مجـــــــــلات |
|||
|
|||
مجلة الطب النفسي الإسلامي
تصدرها الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية
السنة السادسة
عشرة -
العدد
65 –
يناير
2001 |
|
||
|
|||
q
فهرس الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE
|
|||
§
قوة الإرادة مفتاح النجاح /
د.محمود جمال أبو العزائم
§
أنماط التدين / د. محمد المهدي
§
تغيير موقف الشباب من العمل المبكر / د.احمد جمال ماضي أبو
العزائم
§
الميكانيكية السلوكية في القرآن الكريم (اطمئنان نهاية
الحياة) / د. محمد يوسف خليل
§
كيف تواجه التوتر النفسي / أ.عبد الوهاب السيد سالم
§
ماذا يقول الطب النفسي عن القولون العصبي !؟ / د.لطفي
الشربيني
§
لماذا ننام وكيف نحلم / د.علاء الدين بدوي فرغلي
§
مفهوم الذات في الأسرة / د.ماهر محمود عمر |
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY /
RESUMES |
|||
-
قوة الإرادة مفتاح النجاح / د.محمود جمال أبو
العزائم - رئيس التحرير
ان إرادة النجاح في أي عمل تحتاج الى قوة دائبة
للعمل تمكنك مواصلة طريقك يوما بعد يوم نحو الهدف الذي تنشده . وللوصول الى
النجاح في أي عمل يحتاج الإنسان الى اتخاذ مجموعة من القرارات المصيرية في حياته.
وهناك الكثير من القرارات التي يجب على الإنسان ان يتخذها بنفسه ولا بد من أن
يتخذ كل واحد منا ما يرتبط بنفسه من قرارات دون أن يتواكل فيها، فلا يجور أن تدع
سواك يقرر عنك بل يجب أن تفكر لنفسك. وإذا لم يؤد قراراك الى نتيجة، فان مجرد
القيام بعمل يفتح آفاقا للقيام بأعمال أخرى، أما التقاعس عن العمل فيزيد
الانسياق مع التيار السائد لدى اتخاذ قرار في المستقبل، صحيح أن الاستشارة
مطلوبة ولا خاب من استشار " ألا أن اتخاذ القرار هو واجبك دون الآخرين.
يقول الله تعالى وهو يرشد نبيه (ص) الى الطريقة
المثلى في اتخاذ القرار "وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله ان
الله يخب المتوكلين سورة آل عمران 159 . بذلك بين الله تعالى مراحل اتخاذ القرار
وهي :
أولا: مشاورة
الآخرين
ثانيا: اتخاذ القرار
شخصيا
ثالثا: البدء بتنفيذ
القرار بالتوكل على الله وعدم التواني فيه .
وفي الحقيقة فلا يمكن تصور وجود قوة في الشخصية
دون وجود القدرة على اتخاذ القرار فمن لا يملك القرار لا يملك حياته ولذلك عليك
ان تكون لديك إرادة خاصة بك تتخذ بها قراراتك دون ان تكون تحت رحمة الحظ أو تحت
رحمة أشخاص آخرين والسؤال : الآن هو كيف تتخذ القرار الصائب؟ فالمشكلة لا تكمن
أحيانا في عدم اتخاذ القرار .. بل تكمن في العجز عن اتخاذ القرار الصائب ؟
والجواب على ذلك بأنه مع الآخذ بعين الاعتبار أنه غير الممكن انتقاء قرارات
صائبة دائما، فان المطلوب ليس الحصول على التوفيق دائما، بل الحصول على أفضل
الاحتمالات للوصول الى القرار الصائب بإذن الله، كل هذا جال في خاطري وأنا أتابع
بكل أمل انتفاضة الشعب العربي والشعب الفلسطيني وهو يحاول الآن ان يملك قراره
بنفسه ويخطوا الخطوة تلو الأخرى في سبيل تحرير بلاده من العدو الإسرائيلي، لقد
ظل الشعب الفلسطيني عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب مدة من الزمن وأسند أرادته
وقراراته للآخرين أما من الدول العربية أو الدول الشقيقة أو مجلس الأمن أو الأمم
المتحدة أو الدول الراعية للسلام ( أمريكا – روسيا – دول السوق الأوروبية ) ..
وذلك طوال السنوات الماضية على أمل ان يحصل على حقوقه التي ظل العدو الإسرائيلي
يسوق ويناور فيها، ولكن عندما بدأ الشعب الفلسطيني يملك قراراته وبدأ رحلة
الكفاح والجهاد بدأ العالم كله يشعر بهذا الشعب وأن هناك قضية ورائها مطالبون.
لقد وجهت الانتفاضة الفلسطينية أربع وسائل الى العالم :
الأولى : ان الشعب الفلسطيني لم يعد أمامه
ألا النصر أو الشهادة.
الثانية : أن فلسطين لن يحررها ألا أبناؤها
الذين امتلكوا قرارهم في أيديهم.
الثالثة : رسالة الى
الأمة العربية لكي تقوم بدورها وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .. ان
اتخاذ العرب لقرار المقاطعة الاقتصادية لكل من يساعد إسرائيل من الدول العربية
لو تم بالطريقة المناسبة لفرض العرب أرادتهم على المجتمع الدولي ... ان العرب
يشترون من أمريكا أسلحة سنويا بأكثر من
50 مليار دولار فماذا
سيكون الموقف لو توقفنا عن الشراء سنة أو اشترينا من أوروبا لو حدث هذا فسوف نجد
تغييرا جذريا في الموقف الأمريكي.
الرابعة: إنقاذ المسجد الأقصى من الهدم
والضياع.
وأخيرا فان القدرة على اتخاذ القرار المناسب
مع وجود قدرة لفرض هذا القرار وتنفيذه وقوة الإرادة في الاستمرار في هذا القرار
وهو مفتاح النجاح.
-
أنماط
التدين / د. محمد
المهدي - استشاري الطب النفسي
الدين الحق هو اسم لكل شيء
يعبد الله به، وهو واحد لأنه نزل من عند الإله الواحد، ولكن عند تناول البشر، لهذا
الدين وتطبيقه في حياتهم يختلف مأخذ كل منهم له وطريقة تطبيقه ويرجع هذا
الاختلاف الى ثلاثة عوامل :
(1)
العامل الأول:
ان
الدين رغم وحدته ألا أنه يتفرع الى عناصر متعددة، ففيه الجانب الاعتقادي
والعبادات والمعاملات والأخلاق وكل شخص يأخذ من هذه الجوانب بقدر يختلف عن الشخص
الآخر.
(2)
العامل الثاني :
ان الإنسان رغم فرديته الظاهرة ألا أنه يتكون
من عناصر ونشاطات متعددة اختلف وصفها وتطبيقها الصحيح حسب الاتجاهات والمدارس
النفسية ففيه اللاشعوري، وما تحت الشعور والشعور وفيه الهو والانا الأعلى ( في
نظر مذهب التحليل النفسي) وفيه ذات الطفل وذات اليافع وذات الوالد ( في نظر مذهب
التحليل التفاعلات لاريك بارن) وفيه الذات المثالية والذات الواقعية والذات
الحقيقية ( حسب رؤية كارين هورني) وحتى في النظرة الدينية نجد ان الإنسان فيه
النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة .
