مجـــــــــلات | |||
|
|||
مجلة الطب النفسي الإسلامي
تصدرها الجمعية العالمية الإسلامية
للصحة النفسية
السنة السابعة
عشرة -
العدد
70 –
أبريل
2002 |
|
||
|
|||
q
فهرس الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE
|
|||
§
تعدد
الزوجات بين الطب النفسي والمنظور الإسلامي
§
أبعاد الصحة النفسية من منظور
إسلامي
§
التفسير الإسلامي للسلوك
الإنساني |
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY /
RESUMES |
|||
§
تعدد
الزوجات بين الطب النفسي والمنظور الإسلامي /
د. لطفي الشربيني
-
استشاري الطب النفسي
الهوس الذي أثاره عرض
المسلسل الذي تسبب في الكثير من الانفعالات وردود الأفعال النفسية بين مؤيدين
معظمهم من الرجال الذين شعروا بالارتياح لهذا العرض المقبول للنموذج الإيجابي
لتعدد الزوجات وبين المعارضين ومعظمهم من السيدات أصحاب الأقلام النسائية في
الصحف الذين
وصل الأمر بهم إلى الانفعال الهائل
وتحريك شعارات ومصطلحات كبيرة منها مثلا" ثقافة الجواري" والقهر ومنها
تسلط الرجل وحقوق المرأة وحتى حقوق الإنسان أيضا.
رؤية نفسية لظاهرة التعدد
:
وهنا نقف أمام الرؤية
النفسية لظاهرة تعدد الزوجات وهي ليست حكرا على المجتمعات العربية الشرقية وليست
مرتبطة فقط بالثقافة الإسلامية رغم أنها – من المنظور الإسلامي – عمل مشروع،
وممارسة لها ضوابطها في القرآن والسنة، وتسمح بها بعض المجتمعات البدائية أيضا
كما تسمح بها بعض الطوائف المسيحية مثل المورمون وفي دراسة نفسية منشورة حول بعض
الجوانب النفسية لتعدد الزوجات قمت بها على عينة من السيدات وتم مناقشتها في
مؤتمر عالمي للطب النفسي، وكذلك تم نشرها في دوريات علمية وفيها تم عرض الحقائق
التالية حول تعدد الزوجات. تشير
الأرقام إلى أن ظاهرة الزواج
المتعدد ليست واسعة الانتشار في البلدان العربية، وطبقا للإحصائيات المناحة فان
النسبة في مصر هي
4% من حالات
الزواج وتزيد قليلا لتصل إلى حوالي
5% في سوريا والعراق، بينما تصل في دول الخليج إلى نحو
8% لكن هذه الأرقام الرسمية لا تعبر عن واقع الحال حيث
توجد نسبة أخرى من الحالات تمثل الزواج غير الرسمي أو غير الموثق الذي يطلق عليه
أحيانا العرفي أو السري.
يتراوح الاتجاه والقبول
الاجتماعي لتعدد الزوجات في المجتمعات العربية بين التسامح مع الظاهرة وقبولها
في دول الخليج إلى القبول الجزئي في أماكن أخرى مثل المجتمع المصري أو الرفض
التام والمنع بموجب قوانين ومثل ما يحدث في تونس، ولكن في بلد أخر هو السودان،
هناك دعوة رسمية وتشجيع لتعدد الزوجات، ولكن الغالب أن وصمة ما ارتبطت بالزواج
المتعدد. ونظرة عامة اجتماعية لا ترحب بتكرار الزواج وتنظر لمن يفعل ذلك على أنه
قام بعمل غير مقبول.
ماذا يقول الطب النفسي ؟
ورد في الدراسة عرض
للأسباب النفسية والظروف الاجتماعية التي تدفع إلى التعدد كان في مقدمتها
التركيبة النفسية للرجل والتي تميل إلى التعدد بصورة فطرية حتى أن دراسة حديثة
أشارت إلى وجود جينات تدفع الرجال إلى ممارسة التعدد بعلاقات خارج نطاق الزواج
في الشرائع التي لا تسمح بتعدد الزوجات بما يفسر انتشار خيانة الأزواج على حد
التعبير الغربي.
