|
|||
علــم
النفــس
مجلة فصلية تصدر عن الهيئة المصرية
العامة للكتاب
السنة السادسة - العدد
الثاني والعشرون – إبريل/مايو/ يونيه
1992 |
|
||
|
|||
q
فهرس الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE
|
|||
q
كلمة التحرير / أ.د. كاميليا عبد الفتاح
q
المسئولية
الاجتماعية لدى طفل الروضة / أ.د. وفاء محمد كمال
q
قائمة سمات الشخصية الناقدة / أ.د. فاروق السيد عثمان
q
تغير درجة الانتماء إلى الوالدين، المدرسة،
الأقران / د. مرزوق عبد المجيد
q
العلاقة بين الاتجاه نحو المخاطرة وسلوك
التدخين / د. عبد الحميد صفوت إبراهيم
q
الخوف المرضي وعلاقته بصعوبات التعلم والتخلف
العقلي / د. محمد عبد المؤمن حسين
q
التعاطي غير الطبي للكحوليات بين طلاب الصف الثالث
الثانوي الأدبي / د. مجدي عبد الكريم حبيب
q
دينامية العلاقة بين الاغتراب وتعاطي المواد
المخدرة لدى طلبة الجامعة إعداد إيمان عبد الله أحمد
|
|||
q
ملخصات
/
SUMMARY / RESUMES
|
|||
q
كلمة التحرير / أ.د. كاميليا عبد الفتاح
الملخص:
رحيل
رائد علم النفس: رحل عنا هذا الشهر عالم كبير عظيم، كبير في
علمه عظيم في خلقه هو الأستاذ الدكتور عبد العزيز القوصي الذي توفى عن 86 عاما
بعد عطاء لمسه مريدوه حتى الأيام الأخيرة.
حصل
الدكتور القوصي على درجة الدكتوراه في علم النفس التربوي عام 1933 و قد توصل في
رسالته للدكتوراه إلى اكتشاف علمي سيكولوجي نشرته له جامعة ادبنرة عام 1934 و
أطلق على هذا الكشف اسم عامل إدراك المكان ويعرف باسم القوصي في جميع أنحاء
العالم من ذلك التاريخ...و كان لهذا الكشف آثار وضحت في جهود علماء النفس
ببريطانيا مثل "طومسون" و الولايات المتحدة الأمريكية مثل
"ثرستون" حيث تابع
العلماء طريقه و بدؤوا من حيث انتهى.
و في ضوء
هذا الاكتشاف قامت الهيئة القومية البريطانية بتصميم الاختبارات النفسية لتصور
العلاقات المكانية كما قام عالم النفس البريطاني "قيرنون" بتصميم عدد
من الاختبارات على أساس اكتشاف القوصي استخدمت هذه الاختبارات في عملية الاختبار
و التوجه المهني للمهندسين و الفنيين بالقوات المسلحة البريطانية خلال الحرب
العالمية الثانية و قد توصل القوصي إلى نظرية حول تكوين بناء القدرات العقلية
على أساس ثلاثة أبعاد هي:
المضمون
الأساسي و الوظيفة و الشكل و أطلق عليها اسم نظرية الأبعاد الثلاثة. و عرض
القوصي هذه النظرية و أطلق عليها هذا الاسم. و عرض القوصي هذه النظرية على مؤتمر
عالمي لأسلوب التحليل العاملي في باريس عام 1955. و حضر هذا المؤتمر مع القوصي
أعلام علم النفس في العالم مثل جيلفورد وثرستون، و شهد له الجميع بالتميز العلمي
و القدرة على التنظير.
و في ذلك الحين
تتلمذ على يديه عدد من علماء النفس البارزين في كل من إنجلترا و سويسرا و
السويد.
أما في
مصر فقد كان القوصي رائدا لمدرسة مصرية في علم النفس تابع تلاميذه العمل العلمي
في مجال دراسة القدرات العقلية و الدراسات النفسية التي تعتمد على الإحصاء
التجريبي نذكر من بينهم المرحومين الأستاذ الدكتور فؤاد البهي، السيد و الدكتور
أحمد زكي صالح، و الدكتور عزت سلامة، و الدكتور محمد عبد السلام.
و يهمنا
أن نذكر أن القوصي كانت له مكانة عالمية بارزة تمثل الاعتراف العالمي بأستاذيته
في كل من:
1.