(3)العامل
الثالث:
يتميز الدين الإسلامي بتعدد مستوياته والتي
يرقي فيها الإنسان من مستوى الى آخر في خط تصاعدي كلما اجتهد في فهم وتطبيق هذا
الدين، وهذه المستويات هي الإسلام والأيمان والإحسان ( كما ورد في الحديث الذي
رواه عمر رضي الله عنه) .. إذن فنحن أمام إنسان متعدد العناصر (رغم وحدته
الظاهرة) يتفاعل مع دين متعدد الفروع والمستويات رغم وحدته الحقيقية أساسا
ومصدرا " ومن هنا ينشأ الاختلاف في الخبرات الدينية من شخص لآخر، وهو ما
نراه في اختلاف درجة ونوعية تدين الأشخاص والجماعات ولكي نفهم أكثر مصدر هذا
التنوع فلا بد أن نعرف ان نشاطات الإنسان النفسية يمكن حصرها في ثلاث دوائر :
دائرة المعرفة ودائرة العاطفة (الانفعال أو الشعور) ودائرة السلوك (الإرادة
والفعل ) ومن هذا التعدد نورد النماذج التالية من الخبرة الدينية (التدين ) التي
نراها في حياتنا اليومية.
التدين
المعرفي :الفكري
وهنا ينحصر التدين في دائرة المعرفة حيث نجد
الشخص يعرف الكثير من أحكام الدين ومفاهيمه ولكن هذه المعرفة تتوقف عند الجانب
العقلاني الفكري ولا تتعداه الى دائرة العاطفة أو السلوك فهي مجرد معرفة عقلية
وبعض هؤلاء الأشخاص ربما يكونون بارعين في الحديث عن الدين أو الكتابة فيه وهم
مع هذا لا يلتزمون بتعاليمه في حياتهم اليومية.
التدين العاطفي ( الحماسي)
وفي هذه الحالة نجد أن الشخص يبدي عاطفة
جارفة وحماسا كبيرا نحو الدين، ولكن هذا لا يواكبه معرفة جيدة بأحكام الدين ولا
سلوكا ملتزما بقواعده، وهذا النوع ينتشر في الشباب خاصة حديثي التدين. وهي مرحلة
يجب إكمالها بالجانب المعرفي والجانب السلوكي حتى لا تطيش أو تتطرف أو تنمحي.
التدين السلوكي (تدين العبادة ):
وهنا تنحصر مظاهر التدين في دائرة السلوك، حيث
نجد أن الشخص يقوم بأداء العبادات والطقوس الدينية ولكن بدون معرفة كافية
بحكمتها وأحكامها وبدون عاطفة دينية تعطي لهذه العبادات معناها الروحي، ولكن فقط
يؤدي هذه العبادات كعادة اجتماعية تعودها وهذا النوع يمكن أن يكتمل ويرشد بإضافة
الجانب المعرفي وأيقاظ الجانب الروحي.
التدين النفعي (المصلحي):
في هذه الحالة نجد أن الشخص يلتزم بالكثير من
مظاهر الدين الخارجية للوصول الى مكانة اجتماعية خاصة أو تحقيق أهداف دينوية
شخصية وهؤلاء الناس أصحاب هذا النوع من التدين (أو التظاهر بالتدين) يستغلون
احترام الناس للدين ورموزه فيحاولون كسب ثقتهم ومودتهم بالتظاهر بالتدين والشخص
في هذه الحالة يسخر الدين لخدمته وليس العكس، وتجده دائما حيث توجد المكاسب
والمصالح الدنيوية الشخصية وتفتقده في المحن والشدائد.
التدين التفاعلي ( تدين رد الفعل ) : نجد هذا
النوع من التدين في الأشخاص الذين قضوا حياتهم بعيدا عن الدين يلهون ويمرحون
ويأخذون من متع الدنيا وملذاتها بصرف النظر عن الحلال والحرام، وفجأة نتيجة تعرض
شخص من هؤلاء لموقف معين أو حادث معين، نجده قد تغير من النقيض الى النقيض، فيبدأ
في الالتزام بالكثير من مظاهر الدين، ويتسم تدينه بالعاطفة القوية والحماس
الزائد، ولكن مع هذا يبقي تدينه سطحيا تنقصه الجوانب المعرفية والروحية العميقة:
وفي بعض الأحيان يتطرف هذا الشخص في التمسك بمظاهر الدين حفاظا على توازنه النفسي
والاجتماعي وتخفيفا للشعور بالذنب الذي يلهب ظهره وهذا النوع لا بأس به إذا وجد
المجتمع المتقبل والمرشد لهذا الشخص التائب المتحمس ليكمل طريقة ويصعد مدارج
السالكين برفق ورؤية.
التدين الدفاعي (العصابي)
قد يكون الدين دفاعا ضد الخوف أو القلق أو الشعور
بالذنب أو تأنيب الضمير أو دفاعا ضد القهر والإحباط، وفي هذه الحالة يلجأ الفرد
الى التدين ليخفف من هذه المشاعر ويتخلص منها .. وكلما زادت هذه المشاعر قوة
كلما كان اتجاهه للدين أقوى، ولا باس في ذلك ألا أن هذا التدين تنقصه الجوانب
الروحية وجوانب المعاملات والنواحي الأخلاقية في الدين. ويحدث هذا النوع أيضا في
بعض الأشخاص الذين يشعرون بالعجز في مواجهة متطلبات احتماءا به في مواجه
الصعوبات التي عجزوا عن مواجهتها وإيثارا للراحة في سبيل بعض المفاهيم شبه
الدينية، فنجد الشخص من هؤلاء قد أهمل دراسته أو عمله أو مسئولياته وتفرغ
لممارسة بعض الشعائر الدينية التي لا تتطلب جهدا أو مشقة وهدفه (غير المعلن) من
ذلك هو تغطية قصوره وعجزه والهرب من المواجهة الحقيقية مع الواقع.
التدين المرضى(الذهاني)
نواجه هذا النوع أثناء عملنا في العيادات
والمستشفيات النفسية في بعض المرضى مع بدايات الذهان (المرض العقلي) حيث يلجأ
المريض الى التدين في محاولة منه لتخفيف حدة التدهور والتناثر المرضى ولكن الوقت
يكون قد الوقت قد فات فتظهر أعراض المرض العقلي مصطبغة ببعض المفاهيم شبه
الدينية الخاطئة، فيعتقد المريض ويعلن أنه ولى من أولياء الله أو أنه نبي بعث
لهداية الناس، أو أنه المهدي المنتظر ويتصرف على هذا الأساس وعلى الرغم من فشل
هذه المحاولة المرضية ألا أنها دليل على دور الدين في المحافظة على الشخصية في
مواجهة التدهور والتناثر وبمعني آخر نقول : ان التدين دفاع نفسي صحي ولكن بشرط
أن يكون في الوقت المناسب وبطريقة منهجية مناسبة.