وركزت الدراسة على رد فعل
الزوجة الأولى التي تكون الطرف الأكثر تأثرا، والآثار النفسية السلبية للزواج
المتعدد وتم وصف متلازمة مرضية تصيب الزوجة بعد أن يتزوج شريها بأخرى وتبدأ برد
فعل عصبي برفض هذا الزواج الثاني وإبداء الغضب والمقاومة ثم تتجه الحالة إلى
الاستقرار والاتزان مع قبول الواقع الجديد في فترة زمنية تتراوح من
6 شهور إلى عامين ...
§
تصور
الأبعاد الصحة النفسية من منظور إسلامي / د. الجميل محمد عبد
السميع شعلة
تعتبر الصحة النفسية من الأشياء التي ينشدها الناس في
مشارق الأرض ومغاربها ولأهميتها في حياة الفرد والمجتمع ظهر الدعاة إليها، الذين
يقولون أن رسالتهم هي مساعدة الأفراد على أن تكون لهم البصيرة والقدرة على
التصدي لمشكلاتهم اليومية، والقدرة على حلها، بما يؤدي بهم إلى الصحة النفسية
وعلى ضوء هذا ظهرت العديد من المنظمات التي تعمل في مجال الصحة النفسية، وتهدف
إلى تدعيمها لدي الأفراد، بما ينعكس إيجابيا على المجتمع، كما صدرت الكتب
والمراجع والدوريات والنشرات التوجيهية والإرشاد النفسي لمساعدة الأفراد على
تحقيق الصحة النفسية وتدعيمها لديهم.
وعلى الرغم من ذلك نجد أن
هناك تزايدا في عدد المؤسسات والعيادات النفسية التي تقوم على علاج الاضطرابات
النفسية التي تتزايد يوما بعد يوم وخاصة في المجتمعات الغربية والتي من أهم
مظاهرها زيادة حالات الانتحار الفردي والجماعي، هذه الظاهرة التي أن دلت على شيء
فإنما تدل على اليأس من الحياة، وعدم القدرة على الوصول للصحة النفسية لماذا؟
ومن ثم فقد أحس الفرد في طوال العالم وعرضه أنه في سفينة انقطعت أسبابها بالبر
(الصحة النفسية) فما أعدته المنظمات الدولية والمؤسسات التي تعمل في مجال تحقيق
وتدعيم الصحة النفسية للأفراد يدور حول حلقة مفرغة من أبعاد الصحة النفسية ذاتها
وأما بالنسبة لمكاتب التوجيه والإرشاد النفسي، فهي ترشد الفرد إلى وسائل وسبل لا
يمكن أن توصله إلى الصحة النفسية فهي ترشد الفرد إلى وسائل وسبل لا يمكن أن توصله
إلى الصحة النفسية، بل بالعكس ولذا فان مثل هذه المكاتب كمثل إنسان سأله آخر عن
الطريق الصحيح المؤدي إلى مدينة معينة ( الصحة النفسية ) فإذا بالإنسان المسئول
يجهل الطريق فيدل السائل على طريق آخر يؤدي به إلى مكان لا يريده بل يريد الفرار
منه – (الاضطراب النفسي) لماذا؟ لأن مثل هذه المكاسب تسير في إرشادها على أساس
منهج يتغلب فيه الجانب المادي على الجانب الروحي إضافة إلى أنه ملئ بالتناقضات
التي توقع الفرد في الصراع ولا يعرف أين لطريق الذي يوصله إلى مراده (السعادة
النفسية) فنجده يمشي يتخبط كالذي يتخبطه الشيطان من المس، أو كالذي يمشي في
الظلمات ليس بخارج منها الأمر الذي يجعله ييأس من الوصول إلى مراده فتكون
النتيجة النهائية الانتحار أو الوقوع في دائرة الاضطراب النفسي ومن هنا يتضح لنا
أن تحقيق السعادة والصحة النفسية يكمن في اتباع الفرد لمنهج خال من التناقضات
منهج يركز على الجانب الروحي الذي به يكتسب الإنسان آدميته كما قال الشاعر (فأنت
بالروح لا بالجسم إنسان) ولا نعلم أن هناك منهجا مثل هذا سوى المنهج الذي اختاره
الله لعباده (الكتاب والسنة). قال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما أن تمسكتم
به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي). ومن ثم يتضح لنا بل يتأكد أن السبيل
الوحيد
للوصول إلى السعادة والصحة النفسية كمطلب ينشده كل