دعوته
إلى عدد كبير من المؤتمرات العالمية لعرض اكتشافه أمام علماء النفس البارزين في
مجال اكتشاف القدرات الإنسانية.
2.
دعوته
لإلقاء بحوث عديدة في المؤتمرات الدولية المهتمة بشئون التخطيط للتربية و
التعليم للصغار و للكبار.
3.
دعوته
للإسهام في رسم سياسة التعليم في عدد كبير من البلاد الأوروبية و العربية.
4.
عضويته
في مجلس تحرير عدد كبير من المجلات الدولية المتخصصة في علم النفس.
5.
دعوته
للإشراف على رسائل الدكتوراه أو مناقشاتها في عدد كبير من البلاد الأوروبية و
العربية.
6.
الاستشهاد
باكتشافاته في بعض البحوث النفسية في أنحاء العالم.
7.
دعوته
لعضوية عدد كبير من الهيئات الدولية المهتمة بشئون التربية و الثقافة.
أما في مصر فكل
أساتذة علم النفس و التربية يدينون له بالكثير من الفضل و خاصة خلال فترة عمادته
لكلية التربية جامعة عين شمس و تأسيسه للعيادة النفسية بها.
و القوصي
أول من أدخل إلى اللغة العربية اصطلاح "الصحة النفسية" و ألف أول كتاب
لها، لا يزال يعتبر مرجعا أساسيا، "أسس الصحة النفسية" و الذي ترجم
إلى لغات العالم و الذي يعتمد على كل من التأصيل النظري و الخبرة الواقعية
العملية في العيادة النفسية.
و على المستوى الإنساني لعب القوصي دور
الأستاذ و الأب لكل من تلاميذه و
عاونهم في الكثير من المواقف.
رحم الله
أستاذنا العظيم
q
المسئولية الإجتماعية لدى طفل الروضة / أ.د. وفاء محمد كمال
المقدمة:
تعددت
الدراسات التي تناولت النمو الاجتماعي
للشخصية، و
تفرعت بحسب المجال الذي اهتمت به. فمنها من تنازل عملية
التطبيع الاجتماعي للشخصية و دور المؤسسات الاجتماعية في هذه العملية و منها من اهتم بنشوء الشخصية و نمو
الجزء الاجتماعي أثناء عمليات التفاعل الاجتماعي القائم على الفعالية الذاتية
النشطة التي توظف قدرات الشخصية و تنميها بهدف إشباع حاجات النفس الاجتماعية، و
تحقيق النمو للشخصية ككل .
بذلك
انقسمت الدراسات إلى قسمين، تلك التي تهتم بدراسة التنشئة الاجتماعية بعامة و
تلك التي تهتم بدراسة المسئولية الاجتماعية بخاصة.
و قد
عنيت دراسات التطبيع الاجتماعي، و التنشئة الاجتماعية بجميع مراحل نمو الشخصية
منذ المرحلة الجنينية و حتى مرحلة المسنين بينما عنيت دراسات المسئولية الاجتماعية بمراحل المراهقة و
الشباب و الرشد، و لم تحاول أي دراسة منها التعرف على عناصر المسئولية
الاجتماعية في مراحل ما قبل المدرسة، هل يرجع ذلك إلى غياب مفهوم
"المسئولية الاجتماعية" عند طفل الروضة؟ للإجابة على هذا السؤال يعرض
البحث الحالي لبعض الدراسات التي تناولت مفهوم التربية بمعناه الشمولي و المجتمع
الواسع بمختلف قطاعاته و جماعاته.
كذلك الدراسات التي
تناولت عملية نمو الشخصية بوصفه نتاجا للتعلم. فالطفل لا يتعلم حينما ينمو و يصل
لدرجة معينة من النضج، بل هو ينمو أثناء التفاعل الاجتماعي بفضل تعديل النشاط
التفاعلي الذي يتأثر بالبيئة و يؤثر فيها و من ثم نطاق خبراته.
q
قائمة سمات الشخصية الناقدة / أ.د. فاروق السيد عثمان
المقدمة:
إن دراسة
الشخصية من الموضوعات التي نالت اهتمام الباحثين في العقود الخمسة الأخيرة. و قد
أوضحت نتائج الأبحاث التي تناولت الشخصية أن أكبر تشتت بين الأفراد يكون في
الجانب الوجداني. و لهذا فإن الاهتمام بموضوع الشخصية يدعم دور علم النفس في
مساعدة الأفراد في اختيار المهنة و في التوافق الشخصي مع الآخرين.