التطرف
: وهو يعني الغلو في جانب أكثر من جوانب الدين بما يخرج الشخص عن الحدود
المقبولة التي يقرها الشرع ويجمع عليها علماء الدين...
-
الإدمان والضرورة الزائفة :
عندما نتحدث عن الإدمان فنحن نتحدث عن حالة
يعاني فيها بعض الأفراد من وجود رغبة ملحة في تعاطي مادة ما بصورة متصلة أو
دورية بحيث يكمن وراء هذا التعاطي رغبة في الشعور آثار نفسية معينة أو لتجنب
آثار مزعجة ضاغطة تحدث عند عدم استعمال هذه المادة وهنا تظهر الضرورة الزائفة حيث
يقنع المدمن نفسه بأن الأمر ضروري ولا فكاك منه ... ويعد الإدمان
مفتاحا لكل الشرور يحرق أعصاب صاحبه وينتزعه من حضن أسرته ومجتمعه ويدفع صاحبه
الى الاستدانة والاختلاس والتزوير والعدوان على الآخرين. والمدمن يؤكد ذاته من
خلال الهزيمة والتهرب من الواقع وعدم القدرة على مواجهته بصدق و إرادة وهو ثائر
ومنتقم يتأثر من أعدائه الوهميين والحقيقتين فيتحداهم بإصراره على الإدمان فنراه
في غالب الأحيان يضمر العداء للزوجة إذا كان زوجا ويضمر الكره للأولاد إذا كان
أبا وهو يدمن ويتعاطى ما يتعاطاه من مواد سامة تحديا لهم وتشفيا فيهم وإذلالا
لمعنوياتهم .. ويعد هذا الشعور المخجل من الأمراض النفسية الخطيرة التي تعبر
عن الجوع النفسي تجعل صاحبها مصابا بجنون السيطرة والعناد لكل من يقف في سبيله
أو يحاول ان يمنع هذا السلوك المخجل. والغريب في أمر المدمن انه يستأنس بالأذى والألم
فهو لا يتعظ بما يحدث له فالجوع العضوي والمعنوي والمادي يجعله لا يدرك أي شيء
فهو لا يعرف قيمة الزمن ولا يعترف بمرور الأيام، وما تتطلبه من إنجازات ومهام
وأفعال تحتاج أليها أسرته ويتطلع أليها أولاده، وترقبها بعين الأمل للإنسانية
كلها. وتتميز شخصية المدمن ببعض الملامح المعبرة عن الجوع النفسي وسوء التوافق
الشخصي والاجتماعي وهذه الملامح توضح لنا كيف يدمر الإدمان شخصية الفرد وكيف
يمثل الإدمان عائقا خلقيا ينبغي ان نتنبه له ونعمل على محاربته وهذه الملامح هي
:
الاتكالية وعدم النضج
الانفعالي :
الشخص
المدمن يكون دائما غير قادر على الاعتماد على نفسه فهو يصبح عاجزا عن الاستقلال
عن والديه ولا يستطيع لفرط توتره وشدة حساسيته ان يكون علاقات ثابتة وهادفة مع
الآخرين وتتميز عواطفه بالتقلب وعدم الاستقرار واختلال الاتزان العاطفي
والوجداني.
وكثيرا
ما نراه لا يستطيع ان يستمر على حال واحد لمدة طويلة فهو متقلب المزاج سريع
الهياج.
السلوك العدواني والإسراف في
حب الذات :
يتميز سلوك المدمن بالعدوان فهو يريد أن يحقق
كل ما يرغبه وفي سبيل تحقيق رغباته العارمة والمسيطرة عليه يحطم كل العوائق
ويرتكب أبشع الجرائم في سبيل الحصول على ما يريد فهو يحب الإشباع الفوري ويميل
الى كل ما يحقق رغبته في الحال حتى ولو على حساب الآخرين فإذا اقتضت الضرورة في
سبيل الحصول على ما يحقق رغباته أن يسحق جماجم الآخرين فنراه يسحقها دون وجل أو
ندم وهو يحب نفسه ويسرف في نرجسيته فلا يستطيع الصبر أو تقبل التأجيل ومن
الصعب بطبيعة الحال إرضاؤه لأنه لا يعرف على وجه التحديد ما هي الأمور التي
ترضيه، وما التصرفات التي تشبع أنانيته ونرجسيته.
الضعف والوهن وقلة الحيلة :
ويصاب المدمن بالضعف الجسمي والوهن العضلي
مما يفقده حيويته ويقضي على العوامل العضوية المنشطة فيه، وهو بهذا الإدمان يحكم
على نفسه بالارتخاء العصبي الذي يصيب مكامن حيويته فيجعله في صورة شاذة لا يقوي
على شيء ولا ترغب نفسيته في أي شيء شخصيته متقاعسة قليلة الحيلة لا تستطيع تحت
وطأة التخير أن تبدى رأياه أو تأتي فعلا أو توظف إرادة.
شخصية تعذب نفسها لشدة توترها
وتبرمها :
وتتسم شخصية المدمن بالمأسوية (أي المحبة
لتعذيب نفسها) فهي تحب أن تبدو غاضبة لأقل الأسباب وتحطم الأشياء لأتفه الأمور، وهي
تشعر بالقلق والتهديد والإحساس المستمر بالرغبة في التعبير عن الغضب، وهو يلجأ
الى" التعاطي" عند مواجه أي موقف وكأنه يضع لنفسه "شرنقة من
التحذير فيظن وهما أنها تحميه من المواجهة وتدفع عنه الغضب فهو يعذب نفسه من
خلال عدم المواجهة ويتفرج على خيبته عند اصطدامه لفشله في تقديم الحلول
الإيجابية فيلوذ بالانسحاب ويستمر العذاب ويستسيغ التمزق والقلق الذي يشعر بهما
من جراء أفعاله ومخدراته.
شخصية لا تقدر الذوق والكياسة
الاجتماعية :
وتتميز شخصية المدمن بالخروج على السائد
المألوف من الأعراف والقيم فهي شخصية قد " خلعت برقع الحياء وارتضت لنفسها
أن تكون موضع تهكم وتهجم من جميع أفراد المجتمع، والمدمن يميل الى أن يدعي الأدب
والمسايرة السوية للجماعة لكنه غالبا ما يفضح الإدمان تصرفاته والفاظة بحكم
المناخ الملائم الذي يعيش بين جوانبه أثناء التعاطي واعتمادا على المعجم اللفظي
الخاص بجماعة رفاق السوء وتظهر منه وتتضح عليه كل عوامل قلة الذوق وما يصاحبها
من تصرفات تعبر عن عدم احترامه للتقاليد والأصول والواجبات الاجتماعية، أو أنه
لا يهمه ان يكون مهذبا ومقبولا من الجماعة لكل هذه الأمور الخطيرة التي تمثل
إعاقة خلقية ينبغي أن نهتم بظاهرة الإدمان على المخدرات بكل أنواعها بحيث يكون
الاهتمام موجها بطريقة إرشادية وعلاجية توضح لكل من يتصور وهما من المدمنين أنه
مجبر على التعاطي و أن حريته و إرادته في أمر رفض الاستمرار في هذا السلوك ليست
سوى وهو من اللآوهام وكأنه قد كتب عليه هذا المصير المشئوم مصير الاستمرار في
تعاطي المخدرات ولا أمل في العلاج.
