مجـــــــــلات 

 

الإنســان و التطــور

تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي

السنة الأولى العدد 4- أكتوبر/  نوفمبر/  ديسمبر 1980

www.mokattampsych.com

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         الافتتاحية

§         المدخل الفنومنولوجي في الطب النفسي / د. مجدي عرفة

§         الباحث أداة البحث و حقله في دراسة الطفولة و الجنون / د. يحيى الرخاوي

§         العمل العلاجي .. الجماعي و العلاج النفسي / د. رفعت محفوظ و د. محمد حسيب الدفراوي

§         حوار حول العدوان / يوسف الشاروني، د. محمد السماحي، د. سيد حفظي، د. يحيى الرخاوي

§         حالات و أحوال

§         مقتطف و موقف : من كتاب الإنسان و الجنون

§         أوراق قديمة : من طبقات فحول الشعراء

§         تأملات في الأساطير و العصر الحديث / د. محمد السماحي

§         هل حقا أن الصمت أكثر أمانة؟ / إبراهيم عادل حسن

§         أو .. من أنا؟ / د. وفاء الليثي

§         هذا الذي وقف شاهدا / حافظ عزيز

§         الحكمة من جوف الحارة : حوار الصم  ( مهداة إلى المفاوضين المعاصرين في كل مكان )

§         المسرحية .. و الإنسان وحيدا / د. سيد حفظي

§         العجوز و الخيط [قصة قصيرة]

§         الصديق جاد الرب .. و مواصلة الحوار / د. يحيى الرخاوي

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         الافتتاحية

§         المدخل الفنومنولوجي في الطب النفسي / د. مجدي عرفة

ملخص : يقدم هذا المقال عرضا للنموذج المنهجي الطي قدمه العالم الرائد كارل جاسبرز للبحث العلمي في مجال السيكوباثولوجي [دراسة الظواهر النفسية المرضية]، وهو يركز على الخطوة أو المرحلة التي يطبق فيها المنهج الفنومنولوجي في دراسة الظواهر، ثم يحاول أن يستكمل الصورة المنهجية بعرض لملامح الخطوات التالية كما يراها جاسبرز

 

 

§         الباحث أداة البحث و حقله في دراسة الطفولة و الجنون / د. يحيى الرخاوي

ملخص : في هذا البحث نوقش دور الباحث بصفته أداة البحث التي تستوعب الملاحظات و تعيد إفرازها في مجالي دراسة نمو الطفل و نظريات السيكوباثولوجيا، و اقتصرت المناقشة على هذين المجالين باعتبارهما يتفقان في ضعف و خداع المادة اللفظية المتاحة للملاحظة، و يتطلبان نوعا من النكوص الإبداعي، و من ثم التقمص الواعي و الإسقاط ثم التنظير، و قد طرحت من خلال ذلك قضية الذاتية و الموضوعية، و كيف أن الذات يمكن أن تصبح موضوعية الوجود بقدر درجة نموها و اتساع وعيها اللازمين في البحث العلمي من هذا النوع، و اقترح البحث لتنمية هذين البعدين أن تتاح الفرصة لمن يتصدى لهذا المجال من البحث أن يمر بخبرة الممارسة الإكلينيكية  تحت إشراف مع الذهانيين خاصة و لمدة طويلة و كذلك أن تكون حلقات البحث الإشرافي نوعا من العلاج الجمعي الذي يسمح بالنمو الشخصي ...، و أخيرا أن يكون انتقاء الباحثين مستمرا، بحيث يوجه كل باحث إلى ما يتناسب مع درجة نموه المرحلي، دون تفضيل أو تعميم، مع إتاحة الفرصة للجميع بما يلائم قدرة كل منهم و مرحلة تطوره و مواضيع اهتماماته المتغيرة بتغير مرحلة تطوره. 

 

§         العمل العلاجي .. الجماعي و العلاج النفسي / د. رفعت محفوظ و د. محمد حسيب الدفراوي

ملخص : إن العجز الذي نواجه به الأمراض النفسية [و العقلية] المزمنة و المستعصية بالاقتصار على العلاج بالوسائل الكيميائية و الكلامية لا بد و أن يدفعنا إلى إعادة النظر في مفهومنا للإنسان في السواء و المرض و إلى الإخلاص في البحث عن وسائل جديدة تخرجنا من هذا المأزق، و لعل ذلك يبدأ في طبيعة العلاجات الجارية لدراسة الأسباب الحقيقية الفاعلة في أي علاج جار، و هذه مشكلة مبدئية في "المنهج" المستعمل في تقويم نتائج و طبيعة العلاجات المختلفة بما فيها العلاج النفسي، و هي تنبع من تداخل متغيرات الكائن البشري معالجا و مريضا بدرجة يستحيل معها تحديد أي المتغيرات هو الثابت و أيها هو المتغير، و كل ما نستطيع أن نفيده من هذا العجز الواقعي و الصعوبة العملية هو أن تفتحا لنا الباب لإعادة النظر في التفكير في احتمالات مصاحبة و احتمالات أخرى للفاعلية العلاجية.

