مجـــــــــلات 

 

الإنســان و التطــور

تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي

السنة التاسعة عشر العدد 60 – يناير – فبراير – مارس 1998

www.mokattampsych.com

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§              الافتتاحية )1(  / د. يحيى الرخاوي

§         الافتتاحية )2(  / فريد زهران

§         وجهة نظر إسلامية : حول العلاقة بالآخر / د. أحمد صبحي منصور

§         ليبرالية خارج التاريخ / محمد البدري

§         حوار حول النفس والدين (الجزء الثاني) / د. عصام اللباد

§         ليلة الحلاوة / السيد زرد

§         نقطة تقاطع / اعتدال عثمان

§         مثل وموال : أولا المثل

§         المثلث وما تبقى / أحمد زرزور

§         مقتطف وموقف، حول : إشكالة العقل والتفكير النقدي

§         قشدة الصباح / مي التلمساني

§         المنهج العلمي والسلام النفسي / د. يحيى عبد الحميد

§         حالات وأحوال

§        الانتكاسة للإدمان : كيف تحدث ? وكيف نتجنبها ? / د. إيهاب الخراط

§         ظل بيت قديم – الماضي / يوسف بركات

§         للتذكرة والتصحيح

§         رقصات تسبيح بترنيمات النفري : تعليقات على مواقف الربع الثالث / د. إيهاب الخراط

§         محو الأمية النفسية : نبض العقل وكم المعلومات

§         إضعاف المعارضة..فكرة للتسويق الدولي / د. جمال علي زهران

§         غزو ثقافي... أم تبعية ثقافية ? / د. شبل بدران

§         استفسارات ومشاكل: عن العلاقة بين الأجيال والاكتئاب والتنشئة الدينية

§         زهور سوداء / إبراهيم محمد

§         أوقات / منتصر القفاش 

§         حوار : حول كارثة الأقصر / إدوار الخراط يجيب

§         الخوف في الأنظمة العسكرية (نظرة عامة / مانويل أنطونيو جاريتون : ترجمة سعد زهران

§         تقاسيم على أصداء نجيب محفوظ / يحي الرخاوي / الفصل الثاني : في مقام الحيرة-والدنيا تضرب تقلب

§         رسائل وتعقيبات

§         مقتطفات علمية : قراءة.....وتعليق

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         الافتتاحية )1(  / د. يحيى الرخاوي

 إذا فالمسألة تستأهل

هذا ما وصلنا رغم طول الغيبة ، وتواضع العودة بظهور العدد الماضي.

وكنت قد بدأت التعليق على هذا التلقي الكريم لعودة المجلة كاتبا في المسودّة الأولى لهذه الافتتاحيّة : قائلا " إذا فالأمل موجود ، لكن الخطر موجود، أيهما أكبر : الأمل أم الخطر ? "

وقبل أن أكمل الافتتاحية الملغاة ، جاءني الجواب من كارثة الأقصر.

وهكذا وجدنا أنفسنا بين كارثة الأقصر، وحلول رمضان، واقتراب معرض الكتاب، وحتمية الاستمرار، فماذا نقول في هذا العدد? 

كارثة الأقصر نذير ليس أقل من نذير 1967

وقد حل رمضان في ظروفنا الصعبة هذه، وليس من دورنا أن نشارك في زفّة الرشاوى غير العلميّة التي تبرّر  الصوم  بفوائده التي تعود على الجسد وتشفي كل الأمراض، فتكاد- ولو بحسن نيّة- أن تخلع عنه وظيفته الأعلى من حيث أنّه عبادة أساسية وركن جوهري لدين فطري لا يحتاج إلى مبرّرات حديثة وزائفة حتى نغري الناس باتباعه وأداء عباداته، ولهذا فإننا نعتبر مقالي د. أحمد صبحي منصور ود. عصام اللباد هما الاحتفال المناسب بممارسة هذه العبادة التي تقوم – أو ينبغي أن تقوم – بدور التذكرة بضرورة  كسر الرّتابة التي ألفناها طول العام وذلك بالإقدام على تغييرات ممكنة، ونتصوّر  أن هذا التغيير البسيط في عادات الأكل والشرب اليومية له دلالته الخاصة لتحريك الوعي والتذكرة  بالقدرة على التخلص من كل ما اعتدنا، لكن رمضان يأتي ويذهب فلا نمارس إلا حلاوة الكسل، وسخف التبرير لأخطائنا واندفاعاتنا إذ نلصقها بعبادة المفروض  أنها ترتقي بالخلق لا تبرّر الخطأ، ثم إننا نتراجع في رمضان أكثر فأكثر عن الالتزام بالعمل كعبادة دائمة وأساسية، وكأننا كنا نعمل في غير رمضان حتى توقف عن العمل فيه، يأتي رمضان وسيذهب دون أن نتغيّر ، بل ربّما يشير ذلك إلى أنّه أتى وذهب وصمناه دون أن نصوم أصلا بما يرضي الله...

 

§         الافتتاحية )2(  : العمل الجماعي هو الحل / فريد زهران

مقدمة : لا شيء يعادل الإحساس بالوحدة في مرارته، ولا شيء يعادل الإحساس بالأسى إلا أن ترى على ساحة العمل العام أشخاصا منغمسين في وحدتهم الموحشة دون أن يعلنوا عن شعورهم بالمرارة، وأحيانا، وإمعانا في الغرابة – دون أن يشعروا بأي مرارة أصلا، وقد يرجع ذلك البعض مستغرق حتى الثمالة في الاشتباك مع طواحين الهواء بصورة دون كيشوتيّة تمتزج فيها السذاجة المفرطة بقدر أو بآخر من البلاهة ، والبعض الآخر يؤدي دوره "المرسوم" على ساحة العمل العام بروح وطريقة "الموظف" المصري الآن الذي لا يعنيه سوى ما يتقاضاه من مرتّب آخر الشّهر ولا يشغل باله كثيرا بجدوى أو نتيجة ما يفعله.

إن الذين يشعرون بمرارة العمل الفردي وعبثيته قد طردوا – أو خرجوا بمحض إرادتهم-  من مؤسسات العمل العام الفرديّة  الطابع والأداء ، واحتفظت هذه المؤسسات لنفسها – أساسا-  بالسذج والموظفين إلى جوار قلة قليلة تعض على وجودها داخل هذه المؤسسة بالنواجذ مخافة الخروج إلى قارعة الطريق ، لأن ذلك قد لا يحرمهم  من أي عمل عام فحسب، بل سيجعلهم أيضا يسقطون في براثن وحشة خانقة وقد ابتعدوا عن  "المجتمع" الذي يعرفهم ويعرفونه بصرف النظر عن موقفهم أو ملاحظتهم على هذا المجتمع. ترى كيف يمكن لنا أن نخرج من هذا الوضع الخانق  ? ...    

