مجـــــــــلات 

 

الإنســان و التطــور

تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي

السنة التاسعة عشر العدد 63 – أكتوبر- نوفمبر-ديسمبر 1998
www.mokattampsych.com

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         الإفتتاحية الأولى/ يحيى الرخاوي

§         الإفتتاحية الثانية : الحوار و الحقيقة / فريد زهران

§         مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي / د. عادل مصطفى

§         إعادة قراءة في مصطلحات شائعة : الانحراف الجنسي

§         كتابة : ومضتان  / سهير صبري

§         مثل وموال – مرة أخرى : المثال العامية و المنهج العلمي [في التقييم و التتبع] / د. يحيى الرخاوي

§         رجع رعود الصمت و الكلام :  أصداء الربع الأخير من مواقف النفري / د. إيهاب الخراط

§         مقتطف وموقف : تحرر المرأة بالحرمان …

§         فاتحة النشيد و التي يكون بعدها النشيد )شعر(  / عبد المنعم رمضان

§         حالات وأحوال : الأب الحاضر الغائب، و الأم التي اشترت دمامغها

§         من نافذتي )شعر(  / ياسر عبد الحق

§         البحث عن التحرر / سامح عبود

§         عن الفصام والوجدان / د. علي حسن

§         للتذكرة والتصحيح : وجبات التدريب السريع في "سوبر ماركت" المؤتمرات العلمية

§         قراءة نقدية في مناهج التراث : الإسناد / د. أحمد صبحي منصور

§         "الشكل هو كل شيء في الفن الأدبي" شيلر – الشكل ذلك المفترى عليه / د. عادل مصطفى

§         فيما بينهما تصرع  / يوسف عزب

§         على مسرح البصم والتقمصات في : خالتي صفية والدير لبهاء طاهر / قراءة د. يحيى الرخاوي

§         عود على بدء – حوار قديم جدا، هو هو يعود الآن جدا، مع محمد جاد الرب وهو مازال يبني الأهرامات الخاصة / يحيى الرخاوي

§         مقتطفات علمية : الأعراض الاكتئابية في مجموعة ذات فئة عمرية ما بين 10 – 20 سنة في البنات / د. أحمد حسين

 

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         الإفتتاحية الأولى/ يحيى الرخاوي

مقدمة : ليس كذلك طبعا، و لا نحن نعرف كيف يكون هذا غير ذلك

و لابد أن يكون الخطأ في رئيس التحرير، بل هو كذلك

هل الطموح أكبر من الإمكانيات؟

هل نزيد من جرعة "النفسية" عما زدناه فعلا؟

هل ننتظر أكثر كما نحن هكذا؟

هل نزيد من جرعة حسن الإنصات للمتلقى : المراسيل، و الصامت على حد سواء؟

هل نظل نلقي الكلمات التي نزعم أنها قادرة على التحريك نلقيها في الوعي، ثم نأمل خيرا، و ننوع على المثل العامي القائل "اعمل  الطيب، و ارميه في البحر" منقول "أشعل الكلمات و اخترق بها الوعي، و دع ما يكون"

و هل ما "يكون" هو الحكم على ما نفعل، أم على ما نستحق، أم على ما يمكن؟

أي و الله فكرة، "دع ما يكون" شريطة أن تكون فاعلا "هنا و الآن" …

وهل " ما يكون " هو الحكم على ما نفعل، أم على ما نستحق،  أم على ما يمكن ?

أي والله فكرة، " دع ما يكون "،شريطة أن تكون فاعلا "هنا والآن"

وهل الحياة صحيحة إلا هكذا، مرة أخرى :

أشعل الكلمات.

واخترق بها الوعي ودع ما يكون

أظن أن مثل هذا هو الذي يجعل واحدا مثل " أنور عبد الملك " يكتب كل أسبوعين يوم الثلاثاء في الأهرام، يكتب ليقول لنا بكل عناد وتفاؤل شديد الإيلام أن كونفوشيوس سوف يقابل أبي ذر الغفاري، ويدعوان إنجلز ويعملون هذه المجلة " أحوال مصرية " غديوة" فكر، ففعل (سياسي اقتصادي) فبديل عن النظام العالمي الجديد .

وحين ظهرت " مجلة سطور" بكل هذه الجدية والشجاعة استبشرنا خيرا

كذلك رحبنا فرحين بصدور مجلة " أحوال مصرية" بكل هذا الهم والأمل، وعقدت جمعيتنا (التي تصدر هذه المجلة) ندوة، ناقشت فيها هذا الأمل الذي لوحت به هذه المجلة " أحوال مصرية "، ونأمل أن ننشر موجز هذه الندوة في عدد قادم، وإن كانت لنا ملاحظة بادئة تقول : طبعا، ومقبول أن يكون العدد الأول غير العدد الثاني، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، المهم الاستمرار.