و من
الملاحظ أيضا أن الأفراد يختلفون فيما بينهم في الجانب المعرفي الذي يمثل
التفكير أحد مكوناته. حيث أن نجاح الفرد له علاقة بنمط التفكير، الذي يتمثل في
التفكير الإبداعي و الاستقرائي و الاستنباطي و الناقد. و الاهتمام بالتفكير
الناقد هو محور تلك الدراسة. و التفكير الناقد يتمثل في قدرة الفرد من التحقق من
الافتراضات و البدائل و ذلك باستخدام أساليب من التجريب وصلا للحقائق. و يطلق
على التفكير الناقد الإبداعي. فنجد أن الفرد ذا التفكير الناقد و التفكير
الإبداعي يشتركان في بعض السمات مثل التبرم و الخيال و التنافر و الحكم و
القياس. كما يشترك الفرد ذو التفكير الناقد العلمي في تحديد الافتراضات و
التعامل مع البدائل و القدرة على الملاحظة المتعمقة.
و إذا كان التفكير
الناقد لا يناقض التفكير الإبداعي أو التفكير العلمي، و إن كان يبدو مكملا لها،
فإن محاولة التوصل إلى طريقة علمية لاكتشاف الأفراد ذوي الشخصية الناقدة يعتبر
من الاهتمامات التي يوليها علم النفس. في هذا الجانب المعرفي و الوجداني للفرد.
q
تغير درجة الانتماء إلى الوالدين، المدرسة،
الأقران / د. مرزوق عبد المجيد
المقدمة:
تشير
نتائج بعض الدراسات إلى تضاؤل نقاط الانتماء للوالدين مع ازدياد الانتماء
للأقران (الأنداد) و ذلك خلال مرحلتي الطفولة المتأخرة و المراهقة.
و يرى البعض أن هذين الاتجاهين غير
متعارضين بينما يرى "بيرندت" أن تأثير جماعات الأقران و الوالدين يمكن
أن يكونا متضادين.
و قد أشارت
بعض الدراسات إلى أنه بجانب انتقال التأثير من الوالدين إلى جماعات الأقران، فإن
هناك تضاؤل عام في التأثير من كلا الجانبين (الوالدين و الأقران) عندما يصبح
المراهق أكثر ثقة و استقلالية.و يشير البعض إلى وجود تغيرات في الموقف تجاه
المدرسة خلال نفس الفترة من عمر الفرد، حيث وجد أن بعض المراهقين تظهر لديهم
مشاعر قوية من الاغتراب تجاه المدرسة.
ويرى
"مسقروف" أن كبار المراهقين يعبرون بصورة أكثر وضوحا من صغار
المراهقين عن مستويات مرتفعة من عدم الرضا نحو العديد من الأمور بما في ذلك
الوالدين و المدرسة.
و قد
أشار بعض الباحثين إلى وجود بعض الاختلافات بين الجنسين في مستويات الانتماء. و
في هذا الصدد وجد "رتشموند" أن الطالبات كن أكثر إيجابية فيما يتصل
بالانتماء للمدرسة من الطلاب الذكور بينما كان الطلاب الذكور أكثر إيجابية لشأن
الانتماء للأسرة.
q
العلاقة بين الاتجاه نحو المخاطرة وسلوك
التدخين / د. عبد الحميد صفوت إبراهيم
المقدمة:
يعتبر التدخين من
السلوكيات الضارة بصحة الفرد، هذا فضلا عن المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية
المترتبة على هذا السلوك.
فقد
أوضحت الإحصاءات في الولايات المتحدة أن التدخين يسبب 30% من حالات الوفاة
بالسرطان، و 21% من حالات الوفاة بالذبحة الصدرية من الوفيات بسبب انسداد
الشريان الرئوي، و منذ عام 1986 أصبح سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان
بين النساء الأمريكيات و هو المؤدي إلى سرطان الثدي عند النساء. هذا مع اعتبار
أن فرصة إصابة المدخنين بسرطان الرئة تبلغ عشرة أضعاف غير المدخنين و ذلك لمن هم
فوق الأربعين، كذلك تبلغ فرصة إصابة المدخن بأمراض القلب ضعف فرصة إصابة غير
المدخن، هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان التي يسببها هذا السلوك الضار
مثل سرطان الشفة، و اللسان و الفم، و البلعوم، و الحنجرة حيث كانت نسبة إصابة
المدخنين بها خمسة أضعافها بالمقارنة بغير المدخنين كما أن للتدخين آثارا سلبية على تماسك المعلومات، و على عدم
احتفاظ الذاكرة بها بصورة صحيحة. كذلك له آثار على الصحة الجسيمة و العقلية
لجنين المرأة المدخنة.