                

§         وجهة نظر إسلامية : حول العلاقة بالآخر / د. أحمد صبحي منصور  

مقدمة : هناك رؤيتان للإسلام : رؤية للإسلام من خلال مصدره الإلهي، وهو القرآن الكريم، ومنهج هذه الرؤية هي أن تفهم القرآن من خلال مصطلحاته ولغته، فللقرآن لغته الخاصة التي تختلف عن اللغة العربيّة ، فاللغة العربية – كأي لغة- هي كائن متحرّك، تختلف مصطلحاته ومدلولات الكلمات حسب الزمان والمكان وحسب الطوائف والمذاهب الفكريّة ، وحسب المجتمعات. وبالتالي فإن الذي يريد أن يتعرّف على الإسلام من خلال مصدره الإلهي – القرآن- عليه أن يلتزم  باللغة القرآنيّة، ثم يبدأ بدون أدنى فكرة مسبّقة في تتبّع الموضوع المراد بحثه من خلال كل آيات القرآن ، سواء ما كان منها قاطع الدلالة شديد الوضوح –وهي الآيات المحكمة، أو ما كان منها في تفصيلات الموضوع وشروحه وتداخلاته، وهي الآيات المتشابهة. وهنا يصل إلى الرّأي القاطع الذي تؤكده كل آيات القرآن. وهذه الرؤية القرآنية للإسلام.

والرؤية الثانية للإسلام هي الرؤية التراثية البشرية، وهي أن تنظر للإسلام من خلال مصادر متعدّدة، منها القرآن، والأحاديث المنسوبة للنبي، وروايات أسباب نزول الآيات، وأقاويل الفقهاء والمفسّرين.. ومن الطبيعي أن تجد آراء متعارضة، وكل رأي يبحث في آيات القرآن ما يؤيده بأن يخرج الآية عن سياقها ، وأن يفهمها بمصطلحات التراث ومفاهيمه. ومن الطبيعي أن هذا الفهم للإسلام يتعارض مع حقيقة الإسلام، ومع الرؤية القرآنية له. ومن هذه الرؤية الثانية تخرج الفتاوى التي يكون بها الإسلام  متهما بالإرهاب والعنف والتخلف والتطرف.

والواقع أن المسلمين في العصور الوسطى، كانوا مثل غيرهم من البشر، يعيشون ثقافة العصور الوسطى بتعصبها وتطرفها وحروبها الدينية والمذهبية ومحاكم التفتيش. وقاموا بتأويل آيات القرآن وصناعة  أحاديث وتفاسير تلك الثقافة، وجعلوها مقدّسة بنسبتها للنبي (عند أهل السنة)، أو لأقارب النبي (عند الشيعة) ، أو للأئمة المقدّسين عند الصوفية.

والذي يأخذ عن هذه الرؤية البشرية الذاتية للمسلمين ويفهم من خلالها الإسلام، لن يجد منها إلا العنف والإرهاب، أما إذا رجع للقرآن ومفاهيمه وتشريعاته ، فسيفاجأ بأن الإسلام هو دين السلام والتسامح الذي لا مثيل له..

وقد اخترنا أن نفهم الإسلام من خلال القرآن ، وهو مصدر الإسلام الوحيد والموثّق. وذلك  بالمنهج العلمي الذي يلتزم بمصطلحات الإسلام ومقارنته بتراث المسلمين وتاريخهم في العصور الوسطى، وفيما تفعله الحركات الإسلامية في عصرنا الراهن، وهي تحاول الرجوع بالمسلمين إلى تراث العصور الوسطى وعقليتها.

والآن ..ماذا عن علاقة الإسلام  بالسلام   هذا هو موضوعنا الآن وسبق لنا التعرض له في أبحاث مختلفة...  

 

§         ليبرالية خارج التاريخ / محمد البدري

مقدمة : كانت نقاط الانطلاق التي ارتكز عليها الليبراليون عندنا، في سياق نموّهم التاريخي، مختلفة تمام الاختلاف عن مثيلتها في الغرب ولا أعتقد أن أحدا من أهل الرأسمالية المعاصرة لدينا على علم بذلك الأمر، فهم جميعا متواجدون  في الساحة أي السوق بقواهم الماليّة وليس الرّأسماليّة، بالضرورة وليس بالإبداع، وهي نقطة هامّة سأقف عندها قليلا فيما بعد.

فالقاعدة الأساسية التي يختلف فيها الاثنان هي منطلقات القانون الأول الذي ارتكزت عليه الرّأسمالية الغربية في إنشاء ليبراليتها وهو قانون دعه يعمل دعه يمر. فالنصف الأول من القاعدة يقوم آليا بتكريس وعمل التراكم في جميع المجالات مدركين لأن العمل هو المصدر الوحيد للثروة، والنصف الثاني من الشعار معناه قيام كل من يساهم في العملية الإنتاجية بالمرور أي الحق في القول والفعل والممارسة لأي نشاط مدني اجتماعي ثقافي سياسي... الخ أي الديمقراطية التي يحاول الجميع اكتسابها الآن.

بالقطع لم يكن هذا متاحا من اللحظة الأولى لإبداعات الرأسمالية ولكنه أخذ أيضا الكثير من الجهد والدم لترسيخه وسار متوازيا مع تراكم الثروة وحجم الإبداع العلمي والمعرفي والتكنولوجي ...الخ.

كان ولا بد للعقل أن يعيد صياغة ذاته كشرط أولي لتلك العملية التحررية والإبداعية،  لذا كان الاصطلاح ثم التنوير هما أولى الخطوات العمليّة التي قامت بها قوى الرأسمالية في الغرب بغرض إعادة برمجة العقل الإنساني في كشفه للعمل الرأسمالي الصناعي كأساس للتقدم إلى المستقبل، هنا لبيان ما سبق الإشارة إليه...

 

§         حوار حول النفس والدين (الجزء الثاني) / د. عصام اللباد

...في طريقي للقاء أستاذي لاحظت أن حديثه الماضي اقتصر على بعض من آراءه ووجهات نظره وأنه لم يتناول آراء غيره من علماء النفس التحليليين، وقررت استدراجه لذلك.

كان يوم إجازتي الأسبوعية، ولم أكن مضطرا إلى الذهاب مبكّرا كالمرة السابقة.

عندما وصلت إلى البوابة كانت الشمس قد ارتفعت في السماء...،

دفعت الباب ببطء ودخلت

كان أستاذي ينتظر، ..جلست أمامه... تأهبت لبدء السؤال وتأهب هو... فبدأت.

عصام : قرأت يا أستاذي أن بعض علماء النفس التحليليين يميلون إلى التشكيك في كل الأنظمة الفكرية ويعتبرونها – قياسا على إطارها المرجعي نفسه- لا شيء ، أو مجرد محاولات تبريريّة لنزوات ورغبات لاواعية ما رأيك في موقفهم هذا ?

فروم : يجب أن أعترف بأن موقفهم خاطئ لا من وجهة نظر فلسفية فقط، بل من منطلق التحليل النفسي ذاته، لأن التحليل النفسي رغم أن وظيفته هي فضح زيف التبريرات قد جعل من البديهة التوصل إلى مثل هذا التحليل النقدي لعملية التبرير.

عصام : لم أفهم جيّدا،... لكني أعتقد أنني سأفهم أكثر لو واصلت حديثك.. كنت أقصد...مثلا ينحاز فرويد إلى اعتباره الأفكار الدينية أفكارا وسواسيّة لا يجب أن نأخذها مأخذ جد...وقد قرأت ، بصراحة أنه معاد للدين.

فروم : (متحمّسا) هناك رأي شائع بأن فرويد عدو للدين، وأن يونج نصير له، للدين، هذا الرأي من وجهة نظري خاطئ تماما كل ما في الأمر أن لفرويد اعتراضات من الواقع على الدّين .