ولكن إلى متى تظل الكلمات في ازدياد، والأمل يلوح ويختفي، والتفاؤل يؤلم ويتحدى، و.. فقط ?

                                                                                                                                                                                                

 

§         الافتتاحية الثانية : الحوار و الحقيقة / فريد زهران

مقدمة :  وصلت مصر في ظل تجريم العمل الجماعي و ازدهار الحل الفردي المرتبط بالرزق النفطي إلى انهيار في مؤسسات و قيم العمل الجماعي، و من ثم فإنه رغم الازدهار الملحوظ الذي شهده الفكر المصري في ظل فرديا و وثيق الارتباط بقدرات و مواهب خاصة و فردية لبعض من العقول النابهة التي استطاعت بحق أن تقدم للثقافة المصرية – و العربية إنجازات لن نستطيع أن نقدرها حق قدرها إلا في مناخ مختلف عندما تدب الصحوة في أوصال العمل الجماعي الإنساني حيث ستصبح هذه الإنجازات الفكرية – التي أهملت طوال العقدين الماضيين رغم أهميتها – القوة المحركة لنهضة مصرية قادمة بإذن الله.

وظيفة الحوار الآن في المجتمع المصري إذن هي إقامة جسور بين جزر الإنجاز الفكري المعزولة عن بعضها البعض، والهدف الرئيسي من ورائها بالتحديد هو بناء نسق – أو بالأحرى – مجموعة مختلفة من الأنساق الفكرية، ونحن نعتقد أن الوصول إلى هذا الهدف الرئيسي يقتضي تحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف الجزئية، ولكن دعونا نتساءل في البداية :

هل يستحق هذا الهدف عناء الحوار ومشاقه وتضحياته ?

بناء على نسق فكري هو هدف كل مفكر حتى لو لم يعلنه صراحة، والمفكرون الكبار لا يعتنون ببناء نسق جزئي في هذا الفرع من فروع المعرفة أو ذاك فحسب ، وإنما تراهم – على الرغم من أنهم يبدؤون من تخصص معرفي ضيق – مهمومين ببناء نسق فكري كلي أو شامل مهما بدا هذا النسق منفتحا أو قابلا للتطوير والتعديل والارتقاء بحكم ركائزه المنهجية، ومن طبائع الأمور أن نعتقد أن ما يمكن أن يقوم به عقل واحد منعزل هو أقل بكثير جدا مما يمكن أن تقوم به جماعة من العقول، خاصة إذا كانت هذه الجماعة معنية بتطوير المجتمع من خلال الانخراط في الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو ما يمكن أن يتوفر للجماعات والتيارات التي قد تتفاوت درجة مشاركة بعض من عناصرها في تفاعلات المجتمع ويظل للجماعة كلها – بمقتضى هذه المشاركة على تفاوتها – صلة حميمة بالواقع حتى لو كانت بعض عناصرها أكثر عزلة من بعضها الآخر...

 

§         مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي / د. عادل مصطفى

مقدمة :آثرت العمل في هذه التقدمة أن تكون تتمة لملامح العمل الذي تتناوله أكثر مما تكون تكرارا لع أو تنويعا عليه. فالنص الذي بين يديك هو عجالة موجزة في العلاج الوجودي فيه من عيوب الاختصار و مزاياه. فمن عيوبه أنه لا بد تارك جوانب يجمل استيفاؤها فيما تكتمل الفائدة و يتم القصد، وهو ما حاولت جهدي أن أقوم به في هذه التقدمة التي أعلم أنها لا تسلم من العسر و الإفاضة و من مزاياه أنه يترفق بالقارئ المعاصر المتعجل بطبعه، فيقدم له ما قل و دل و يدخل به إلى صميم الموضوع من أقصر طريق و يقدم إليه زبدته في قبضة واحدة، دانية سائغة سهلة الهضم، على وعورة لموضوع و عمقه في واقع الأمر.

و قد اتفق لهذا العمل ميزة ثانية تأتيه من طريق آخر غير طريق الاختصار. فقد قام بوضعه اثنان من أساتذة العلاج الوجودي كلاهما حجة و إمام، بل رائد و مؤسس لهذا الصنف من العلاج في زمننا المعاصر، مما يمنحك الثقة أن النبع أم و الورود حميد و أنك على  الخبير سقطت …

 

§         إعادة قراءة في مصطلحات شائعة : الانحراف الجنسي

 مقدمة : لم يعد تعبير "الانحراف الجنسي" يستعمل هكذا في اللغة العلمية، و خاصة في التقسيمات الأحداث للاضطرابات النفسية [مثلا في التقسيم العالمي العاشر 1990 ICD 10  أو التقسيم الأمريكي الرابع  DSM IVلا يوجد شيء اسمه الانحرافات الجنسية]، و مع ذلك ما زال هذا التعبير هو المستعمل عند كثير من الأطباء   النفسيين و خاصة عندنا هنا في مصر [و في البلاد العربية في الأغلب]، و الأهم من ذلك أنه هو المستعمل عند العامة عادة ليشيروا به إلى انحراف ما نحو ما "ليس  كذلك" [دون أن يحددوا ما هو "كذلك" لأنهم لم يحددوا أصلا ما هو "ذلك"] ...