و مع فتح الأبواب من جديد لأي تفكير جديد، و في انتظار تحديد الفاعلية العلاجية للاجتهادات القائمة نعود إلى الحياة الأوسع لنعيد اكتشاف متغير أساسي و جوهري يبدو أن وسائل العلاج المتاحة قد أهملته [أو أساءت تقدير فاعليته] ألا وهو العمل، فإذا أضفنا الطبيعة الاجتماعية للعمل وهي المشاركة لواجهنا أكثر و أكثر قصور موقفنا العلاجي نظريا و عمليا، و هذا مدخلنا. 

 

§         حوار حول " العدوان " / يوسف الشاروني، د. محمد السماحي، د. سيد حفظي، د. يحيى الرخاوي

 مدخل : يبدو أن حوار هذا العدد أثرى من سابقه من حيث عدد المشتركين فيه، فقد كان حوار العدد الماضي حول مفهوم " الهبوط الحاد للمخ" شديد العمق والتخصص بين اثنين من خاصة المتحاورين، وحوار هذا العدد يدور في ثراء ساخن يشترك فيه –وبمحض الصدفة- أديب وناقد رائد هو الأستاذ يوسف الشاروني أمين عام المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وشابان طبيبان أحدهما يخطو أولى خطوات التخصص في الطب النفسي هو د. سيد حفظي والآخر تخصصه أكثر عيانية "الطب الباطني" وهو د. محمد السماحي الذي يمثل الطبيب الباطني المثقف اليقظ، وقد أثار الحوار البحث الذي نشر في العدد الماضي (الثالث) تحت عنوان " العدوان والإبداع" وفيه ينبه الباحث –يحيى الرخاوي- على أن غريزة العدوان لم تأخذ حظها من العناية مثل غريزة الجنس وأن تغافلها أو إنكارها خطر على الفرد وعلى البشرية، وأن مجرد التسامي بها كميكانيزم هو أسلوب ناجح إلا أنه مرحلي، وأن نوعا خاصا وفائقا من الإبداع هو القادر على احتوائها وتوجيهها إلى الإسهام في بناء المسيرة التطورية...

o        يوسف الشاروني : تحية للمجلة، وملاحظات حول العدوان

o        د. محمد السماحي : تعليق على "العدوان والإبداع"

o        د. سيد حفظي : كلمات للحوار (عن العدوان)

 

 

§         حالات و أحوال

مدخل : فضلنا هذا العنوان عن الإسم المألوف لمثل هذه المادة  العلمية الكلينيكية، حيث أن عرض حالة مريض عادة ما يسمى "تقرير حالة" ، ويجد القارئ في موضع آخر من هذا العدد (ص22) كيف ميز جاسبرز بين تاريخ الحالة  case history  وبين السيرة الشاملة للمريض biography ، وفي ص 23 يقتطف الزميل د. عرفة قول جاسبرز إن الحالة الفردية Individual case ستظل دائما " المصدر الرئيسي لكل ما له قيمة كخبرة في السيكوباثولوجي " وعموما فإن إطلاق لفظ حالة على إنسان في أزمة مرض يبدو من أول ما ينبغي مراجعته ونحن نتحسس مدخلنا إلى الإنسان في هذه المجلة، ذلك أن منطلقنا في طريقة تناول المرض والمريض قد ينتهي بنا إلى تغيير جذري بهذا الصدد، فنحن ندعو أن نتناول أزمة المرض باعتبارها معاناة إنسان أو هزيمته المرحلية على مسيرة تطوره واختزال هذا الكيان البشري المعقد وهذه المسيرة الرائعة الخطرة إلى "حالة" هو ما يجب تجنبه بوعي مسئول، والإصرار على استعمال اللفظ المناسب هو بداية الطريق نحو تكوين مفهوم لائق، ولكنا حافظنا على لفظ "حالة" مرحليا احتراما للسائد المتنعارف عليه وللتاريخ، وأضفنا لفظ "أحوال" في العنوان (جمع حال) مستعيرينه من قاموس التصوف فوجه الشبه بين الحالة الكلية للمريض وبين خبرات التصوف ليس ببعيد رغم اختلاف طبيعة ومسار كل منهما عن بعضهما البعض...

