-
علــــــــــم النفــــــــــــــــــس الإيجابــــــــــــــــــي-
بشيـــــــر معمريـــــــة
إن أغلبية المتعلمين والعلماء من خارج تخصص علم النفس، يعتقدون أن علم
النفس يتعامل فقط مع أنماط السلوك الشاذ والمرضي، ومع المشكلات الانفعالية،
وكذلك مع العلاج النفسي. ولا نجانب الصواب إذا قلنا أن هناك من بين
المتخصصين في علم النفس كذلك، من لديهم وجهة نظر تتسم بالمحدودية الشديدة
حول المجال الذي يعمل فيه علم النفس. ولذا، فإن علماء النفس مطالبون بتحسين
التواصل بين بحوثهم ونظرياتهم وممارساتهم السيكولوجية من ناحية، والناس
الذين لديهم مفاهيم وتصورات محدودة أو محرفة أو خاطئة، أو غير دقيقة، حول
مجال اهتمامات علم النفس من ناحية أخرى. إن علماء النفس والمتخصصين فيه، لا
بد أن يظهروا للناس أنهم يستطيعون حل مشكلات الحياة الواقعية
Real-live
في كل جوانب السلوك البشري الواسع.
رجوع إلى الفهرس
-
الممارســــــــة النفسيـــــــة فــــي إطـــــــار عربــــــــي-
عبــدالستـــار إبراهيـــم
ملخص
عربي : يناقش المنحدث دور البيئة الاجتماعية والإطار الحضاري في قهم وتفسير
مشكلات الشخصية والاضطراب النفسي في الفرد بما في ذلك عوامل تيسير عمليات
العلاج. كما يناقش من واقع البحوث العلمية التي أجريت في العالم العربي
الحاجة لخدمات الإرشاد النفسي و خدمات الصحة النفسية فى بلدان العالم
العربى عموما والجماعات الفرعية الداخلية المستهدفة أكثر من غيرها
للإضطراب خاصة الطلاب والمراهقون والنساءوالأطفال. ولإبراز دور العلاج
المعرفي و علم النفس الإبجابي يعرض لنظريته في العلاج المتعدد المحاور
الذي يهدف في إلى معالجة جوانب الاضطراب وفق المحاور المعرفية، والإجتماعية،
والإنفعالية، والسلوكية. وتمشيا مع متطلبات واحتياجات البلدان العربية لهذه
الأساليب العلاجية ولنطويع فنياتها العلاجية يكشف المتحدث عن الأطرالنفسية
والإجتماعية المميزة للحضارات العربية التى من شأنها أن تيسر أو تعوق
عملية التفاعل العلاجى الإيجابى بالمريض النفسى، مثل: عمق الإتجاه الدينى،
تفوق النزعة ألإنتمائية للأسرة والجماعة على حساب النزعة الفردية، التوجه
بالسلطة الخارجية، وحساسية العلاقات الجنسية. ووفقا لهذه الأطر الحضارية
الأربعة يعرض اهم ما يمكن أن تضيفه لتيسير العملية العلاجية خاصة من حيث
تحديد المشكلات المحورية، واختيار الفنيات ، و الأهداف العلاجية.
رجوع إلى الفهرس
-
علمـاء النفـس مابيـن جحـــر الضـــب وعــــش طائـــر السمبــــر-
عمــــر هـــارون الخليفــة
بمناسبة
تدشين كتاب بروفسير مالك بدري "أزمة علماء النفس المسلمين" بواسطة شبكة
العلوم النفسية العربية لعام
2010
والمنشور أولا بالانجليزية
(The
dilemma of Muslim psychologists)
عام
1979
والذي تمت ترجمته للعربية بواسطة منى أبوقرجة بعنوان "مشكل أخصائي النفس
المسلمين" عام
1989،
وتم إعادة نشره بواسطة مجموعة طائر السمبر باسم "أزمة علماء النفس
المسلمين" عام
2009
بوسعي القول بأن مساهمة بدري
(1979، 1989، 2009، 2010)
العملاقة التي تركت تأثيرا كبيرا ولعدة أجيال من علماء النفس في السبعينيات
والثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من الألفية هي أطروحته المتعلقة
بدخول علماء النفس المسلمين في جحر الضب. وأول ماعرضت هذه الأطروحة في
الاجتماع السنوى الرابع لرابطة علماء الاجتماع المسلمين بأمريكا عام
1975
قبل 4 سنوات من نشرها في كتاب في لندن عام
1979.