ويبدو أن تعبير الانحراف هو المشكل الأساسي في قراءتنا هذه، لذلك يجدر بنا أن نتذكر ابتداء كيف أن تعبير " انحراف عن ماذا ?" ثم بعد ذلك تلحقه تساؤلات أخرى  : "انحراف في أي اتجاه : إلى أعلى أم أدنى ? أم إلى غير ذلك ? "، وأخيرا " انحراف بأي قدر إلى أي مدى ?.

فما زالت إشكالية تحديد ماهية السواء النفسي قائمة لم تحل حلا نهائيا، فنحن لا نكاد نعرف حدود ما يسمّى بالصحة النفسية، ولن ندخل الآن في نقاش حول الحد الفاصل بين السواء والمرض، وإنما سنكتفي بالتذكرة بأن تعريف الصحة بمفهوم " السواء الإحصائي " قد رفضه أغلب المشتغلين بالقضية، والمقصود بقياس الصحة النفسية بما هو " السواء الإحصائي " قد رفضه أغلب المشتغلين بالقضية، والمقصود بقياس الصحة النفسية بما هو " السواء الإحصائي" هو أن يعتبر الصحيح نفسيا هو الذي يماثل سلوكه سلوك أغلب الناس ( أو على الأقل يقترب كثيرا من ذلك)، فمثل هذا التعريف يكاد يعتبر الأشخاص المتميزين مثل العباقرة، والثوار، والمبدعين، مرضى حيث أنهم كلهم –تقريبا- يخترقون سلوك السواد الغالب ويختلفون مع ما يألفه معظم الناس، حتى يقودونهم إلى التغيير والتطور الإيجابي...  

 

§         كتابة : ومضتان  / سهير صبري

o     الومضة الأولى : أنا باحب الكمساري

o     الومضة الثانية : لا كده عاجب و لا كده عاجب

 

§         مثل وموال –  مرة أخرى : الأمثال العامية و المنهج العلمي [في التقييم و التتبع] / د. يحيى الرخاوي

أولا : في التقييم 

مدخل : يقول المثل : إيه عرفك إنها كذبة ? قال كبرها

مدخل : ويقول ألدوس  هكسلي إن العلم هو شحذ وتدقيق لما هو منطق عام  (المنطق السليم)، ونحن في هذه المجلة همّنا الأول، وربما الأخير هو المنهج، ثم إننا نعلم في أي منطقة نخوض ونحن نحذّر من الاكتفاء باتباع المنهج الكمّي التجريبي، المغلق، مع أن البديل عن هذا المنهج المحدود هو بديل مرعب ضوابطه، أصعب، وإذا كان ألدوس هكسلي يدافع عن المنطق العام Common Sense ويعطيه قيمته التقييمية المنهجية ، فنضيف نحن بين قوسين (المنطق السليم) (Sensible Logie)، فما ذلك إلا لأننا وصلنا إلى درجة أصبح معها المنطق العام ليس مرادفا للمنطق السليم، المنطق العام مرتبط بشكل ما بمفهوم إحصائي ضمنا، أما المنطق السليم فهو مرتبط بمفهوم الهارموني والتماسك الداخلي أساسا، (بما يسميه البعض الفطرة الصلية).

وحتى نشرح بعض ما هو منطق سليم نستلهم أثرا أو معنى حديث شريف يقول :

البر : ما وقر في القلب، وصدّقه العقل، واتفق عليه الناس،

والإثم : ما حاك في الصدر، ونفر منه العقل، وخشيت أن يطلع  عليه الناس.

وبقياس متجاوز نقول :

المنطق السليم ما بدا متناسقا في ذاته، نافعا في استعماله، عامّا في احتمال تطبيقه.

فيقفز السؤال التقليدي الهام جدا جدا

يقول : كل هذا يسري على من ? يحق لمن ? وبأي مقياس تقيسون ما تسمون التناسق، والنفع، والتعميم ?

وحين لا نجد الجواب سهلا، يتصدّى المنهج الكمّي / التجريبي / الإحصائي يؤكّد أنه هو الأصح ولا صحيح غيره، ولا بديل له ...