عصام : أريد أن أعرف رؤيته للدين أولا، قبل اعتراضاته.

فروم : (مبتسما) ... لقد تعاطى فرويد مشكلة الدّين والتحليل النفسي في واحد من أكثر أعماله عمقا والمعيّة ، كتاب "مستقبل وهم" ، كما تعاطاه يونج في سلسلة من المحاضرات نشرت في كتاب تحت اسم "علم النفس والدين".

إن فرويد يرى أن أصل الدين هو عجز الإنسان عن مواجهة قوتين، قوى الطبيعة الخارجية، والقوى الغريزية الداخلية، وأن هذا العجز بدأ في مرحلة مبكرة من التطوّر كان الإنسان فيها ما زال عاجزا عن استخدام بديهته في مواجهة تلك القوى وقمعها والسيطرة عليها. لذلك استعان الإنسان القديم بشيء غير البديهة ، وهو الوجدانيات المقابلة ، أي بقوة عاطفية يسيطر بها على ما عجزت عنه البديهة، فاستعان بالشعور بالحماية، بالوهم، بإيهام نفسه أنه يمتلك هذا الشّعور. وقد قام باختيار هذا الشعور عن طريق النكوص والتذكرّ. فالإنسان عندما تواجهه قوى مهدّدة خارج نطاق سيطرته، وغير مفهومة، ومن الداخل والخارج فإنه يتذكر طفولته وخبراته المماثلة، ويتذكّر حماية الأب له، ويتذكّر شعوره بالأمان والحماية.

هكذا ينكص الإنسان إلى هذا الشعور، ثم يبدأ في البحث عن الأب، ذلك الأب الحامي الذي كان يراه في طفولته فائق الحكمة والقوّة.

وعندما لا يعثر عليه فإنه يخلقه، ويقدّم له الطاعة والخضوع حتى يضمن حمايته له.

الدين، إذن ، عند فرويد هو تكرار لخبرة الطفل.

إن فرويد يحاول معرفة سبب صياغة البشر لفكرة الله عن طريق تحليل السيكولوجية... 

 

§         ليلة الحلاوة / السيد زرد

حلت ضفيرتها . أعادت تمشيط شعرها. تأملت وجهها في المرآة. نزعت شعيرات شذّت عن خط الحاجبين. عبثت أناملها بأدوات زينتها. تأمّلت قوامها . مالت لليمين. ثمّ لليسار. انحنت. راقتها رجرجة الثديين. كشفت عن ساقيها مسّدت خصرها.

هذا الليل طويل . تجمع ساعاته دقائقه. تلملمها. تحصيها. لا ينقص منها شيء. وحدها، عليها أن تنفق هذه الليلة.

سافر الأبوان والأخوة الذكور، ولا مفر من أن تنفرد بنفسها لتواجه جسدها البكر، وسنوات عمرها الثلاثين.

فاجأها الغناء عن الحب والأشواق. كانت الجارة التي ارتحل زوجها، قد أطلقت صوت المسجل، لا بد وأنها هي الأخرى أبهظتها الوحدة، وأثقل عليها الليل والجسد.

لكنها –بالأقل- لديها عزاء أن رجلها سيعود، وعندها من الذكريات ما تسري به عن نفسها، إذا نالت نصيبا من ملذات الجسد، إنما هي بم تتعزّى  وكيف تتسرى   هي التي سمعت جسدها عن الحب ، ولم تعشه. شهدت كل الأعراس ، ولم تنل زوجا. نضج جسدها منذ أزمان، ولم يقدم أحد على قطف ثمراته...

 

§         نقطة تقاطع / اعتدال عثمان

نستطيع أن نقول إن الكتابة الإبداعيّة نوع من المعرفة ذات طبيعة مزدوجة، فالمبدع يعيش ظروف واقعه ويشارك مثل غيره في الحياة بجوانبها العملية والاجتماعية لكنه حين يكتب لا بد أن يمتلك وعيا بالشرط التاريخي والإنساني المعاش في سياق ثقافي له خصوصيته، أي أن الكتابة تعني فهم الحياة من داخلها والحلم بتغيير الظروف التي تسلب الإنسان إنسانيته. أما الوجه الآخر للمعرفة فيتطلّب استناد المبدع إلى خبرة جمالية يكتسبها وينميها على نحو مستمرّ. والخبرة الجمالية تتضمن كيفية التفاعل بين الشرط التاريخي والإنساني والتجربة الذاتية. إن سؤال الإبداع يطرح دائما : كيف يحول المبدع أفكاره ومشاعره من جانب ، وما يستقبله عقله ووجدانه من جانب ثان، إلى نص لغوي من رموز وصور وعلاقات نصية وعلامات ثقافيّة وحضاريّة، يتلقّاها القارئ بوصفه مشاركا في عمليّة الإبداع ذاتها، مشاركة لا تكتمل دائرة الإبداع بدونها ?

والمعرفة هنا – بوجهيها – تقترن بطاقات الخيال وامتلاك المبدع موهبة تجميع شظايا الحياة المتناثرة وإعادة تركيبها في شكل فني دال، بما يؤدي إلى اكتشاف حقيقة من حقائق الذات الإنسانية في وجودها العابر، وبما يضفي على ذلك الوجود نفسه قيمة باقية، تزاوج المعرفة بالمتعة في أرقى صورها، فتزداد الحياة ثراء ، ويزداد شعورنا بها عمقا...

 

§         مثل وموال : أولا المثل

مدخل : " انصح أخوك من الصبح للظهر ? إن ما تنصحشي غشه طول النهار"

ماذا يقول المثل ?

هل ينهى عن النصح ? هل يشجع على الغش ? هل ينبه إلى أن النصائح يبغي ن تكون في حدود ? فإذا كان الأمر كذلك، ألا يكفي أن يكون التوقف عن النصح- بعد ما فشل- هو الإجراء الأنسب  بدلا من أن "تغشه" بقية النهار ?

وهل يتفق هذا المثل مع ترجيح أن النصح والإرشاد، والنهي والتنبيه، لا يصلحون لمن يصرّ على "ما هو"، أو لمن لا يستطيع إلا أن يكون "كما هو" مصداقا للمثل الآخر الذي يقول  "نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب، وديل الكلب عمره ما ينعدل ولو علقت فيه قالب "  ?

وفي محاولة الرد على كل هذه التساؤلات نقول : ... 

 

§         المثلث وما تبقى / أحمد زرزور

هكذا، رقتك الكاسرة لم تلحق بالخامسة والأربعين.

رقتك التي يناسبها الآن : الإمساك الحقيقي،

من قبل : مررت سريعا بنداءات الجساد..

(إفضاءات كثيرة لم تتمهّل

دمغ غنائية لم تتأمل،

كان الترقب حريتي

والتربص خطاب وهم)

"إعانة الشئون وأمي التي غسلت وملأت للمهاجرين

أكملت مثلث الولوغ،

ندهتني وندهتها : الخطوات الفائرة /

مع ذلك حرمني خوفي اللعب الحي.

الإنزالات السريعة بدأت يومها..

