictionnaire de la symbolique » الصادر بباريس سنة 1995 عن دار ألبان ميشال إلى تحليل الملفوظات التي عليها مدار أحلام اليقظة لدى اكثر من ثلاثمائة شخص وقام بنمذجة تلك الألفاظ ووزعها أصنافا، منها ما يخص الألوان والمعادن والحيوانات والأعشاب، ومنها ما يخص الإنسان وأعضاء الجسد والكواكب والأشكال، وقام بتبين الدلالات التي يحيطها بها المتخيل الفرنسي والمتخيل الغربي عموما. ووصل إلى نتيجة تخص صورة الشرق وصورة العربي في ذلك المتخيل.

    جاءت صورة الشرق التي تبين جورج روماي ملامحها متطابقة مع ما كشفه ادوار سعيد في كتابه الاستشراق حيث بين أن الخطاب الاستشراقي الغربي ظل يعتبر الشرق عالما حسيا شهوانيا. وهي صورة مخترعة لونت رؤية العديد من المستشرقين من أمثال جيرار دي نرفال Gerard de Nerval ورافائيل بتي Raphael Patai وجوستاف فلوبير، Gustave Flaubert الذي وصل إلى حد اعتبار "المرأة الشرقية مثل الآلة تماما: إنها لا تفرق بين الرجل وغيره من الرجال". وهذا ما جعل ادوار سعيد يجزم بأن العلاقة بين الشرق والغرب في التصور الاستشراقي كانت دائما علاقة ذات بعد جنسي، بموجبها يوضع الشرق في مقام الأنثى العذراء المتمنعة. ويكون الغرب هو الفحل يمارس عليها سطوته وقوته الذكورية. وهذا بالضبط ما يؤكده جورج روماي: أن صورة الشرق باعتباره عالما حسيا شهوانيا ضاربة بجذورها عميقا في صميم المتخيل الغربي وما ابتناه من رموز وتشخيصات في رحلة تعرفه إلى الآخر الشرقي المختلف. وهي تمتلك سلطة الأنماط العليا وتعمل عملها...

الرجوع إلى الفهرس

§         علم النفس حول العالم / رمزية نعمان – سناء شطح – نشأت صبوح

o        تحديد جزء في المخ يفرق بين عبقري الرياضيات و الضعيف فيها

o        "ردكود" يستعد لمهاجمة البيت الأبيض

o        اثنان من كل خمسة طلاب أميركيين يتعاطون المخدرات

o        رؤية نفسية لمسألة تعدد الزوجات / د. لطفي الشربيني

    مقدمة : "يعتبر موضوع تعدد الزوجات من الأمور المثيرة للجدل، والتي ترتبط في الأذهان بكثير من المفاهيم والأفكار والانفعالات النفسية للمرأة والرجل على حد سواء، ولم تعد هناك حاجة إلى المزيد من الدلائل على أن هذا الموضوع قد أصبح في مقدمة اهتمامات الناس في المجتمع المصري والمجتمعات العربية بعد أن تابع الجميع العمل التليفزيوني الذي لا أعرف تصنيفه الفني بين المسلسلات إذا ما كان وصفه انه اجتماعي أو كوميدي أو درامي، والذي أثار المناقشات والجدل على نطاق واسع في مختلف الأوساط نظرا لمشاهدته بصورة مكثفة عند عرضه، ونظرا لموضوعه وهو تعدد الزوجات، وما يتعلق به من حساسيات بالنسبة للزوجات والأزواج أيضا، وذلك بالإضافة إلى جوانب هذا الموضوع الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والشرعية، وكذلك الجوانب النفسية في مسألة تعدد الزوجات، والتي هي موضوع اهتمامي بحكم عملي في مجال الطب النفسي، والتي نعرضها هنا بإيجاز، ونبدأ

بالنقاط التالية كمدخل إلى الموضوع:

    الاهتمام بالحديث والجدل الذي يدور حول تعدد الزوجات حاليا هو تحريك لقضية قديمة لها أهميتها للرجل والمرأة على حد سواء، وليست مصادفة أن تطفو على السطح حاليا وتمثل مسألة جادة  يجب أن تكون موضع اهتمام ومناقشة موضوعية حتى وان ارتبطت في الأذهان بالطرائف والإيماءات والابتسامات...

 

 

o        الدماغ بين الجينات تحدد سلوكنا و الفروق التي تميز شخصياتنا

o        محاذر طبية : أمراض القلب و جلطات المخ تبدأ من الأسنان!

o        نقص هرمون الذكورة وراء سلوك التصابي : الرجال أيضا يعانون منسن اليأس ... و العلاج متوافر!

    مقدمة : الرجال أيضا يعانون من سن اليأس أكدت ذلك دراسة منشورة في العدد الأخير من المجلة الطبية البريطانية، جاء فيها أن الرجال فوق سن الخمسين، يعانون من الأعراض الملازمة لسن اليأس لدى النساء، كالكآبة والتوتر العصبي وضعف التركيز الذهني وفقدان الرغبة في العمل وهبوط النشاط الجنسي، إضافة إلى نوبات التعرق الغزير والشعور بالاحترار. سبب ذلك في تقدير دراسة المجلة الطبية المرموقة انخفاض مستوى هرمون الذكورة في جسم الرجال مع التقدم في السن. ويطلق على الهرمون الذي تفرزه الخصية اسم "تيستوستيرون"، وتزداد حدة أعراض سن اليأس لدى الرجال المرموقين الذين يتميزون عادة بارتفاع نسبة الهرمون في أجسامهم فترة الشباب، ويؤدي انخفاضه إلى نزعات التصابي وولع الكهول المفاجئ في ارتداء ملابس الشباب وتقليد تسريحة شعر المراهقين. لكن يمكن للعلاج الهرموني في رأي الدراسة الطبية شفاء ملايين الرجال الذين يعانون بصمت من أعراض سن اليأس. وقد يخفف الأعراض على غرار العلاج الهرموني الشائع استخدامه حاليا لعلاج سن اليأس لدى النساء...

أمل جديد لعلاج العقم

 

o        في بحث علمي جديد  المشاركة المنزلية تنمي الثقة و الاعتماد على النفس و التعاون

o        الجري يقوي الذاكرة و يزيد الذكاء

o        فريق لبناني يكتشف الجينة المسؤولة عنه "نورمان أناكسيا" أصابته نادرة في العالم و الأعلى في لبنان.

