الإنســان و التطــور

تصدرها جمعية الطب النفسي التطوري و العمل الجماعي

السنة العشرون العدد 64 يناير-فبراير-مارس 1999

www.mokattampsych.com 

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         الافتتاحية الأولى : ليس كلاما في السياسة : و لكن ماذا نقول لأطفالنا؟/ يحيى الرخاوي (النـــص الكـامــــل / Full text)

§         الافتتاحية الثانية :  الحوار مرحلة أم طريقة؟ / فريد زهران (النـــص الكامــــل / Full text)

§         الظواهر المرضية النفسية عبر الثقافات / أ.د.أحمد شوقي العقباوي (النـــص الكامــــل / Full text)

§         كلمات : عن اللغة والفكرة والعلم / د.عادل مصطفى (النـــص الكامــــــل / Full text)

§         الإيمان / ياسر عبد الحق نصار

§         استلهام : الإيقاع الحيوي للكلمة الطيبة – حين تصبح الكلمة حياة و ليست رمزا أو عربة لحمل غيرها و لو كان المعنى / د. أسامة عرفة  (النـص الكامــل )

§         مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي ) الجزء الثاني(  / د. عادل مصطفى  (النـــص الكامـــل / Full text)

§         البدايات / عادل عزت

§         مواقف مولانا النفري : تجربة …. و لعل و عسى / إيهاب الخراط x يحيى الرخاوي

§         فند : الله من بلاد الله / سهير صبري

§         التأويل فهم النصوص الإلهية و الدينية في الفكر الإسلامي : من بدايته إلى نصر أبو زيد / د. أحمد صبحي منصور

§         حالات وأحوال : الشعور مسلم، واللاشعور مسيحي، فما العمل؟   (النــص الكامــــل / Full text)

§         مثل وموال ) المؤسسة الزواجية في الوعي الشعبي(   (النــص الكامـــل / Full text)

§         كوكتيل / عيد صالح

§         إعادة قراءة مصطلح قديم -  الإدراك : بوابة الدراية بين مستويات الوجود   (النــص الكامـــل / Full text)

§         مقتطف وموقف : ماذا نعلم أولادنا في مجلات الأطفال [الشاويش عطية و الأخصائي النفسي = هيبة الدولة و خيبة  التخصص]  (النــص الكامـــل )

§         لقطات / عبير نصر

§         مقتطفات علمية / د. أحمد حسين   (النــص الكامــــل / Full text)

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         الافتتاحية الأولى : ليس كلاما في السياسة : و لكن ماذا نقول لأطفالنا ؟ / يحيى الرخاوي

مقدمة : لسنا مجلة سياسية …

طبعا …

إذن : لماذا تحفل افتتاحياتنا بكلام كثير في السياسة، أو فيما يشبه السياسة؟

و لكن هل يوجد تعريف واحد لما هو سياسة، و هل يمكن فصل هم الشخص العادي عن ما هو سياسة؟ و هل يمكن أن يشفى مريض نفسي – كما ينبغي- و نحن نستبعد من المتغيرات المؤثرة عليه، عامل السياسة؟

خذ مثلا : كيف يستقبل الإنسان العادي جدا، الذي ليس له دعوة بالسياسة، كيف يستقبل خبر و مراسم و مغزى و طقوس و دلالات موت المغفور له – جدا إن شاء الله – المرحوم جلالة الملك حسين بن طلال بن عبد الله؟ رحمهم الله جميعا و غفر لنا و لهم.

هل هو موت عادي هذا أم موت له معنى و صبغة و آثار تدخل كل بيت في الحياة اليومية؟

و هل هذا المعنى و تلك الآثار ستؤثر على هذا الشخص العادي جدا [مثل حالاتنا] الذي له ليس له دعوة [خالص] بالسياسة أم لا ؟…

وماذا فهم أطفالنا –الذين نعمل على تنشئتهم (المفروض يعني) بقليل من الاغتراب وكثير من المنطق السليم ?  ماذا فهموا من ذلك الهتاف قبيل تشييع جنازة المغفور له جلالة الملك والجماهير (آباء وأمهات وإخوة هؤلاء الأطفال ) تردد : " بالروح بالدم نفديك يا حسين ? مع أن الذي كان قد كان.