كل الذين جعلوني غفلا : لن أسامحهم،

أنا المركون الآن

في رائحة، قديمها يحسّني،

وعلى الورق، جديدها يخرج لي لسانه)...

 

§         مقتطف وموقف، حول : إشكالة العقل والتفكير النقدي

في هذا العدد غامرنا بتجربة جديدة على الوجه التالي :

أولا : توحيد المصدر :

حيث اقتصرت المقتطفات جميعا على صحيفة واحدة هي الأهرام لنثير من خلال ذلك عدة أسئلة وقضايا :

1-     لمن يكتب الكاتب في الصحف اليومية ?

2-     كم عدد (نسبة) من يقرأ هذه الآراء من كل قراء الصحيفة الواحدة ?

3-     كيف تقرأ " الآراء" في الصحف اليومية ?

4-     هل يحتاج الأمر إلى مذكرات تفسيرية ?

ثانيا : توحيد الموضوع

حيث حاولنا أيضا في هذا العدد أن تكون مقتطفاتنا دائرة حول موضوع واحد، ألا وهو " إشكالة العقل والتفكير النقدي" ، وهو الموضوع الأثير لهذه المجلة (إن لم يكن هو الموضوع الوحيد)، فكانت هذه المواضيع :

1-     الشياطين الصغار (حول استعمال كلمات العقل والتفكير، والمنهج العلمي)

2-     أنا أفكّر إذا أنا لست موجودا (حول وسائل المعرفة وغلبة العقلنة وقصورها)

3-     عودة الفلسفة : ترف أم ضرورة اجتماعيّة ?... 

 

§         قشدة الصباح / مي التلمساني

مدخل : بوجه :

طائر أسطوري لم يولد بعد، يميزه النف الروماني المتناقص مع ضيق الأكتاف، وقفزة ملحوظة تميز طريقة السير على مهل جسد نحيل يعجبني وبشرة بيضاء تميل على الصفرة، ونظرة لا تستقرّ على الوجه إلا لتخترقه وتنفي وجوده أشغف عزيز الراء فرنسية والصوت أقرب إلى صوت طفل يتعلّم الكلام ولا يجيده بعد، الشفاه رقيقة مبتسمة في استهزاء العارف بكل شيء والعينان تميلان عند الطرفين إلى أسفل كالدهشة الأولى...

 

§         المنهج العلمي والسلام النفسي / د. يحيى عبد الحميد

ملخص : تعتمد طريقة Ellis للعلاج النفسي على أن معظم الاضطرابات النفسية لا تسببها مشاكل الحياة بقدر ما تسببها مرآة المعتقدات التي تعكس هذه المشاكل على مشاعر الإنسان، فإذا كانت المعتقدات منطقية نابعة من رغبات معتدلة كانت المشاعر تجاه عوامل إعاقة تحقيق رغبات وأهداف الإنسان من النوع السلبي المعتدل. أما إذا كانت هذه المعتقدات غير منطقية ويسيطر عليها استبداد الرغبات في شكل المفروض والواجب كانت النتيجة تطرف المشاعر السلبية التي تظهر في شكل اضطرابات نفسية حادة – وعليه فقد اقترح Ellis طريقة للعلاج بالمنطق تعتمد على بعض القدرات الموروثة في الإنسان وأهمها قدرات القبول والرفض وقدرات التفكير المتعدد وكلها قدرات تسلح الإنسان بإرادة تغيير أفكاره وسلوكه ومشاعره. أما المنهج العلمي فهو القادر على مجادلة المعتقدات غير المنطقية في تكرار وإصرار لمحاولة تحويرها أو تغييرها إلى معتقدات مرنة لا تتعارض مع الحقائق والمنطق ولا تصطدم بالواقع، فيصبح التغيير إلى الأحسن ويكون ضمن آثاره التخفيف من حدة المشاعر السلبية . وبذلك تتلخص طريقة العلاج النفسي بالمنطق في استخدام المنهج النفسي لتغيير معتقداتنا من جمود اللامنطق إلى مرونة الواقعية مما يستتبعه تحويل في مشاعرنا من الاعتلال ومن الاضطراب إلى الرشاد. 

 

§         حالات وأحوال :

o        الجزء الأول / المرض البطيء والعدوان السلبي

مدخل : السيد / م.س.ص. 42 سنة، أسنان أعزب، والده أستاذ في كلية طب الأسنان، تخرج في كلية طب الأسنان من سنة ونصف، وظل يعمل بانتظام في مستوصف صحي شعبي، وهو المسئول الوحيد فيه عن تخصّصه هذا، ثم قرر عدم العمل منذ أسبوع..

جاء يحكي (لا يشكو) من أنه : أنسجم مع الكثرة ، وبدون سبب، فيه عصبة ضدي، وتلقى اللي يقول واللي يتدخل والأذية والنوم القليل، والكثير ، والمعاكسات ، وهي ملكات وقدرات وملائكة يصلّوا عليّ، من أرادني فيحج إليّ، وجاي لغاية هنا، طز في الطب ولا تقولي مسيحيّين ولا يهود، ولو سمعتم اللي باسمه كان بقى فيه كلام تاني

ويقول زوج الأخت المصاحب :

هو رفض يأخذ الدواء وما فيش حقن خالص، وبدأ باللخبطة والمشي في الشوارع والجلوس على القهاوي، ومافيش نوم، ويقول الجواز وإسرائيل والإسلام، وبيقول إنه يبحث عن مملكته الخاصّة.

وقد بدأت الحالة من عشرين سنة، وكانت هذه هي المرّة الثالثة لدخوله مستشفيات مماثلة، وكان طالبا متفوّقا قبل ذلك (الابتدائية 97 % الإعدادية 92 % والثانوية 81 % ) ثم بدأ التعثر الدراسي قبل ظهور الأعراض الصريحة بسنتين، وظل الرسوب والاعتذار يتكرّران حتى تخرج بعد 15 سنة من الدراسة في كلية طب الأسنان، وهو مصاب منذ الطفولة بربو شعبي اختفى بعد إصابته بهذا المرض الحالي، وله أخت واحدة ، وأمه خريجة كلية العلوم ، كانت الأولى على دفعتها، لكنها رفضا وظيفة معيدة بالكلية ولم تعمل أبدا، وخالته مصابة بوسواس النظافة حتى توقّفت على السلام على الناس باليد نهائيا...

o                    الجزء الثاني : ألعاب علاجية / أخاف من قوّتي

(لا أجرؤ أن أكون قويا = لا أجرؤ أن أطلق سراح قوتي = لا أجرؤ أن أعرف مدى قوتي )

الأرضية التنظيرية والفرض

كل الناس تزعم أنها تريد أن تتمتّع بالقوة ، وأن تمارس التفوق القادر، وأن تكون يدها هي الأعلى، ولكن هل هذه حقيقة عامة ? وهل القوة التي تظهر في شكل السيطرة أو التمادي في الامتلاك أو في استعمال السلطة، هي القوة التي يتميز بها الإنسان حقيقة وفعلا ? أم أن أغلب ذلك هو بدائل عن القوة الحقيقية الكامنة فينا، والتي نلغيها أو نرفضها أو ننكرها أو نستبدلها بالسيطرة أو السلطة أو السادية أو الحرب.

