مجـــــــــلات

 

النفـس المطمئنــة

مجلة الطب النفسي الإسلامي

تصدرها الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية

السنة الخامسة عشرة - العدد 63 – يوليو 2000

 

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE  

 

§          أهمية الحوار

§          السلوك التديني لمدمن الهيروين

§          أضواء على بعض الجوانب الخفية للأمراض النفسية

§          الميكانيكية السلوكية في القرآن الكريم (اطمئنان نهاية الحياة )

§          كيف تكون الشدة ومتى يكون اللين في تربية الأطفال.

§          أثر العبادات في تغيير الفرد والمجتمع

§          حقوق الإنسان في الإسلام

§          أطباء النفس في العالم يناشدون الأمهات بعودة حدوته قبل النوم

§          وقاية الطفل من العنف

§          العيادة النفسية

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES  

 

أهمية الحوار / د.محمود أبو العزائم - رئيس التحرير

ان من أعظم النعم التي خص الله تعالى بها الإنسان وميزة عن الحيوان هي قدرته على تعلم اللغة ، فاللغة هي أداة الإنسان الرئيسية في التفكير واكتساب المعرفة وتحصيل العلوم فاللغة باعتبارها رموزا للمفاهيم قد مكنت الإنسان من تناول جميع المفاهيم في تفكيره بطريقة رمزية مما ساعده على أن يحقق ما حققه من تقدم هائل في اكتساب المعرفة وتحصيل العلوم والصناعات المختلفة

ولما كانت للغة هذا القدر العظيم من الأهمية في حياة الإنسان وفي تمكينه من التقدم المستمر في تعلمه وتفكيره فقد كان أول شيء علمه الله تعالى لآدم عليه السلام هو أسماء جميع الأشياء قال تعالى "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين " البقرة 31 وبالكلام يستطيع البشر أن يفهم كل منهم الآخر حتى لقد جعل الله تعالى معجزة الإسلام الخالدة وهي القرآن الكريم مجموعة من الأوامر والنواهي والقوانين الإلهية التي تصرف شئون البشر وكذلك مجموعة من القصص القرآني في حوارات ممتعة .. كل ذلك جعله الله عز وجل في سرد بياني إعجازي وتحدي به البشر أن يأتوا بمثله

ولذلك فان المناقشة والحوار من العوامل الهامة في الفكر للوصول الى الحلول السليمة للمشكلات كذلك فأنها من العوامل الهامة في التعليم وصقل الفكر الإنساني كما ان الحوار بين الناس يزيل الحدود بينهم ويمنع الجفاء ويخلق جو من الود ويقرب بين وجهات النظر .. وبدون الحوار والتفاهم يحدث نوع من أنواع الانعزال مما يخلق حالة من القلق والشك والريبة تنتهي بالبغضاء والكراهية التي تؤدي الى الكثير م الأمراض النفسية . تذكرت كل ذلك وأنا أحضر مؤتمر الجمعية الأمريكية للطب النفسي الذي عقد في شيكاغو في شهر مايو 2000 والذي حضره العديد من الأطباء النفسيين في العالم ،وحضره كذلك العديد من الأطباء النفسيين العرب وكان العنوان الرئيسي للمؤتمر هو (علاقة الطبيب بالمريض) وتحت هذا الشعار أقيمت العديد من المحاضرات التي تناولت أبعاد الموضوع المختلفة وتحدث العديد من الأطباء عن أهمية المعاملة الإنسانية مع المرضى وأن يتم إعطاء الوقت اللازم للمرضى وأسرهم لشرح الشكاوي المرضية المختلفة وعدم التسرع بالتشخيص وكتابة الدواء بدون الاستماع الجيد .. كذلك ناقش المؤتمر أخلاقيات استعمال الأدوية الحديثة في العلاج وتجربتها على المرضى بدون أخذ الموافقة الكاملة من المرضى وذويهم وبين الحاضرون أهمية ان تكون الموافقة بعد شرح أبعاد الموضوع شرحا وافيا حتى لا يؤذي المرضى من جراء استعمال الأدوية الحديثة بدون معرفة الآثار الجانبية لهذه الأدوية وهنا قفز الى ذهني أهمية الحوار ... وأن الحوار يجب أن يكون حوارا صحيا بين البشر ككل وليس فقط بين الطبيب والمريض وأهمية إعطاء الحوار الوقت المناسب بين البشر وكيف أن العصر الحديث اختصر الكثير من الوقت الذي كان يتم فيه الحوار والتفاهم بين الناس وأصبح التليفزيون هو المسيطر الرئيسي على الوقت المتاح للأسرة وتذكرت كذلك غياب الحوار الصحي الأسري بين الزوج والزوجة وبين الآباء والأبناء وبين الأبناء وبعضهم البعض وكيف ان الإسلام طلب من الآباء إقامة علاقة صداقة ومحبة مع الأبناء خصوصا في سن المراهقة حيث أن هناك ثلاث مراحل للتربية فقد جاء في الأثر " لاعبوا أولادكم سبعا وأدبوهم سبع وصاحبوهم سبع ثم اتركوا الحبل على الغارب" ولذلك حث الإسلام على أن تكون مرحلة المراهقة هي مرحلة المصاحبة بين الآباء والأبناء وأن يكون هناك حوار وتفاهم بين الطرفين حيث أن المصاحبة تعني احترام كل طرف رأي الطرف الآخر والاستماع له وعدم تسفيه رأيه .. كل ذلك سبق به الإسلام الغرب منذ حوالي أربعة عشر قرنا من الزمان ووضع أسلوب التربية التي تنشئ الأجيال السليمة القوية والتي نتغلب بها على مشاكل سن المراهقة التي تؤدي الى انحراف وضعف بعض الشباب إذا لم ينالوا التنشئة الإسلامية السليمة.