وكيف نقول لأطفالنا إن الملك يملك ولا يحكم، ثم تحدث كل مرة هذه الهزة عند موت ملكنا المرحوم، ذلك الملك الذي ملك الدنيا وشغل الناس : ملأ الحياة الدنيا بكل ما يمكن أن تملأ به الحياة الدنيا، وشغل الناس بكل شيء ونقيضه ?

هذه التساؤلات ليست سياسية ، والأرجح، من وجهة نظر هذه المجلة ، أنها تربوية وقائية نفسية .

فيا ترى ما هو الحد الفاصل بين السياسة وقلتها ?

وقد كنت أحسب أن هذا النوع من الانفعالات ، والأسى ، والحزن، والهتاف، خاص بثقافتنا في الدول التي هي مثلنا ( قل : عربية،أو عاطفية، أو بدائية، أو نامية، أنت وما ترى) إلا أن هذه المظاهر ذكرتني – بشكل ما – بمظاهر وداع المأسوف على جمالها ودلالها المرحومة – أيضل- الأميرة ديانا، غفر الله لنا ولها ما أمكن ذلك، وأيضا ذكرتني هذه الاحتفالية الجنائزية، من منطلق ثالث، بجنازة جمال عبد الناصر –جدا-، الله يرحمه، ثلاث جنازات مهولة  : تقول على اختلافها شيئا هاما له دلالته، وهو شيء ليس بالضرورة سياسيا، وإن كان لا يمكن أن ينفصل عن السياسة.

إن الموت، ذلك القدر الرائع، ينبهنا إلى موقعنا من الحياة، وفي الحياة.

والحي أبقى من الميت

والموت حق كما أن الله حق

والموت على رقاب العباد

ولا مانع أن نذكر محاسن موتانا عقب الموت مباشرة

ثم نذكر مساوئهم بعد الأربعين ( أربعين يوما أو أربعين سنة، سيحصل)،

أما أحياؤنا فنذكر محاسنهم وهم في السلطة ثم نذكر مساوئهم حسب موقعهم من السلطة التي تليهم، وكله بعيدا عن السياسة طبعا...

 

§         الافتتاحية الثانية :  الحوار مرحلة أم طريقة؟ / فريد زهران

مقدمة : أوضحنا في معرض حديث سابق كيف أن ازدهار الحل الفردي و انهيار العمل الجماعي قد أدى إلى انحطاط عام في أداء المجتمع، لكنه أدى في المقابل إلى ازدهار حالات من التحقق الفردي، و الملاحظ بصفة عامة أن قاطرة النجاح الفردي لم تستطع أن تجر المجتمع إلى أوضاع أفضل، ذلك أن الحقبة النفطية مستمرة، و تجريم العمل الجماعي هو الآخر مستمر، و أخيرا فإن الترويج للعمل الفردي و تقديسه مستمر، و ليس معنى وجود شروط موضوعية تحبط و تعوق كل المحاولات الجماعية أن السباحة ضد التيار أمر مستحيل، ولكننا نلاحظ أن الافتقار كلية إلى تشخيص دقيق للوضع يجعل من كل المحاولات – المضنية – التي تبذلها جزر النجاح للنهوض بالمجمع محاولات فاشلة و "سيزيفية" الطابع لأنها تبدأ من فرضية مخادعة تفترض أن النجاح الفردي حالة جماعية، و الواقع أن انسياق مجموعة من الأتباع وراء "الألفة" أو حتى التفاف مجموعة من المريدين حول أحد "الأقطاب" لا يمكن اعتباره حالة تحقق جماعي، و البدء من هذه الحالات الفردية على اعتبار أنها نواة جماعية يتضافر مع فكرة أخرى مخادعة ترى أن وجود نواة صلبة تعض على الحقيقة بالنواجذ سيفضي حتما إلى نمو متعاظم لهذه النواة عبر تكاثر ذاتي يشبه طريقة النمو "الأميبية" و الطريف أن عدم قدرة المئات من هذه المحاولات الأميبية على تحقيق النمو المنشود لم يلفت نظر أحد …

 

§         الظواهر المرضية النفسية عبر الثقافات / أ.د.أحمد شوقي العقباوي

 مقدمة : لماذا الآن ذلك الاهتمام بالفروق عبر الثقافات أو الحضارات في مجال الطب النفسي؟