والواقع
ان هذه الضرورة الزائفة تتسبب في أحداث بعض الاضطرابات الانفعالية التي يصاب بها
بعض المدمنين والتي تنبه الى خطورة الموقف وتظهر بجلاء الإعاقة الخلقية في
صورتها الاجتماعية والشخصية فتعبر عن اضطراب هؤلاء وتظهر هذه الاضطرابات من خلال
مجموعة الأعراض الآتية :
الشعور
بالسعادة الزائفة :
قد يشعر المدمن بالراحة من
جراء التعاطي فتظهر عليه بعض أعراض الاسترخاء، فيرى أن الأمور تسير في طريقها
الطبيعي ووفق مزاجه وليس في الإمكان أفضل من ذلك.
وبطبيعة الحال فان هذا الشعور يمثل تقييما خاصا
من المدمن لما هو عليه من هوس وفصام في الشخصية فهو اعتمادا على عزلته عن الواقع
يستشعر هذه السعادة وتلك الغبطة وحسن الحال وإذا كان هذا العرض يجعل المدمن يبدو
منبسطا مهروسا فان هذا الانبساط يعبر عن سعادة زائفة مؤقتة، وتسمي هذه الحالة
المرضية (الشعور بالسعادة الزائفة) فهو يفقد احترام الآخرين ويحظى باستيائهم ومع
ذلك يستشعر هذه السعادة الزائفة، مما يثير الدهشة.
جنون العظمة والتضخيم : يشعر المدمن بحالة شديدة
من الشعور بالعظمة والقدرة الفائقة فيتصور وهما أنه مخترع عظيم، وله قدرة خيالية
فائقة وأنه أقوي وأذكي شخص في الوجود فيصاب بجنون العظمة فلا يستمع الى النصائح
ولا يحترم رأيا ويهاجم من تسول له نفسه أن يقدم له النصيحة أو يفتش فيه عن عيوبه
وتسمى هذه الحالة المرضية " بالنفخة الكذابة ".
الاستكانة
والإحساس بالنشوة :
وهو شعور مرضى يمتلك "المدمن" ويسطر عليه فنراه ساكنا
مسالما في بعض الأحيان وقد نجده في بعض الأحيان يبدو متدينا عميق الفكر، يثير
بعض القضايا الخلقية ألا أنه يتقمص بغباء هذا الدور المزيف ويلبس دون وعى رداء
لا يليق عليه فغالبا ما ينكشف أمره فيعود الى البذاءة وطول اللسان خاصة عندما
تضغط عليه مواعيد التعاطي وتلح عليه الحاجة الضاغطة أليها، وتزن في رأسه آثارها
وإلحاحها ودعوتها السافرة العفنة وتسمى هذه الحالة المرضية
Eectasy .
وهناك بعض الأعراض المؤذية
المدمرة والمشبعة بأحاسيس غير سارة نوجزها فيما يلي :
الإحساس
بالأسى والحسرة :
وهنا نجد المدمن يظهر بمظهر الذي يعاني من
آلام و أحزان عميقة، وذلك الشعور بالإحباط والفشل عن مسايرة الجماعة أو أنه لا
يقوي على أن يكون صاحب رأي فهو مستهجن مكتئب ويسيطر عليه الشعور بالذنب والإحساس
بتأنيب الضمير ويلاحظ ان هذا الشعور يعتبر أول خيط من خيوط العلاج النفسي
للإدمان لأنه الشعور الذي ينتاب المدمن ويعبر من خلاله عن إحساسه بفظاعة هذه
الإعاقة الخلقية ويعتبر أول خطوة هامة من خطوات العلاج من الإدمان هذا إذا عرض
المدمن نفسه آسفا متحسرا على سلوكه وعقد العزم على العلاج من هذه الآفة السلوكية
الخطيرة.
(2)الاكتئاب
الحاد:
وهو الانفعال الذي يصاب به المدمن فتسيطر
عليه الأفكار السوداوية فنراه مترددا موسوسا وشكاكا فهو لا يستطيع أن يتخذ أي
قرارات وهو يشعر بأنه لا قيمة له وان كرامته مهدرة فيبدأ في تضخيم الأمور "
يعمل من الحبة قبة " ويشكو من الرق وقلة النوم وفقدان الشهية وتوهمه لأمراض
كثيرة وأحيانا تراوده أفكار ضاغطة لإلحاق الأذى بنفس.
القلق
الزائد المتطرف :
وهو شعور ينتاب المدمن فيغلب عليه الخوف
والتوتر دون ان يعرف سببا مباشرا لهذا الخوف وذلك التوتر، ويصاحب هذا القلق
أعراض شديدة في الجهاز العصبي اللاإرادي وتظهر في شكل جفاف الحق وسرعة دقات
القلب وتصبب العرق البارد مع ارتعاش في الأطراف و إحساس باختناق في الرقبة
وهمدان في الجسم.
التناقض
العاطفي وعدم الاتزان الوجداني :
التناقض العاطفي وعدم الاتزان الوجداني كملمح
من ملامح الانفعالات المضطربة التي يصاب بها المدمن فأحيانا نراه يضحك ويبتسم
دون داع أو سبب معين، ثم لا يلبث أن ينخرط في البكاء دون أن يكون هناك مثير
خارجي يستلزم ذلك، ويستمر في الانتقال المرضي من حالة انفعالية الى أخرى يعاني
من انفصام في شخصيته مما يجعله غريبا على نفسه، وأكثر غرابة بالنسبة للآخرين ...
-
تغيير
موقف الشباب من العمل المبكر / د.احمد جمال ماضي أبو العزائم
- رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية
لا تنفصل الصحة النفسية عن الصالح العام
للأفراد والمجتمعات ان الجهود التي تبذل لتحسين صحة المجتمع وتعليمه والتنمية الاقتصادية
فيها ورفع مستوى المعيشة لا يمكن ان تنجح تماما دون التعامل مع الموضوعات
النفسية والسلوكية المتعلقة بها. ان الأشخاص الذين يعانون من المرض النفسي أو
تعاطي المخدرات لا يحتمل ان يشاركوا كلية في الوقاية من المرض وفي العلاج وهم
اقل إنتاجا في العمل وأكثر صعوبة في تعليمهم كما انهم اقل قدرة على تربية الصغار
الأصحاء . ان نتائج هذه الاضطرابات هي هبوط الإنتاج الاقتصادي وعدم الاستقرار
السياسي والاجتماعي والاعتماد على مساعدة الدولة ..