 

§         الندوات و المؤتمرات : دورة تدريبية حول العلاج الواقعي

    مقدمة : في إطار التعليم المستمر في مركز الدراسات النفسية و النفسية الجسدية أقام مكتب الإنماء الاجتماعي في الديوان الأميري/الكويت بالتعاون مع جامعة المنار/مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي الحلقة الأولى من الدورة التدريبية المخصصة لتعليم العلاج الواقعي وفق أسلوب التعامل مع الذات. و ذلك برعاية دولة الرئيس عمر كرامي

    رأى الرئيس عمر كرامي أن الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب اللبناني تجاوزت بكل أبعادها كل الحدود، و أكد أن المعاناة في طرابلس و الشمال تفوق كثيرا المناطق اللبنانية، و جدد مطالبته بالإنماء المتوازن في المناطق المحرومة، و أشاد بالمساعدات الكويتية لا سيما تلك الصامتة و التي طالت بناء المستشفيات…

الرجوع إلى الفهرس

 

§         ضمن برنامج عمل الأكاديمية للعام المنصرم : اختتام أعمال الدورة التدريبية – أسس إعداد البرامج الإعلامية للتوعية الأمنية – موضوعات هذه الدورة تتعلق بأهم القضايا التي نعيشها في عالمنا العربي

    مقدمة : ضمن برنامج عملها للعام المنصرم نفذت أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية كامل برامجها العلمية وفق جدول زمني محدد و بطرح علمي هادف .. و حضور عربي من مختلف أرجاء الوطن العربي .. فقد اختتم سعادة رئيس أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية أ.د. عبد العزيز بن صقر الغامدي أعمال الدورة التدريبية التي نظمها معهد التدريب بالأكاديمية و موضوعها (أسس إعداد البرامج الإعلامية للتوعية الأمنية) و شارك في هذه الدورة التي استمرت أسبوعين اثنان و ستون متدربا من عشر دول عربية هي المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، الجمهورية العربية السورية، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، و جمهورية مصر العربية…

 

§         اختبار العدد  : قياس الذاكرة في مجال الطب النفسي مقياس الذاكرة / أ.د. فيصل محمد خير الزراد

    مقدمة : إن معظم الدراسات الطبية والنفسية والفسيولوجية والبيوكيميائية اهتمت بدراسة الدور الذي تلعبه الخلايا العصبية في عملية الاكتساب والتعلم وفي عملية الاحتفاظ والتذكر والنسيان، وتبين للباحثين والعلماء في هذا المجال أن هذه العمليات تتأثر بالعامل الوراثي وبعامل الاستعداد إلى جانب عوامل البيئة والاكتساب، وإنها تبدأ في المستوى الحسي- الإدراكي، أي في المستوى الفسيولوجي الحسي الإدراكي لتنتهي إلى المستوى العقلي والنفسي وتكوين خبرات لدى الفرد، وثبات هذه الخبرات في الذهن، كما تبين لهؤلاء الباحثين أن الذاكرة كمفهوم (Memory) تفترض وجود عملية التعلم والاكتساب(Learning) ، والتعلم كما نعلم هو تغير في خبرات الفرد بسبب تلقيه خبرة معينة، أو هو خبرات تؤدي إلى تغير في السلوك، ونحن إذا اعتبرنا بأن مواقف الحياة التي تحيط بالفرد متغيرة، ومتبدلة من حوله، وان الفرد لا يكرر تماما ما تعلمه في نفس المواقف فان الفرد يستفيد من تجاربه وخبراته السابقة في توافقه مع مواقف الحياة المختلفة. وعملية التعلم وتكوين الخبرات تتطلب ثبات المادة المتعلمة أو ثبات هذه الخبرات في الذهن، وحتى يستفاد منها وقت الضرورة، وثبات هذه المادة يعتمد على عدة عوامل مثل الانتباه، والتركيز، والفهم، والدافعية للتعلم، ومدة التعلم- ونوع المادة المتعلمة، والوضع الصحي والنفسي والعقلي للفرد، ودور المكافأة والتعزير، وتكرار هذه المادة في مواقف الحياة.. الخ. وكذلك فان عملية الخم وثبات المادة المتعلمة في الذهن يتطلب الاحتفاظ بالمادة المتعلمة (Retention) وعملية الاحتفاظ هذه تتأثر بدورها بمجموعة عوامل مثل طريقة التعلم أو الاكتساب، والأمراض، و إصابات الدماغ، وتعاطي العقاقير.. الخ و يلي عملية الاحتفاظ بالمادة المتعلمة قدرة الفرد على استدعاء(Recalling) هذه المادة المتعلمة وتذكرها في المواقف التي تتطلب من الإنسان ذلك، لهذا كان من الضروري أن تكون خبرات الفرد وما تعلمه في حياته على قدر من الثبات في الذهن و إلا لن يستطع الفرد تذكر ذلك، لهذا يعتبر الباحثون في مجال الذاكرة بأن مثل هذه العمليات الثلاث أي التعلم، والاحتفاظ، والتذكر أو الاستدعاء تشكل في مجموعها ما يسمى بعناصر الذاكرة وفي مجال الطب النفسي نجد بأن العديد من مرضى الأمراض النفسية والعقلية، والمدمنين، والحالات التي تحول من القضاء أو البوليس أو النيابة العامة وغيرها إلى اللجنة الطية النفسية بالإضافة إلى حالات الحوادث والإصابات وما تؤدي إلى إصابة الذاكرة جزئيا أو كليا تحتاج كلها إلى قياس لذاكرة الفرد وذلك لتحديد مستوى الذاكرة ونسبة الإصابة أو العجز التي لحقت بالذاكرة هذه بالإضافة إلى حالات مرضية مثل الهذيان وضعف الذاكرة  (Delirium) وحالات(Dementia) ، والافازيا(Aphasia) ، وحالات ذهان كورساكوف (Korsakoff's psychosis) ومرضى باركنسون (Parkinson's disease ) ومرضى هنتنجتون (Huntington's disease)، وحالات الامنيزيا (Amnesia) وغيرها.. تحتاج كلها إلى قياس ذاكرة المريض بشكل دقيق وموضوعي، وهناك معايير تشخيصية صادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص اضطراب الذاكرة (DSM IV).

الرجوع إلى الفهرس

 

q     مكتبة الثقافة النفسية

§         العنوان: الثلاثاء الأسود- خلفية الهجوم على الولايات المتحدة

المؤلف: محمد أحمد النابلسي.

الناشر: دار الفكر/ بيروت- دمشق.

عرض: حميد الخالدي.

    مقدمة : للوهلة الأولى يبدو كتاب الثلاثاء الأسود: خلفية الهجوم على الولايات المتحدة للدكتور محمد أحمد النابلسي المكون من عدد من المقالات التي سبق نشرها في الصحافة اليومية عملا عاديا على غرار فيض الكتب التي صدرت بعد تفجيرات 11- 9- 2001 ولكن القراءة المتأنية والمعمقة له تنسف الاعتقاد الأول وتدخل القارئ في لجة الواقع الأميركي كما هو من خلال القراءة المنطقية والشواهد الثابتة والتحليل العلمي الموضوعي.