q
الخوف المرضي وعلاقته بصعوبات التعلم والتخلف العقلي / د. محمد عبد المؤمن حسين
المقدمة:
من
الأهمية بمكان أن يعتني المعلم و الآباء بشخصية الطفل و ما يعتريها من اضطرابات
انفعالية تنعكس آثارها على قدرته على التحصيل بصفة خاصة، و على توافقه الشخصي و
الاجتماعي بصفة عامة. و إنه من المستحيل أن نحصي الآثار الخطيرة التي تنجم عن
وقوع الطفل في براثن إحدى أهم الاضطرابات الانفعالية و أكثرها انتشارا بين
الأطفال خاصة، ألا و هي المخاوف المرضية (أو الخواف).
مثل هذا الطفل يحتاج إلى
مساندة من الغير لإعادة التكيف أو التوافق، كما يحتاج الراشدون من حوله- سواء
الآباء المعلمين أو غيرهم- إلى خدمات الإرشاد النفسي لإعادة النظر في البناء
الاجتماعي و الجو الانفعالي الذي يحيط بالطفل.
كما تظهر أهمية التربية
الخاصة هنا بشكل واضح. حيث أنها تمثل الجمع بين المنهج و التدريس و الظروف
التعليمية الضرورية من أجل تلبية حاجات الفرد التربوية الخاصة بطريقة مناسبة و
فعالة، حيث أن التربية الخاصة تعمل على توفير وسائل خاصة من شأنها تمكين الطفل
من الاستفادة من المنهج من ناحية، و توفير الجو الانفعالي المناسب الذي تحدث فيه
التربية من ناحية أخرى. و الأطفال ذوي الصعوبات الخاصة في التعلم و كذلك الأطفال
المتخلفين عقليا بصفة خاصة يحتاجون إلى حب و إرشاد و تهذيب قائم على الفهم من
قبل الآباء و المعلمين بدلا من الغضب و العقاب البدني للطفل الذي يعتبر عقابا
مبهما بالنسبة للطفل، فيصبح من جراء ذلك غير متأكد من أي شيء، إلا أنه يعاقب
بصفة مستمرة على فشله المتكرر بالنسبة إلى غيره من الأطفال. و الخطورة تكمن في
إرغام الطفل- سواء المتخلف عقليا أو الذي يعاني من صعوبة خاصة في التعلم- على ما
يتجاوز حدود قدراته، أو التي تكون اتجاه يأس مشين عندما يفشل في الوصول إلى مستوى
عال جدا بالنسبة له، فمثل هذا العمل يخلق شعورا بالفشل، و يسبب للطفل الاضطرابات
الانفعالية و السلوكية، فضلا عن خلق توتر و خوف يعوق عملية التعلم و
التدريب.
q
التعاطي غير الطبي للكحوليات بين طلاب الصف
الثالث الثانوي الأدبي / د. مجدي عبد الكريم حبيب
المقدمة:
تعتبر
ظاهرة تعاطي الكحوليات بأنواعها من الظواهر الخطيرة التي تجتاح دول العالم في عصرنا الحالي و قد نالت
هذه الظاهرة اهتمام عدد كبير من الباحثين و الهيئات العالمية و الإقليمية، و
رصدت الأموال، و خصصت العقول لدراستها لمحاولة الوصول إلى حل يحد من انتشارها و
السيطرة عليها.
و مشكلة التعاطي غير الطبي للكحوليات ليست مشكلة
اجتماعية فحسب، بل هي مشكلة صحية و اقتصادية و أخلاقية. و أنه مما يثير القلق
ازدياد المتعاطين و انتشار ظاهرة التعاطي بين الفئات المختلفة ذكورا و إناثا-
أطفالا و كبارا من مستويات اجتماعية اقتصادية مختلفة، مثقفين و عمالا و قد حذرت
جميع الهيئات الصحية المحلية و العالمية من أخطاره و عواقبه.