حقائق متعلقة بالصحة النفسية :
يمكن القول بصفة عامة ان ربع سكان العالم قد
عانوا في فترة من فترات حياتهم من أتحد أنواع الاضطرابات النفسية العصبية بما في
ذلك الاضطرابات النفسية والسلوكية واضطرابات تعاطي المخدرات. فيوجد
400 مليون
شخص يعانون من اضطرابات القلق و340 مليون شخص يعانون من الاضطرابات المزاجية في
العالم ويعيش ثلاثة أرباع هؤلاء في الدول النامية ( المصدر منظمة الصحة
العالمية). والأطفال والمراهقون يمكن ان يعانوا من المشاكل النفسية التي تتدخل
في أسلوب تفكيرهم وتصرفاتهم ومشاعرهم. لذلك يجب الاهتمام بالصحة النفسية للطفل.
ان حدوث الاضطرابات النفسية بين الأطفال والمراهقين في تزايد بالدول الغنية
والفقيرة على السواء. ويشاهد الاكتئاب الآن في الأعمار الصغيرة وبمعدل أكبر...
-
الميكانيكية
السلوكية في القرآن الكريم (اطمئنان نهاية الحياة) / د. محمد
يوسف خليل - مستشار الطب النفسي
لا زال الحديث دائرا حول موضوع من أهم المواضيع
التي أهملتها مناهج النفس البشرية التي وضع معالمها علماء النفس وهو اطمئنان
نهاية الحياة وفي الحلقتين السابقتين، عرفنا حقيقة هذا الاطمئنان وأهميته، بل
ضرورته، التي لا يمكن تجاهلها، وذلك لشدة فاعلية وقوة تأثيره في هذه السن الحرجة
من حياة البشر وماله من أثر واضح في تحقيق راحة الإنسان ورضا نفسه وراحة باله، بعيدا
عن اضطراب فكره وبلبلة خاطره وتزاحم هواجسه، وزيادة تشاؤمه وشدة بلائه ومعاناته،
فليس هناك أقسى على النفس، من أن يؤرقها الهم ويضطرب بها الفكر، أو يستبد بها
القلق وتتزاحم عليها الهواجس وهي تقترب من هاتين مستسلمة لهذه النهاية دون أن
يكون لها تصور أيماني واضح عن حقيقة هذه النهاية.
وكيف تنتهي هذه الحياة الى العدم؟ وكيف ينتهي
العلم والجاه والثراء الى الفناء ؟ والعدم ليس وراءه أمل أو رجاء !!! فالجسد
ينتهي الى رماد أو عظام نخرة، تلك آذن كرة خاسرة !! هذا يمكن ان يتزاحم في فكر
المسن وعقله وخواطره وفي عاطفته ووجدانه عندما تبتعد عنه مفاهيم العقيدة، ولا
يجد في نفسه وعقله رصيدا من إيمان يهديه ويحقق له مفهوم إيمانيا لما يحدث عند
الموت وبعد الموت ولهذا لا تذهب نفسه حسرات ويظل فكره نهبا لأفكار سوداء قاتله، لا
ينجو منها ولا يفيق ألا وهو في ظلمة القبر، فيرى ما أنكره ويؤمن بما أضمره أنها
الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبهذا التصور الحقيقي لما يدور في فكر
المسن وعقله يتضح لنا تماما، صدق ما قاله العالم الكبير "يونج" وهو يقول
قولته المشهورة ب أنه على مدى ثلاثين عاما من ممارسة المعالجة النفسية لم يجد
شخصا واحدا قد تجاوز نصف عمره الأول، ألا وهو يتمنى ان يكون له تصور واضح، لما
سوف يحدث في نصف عمره الثاني. أنها الفطرة في نفوس البشر، تريد أن تحقق ذاتها
،ولكن الكفر والعناد والمكابرة قد أبعدت بهم عن نور الحق الذي يراودها ولكنها لا
تبصره، فقد ران على نفوس هؤلاء البشر، ما كانوا يكسبون انهم اليوم عن الحق
لمحجوبين .. انتهى الأمر ولله عاقبة الأمور، فقد بلغت الروح الحلقوم ورب العزة
سبحانه يقول من سورة الواقعة " حتى إذا بلغت الحلقوم، وانتم حينئذ تنظرون
ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرن فلولا ان كنتم غير مدينين فارجعونها ان كنتم
صادقين " وهيهات هيهات، فقد مضت الحياة ولن تعود والحقيقة التي لا يمكن
تصورها، أن المسن الذي ليس له رصيد من إيمان عندما يقترب من حافة الموت، يوهم
نفسه بأن الموت نهاية إلى العدم، ويجسد هذه الفكرة حتى تنتهي الى اقتناع عقلي
ويقول كما قال من سبقوه من أمثاله :...
-
كيف
تواجه التوتر النفسي ؟ / أ.عبد الوهاب السيد سالم
تعددت مشاكل الحياة وشملت كل الناس فليس هناك شخص
تخلو حياته من المشاكل وهي مشاكل متجددة تتجدد مع تعقد الحياة وتعدد صورها هناك
مشاكل تربية البناء والمحافظة عليهم من الانحراف وتعاطي المخدرات ومشاكل التعليم
والدروس الخصوصية ومشاكل العمل مع الرؤساء والمرؤوسين والمرض والعلاج الى آخر
هذه القائمة من المشاكل التي تسبب الضغوط. التفاعل مع هذه الضغوط هو الذي ينتج
عنه الاضطرابات النفسية الشديدة إذا لم نحسن هذا التفاعل.
وفيما
يلي مجموعة من الممارسات التي تعمل كمتنفس لهذه الضغوط :
1-
القيام ببعض التدريبات بانتظام :
القيام ببعض التدريبات الرياضية المتاحة
لك..وإذا لم يكن هناك مجال لذلك فالسير على الأقدام لمدة عشرين دقيقة يساعد على
تنشيط الدورة الدموية وإحراق بعض السكر الذي يفيد في كثير من الأحوال ولا سيما
مرض السكر. وهذا النوع من النشاط يعتبر متنفسا جيدا لما يشعر به الإنسان من شيق.
2-
تناول الطعام الصحيح : لا بد للإنسان ليكون قادرا على
مقاومة هذه الضغوط من تناول الطعام الصحيح فالطعام الصحيح يعني بالصحة الجيدة
وطالما كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة ففي استطاعته مواجهة الظروف العصبية التي
يمر بها فالإنسان المعتل تشغله علته عن أي شيء كما أنه ليست لديه القدرة على ذلك
ويكون سريع الانهيار ولا بد أن يتنوع الطعام لتغطية مطالب الجسم .. ولا بد من
تناول المواد البروتينية والنشوية والسكرية والمعادن والأملاح لأحداث التوازن
3-
الحصول على قدر كاف من النوم : النوم من النعم
الكبرى التي حبانا بها الله ولا بد للشخص العادي أن ينام سبع ساعات يوميا وهناك
مقولة ان النوم في المساء افضل من النوم أثناء النهار. ولكن إذا لم يكن النوم
بالليل متاحا كما هو الحال مع بعض العاملين الذين يقتضي عملهم السهر بالليل فلا
مناص من النوم بالنهار بين الليل والنهار. فالنوم يساعد الجسم على استرداد نشاطه
كما أن فترة الاسترخاء التي تسبق النوم لها تأثير طيب على التخلص من مضاعفات
الضغوط اليومية.