ثانيا : في الأبحاث التتبعية والعلاج النفسي

من أصعب الصعب تلك الأبحاث النفسية، تلك الأبحاث التي تحاول أن تحدد المتغيّر الفاعل المسئول عما يحدث للمريض أثناء العلاج النفسي (التحسن عادة)، كذلك من الصعب تماما أن تنجح الأحداث بوسائلها الكمية الحالية، في تحديد ما حدث للشخصية من تغيير أثناء العلاج النفسي، قد تنجح أن ترصد اختفاء أعراض بذاتها ، أما الشخصية فثمة أسئلة أعمق وأخطر عن : ماذا ? ومن أي نوع ? وإلى أي مدى ?

ولا يمكن أن نستسلم للرضا بما يمكن قياسه على حساب ما يصعب تحديده، فقد يكون اختفاء الأعراض على حساب بعض السمات النوعية الأكثر أهمية للوجود البشري مثل القدرة الإبداعية أو الرنين الوجداني، وهكذا.

وفي العلاج النفسي الجمعي، وفي التأهيل الممتد، وفي العلاج الجذري العميق، يتكلم المعالج عن أن العلاقة العلاجية تعتمد على عاملين يكمل بعضهما بعضا.

الأول : موقف المعالج ظاهرا وباطنا، وبالتالي ما يرسله إلى المريض من "رسائل" ظاهرة وباطنة، تساعد، بعد التحريك ومع العلاقة، على إعادة تشكيل بنية الشخصية أساسا، لدرجة قد يتمادى فيها فيفترض أنه كلما كان العلاج عميقا وجذريا، كان التغيّر غائرا حتى يكاد يكون التغير عضويا، نيورونيا أو خلويا (وجينيا) والثاني : يعتمد على تلقي المريض لهذا الموقف... 

 

§         رجع وعود الصمت و الكلام :  أصداء الربع الأخير من مواقف النفري / د. إيهاب الخراط

وقال لي أعرف حضرتي واعرف أدب من يدخل إلى حضرتي

وقال لي لا يصلح لحضرتي العارف قد بنت سرائره قصورا في معرفته فهو كالملك لا يحب أن يزول عن ملكه.

معرفتي بك بنيتها قصورا أتحامى فيها من غوائل القلق. قصور في باطني.

وأعمدة الطمأنينة لماذا تصر على تحطيمها ? لماذا لا تدخلني معها حضرتك ?

قصور إن باتت يوما واحدا أضحت حجبا وأضحت أغلالا .

عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود. لا يمكنني الدخول إلى حضرتك إلا عريانا.

تسقط صواعقك على قصور الذكرى. سرائر المعرفة هي كنت وكان.

وأدب الحضرة....الآن.

وقال لي إذا رأيتني وتحققت بي كانت المحادثة عندك وسوسة وكان التعرف عندك وسوسة ....

 

§         مقتطف وموقف : تحرير المرأة بالحرمان …

 مقدمة :

المقتطف : أنا لبوة لكنني لا أرتضي نفسي مناخا طول دهري من أحد و لو أنني أختار ذلك لم أجب كلبا، و قد غلقت سمعي عن أسد          

                                                                              [عائشة القرطبية : نزهة الجلساء للسيوطي]

الموقف : قضية تحرير المرأة هي من أشهر قضايا التحرير عبر التاريخ، و قد أخذت في مصر حجما خاصا له دلالته، و لنا في هذا الأمر وقفة مبدئية قبل أن نعلن ما أثاره هذا المقتطف من مواقف، و لهذا نبدأ بهذه المقدمة …

(1)    إن قضية الحرية (والتحرير) لا تقتصر على امرأة أو رجل بل هي قضية إنسانية أزلية لها تجليات ومظاهر، بعضها صريح وأغلبها خفي، ولا أحد يمكن أن يكون حرّا إلاّ وسط أحرار، وكل نقص من حرية الشخص أو فئة هو نقص من حرية كل فرد في هذا المجموع (ملحوظة أعني الحرية الحرية وليس مجرد أوهام الاختيار الظاهر)، باختصار لا أحد يتحرر وحده، حتى أنني تصوّرت مرّة أن هؤلاء البطال الذين حاولوا تحرير شعوبهم كانوا يطلبون نوعا أرقى من الحرية، فلأن تحرر ناسك هو السبيل الوحيد لكي تحرر نفسك.

(2)    إن قضية تحرير المرأة في مصر قد سلكت سبيلا مخادعا أحيانا وزائفا أحيانا وسطحيا أحيانا، وذلك حين ركّزت على مسالة المطالبة بالمساواة بالرجل أساسا. (وهو ليس حرا أصلا، أنظر بعد).