الرجوع إلى الفهرس

 

السلوك التديني لمدمن الهيروين / د. محمد المهدى - مستشار الطب النفسي

بالرغم من أدراك الجميع أن الفكر والسلوك التديني يحتل صدارة الاهتمامات الثقافية Larson, 1986 وأنه لا علاج مناسب بدون الإحاطة بالثقافة وأهم جوانبها الدين Muffler, 1992 بالرغم من كل ذلك ، فان المساحة الكمية والكيفية التي يشغلها الدين في مجالات الصحة العقلية لا تتناسب مع أهميته بما يؤدي الى العديد م المشكلات في مجال الممارسة (الدمرداش 1982 . وإذا أخذنا موضوع الإدمان كمثال ، ذلك المرض الذي يدمر كل ما في الإنسان بما في ذلك حياته الروحية ، فان إغفال الدين كتفسير وكوسيلة يجعل من عملية المواجهة أمرا منقوصا أو ربما لا طائل من ورائه وخاصة في المجتمعات الإسلامية التي تشكل الظاهرة الدينية فيها قوة مؤثرة ومتغلغلة في حياة الفرد والجماعة بحيث يصبح تجاهلها خطأ علميا جسيما .

وقد أتيحت للباحث فرصة العمل المكثف مع أعداد كبيرة من المدمنين خلال السنوات الخمس الأخيرة ، وكان عضوا في فريق علاجي يتبني النظرة متعددة المستويات للإدمان من ناحية الأسباب والعلاج ولاحظ الباحث أن هناك إهمالا للجانب التديني في التراث العلمي للطب النفسي ، وعلى النقيض وجد اهتماما بالغا بهذا لدى أسرة المدمن ومجتمعه (بصرف النظر عن عمق ونوعية هذا الاهتمام من هنا جاءت الفكرة لدراسة السلوك التديني للمدمن باستخدام المنهجية العلمية لنتمكن من رؤية هذا الجانب بشكل أكثر موضوعية .واخترنا مدمن الهيروين بشكل خاص نظرا لانتشار إدمان الهيروين بشكل كبير في السنوات الأخيرة (حيث يشكل 8.% من حالات الدخول في مراكز علاج الإدمان في المنطقة العربية) وأيضا بسبب ما لوحظ من التدهور القيمي الشديد لدى مدمن الهيروين. وربما يعتبر هذا الاختيار خطوة نحو التخصيص في دراسة ظاهرة الإدمان والتي اتسم تناولها بكثير من التعميمات التي كانت تعوق الرؤية الواضحة والمحددة لمستوياتها وجوانبها المتعددة. والدراسة الحالية تهدف الى استبيان ودلالات السلوك لمدمن الهيروين ، ثم دراسة ارتباطات هذه العناصر بجوانب المشكلة الادمانية من ناحية السببية أو الأثر العلاجي سواء بالسلب او الإيجاب ويتم ذلك من خلال مراجعة الدراسات السابقة في مجال السلوك التديني والإدمان بوجه خاص ثم مقارنة السلوك التديني للمدمن بشقيقة غير المدمن . وقد واجه البحث مشكلة العثور على المقياس النفسي المناسب لهذا الغرض ، حيث ان المقاييس النفسية المخصصة لاختبار السلوك التديني قليلة ويشوبها الكثير من المشكلات المنهجية التي تجعل استخدام واحد منها عرضة للانتقاد وتصبح الإنتاجيات المبنية على نتائجها عرضة للشكوك . لذلك لجأ الباحث (بتوجيه من السادة المشرفين9 الى استخدام عدة مقاييس على أمل أن يحيط بالسلوك التديني (موضوع الدراسة) من أكثر من جانب ليس هذا فقط ل ان الباحث قد قام بتصميم استبيان لقياس السلوك التديني على المستويات الثلاث : المعرفي والوجداني والممارساتي . وتم وضع الاستبيان في صورته النهائية بمساعدة السادة المشرفين ليناسب موضوع الدراسة ويمكن الاستفادة منه أيضا في دراسات أخرى...