4-
عدم تناول المسكرات:
نسترشد في هذا المجال بالقرآن الكريم
الذي يقول الله فيه "وانما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجز من عمل
الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" لقد بدأت الآية بكلمة الخمر على أنه أول
أنواع الرجز وأمرنا أن نجتنبه فهو يغيب الوعي ويشجع على الفساد وارتكاب الجرائم
هذا الى جانب مضاره الصحية على الكبد وخلايا المخ .. ويقوم بعض الناس بتناول
الخمر بقصد نسيان الهموم ولكن هذا سلوك خاطئ لأن هذا النسيان مؤقت ويزول تأثير
الخمر ثم يعود الإنسان لاسوأ مما كان وقد سميت الخمر بأم الكبائر فشارب الخمر
يقتل ويزني بالمحارم ويسرق المقربين وهو لا سيطرة له على تصرفاته فالابتعاد عن
تعاطي الخمر نعمة كبرى وقد ثبت من التحقيق في وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد
ان السائق كان مخمورا فلم يستطع ان يتحكم في السيارة كما أنه لم يتبين معالم
النفق الذي كان يعبره مما تسبب في حدوث هذه الكارثة المروعة.
5-
عدم التدخين : لقد تبين للعالم مضار التدخين بكل أنواعه
فأول سيجارة يدخنها الإنسان تكون أول خط أسود في رئتيه نتيجة لترسيب النيكوتين والقطران
من ورقة السيجارة ومن التبغ نفسه . ويلجأ بعض الناس لاستعمال مرشح في ماسك
السيجارة (الفم) أو البايب لتفادي تأثير ورقة السيجارة أو الشيشة أو الجوزة
لوجود الماء كمرشح للدخان ولكن المقدار الذي يتسرب أثناء التدخين وبتكرار
العملية يكفي لالحاق الأذى بالرئتين فتقل سعتهما وقدرتهما على التمدد في حالة
الشهيق لذلك تجد أن المدخن يتعب من صعود السلم أو عند الجري أو القيام بأي مجهود
وبمرور الوقت يزداد ترسيب القطران والنيكوتين وتصبح الرئة معرضة للإصابة
بالأورام والسرطان فلا بد لسلامة الجسم أن يبتعد الإنسان عن التدخين
6-
اخذ فترات راحة : أن جميع الآلات والمعدات والأدوات
الكهربائية والميكانيكية لا بد لها أن تتوقف عن العمل بعد فترة حتى تبرد أجزاؤها
وتستطيع أن تعاود العمل وألا أصابها العطب وقد تحترق . والإنسان مجموعة من
الأجهزة ولا بد لها ان تحصل على قدر من الراحة والاستجمام حتى تستطيع أن تعاود
نشاطها وتزاوله والنوم وفترات الراحة اليومية بعد عناء العمل ضروري ولذلك لا بد
من اخذ راحة من العمل والابتعاد عن مسئولياته وضغوطه فترة من الزمن من أسبوع الى
شهر حسب الإمكانيات ولا سيما لو كان ذلك بالسفر الى مكان آخر كالريف (البلد) أو أحد
المصايف أو المشاتي حسب وقت الراحة ليستمتع الإنسان بجمال الطبيعة ومتعة التحلل
من ارتباطات العمل والانطلاق البريء فهي عملية تجديد للنشاط . ومن الملاحظ ان
الإنسان عندما يعود من فترة الراحة هذه يكون أكثر إقبالا على العمل وأكثر نشاطا
فلا بد من الحصول على قسط من الراحة الطويلة إذ ان هناك الراحة اليومية بعد
ساعات العمل اليومية والراحة الأسبوعية في نهاية الأسبوع ولكن لا بد من الحصول
على راحة طويلة بعض الشيء لتجديد النشاط .
7-
كتابة قائمة باهتماماتك :...
-
ماذا
يقول الطب النفسي عن القولون العصبي !؟ / د.لطفي الشربيني -
استشاري الطب النفسي
في دراسة نشرتها إحدى
المجلات الطبية وردت إحصائية عن الأمراض التي تتسبب في ضياع ساعات العمل وكان في
مقدمتها نزلات البرد والأنفلونزا وبمعدل مماثل تقريبا ورد ذكر حالات
"القولون العصبي" كإحدى المشكلات المرضية واسعة الانتشار والتي تتسبب
في المعاناة لدى كثير من الناس لفترات طويلة.
ومرض
القولون العصبي الذي يرمز إليه الأطباء باختصار
IBS هو بالنسبة لنا من الحالات المعتادة في العيادة النفسية ،واكثر
من ذلك فان أعدادا هائلة من المرضى يطلبون العلاج لدى الأطباء الممارسين،و في
العيادات الباطنية، وعيادات الجراحة وأمراض النساء والتخصصات الأخرى، وهذا
يجعلنا نعتبر هذا المرض ضمن قائمة أمراض العصر الحالي التي تزايد انتشارها، وهنا
معلومات تهمنا جميعا حول مرض"القولون العصبي "أسبابه وأعراضه وطرق
الوقاية والعلاج.
هل
أنت مريض بالقولون ؟!
من المعروف ان هناك مجموعة من الأمراض تضمها
قائمة طويلة يطلق عليها أمراض النفسية الجسدية السيكوسوماتية، وهذه الأمراض التي
تضم أمراض العصر المعروفة مثل السكر، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة وبعض
الأمراض الجلدية وأمراض القلب القاتلة وغيرها تم وضعها في هذه القائمة لان
جذورها تعود الى أسباب نفسية نتيجة للتعرض للضغوط وكبت الانفعالات على مدى طويل
فيكون تأثير ذلك خللا في بعض وظائف الجسم يتحول الى مرض مزمن حقيقي يصعب علاجه، وينطبق
ذلك على حالات القولون العصبي التي عرفت منذ وقت طويل ووصفها الأطباء تحت مسميات
مختلفة مثل التهاب القولون أو الإسهال العصبي أو الاضطراب الهضمي الوظيفي وهي
تصيب أعدادا كبيرة من الناس بعضهم يجد صعوبة في وصفها بدقة للأطباء ويظل يعاني
منها لمدة طويلة .. وفرصة الإصابة بالقولون العصبي حسب الإحصائيات الطبية كبيرة
حيث يعاني منه
20%
من الناس أي ان واحدا من كل خمسة أشخاص يصاب بهذا المرض، وتحدث الحالة في النساء
اكثر من الرجال بنسبة
3:1: وتزيد احتمالات الإصابة بعد سن
35 عاما
وقد تعود النسبة لعالية من الحالات في النساء الى مراجعة المرضى من السيدات
للعيادات الطبية بصورة أكبر من الرجال وهذا المرض رغم أنه لا يهدد الحياة ولا
يتسبب في مضاعفات خطيرة ألا أنه يسبب المضايقة والاضطراب المستمر والمعاناة
الطويلة .