البشر هو اتباع منهج الله – عز وجل بأوامره ونوهيه، ومن ثم يثار تساؤل ألا وهو
ما أبعاد الصحة النفسية من منظور إسلامي؟ يقول صلى الله عليه وسلم فيما معناه: (
ما تركت باب من الخير ألا وأخبرتكم به. وما تركت بابا من الشر إلا ونهيتكم عنه)
أو كما قال (ص) وباب الخير في هذا الحديث هو الذي يؤدي بالفرد إلى السعادة
والصحة النفسية، وباب الشر هو الذي يؤدي به إلى الشقاء والاضطراب النفسي ومن ثم
فان أبعاد الصحة النفسية من المنظور الإسلامي هي نفس الأبعاد أو الأركان التي
يتكون منها باب الخير الذي دلنا عليه النبي(ص) وهي (الشهادتان وتضم التوحيد
بأنواعه الثلاثة والأيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و القضاء
والقدر) والتكاليف من (صلاة وزكاة وصوم وحج) والمعاملات وهي : علاقة المسلم
بالمسلم وحقوق المسلم على المسلم وعلاقة
الجار بجاره المسلم وعلاقته
بجاره غير المسلم وعلاقته بولي الأمر وعلاقته بالمجتمع، الخ .. من العلاقات
والآخذ بالأسباب وبالتأمل في هذه الأبعاد الأربعة نجد أن الشهادتين تمثل المدخل
الأساسي للصحة النفسية والتكاليف تمثل الجوهر الذي يمثل جانب تهذيب النفس والسمو
بها وتعديل السلوك، وأما المعاملات فتمثل التفاعل مع المجتمع وأفراده
والأخذ بالأسباب يمثل القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات ومن وجهة نظرنا فان
أبعاد الصحة النفسية لا تخرج عن هذه الأبعاد الأربعة ...
§
الدوافع
النفسية / د. عزت عبد العظيم الطويل
الطبيعة البشرية : في
الجهة الجنوبية من ضاحية المعادي إحدى ضواحي القاهرة الكبرى، كان يسير مجموعة من
الأشقاء، والخارجين عن القانون وهم: معاوري، وعبد الملاك، ورسمي، وشيبوب، وكانت
الساعة تقترب من الثانية عشر في منتصف الليل. وتصادف أن كانت فتاة عائدة إلى
منزلها بمفردها وتبلغ من العمر ثلاثة وعشرين ربيعا، فتصدت لها العصابة وجردتها
من ملابسها ومشغولاتها الذهبية واستولت على نقودها وتناولت أفراد العصابة اغتصاب
الفتاة وحرقها بعد ذلك.
وعندما نظرت المحكمة هذه
القضية - بعد القبض على المجرمين – كان السؤال التقليدي القائل ما هي دوافع هذه
الجريمة النكراء ؟ جريمة الاغتصاب والسرقة والحرق التي أدت بأفراد العصابة إلى
أن يسلكوا هذا السلوك وبهذه الطريقة ؟ ووصف أجهزة الأعلام المسموعة والمرئية
والمقروءة الحدث بأن أفراد العصابة تتراوح أعمارهم بين
19 – 32 سنة، وينحدرون من أسر فقيرة للغاية تحترف بعض الحرف
الموسمية الهزيلة مثل : مسحراتي بائع جيلاتي عجلاتي طبال ووصف النائب العام
بجنوب القاهرة هذه القضية بأنها قضية "رأي عام" وبذلك انطلقت العدالة
البطيئة من
أسرها وجاء حكم القضاء العادل
سريعا بإحالة أوراق أفراد العصابة إلى المفتي والحكم بالإعدام على أفرادها التي
عاثت في الأرض فسادا – ونخلص من هذا الحديث – من المنظور النفسي – بأنه وراء كل
سلوك دافع وكان دافع هذه الجريمة هو " الفقر والحرمان" ومن ثم نطلق –
أحيانا – على علم النفس "علم الدوافع" الذي يهتم بدراسة وتفسير دوافع
السلوك الإنساني وهناك مشاعر غريبة عجيبة تتوارى خلف السلوك السامي مثال ذلك :
المخترع العظيم " توماس اديسون" الذي استخدم قدراته العقلية وهو مدفوع
بقوة العاطفة والوجدان الطاغي الذي جعله يحصل في حياته على
1093 حق براءة الكهربائي والفونوغراف وغيرها كما كان شعاره
في حياته أن الذكاء عبارة عن
1% الهام وحظ و
99 % جهد وعمل وعرق...