(3)    إن المرأة الإنسان التي احتد وعيها فالتقطت وضعها المقهور قد شغلت نفسها بهذا الكفاح أحادي الجانب لتحرير المرأة، وكأن قضية الحرية والتحرير يمكن تجزئتها، وهي لم تركّز – بالتالي- على إبداع الحياة الذي هو السبيل الوحيد لتحريرها وتحرير كل الناس.

(4)    لإذن، فلا سبيل لتحرير المرأة إلا بتحرير الإنسان : ولا مفرّ لتحرير المرأة من تحرير الرجل في نفس الوقت، وقد يثبت بالنظر الأعمق أن الرجل أكثر عبودية ? من المرأة المقهورة المضيعة، ولكن السؤال هو : من أين نبدأ.

(5)    إن المجالات التي تنوولت فيها قضية المرأة دارت أساسا في فلك الحقوق المدنية، وقانون الأحوال الشخصية، وظروف العمل وما شابه، مع أن إشكالة تحرير المرأة (والرجل) تظهر أكثر ما تظهر في العلاقات الحميمة التي تصل قمتها في عمق الالتحام الجسدي (الجنس)، ولو أن المرأة (والرجل) انتبها إلى ممارسة الحرية "معا " أثناء ممارسة الجنس (مثلا)ن إذن لاقتربنا من إشكالة العلاقة البشرية أساسا، مع العلم بأن مجال العلاقة بالموضوع (بالآخر) هو الاختبار الحقيقي لأيّ حرية مزعومة، إذن، فلا مفر من اقتحام هذه الصعوبة باعتبارها السبيل الوحيد، أو الأساسي، لتأنيس الإنسان، فإنما يكون الإنسان إنسانا بأمرين : الأول : أنه يمكن أن يختار (بسائر مستويات اختياره) متحملا نتائج ذلك، والثاني : أن يمارس هذا الاختيار في "حضور" آخر له اختياراته أيضا، (المختلفة عادة)...

 

 

§         فاتحة النشيد و التي يكون بعدها النشيد )شعر(  / عبد المنعم رمضان

المالك

المملوك

باسم عزه

ومجده

وصولجانه المرفوع فوق قبة البوغاز

باسم زهرة تشبه قبة البوغاز

تشبه النوى

وباسم فالق النوى

وباسم مارج المرج الذي استوى

وفاض

باسم سيد الآبار

والأسرار

والحقول

والمزارعات

والمزارعين.

الحمد لليل الذي له طرفان ساجيان

فاطر السماوات العلى

والأرض

والجدران

فاطر الصلصال

والفخار

والأخوة التي بينهما

وفاطر الحنان

مولج اليمامة البيضاء

مساكن اليمامة البيضاء

خشية الطقس الذي رست أعشاشه على جلودنا

إيّاك نعبد

إياك نستعين...

 

§         حالات وأحوال : الأب الحاضر الغائب، و الأم التي اشترت دماغها

مقدمة : هذه حالة شاب، طالب في كلية الهندسة، نعرضها لما يلي :

1.                  أن نتعرف على الوصف الدقيق للتغير النوعي في بداية المرض [الذهان]، مع محاولة تفسير دلالاته.

2.                  و بالتالي أن نتعلم كيف لا نسارع في ترجمة شكوى المرضى إلى أعراض دون أن ننظر في معنى المحتوى [الدلالات المحتملة]

3.                  أن نلاحظ اختفاء دور الأب و احتمال تأثيره على نمو الشخص و بالتالي استهدافه للإصابة بمرض ما، في نفس الوقت الذي لم تملأ الأم [الناجحة السهلة] مكان الأب الشاغر.

4.                  و أخيرا أن نقارن بين وعي المريض بدقائق التغيرات الجارية، و بين اختزال الأهل لما يعانيه المريض، ثم نرى كيف يمكن أن يكون المريض أعمق وعيا و أحد بصيرة من أهله [الأسوياء] …

 

§         من نافذتي )شعر(  / ياسر عبد ال

أيها الإله لا أستطيع أن أوسمه بالخطأ، شكرا يا خالق نافذتي

من نافذتي

ألمح هذا العالم كله يتنفس من نافذتي

الحمقى، محترقي الأوجه

وحذاء حبيبتي يتدلى باردا من نافذتي

وتمر حمامات محترقات

وتمر حمامات لا لون لها

رجل يحني رأسه داخل نافذتي

ملائكة

ووجوه مسحورة

نجوم تسقط

وألوان العالم أجمعها

تسكب من نافذتي... 