إن الواقع المعاصر الذي نعيشه و نعايش تجلياته يطرح بإلحاح، في كل أمة على حدة، تساؤلا أشبه بأحد تساؤلات المراهقة .. وهي : من أنا؟ ألست مختلفا عن الآخر؟ أليس اختلافي في حد ذات جزءا من حقيقة الوجود ذاته؟ ليست المسألة تقدما أو تخلفا بالمعايير السائدة المعاصرة، لكنها في الجوهر إدراك صارم لضرورة أن نغض بالحواجز على الهوية [الخصوصية]، الحاضر الذي هو الابن الشرعي للماضي، و المستقبل الذي يتشكل كجنين في بطن الحاضر.

إذا. يبدو أن الموضوع يستمد أهميته بسبب ما يجري في العالم من تسوية كل الاختلافات و عمل كل شيء على منوال أو نموذج واحد، وهو النموذج الغربي الذي تسوده الولايات المتحدة الأمريكية، و من ثم يمكن القول أن الكوكبية أو العولمة هي إلى حد كبير "أمركة".

في ظل التغيرات التكنولوجية و ثورة الاتصالات و المواصلات يتحول العالم المعاصر إلى مستويين من الوجود يعيشهما كل فرد على هذا الكوكب… 

 

§         كلمات : عن اللغة والفكرة والعلم / د.عادل مصطفى

مقدمة : "تعليم الأمة بلغتها ينقل العلم بكليته إليها، أما تعليمها إياه بلغة غيرها فإنه ينقل أفرادا منها إلى العلم" الشيخ علي  يوسف

شرف الأمة لغتها : لغة الأمة هي وعيها، و كبرياؤها و عرضها و الأمة التي لا تصون لغتها من العبث و التحلل لن يبقى لها شيء تصونه.

تولد كل الأجنة عارية .. إلا جنين الفكر فيولد متلبسا باللغة …

 

§         الإيمان / ياسر عبد الحق نصار

o        الرائع الذي لا يطاق

بداية :

إنه مثل شيء تذوقته

لكنك أبدا لن تنساه

مثل دم ثلجي ينساب إلى فمك

إنه تماما كوجه ملائكي

يذوب في الهواء،

هذا الذي تشتهيه دائما

لكنك لا تحصل عليه

لا لشيء سوى أنك تخشاه...

o       لكن هذا ما حدث

 بداية :

 آه لقد أخذته في يدي

وأمن أبدا لن تستطيع

أن تجمع في قلبك كل هؤلاء البشر

كل هذا التناقض في جسدك

والأدهى أن تعشق هذا التناقض خارجك

آه، لقد أخذته

وأصبح الإيمان لعبتي المفضلة

آه..

قطعا ومستحيلا

لن تستطيع أن تكون أنا

ليس في ذات اللحظة أو نفس اللون

أبدا لن ترى العالم كما أراه

لقد أخذته في يدي

وأصبحت الحياة نقيضتي، لعبتي

حجتي الدائمة للبكاء... 

 

§         استلهام  : الإيقاع الحيوي للكلمة الطيبة – حين تصبح الكلمة حياة و ليست رمزا أو عربة لحمل غيرها و لو كان المعنى / د. أسامة عرفة

مقدمة : شبه القرآن الكريم (في سورة إبراهيم الآيات 24، 25) الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة (1) أصلها ثابت (2) وفرعها في السماء (3) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

الأصل الثابت = استمرارية الإمكانية   Continuous Potentiality.

فرعها في السماء  = تصاعد النمو واستمراريته  Continuous Growth.

تؤتي أكلها كل حين =  الرسالة الأصيلة  Genuine Message.

ولنتخيل معا هذا النموذج :

إن الكلمة الطيبة تخرج من  صاحبها " المرسل وهو في حالة كلية : معرفية – وجدانية – عقلية – إدراكية -  نموية – موقفية .

تخرج رسالة حيوية Biological Message مرتبطة بالإيقاع الحيوي لصاحبها كالتالي :

في لحظة ما يحضر هو شخصيا فيها ( أي في الكلمة) بكل مستوياته وأيضا بدرجة رؤيته واستيعابه للآخر المستقبل كبؤرة للرسالة الموجهة له في حد ذاته، وكجزء من إيقاع أعم للكون والحياة.