§
سيكولوجية
التطرف / د. محمد المهدي - استشاري الطب النفسي
ما هو التطرف ؟ ما هي
أشكاله؟ ما هي أسبابه؟ وكيف نعالجه ؟
إشكاليات التعريف
أولا: التعريف اللغوي :
هو الغلو والإسراف، أو
الشطط بعيدا عن التوسط والاعتدال.
ثانيا: الاصطلاح الاجتماعي
هو الخروج على المفاهيم والأعراف والتقاليد والسلوكيات العامة.
ثالثا: المفهوم الأمني
والسياسي : هو الخروج على القانون والدستور السائد.
إذن فنحن نتوقع أن يختلف
مفهوم التطرف من مجتمع لآخر. بل ويختلف مفهومه داخل المجتمع الواحد تبعا للجهة
التي تحاكم سلوك الشخص.
رابعا : أهمية النموذج
المثالي : IDEAL MODEL
ولكي نحكم على سلوك ما بأنه متطرف يجب أن يكون لدينا نموذج
مثالي نحاكم إليه هذا السلوك، وهذا ممكن في حالة المجتمعات التي استقرت على
تركيبات وديناميات راسخة في حياتها، إما المجتمعات التي تمر بتحولات كثيرة في فترات
زمنية وجيزة فأنها تعاني من غياب أو غموض النموذج المثالي للسلوك فيقع كثير من
أفرادها أثناء حركتهم في المنطق الخطرة - جهلا أو عمدا - يوصمون بالتطرف.
خامسا : أهمية الإطار
المرجعي
FRAME OF REFERENCE
وهذا يؤكد ضرورة وجود صيغة حقيقية وأصيلة ومقبولة تؤكد
الهوية وتسمح بالبقاء والنمو وتحقق المصالح والأهداف لغالبية المجتمع، وهذه
الصيغة هي ما يطلق عليه الإطار المرجعي. وهذا الإطار المرجعي لا بد وأن يضع في
الحسبان تركيبات وديناميات العقيدة والقيم والأخلاق والمعاملات في المجتمع الذي
يتبناه، ويكون ضاربا بجذوره في أعماق ذلك المجتمع، وهذا لا يمنع بل لا بد أن
يكون هذا الإطار المرجعي مواكبا لحركة الحياة البشرية المتطورة وأن يضع في
اعتباره العلاقات المختلفة مع باقي مجموعات البشر.
سادسا : قيمة التقبل
الاجتماعي هل الخروج على الأعراف الاجتماعية يعتبر تطرفا في كل الأحوال؟ والإجابة
هي أن هناك بعض الصفات الاجتماعية الفاسدة كالرشوة والغش والتزوير والظلم الخ ..
وربما تكون هذه الصفات منتشرة في مجتمع ما إلى الدرجة التي تصبح فيها هي القاعدة
والخروج عنها يكون مستغربا وكمثال على ذلك عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى المجتمع الجاهلي في الجزيرة العربية ليغير مفاهيمه وأعرافه الفاسدة لم يكن
متطرفا رغم اختلافه الجذري مع قيم وأعراف المجتمع الجاهلي السائدة في ذلك الوقت
والمعيار الأفضل للحكم على سلوك بأنه متطرف أملا لا هو أثر ذلك السلوك ليس على
الفرد وحده بل على المجتمع أيضا وهذا يوضح لنا الفرق بين السلوك الصحيح والسلوك
المتطرف فالأول يصلح به الشخص ويصلح به غيره ويستمر ويبني، أما الثاني فانه يهدم
حياة الشخص وحياة المجتمع .. ومع أن التقبل
الاجتماعي إلا انه على درجة كبيرة من الأهمية في غالب
الأحيان...