الفرض :

في التركيب الإنساني طاقة قوة أكبر بكثير من تصوّره، وهي مرتبطة أشدّ الارتباط بغريزة العدوان ، وهي تأخذ صورتها الإيجابية حين تصل إلى الوعي تلتحم بالكل تبني ولا تهدم (تبني الذات والآخرين العالم).

ألعاب علاجية (أو : كشف-علاجية)

فكرة ما هو "لعبة ، التي تجري أثناء العلاج الجمعي عادة تتألف من أنه يطلب من المريض (والمعالج إن لزم الأمر)أن يقوم بإجراء (لفظي في الأغلب) هو أقرب إلى تمثيلية شديدة القصر (أفضّل أن يطلق عليها اسم "ميكرودراما" ) ، وهي مكوّنة من جملة ناقصة ، أو نصف جملة (وهذا هو كل النص المتاح) على أن يقوم المؤدي (المريض أو المعالج) بإكمال ما بعدها –تأليفا تلقائيا- بعد النطق بها، أي أن نص "الميكرودراما" لا يزيد على بضعة كلمات تكون جملة ناقصة، أو نصف جملة ، وعادة ما يجد المريض المبتدئ صعوبة، ويبدي مقاومة حين تشرح له اللعبة، ولكنه في أغلب الأحوال ، ومهما كان مرضه أو درجة ذكاءه، سرعان ما يشارك ، ومهما كانت درجة استيعابه للعبة فإن الاستفادة العلاجية من خلال محاولاته واردة دائما... 

 

§         الانتكاسة للإدمان : كيف تحدث ? وكيف نتجنبها ? / د. إيهاب الخراط

الانتكاسة :

هي عودة المدمن بعد فترة من الإقلاع عن التعاطي إلى نمط الحياة القديمة حياة الإدمان.

الزلات :

وعادة لا يعود المدمن من الإقلاع التام إلى الانتكاس الكامل فورا، بل يحدث هذا تدريجيا. في صورة "زلات متكررة :

(1)     تبدأ الزلات غالبا بأنواع بسيطة من المسكرات أو المخدرات وتزداد الشدة تدريجيا (بيرة، نبيذ، ثم كونياك وبراندي ثم حشيش أو بانجو..إلخ)

(2)     وغالبا أيضا ما تبدأ الزلات على فترة متباعدة ثم يقصر الوقت بين الزلة والأخرى (كل شهر ثم كل أسبوع ثم كل 3 أيام ثم يوميا..إلخ).

(3)      ويبدأ التدهور التدريجي في أداء وحياة المريض. من حيث إهمال في العمل والدراسة، علاقات متوترة مع الأهل والزملاء، فقدان للشهية (أو إفراط في الطعام أحيانا)، تبذير في الأموال، تدهور في العادات والطباع..إلخ.

الزلة مصيبو، يمكن علاجها، لكن يتطلب هذا حسم ووعي ومرونة وعزيمة صادقة من المريض.

أما النكسة فمصيبة كبيرة، تطلب ما يشبه إعادة عملية العلاج من البداية، إلا أنها ربما تأخذ وقتا ومجهودا أقل إن كانت لم تستمر مدة طويلة أو لم تدمر كل ما سبق بناءه في حياة المدمن.

ازدياد الرغبة في التعاطي :

الرغبة في التعاطي في حد ذاتها أمر طبيعي متوقع أن يحدث في حياة معظم المدمنين المتعافين.

وفيها تهاجم الرغبة المدمن الذي أقلع عن التعاطي، (الشوق، اللهفة، الزمة، الزمتة...إلخ)، بدون سابق إنذار أو بسبب تعرضه لموقف أو حديث أو مقابلة لصديق قديم بما يسبب إثارة الرغبة (الشعوذة في لغة المدمنين).

الرغبة في التعاطي تحدث عادة بإلحاح وشدة وتواتر عالي (مرات كثيرة في مدة قليلة) بعد الإقلاع مباشرة ثم تخفت وتقل بالتدريج تبعا للعوامل التالية... 

 

§         ظل بيت قديم / يوسف بركات : الماضي

بالصدفة

اختلطت سماء أبي الخجول بأرض أمي.

بالصدفة ارتعشت نجوم في

السماء

وسال منها الخمر

حتى فاضت الوديان

بالصدفة انحسرت مياه الغمر

عن جسدي الملطّخ بالنجوم

وعندما حدقت مثل جزيرة

ورأيت ظلا في السماء..

عبدته

ومشيت فوق النوم كالحجر

النقي

شممت حليبها القاس

شممت روائح التاريخ فوق

ترابها

وروائح النسيان... 

 

§         للتذكرة والتصحيح :

1- هل القلق هو مرض العصر ?

يقال إن القلق مرض العصر ونقول :

إن هذا التعبير يظهر القلق وكأنه أمر حديث "معاصر"، كما يظهر العصر وكأنه له أمراضه الجديدة الخاصة به، والأمر يحتاج إلى إعادة نظر، فمن ناحية نجد أن تعريف القلق ليس بسيطا كما يبدو لأول وهلة، وأشهر تعريف له هو أنه "الخوف من أمر مجهول" وأيضا "الخوف غير محدّد المصدر والذي يغلب عليه أن يصدر من الداخل" (وليس نتيجة لأحداث خارجية) وكذلك " هو توقع حدوث شيء ما غير مرغوب فيه" وكل هذه التعاريف تشير إلى غموض هذا الشعور العام،الأمر الذي يحتاج إلى إعادة نظر، في نوع وكم المخاوف التي يتصف بها "العصر" والتي يمكن أن يسقط عليها هذا الخوف فعدد المخاوف العصرية هي في تزايد مستمر حتى أصبح الخوف من شيء محدد، حقيقي، أو وهمي أو مبالغ فيه أكثر تواترا مما يسمى القلق، وأصبح القلق أكثر تخصصا فيما "القلق العائم" (أو القلق الحر المتماوج ) حيث حل محله – في العصر الحديث مؤخرا- نوعان من المخاوف...

2  -  هل الطبيب النفسي أكثر عرضة للمرض النفسي ?

يقال : إن الطبيب النفسي – شخصيا- غير متوازن نفسيا (مريض أو مشروع مريض نتيجة لمعاشرة المرضى : أو هو كذلك في البداية

ونقول :

لا شك  أن مهنة الطب النفسي مهنة شاقة لمن أراد لأن يحسن ممارستها، ويحمل مسئوليتها، وبعض ما يميزها ويحدّد مشقّتها أولا: ما تحمله من ضرورة تحمل مسئولية مجموعة من البشر، عجزوا، ولو مؤقتا على تحمل مسئولية أنفسهم، ثانيا : ما يتصف به المريض النفسي من عزوف عن الفعل وعدم احترام السائد من القواعد في الواقع، ثالثا : ما يثيره المريض النفسي –إذ يتعرى- من حقائق صارخة وصريحة قد تهز القيم السائدة والمقدسات الراسخة (بما في ذلك قيم ومقدّسات الطبيب شخصيا).

وعلى ذلك فهذه المهنة تحتاج إلى صلابة خاصة وتحمّل متزايد ومعاناة استمرار مسيرة النضج أكثر من مهن أخرى (بما في ذلك قيم ومقدسات الطبيب شخصيا).