 

§         مقتطف و موقف

      المقتطف : من كتاب " الإنسان و الجنون "

( من شعر أحد المرضى في "الجرانج" ذلك المستشفى الذي تمت فيه هذه التجربة الرائدة للعلاج المتكامل بالعمل مع العلاج الفيزيائي وعلاج الوسط) (ص 209، 210).

يقول المريض :

القصيدة الأولى :

تعلمت في المساء في إحدى القرى

في حجرة صغيرة مع التنهدات

أن جدي هو السيد

سلفي السكير، لا أنا

أعرف الآن أن جدي

يضطهدني، رغم أنه مات

ويحدق في بعينين زجاجيتين

ويرقص على قمة رأسي

ذات يوم سأغادر غرفتي عند الفجر

وقد عزمت أمري

وأرتقي التل في تحد

حيث أوجه اللطمة لجدي

ولكن ربما لا يهم

إذا لم يوجد تل – فلست أطلب سوى غرفة

فسيحة غير مفروشة

أستطيع فيها أن أخرج من ذاتي

في قتامة المساء

يجب أن أشكر الله لهذه المعرفة

التي أزعم أنها نصف الشفاء

وأن أعرف أن كل ما أعانيه

يلقى باللائمة فيه على سلفي

أن أعرف أنه حين الوحش المفترس

ذو الصرخة الطويلة الحادة المنبعثة

يجعلني أنطلق في وهدة الليل

فإنه جدي وليس أنا

والآن سأقول ما أعرفه أنا بمفردي

إذا هاجمني مرة أخرى معولا

فلن أستطيع أن أصارع من هو أنا

لذلك فأنا أكتب أشعاري على الماء

 

القصيدة الثانية : ...

 

الموقف :

إن هذا المقتطف جدير أن يقرأ من أكثر من زاوية ن وموقفنا هنا هو تعقيب على ما قال المريض وما راآ الطبيب على حد سواء، ومناقشة لهما، وهذا الأسلوب إنما يؤكد لنا ظاهرة فنمنولوجية أساسية وهي وحدة التكامل في ظاهرة واحدة تشمل الفاحص والمفحوص معا، وهذه الأساسية يمكن أن تكبر وحدتها لتشمل موقفنا مع المقتطف ثم موقف القارئ من الاثنين معا.. وهكذا...

 

§         أوراق قديمة : من طبقات فحول الشعراء

مقدمة : هذا الباب سوف يقدم بعض مقتطفات من التاريخ مما يتفق مع مادة المجلة، وسوف نحرص على أن تتنوع مادته بحيث يكون مثل سائر الاتجاهات في المجلة : متخصص في رحابة.. ما أمكن إلى ذلك سبيلا، وبداية من هذا العدد سنحاول أن نعرض ورقة من تاريخ فحول شعراء العرب، ونحن لا نلتزم بتعليق خاص دائما، وإن كنا سنحاوله أحيانا، وندعو القارئ لأن يشاركنا في كل الأحيان :

الورقة ص 256 من كتاب : طبقات فحول الشعراء

تأليف محمد بن سلام الحجري 139 – 231 هجرية

السفر الأول / قرأه وشرحه محمود محمد شاكر / مطبعة المعادي

 

الانتحار الشافي

 

قال ابن جعدية : برص أبو غرة بعد ما أسن، وكانت قريش تكره الأبرص وتخاف العدوى ، فكانوا لا يؤاكلونه ولا يشاربونه ولا يجالسونه، فكبر ذلك عليه، فقال : الموت خير من هذا، فأخذ حديدة وصعد إلى جبل حراء يريد قتل نفسه، فطعن بها في بطنه، فضعفت يده لما وجد مسها، فمارت الحديدة بين الصفاق والجلد، فسال ماء أصفر، وذهب ما كان به، فقال :

لا  هم   رب  وائل   ونهد             والتهمات   والجبال   الجرد

ورب من يرمي بياض نجد            أصبحت عبدا لك وابن عبد

أبرأتني من وضح  بجلدي            بعد  ما طعنت  في معدّي

تعقيب : هذه الورقة تعلمنا أشياء كثيرة يليق بنا أن نتعلمها... 