§
الجوانب
النفسية لسن اليأس
عن الجوانب النفسية لسن
اليأس ولاكتشاف الجوانب النفسية لهذه المرحلة الغامضة بكل التغيرات التي تحدث
فيها كان لا بد أن نعرف وجهة نظر الطب النفسي فالتقينا بالدكتور/ محمد سليمان
الماوى – أستاذ أمراض المخ والأعصاب المساعد بطب القاهرة وعضو الأكاديمية
الأمريكية للأمراض العصبية فقال :
عندما نقول سن اليأس فكأننا نقول (ولا
تقربوا الصلاة) ونتوقف ولكن ينبغي أن نستكمل قراءة الآية الكريمة لكي يتم المعنى
المقصود فنقول : " تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"
كذلك فان "سن اليأس" جملة ناقصة وصحيحها سن اليأس في الإنجاب وسن
اليأس ليس حالة مرضية حتى ترتعد منه بعض النساء بل هو مرحلة انتقالية طبيعية
بيولوجية مثلها مثل البلوغ والمراهقة والحمل والولادة واليأس في الإنجاب حقيقة
بيولوجية يجب أن نتعامل معها ونتفهمها في حدودها ليس أكثر ولا أقل وهي ليست
مقصورة على النساء فقط بل أنها تحدث أيضا للرجال وان كان حدوث سن اليأس في
الرجال يتم ببطيء شديد.
-
نريد أن تكشف لنا النقاب عن
أسرار سن اليأس ؟
معظم الدراسات العلمية
تشير إلى أن هناك عوامل تؤدي إلى زيادة الأعراض المصاحبة لتحولات تلك الفترة مثل :
العوامل الشخصية :
للمرأة ودوافعها النفسية في فترات حياتها المختلفة قبل دخولها مرحلة سن توقف
الطمث فهناك شخصيات تكون أكثر ثباتا أثناء الأزمات والمواقف الصعبة بشكل عام.
عدد فترات الحمل والإنجاب
وتشير الدراسات كلما زادت خصوبة المرأة كلما تأخر – إلى حد ما سن توقف الطمث.
عمل المرأة فان مشاكل فترة
توقف الطمث تكون اكثر حدة عند ربات البيوت عنها في النساء العاملات.
سن الزواج : فكلما تأخر سن
زواج المرأة كلما تقدم بها سن توقف الطمث.
عوامل شخصية وبيئية : مثل
مستوى المعيشة وطبيعة المجتمع الذي تعيش فيه (زراعي – صناعي) بل إن بعض الدراسات
تشير إلى أن سن اليأس أو سن توقف الطمث يأتي مبكرا نسبيا وبمشاكل اكثر- إلى حد
ما – في البلاد الحارة وكذلك في الزنوج أكثر من البيض وفي المجتمعات الزراعية اكثر
من الصناعية.
-
هل توجد بعض الأعراض العصبية أو
النفسية للمرأة في فترة توقف الطمث :
التحولات الهرمونية التي
تصاحب هذه الفترة هي الانخفاض الشديد في نسبة هرمون الأستروجين وانقطاع الحيض مع
فقدان القدرة على الإنجاب بالإضافة إلى بعض العوامل الخارجية التي تحدثنا عنها
آنفا.. كل هذا قد يؤدي إلى بعض المضايقات النفسية والعصبية التي قد تتطور إلى
أعراض مرضية من أشهرها
الشعور السريع بالتعب
والإرهاق والإجهاد.
العصبية والنرفزة واضطراب
النوم.
فقدان الشهية وعدم الرغبة
في القيام بأي عمل حتى لو كانت أعمالا روتينية.
التوتر والقلق النفسي التي
قد تتزايد وتصل إلى حد الاكتئاب
بعض السيدات يعانين خلال
هذه الفترة من زيادة الشكوك والوسوسة.