 

§         البحث عن التحرر / سامح عبود

مقدمة : كانت و لا تزال تلك القيود تكبلنا، و تحرمنا من الحرية و التقدم و العدل و المساواة و السعادة، حقا لقد حققنا من التقدم على هذا الطريق الشيء الكثير، بفضل هذا التحرير النسبي من تلك القيود، و الذي ما تحقق إلا بفضل تلك القدرة المحدودة التي اكتسبناها للتمرد عليها، حقا لقد تجاوزنا حيوانيتنا بما تشمله من غرائز و عواطف وإن لم ننفها، و عرفنا الأنا العليا و الضمير و العلم و الفلسفة و الأخلاق و القيم و المثل العليا و باختصار سرنا على درب الحضارة التي هي قصتنا منذ تركنا الوحشية و إلى الآن. و قد تنازعنا منهجان متناقضان في التفكير و السلوك، أحدهما كان يدفعنا قدما على الطريق، و الآخر إن لم يستطع أن يدفعنا للخلف فكان و لا يزال يعرقل تقدمنا. و كأن ما وصلنا إليه الآن من نقطة في رحلة لا نعرف متى تنتهي، هو محصلة نهائية لتفاعل المنهجين سواء أكان هذا التفاعل صراعا أم امتزاجا، بتلك الدرجة أو تلك. نسمي المنهج الأول بما يشمله من خصائص بالمنهج العلمي و نسمّي الآخر بما يشمله من خصائص بالمنهج الخرافي 

 

§         عن الفصام والوجدان / د. علي حسن

مقدمة : فيما يخص تعريف الفصام ومحاولة ربط أصل الأعراض بمفهوم المرض يكاد الدليل المصري لتشخيص الأمراض النفسية أن يكون الوحيد [المعاصر] الذي غامر بهذا العرض لمرض الفصام و لكن هذا العرض كان موجزا و مكثفا و مرتكزا على مفاهيم في علم السيكوباثولوجي. مما يثير نفس المشكلة المشار إليها في مقال العدد السابق للدكتور الرخاوي عن مشاكل تشخيص و تصنيف الأمراض النفسية. لأن معظم من يمارسون المهنة لا يتفقون على قناعتهم بمدارس علم السيكوباثولوجي، فهم يمارسون المهنة بمفاهيم الأعراض و الأدوية المناسبة لهذه الأعراض [بالخبرة – و المذاكرة – و شطارة شركات الدعاية للأدوية] و قليلون هم الذين يمارسون العلاج النفسي بعد تدريب يشمل الإطار النظري و المهارات – وغالبا ما يرددون مفاهيم وعبارات حفظوها في المراحل الأولية للتدريب حين لا يجدون ما يفعلونه مع المريض و للمريض بعد استهلاك ما حفظوه و من مهارات أولية …

 

 

§         للتذكرة والتصحيح : وجبات التدريب السريع في "سوبر ماركت" المؤتمرات العلمية

مقدمة : مثل كل ما هو عصري شائع (استهلاكي إعلامي سريع برّاق) تتواتر المؤتمرات في كل علم وحول كل قضية، وقد سبق أن كتبت هذه المجلة وغيرها في ذلك.

ولن أعود لمناقشة هذه القضية من جديد، ولن أعمم رأيي على كل ما هو مؤتمرات، لذلك سوف أكتفي بالإشارة إلى المؤتمرات الطبية، أو بالتحديد الطبنفسية، في حدود ما أشارك فيه وما يبلغني لا أكثر، ثم إنني لا أريد أن أنتقد أو أعارض موقف الزملاء والمهتمين (جدا) بمثل هذا النشاط مهما كان ما يمثّله لي سلبيّا أو غير متّفق مع مزاجي الشخصي، فقبل كل شيء وبعد كل شيء، فإن لهذه المؤتمرات قيمة اجتماعية ناجحة ومفيدة بكل المقاييس، على الرّغم من أنني لا أشارك فيها إلا ضد مقاومة هائلة، وفي كلّ مرّة بعد أن أنجح في التغلب على مقاومتي، بما يسمح لي أن أحضر بعض المراسم والجلسات، في كل مرة أكتشف خطئي الجسيم، لأنني أعود بعد كل مؤتمر وقد لقيت من الزملاء والناس كل ترحيب وتقدير، ففي هذه المؤتمرات – على الرغم مما قلت ومما سوف أنبه إليه – ألتقي بأصدقاء قدامى، وطلبة لي أصبحوا أساتذة وروّادا ورؤساء، كما نلتقي بالخواجات ( أحيانا) فنجد أنهم في غاية الدماثة و"التفويت" ، يقولون على أغلب ما نتفوّه به، (أو لا نتفوّه به) أنّه " رائع" "رائع"، "ممتاز" ، "غير معقول "، " أهكذا ? " يا "سلام" ، فيصدّق بعضنا، ويرضى بعضنا، ويتحفّظ أقلّنا، ونمضي جميعا سعداء باللقاءات الخاطفة، والقبل الهامسة أو العالية الصّوت، والأحضان السّريعة أحيانا والضاغطة أحيانا، والبوفيهات المفتوحة، والطلبات الخاصّة، من قائمة خاصّة، لخاصة الخاصة، ولا يخلو الأمر من مشاحنات هنا، واختلافات هناك، حول اسم وضع اسم قبل اسم، أو اسم نزل ببنط أكبر من بنط، أو موعد محاضرة وضعت في وقت الغذاء، أو وقت الصّلاة، وشركات الدواء في أسعد حال، وقد أوقفت رجالها يدعون – بكل الابتسام الموصى به من قبل النظام العالمي كشرط أساسي لتوحيد نظام السوق على مستوى العالم – يدعونا هؤلاء المبتسمون إلى حضور الجلسات الخاصة بأدويتهم الحديثة جدا، الساحرة جدا، التي ستنهى كل شيئ – حتى التفكير في حقيقة مزاياها – بأسرع مما يتصوّر أي مختصّ... 