    الكتاب المكون من خمسة فصول واكثر من ثمانية وعشرين عنوانا فرعيا يمكن أن يكون كل واحد منها موضوعا لكتاب مستقل يكشف منذ العنوان الأول فيه عن قدرة كبيرة لدى الكاتب على رصد ومتابعة الواقع الأميركي على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهذا ما بدا واضحا من خلال:

1-     مناقشته المستفيضة للداخل الأميركي بجوانبه الاقتصادية والمالية والأخلاقية وكشف المستور عما يعتريه من نقاط ضعف وجوانب قصور، بدءا من تنامي ظاهرة التسلح الفردي وارتفاع معدلات الجريمة مرورا بانبعاث الروح العنصرية لدى الأميركيين من أصول آرية وصولا إلى الأزمات الاقتصادية المتتالية التي تأخذ أشكال الهزات المالية، واعتباره أن هذا الواقع الضعيف هو أحد أهم أسباب السعي الأميركي للبحث عن عدو خارجي للحفاظ على تماسك الداخل.

2-     رصد العلاقة بين أميركا والشرق عموما والإسلام خصوصا وتحولات هذه العلاقة عبر حقبتي الحرب الباردة وما بعدها، و أسباب سعي أميركا للوصول إلى معادلة قائمة على تأمين الدور السياسي المعادل للقوة الاقتصادية...

 

§         العنوان : قرار انتصار (رواية نفسية)

المؤلف : بشير الرشيدي

الناشر : مؤسسة إنجاز – الكويت

عرض : عبد الله غانم

    مقدمة : عرفت الدكتور بشير الرشيدي عالم نفس متميز يعمل على تعميم الثقافة النفسية عبر نشره لنظريته الخاصة "التعامل مع الذات". وهي تجمع بين الإرشاد النفسي و دعم محاولات العلاج الذاتي للأزمات النفسية و صعوبة التكيف. و ها هو الرشيدي يطالعنا برواية تحمل عنوان "قرار انتصار".

فمثلي مثل سائر الجمهور يهمنا ويوقظ حشريتنا أن نقرأ، أو حتى نشمع، إلى تجربة المعالجين النفسيين، لاعتقادنا الجازم أن تجربتهم العيادية تجعلهم يرون الأمور من زوايا مختلفة تكشف عن خبايا وخفايا لا تتوفر رؤيتها للشخص العادي. بل أن كثيرا من الروائيين والقاصين يلجئون إلى هؤلاء المعالجين لعقلنة أفكار قصصهم ولاختبار مدى مطابقتها أو قربها من الوقائع. وليس من النادر أن يرتكب الروائيون هفوات تتعارض مع التصرفات الواقعية. ولقد حللت المعالجة اللبنانية روز ماري شاهين شخصيات نجيب محفوظ (راجع كتابها: قراءات مختلفة للشخصية- نماذج من أدب نجيب محفوظ) فخلصت إلى نتيجة مؤداها أن هذه الشخصيات هي شخصيات واقعية عرفها محفوظ وعايشها بدليل أنه من المستحيل أن تتطابق تصرفات وسلوك هذه الشخصيات وعلاقتها بالمحيط مع الواقع والمعطيات النفسية بهذه الصورة. ومن أمثلتها شخصية صاحب الوكالة في رواية "زقاق المدق ". حيث انطبقت عليه علائم النمط السلوكي المشجع للإصابة بالذبحة القلبية. وهو يصاب بها فعلا في الرواية.

    ونعود إلى قرار انتصار لنجد أن الروائي/ عالم النفس بشير الرشيدي لا يكتفي برصد تصرفات بطلته "انتصار" وحواراتها مع المحيط بل يتخطى هذا وذاك إلى رصد ثنائية العواطف لديها وما تنتجه هذه الثنائية من حوارات داخلية متناقضة. يتحمس القارئ لمتابعتها و إنها دليله لسبر أغوار العقل الأنثوي. وخصوصا في الفصل الذي تحتار فيه انتصار في خيارها وفي مقارنتها ما بين شخص يتقدم لها للزواج وبين مثال أعلى للانا نسجته على هواها وفق هواماتها الذاتية. فكان الموقف المسبق الرافض لعارض الزواج. حيث تدخل انتصار في حوار داخلي طويل تشرح فيه رفضها المسبق وتحاول تعقيله ومن ثم تبريره على انه مجرد إرضاء لأختها. وضمنا تهربا من اتهامها الضمني بأنها لا تريد معاودة بناء حياتها...

 

§         العنوان : التحليل النفسي – ماضيه و مستقبله

المؤلف : حسين عبد القادر و محمد أحمد النابلسي

الناشر : دار الفكر/ بيروت - دمشق

    مقدمة : "التحليل النفسي/ ماضيه ومستقبله" عنوان الكتاب الجديد الصادر عن "دار الفكر" دمشق، ضمن سلسلة حوارات القرن.

وتشكل هذه السلسلة بادرة ثقافية تعيد إلى دور النشر وظيفتها الفكرية بحيث لا تتحول إلى مجرد مؤسسة تجارية تبغي الربح وحده بمعزل عن ثقافة المجتمع.

وعلى هذا الأساس قبلت المشاركة في هذا الكتاب واعتبرته إضافة هامة إلى إنتاجي العلمي والثقافي ومساهمة في المكتبة النفسية العربية. وفكرة السلسلة هي مناقشة المواضيع الساخنة على مشارف القرن الحادي والعشرين عبر استكتاب أخصائيين لمناقشة الموضوع وإبداء وجهة النظر فيه. على أن تكون المساهمة في حدود الـ 80 صفحة. ثم تتاح الفرصة لكل من الكاتبين للتعليق على آراء شريكه في حدود الـ 20 صفحة، وبذلك يكون حجم الكتاب في حدود الـ 200 صفحة.

    لكن الكتاب، المشار إليه أعلاه، والذي شاركت فيه مع الزميل العلامة حسين عبد القادر شكل مفاجآت و استثناءات عديدة لا يطالها الحصر. فقد تجاوز شريكي المساحة المخصصة له في مقابل التزامي التام بها، فخرج الكتاب في 665 صفحة، لشريكي منها 480 صفحة. كما لم يلتزم الشريك بالوقت المتفق عليه، فتأخر ظهور الكتاب لعدة أشهر.

وهذه الهنات تبقى شكلية مقابل التعليق الذي تلقيته على آرائي الواردة في الكتاب. وهو تعليق يمتد على مدى 140 صفحة (بدلا من 20) ولا شك أن شريكي قد استفاد من هذه المساحة على خير وجه. فباتت المسألة مسألة عدالة. فضيق المساحة دفعني للاختصار. والاختصار يفتح الأبواب عريضة أمام سوء الفهم والتأويل، كما يحرم الكاتب من التعبير بدقة عن آرائه لدرجة كنت معها ضنينا حتى بالهوامش و المراجع كي أكسب بعض المساحة.