حوالي
50%
من النساء على الأقل يصيبهن اضطراب في الأوعية الدموية
والدورة الدموية مما يتسبب في الشعور بالارتفاع درجة الحرارة ثم يعقب ذلك الشعور
بالبرودة ولا شك أن حدوث هذه النوبات الحرارية يزيد من إحساس المرأة أن شيئا غير
طبيعيا يحدث لها بل وتكون تلك النوبات هي مشكلتها الأساسية خلال تلك الفترة...
§
اللياقة
النفسية ... والصبر / د. إبراهيم محمد المغازي - قسم علم
النفس – كلية التربية ببور سعيد - جامعة قناة السويس
"
وبشر الصابرين،
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم
ورحمة وأولئك هم المهتدون " البقرة .. هل تسمى اللياقة النفسية بالصبر؟ في
تصوري أن اللياقة النفسية هي الاحتياط النفسي من القدرة والمقدرة النفسية
والعقلية والوجدانية وطول النفس بمعنى قدرة الإنسان على التحمل للإحباطات
والصدمات النفسية بلغة علم النفس أو الإبتلاءات. فقدرة ومقدرة الإنسان على تحمل
الإبتلاءات النفسية دليل على قوة التحمل وبالتالي دليل على ارتفاع اللياقة
النفسية التي هي جزء من الصبر، وهذا مؤشر على قوة
الضمير أي قوة الأنا، فالضمير
"قوة الضبط الداخلي" يعتبر دستور الإنسان، أي المرجع الذي يقيم سلوك الإنسان
" فلا أقسم بالنفس اللوامة " (القيامة ) فإذا كان الضمير قويا لدى
الإنسان فهذا مؤثر على إخلاصه وصفائه، وفي الحديث القدسي " الإخلاص سر من
أسراري وأودعته قلب من أحببت من عبادي ".
أما إذا ضعف الضمير وغاب
لدى الإنسان أصبح هذا الإنسان عنصرا فاسدا في المجتمع و إنسانا هشا يجذع من أي
شيء حتى ولو كان تافها وبسيطا.
وعلى ذلك فالضمير يتحكم فيه
العقل ثم القلب فيسمح بالتنفيذ لكل سلوك مقبول اجتماعيا وأخلاقيا بحيث يكون هناك
إعلاء لهذا السلوك، وهذه تعتبر أهم صفة من صفات المؤمنين الأبرار.
وهذا ما أكدته الآية
القرآنية " قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن
اللغو معرضون" (المؤمنون) أيضا : (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
(الفرقان).
وصدق الرسول الكريم حين
قال (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإذا
ابتلاه ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم.
§
الإرهاب
.. لا وطن له ولا دين / أ. أحمد حسني الشبكشي - وكيل وزارة الصحة
بقطاع الخدمة الاجتماعية والنفسية
تمثل الأسباب الاقتصادية
الاجتماعية عاملا أساسيا من عوامل ظهور الإرهاب وانتشاره كما تمثل التربة الخصبة
التي قد تؤدي إلى استمراره أو توقفه وفي هذا الصدد هناك مؤشران أساسيان
:
الأول: إن الدراسات التي أجريت على موضوع الإرهاب أشارت
إلى أن أعضاء الجماعات الإرهابية يتآلفون – في قطاع كبير منهم – من شباب يعانون
من أوضاع اجتماعية سيئة في معظم الأحوال وصحيح أن كثيرا من أعضاء تلك الجماعات
من المتعلمين، لكن انضمام المتعلمين الميسورين لها
يرتبط بأسباب أخرى سيتم التعرض
لها.