شكاوي مرضى القولون :
تختلف الأعراض المرضية التي يشكو منها مرضى
القولون العصبي من شخص الى آخر كما تختلف في نفس الشخص من وقت الى آخر وقد تبدو
متناقضة في بعض الأحيان والأعراض الرئيسية تستمر لمدة تطول الى شهور أو سنوات
وهي عسر الهضم والشعور بالامتلاء وانتفاخ البطن و الإمساك أو الإسهال أو تبادل
الإمساك والإسهال على مدى أيام الأسبوع وآلام أسفل البطن تعقب تناول الطعام مع
شعور دائم بعدم الارتياح وهناك مجموعة من الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الحالة
مثل فقدان الشهية للطعام والشعور بالغثيان، وآلام الظهر. وقد تشكو بعض السيدات
من آلام تحدث أثناء الممارسة الجنسية. ويصاحب هذه الشكاوي شعور بالقلق لا نستطيع
القطع إذا كان هو السبب في الحالة أو نتيجة لأعراضها وصعوبات في التوافق مع
الحياة بسبب طول فترة المرض. وقد يتم تشخيص الحالة بواسطة الأطباء بمجرد
الاستماع الى شكوى المريض وفحصه سريريا أو يتم اللجوء الى التحاليل الطبية إذا
كان هناك ما يدفع على الاعتقاد بوجود مضاعفات أخرى إذا كان المريض يشكو من نزيف
دموي في الإخراج أو آلام شديدة أو هزال، وهنا يمكن البحث عن مشكلات عضوية باطنية
باستخدام الأشعة أو المنظار حتى يتم التوصل الى التشخيص السليم.
أسباب
الإصابة :
قبل أن نذكر الأسباب المحتملة للإصابة بالقولون
العصبي علينا ان نعلم ان الأمعاء الدقيقة والغليظة (القولون) تعتبر من أكبر
أعضاء الجسم حيث يصل طولها معا الى
10 أقدام من العضلات الملساء التي يتحكم في
حركتها المستمرة الجهاز العصبي الذاتي دون تحكم إرادي مباشر من جانب الإنسان في
ذلك، وفي حالة مرضى القولون العصبي يحدث اضطراب في الحركة التلقائية للأمعاء مما
يؤثر على سير محتوياتها من الطعام والخلل في وظيفتها ويحدث ذلك عقب التعرض
للضغوط النفسية التي تؤثر بدورها على الجهاز العصبي وهنا تتأثر أعصاب القولون
التي تقوم بوظائفها
5
ملايين من الخلايا العصبية توجد في جدار الأمعاء وتتصل مباشرة بالجهاز العصبي
ونتيجة لهذا الخلل تحدث الأعراض التي يعاني منها مرضى القولون العصبي. وقد تبدأ
الأعراض بعد مشكلة صحية تؤثر على الجهاز الهضمي، او لدى السيدات عند الإصابة
ببعض الأدوية أو الإفراط في تناول القهوة والموالح وبعض منتجات الألبان أما
الأسباب النفسية فأنها توجد في غالبية الحالات بصورة واضحة في صورة القلق أو
الخوف أو مواقف الحزن الشديد وقد يصاب أكثر من شخص في الأسرة الواحدة ليس بسبب
الوراثة ولكن نتيجة تشابه العادات أو التعرض لضغوط مشتركة أو نتيجة للصعوبات في
ظروف الأسرة وعلاقاتهما حيث يعاني ثلثا مرضى القولون من مشكلات أسرية كما ان
نسبة منهم تصل الى
30 %
عند فقد أحد الوالدين بالوفاة أو الغياب عن المنزل ...
-
لماذا
ننام وكيف نحلم / د.علاء الدين بدوي فرغلي - أخصائي الطب النفسي
- مستشفي المطرية التعليمي
يقضي الإنسان مالا يقل عن
ربع حياته في المتوسط وهو نائم .. فما هو النوم؟
-النوم عملية توقف نسبي في تفاعل حس الإنسان
وحركته وإدراكه مع ما يحيط به من مختلف أنواع المؤثرات عموما وهو ضرورة أساسية
من ضرورات الحياة كالأكل والشراب لأنه يقدم فترة زمنية مناسبة للجسم لترميم
خلاياه المتهدمة ولتجديد نشاطه ومتابعة نموه التكويني المتوازن فإذا منع الإنسان
عن النون وحرم منه لأيام متواصلة فقد يؤدي ذلك الى الهذيان الفكري وعدم التركيز
والهزال والهلاوس أحيانا مع انهيار جسمي وعقلي شديد. وتدل الدراسات النفسية
والعقلية وكذلك بحوث وظائف الأعضاء ان النوم ليس مجرد ظاهرة سلبية تتجلى في
تناقص الحس والحركة والوعي الشعوري و إنما هي ظاهرة مرتبطة كل الارتباط بالحياة
الواقعية وما تتضمنه من شعور و إدراك وانفعال وسلوك – إذن فدراستنا للنوم وما
يكتنفه من أحلام تساعدنا على فهم غير قليل من عمليات اليقظة – وقد أشار القرآن
الكريم الى عدة حقائق علمية تتصل بالنوم في قوله تعالى " وهو الذي جعل لكم
الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا " سورة الفرقان
/47
وفيما يلي نتائج بعض
الدراسات التي تناولت موضوع النوم :
1-
تحدث بعض
التغيرات الحيوية الهامة أثناء النوم مثل انخفاض كل من سرعة دقات القلب وضغط
الدم وسرعة النبض وهذا مظهر عضوي للاسترخاء الجسمي والادراكي والانفعالي أثناء
فترة النوم.
2-
يقوم
الجسم أثناء النوم على الرغم من كونه عميقا ببعض التقلبات والحركات الخارجية
للأطراف في سبيل حماية النائم وراحته كما يظل الجهاز العصبي اللا إرادي عاملا
نشطا أثناء النوم ويزيد أيضا جريان الدم في المخ أثناء النوم بالمقارنة مع
اليقظة.
3-
ليس
النوم بدرجة واحدة من الوجهة الصحية – فمنه ما هو صحي ومنعش عندما يكون عميقا
ومتواصلا في الليل – أما النوم المتقطع والسطحي والقليل فانه لا يقدم للجسم
راحته الضرورية في نشاطه الفكري والحركي .
4-
تظل بعض
الخلايا الحسية على درجات من الصلة أحيانا بالرغم من انقطاع الإنسان للمؤثرات
الخارجية – كما تظل بعض الخلايا بسيطة في المخ وهذا ما يفسر لنا حدوث الأحلام
وحركات عين النائم كما يحدث ما يسمي (بالتفكير اللاشعوري) الذي يساعد الإنسان
على فهم أو حل المشكلات الفكرية والسلوكية أثناء النوم فيستيقظ فاهما واعيا لتلك
الأمور.