مهما يكن فإني لن أجد المجال للرد على 140 صفحة من الاتهامات لا في هذه المقالة ولا في غيرها. و ربما أتاحت لي طبعة ثانية من هذا الكتاب إمكانية مثل هذا الرد. لذلك رأيت أن أركز على التهم الأدعى للالتباس في تعليق أستاذنا حسين عبد القادر و أبدأ بـ: ...

 

§         العنوان: العنف ضد المرأة

المؤلف: محمد باعبيد ومعن قاسم

الناشر: جامعة عدن.

    مقدمة : هناك اختلافات نظرية عميقة في ما يتعلق بموضوع حقوق المرأة: ففي حين يدعو بعض الباحثين (وهم أغلبية في هذه الفترة) إلى التحرير الكامل والمساواة المطلقة، يتحفظ آخرون مضرين على مراعاة الفروق البيولوجية بين كل من الرجل والمرأة. فتجاهل هذه الفروق يلحق الظلم القاسي بالمرأة.

    لكن هؤلاء الباحثين يختلفون أيضا في تحديدهم لهذه الفروق وفي تصنيفهم لها.

    فعالم النفس الإنكليزي جون بوولبي رأى أن غريزة الأمومة هي من علائم وميدان تفوق المرأة. لذلك وجد أن حرمانها من رعاية أسرتها و إبعادها عن الأسرة بحجة العمل هو اعتداء على الحق الأساسي للمرأة. ولقد لاقى هذا الرأي معارضة كبيرة. خاصة وان بوولبي أطلقه في سبعينات القرن المنصرم.

    أي عندما كانت المطالبة بعمل المرأة ومساواتها المطلقة في أوجها. وتراجعت هذه المطالبة بعد ظهور الجيل الذي تربى على أيدي الجدة (والدة الأم غالبا)، حيث عدم الانضباط والاتكالية والميل للانحراف بسبب الدلال المفرط هي سمات هذا الجيل، وهي دفعت بالكثير من الأوروبيات للعودة إلى منازلهن.

    لكن بوولبي لم يتراجع عن إرثه لا قبل ولا بعد جيل الجدات، ولتأكيد إصراره كتابه الشهير "سيكولوجية انفصال الطفل عن أمه" المترجم إلى العربية بعنوان "سيكولوجية الانفصال".

    ويرى بوولبي أن المتطرفين في هوامش حقوق المرأة هم إما نساء مسترجلات أو رجال متأنثون.

    لكن مسألة حقوق المرأة ككل تختلف عن جزئية تعرض المرأة للعنف. فتعنيف المرأة لا يمكنه أن يعكس سوى واقعة سوء التواصل داخل الأسرة والآثار التربوية السيئة على أطفال هذه الأسرة.

   وفي مجتمعاتنا العربية يتخذ العنف ضد المرأة أهمية مميزة. لا تنبع فقط من انتشاره الواسع، بل أيضا من انعكاسات طويلة الأجل على الأسرة. إذ ينشأ الطفل على وعي تعرض أمه للاعتداء من قبل أبيه. وخوف الطفل من تحول الاعتداء إليه لا يوازيه سوى اعتقاده الطفولي بأنه هو سبب الخلاف بين والديه...

 

§         سيكولوجية أطفال الانتفاضة / جماعة من الباحثين

    المقدمة : سبق للمجلة تخصيص كتابين في هذه السلسلة لموضوع اضطرابات الشدة عقب الصدمية. وثانيها كان العدد الماضي وعنوانه "سيكولوجية الأزمات" وكنا في المقدمتين قد أشرنا إلى فقدان هذه المحاور لعنصر رئيس هو الدراسات الخاصة بآثار الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني. وكنا قد التقينا بالزملاء الفلسطينيين في مناسبات عديدة منها مؤتمرات الاتحاد العربي للعلوم النفسية ومؤتمرات اتحاد الأطباء النفسيين العرب. كما تلقينا منهم الوعود بإرسال دراساتهم حول الصدمة الفلسطينية. حتى جاء لقاؤنا في قطر مع الزملاء المشاركين في وضع تصور خطة لعلاج الطفل الفلسطيني. حين تبين لنا أن تعاظم الطلبات العلاجية وحاجات التدخل في الأزمات لا تترك لهؤلاء الزملاء فرصة إجراء البحوث والدراسات. وإن كانت تغني تجربتهم بالمعنى المأساوي للغنى. فما نقلوه لنا خلال هذا اللقاء القطري مستفز ومروع. فقد تحولت ألعاب الطفل الفلسطيني إلى دراما الموت اليومي. ومن ألعابه ما نقله الزميل سامي أبو اسحق عن قيام أطفال المدارس بسيكودراما مؤلمة. إذ يحملون أحد رفاقهم على أنه شهيد ليلعب الباقون دور المشيعين للشهيد.

وبعيدا عن مأساوية هذه اللعبة على الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم عن مدى الآثار البعيدة لمثل هذه التربية التي يفرضونها ويدخلونها على حياة الطفل الفلسطيني. انه الموت الذي يزرعه الصهاينة وعليهم انتظار آثاره وانعكاساته القريبة. ففكرة الموت التي يفرضونها على وعي الطفل الفلسطيني هي التي تدفع هذا الطفل لمواجهة دباباتهم بالحجارة. أولم يغتالوا محمد الدرة في حضن أبيه؟ أولم يقدم لهم فارس عودة نموذجا عن ثمن اغتيال البراءة؟ ونكتفي بهذين المثالين تاركين للصهيونية تقدير الفارق بين " جبروت القوة القاهرة وبين انتقام المقهورين حتى، بل خصوصا، إذا كانوا أطفالا.