رجوع إلى الفهرس
-
المجتمـــــع المدنــي العربـي
ورهنــات التنميــــة المستدامــــــة-الغالــــــي
أحرشـــــــاو
تمهيد
الراجح أن بناء المواطن المدني المتحضر، المتشبث بالثوابت الوطنية والقيم
الحضارية المنفتحة، المعتز بهويته وانتمائه، المدرك لحقوقه وواجباته، أضحى
يمثل أحد الرهانات التنموية المطروحة بقوة وإلحاح على معظم المجتمعات
المعاصرة. فبعد أن كان تحقيق هذا الرهان متوقفا بالأساس على مؤسسات الأسرة
والمدرسة والإعلام والقطاعات الحكومية الوصية، أصبح اليوم يعتمد على جمعيات
المجتمع المدني، بحيث صار دور هذه الأخيرة حاسما وأساسيا في تنمية السلوك
المدني وترسيخ أساليب ممارسته كثقافة يومية تحكمها قيم الديمقراطية
الحقيقية والمواطنة الفعلية.
إذن إذا كان دور المجتمع المدني في تحقيق بعض مظاهر التنمية المستدامة،
أضحى من الأمور البديهية لدى أغلب المجتمعات المتقدمة ذات التقاليد
الديمقراطية العريقة والإمكانيات المادية الهائلة، فالأكيد أن هذا الدور
يمثل بالنسبة لنا نحن العرب مطلبا استعجاليا وضروريا وذلك لاعتبارات عديدة
أهمها:
* تجذّر ثقافة العمل الجماعي التطوعي القائم على التكافل والتضامن والتشارك
في تاريخنا العربي المشترك. فرغم اتجاهه نحو الاندثار في المدن العربية،
إلا أن هذا الإرث الثقافي ما يزال يحظى بالممارسة المنتظمة في الأرياف
والقرى وفي بعض المناسبات والمواسم (الحرث والحصاد، الأفراح والأعراس،
الحج...)، ( المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، 2007)، وفي ملتقيات شيوخ
وأعيان القبائل والعشائر، وفي دروس وخطب فقهاء الدين وأئمة المساجد ثم في
ممارسات وخدمات نقابات الأشراف والطرق الصوفية ومساهمات التنظيمات المهنية
والحرفية والتجارية.
* التحديات العالمية الكبرى التي أصبحت تفرض نفسها على الساحة العربية،
وفي مقدمتها ثقافة العولمة بمتغيراتها وتداعياتها السلبية والإيجابية،
برهاناتها وإكراهاتها الحاضرة والمستقبلية، ومجتمع الإعلام والمعرفة
بمقوماته التكنلوجية ومستلزماته التنموية، ثم ثقافة التطرف والإرهاب
بمعتقداتها الأصولية وسلوكياتها التدميرية.
* احتضان المنتظم الدولي، من خلال عدد من الوثائق والتقارير التي أصدرها
منذ 1972 إلى الآن، للمجتمع المدني ودوره في خدمة التنمية المستدامة،
وبالتالي مطالبة كافة دوله الأعضاء بدعم هذا الدور وتفعيلة على أرض الواقع
من خلال إشراك الجمعيات المدنية في تصميم الأنشطة والبرامج وتنفيذها ونشر
نتائجها وخاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بتحسين جودة الحياة وحماية البيئة
وتعزيز حقوق الإنسان وبناء مجتمع العدل والمساواة والرفاه الاجتماعي. ونقصد
بالخصوص الوثائق والتقارير التالية:
- بروز حركة التربية البيئية بعد مؤتمر ستكهولم حول البيئة (1972).
- وثيقة الأهداف الإنمائية للألفية (MDGs)
الصادرة عام 2000 والتي تراهن على تحقيق ثمانية أهداف للتنمية في حدود سنة
2015.
- عشرية الأمم المتحدة للتربية على حقوق الإنسان (1995- 2004).
- التقرير العربي حول التنمية المستدامة، القاهرة (2001).
- عشرية الأمم المتحدة للنهوض بثقافة السلم والاعنف تجاه أطفال العالم
(2001- 2010).