وكذلك تخرج مرتبطة بدرجة امتثاله لله الذي يمثل الوساد الكلي لهذه الحركة التي تتم في كنفه ولا تتحقق إلا بإرادته الفاعلة فلا تؤتي أكلها إلا بإذن امتثال حقيقي في علاقة نابضة كأنك ترى الله رأي العين... 

 

§         مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي ) الجزء الثاني(  / د. عادل مصطفى

مقدمة : نشأ العلاج الوجودي بشكل تلقائي في أوروبا في الأربعينيات و الخمسينيات، إذ تفتقت عنه أذهان عدد من علماء النفس و الأطباء النفسيين و تجلى في كتاباتهم. لقد كان هؤلاء مهمومين بإيجاد طريقة نفهم بها الكائن الإنساني تكون أكثر وثوقا و جوهرية من تلك التي كانت تطرحها مدارس العلاج النفسي المعروفة في ذلك الحين. يقول لودفيج بنسفانجر أحد المتحدثين بلسان العلاج الوجودي : "لقد نشأ العلاج الوجودي عن عدم ارتياحنا للمدارس السائدة التي تحاول أن تحقق لنفسها نوعا من التبصر العلمي في مجال الطب النفسي" لم يكن هؤلاء المعالجون يجدون أهمية الكشوف الجذرية لتلك المدارس. إن مرتكزات من مثل الدوافعdrives   في السيكولوجيا الفرويدية و الإشراط conditioning  عند السلوكيين و النماذج البدئية archetypes عند أتباع يونج، كلها أشياء لا غبار عليها في ذاتها. و لكن أين هو الشخص الحقيقي المباشر الذي تحدث له هذه الأشياء و تجرى فيه هذه المجريات؟ و كيف لنا أن نثق أننا نرى المرضى على ما هم عليه بالفعل و أن ما نراه ليس، ببساطة، مجرد إسقاط لنظرياتنا الخاصة عن هؤلاء المرضى... 

 

§         البدايات / عادل عزت

رأيت السماء قد انشغلت بالمجرات... لا شيء

حر بتلك المسافات ... لا شيء حتى النجوم.

أكان الزمان – قديما – حرائق راحلة، وابتهاجا

رهيبا يدمر ما حوله، والأمومة كامنة لا تموت

يذلك الجحيم ?

إلى أن تزاوج نور الحياة ببعض زهور تموت

وتحيا بعيدا عن النهر... والليل في الصحراء

مقيم... 

 

§         مواقف مولانا النفري : تجربة …. و لعل و عسى / إيهاب الخراط x يحيى الرخاوي

مقدمة : بدأ يحيى الرخاوي قراءة بعض مواقف مولانا النفري على صفحات هذه المجلة في الأعداد [32، 33 أكتوبر، مارس 1988، و عدد 34، 35 إبريل و سبتمبر 1988 و عدد 56 أكتوبر 1993 عدد 57 يناير 1994] ثم توقف.

ثم بدأ د. إيهاب الخراط يقرأ مواقف النفري من منطلق آخر في الأعداد [عدد 58 إبريل 1994، عدد 59 أكتوبر 1997 عدد 60 يناير 98 عدد 63 أكتوبر 1998].

ثم رأينا لأن يقوما بعرض هذه التجربة، فيعيد الرخاوي قراءة ما كتبه الخراط [كتابة] و لما كان الأول مسيحي بل هو قس واعظ أيضا و طبيب نفسي حاذق، و كان الثاني مسلم، يحاول فهم إسلامه على مسئوليته، و طبيب أستاذ نفسي له رؤيته و نظرته و نظريته رأينا أن نطرح التجربة على القارئ، فنعيد نشر نص النفري، ثم قراءة الخراط، تليهما قراءة الرخاوي …

ونحن نأمل بهذه التجربة أن نمدّ موقف هذه المجلة " النقدي " إلى ما يمكن أن نسميه " نص على نص "، فإذا كان النص الذي بين أيدينا إيماني أو صوفي، فإن الفرصة مواتية لإذكاء حوار ما، ليس على مستوى ما يسمى الوحدة الوطنية، وإنما يمكن أن نطلق عليه تعبيرا جديدا (قابلا للتغيير)، وليكن "التوجه الضام"، فمسألة اختلاف الأديان والحوار بينها ليست مسألة محلية، ولا هي مشكلة وطنية، بل هي أكبر من ذلك وأهم.