و قد أبرزت نتائج الأبحاث
التي قام بها سويف(1982) من خلال استخدام المقاييس الموضوعية التي طبقت على
المتعاطين- أن السلوك المعرفي و النفسي الحركي يحدث له قدر من التدهور بسبب
التعاطي، و تتزايد موجة التدهور مع تزايد مستوى التعليم. و يحدث الكحول خللا
ملحوظ في التفكير و سوء الإدراك. و قد اتضح بشكل عام أن غير المتعاطين فضل أداء
على المقاييس التي تقيس هذه الخصائص(المعرفية، النفسية، الحركية). و لقد ثبت أن
تلاميذ الدراسات الأدبية متورطون أكثر بكثير من تلاميذ الشعبتين العلمية و
الرياضية بالمرحلة الثانوية في تعاطي المواد النفسية. أن أعدادا كبيرة من
الشابات تتعرض لثقافة التعاطي بأنواعه من خلال قنوات نفسية و اجتماعية محددة.
كما اتضح أن نسبة ممن جربوا الكحوليات كانت أكبر من الأعداد التي جريت المواد
النفسية الأخرى بما في ذلك تدخين
السجائر.
q
دينامية
العلاقة بين الاغتراب وتعاطي المواد
المخدرة لدى طلبة الجامعة إعداد إيمان عبد الله أحمد
المقدمة:
شهد
المجتمع المصري منذ أوائل الثمانينات و حتى الآن، العديد من السلوكيات المعتلة
على ساحته، و من أبلغ هذه السلوكيات وضوحا في التأثير على خريطة المجتمع، صور
اللجوء إلى المخدرات و الإدمان، و التطرف الديني، و العنف السياسي، هذا بالإضافة
ألي أنماط الجريمة التي لم يكن لها وجود بنفس القدر.
كما شهدت
نفس الفترة أشكالا من التمرد والاحتجاج المقنع في صور اللامبالاة، و الإهمال، و
التبلد، و عدم المشاركة الاجتماعية بكافة أنواعها.
و إذا
كان المجتمع يمر بمرحلة اجتماعية و اقتصادية ذات طبيعة خاصة، نستطيع أن نجمل و
نقول أنها مرحلة قد وضعت الثروة في أعلى سلم القيم، و اتخذت من الثراء مقياسا
للنجاح الاجتماعي، و أصبحت الوسائل المشروعة لتحقيق هذا الهدف محدودة، و في
أحيان كثيرة تكون الفرصة مغلقة. و المجتمع الذي يتسم بمثل هذه الخصائص تظهر فيه
العديد من مظاهر التكيف المضطربة نتيجة للإحباطات الناتجة عن غلق الفرصة، و عدم
إشباع الحاجات بطرق مشروعة.
و مع
تعرض المجتمع ككل لظروف إحباط نمطية، و إتاحته الفرصة لأساليب إشباع وهمية
للرغبات المحبطة، فإن الأمر يجعل من يلجئون إلى الأساليب المرضية في التوافق،
مظهرا من مظاهر فشل المجتمع، بقدر ما هو مظهر من مظاهر فشل هؤلاء الأفراد.
و من هنا فإن تعاطي
المخدرات يمكن النظر إليه باعتباره ظاهرة سياسية و تطورية في المقام الأول، و
ظاهرة نفسية يمكن أن تصاغ بأبجدية الصحة و المرض، و هي لغة دالة تعلن طبيعة
المرحلة التي يمر بها المجتمع ذاته، كما تعلن في نفس الوقت عن طبيعة ماهية
الاحتياجات غير المشبعة، و بعض طرق إشباعها الشاذة في تلك المرحلة. و الباحثة في
تناولها لهذه الظاهرة-تعاطي المخدرات-بالبحث، لا تكتفي بالتفسيرات الفردية، و
إنما تتجه خارج حدود الفرد باحثة
عن علة انتشار تعاطي المخدرات من خلال السياق الاجتماعي الثقافي الاقتصادي الذي
تحدث فيه، و باعتبار تعاطي المخدرات مرضا نفسيا اجتماعيا يعبر عن توازن قد اختل
في علاقة الفرد بذاته و بمجتمعه، مما يجعله يعيش على نحو مضطرب من الوجود، حيث
يحاول من خلال تعاطي المخدرات أن يجد انتماءات بديلة للانتماءات السوية، و هي
محاولة منه للتعامل مع اغترابه عن هذا الواقع الذي رفضه، و انفصل و اغترب عنه. |
|||