- إعلان عقد محو الأمية في حدود 2012.
- عقد التعليم من أجل التربية المستدامة (2005- 2014).
* التحديات الداخلية التي تكشف عن مظاهرإخفاق وفشل السياسات العربية في
مجال تكوين العنصر البشري وتنمية قدراته ومهاراته على السلوك المدني تجاه
نفسه وتجاه الآخر والطبيعة والبيئة.
وهي مظاهر تعبرعنها وقائع كثيرة أهمها:
- استفحال الأمية والجهل؛
إذ ما يزال 70 مليون من الساكنة العربية ممن تتجاوز أعمارهم 10 سنوات
يعانون من الأمية الهجائية التي تمثل فيها أمية النساء نسبة الثلثين.
- اتساع رقعة الفقر
الذي يقدر حاليا بأكثر من 100 مليون نسمة، بحيث أن أغلب الشرائح العربية
التي تعاني من هذا المشكل تفضل عدم الانخراط في مؤسسات المجتمع المدني لأن
كل ما يهمها هو البحث عن لقمة العيش وبعيدا عن أي تفكير في الاستفادة من
أنشطة وبرامج هذه المؤسسات.
- تزايد معدل البطالة،
بحيث يوجد حاليا في وضعية البطالة المزمنة أكثر من 4 ملايين مجاز وأكثر من
200 ألف من حملة الماستر والدكتوراه.
- محدودية نسبة الالتحاق بالتعليم الأولي
وفشل 20% من تلاميذ الابتدائي، مع تواجد أكثر من 10 ملايين طفل في السن
القانوني للتمدرس خارج المدرسة.
- تواضع ومحدودية هامش الحريات والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية
والحكامة الرشيدة.
تبعا لهذه الاعتبارات التي قصدنا من استحضارها التدليل على الطابع
الاستعجالي والضروري لإشراك جمعيات المجتمع المدني العربي في تحقيق بعض
رهانات التنمية المستدامة، سنوزع مضامين هذه المقالة، التي اخترنا لها
عنوان " المجتمع المدني العربي ورهانات التنمية المستدامة"، على ثلاثة
محاور أساسية نفترض فيها إمكانية التشخيص الدقيق لواقع هذا المجتمع في
علاقته بالتنمية المستدامة، وبالتالي الإجابة على الأسئلة المركزية التالية:
ما هي مقومات المجتمع المدني العربي وإنجازاته في مجال التنمية المستدامة؟
وما هي أبرز المعوقات والتحديات التي تواجه برامجه ومشاريعه؟ ثم إلى أي حد
يمكن صياغة حلول وبدائل لتجديد آفاقه وتطوير توجهاته المستقبلية؟.
إلا أنه وقبل الخوض في استحضار تفاصيل كل محور من هذه المحاور الثلاثة،
يستحسن بنا التعريف أولا بمفهومي المجتمع المدني والتنمية المستدامة:
فبخصوص مفهوم المجتمع المدني،
يمكن الإقرار بأنه ورغم تعدد وتنوع مدلولاته فهو يتحدد حسب ما نص عليه
الكتاب الأبيض للحكامة في الاتحاد الأوروبي في مجموعة التنظيمات غير
الحكومية، النقابية والعمالية والمهنية والخيرية والثقافية والحقوقية التي
تدافع، وباستقلال عن سلطة الدولة، على مصالح الناس وصون حقوقهم ونشر ثقافة
التسامح والاختلاف والتنمية المستدامة من خلال تأهيل الفرد وتحديث المجتمع
والحفاظ على سلامة البيئة ( Livre blanc، 2003).
أما فيما يتعلق بمفهوم التنمية المستدامة
الذي ظهر خلال الثمانينيات من القرن العشرين استجابة لضرورة الوعي بمراعاة
التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي وبين الحفاظ على البيئة والموارد
الطبيعية، فيقصد به التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون افخلال أو المساس
بقدرة الأجيال المقبلة على تحقيق رغباتها وتلبية حاجاتها ( Notre avenir à
tous، 1987).