 

§         تأملات في الأساطير و العصر الحديث : أمثلة لأساطير عصرية وعلمية / د. محمد السماحي

مدخل : لم تنقرض الأفكار الأسطورية من حياتنا، فهي تملأ مجتمعاتنا وحياتنا العامة وأحيانا يشار إليها بأنها " ميل غبي " Superstitution ولكن الغريب أنها تسللت أيضا إلى العلوم وشكلت أحد أساليب صياغتها وهذا ما يجب مقاومته. ولقد تركزت الأساطير العلمية في مجهودات تفسير الظواهر وخاصة الكوزمولوجية. ولقد لجأت الشعوب القديمة إلى تفسيرات تعتمد على أفكار تشبه الهزل حيث استعملت بطون الأبقار وقرون الثيران في تفسير الخلق، ولكن فلاسفة اليونان ما لبثوا أن مهدوا الطريق للعلم بأساطيرهم المعقولة (نسبيا) ، ثم جاء عصر العلم بأساطيره الخاصة به والتي سقط بعضها مع الزمن مثل نظرية التوالد الذاتي السابقة على نظرية التطور والتي تقول بأن الكائنات تتوالد مع الجماد والعكس صحيح...

     

§         هل حقا أن الصمت أكثر أمانة؟ / إبراهيم عادل حسن

مدخل : " الإنسان والتطور" .. إنه اسم المجلة، ولست أدري ملابسات اختيار هذا الاسم ، إلا أنه اسم كبير ، يقف في حلق من يقرأه، كعظمة تأبى أن تبتلع وتأبى أن تلفظ، وهو اسم يقذف بالتحدي في وجه الكاتب والقارئ على السواء، وعلى ذلك فإني أعتبره اختيارا موفقا للمجلة، فهو اسم مريح، ومهما كتبت بهذا الاسم (ولو بخط صغير) أنها مجلة  " علمية ثقافية " ، ومهما وضعت من تحفظات أو شروط للنشر أو أقسام أو أبواب ، ومهما وكيفما كتبت أو قرأت ، فسوف يطالعك الغلاف في النهاية بهذا الاسم الثقيل مثل صخرة تسد الطريق، وعليك إما أن تزحزحها (أو تشارك في زحزحتها ) ن وإما أن تختار طريقا آخر، ولن يغير من المر شيئا أنها مجلة متخصصة (أو متخصصة جزئيا)، تدخل إلى التطور من مداخل علم النفس والعلاج النفسي، فالاسم موجود يضرب عرض الحائط بجميع التخصصات والعلوم والثقافات إن لم نخرج منه أو إليه.

وعلى أي حال فقد سمحت هذه المجلة لغير المتخصصين بقرائتها والحوار معها، وفتحت باب محاولة التأثر والتأثير في مسارها، ومن هذه الزاوية فإن هذا الاسم يقع في أذني وقع معركة حقيقية كاملة، وقد وصف داروين عملية التطور بأنها التناحر من أجل البقاء..للأصلح، وقد تبدو هذه المعركة بالغة القسوة ولكنها في نفس الوقت بالغة العدل والحكمة ، بل بالغة الرحمة أيضا ، وأنا وأنت أيها الكاتب والقارئ من المتخصصين وغير المتخصصين – سواء شعرنا أم لم نشعر – أطراف في هذه المعركة...  

 

§         أو .. من أنا ؟ / د. وفاء الليثي

§         هذا الذي وقف شاهدا / حافظ عزيز

الموجز : "هذه خبرة شديدة الحياة شديدة العمق، وقد تبدو لمن لا يعرف :شديدة الغموض ، رغم أنها شديدة الوضوح ، وهذه المجلة      تعتذر رغم كل شيء مواجهة القارئ بهذه القطع المتوهجة من الألم الإنساني الحي، ونرجو أن نقدر على تعهدها وتقديمها، دون تعليق"..                     

 

§         الحكمة من جوف الحارة : حوار الصم  ( مهداة إلى المفاوضين المعاصرين في كل مكان )

تمهيد واعتذار : هذه المجلة لا تنشر - ما أمكن  - بالعامية ، تمسكا باللغة المشتركة الملتزمة، وسعيا لتغطية أكبر مساحة من التواصل، إلا أن بعض ما يأتيها من مواد بالعامية له دلالة خاصة، باعتبارها أثر مباشر لا ينبغي ترجمته أو تفسيره .