 

 

§         قراءة نقدية في مناهج التراث : الإسناد / د. أحمد صبحي منصور

مقدمة : كررنا حتى أمللنا : أن هذه المجلة هي مجلة النقد الحياتي و المنهجي و العلمي … الخ، و لاشك أن أحوج ما نحتاجه هو النظر في محتواه، و الدكتور أحمد صبحي منصور لا يتردد أن يفعل ذلك بكل شجاعة وهو يمتلك أدواته الحادة و القاطعة، و نحن لا نملك أن نوافقه أو نخالفه، و ندع باب الحوار مفتوحا لكل من يريد أن يسهم إضافة أو معارضة، توضيحا أو تصحيحا، لكننا لا نستطيع أن نكتم فرحتنا أن فينا من يغامر كل هذه المغامرة ليعيد لدينا الحنيف صفاءه و نقاءه و قدرته على مسايرة كل العصور بكل عنفوان مبدع خلاق، و نتذكر أن هذا الاحتمال و ليس السجن المنهجي الجامد أو التفسير الحرفي المعجمي، هو الذي شجع مثل روجيه جارودي أن يعتنق الإسلام، كما نلاحظ أن الدكتور منصور لم ينف السنة مصدرا للتشريع، و إنما هو قد اجتهد في شرح ما هو المقصود بالسنة، و فرق بينها وبين ألفاظ الحديث المروي التي اكتسبت قداسة منهجية دون النظر في حقيقة المنهج المرة تلو المرة.

مرة أخرى، نعتز بإسلامنا، و نفرح بمسلمينا و نرحب بكل رأي يسمح لعقولنا بالحركة و النقد و الإبداع، و الله يجزي كل مجتهد بقدر صدق اجتهاده.  

 

§         "الشكل هو كل شيء في الفن الأدبي" شيلر –  الشكل ذلك المفترى عليه / د. عادل مصطفى

الشكل... ذلك المفترى عليه

الشكل بحاجة إلى رد اعتبار

وأعني بالشكل ذلك القطب المفتري عليه في تلك الثنائية العتيدة ( الشكل والمضمون ) في العمل الفنّي والأدبي.

أما أن هناك شكلا من ناحية ومضمونا من ناحية أخرى فذلك ما لا سبيل إلى إنكاره ولا فائدة من مداورته بتسميات جديدة لا تغير من الأمر شيئا. تبقى إشكالية الحقيقية لا في وجود الشكل والمضمون بل في طبيعة العلاقة بينهما، وفي مكان كل منهما ومكانته في هذه العلاقة، وفي ضرورة إعادة الأمر برمته إلى نصابه الصحيح...

 

§         فيما بينهما تصرع  / يوسف عزب

قصتك تكتب

فأبصر

ولا تكف البصر

قد يخترق الحدث

غلا لتك، حجبك،

يثقب قلبك

يرسخ في عمق وجدانك

لكنك تنسى

تضعف

تراهن

وفي النهاية تستسلم

قصتك تكتب

ماذا تفعل ?...

 

§         النقد الأدبي ( النفسي )

بعد مقاومة استمرت أكثر من ربع قرن لم أجد مفرّا من الاعتراف بأن قراءاتي النقدية لا بد وأن تصنّف باعتبارها من قبيل النقد الدبي النفسي، وحتّى في هذه القراءة الحالية لرواية " خالتي صفيّة والدّير " فإنّني حاولت - كالعادة – أن أنفي أن هذا نقد نفسي، ولم أحذف هذه الفقرة، ومازلت أبحث عن تصنيف لما أكتب غير ما يوحي دائما أبدا، أو على الأقل ابتداء – بتبني التحليل النفسي في القراءة، وهو ما لا أفعله إلا نادرا إن كنت أعرج إليه أصلا.

هل يمكن أن يسمّى " المنظور التّركيبي النّفسي في النّقد "، أو أن يسمّى النّقد النّفسي الظاهراتي مثلا، لست أدري، كما أني لا أرى أن تغيير الاسم هو الحلّ.