ثم ثمة بعد آخر في هذه التجربة وهي أنها حوار بين جيل وجيل بقدر ما هي جدل في المساحة المشتركة.

ألا تستحق المسألة ?

فلنحاول

وليشاركنا القارئ الذي مازال يبخل علينا برسائله الضرورية... 

 

§         فند : الله من بلاد الله / سهير صبري

تستميت في مساعيها للحصول على تمويل.

تستميت في مساعيها لاقتناص جزء من تورتة الفند قبل أن ينفض المولد وتطلع منه بلا نصيب.

كانت تحدثني عن امرأة في اليمن حصلت على فند يقال مليون دولار. أي ما يفوق أي مبلغ يحلم به أي ساع إلى فند الله من بلاد الله.

سألتها وماذا تفعل لليمن وشعب اليمن هذه السيدة، قالت بإعجاب : (همبكة).. لا شيء البتة

شعرت بغثيان شديد... أصبحت لعبة الفند مقززة .. بروتوكول يقدم..يدرس.. يقبل.. يصرف الفند.. ثم تقارير وتقارير لتثبت وتغطي وتشرح فيم صرف الفند المصون... 

 

§         التأويل فهم النصوص الإلهية و الدينية في الفكر الإسلامي : من بدايته إلى نصر أبو زيد / د. أحمد صبحي منصور

            مقدمة : أولا : معنى التأويل و موقعه بين الإسلام و المسلمين

ثانيا : التأويل بين الشيعة و الصوفية

ثالثا : التأويل بين المعتزلة و أهل السنة

رابعا : التأويل في الفقه السنى

خامسا : التأويل المعاصر بين السلفية و نصر أبو زيد

خاتمة

المقدمة : برزت قضية التأويل في الفكر الإسلامي في المجتمع الثقافي إثر تسلل قضية الدكتور نصر أبو زيد من أروقة الجامعة إلى الشارع السياسي و الثقافي،  ثم أصبح التأويل قضية ثقافية عامة بعد تحول قضية الدكتور نصر أبو زيد إلى شأن عام داخل مصر و خارجها. و كان طبيعيا أن يتساءل الكثيرون عن معنى فهم النص، و العلاقة بين التأويل و الإسلام و المسلمين و تاريخ التأويل لدى المسلمين و الفرق الإسلامية.

و كان ذلك دافعا لكتابة هذه الورقة البحثية السريعة، حتى أضع النقاط فوق الحروف في قضية علمية تراثية وهي التأويل و قد شاءت الظروف السياسية أن تتحول إلى شأن عام يختلف بصدده السياسيون و المثقفون و غير المتخصصين.

و الله تعالى المستعان …

 

§         حالات وأحوال : الشعور مسلم، واللاشعور مسيحي، فما العمل؟

مقدمة : [س] شاب في الخامسة و العشرين من عمره، شخصت حالته "فصام بارنوي" و لكنها مليئة بالنبض الإنساني و الحزن الحقيقي، كذلك فإن أرضية تكوين الأعراض كانت من الدلالة بحيث استوقفتنا، فوالده مسيحي، أسلم ليتزوج والدته، ثم هاجر إلى أمريكا و عاد إلى دينه [في الأغلب]، و مازال س] متمزقا بين شد أهل والده، و بين غلبة و حضور ما يمثله اختياره الظاهر و والدته و أخيه من أمه. و نأمل أن نوضح من خلال عرض هذه الحالة ما يلي :

1-     إن لافتة التشخيص وحدها لا تعني شيئا كثيرا.

2-    إن اختفاء الاستعداد الوراثي، يحتاج إلى عمق أكثر في التحري عن علية فصم الذات في حالات الفصام خاصة.

3-    إن الطفل إذ يتشكل يلتقط ما بداخل الوالدين [بل و ما يمثلانه، و من ينتمون إليه] و ليس الإعلان الظاهري لسلوكهما.