الآخر : إن الجماعات الإرهابية تتركز كما وضح من العرض
السابق في محافظات تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية متدهورة نسبيا قياسا إلى
المحافظات الأخرى، وفي قرى تعاني من نقص الخدمات بمعناها العام، وفي أحياء
ومناطق عشوائية تعاني من كافة أنواع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك فان
الأوضاع الاقتصادية المتدهورة تخلق بيئة مولدة للإرهاب فالبطالة والتضخم وتدني
مستوى المعيشة وعدم التناسب بين الأجور والأسعار وتفاقم مشكلات الإسكان والصحة
والمواصلات تدفع قطاعا واسعا من الشباب إلى الاتجاه من التدين الذي يعد سمة
أساسية للشعب المصري، إلى التطرف حيث يجد نوعا من التنفيس عن طاقاته المكبوتة،
وتمثل البطالة الدافع الأكثر قوة في الاتجاه نحو التطرف، حيث أنها تخلق وضعا
عقليا ونفسيا لدى الشباب يؤدي بهم إلى حالة فراغ ذهني تجعل استقطابهم من جانب
جماعات التطرف أو العنف، أو انضمامهم التطوعي إليها، مسألة سهلة إلى حد كبير،
غير أن الأوضاع الاقتصادية لا تؤدي وحدها إلى الاتجاه نحو التطرف أو العمل
الإرهابي فاقتران تلك الأوضاع بظروف اجتماعية أخرى هو الذي يدفع إلى ذلك الاتجاه
فاتساع الفجوة بين الفئات الاجتماعية، وظهور أنماط معيشية استهلاكية استفزازية
لدى بعض فئات المجتمع – ولا سيما في المناطق المجاورة الفقيرة، وعدم قدرة بعض
المهاجرين من الريف –الذين يسكنون عادة في الأحياء العشوائية المحيطة بالقاهرة –
على التكيف مع الواقع الجديد كلها عوامل وسبل تؤدي إلى تحول المشاكل الاقتصادية
إلى قوة دافعة نحو التطرف أو الإرهاب فالأوضاع الاقتصادية الاجتماعية المتشابكة
تسهم في خلق تلك الظاهرة، سواء على مستوى المحافظات أو الأحياء العشوائية
والفقيرة في المدن.
إن الدراسة التفصيلية
لأوضاع الحياة في محافظات مثل أسيوط أو واقع الحياة في الأحياء الفقيرة أو
العشوائية تظهر إلى حد كبير كيف يمكن أن يحول الوضع الاقتصادي الاجتماعي الصعب
إلى تطرف وعنف إرهابي فقد تحولت بعض المناطق في المحافظات والأحياء إلى قواعد
لانطلاق شرارات التطرف والإرهاب، كما هو واضح تماما بالنسبة للمناطق العشوائية
في القاهرة
...
§
التفسير
الإسلامي للسلوك الإنساني
/
د. ماهر محمود عمر -
مستشار علاج نفسي – خبير صحة نفسية
عرض الله عز وجل النفس
البشرية عرضا مفصلا في قرآنه المجيد، مبينا خصائصها المختلفة في كثير من آياته
البينات حيث وصفها الحق بكثير من الصفات منها على سبيل المثال وليس الحصر أنها
نفس خيرة ونفس سيئة (ال عمران :
30) ونفس أمارة بالسوء (يوسف :
53) ونفس مجادلة (النحل :111) ونفس مطمئنة (الفجر :27:28) وغيرها من الآيات
البينات المتضمنة لخصائص النفس الإنسانية التي لا يمكن أن تراها بالعين المجردة
ولا نحسها بأي من حواسنا ولكننا نتعرف عليها من خلال انعكاساتها على تصرفات
الإنسان المختلفة مشكلة في مجموعها محصلة كاملة متكاملة من سلوكياته المتباينة
التي يتفاعل بها مع نفسه أولا ثم يتعامل بها مع الناس المحيطة به والمخالطين له
في أي مكان على الرضي في هذا الزمان ..
ولم يغفل الإسلام أهمية
التفاعل الكامل المتكامل بين العوامل الوراثية والمثيرات البيئية في تكوين
الشخصية الإسلامية وفي تدعيم تنشئتها الاجتماعية على أسس ربانية إيمانية بما
يرضي الله ورسوله والمؤمنين وبما يكفل لها طيب الإقامة في الدنيا الفانية وحسن
الثواب في الآخرة الخالدة .. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار التأثير النسبي لكل من
الوراثة والبيئة على الجوانب المختلفة للشخصية البشرية، وعلى الأنماط المتباينة
من السلوك الإنساني .. وقد جاء ذلك صراحة في أكثر من موضع في آيات بينات ذكرها
الله عز وجل في قرآنه المجيد، كما جاء ذلك صراحة في أكثر من حديث شريف روى عن
رسول الله (ص) في سنته العطرة .. ويضيق المقال هنا بل ونكتفي بطرح هذه السطور
المتواضعة في التفسير الإسلامي للسلوك الإنساني لن ذلك يتطلب مجلدا كبيرا يفي
الموضوع حقه وحتى لا يبخس من قدره .. ذلك سنكتفي هنا على السطور القليلة التالية
إن شاء الله بالإشارة المتواضعة إلى مفهوم السلوك الإنساني وتنشئته الاجتماعية
في رؤية الإسلام وفي مفهوم الدين الحنيف بشقيه القرآن والسنة ...