الرجوع إلى الفهرس

 

أضواء على بعض الجوانب الخفية للأمراض النفسية - المرض النفسي وأعمال الشيطان / د.لطفي الشربيني - استشاري الطب النفسي

يدور هذا الموضوع حول قضية هامة هي علاقة الروحانيات بالمرض النفسي وهنا نجيب على أسئلة تدور بالأذهان ..منها على سبيل المثال :

هل يسبب الشيطان المرض النفسي ؟

ما رأي الطب النفسي في كلام الجن والشياطين على لسان بعض المرضى ؟

هل لحالات الوسواس القهري والصرع علاقة بوساوس الشياطين ومس الجن ؟

ما هي وجهة نظر الطب النفسي في معتقدات الناس حول الشياطين والأمراض النفسية ؟

والشيطان معروف للجميع .. وهناك من الكتب والمؤلفات الكثير حول كل ما يتعلق به من النواحي الدينية وقد صادفني مؤخرا بحث علمي بعنوان "الشيطان في الفكر الإسلامي " كما طالعت في إحدى المكتبات عناوين لكتب منها " تلبيس إبليس" وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " وغير ذلك كثير كما قرأت أن الشيطان ورد ذكره في القرآن الكريم 88 مرة وفي الأحاديث الشريفة 1070 مرة وإبليس ذكر في القرآن 11 مرة وفي الحديث 56 مرة .. وهنا عزيزي القارئ – أتناول بعض الجوانب النفسية للعلاقة بين الشياطين والمرض النفسي .. فلنقرأ معا سطور هذا الموضوع :

كيمياء الأمراض النفسية ودور الشيطان :

هناك اعتقاد قوي لدى قطاعات كبيرة من الناس خصوصا المصابين باضطرابات نفسية واقاربهم بأن هناك قوي خفية تسببت في أصابتهم بالمرض النفسي ن وهم يتفقون على ذلك وكأنه حقيقة مسلم بها ، ويظل الخلاف في الكيفية التي يعمل بها الجن أو الشياطين فيتصور البعض انهم يدخلون الى داخل جسد الإنسان ويسببون له الاضطراب الذي لا يشفي ألا بخروجهم منه ، ويعتقد البعض الآخر ان مجرد المس من جانب هذه المخلوقات يكفي لحدوث المرض ويرى آخرون ان المسالة هي وساوس يقوم بتوجيهها الشيطان الى ضحاياه عن بعد.. والشيطان في كل الحالات متهم بأنه السبب الرئيسي وربما الوحيد وراء المرض النفسي على وجه الخصوص واحيانا بعض الحالات المرضية الأخرى ، ويدفع هذا الاعتقاد الكثير من المرضى الى طلب العلاج لدى الدجالين والمشعوذين الذين يتعاملون مع الجن والشياطين دون التفكير في اللجوء الى الطب النفسي الا بعد مرور وقت طويل من المعاناة

وبحكم العمل في الطب النفسي فان نسبة لا تقل عن 70% من المرضى يذهبون في البداية الى المعالجين الشعبين أو المشعوذين قبل ان ان يفكروا في زيارة الطبيب النفسي ، ورغم أنه لا يوجد دليل واحد على علاقة الشيطان بالأمراض النفسية فان بعضا من المتعلمين الى جانب البسطاء لا يستطيع فهم الحقائق العلمية التي تؤكد أن غالبية الأمراض النفسية الرئيسية قد تم التوصل الى معرفة أسبابها وأنها نتيجة تغييرات كيميائية في الجهاز العصبي يمكن علاجها عن طريق تعديل الخلل الذي يعاني منه المريض باستخدام الأدوية النفسية الحديثة وكما سنعرض نماذج لذلك في هذا الموضوع فان الشيطان ليس له دور مطلقا في هذه المسالة …

الرجوع إلى الفهرس

 

الميكانيكية السلوكية في القرآن الكريم (اطمئنان نهاية الحياة ) / د.محمد يوسف خليل

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من قصة يوسف عليه السلام :

" رب قد أتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين " بهذا الدعاء ، رفع يوسف الصديق عليه السلام يديه الى السماء ، وهو في قمة الاطمئنان والرضا والسعادة ، فقد اجتمع له شمل أسرته وهو في مكانه ، وفي أعلى منصب وأرفع مكانة ، ومع هذا لا ينسى اطمئنان النهاية وهذا لا يتحقق ألا لسحاب العقائد وبمنهج العقيدة .