4-    إن صراع الأديان الشكلي يمتد من اليقين العقلي إلى الغور البيولوجي

5-    إن إعادة ضم ما تشتت من تركيبات و منظومات الذات يحتاج إلى فهم مسيرة التشتت بقدر ما يحتاج إلى معالج يكون قد قطع شوطا مع نفسه في مسألة النضج الديني

6-    إنه لا غنى عن تمحيص و دراسة كل حالة دون الاكتفاء بزعم اضطرابات كيميائية محدودة قد تكون مصاحبة أو نتيجة أكثر من كونها سببا …

 

§         مثل وموال ) المؤسسة الزواجية في الوعي الشعبي(

مقدمة : خدتك عواز لواز، خدتك أكيد العوازل كدت أنا روحي

المؤسسة الزواجية من أقدم المؤسسات الاجتماعية و الدينية و قد استطاعت أن تحافظ على استمراريتها و صلابتها و وظيفتها عبر الزمن و مع ذلك فلا هي أصبحت ناجحة بالمعنى الذي يتناسب مع تكور الإنسان المعاصر و طموحاته، و لا هي حتى استمرت نافعة بالقدر المناسب لأغراض تحمي طفولة الإنسان و حاجته إليها عددا أكبر من السنين إذا قورن بطفولة الأحياء الأخرى و خاصة الثدييات.

و بعد الحرب العالمية الثانية، و مع اهتزاز كل القيم الثابتة، اهتزت هذه المؤسسة ضمن ما اهتز، و عرضت البدائل، و مورست المؤسسة الزواجية ضمن ما هوجم من دعاة الحركة المناهضة للطب النفسي التي تردد صداها ما بين أوروبا و أمريكا [لانج، و كوبر في إنجلترا، و بازاجليا في إيطاليا، زاس في الولايات المتحدة … الخ] و كان من أصرح من كتب في ذلك مباشرة "دافيد كوبر"، في كتابه "موت الأسرة" و لم تستطع هذه الجزئية من هذه الحركة، أو هذه الحركة بصفة عامة أن تؤثر في استمراريتها أو صلابتها أو حضورها … 

 

§         كوكتيل / عيد صالح

من جديد

يحتشد الموتى

وتجار الحروب

وبائعو الساعات

والمدرس الممشوق

وعصاه،

ومشيته الهائلة

من جديد

تسقط الشعوب

والخطب النارية

وحمى الوطن

وإردواز المعلّم... 

 

§         إعادة قراءة مصطلح قديم -  الإدراك : بوابة الدراية بين مستويات الوجود

مقدمة : الإدراك بالعربية لفظ شامل جامع، لكن يبدو أنه ليس مانعا، وخاصة حين يستعمل ترجمة لكلمة  Perception بالإنجليزية.

فإذا جئنا إلى الاستعمال النفسي أو النفسفسيولوجي ازداد الإشكال وتعقد ذلك أن الأصل في هذا الاستعمال هو معنى مرتبط بالحواس أساسا.

ولكن دعونا نبدأ بالمعاجم الشائعة من الإنجليزية إلى العربية، ثم العربية  ثم بالإنجليزية ثم نرى، فقد ورد في معجم المورد ترجمة لكلمة  Perception  ما هو  :

الإدراك الحسي

نفاذ البصيرة

القدرة على الفهم

كما ورد في المعجم العصري ترجمة لنفس الكلمة  Perception ما هو :

إدراك المحسوسات

الإدراك الحسي

شعور، بصيرة، تمييز

فنلاحظ في كلا المعجمين أن هناك إشارة إلى صفة " الحسي "، لكنه يتجاوزها ليس فقط إلى الفهم والتمييز، وإنما إلى البصيرة، بل وبالذات نفاذ البصيرة، وهذا يمثل طيفا عريضا من أول التقاط المخ لمعنى المؤثر الحسي حتى نصل إلى نفاذ البصيرة بكل ما تعنيه كلمتا نفاذ وبصيرة.

وهكذا يبدو الحرج من استعمال هذا اللفظ في المجال العلمي وهو بكل هذا الاتساع في المجال اللغوي...