 

§         عود على بدء – حوار قديم جدا، هو يعود الآن جدا، مع محمد جاد الرب وهو مازال يبني الأهرامات الخاصة / يحيى الرخاوي

مقدمة : مع صدور العدد الأول من هذه المجلة، حضرنا الصديق "محمد جاد الرب" بكل ما هو، و ما يمثله، و ما يرجوه، و ما يدعو إليه، و ما يحلم به، و ظلت الحوارات تجري معه و نحن نبحث عن جديد حتى توقفنا فتوقف، أو تكررنا فتوقفنا، أو ما كان و السلام.

و بعد عودة المجلة للصدور، عاد "جاد الرب" للاقتراحات، و الدعوات، و المشاريع، و الأحلام، و لم نشأ أن نتمادى فيما كان، و خاصة بعد ضخ الدم الجديد في المجلة، ذلك الدم الذي لوح لنا بشكل آخر، و حفز آخر و مهمة أخرى .

ومع ذلك، فقد رأينا أنه لا بأس من أن نستضيف هذا النّبض المصري المعاد، بين الحين والحين، فمن قال أن التّكرار لا يفيد ? ومن قال أن هناك تكرار أصلا ? هذا هو " حسن سليمان " يعيد ويزيد أكثر من أربعين لوحة، لنفس الطبيعة التي سمّيت ظلما " الطبيعة الصّامتة "، ومع ذلك تقول كل لوحة جديدا، وتثير جديدا، والمفروض أنها تتغير ليس فقط بإعادة رسمها، وإنّما أيضا بإعادة النظر إليها، وهذا هو جارودي، وغير جارودي يعلمنا يعلمنا كيف أن تكرار نقوش المساجد، ليس تكرارا، شريطة أن تذهب إليها وهي تطلع، ولا تكتفي بقراءة موعد شروقها في الصّحف أو في تسمعه في الإذاعات.

المهم، أهلا يا عم جاد، ولتعذرنا إذا نحن لم ننشر لك، ونحاورك، إلا كل حين وحين فالتّكرار، على الرّغم من نفعه وروعته معا، ليس إلا تكرارا أيضا...

 

§         مقتطفات علمية : الأعراض الاكتئابية في مجموعة ذات فئة عمرية ما بين 10 – 20 سنة في البنات / د. أحمد حسين

o         المجلة العربية للطب النفسي المجلد التاسع العدد الأول، آيار [مايو] 1998

أجريت هذه الدراسة على عينة من طالبات المدارس الثانوية في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة بواسطة استبيان من خمس مواد لدراسة مقدار الإعاقة المصاحبة للاكتئاب، شملت العيّنة 505 طالبات تراوحت أعمارهنّ ما بين 13 و18 سنة وتبيّن 42 % يعانين من أعراض اكتئابية،%15,6  يعانين من أعراض واضحة للإكتئاب تصاحبها أعراض تكيفيّة مختلفة، بينما ذكرت 23 %من العينة أنه تراودهن أفكار انتحارية، من ناحية أخرى كانت أعراض الاكتئاب أكثر نسبيّا عند الفتيات اللواتي نتجن عن زواج مختلط بينما لم تثبت أية علاقة في تلك العينة بين الاكتئاب وعوامل أخرى تتعلّق بالأسرة، وتظهر النتائج عامة أن الاكتئاب ليس غائبا تماما عند الفتيات في العينة ضعيف في هذه السن، وأن علاقته بالعوامل البيئيّة والاجتماعيّة ضعيفة، وربما كانت له علاقة بالعوامل الوراثيّة..

 

o         أهمية العوامل غير البيولوجية في التأثير على نتاج المحاولات العلاجية / المجلة البريطانية للطب النفسي

قام البحث بدراسة العوامل المختلفة المؤثرة على محاولات العلاج الدوائي، وقد قسمها البحث إلى عوامل بيولوجية وعوامل غير بيولوجية التي تنقسم بدورها إلى عوامل منهجيّة وعوامل " غير دوائيّة ".

وفي البداية أوضح الباحث أن دراسة وقياس نتاج العملية العلاجية هي عملية شديدة الصعوبة والتعقيد تحتاج إلى مفاهيم متعدّدة للرّؤية ووسائل جيّدة للقياس،كما أنها بحاجة إلى وقت كاف قبل قياس النّتائج.

وقد أوضح البحث أن العوامل المنهجية تؤثّر بشدّة على نتائج المحاولات العلاجيّة والمفاهيم المتعلّقة بها.

كما أشار البحث إلى أن العديد من العوامل النفسي’ والبيئية هي جزء من العوامل " البيولوجية" المؤثرة على نتائج العلاج الدوائي...