ومناهج العقيدة عموما ، بكل تفرعاتها ، النفسية والاجتماعية والروحية ، تتميز بالإحاطة والاتساع والشمول، بما تتضاءل أمامه مناهج علم النفس ، التي وضع معالمها علماء النفسي وأطباؤها . فها هو ذا يوسف الصديق عليه لإسلام ، بطلب من ربه أن يحقق له اطمئنان نفسه في نهاية حياته وعند موته ، وبهذا لا تتوقف مسيرة الاطمئنان في العقيدة ، بل تخترق حواجز الموت الى البرزخ وتنتهي الى الحياة الآخرة ، بما فيها من نعيم وخلود ولا تنتهي كما تنتهي مناهج النفس البشرية عند جسر الموت وتتوقف مناهجها وبرامجها عاجزة مقصوصة الجناح لا تتقدم ولا تتأخر .. ومن تابع معنا مناهج النفس في العقيدة على صفحات هذه المجلة من بدايتها فهو قد يذكر هذا ويحيط بأبعاده .. ومع هذا فأنني اذكر به ، وأحدث به قراء المجلة الجدد وأول ما كتبت كان تعليقا على مؤتمر عالمي من المؤتمرات الناجحة التي شهدناها في منتصف الثمانينات من القرن العشرين .. عقد هذا المؤتمر العالمي ، في القاهرة سنة 1985 في فندق هيلتون النيل تحت عنوان : " الصحة النفسية والعقلية في كبار السن " وكان يرأس المؤتمر الأستاذ الدكتور/ احمد عكاشة ونجح المؤتمر في أول أيامه فقد كانت الأبحاث والإحصاءات ، التي قدمت فيها كلها على مستوى رفيع من الجودة العلمية ، وارتسم هذا النجاح على وجه رئيس المؤتمر وهو يعلق في سعادة على ما توصل أليه المؤتمر من نتائج علمية، وقال سيادته ان ما حققه أبحاث العلماء والأطباء في مصر والعالم كلها تشير الى أن الأمراض النفسية والعقلية في كبار السن فهي واحدة في نوعيتها ، وفي تصنيفاتها العلمية ، حتى أن مرض فقدان الشهية العصبي الذي يصيب صغار السن .. يحدث أيضا في كبار السن الا ان هناك خلافا واضحا لم يجد له العلماء ولا الأطباء تفسيرا وهذا الخلاف الواضح هو أن الأمراض النفسية والعقلية في سن الشيخوخة - صعبة المعالجة كثيرة النكسات وهذا الخلاف الواضح لم يتوصل أحد الى معرفة أسبابه سواء بالمفاهيم النفسية – أو بالمفاهيم البيولوجية .

وبهذا اختتم الدكتور/ عكاشة الجلسة وفتح باب المناقشة لعل أحدا يجيب على هذا التساؤل الذي لم يجد له العلماء تفسيرا واضحا .. ودارت المناقشات بأسلوب علمي بين الأطباء والعلماء ، ولكن أحدا لم يقترب من الإجابة عن هذا التساؤل او حتى الإشارة أليه : لماذا تكثر النكسات وتصعب المعالجة " في سن الشيخوخة ؟؟ وانتهت المناقشات وأنا منصت تماما الى كل ما يقال فقد كنت متشوقا الى أن استمع الى إجابة شافية عن هذا التساؤل !! وبعد انتهاء المناقشات ، دعا رئيس المؤتمر الحاضرين الى غداء عمل ، احتفالا بنجاح المؤتمر في أول أيامه ولكنه اشترط ألا ينصرفوا ، قبل أن يستكملوا ما في جعبتهم من تعليقات أو تساؤلات ، وطلب لمن يريد أن يتساءل ان يتقدم ، ولم يسمح الا بسؤال واحد ونظرت الى القاعة ، فلم أجد من يطلب الكلمة ، وخشيت أن يضيع الوقت دون أن أتعرض للإجابة عن هذا التساؤل خصوصا ،وأنني قد استجمعت الإجابة عنه في أثناء المناقشات ولم يبق ألا أن أتحدث بذلك ، وواتتني الفرصة ، فقد كنت اجلس في الصف الأول أمام المنصة الرئيسية ، فأتي الدكتور/ عكاشة وأنا اطلب الكلمة فابتسم ابتسامته اللطيفة ، وقدمني للمؤتمر على غير العادة فالمتحدث هو الذي يقدم نفسه ، وقال سيادته:- الدكتور خليل شغوف بالتحدث عن دور الدين في معالجة النفس ، فلننظر ماذا سيقوله لنا اليوم؟...

 الرجوع إلى الفهرس

 

كيف تكون الشدة ومتى يكون اللين في تربية الأطفال. / د.علاء الدين بدوي فرغلى - أخصائي الطب النفسي

الإفراط في تدليل أطفال أتمر له مساوئه ونتائجه الضارة كما أن المبالغة في استخدام الشدة معهم قد تؤدي الى نفس النتيجة – ولكي نتعرف على الأسلوب الأمثل في تربية الأطفال وتنشئتهم علينا أن نعرف أن للطفل حاجتين أساسيتين الأولى : الحاجة الى الأمن والثانية حاجته الى المخاطرة :