وعلى ذلك فهذه المهنة تحتاج إلى صلابة خاصة وتحمّل متزايد ومعاناة استمرار مسيرة النضج أكثر من مهن أخرى (بما في ذلك تخصّصات طبية أخرى) لا تتطلب كل ذلك، وعلى هذا فإننا نتوقّع أن من يتصدّى لهذه المهنة أن يكون كذلك (أكثر صلابة..إلخ) ولكن واقع الحال يقول غير ذلك...

3-            هل علاج المدمن المقبل على العلاج أفضل من الذي يقاومه ?

يقال :

إن من يرغم على علاج الإدمان لا يشفى بنفس الدرجة التي يشفى بها من يتطوع للعلاج

ونقول :

إن الإقبال على العلاج ، واختياره هو أمر مطلوب وجيد ومحبب، ولكن ما كل إقبال هو إقبال، وكذلك، فإن المبالغة في قيمة هذه الموافقة الصريحة والكاملة، وتفضيلها عن وسائل الضغط الأخرى، من الأهل أو القانون أو العلاقة الطبية، قد يترتّب عليه تأخير فرصة العلاج تأخيرا يترتّب عليه بدوره إزمان الحال أو ضياع الفرصة.

ويحاول القانون أخيرا أن يخير المدمن (المتعاطي) –بشكل أو بآخر- إما أن يعالج وإما أن يعاقب، ويكون تأجيل العقاب مشروطا بالعلاج وتحديد نتائجه وغير ذلك من تفاصيل تم بحث بعضها – قانونيا- وجاري طرح البعض الآخر.

ثم إن هناك جانبا آخر لهذه القضية لا يقتصر على المدمن، بل قد يمتدّ إلى المرضى النفسيين أو العقليين بدرجات مختلفة، وهو أنه في الوقت الذي يرفض فيه المدمن (أو المريض) العلاج ظاهرا، يوجد كيان آخر داخله طيب ومقهور وجاهز للعلاج، وقهر هذا الكيان الداخلي قد يتم بالمادة المخدرة، (في حالة الإدمان) كما قد يتم بغلبة مستوى بدائي من مستويات المخ على المستوى الرقى والأكثر واقعيّة ، وفي هذه الحالة ، ومن خلال العلاقة العلاجية الصعبة والمعقدة، يجدر على الطبيب –والأهل- أن يخاطب هذا الكيان الداخلي، وان يعقد معه صفقة العلاج بشكل أو بآخر...  

 

§         رقصات تسبيح بترنيمات النفري : تعليقات على مواقف الربع الثالث / د. إيهاب الخراط

استهلال : أوقفني في نور وقال لي لا أقبضه ولا أبسطه ولا أطويه ولا أنشره ولا أخفيه ولا أظهره، وقال يا نور انقبض وانبسط وانطوي وانتشر وخفى وظهر، ورأيت حقيقة لا أقبض وحقيقة يا نور انقبض.

وقال لي ليس أعطيك أكثر من هذه العبارة، فانصرفت فرأيت طلب رضاه معصيته، فقال لي أطعني فإذا أطعتني فما أطعتني ولا أطاعني أحد، فرأيت الوحدانيّة الحقيقيّة والقدرة الحقيقيّة .

(1)     موقف نور 72

طلب رضاك هو معصية لله

طاعتك الحق نور يسبب ذاته، وتسببه أنت

في آن، طاعتك لا تكون طاعة

إن كانت طلبا لرضاك.

طاعتك لا سبب لها إلا أنت

ولا سبب لها حتّى لأنت.

فقال إن أسلمت ألحدت وإن طالبت أسلمت، فرأيته فعرفته ورأيت نفسي فعرفتها، فقال لي أفلحت، وإذا جئت إليّ فلا يكن معك من هذا كل شيء.

(2)     موقف بين يديه ص83

وهل أطالب إن لم أسلم لك ?

وهل أسلم لك ?

.......

المطالبة قوة التسليم

والتسليم رجل منتصب القامة واقف على

صخرة الإلحاد وسط طين الميوعة وترهل بناء

المتزمتين

أقف على الصخرة منتصبا.

فأراك فأعرفك فأعرفني، ثم لا يكون معي

شيء من هذا كله

.... 

 

§         محو الأمية النفسية : نبض العقل وكم المعلومات

نحن نفهم العقل البشري – للأسف- باعتباره مخزنا للمعلومات وجهازا لاستعادتها، فتغلب على تفكيرنا أبعاد مكانيّة وخطية مسطحة أو مجسدة، إلا أن للعقل البشري بعدا زمنيا نبضيا هاما، إذ أن له حركة متناوبة مثل حركة نبض القلب – من حيث المبدأ- فهي حركة متقلّبة باسطة- مستوعبة- مؤلفة" ، حركة ملء ودفع وحوار جدلي متصاعد، ولا أطيل في شرح الجانب الأكاديمي البحت لما أريد أن أقول فادخل إلى موضوع الملاحظة، واحتمالات تطبيقها :

نحن نتكلّم عن "ماذا" نقدمه لعقولنا تعليما وتثقيفا وأخبارا، ونوجه اللوم والتوجيه إلى مؤسسات التعليم والثقافة والإعلام على التوالي، ولكننا لا نسأل أنفسنا – ومؤسساتنا – عن "كيف نقدم للعقل ما نقدمه" و "متى نفعل ذلك" ، ومثال ذلك أننا حين نتكلّم عن ثقافة فئة من الفئات أو حتى عامة الناس نقول "نضيف كذا ونلغي كيت" ولا يخطر على بالنا تعبيرات مثل "نحرك (بتشديد الراء) كذا لنتلقى كيت".

ولننظر إلى "مساحة الإعلام" المتزايدة على القنوات التليفزيونية المتعددة (بدون دش) لنجد أن العقل البشري المعاصر محاصر بكم هائل من المعلومات اللاهثة التي تسد عليه كل منافذ تنفسه ، فهو في حركة شهيق مستمر حتى ليكاد ينتفخ حتى تصم مسام حيويته وتشل حركته حين لا يجد فرصة لبسط ما سبق تلقيه في إعادة تنظيم مبدع متجدّد ، والنتيجة أن العقل إما أن ينقلب إلى وعاء فاسد للتخزين، وإما أن ينتهز أي سانحة ليتقيأ بعض ما فاض عن طاقة مخزنه، وحتى الأحلام ، التي نقوم بتحريك فسيولوجي لإعادة تنسيق المخزون، أصبحت لا تحرّك إلا بقايا عبث اليقظة دون أضغاث الأحلام، فنحن نعيد حتى في أحلامنا محفوظات الأغاني دون أن نخوض بحور الفراغ الواعد بامتلاء شديد الثراء... 

 

§         إضعاف المعارضة..فكرة للتسويق الدولي / د. جمال علي زهران

مدخل : درجت أدبيات النظم الديمقراطية على إقرار مبدأ الاعتراف بالحرية والمساواة بين الجميع سواء أكانوا أفرادا أم قوى سياسية أم قوى اجتماعية أو تنظيمات، ومن هنا برزت فكرة التعددية من خلال إقرار كل طرف بعدم وجود إزاء الطرف الآخر، أي برزت التعددية بمنطق المساواة أو التساوي اتساقا مع فكرة الواني المستطرقة التي مهما تعدّدت فإن إلقاء بعض الماء أو السوائل في أول إناء يعني أن تتساوى الارتفاعات بين جميع الأواني المترابطة أو المتصلة. وهكذا ارتبطت فكرة الديمقراطية كقيمة بالعديد من المظاهر الدالة على وجودها كالحرية والمساواة والتعددية، وجميعها تدور الدوائر وتتحرك السلطات من الكراسي. أو بمعنى آخر عندما تتبدل المواقع ويصبح من كان في الحكم، في موقع المعارضة أو العكس بالعكس.