من جهتنا نحن العرب، البعيدون عن المأساة المباشرة، نعيش هواماتها وكوابيسها. عبر متابعتنا الاسقاطية لأجواء القهر والعدوان الممارس إسرائيليا وهذه المتابعة تفجر لدينا مشاعر العجز المؤلمة. بل ربما الأكثر إيلاما من المعايشة بحد ذاتها. إذ نشهد اغتيال أطفالنا وطفولتهم بأشكال مختلفة منها القتل. وليس بأقل منه التجويع والتهديد والتشويه باليورانيوم وغيرها من التهديدات المحيقة بالطفل والإنسان العربي عموما. حتى تحولت العروبة إلى تهمة جالبة للعدوان. إذ لم يعد هذا العدوان موجها لمن يصر على انتمائه العربي بل بات يتوجه إلى كل من يظن بأنه عربي. حتى طاول هذا العدوان عربا من فئة كارهي أنفسهم وعروبتهم. ومن فئة المتخلين عن انتمائهم المتنكرين له. لكن هذه التعميمات لا تلغي خصوصية الكارثة الفلسطينية وملامحها الخاصة. هذه الملامح التي تشكل الهيكلية الامراضية للصدمة الفلسطينية. وهي الهيكلية المحددة للتشخيص وبالتالي التي لا يمكن وضع استراتيجيات العلاج بدونها. ومن هنا تطرق هذا المحور إلى خصوصية صدمة الانتفاضة. يليها في المحور قراءة في سيكولوجية طفل الانتفاضة يقدمها الزميل فيصل الزراد. ثم ننهي الملف بعرض لتصور الخطة التي وضعها خبراء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خلال اجتماعهم في دولة قطر. حيث عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اجتماع خبرائها المخصص لوضع خطة لعلاج الآثار النفسية المتبدية على الأطفال والتلاميذ الفلسطينيين الناجمة عن كل أشكال العدوان الصهيوني. وذلك في الفترة الممتدة بين 16 و20  شباط (فبراير) 2002 وذلك بدعوة من المنظمة/ دائرة التربية وباستضافة اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم. وحددت لجنة الخبراء الهدف الرئيسي لخطها بأنه ضرورة الارتقاء بمستوى الصحة النفسية للأطفال والتلاميذ الفلسطينيين. وذلك بتخليصهم من آثار الصدمات المتراكمة نتيجة الاعتداءات الصهيونية المتكررة والمستمرة. أما عن الأهداف الفرعية للخطة فتمثلت بضرورة تحسين الخدمات الصحية والنفسية المقدمة للطفل الفلسطيني ودعوة المؤسسات المعنية بالطفولة لدعم مؤسسات الطفولة الفلسطينية والتعاون معها.

وخلصت اللجنة إلى جملة توصيات أهمها التالية:

1-     العمل على تطبيق خطة العمل المقترحة من قبل اللجنة.

2-     دعم الأسرة الفلسطينية وصحتها النفسية.

3-     الدعوة لإنشاء صفحة على الإنترنت بعنوان "معاناة الطفل الفلسطيني".

4-     عقد ندوات ولقاءات بين المتخصصين العرب لدعم الطفل الفلسطيني.

5-     دعم المراكز الفلسطينية المهتمة بالطفل.

6-     متابعة وتيرة معاناة الطفل الفلسطيني للتدخل وفقها.

7-     الطلب إلى الأليكسو العمل على تعميم نشر فيلم "نداء الحق والسلام" الشارح لمعاناة الطفل الفلسطيني.

8-     تشجيع الدراسات حول معاناة الطفل الفلسطيني.

9-     دعوة الأليكسو للتنسيق مع الجمعيات النفسية العربية بما فيها اتحاد الأطباء النفسيين العرب والاتحاد العربي للعلوم النفسية ومركز الدراسات النفسية لدعم تنفيذ خطة الخبراء المقترحة. حيث تكونت لجنة الخبراء من الدكاترة: سمير قوتة/ فلسطين (رئيسا) ومحمد احمد النابلسي/ لبنان (مقررا) وعضوية كل من: سميح ديب/ سوريا وسامي أبو اسحق/ فلسطين وعبد محمد عساف/ فلسطين وإسماعيل التلاوي/ فلسطين ومحمد بن عمار/ تونس. ومثل الأليكسو في الاجتماع الأساتذة محمد عطيات (مدير دائرة التربية في الأليكسو والأستاذ مصطفى كريم (تونس). وخلصت اللجنة لاقتراح تصور لخطة تساعد الأطفال الفلسطينيين (من صفر إلى 18 سنة) على تجاوز محن العدوان الصهيوني عليهم. ويتضمن هذا المحور عرضا تفصيليا لهذه الخطة كما وردت في تقرير لجنة الخبراء. على أمل أن يؤدي هذا العرض غرضه في التعريف على بعض دقائق المعايشة الصدمية للطفل الفلسطيني وأن يستقطب الآراء والخبرات العربية المتخصصة في المجال.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         خصوصية الضغوط الناجمة عن وضعية الانتفاضة / أ. د. محمد احمد النابلسي

    مقدمة : بعد تجربتنا في الحرب اللبنانية، وتحديدا في فترة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، أصبحنا ننظر إلى الفئة التصنيفية المسماة ب "اضطراب الشدة عقب الصدمية" (PTSD) على أنها تبسيطية واختزالية إلى أبعد الحدود. إذ انطلق هذا التصنيف من حوادث من نوع حريق معمل دهانات وانهيار سد بوفالو كريك وبعض الكوارث الطبيعية (زلازل أو أعاصير). بل أن هذا التصنيف أهمل الصدمة الفيتنامية فتجاهل الآثار البعيدة المدى للصدمة وآليات تجسيدها (Somatisation). وهو تجاهل يعود لأسباب سياسية إعلامية في الغالب. وعليه فإننا نرى أن المتابعة العيادية الفعالة لا يمكنها أن تقبل بالتجاهل و الاختزال. خصوصا في الحالة الفلسطينية حيث تتوالى، منذ أكثر من نصف قرن، الكوارث الإسرائيلية الصنع. بما فيها الكوارث المعنوية و الاعتداءات الظاهرة والكامنة (يورانيوم مستنفذ ومحاولات تعقيم هورمونية في الأسمدة وفي المأكولات وغيرها من الجرائم الإنسانية المحتاجة إلى القرائن رغم التأكد منها). ومن هنا فان سعينا لتبيان خصوصية المعاناة الفلسطينية، خصوصا خلال انتفاضة الأقصى، إنما هو سعي لمحاولة تبيان الملامح الرئيسية للصدمة الفلسطينية التراكمية عبر عقود من العدوان الممارس بأشكال وعبر قنوات متنوعة ومختلفة. وذلك وصولا لاقتراح هيكلية دينامية للاضطراب الصدمي الفلسطيني بعيدا عن تقزيم هذا الاضطراب باعتباره مجرد حالة قلقية ناجمة عن الشدة (كما يفعل الدليل الأميركي لتصنيف الاضطرابات النفسية). وفي رأينا الشخصي أن التصنيف الأميركي سيدخل تعديلات جذرية على هذه الفئة الصدمية بعد أن واجه المجتمع الأميركي، ولأول مرة في تاريخه، ما يمكن أن يسمى بالكارثة الحقيقية. هذا في حال تمكن الزملاء الأميركيون من تخطي المحظورات السياسية والتهرب الإعلامي من الاعتراف بحجم الكارثة...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الإعلام وضحايا العدوان الإسرائيلي

    ملخص : لا بد لنا من الاعتراف بقصور قدراتنا الإعلامية في عرض المآسي الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا. وذلك في مقابل سيطرة إعلامية يهودية عالمية قادرة على إصابة تحركاتنا الإعلامية بالشلل. وذلك عبر مجموعة شائعات هي أشبه بالنكات ولكنها مقبولة لدى الجمهور الغربي دون مناقشة أو حتى محاولة تعقيل.