§
من
التراث الطبي
دور العرب في معالجة الأمراض العقلية والعصبية
لعب الأطباء العرب دورا هاما
في حياة البشرية فبحثوا في تحليل ومعالجة أمراض عديدة – منها الأمراض العقلية
والعصبية والنفسية، فأفادوا واستفادوا..
كان العرب أول من عالج
الأمراض العقلية بطريقة إنسانية ففي كل مستشفي كبير كان يوجد قسم خاص لهذه
الأمراض وكان الحكام يهتمون بأمورهم ويزورونهم أحيانا. وقد كتب أطباء العرب
مجلدات عديدة عن الأمراض العقلية والعصبية- لكن لسوء الخط لم يصلنا منها إلا
القليل – فإسحاق
بن عمران كتب عن المالينخوليا
وكتب ابن الهيثم عن تأثير الموسيقي في النفوس الحيوانية، وكان من اهتمام الأطباء
العرب بالعلاج النفسي أنهم وجدوا ضرورة دراسة الأحوال العائلية للمريض فضلا عن
الأوضاع الاجتماعية والمادية – وقد تحدث الرازي في كتابه "الحاوي"
بإسهاب عن العلاج النفسي. وقد فرق الأطباء العرب بين الأمراض العصبية والنفسية،
فالأمراض العصبية هي الأمراض التي ترجع إلى أسباب عصبية أي عضوية أو جسمية وأيضا فرق الأطباء العرب بين الأمراض
العصبية والنفسية من جهة وبين الأمراض العقلية أو الذهانية من جهة أخرى حيث أن
هذه الأخيرة تدل على الجنون، فالمريض يعتبر خطرا على نفسه وعلى المجتمع الذي
يعيش فيه..
بعض الظواهر والحالات النفسية وطرق معالجتها :
1-
معالجة العشق:
صنف ابن سينا العشق في باب
الأمراض العصبية والعقلية مع الهوس والاكتئاب والأرق والخمول حيث اعتبره نوعا من
الوساوس التي تتسلط على ذهن الإنسان- فتسبب له الرق والقلق الشديد وتستبد به فلا
يستطيع التخلص منها أو طردها عن ذهنه – فيقول في كتابه القانون، في الفصل الخاص
بالعشق : هذا مرض وسواسي شبيه بالمالينخوليا ويكون الإنسان قد جلبه إلى نفسه
بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور- والشمائل التي له ثم أعانته على ذلك شهوته،
أو لم تعن، وعلامته غور العين ويبسها وعدم الدمع إلا عند البكاء، وحركة متصلة
للجفن ضحاكة كأنه ينظر إلى شيء لديه، أو يسمع خبرا سارا، ويكون نفسه كثير
الانقطاع والاسترداد، فيكون كثير الصعداء ويتغير حاله إلى فرح وضحك أو إلى غم
وبكاء، عند سماع الغزل ولا سيما عند ذكر الهجر والنوى، وتكون جميع أعضائه ذابلة،
ويكون نبضه مختلفا، بلا نظام البتة، كنبض أصحاب الهموم وبتغير نبض هو حاله عند
ذكر المعشوق خاصة عند لقائه بغتة – ينصح ابن سينا في علاج العشق بالنوم
والاهتمام بتناول الأغذية المناسبة، فيقول : وتنويمهم بالمحمودات ثم الهاء
المريض عن موضوع عشقه أو شغله بأمور واهتمامات أخرى – وهذا ما يعرف اليوم باسم العلاج
السلوكي وتغيير العادات السلوكية عن طريق تكوين عادات أخرى بديلة ونافعة لتحل
محل العادات السيئة... |
|||