كما أنه من الواضح، شيوعا، أن الديمقراطية قد اتسع مداها، وتعددت دوائرها كأمواج البحر، وذلك منذ سقوط تجربة الاشتراكية، وتفكك الإمبراطورية الثانية المتمثلة في الاتحاد السوفييتي. فانتقلت هذه الكتلة من خلال أشلائها التي كانت ضمن هذا الكيان، فضلا عما ارتبطت به الدول في أوروبا الشرقية، إلى الديمقراطية الغربية، وقد استدلّ على ذلك من خلال تعدد الأحزاب وعدم انحسارها من قبل، في الحزب الشيوعي، كما أن التنظيمات المختلفة بدأت الدخول في عالم التعدد والتنوع وإن كانت الأمور لازالت خاضعة لحسابات معقدة، وتداعى في أثر ذلك، سقوط فكرة الحزب الواحد دوليا لحساب هذا التعدد بحكم سقوط التجربة في القطب الذي كان يسير في فلكه العديد من الوحدات الدولية المسماة بالدول القومية...

 

§         غزو ثقافي... أم تبعية ثقافية ? / د. شبل بدران

مقدمة : إن فكرة التبعية لا تتضمن بأي حال من الأحوال الرفض الساذج للتراث والعلم الغربي أو الدعوة إلى الانغلاق على خصوصية علمية مصرية أو عربية لا ينفتح فيها العلم إلا على ذاته ولكنها تنطوي على نفي فكرة التراث والعلم الواحد حتى في المجتمع الغربي ذاته فالواقع السياسي والاجتماعي هناك متعدد بتعدد مواقع القوى السياسية والاجتماعية المتباينة ومصالحها، ويتعدد أيضا وفقا لذلك التراث الثقافي والعلم الإنساني الذي يعكس الرؤى والتفسيرات المتغايرة والمتصارعة لأنماط الحياة وأفضل أساليب تنظيمها. وحيث أن واقع مجتمعاتنا العربية هو أنها خاضعة للسيطرة الإمبريالية ، بوجودها في شبكة علاقات النظام الرأسمالي العالمي، فإن التقليد لنمط العلم والثقافة المسيطر في العالم الرأسمالي يخدم بطبيعة الحال هدف الإبقاء على العلاقات الدولية غير المتكافئة ويسهم في تشديد الروابط مع النظام الرأسمالي العالمي السائد. 

 

§         استفسارات ومشاكل: عن العلاقة بين الأجيال والاكتئاب والتنشئة الدينية

من أ.ح.ع.ح. من الشرقية – مركز فاقوس

السن : 27 سنة                  المؤهل : ليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية

الحالة الاجتماعية : أعزب        المهنة : لا يعمل حتى الآن

أود الاستفسار من سيادتكم عن بعض ما يشغلني :

أولا : ما هي العلاقة السليمة بين الجيل الحالي من الشباب والجيل الماضي ?

ثانيا : مشكلة الاكتئاب هل هي في الوقت الحالي تعتبر ظاهرة مرضية منتشرة أم حالة عارضة ، وما هو الاكتئاب وأعراضه الحقيقية ?

ثالثا : كيف يمكن تنشئة الشباب تنشئة دينية صحيحة ?... 

 

§         زهور سوداء / إبراهيم محمد

ليس بعد الانغلاق الزوارق

من دفتري

غير وجهي

وكل النواس غزو

فأين المفر

ليس خلفي وراء

وكارثة

كان فارسنا المستحيل

فليت حبيبي نشيد

وليت الثواني غبار

ذلك النهر يبعثني

للديار العجاف... 

 

§         أوقات / منتصر القفاش

اعتدت هذا، خاصة حينما تكون سائرا بمفردك، تنظر في الأرض وغن لم تصرف انتباهك عن عربات الطريق.

لا يهمك لو مرت أيام كثيرة، لا تعثر فيها على شيء لا يتسرب اليأس إلى نفسك، حصيلة أعوام كثيرة من العملات التي عثرت عليها في طريقك تكفيك إلى أن تواصل تلك العادة ، بل وأن تخصها بتأملات وأفكار وأحاسيس تتنامى مع مرور الأيام.

لا تعرف متى بالضبط توقفت عن التقاط العملة سريعا ما إن تلمحها عيناك، وصرت تنظر إليها لحظة، وتزحزحها عن موضعها بمقدمة حذاءك، ثم تنحني في بطء وتأخذها بأطراف أصابعك وتقبض عليها بكفّك.

ليست محتويات العلبة الخشبية هي كل ما صادفته وجمعته من الطريق هناك- مثلا- العشرة جنيهات التي لم تستطيع أن تظمّها إلى متحفك الخاص ن كنت أحوج ما تكون وقتها إلى كل قرش فيها، وهناك عملات أعطيتها لأصدقائك وفاء لوعدك لهم أثناء سيرهم معك بأن تهديهم ما تلتقطه.

اليوم لا تظن أنك ستجد شيئا على الرغم من أنك تداوم على التفتيش بعينيك في الأرض وقد ترجع خطوات إلى الوراء إذا ما خايلك شيء يلمع طرفه ومدفوس بقيته تحت التراب ، لن تجد شيئا ، تكرر هذا الظن كثيرا من قبل، وغالبا ما كان يصدق ، وحينما يحدث العكس، نصير ساعات اليوم كأنها عملات تفاجأ بها ويتوالى ظهورها دون انقطاع...

 

§         حوار : حول كارثة الأقصر / إدوار الخراط يجيب

مدخل : إيجاد صلة بين حرية الإبداع وحركيته وهذا النوع من القتل الأعمى ليست بالأمر الصعب، ولكنه في نهاية الأمر يندرج في سياق قضية أكبر من مجرد الصلة، وخاصة إذا تصورنا الإبداع بمعنى شامل يتجاوز مجرد الأعمال الفنية ليشتمل على الإبداع في السلوك اليومي بدءا من المسائل التي تدخل في نطاق السياسة أو الاقتصاد، وتمتد إلى منطقة التعليم والإعلام. في هذا السياق تتصل حرية "الإبداع" اتصالا وثيقا بالدوافع التي حدت بقتلة الأقصر إلى ارتكاب جريمتهم، إذ أن الافتقار إلى "حرية الإبداع" في هذه المجالات الحيوية يدفع الشباب خاصة إلى الانضواء تحت مفهومات تقوم على التعصب العمى والانغلاق على ذات تحجرت في قوالب سلفية ظلامية عفا عليها الزمن... 

 

§         الخوف في الأنظمة العسكرية (نظرة عامة / مانويل أنطونيو جاريتون : ترجمة سعد زهران

الخوف صفة أصيلة في صلب المجتمع البشري ، وفن أساس الحالة الإنسانية المحاطة بالمخاطر. فنحن نخاف الموت، فإننا لا نستطيع أن ننتصر في معاركنا الأخرى مع الخوف. غير أنه ليس من المستحيل أن نخفف العوامل التي تولّد الخوف. ونرفع قدرتنا على مواجهتها.