ومن السهل أن نتبين من سلوك الطفل تعبيرا واضحا ملموسا عن هاتين الحاجتين ، فحاجة الطفل الى الطعام والتصاقه بوالديه وهربه من الخطر هو اتجاه نحو طلب الأمن واتجاه الطفل نحو الأشياء وتركيبها وإشباع غريزة حب الاستطلاع لديه إنما يدل على اتجاه الى المخاطرة ويجب على الأسرة تتوفر للطفل ضمانات تحقيق هاتين الحاجتين وأفضل مظاهر السلطة الضابطة والموجهة للأسرة تكمن أساسا في ظاهرتي الثواب والعقاب ولكل من هاتين الظاهرتين حدودها من حيث الكم والكيف فالثواب يجب ان لا يرتبط بعمل أساسا من صميم واجب الطفل لان أثابته عن عمل من واجبه قد يخلق منه شخصا ماديا يربط دائما بين العمل الذي يؤديه حتى وان كان عملا مطلوبا فلا يجوز مثلا ان يثاب الطفل لانه تناول طعامه في مواعيدها المقررة بينما ممكن أثابته إذا قدم إحسانا لرجل فقير – ومن الأفضل ان تكون الإثابة معنوية كأن تمدح العمل الذي أداه الطفل وتصفه بصفات حسنة لان الإثابة المعنوية إذا ما احسن تطبيقها وتوجيهيها تساعد على تنمية الضمير الحي في نفوس الصغار وفي أي الحالات يجب ان لا يكون الثواب غرضا في حد ذاته سواء كان ماديا أو معنويا وانما يجب أن يكون وسيلة تدفع الطفل الى تعلم وممارسة قيم السلوك - ومما يساعد في ذلك إتاحة الفرصة أمام الطفل لكي يختلط بمن هم في مثل سنة فذلك يعوده على الأخذ والعطاء وبالتالي يتخلص من أنانيته بالتدريج ويساهم أيضا في نموه العقلي ويتدرب الطفل على تعلم فكرة الحق وفكرة الواجب كما يستطيع ان يكون عن نفسه فكرة صحيحة من خلال مقارنة إمكانياته ومقومات شخصيته بما هي عليه عند أقرانه وهذه الفكرة تكون في الواقع أكثر دقة بزيادة تعامل الطفل مع غيره .. وكما أن للثواب ضوابطه التي أوضحناها فأنه من الواجب علينا أن لا نوقع العقاب بأطفالنا الا في الحالات التي تضطرنا الى ذلك ويحسن أن يكون العقاب نفسيا أو معنويا مثله في ذلك مثل الثواب لان العقاب النفسي كالتوبيخ أو العقاب المعنوي كحرمان الطفل من النزهة قد يكون أكثر إيجابية في نتائجه من العقاب البدنية تمثلا في القسوة والضرب – حيث تعتبر القسوة من أسو أو أخطر الظواهر التي يتعرض لها الأطفال وتهدد حياتهم – وظاهرة الضرب ليست قاصرة على طبقة أو فئة معينة بل أنها مشكلة كل الطبقات مهما اختلف مستواها الثقافي أو الاجتماعي – ولا شك أن اللوم يقع في هذه المشكلة على الأب والأم - وعند محاولة البحث عن أسباب ظاهرة القسوة وضرب الأطفال وجد أهمها :...

الرجوع إلى الفهرس

 

أثر العبادات في تغيير الفرد والمجتمع / د.محمد إبراهيم نصر

العبادات : هي ما تعبد الله به عباده من صلاة وزكاة وصيام وحج

والعبودية: إحساس بحاجة العبد الى ربه إحساس بالضعف امام القوة الخارقة ،واحساس بالفقر امام الغنى الواسع الغني ، واحساس بأن المرء كله بمشاعره وسلوكه وسعيه منجذب الى خالقة .

والعبودية التي يؤديها المسلم من صلاة وصيام وزكاة وحج هي إقرار منه بعبوديته لله ، واقرار بأنه وحده المستحق للعبادة ، وأنه وحده المستحق للشكر والثناء . وعبودية الفرد لربه شرف عظيم له لأنها تحرره من عبادة الطواغيت من الرؤساء والحكام ، ومن المخلوقات الأخرى التي تستهوي الإنسان وتجذبه اليها من مال أو جاه أو وثن أو سلطان . ان هذه العبودية للخالق ترفع قدر الإنسان أمام نفسه وتشعره بمساواته لغيره ، وأنه مهما كان وضعه الاجتماعي فهو على قدم المساواة مع من يفوقه مالا أو جاها أو سلطانا وإقباله على العبادات في أوقاتها تؤكد له هذا المفهوم فالمصلى يقف في الصف منتظما مع الآخرين في صلاة الجماعة غنيا كان أو فقيرا ، ملكا كان أو أميرا ، عربيا كان أو عجميا . وصدق الله العظيم إذ يقول ( يأيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) (الحجرات: 13) .

وهذه العبودية لله وحده تشعر المسلم بالعزة والقوة لا يذله مطمع من مطامع الدنيا مهما كان إغراؤه فلا يخضع لهواه ولا يذله عدوه مهما كانت قوته ومهما كان جبروته لانه يؤمن بقول الله تعالى:" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) (الفتح 29)

وبقوله تعالى ( للذين احسنوا الحسني وزيادة ، ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) (يونس 26)

وبقوله تعالى : (يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) (المائدة : 54) .

والعبادات جميعها جعلها الله في قدرة المرء : وفي حدود احتماله وطاقته حتى لا يجد مشقة تعجزه عن أدائها قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها (البقرة 286) .