رجوع إلى الفهرس
-
الأسطــورة الذاتيـــة: بيــن سعـى كويلهــو، وكــــدْح محفــــــوظ-
يحيــــــــى الرخــــــاوى
ذات يوم (أو ذات ليلة) تطرق الحديث معه إلى مسألة الاقتباس، حين تتكرر نفس
"التيمة" من أكثر من مبدع، حتى يختلط الأمر على العامة، وأحيانا على بعض
النقاد، أن ثم اقتباسا، أو أكثر من ذلك، قد قام به مبدع سطوا على إبداع
سابق. لست متأكدا إن كان هذا الحديث قد جرى ونحن نناقش مئذنة جلال (صاحب
الجلالة) فى ملحمة الحرافيش، أم كان يدور مشاكل أخرى، أو شبهات أخرى، قال
لى شيخى بهدوء ما معناه: إن هذه قضية زائفة غالبا، حيث أنه يمكن أن يوجز كل
الإبداع فى حكاية واحدة فى بضع كلمات، وحين يتناولها المبدع، فإنه يخلّقها
من جديد بتشكيل آخر، وإيقاع آخر، ونبض آخر، وحين بدا له أننى لم أفهم بدرجة
كافية، أردف ما معناه: ماذا فى الدنيا يمكن أن يحدث، لم يحدث قبلا!! واحد
أحب واحدة، فخانته أو لم تخنه، أو خانها هو، فصبرت، أو انتقمت، أو هجرت
وتربصت، أو كادت تفعل أيا من ذلك، فتراجع أو هاجر هو،..وخلاص، هات بعد ذلك
عشرين أو ما شئت من مبدعين، وانظر كيف سيتناولون هذه الحكاية نفسها، كل
بطريقته، وسوف تجد أنه لم يشبه أحدهم الآخر لو كانوا مبدعين بحق، (هذا ما
وصلنى مما قال، وليس بحروفه).
لا أذكر ماذا كان موقفى تحديدا، يبدو أننى لم أوافق بسهولة، إلا أننى
تذكرت كيف أن مرضاى، مهما اتفق التشخيص، وتوحدت الأسباب، وتماثلت الأعراض،
يستحيل أن يشبه أى منهم أى آخر من كل ملايين المرضى المتماثلين فى التشخيص،
قلت فى نفسى: كيف غاب عنى هذا والمريض مبدع فاشل أجهض إبداعه بانسحابه
وهزيمته، فكيف أتصور أن المبدع الناجح هو أقل قدرة على أن يخلق من التماثل
ما هو أصيل جدا، بإبداعه المتفرد جدا؟
هكذا تعلمت من شيخى بعد أن دهشت، وبعد أن تذكرت، وبعد أن انتبهت، ففهمت ما
سمح لى إدراكى أن أفهمه
رجوع إلى الفهرس
-
قيــــــــــــــــــــــــاس التديـــــــــــــــــــــــــــن-
صالح بـن إبراهيـم الصنيـع
مقدمة:
التدين حاجة فطرية لدى البشر منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى قيام
الساعة. ويتفاوت البشر في مدى الالتزام بالدين حسب قربهم أو بعدهم عن
فطرتهم التي فطر الله الناس عليها ، وحسب البيئة التي نشئوا فيها في الصغر.
لأن الله سبحانه وتعالى ومن واسع فضله ورحمته فطر الناس جميعاً على الإيمان
به والتوجه إليه كما هو شأن باقي المخلوقات الأخرى ، قال الله تعالى ((
فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))( الروم : 30) .وقال الله
تعالى (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين )) (
الأعراف : 172 ) .ومن هنا نقول أن الإنسان الملتزم بتعاليم الدين هو فرد
متوافق مع فطرته وسار على ما جبل عليه، وأما الآخر الذي ترك تعاليم الدين
فهو مخالف لما جبل عليه زائغ عن الطريق الذي كان عليه السير فيه، ولكن لديه
الاستعداد للعودة إلى الطريق الصحيح إذا أراد الله له ذلك وتهيأت له
الأسباب التي تعينه على العودة إلى الصواب.