5-
لا يمثل
النوم انقطاعا كاملا عن المؤثرات المحيطة – فبعض الأحلام انعكاس لمثيرات حول
النائم مثل صوت الجرس أو الضجيج أو إشعال ضوء كبير .. وكذلك فان صلة النائم بما
حوله قد تكون صلة انتقالية مثل استيقاظ الأم على صوت بكاء رضيعها فقط ...
-
مفهوم
الذات في الأسرة / د.ماهر محمود عمر - كلية الآداب قسم علم
النفس
يقصد بمفهوم الذات أدراك الفرد لخصائصه العامة
كما يراها هو عن نفسه وليس كما يراها الآخرون عنه وقد يدرك هذا الفرد خصائصه
العامة من منظور عضوي فقط حيث يصف شكله ومظهره العام، مرتبطا بجنسه وعمره دون أن
يتعرض لخصائصه الأخرى، في محاولة للإجابة عن تساؤل يتردد كثيرا في ذهنه أو يوجه
أليه من غيره يكون هو فقد يذكر الفرد اسمه وعمره وجنسه وطوله ووزنه ولون عينيه
وشعره وبشرته وقد يجيب فرد آخر عن هذا التساؤل من منظور تفضيلي يتضمن ما يتميز
به عن غيره من قدرات عامة وخاصة، واستعدادات وميول واهتمامات ودوافع وحاجات
واتجاهات على فرض إدراكه لنفسه من خلال عرض ما يحبه وما يكرهه ،ومن خلال ما
يتميز به عن غيره . وقد يجيب فرد ثالث عن هذا التساؤل من منظور التفاعلات
الثنائية والعلاقات الاجتماعية بينه وبين المحيطين به من حوله حيث يذكر أدواره
التي يمارسها في حياته اليومية العادية، ممثلة في أنه زوج أو أب أو موظف في أي
عمل كان.
وبناء عليه يتضمن مفهوم الذات عند الفرد كافة
الخصائص التي تميزه عن غيره في مجالات شخصية الأربعة الساسية المجال الشخصي، المجال
المهني. وقد يتشابه الفرد مع الآخرين في عدد من الخصائص العامة المشتركة بينهم، ولكنه
غالبا ما يختلف عنهم في كثير من الخصائص الأخرى فمثلا قد يتشابه شخص ما مع غيره
في طوله وزنه ولون عينيه وشعره وبشرته ولكنه يختلف عنه في عمره وثقافته ومهنته و
أدواره الاجتماعية التي يمارسها في حياته العادية اليومية وقد يتشابه شخص آخر مع
غيره في ثقافته ومهنته وأدواره الاجتماعية ولكنه يختلف عنه مثلا في تفصيلاته
الشخصية لكثير من الأمور لذلك فان الفرد غالبا ما يجيب عن سؤال يوجه أليه عمن
يكون هو ؟ بمفهومه الخاص عن نفسه والذي يعتقد ان أحدا لا يعرفه عنه، فلا يجيب
هذا الفرد مثلا بأنه رجل مصري لان ذلك شيء بديهي معروف، ولكنه بأن له اهتمامات
مثلا في علم النفس الاجتماعي، لأنه قد لا يعلم ذلك عنه أي شخص آخر.
ويرى كاتب هذه السطور أن سؤال الفرد عمن يكون ؟
وحده لا يحقق المعنى المقصود من مفهوم الذات لان الإجابة عن هذا السؤال توحي
بوصف خصائصه العامة في المجال الشخصي فقط الذي ستضمن سماته الشخصية وصحته
العضوية والعقلية، وأخلاقياته وقيمه وديانته. لذلك يقترح المؤلف إضافة سؤال آخر
عن : ماذا يكون هو ؟ بحيث يرتبط السؤالين مع بعضهما ولا يمكن الفصل بينهما
لاستثارة الإجابة التي تدل على مفهوم الذات كاملا من جميع جوانبه الشخصية
والاجتماعية والتربوية والمهنية. وبذلك عندما يثار أي فرد كان لوصف ذاته بناء
على مفهومه هو الشخصي لها، فيجب طرح السؤالين مترابطين معا على النحو التالي :
من تكون أنت ؟ ومن الهمية بمكان ضرورة التفرقة
بين مصطلحات مفهوم الذات واحترام الذات وتأكيد الذات و إدراك الذات ووعي الذات
على كيفية رؤية الشخص الذاتية لنفسه ووضعها كما يراها هو بشكل عام وليس كما
يراها الآخرون.
ويدل مصطلح احترام الذات على مدى تقبل الشخص
لنفسه بما فيها من إيجابيات وسلبيات ومدى تقديره لخصائصها العامة حيث يتضمن
تقويما شاملا لكل جوانبها الشخصية والاجتماعية والتربوية والمهنية وكلما انخفض
تقويمه لذاته كان أقل تقبلا لنفسه وتقديرا لها.
ويدل مصطلح تأكيد الذات على قدرة الفرد على
التعبير عن انفعالاته وآرائه ووجهات نظره حول أي أمر من الأمور سواء كان متعلقا
بذاته أو بالآخرين وذلك بصورة سوية وإيجابية بحيث تكون مقبولة من المجتمع الذي
يعيش فيه وقد ذكر غريب
1986 أن السلوك التوكيدي الذي يدل على تأكيد
الذات يتضمن التعبير الملائم بأي انفعال ما عدا القلق تجاه شخص آخر.
ويدل مصطلح أدراك الذات على مدى مراقبة الفرد
لأفعاله وسلوكياته وتفسيرها في ضوء معتقداته واتجاهاته وغالبا يدرك الفرد نفسه
بمراقبة أفعاله وسلوكياته التي تعتبر محصلة بهائية لاتجاهاته ومعتقداته التي
يؤمن بها ويختزنها في عقله ووجدانه حيث يفسر هذا الفرد أي سلوك يصدر عنه بناء
على ما يؤمن به ويعتقد فيه من نظام للقيم يتضمن اتجاهاته المختلفة نحو الظواهر
الاجتماعية السائدة في مجتمعه، وذلك لأن سلوك الفرد يعتبر المصدر الوحيد الذي
يعكس معتقداته واتجاهاته الدفينة في أعماقه. ويدل مصطلح وعى الذات على مدى ما
يشغل الفرد من تفكير بغيره أو بالمواقف الاجتماعية التي يمر بها في حياته
العادية اليومية في المجتمع الذي يعيش فيه. لذلك يرتبط وعى الذات عند الفرد بمدى
تركيزه على نفسه وما يشعر به في لحظة تركيزه هذه بالقياس إلى تركيزه على الآخرين
والظواهر المحيطة به أو النشطة التي يمارسها ويقوم بها يوميا.
ويمكن سرد بعض الأمثلة التوضيحية التي تدل على
كل معنى من معاني مصطلحات التي تتعلق بالذات والتي يمكن صياغتها على النحو الذي
يفسر محتواها كما يلي :... |
|||