وقال : (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ) (الحج 78) . والعبادات كلها ليست أعمالا إلية تؤدي لمجرد القيام بها في أوقاتها على الصورة المرسومة لها ، وانما هي عبادة تطهر الإنسان وتزكيه وتقيمه على الطريق المستقيم وذلك لا يكون الا إذا خالطت مشاعر المؤمن ولا مست شغاف قلبه والبسته لباس الخشوع بين يدي الله ن فان لم تحقق هذا الثمر الطيب ردت على صاحبها بالخسران ولهذا توعد الله المستخفين بالعبادة وعدهم من الكافرين كما يقول سبحانه ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم ألا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الاوهم كسالى ولا ينفقون ألا وهم كارهون) (التوبة 54) . .. وتوعد المهملين للصلاة بالويل والثبور وعظائم الأمور قال تعالى : (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) وننتقل الى الحديث عن كل عبادة في عجالة سريعة لنبين آثرها في تغيير الفرد والمجتمع ...

 الرجوع إلى الفهرس

 

حقوق الإنسان في الإسلام / الشيخ جمال قطب

في إطار الموسم الثقافي للجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية أقيمت ندوة عن حقوق الإنسان في الإسلام في قاعة الاجتماعات بمستشفي الدكتور/ جمال ماضي أبو العزائم تحدث فيها فضيلة الشيخ جمال قطب الداعية الإسلامي وأدار الندوة أ.د. عمر شاهين رئيس الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية ... وقد بدأ فضيلة الشيخ حديثه فقال : " كلما أتذكر أو كلما يذكر اصطلاح حقوق الإنسان أتذكر الحق الذي نسيه أصحابه. حقنا سكت عنه الناس وما زال قوم كثيرون يهملونه ويلتفتون لما هو أدنى منه مرتبة وأهمية فنرى موضوعات تضخم ليس لها حق التضخيم واستشهد هنا بالأحاديث عن رسول الله (ص) عشرات الكتب عن عذاب القبر – الدار الآخرة فأجد الدلائل من السنة حوالي 2:3:% وحقوق الإنسان تكاد لا تذكر في مساجدنا ويكاد القرآن وهو كتاب الإنسان الأول فهو الهدى والمشرع والضامن للحقوق وحسبك أن ترى أي كتاب أو تشريع يكرم بني آدم مثل القرآن .. اتفق فقهاؤنا على طريقين لدراسة الشريعة هي العقيدة والأخلاق .. ما هي مقاصد الشريعة ماذا يقصد ربنا منا.. ماذا يقصد من 40 ألف نبي 25 رسولا فما هو المقصد ؟ ان مقاصد الشريعة خمس :

المقاصد:

الحفاظ على النفس

الحفاظ على النسل

الحفاظ على العقل

الحفاظ على الدين

الحفاظ على المال

حينما يدرس هذا الأمر فالكاتب يتحدث في النصوص الشرعية التي تثبت حق الإنسان في الشريعة فالعقيدة الإسلامية مفرداتها تشير الى بيان حقوق الإنسان فما دام لنا رب واحد فله وحده الخضوع وأخطار الله بوحدانيته أخطار لكل الخلق بالخضوع له وحده .. فالدنيا كلها تخضع لرب واحد حتى لا يشقي الناس بالأوامر المتضاربة وذلك يضيرنا في انه لو أن الله له ابن فستكون له سلطة مرعبة لكل الناس فهو يخطر خلقه بأنه لم يتخذ صاحبة ولا ولدا . رحمة بالعباد وليس تنزها فقط فقال تعالى " بسم الله الرحمن الرحيم: وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك " صدق الله العظيم حتى لا يأتي بعائلة تذل الدنيا كلها على الأرض .

كيف يتعرف الناس على عقيدتنا ؟

جاءت العقيدة بالأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى وكل اسم له دلالة فمفردات الحياة القضائية كلها تجمعت في أسماءه تعالى فمنها : الحق – الحكيم – الوكيل – الحكم – العدل- الحسيب – الخبير - الشهيد – فهذه كلها مفردات القضاء النزيه فالله سمى نفسه بهذه السماء لكي يضيع أحد حق غيره وأسماء أخرى تمنع كثيرا من الشرور والمفاسد وهي ( الجبار – المتكبر – أي لا تخشى أحدا على الأرض فانه يوجد الجبار فلا تتجبر ولا تتكبر فلا جبار ولا متكبر غيره تعالى فالأسماء الحسنى كلها دلالات مقربة أن للإنسان كرامة وحقوقا لا تهدر فمن تجبر أو ظلم فقد خالف شرع الله وانتزع حق الإنسان والشرائع كلها تشير للإنسان وحقوقه .