والعلوم الاجتماعية ـ بما فيها علم النفس ـ في وقتنا الحاضر غاب ـ أو غيّب
ـ عنها الدين، من خلال تطورها في المجتمعات الغربية التي استبعدت الدين عن
كافة مجالات الحياة وجعلته علاقة شخصية بين الفرد وربه، وذلك نتيجة الصراع
التاريخي بين العلماء و الكنيسة الغربية. و لكون ما لدى المسلمين في اليوم
مجال العلوم الاجتماعية منقول من تلك المجتمعات الغربية نتيجة الاستعمار،
وكون رواد تلك العلوم من المسلمين درسوا في الغرب، ثم انشئوا أقسام العلوم
الاجتماعية في جامعات العالم الإسلامي ووضعوا فيها ما درسوه في الجامعات
الغربية. ومن هنا يجد الناظر في محتوى المقررات الجامعية في أقسام العلوم
الاجتماعية ـ ومنها علم لنفس ـ نفس الموضوعات التي يدرسها الطالب في
المجتمع الغربي ،في الغالب الأعم ، هي ما يدرس للطالب المسلم والاختلاف هو
لغة التدريس .
وهذا الوضع يضع المتخصصين في العلوم الاجتماعية من المسلمين أمام مسئولية
عظيمة للقيام بواجب التأصيل الإسلامي لتخصصاتهم، بحيث يقدموا لطلاب
المسلمين محتوىً علمياً مفيداً مبنياً على الأصول الإسلامية، ومستفيداً مما
لدى غير المسلمين مما لا يتعارض مع تلك الأصول.
رجوع إلى الفهرس
-
نشـــأة الهــــلاوس والأوهـــــام فــي الاضطرابـــات الذهانيـــــة-
فهمـي حسان فاضــل سعيــد
الملخص:
تمثل الهلاوس والأوهام أعراضاً رئيسية في العديد من الاضطرابات الذهانية،
وقد حاول كثير من الباحثين تفسير آلية نشأة هذه الأعراض، وقدموا عدد من
النظريات العلمية التي اتفقت بشكل عام على أن الأوهام والهلاوس تعد أعراض
مرضية مستقلة عن بعضها البعض إلى حد كبير، بحيث تعزى الهلاوس إلى اضطرابات
الإدراك الحسي، بينما تعزى الأوهام إلى اضطرابات التفكير.
وقد وجد الباحث من خلال هذه المراجعة أن بعض تلك النظريات لم تكن مقنعة إلى
حدٍ كبير، ولذلك افترض وجود تشابه بين آلية نشأة الهلاوس والأوهام لدى
المرضى، مفترضا أن السبب في نشأة الهلاوس والأوهام يرجع إلى اضطرابات
التفكير، وان التباين الملاحظ بينها يرجع إلى التباين
بين
المجالات التي تعبر عنها الأعراض الفرعية في كل منها كالهلاوس السمعية التي
تبرز خصائص حاسة السمع، أو أوهام الاضطهاد التي تظهر محتوى التفكير المتعلق
بمشاعر الخوف والإحساس بالضعف والعجز والشك بنوايا الآخرين والشعور
والاضطهاد، وهكذا بالنسبة للأنماط الأخرى من الهلاوس والأوهام. وعليه يمكن
الاستنتاج بان كل من الهلاوس والأوهام ما هما إلا تفسيرات خاطئة لبعض
المظاهر المعرفية الناتجة عن اختلال عملية التفكير. وتبنى هذه الأعراض على
بعض التصورات العقلية كالمدركات الحسية والأفكار التي يعيها المريض وحده.
وبناء على ذلك تعد الهلاوس والأوهام أعراض
فرعية
تعزى إلى اضطرابات التفكير حيث تظهر الهلاوس بسبب اعتقاد المريض بتلقيه
مثيرات حسية حقيقة رغم عدم وجود تلك المثيرات في الواقع، بينما تنشأ
الأوهام بسبب اعتقاد المريض بصحة أفكار أو أحداث أو وقائع معينة هي في
الأساس غير صحيحة. وفي كلتا الحالتين لا يستطيع الآخرون التأكد من صحة
الاعتقادات وتجريبها كما يفعل المريض، وهذا ما يجعل منها مجرد اعتقادات
خاطئة.