    ومن هذه الشائعات المؤذية والسامة نذكر الشائعات الإعلامية التالية:

- أن الأمهات الفلسطينيات، والعربيات عموما، يفرحن لمقتل أبنائهن لأنه يحولهن إلى أمهات شهداء. وهي وضعية تعوض ظلم المرأة العربية. لذلك فهن يزغردن لسماع نبأ مقتل الابن. وهذه الشائعة تدحضها العمليات الاستشهادية النسوية.

- أن مقتل محمد الدرة جاء نتيجة استدراج مخطط وتواطؤ بين والده ومصور فرانس اكسبرس.

- أن العرب غير جادين في السعي للسلام. بدليل سعيهم لملكية أسلحة الدمار الشامل !.

- أن العرب يظلمون أقلياتهم ومن حق إسرائيل التحفظ على سلام يحولها إلى أقلية في المحيط العربي.

    هذه الشائعات وآلاف غيرها يسوقها الإعلام الإسرائيلي المدعوم غربيا فيحولها إلى مسلمات في ذهن المواطن الغربي. فيخلق بذلك صورة هوامية قاتمة للإنسان العربي. وليس أدل على سواد هذه الصورة سوى تلقف هذا الجمهور لفرضية صراع الحضارات والصدام مع العرب والمسلمين. وكذلك قبوله دون تعقيل مبدأ الإرهاب الإسلامي.

    من جهتنا فقد ساهمنا بقدر إمكانياتنا على توضيح هذه المآزق عبر جملة مقالات صحفية واختصاصية منشورة في الكفاح العربي وهي التالية:

أ- سفاحو الانتفاضة في جبل المطهر

ب- انعكاسات الثلاثاء الأسود على الانتفاضة

ت- الطفل ذلك المجهول

ث- الساحرة العجوز تتجمل

 

 

§         سفاحو الانتفاضة في جبل المطهر

    مقدمة :  المتكبرون يطوفون و في أعناقهم أوزار تجبرهم على إحناء رؤوسهم، و الحاسدون تلتصق أجفانهم فلا يرون شيئا و الغاضبون يغمرهم دخان كثيف، و الكسالى يسيرون دون توقف، و البخلاء منبطحون أرضا، و الشرهون يتضورون جوعا و حلوقهم جافة من شدة العطش ... دانتي/ الكوميديا الآلهية.

    قتل الأطفال سمة مميزة في التاريخ اليهودي. وان كان من نوع خاص يسمونه "القتل الشعائري". أي انهم يقتلون الطفل لاستخدام دمه في ممارسة شعائرهم في عيد الفصح اليهودي. والمتدينون منهم يحتاجون لدماء الأطفال في مناسبات عديدة أخرى. لقد قتلوا في العام 1255 طفلا إنجليزيا بجرح صدغيه الأيمن والأيسر لغاية جفاف جسده من الدم. وبين التحقيق تورط تسعين يهوديا في الحادث. وحكم على ثمانية عشر منهم بالموت وكرس الصبي المغتال "هيو" قديسا. لتكون قداسته دليل إدانة تاريخي لجرائم القتل اليهودي.

    وهكذا فان قتل إسرائيل لأطفال الانتفاضة لا يخرج عن الفولكلور اليهودي. لكنه لا يتطابق ومع طقوسه. فالأطفال العرب ضحايا الانتفاضة لم يفسحوا المجال لإراقة دمائهم عبر جروح في أصداغهم. ودمهم لم يذهب للاستخدام في طقوس الفصح اليهودي. وهذه بطولة بحد ذاتها فقد  حفظت دماءهم من التدنيس متحدية المتكبرين الحاسدين والبخلاء والمسرفين دافعة بهم نحو جبل المطهر. تلاحقهم دعوة محمود درويش الملحة بألا يموتوا بيننا...

 

§         انعكاسات الثلاثاء الأسود على الانتفاضة

    مقدمة : لم يكن من قبيل المبالغة القول أن الانتفاضة هي بداية نهاية إسرائيل. فهذا الرأي هو لجاك آتالي (المستقبلي الفرنسي) الذي أطلقه محذرا إسرائيل من النهاية في مقالة له في مجلة الاكسبرس (قبل 3 أشهر من بداية الانتفاضة). حيث وعدها بأن تكون حربها القادمة حرب شوارع مع الشبان الفلسطينيين بما ينزع عنها تفوقها العسكري و إمكانية خوضها لحرب تقليدية تتيح مجال ممارستها لهذا التفوق. ولقد أساء شارون التقدير، بشكل باعث على الريبة، حين أعلن قدرته على إنهاء الانتفاضة في غضون 100 يوم. حيث انتقاء الرقم انتقاء لا يخلو من غطرسة كان الإسرائيليون بحاجة لسماعها. هذه الحاجة التي ترجمت بفارق أصوات غير مسبوق عكس رغبة الجمهور الإسرائيلي بالتنكر لكل الاتفاقات السابقة ومعاودة رغبات الإلغاء المرتبطة بالميتولوجيا وبالعقل الجمعي اليهودي على الرغم من قطعته التاريخية.

    وكان من الطبيعي أن يترافق هذا النكوص الميتولوجي مع تكرار الأخطاء التاريخية اليهودية.  وفي طليعتها القساوة المركبة. فإذا كانت ظروف التفوق اليهودي الآني تتيح لهم ممارسة قساوتهم المعودة فانهم يعجزون عن كبتها لدى تغير الظروف. ويستمرون في قساوة مركبة غالبا ما كانت سبب مذابحهم عبر التاريخ. حتى أن شارون يكاد لا يفقه أن العالم قد تغير بعد الثلاثاء9/11/2001 بدليل إصراره على متابعة قساوته السوبر مركبة. اقله دون أن يدرك أن الضوء الأخضر الأميركي بقمع الانتفاضة (انظر كتابنا "النفس المغلولة- سيكولوجية السياسة الإسرائيلية) قد أطفئ وهو لا يلمح الضوء الأحمر الذي حل مكانه. ...

 

§         الطفل ذلك المجهول

    مقدمة : بالرغم من التطور العلمي الهائل فإن أسئلة الكسي كاريل المطروحة في كتابه "الإنسان ذلك المجهول" لا تزال قائمة. وهي تستتبع سؤالنا عن مجهولية الطفل الذي تعيقه محدودية قدراته الاتصالية عن الإعراب الواضح عن حاجاته ومشاعره و الأهم عن معايشاته للظروف الصعبة.

    يقول فرويد أن الطفل البشري يستوعب مفهوم الصدمة. بل هو يرد هذا الاستيعاب إلى لحظة الولادة فيكلمنا عن صدمة الولادة. حيث خروج الوليد من الرحم إلى العالم يشكل تغييرا مفاجئا يبدأ بصدمة الاختناق فتكون صرخة الوليد افتتاحا لجهازه التنفسي. لكن هذه الصدمة الفرويدية لها طابع فيزيولوجي وهي لا واعية لأن الطفل يبدأ باكتساب الوعي في مراحل لاحقة.