والأرجوزة المنشورة هنا نصفها الأول أثري وقديم من التراث الشعبي، والنصف الآخر نهج نهج الأصل وعارضه، ولأنها تتناول ظاهرة التمييز بلا تميز، والنية بلا فعل، ثم "حوار الصم" وكلها ظواهر نفسية هامة وذات دلالة فقد نشرناها كما هي دون الإخلال بالالتزام العام وهو النشر بالفصحى إلا في الاستثناء المسبب... 

 

§         المسرحية .. و الإنسان وحيدا / د. سيد حفظي

مدخل : هو إحساس صادفني مرة ومرات، ثم وعيت به في واحدة منهن   فقررت كتابته لعلني أستطيع بعد هذا مراجعة موقفي   ثم وضحت لي رؤية أخرى بعد كتابته وهي أنه من حق الذين يرفضون التغيير ويرفضون أن يتنازلوا عن مكاسبهم  أو  حتى عن خسارتهم أن يكونوا في موقفهم هذا   فالتغيير صعب جدا   والقرار نفسه في غاية الصعوبة لأنه حينما يتخذ القرار  تتضح الرؤية كاملة جلية للنفس، فقد يجد الإنسان نفسه فجأة وحده وقد اتخذ القرار لنفسه على مسئوليته هو، ليحقق به مآربه هو  دون الآخرين ...ولأنه هو قد يكون  شعر بحاجة إلى مثل هذا القرار.

ومع تكرار الرؤية – وليس الإحساس – وجدت أن أكتب هذه الخبرة  للنشر في هذه المجلة   غير هادف أصلا لمن يشاركني أحد، لأنه لن يستطيع  فتجربتي لن تكون هي تجربته أبدا  وليس من باب الكتابة الذي يحمل معنى الاستمناء العقلي   ولكن لعلي في يوم من الأيام ، أراجع كتاباتي، فأحاول أن أسعى إلى قرار آخر أثناء تجربتي – وما بعدها  -وما قبلها... 

 

§         العجوز و الخيط [قصة قصيرة]

مدخل : كانت تجلس بجوار النافذة نصف المفتوحة تنظر إلى الشارع الخالي، وأنت لا تستطيع أن تعطيها سنا محدودة فقد تكون في الخامسة والستين أو حول الخمسين لكنك لو دققت النظر فقد تراها طفلة في الثالثة من عمرها  تتعلم خبرة جديدة  : أن تصنع فستانا ورداء لعروستها، يتوقف أي من ذلك على ما وصلك منها وما أردت أن تراها فيه، كانت لحظة من لحظات الزمن الوديعة، رغم كل هذا السكون أو بسببه، كانت وداعتها أشبه بغروب يوم مطير بعدما انقشعت غيومه إذ غسلت بمائها أدران البشر وتلويث الطبيعة للطبيعة ، جلست السيدة العجوز بجوار النافذة العريضة الممتدة بين الجدار والجدار والتي تكشف عن بعد من قد يروح أو يغدو، على قلة  من يروح ويغدو في هذا الحي في هذا الوقت، وضعت على حجرها ثوبا ما، هو ليس بالجديد ولا بالبالي ... 

§         الصديق جاد الرب .. و مواصلة الحوار / د. يحيى الرخاوي

مدخل : كنا قد أنهينا حوارنا مع الأخ جاد الرب في العدد الماضي بأن ارتودعناه الله، بعد أن اقترحنا أن نتوقف قليلا لنلتقط النفاس ونتفق على كيفية مواصلة الخوار إن كان ثمة  ما يدعو.

واستجاب الصديق كما توقعنا وكف عن الفيضان

وأرسلت له خطابا أؤكد انتظارنا لما يريد، والتزامنا بتنفيذ ما يشاء في حدود هدفنا المشترك .

وأرسل ردا رقيقا مازال يناشد فيه كل من يمكن أن يناشدوا غيرهم، ومن ذلك قال ...

" أخي دكتور .....

إن مقالتي التي أرسلتها للنشر بالكويت تناشد هيئة اليونسكو العربية كما تناشد المثقف العراقي التعاون لإعادة بناء بابل Babel (هكذا كتبها) لأنه (حسب مقالتي الأخيرة يجب على أدباء القرية العربية أن يعيدوا بناء بابل ثم يعيدون بناء تقويم الزمان على أساس ينطلق من (عام إقرار حمورابي العدالة في الأرض) وهو مقال يفصل الحركة  في هيئة مجلسين : ...