رجوع إلى الفهرس
-
تشخيــــص و عـــــلاج اضطـــــــراب العلاقـــــــة الزوجيــــــة-كلتــــــوم
بلميهــــــوب
ترى نظرية التحليل النفسي ان اضطراب العلاقة الزوجية سببه الحب غير
الناضج,والذي لا يتم اختياره بطريقة شعورية أو عشوائية من طرف الأفراد,
ولكن هؤلاء الأفراد لم تتم مساعدتهم على النمو, فهم ملتصقون بهوامات
الطفولة, ومتأثرون بالأصوات العقابية الداخلية, ومضطرون إلى استخدام دفاعات
غير متكيفة للأسف. فمصير الزواج محدد قبل حدوثه بوقت طويل. ولهذا من المهم
للأزواج فهم تاريخ حياتهم. وكيف يؤثر ذلك بشكل كبير على حبهم غير الناضج
للطرف الآخر..
رجوع إلى الفهرس
-
صورة العالم دراسة تجريبيـة مقارنـة لـدى عيـات عراقيـة -اوكرانيـة-سفتلانا
نوكلايفنـه، عبد الباري الحمداني
في البداية لابد ان اتقدم با لشكر والعرفان للبروفسورة سمنينكا سفيتلانا
نوكلايفنه- التي اهدت الي هذا الكتاب والذي صدر قبل اربعة سنوات،ولازالت
الاوساط العلمية هنا في اوكرانيا مهتمة به باعتباره الاول من نوعه في بناء
تصاميم تجريبية،تعتمد المزج بين التذوق الجمالي والاسقاطات النفسيةولكون
انالمقاييس المعتمدة فيها مقيدة بمفاتيح للتصحيح تقلل من تدخلات واهواء
الشخص القائم بالقياس النفسي،ويقع في خمسة فصول الثلاثة الاولى منها نظرية
تهتم بالاحساس والادراك وتشكل الصور وبناء صورة العالم والاخيران يهتمان
بالابداع وطرق قياسه، وقد ترجمت منه مايتصل بموضوع اطروحتي (صورة العالم
–دراسة تجريبية مقارنة لدى عينات عراقية -اوكرانية) وهو بالنسبة للمكتبة
النفسية العراقية والعربية مهم لان اتجاه التجريب في علم النفس لم يصلنا
منه الكثير.
رجوع إلى الفهرس
-
بنيـات علـــم النفـس في التعليــم العالــــي فـــي الســـــودان-عمـر
الخليفـة، إنعـام أحمــد
اهتم بعض مؤرخي علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإسرائيل
بدراسة بنيات علم النفس والتي عرضت في كثير من الكتب والدراسات منها، على
سبيل المثال لا الحصر، تاريخ علم النفس التجريبي
(Boring,
1957)،
علم النفس الأمريكي والأوروبي
(Berlyne,
1968)،
علم النفس الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية
(Gilgen,
1982)،
علم النفس في أمريكا
(Hilgard,
1987)،
اتجاهات نمو ووضع علم النفس
(Rosenzweig,
1982)،
الأصول المتنوعة وتطور علم النفس في أمريكا
(Rozenzweig,
1994).
فمثلا في الولايات المتحدة الأمريكية
منذ عام 1980تمنح
حوالي 3000
شهادة دكتوراة في علم النفس سنويا، وهي أكثر من أعداد الدكتوراة التي تمنح
في بقية دول العالم مجتمعة. وللولايات المتحدة أكبر عملية تطور في علوم
النفس لم تتأثر بالاضطرابات مقارنة مع الدول الأخرى. ففي الولايات المتحدة،
هناك حوالي 580 عالم نفس و
140 باحث في علم النفس لكل مليون نسمة.
وفي الدول الصناعية الأخرى غير الولايات المتحدة، هناك 347 عالم نفس و
82 باحث في علم النفس لكل مليون
نسمة، أما في الدول النامية فهناك
84
عالم نفس و6, 3
من باحثي علم النفس لكل مليون نسمة . وللدول الصناعية حوالي أربعة أضعاف
علماء النفس مقارنة بالدول النامية. وبالنسبة لأعداد باحثي علم النفس فهم
يشكلون عشرين ضعفا من الباحثين في هذا المجال بالدول النامية. والعلاقة بين
القوة الاقتصادية والصناعية للدولة وتطور علم النفس علاقة قوية على المستوى
العالمي (روزونزويج ،
1994).
مقارنة بأمريكا، والدول الصناعية والدول النامية، ربما يكون التساؤل ماهو
عدد علماء النفس في السودان مقابل كل مليون نسمة وما هو عدد الباحثين مقابل
كل مليون نسمة؟
رجوع إلى الفهرس |