إفتتاحيــة العـدد: نحو سد الفجوة الكبيرة حول الدراسات النفسانية العربية
المتعلقة بالطاغية و الطغيان
-
هنادي الشوا
رغم ان ظاهرة الاستبداد طبعت الأنظمة في البلاد العربإسلامية على فترات
متفاوتة من تاريخها، الا ان الدراسات العلمية التي اهتمت بهذه الظاهرة تُعد
نادرة، ورغم ان عبد الرحمان الكواكبي كان أحد ابرز العلماء الذين تصدوا
لدراسة الاستبداد ومقاومته، الا اننا افتقدنا مساهمة علماء النفس العرب في
تفكيك الظاهرة وتحليلها من منظار السيكولوجية.
ياتي هذا العدد الذي إهتم بدراسة سيكولوجية الطغيان في العالم العربي
ليسد بعضا من الفجوة الكبيرة حول الدراسات النفسانية العربية في موضوع
الطاغية و الطغيان، وذلك من خلال تسليطه مجهر الاختصاص على خصائصه ومميزاته
في الوطن العربي مساهمة في تفكيك بنية الإستبداد و مقاومته.
رجوع إلى الفهرس
في
سيكولوجية
الجماعة
وبناها
الاجتماعية
كجزء
من
صناعة
الطغاة-
خولة
حسن
الحديد
عام
1984م،
طرح
مالك
بني
نبي
مفهوم
"القابلية
للاستعمار"
في
كتابه"
شروط
النهضة"،
وفي
شرحه
للمصطلح
هذا
يوضح
أنه
عبارة
عن
رضوخ
داخلي
عميق
للاستعمار،
هذا
الرضوخ
ناتج
عن
إقناع
الاستعمار
للأفراد
المستًعمرين
بتفوقه
عليهم،
وعدم
قدرتهم
على
إدارة
شؤون
حياتهم
بدونه،
وذلك
عبر
آليات
معينة
يتبعها
المحتل،
فالمحتل
الذي
يحتل
أرضاً
ما
ويسيطر
على
مقدراتها
وسكانها،
يتدخل
من
أجل
خلق
نموذجاً
من
الحياة
والفكر،
والحركة
أسماه
مالك
بن
نبي
ب"
المعامل
الاستعماري"،
والذي
من
خلاله
تتم
السيطرة
المعنوية
والمادية
على
السكان،
فيصبح
الفرد
وحتى
الجماعة
المنتمي
إليها،
يقبلون
بالحدود
التي
يرسمها
له
الاستعمار
ويفكرون
داخلها،
ولا
يخرجون
عليها،
ويرسمون
شخصيتهم
طبقا
لحدودها،
بل
ويدافعون
عنها
حتى
لا
تزول
تلك
الحدود
التي
أقنعهم
بها
المستعمر،
وحينها
نكون
هنا
أمام
فرد
أو
جماعة
يعاني/
تعاني
من
"القابلية
للاستعمار".
(
بن
نبي،
1986،
ص
ص
145-155
بتصرف).
رجوع إلى الفهرس
الكراسي والطغيان!! -
صادق السامرائي
الطغيان:
مصدر طغى , ومعناه تجاوز الحد في الظلم , الجور والإضطهاد.
طغى: أسرف
في المعاصي والظلم.
الطاغية:
شديد الظلم , متكبر عاتٍ , جبار , عنيد , يأكل حقوق الناس ويقهرهم.
فالطغيان
يدل على المبالغة في القهر والتدمير الذاتي والموضوعي , ولهذا يكون
مصير الطاغية متناسبا مع ما إقترفه من الطغيان , لأن الموازين السلوكية
والمعادلات الدورانية تقضي بأن الظالم لا بد أن يبوء بظلمه وينال جزاء
ما إقترفه من جور وإضطهاد للآخرين.