الصلاة هل فيها شيء من حقوق الإنسان ؟

تأملت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ط الفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة " ووجدت أن كل العبادات تكاد تسقط إذا لم تتوافر شروطها فالحج يسقط عند عدم استطاعة ، وفريضة الصوم تسقط بالمرض وغيرها من بقية العبادات بخلاف الصلاة لا تسقط أبدا مهما كانت الظروف فالصلاة خمس مرات يوميا وهي تدريب على الحياة السياسية أولا:

(1) التنظيم والتوقيت فهي 5 أوقات طرف النهار أوله وآخره ووسطه والإنسان المنظم هو الإنسان الصالح اجتماعيا وسياسيا والصلاة عندما ينادي أليها فالنداء موجه فقط للمسلمين .. ولكن النداء يسمعه المسلم وغير المسلم فالكل عند المنادي صغار وكبار ولا أكبر عند الواحد الأعظم ، وعند الصلاة يجتمع المسلمون وينتخبون رئيسهم أي أمامهم في الصلاة فالعلم يقدم وإذا أخطأ وجب علينا تصحيح خطئه وإذا خرج عن الدستور وصمم على الخطأ عزلناه ومن يرضخ للدستور أممنا جميعا.

وهذا تدريب على حقوق الإنسان فلا يقدم ألا من يستطيع الالتزام بالشروط مهما كان فعمر رضي الله عنه حينما جاء وقال لرعيته " أرأيتم ان وليت عليكم القوي الأمين" قالوا نعم قال : لا والله حتى أنظر كل يوم في عمله أهو كما هو أم تغير...

الرجوع إلى الفهرس

 

أطباء النفس في العالم يناشدون الأمهات بعودة حدوته قبل النوم / أ.د.يسري عبد المحسن

ناشد أطباء علم النفس في العالم الأمهات في عالمنا المعاصر ضرورة العودة لحدوته قبل النوم التي ترويها الأم بصوتها الحنون الى طفلها بدلا من الاعتماد على ما تعرضه برامج التليفزيون وأشرطة الفيديو لان وجود الأم الى جوار سرير ابنها قبل نومه يزيد من ترابط الطفل بأمه ويجنبه أي نوع من المخاوف أو الإحساس بالضيق ويمنع أي أحلام مفزعة أو كوابيس أثناء النوم .. ويقول الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بكلية طب القاهرة : ان لحدوته قبل النوم أهمية خاصة للطفل الذي يعيش بخياله أكثر من حياته لواقعها فهو يسرح كثيرا ويتأمل ويتصور الأشياء ويضيف الى ما هو واقعي ملموس شيئا من الخيال حسب ما يتراءى له وفقا لحالته المعنوية وأحاسيسه الوجدانية كطفل يحلم أثناء يقظته ويتعامل مع اللعبة وكأنها حقيقة ، فقد يكلمها ويأمرها ويحركها وقد يضربها في محاولة لتطويعها لإرادته ورغباته..وهذا التلاعب بالخيال هو سمة من سمات الطفولة وله أهمية في إثراء فكر الطفل وتنمية موهبته نحو التعبير عن نفسه .

ان الطفل يحتاج الى المزيد من الحكايات التي تجعله يعيش الخيال ويتأمل ويصبح في جو من اللا واقعية وان على الأم ان تدرك أهمية الحكايات كوسيلة تربوية لتوجيه الطفل .. وان لحدوته قبل النوم بالذات أهمية خاصة لأنها تظل راسخة في ذاكرة الطفل ويصعب عليه نسيانها لأنها تختمر في عقله وتثبت في مركز الذاكرة في مخه أثناء النوم فعلى الأم محاولة الالتزام بالنصائح الآتية :-

الطفل لديه حساسية تجاه الكلمة نتيجة حب الاستطلاع والرغبة في الاكتشاف :

اختيار النهايات السعيدة لحد وته قبل النوم والابتعاد عن رواية قصص العنف أو روايات أبطالها حيوانات خرافية قد ينطبع شكلها في ذاكرة الطفل فيتسرب الخوف لقلب الصغير ويسبب له الأرق .

ويؤكد الدكتور/ يسري عبد المحسن ان الاستفادة من الحكايات والقصص تغرس المبادئ والقصص الأخلاقية السليمة في الطفل بتصوير أبطال لهم صفات كالصدق والأمانة والشجاعة أمر مطلوب ومرغوب .

ويجب أن يعلم الطفل ان هذه القصص وأبطالها من عالم الخيال حتى يسيطر الطفل على واقعة وتذكيره دائما ان هناك فرقا بين الواقع والخيال . وعدم تخويف الطفل بأي حال من الأحوال بأن الغول في القصة سوف يعاقبه أو تهديد الصغير بالشخصيات الخرافية أو حتى بوجود طفل شرير في القصة في حياته حتى لا يشعر الطفل بالخوف أو يتأثر نفسيا فيصبح طفلا انطوائيا يخشى الاختلاط ببقية الأطفال أو عدوانيا يحاول الانتقام منهم قبل ان يقوموا بإيذائه.

استخدم الحكايات الشيقة والمسلية بجذب انتباه الطفل و إبعاده عن التمادي في الشقاوة أو أي فعل خاطئ يشرع في عمله ويمكن للأم امتصاص طاقته و إبعاده عن ثورته بواسطة الحكايات .