    تهمنا في هذه المراحل بصورة خاصة مرحلة وعي الانتماء التي يحددها رينيه شبيتز بالشهر الثامن من عمر الرضيع حين يبدأ بالضحك لرؤية أمه. مما يعكس شعوره بالانتماء إليها. فهو في هذه السن لا يفرق بين جسده وجسد أمه بصورة كاملة. وان كان يبدأ استشعار جسده في الشهر الخامس عندما ينهمك باللعب في قدميه أو يديه.

    هذه التفاصيل الاختصاصية شديدة الأهمية لعلاقتنا بالطفل العربي المتعرض للصدمات والعاجز عن الإعراب عن معاناته منها. هذا الطفل الذي يرى عبر الطوفان الحضاري الإعلامي موت محمد الدرة بين يدي والده اغتيالا وتمزق جسد إيمان حجو رضيعة في حجر أمها وغيرهم من أترابه الأطفال العرب فلا نعرف ماذا يحس وكيف يمارس خوفه و ألمه. أو كيف يمد ذعره إلى الذين يحبهم. أو حتى كيف يتمرد على هذا المحيط المهدد. فحسبنا أن ندرك انه يتعرض لتهديدات تخرجه من طفولته وتجرح هيكليته التي لم تزل نرجسية. فيكون من الحمق أن نحول جلب انتباهه وتحويله إلى فيلم من أفلام توم أند جيري. فهو يريد استكشاف المحيط المهدد و أسباب التهديد ويصبح متطلبا بما يجعلنا مدركين و لعجزنا عن كفايته. وهذا ما يطرح ضرورة التأسيس للغة طفولية عربية تراعي قواعد الإدراك الطفولي. وهنا نسأل هل وضعنا لطفلنا العربي شخصية لدمية أو لبطل أفلام كرتون عربية الملامح ليفهمها دون أن ينشطر بالمقارنة بين رفاقه وبين الدمى الأجنبية التي لا تشبهه ولا رفاقه؟...

 

§         الساحرة العجوز تتجمل – إسرائيل تسعى لتحسين صورتها لدى الرأي العام العالمي

    مقدمة : لاحظ الإسرائيليون تراجع ملامح الصورة النمطية لإسرائيل المتحضرة لصالح ملامح إجرامية ناتجة عن العنف الإسرائيلي في قمع الانتفاضة. و ذلك بالرغم من سيطرتهم على وسائل الإعلام المؤثرة و المحركة للرأي العام العالمي. لذلك لجأت إسرائيل لطلب استشارة اثنتين من المؤسسات العالمية المشهورة في ميدان العلاقات العامة الدولية. وهم: 1- شركة روبينشتاين كرميونيكيشن و 2- شركة موريس كويك أند غوما. حيث أوصى الخبراء في هاتين الشركتين وبعد خمسة اشهر من الدراسة بمجموعة خطوات لتجميل الصورة الإعلامية لإسرائيل. وتسرب من هذه التوصيات اثنتان لا نشك بكون تسريبهما مقصودا ودعائيا لجهة امتصاص آثارهما السلبية على الرأي العام العالمي.

    أولى هذه التوصيات تقول: بضرورة حجب الحراس الشخصيين لشارون عن التصوير الصحفي. نظرا لضخامة أجسامهم التي تخلف انطباعا مرعبا لدى المشاهدين.

وثاني التوصيات تقول بضرورة قيام الجيش الإسرائيلي بتلوين بنادقه بأحد اللونين البنفسجي أو الأصفر للدلالة على أنها بنادق عيارات مطاطية.

    وإذا كان صحيحا أننا لا نزال بعيدين عن الاهتمام بصورتنا العربية في الإعلام العالمي لكن ذلك لا يمنع بحال محاولتنا الكشف عن الحيل الكامنة وراء هذا التسريب الإعلامي. خصوصا أنه يسيء استخدام سيكولوجية الاتصال ويوظفها لمصلحة طرف على حساب آخر. وبالنسبة لنا فإنها توظف في خدمة عدونا أثناء ممارسته لأبشع صنوف العدوان المترافق بتهديدات تفوح منها روائح الإجرام والعنصرية. واستخدام هذه التعابير ليس من قبيل الصوت واللفظ. فهي تعابير مستعارة من وسائل إعلام أجنبية.

   مهما يكن فإننا نبغي مشاركة القارئ في التقنيات المستخدمة في هاتين النصيحتين. ونبدأ بـ:...

 

§         قراءة سيكولوجية طفل الانتفاضة / أ. د. فيصل محمد خير الزراد

    مقدمة : لا شك في أن طفل الانتفاضة بما حققه من نصر وصمود (عجز الكبار عن تحقيقه) يجعلنا نحن عالم الكبار نقف وقفة تقدير و إعجاب، وانحناء لهذا الطفل العربي الفلسطيني الذي يدافع عن شعبه ووطنه وعن كرامة أمته العربية والإسلامية، وبكل شجاعة و إرادة وصمود و إكبار في المواجهة وفي التضحية والجهاد وفي الكر والفر مع أشرس الأعداء الصهاينة ومن دون أن يتسرب الخوف والارتباك أو القلق إلى نفسية هذا الطفل على الرغم من الخاطر المحدقة به، إننا نلاحظ بأن طفل الانتفاضة هو طفل تخلى عن طفولته وسبق زمنه، وكبر قبل أوانه، ووقف إلى جانب الكبار ليمدهم بطاقاته، وليسهم في تقرير مصيره وفي وجوده لدرجة الإعجاب والإبداع، ولدرجة تجعلنا نشعر بأن ظاهرة طفل الانتفاضة ظاهرة غير عادية، أو هي ظاهرة خارقة لم نلحظها لدى أي من أطفال العالم، ولم يسجل تاريخ الحروب والمواجهات مثل هذه الظاهرة التي تعمل على تحويل الطفولة البريئة أو البسيطة إلى قنبلة موقوتة، أو إلى طاقة فاعلة وغريبة وعلى أرض الواقع، وفي أشد الظروف الصعبة، والضغوط النفسية والمادية قسوة، مما يجعلنا نتساءل عن السر في ذلك وعن اللامعقولية في ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه عبر شاشات التلفاز، والإذاعات والصحف والمجلات من أن طفلا صغيرا لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره (مثل الطفل محمد الدرة وغيره) وقف صامدا في مواجهة أفراد العدو الصهيوني الذين يملكون السلاح والعتاد والتقنيات وهو لا يملك إلا سلاح الحجر إلى جانب الإيمان بالله وبالقضية وبالجهاد...