 

§         مقتطف وموقف : ماذا نعلم أولادنا في مجلات الأطفال [الشاويش عطية و الأخصائي النفسي = هيبة الدولة و خيبة  التخصص]

مقدمة : أنا من قراء ميكي و ما يفوتني في العدد الأسبوعي قد ألحقه في بعض المجلدات المتناثرة في أشياء بناتي أو أحفادي ثم إني من مشاهدي إسماعيل يس، و حين حضرت شابة [فرنسية الجنسية – مصرية الأب – عربية اللغة المصرية العامية – جميلة المحيا] حين حضرت تسألني سؤالا لم يخطر على بالي يقول " لماذا يحب الأطفال إسماعيل يس و لا يحبون عاد إمام؟] فرحت بالسؤال جدا، فأنا أفرح بالسؤال الذكي أكثر من فرحتي بالإجابات عامة، بما في ذلك إجاباتي غير اليقينية، و قبل أن أجيب كتابة قلت لسائلتي، بل و بعض الكبار أيضا يحبون إسماعيل يس [و ربما كنت أعني نفسي].

و حين استشارني بعض الأصدقاء التشكيليين في مشروع مجلة للأطفال، أعطوني منها أول عدد تجريبي،  لم أجد فيه ما توقعت، و ما أريد، و لا ما آمل .. الخ، و كتبت تعليقا مكتوبا،  لم يطلبه مني أحد، و أحسب أنها لم تصدر [يسأل في ذلك الفنان : محيي الدين اللباد على ما أذكر]، ثم تابعت عن بعد اهتمامات الصديق الحرفوش بهجت عثمان، و لم أعلق لأني شعرت أن بها شيئا يحتاج لإحاطة شاملة قبل أن أطمئن إلى توظيفه …

 

§         لقطات / عبير نصر

§         مقتطفات علمية / د. أحمد حسين

o        "عسر القياس المعرفي" كنظرية متكاملة للفصام / نانسي أندرسون، سيرجيو باراديسو، داني أويري

تتجه جهود الأبحاث المهتمة بدراسة الفسيولوجيا العصبية لمرض الفصام وأسبابه في الفترة الحالية إلى دراسة اضطراب الدوائر العصبية بين مراكز المخ المختلفة اعتمادا على نتائج الدراسات الخاصة بالتصوير النيتروني للمخ.

وهذا البحث يناقش فرضية أن سبب الفصام يرجع أساسا إلى اختلال الدوائر العصبية ما بين القشرة المخية للفص الأمامي للمخ والمخيخ والمهاد بما أدى إلى حدوث عسر قياس معرفي، وصعوبات في فعلنة المعلومات، وفي الاستجابة للمعلومات، ويفترض هذا البحث أن "ضعف التناسق العقلي أو الذهني" هو الأساس في حدوث الاختلال المعرفي في الفصام وتعدد أعراضه...

o        رؤية لاحتياجات علاج الفصام / أولرش مايس و لفجانج فليشاكر

المناقشة : إن علاج الفصام يحتاج إلى تكامل العلاجات البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية في منظومة شاملة مع مراعاة أهمية ملاحظة حساب تكلفة العلاج وأهمية العلاجات غير البيولوجية في خفض تلك التكلفة وتأثيرها على مسار المرض ومآله.

ومن وجهة النظر الاقتصادية المتعلقة بحساب التكلفة فإن المنظومة العلاجية المشتملة على العلاجات النفسية والاجتماعية والبيئية إلى جانب العلاجات الدوائية تؤدي إلى تحسن مسار المرض فيما لا يقل عن 50 % من المرضى وخفض تكاليف العلاج بما لا يقل عن 27 %

o        التفاعل بين العلاج الدوائي و النفسي في القلق / م. ه. لادر، أ. ج. بوند

عادة ما يلجأ الطبيب النفسي إلى العلاج الدوائي مصاحبا للعلاج النفسي لعلاج حالات القلق، وبالرغم من ذلك نلاحظ ندرة الأبحاث التي تناقش نتائج تلك الممارسة أو تحاول توقع نتائجها.

والباحثان في الدراسة موضوع المناقشة قدما في البداية شرحا للأساليب والمدارس المتعددة لعلاج حالات القلق واضطراباته واستعرضا طرق العلاج وإيجابياتها وسلبياتها.

وقد خلصت الدراسة إلى أن العلاج النفسي المصاحب بالعلاج الدوائي يعطي نتائج أفضل من العلاج الدوائي وحده في السيطرة على الحالات الحادة كما أظهرت الدراسة أن العلاج النفسي هو الأنسب للعلاج بعد السيطرة على الأعراض الحادة ومتابعة العلاج...

o       رسائل و ردود : رسالتان… ما أبعدهما عن بعضهما، ما أقربهما …