وليس موضوعنا هنا هو الخوف الوجودي، الذي هو جزء لا يتجزأ من النفس البشرية، وغنما موضوعنا هو الخوف المتولّد عن عوامل سياسيّة، أو هو الخوف في ارتباطه بالنظم السياسية. وكما أن علم النفس يهتم بالخوف الفردي فإن العلوم الاجتماعية تهتم بالخوف الجمعي، وبالظروف الاجتماعية التي تولّده، وتلك التي تمكن من التغلب عليه. ولأن كل المجتمعات والنظم السياسية تصنع الخوف، بوعي، ثم تدخل في صراع معه ، فإننا يمكن أن نصنفها وفق أنواع المخاوف السائدة فيها. وعلى الرغم من أن النظم الديمقراطية لم تتخلّص من الخوف تماما، إلا أنها تخلق آليات قادرة على أشكال من الخوف تحت السيطرة، والتغلب عليها. وعلى كل حال، يتركز هنا على الأنظمة التراجعية تاريخيا، التي فيها يعتبر الخوف الوّلي من الموت هو النوع السائد . وليس صدفة أن يكون الموضوع الإيجابي الأساسي في هذه الأنظمة هو حقوق الإنسان التي هي امتداد (حضاري-ثقافي-تاريخي) لحق الحياة... 

 

§         تقاسيم على أصداء نجيب محفوظ / يحي الرخاوي / الفصل الثاني : في مقام الحيرة-والدنيا تضرب تقلب

مقدمة : لست متأكدا من سلامة المنهج، لكنني ممتلئ باستمرار المحاولة، وحين قرأت قراءتي للفقرات الثلاث التالية 55، 56، 57، ووجدتني قد وصفتها جميعا بالفتور، تساءلت ، فلماذا إذن أثبتها أصلا ? لكنني عدت وتذكرت تأكيدي على ضرورة إثبات هذا التراوح بين الاختراق المبدع، وبين التراخي الفاتر، وأن ذلك في ذاته علامة دالة تستأهل إشارة نقدية، فقد دأبنا على تصوّر المبدع بما نريد أو بما نتوقع، ، أو بما ينبغي، حتى يصل بنا الأمر إلى نوع من التقديس (أو التفويت)، وخاصة إذا أضيف عامل عاطفي شخصي مثلما هو الحال معي حار، وبالتالي فإننا قد نرى حسنا ما ليس بالحسن، ولن يضير مبدع أن يفتر هنا أو يخمد هناك، فمازلت أذكرني وأنا أقرأ حديث القس زوسيما في الأخوة كرامازوف وأنا محتج على ديستويفسكي أشد الاحتجاج، محتج على هذا الإطناب الممل، وهو أمر تكرر في كثير من أعماله، ثم إنني أنوي الرجوع – في الفصل الرابع- إلى الأصداء مكتملة، أملا حينذاك أن الفقرات التي زعمت أنها فاترة ، أو التي وصلتني فاترة، قد تنبض في سياق آخر، فإذا لم تنبض فلن يضار العمل كله بداهة.

وبعد كل هذا التردد الذي كاد يوقفني ، ولإجهاض احتمال التراجع قررت أن أنشر القراءة في الجزء الثاني دون ربط أعلى، ثم لننتظر إلى الفصل الرابع، لعل.

وإني آمل بصدق أن يتحملني القارئ مهما اختلف معي... 

 

§         رسائل وتعقيبات

دعوة وتعريف، وأمل في حوار :

اعتدنا في صدورنا السابق أن نقلب الرسائل التي تصلنا إلى ما يشبه الحوار، بأن نجري عليها عملية قص ولصق، ثم نحشر آراء بين الفجوات، وكنا نعلم تماما أن هذه عملية ظالمة لصاحب الرسالة لأنه لا يتمتع بحق الرد على الرد على الرد، فيبدو وكأنه مستسلم لما قلنا أخيرا، وهو طرح آراء مختلفة بغض النظر عن قائلها، إلا أن ذلك كان يجوز لو أن قائلها لم يذكر اسمه، ورغم إصرارنا على الظلم بأمل ترجيح "الرأي" على قائله، فإننا رويدا عقلنا وتراجعنا، وإن كان تراجعنا مؤقت ومتردد بدليل أننا سمحنا نفسنا أن نحاور "منى عنتر".

وسوف نستبدل هذا الباب الخطير "حوار" المأسوف على اختفائه بأن ننشر بعضا مما يصلنا من رسائل كاملة أو مختصرة، وخاصة ما احتوى منها من تعليق أو تعقيب أو معارضة، آملين أن يسمح لنا بعض القراء بظلمه إذ يوافق على هذه العملية التعسفية التي تمارس القص واللصق والاحتفاظ بحق الكلمة الخيرة  وفيما يلي ثلاث رسائل، الأولى من هذا الإنسان النبيل الذي يباشر نشر الخير من موقعه بكل ما يملك، وما يرى وما يشير، المستشار أ.د. محمد شوقي الفنجري، والثانية تعقيب من الصديقة الدائمة منى عنتر حول خيال د. عصام اللباد وهو يحاور إريك فروم، والثالثة من السيد زرد الصديق المبدع يذكّر، ويرحّب، ويقول... 

 

§         مقتطفات علمية : قراءة.....وتعليق

مجلة الفصام جزء 18 رقم 1 عام (1992).

علاج الاضطرابات المعرفية ونقائص السلوك في الفصام / هانز د، برنير، بتنياهوول، فولكر رودر باتريك كوريجان

إن ما يسمى العلاج النفساني التكاملي قد ضم خصيصا كبرنامج للتداخل المنظم في خطوات منضبطة لاستعادة ضبط الاضطرابات السلوكية المعرفية المعروفة لمرض الفصام مثل الانتباه ، والقدرة على التجريد، وصياغة المفاهيم، ولكن يظل أداء المرضى أقل من المعدل الطبيعي وسيظل تقييم مدى فاعلية هذا العلاج معتمدا على مدى ربطه بتعميم التحسن الهيرارلي من الجوانب المختلفة : من حيث الجانب المعرفي، والاجتماعي، والمتعلق بالأعراض ومستوى الأداء عامة...

المجلة البريطانية للطب النفسي، النشرة الملحقة، العدد 21 ص: 699-702 (1997)

العلاج (بالجلسات الكهربائية) في اسكتلندا

تقوم هذه الدراسة برصد ظروف وإمكانيات العلاج من خلال استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية في اسكتلندا من حيث الالتزام بالقواعد والشروط الموضوعة من قبل الكلية الملكية للأطباء النفسيين، وذلك عن طريق إرسال استبيان معلومات إلى الأطباء النفسيين الاستشاريين بمختلف المستشفيات والمراكز النفسية باسكتلندا، وقد بلغت نسبة استجابتهم للبحث 100 % ، وقد أظهرت الدراسة عدم التزام العديد من المستشفيات والمراكز العلاجية بتلك الشروط كما أظهرت انخفاض معدل استخدام العلاج بالجلسات الكهربائية مقارنة بالدراسات السابقة...