    لقد كنا جميعا أطفالا وللطفولة خصائصها التي تميزها عن خصائص الكبار والراشدين، وكلنا يعلم بأن من خصائص الطفولة وطبيعتها أن الطفل يخاف ويقلق ويتردد وينفعل ويهرب من كل ما يهدد ذاته ووجوده، فهو يخاف من الدمار ومن الأصوات الشديدة، ومن النار والدماء والظلام، والوجوه الغريبة، كما يخاف من مواجهة الكبار... الخ.

وهذا لأن الطفل ما زال صغيرا في نموه وضعيفا في قدراته ومحدودا في خبراته في الحياة ومازال في حاجة إلى رعاية وحماية ومساعدة وتوجيه الكبار من حوله وحتى يشتد عوده وتنضج قدراته و تزداد خبراته... ومن الطبيعي أن شخصية الطفل تؤثر فيها مجموعة عوامل تربوية و أسرية واجتماعية وصحية وفكرية ودينية وحضارية ومادية...

    ويتم ذلك من طريق عوامل التنشئة الأسرية والاجتماعية، والتعلم المدرسي والتعلم الاجتماعي المحاكاة للكبار والتدريب بالإضافة إلى فرص التعلم المتاحة للطفل والأصدقاء والإعلام... وبذلك يتم بناء شخصية الطفل و تكوين خصائصه وسماته التي تميزه عن الأطفال الآخرين من مثل عمره (سواء السمات الإيجابية أو السمات السلبية).

     إن من عادة الأطفال إذا وجدوا في ظروف ضاغطة أو شعروا لضغط الكبار الأقوياء أن يتنازلوا تدريجيا عن استجاباتهم، وإذا كانت هذه الضغوط قوية وحاسمة تخلى الطفل عن توازنه النفسي والجسمي والعقلي إرضاء للآخرين الكبار من حوله ويكون بذلك معرضا لأحاسيس القهر والإحباط ومشاعر النقص والهزيمة، وفقدان الأمن الداخلي، لهذا فان التوازن النفسي أو الروحي والجسمي لدى الطفل غالبا ما يكون معتمدا على مواقف الآخرين (الكبار) ومشاعرهم ومزاجهم وسلوكياتهم بمعنى آخر يكون سلوك الطفل أو ردود أفعاله دفاعية أو تعويضية... ولكن طفل الانتفاضة هو طفل يشبه الأطفال الآخرين ويختلف عنهم في الوقت نفسه، يشبههم بطفولته ومرحلة نموه ويختلف عنهم في سماته وسلوكياته.

    إنه طفل لا يخاف ولا يقلق ولا يرتبك في مواجهة الكبار، وشجاعته فائقة و إرادته قوية وصموده عظيم ومعنوياته عالية، ولا يعتمد في توازنه النفسي والفكري والجسمي (كليا) على مشاعر الآخرين (الكبار) أو على مزاجهم أو تهديداتهم أو ضغوطهم... الخ.

    فهو طفل وراشد في الوقت نفسه، صغير وكبير، طفل ولا طفل، بل انه لا طفل ولا راشد انه فوق كل هذا وذاك انه معجزة، أو ظاهرة غير عادية ظاهرة خارقة مبدعة (كما أشرنا في السابق) عملت على تحقيق المستحيل وما عجز عنه الكبار والقادة والسياسيون، إن طفل الانتفاضة لا يتخلى عن توازنه النفسي بل إن تحقيق توازنه هو الهدف الذي يسعى للحفاظ عليه وهو ما يجعله يستجمع طاقاته وقدراته ليتحكم بها ويستفيد منها في مواجهاته...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         التقرير الختامي لاجتماع الخبراء لوضع خطة لمعالجة الآثار النفسية للأطفال والتلاميذ الفلسطينيين الناجمة عن كل أشكال العدوان الصهيوني دولة قطر- الدوحة 16-20/02/2002

مقدمة:  في إطار اهتمام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالطفل العربي وإدراكا منها بأن العمل على بناء متوازنا ومتكاملا في جوانب حياته النفسية والاجتماعية والجسدية والأخلاقية والجمالية هو الضمان الأكيد لمستقبل الأمة العربية.

واستجابة لقرار المؤتمر العام في دورته الخامسة عشرة وقرار المجلس التنفيذي في اجتماعه الثاني والسبعين والذي يدعو إلى إيلاء الدول العربية ذات الظروف الخاصة العناية المناسبة في مشروعات المنظمة وبرامجها، فقد أدرجت المنظمة ضمن مشروعاتها للدورة المالية 2001، 2002، مشروع "دراسة الآثار النفسية للأطفال والتلاميذ الفلسطينيين الناجمة عن كل أشكال العدوان الصهيوني" وذلك بهدف: تحديد تأثيرات العدوان الصهيوني على الصحة النفسية والبدنية للأطفال والتلاميذ الفلسطينيين واقتراح سبل لعلاج الآثار المترتبة عن العدوان والمساهمة في وضع برامج تربوية لمعالجة هذه الآثار إضافة إلى تعزيز دور المؤسسات التربوية والمؤسسات العلاجية ومؤسسات الطفولة في فلسطين بما يقوي صمودها، ووضع خطة لمعالجة الآثار النفسية للأطفال والتلاميذ الفلسطينيين الناجمة عن كل أشكال العدوان الصهيوني وتطبيقها.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         متابعات الانتفاضة

وقعوا على العريضة : شارون مجرم حرب www.petiononline.com/warcrime/petition.html

الانتفاضة إلكترونيا

"أطفال الحجارة".. أول لعبة عربية إلكترونية www.damascus-online.com

صور و ألعاب عن الانتفاضة2/downloads.html  www.geocities.com/shadya 

مواقع للزيارة : مركز جنين للدراسات الاستراتيجية www.jenincentre.com/  

رسالة من الأرض المحتلة www.pal-soft.com/palestine/ 

التراث الشعبي الفلسطيني www.bargouthi.com/folklore/

"لأجلك:.. يسجل حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني www.4palestine.ae

 

الرجوع إلى الفهرس

§         قصيدة الأرض / شعر: محمود درويش

بداية : في شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض

أسرارها الدموية. في شهر آذار مرت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن على باب مدرسة ابتدائية، والشتعلن مع الورد

والزعتر

البلدي. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق

النهائي- آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض

يأتي، ومن رقصة الفتيات- البنفسج مال قليلا

ليعبر صوت البنات. العصافير مدت مناقيرها

في اتجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرض

و الأرض أنا

خديجة! لا تغلقي الباب

لا تدخلي في الغياب

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل

سنطردهم من هواء الجليل.

وفي شهر آذار، مرة أمام البنفسج والبندقية خمس

بنات. سقطن على باب مدرسة ابتدائية.

للطباشير

فوق الأصابع لون العصافير. في شهر آذار

قالت

لنا الأرض أسرارها...