وكل أم يجب أن تتثقف نفسها بمزيد من القصص بقراءة الكتب خاصة كتب التربية الحديثة والقصص الشرعية والتراث حتى تكون في حالة استعداد دائم لحدوته قبل النوم لتساعد صغيرها على الدخول في نوم هادئ وعميق مع قصة مفيدة مسلية ومشوقة .. ويرى الدكتور يسري عبد المحسن أن الحدوته بالنسبة للطفل تختار ولا تقدم بطريقة عشوائية حيث أن الهدف من الحد وته أساسا يعتبر تربويا وليست الحد وته للتسلية كما يبدو للكثيرين ولكن فيها التجربة والمعلومة وغير ذلك من الأساليب التربوية التي تساهم في تنشئة وترشيد سلوكياته .

ان الحدوته عالم ساحر ينتقل أليه الطفل وهي بساط الريح الذي يحمله الى آلاف الأمكنة وهي آلة الزمن التي تنقله الى عصور مضت وأخرى قادمة على الطرق وهي مارد مصباح علاء الدين .. وقمقم عفريت الصياد تمتعه .. تستغرقه تأخذ أليها فلا يستطيع البعد عنها أو الفكاك منها وهي في ذات الوقت تحقق له قدرا هائلا من الاحتياجات تسكنه قصورا وتطير به الى الفضاء وتجعله يأخذ موقفا تجاه الشر والأشرار ويظل هذا الموقف مع طويلا ...

 الرجوع إلى الفهرس

 

وقاية الطفل من العنف / د.احمد جمال أبو العزائم - رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية

ان يدي الطفل منطقة شديدة الحساسية لما بها من كثير من المفاصل والأربطة والعصاب والأوعية الدموية القريبة للغاية من الجلد والتي لا يحميها أي أنسجة من الجهة الأخرى – ان الضرب خاصة بالمسطرة على يدي الطفل يشكل خطرا جسيما على نمو غضاريف العظام التي إذا ما تعرض للضرب سوف تحدث عاهة أو قصورا وظيفيا .

ان ضرب الطفل على اليدين قد يحدث قصورا أو التهابات في المفاصل مما يحدث آلاما شديدة على الطفل .

الضرب في المنزل والأداء المدرسي:

أثبتت كثيرا من الدراسات ان أولئك الأطفال الذين يتعرضون الى سوء المعاملة في المنزل تمتد ساحة القتال من منازلهم لتشمل المدرسة وهذا يؤدي بهم الى الفشل الدراسي والرسوب في المدارس والى المصاعب مع سلطات المجتمع المختلفة .. وفي محاولة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون الضرب والذين يعيشون في عالم عدواني غير مريح فانهم يجنحون الى مصاحبة الأطفال من أمثالهم وتسمع منهم دائما مقولة (والدي أو مدرسي لا يفهمني ولكن صديقي يفهمني وهو نواه لظهور عصابات وجماعات البلطجة في الشوارع والمدارس وهؤلاء يجذبون أولئك الذين يعانون من فقد الثقة بالنفس نتيجة للضرب والإهانة والتهديد والانتقام والحد من الحرية بدون منطق والإهمال العاطفي والجسدي . أننا يجب ألا نتعجب إذا رفض الكثير من الصغار حياة الكبار وأسلوبهم .. أننا يجب الا نتعجب ان يلجأ من تعرضوا للضرب للاستخدام المخدرات ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في أول فرصة يستطيعون فيها ذلك .. ان هذه المفاهيم التي يستخدمونها حماية لأنفسهم من الآخرين تؤدي بهم في النهاية الى الفشل والكوارث ولا أدل على ذلك من تلك السجون المليئة بأمثالهم...

 الرجوع إلى الفهرس

 

العيادة النفسية  / د.محمود جمال أبو العزائم

الوسواس القهري :-

   الي السادة الدكاترة المشرفين على صدور مجلة النفس المطمئنة ..تحية تقدير على هذا المجهود الرائع والمنفرد حيث أن تناول المجلة الصحة النفسية من المنظور الديني هو فعلا ما كنا نحتاج أليه في هذه الأيام خاصة مع زيادة القلق والتوتر والبعد عن الله . ولكن كان لدى مشكلة أود من سيادتكم عرضها على المتخصصين في مجال الطب النفسي وهي :

أنى مريض بمرض الوسواس القهري الذي أصابني منذ حوالي 6 سنوات كاملة ..صرت عبدا لوساوسي وأوهامي حيث يصيبني الوسواس خاصة في أيام الدراسة فأشك مثلا في العام هل هو 99 أو 2000 أو أشك في عدد شهور السنة أو المقررات الدراسية أو تاريخ الأيام .. وهذا الوسواس جاء نتيجة استعداد نفسي له مع توافر عامل الوراثة فجدي لأبي كان مصابا بهذا المرض ، وهناك بعض الأفراد في العائلة يعانون أيضا منه مثل عماتي . وهذا الوسواس يسيطر على تفكيري في أقصى حالاته على حوالي 80% مما يؤثر على استذكاري وتفكيري عامة ...

الرجوع إلى الفهرس