"والظلم من
شيم النفوس فإن تجد...ذاعفةٍ فلعلةٍ لا يظلم"
رجوع إلى الفهرس
الآثار
النفسية
للحروب
وانعكاسها
على
المجتمع-
الحالة
السورية
نموذجاً-
دلال
محمد
رضوان
غالبا
ما يشغلنا في حديثنا عن الحروب أعداد الضحايا، ويقصد عادة بهم القتلى
والجرحى أي أننا نتحدث فقط عن الإصابات الجسدية وننسى الجزء الأهم
والأصعب وهم الضحايا النفسيون والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان من هم
هؤلاء الضحايا وكيف يمكن أن نتعرف عليهم وهل من طريقة لمساعدتهم ؟؟؟
رجوع إلى الفهرس
شخصية الحاكم الفاسد..سوية أم مريضة نفسيا؟
قاسم حسين صالح
تحديد مفاهيم
يتفق علماء النفس على ان اهم ثلاثة مكونات للشخصية
هي:الأفكار(مكون عقلي)،الأنفعالات(مكون نفسي)،التعلمات والخبرات
المكتسبة (مكون اجتماعي)..ويؤكدون بأنه لا يمكن فهم الشخص بشكل كامل
دون فهم الأحداث التي حصلت في مجتمعه وطبيعة الثقافة او الحضارة((Cultureالتي
عاش فيها.
ونقصد بالسياسي الفاسد هنا،الحكّام الذين تولوا السلطة
في العراق بعد عام
2003،وقادة
الاحزاب والكتل التي لها دور فاعل في العملية السياسية،والأشخاص الذين
يتولون مراكز ادارية في مؤسسات الدولة المتهمين بالفساد من قبل هيأة
النزاهة والذين تدور حولهم شبهات فساد.
ويعرّف الفساد السياسي بأنه إساءة استخدام السلطة
العامة من قبل النخب الحاكمة لأهداف غير مشروعة كالرشوة، الابتزاز،
المحسوبية، والاختلاس، فيما نعني بالفساد هنا..حصول الفرد على مال
بطرائق غير مشروعة يحاسب عليها القانون.
اما المرض النفسي فلا نعني به هنا الخبل او الجنون،بل
فكرة غير عقلانية وعقدة نفسية او اكثر تتحكم في شخصية الفرد،وتجبره على
تحديد اهدافه،وتفرض عليه طريقة تفكيرمحددة في تحقيقها.
رجوع إلى الفهرس
متلازمة ستوكهولم العربية... -
هنادي الشوا
ليس خافيا
كيفية استلاء الطغاة على الحكم في البلاد العربية، مرة بانتخابات
مزوّرة، واخرى عن طريق انقلابات عسكرية أو بالتوريث. ورغم صمت
الغالبيّة من الشعوب في بداية عهد الطغاة، إلا أن ذلك لم يمنع مجموعات
تقل أو تكثر من معارضتها،
تختفى
حيانا هذه المعارضة عند اعتقال معارضين أو تصفية البعض منهم أو كمِّ
أفواههم. لبطش انظمة الاستبداد وقدرتها على استقطاب تأييد فئةٍ لا
يُستهان بها من الشعب. لما يظهره الحكام
في بداية عهودهم
من انفتاح ً مزعوم
وتقرب من الجماهير، فتراهم يتجوّلون بين الناس في الأسواق لتغيير صورة
نمطية ترسخت عن طغاة سابقين، تقوم على سحق الشعب لضمان ولائه.
نعرض فيما يلي لأبرز
أشكال تأييد الطغيان في البلاد العربية ومبرراتها، وما إذا كانت تندرج
ضمن فئة متلازمة ستوكهولم في
مظهرها العربي (
متلازمــــــــــــة التعيّــــــــــــن بالطاغيــــــــــــة ).
رجوع إلى الفهرس
الثالوث المظلم
في
شخصية
الحاكم العربي-
علي عبد الرحيم صالح
يتبادر لذهن الكثير من المواطنين العرب أسئلة محيرة عن واقعهم السياسي،
ومستقبلهم المملوء بالمشكلات وعقدة الشعور بعدم الاستقرار، ومن ضمن
الأسئلة التي يطرحونها لماذا لا يكون لدينا قادة ينزعون نحو تحقيق
السلام والرخاء لبلدانهم؟ لماذا تميل الأنظمة العربية نحو استعمال
العنف والقهر بدلا من سياسة الحوار والتعاون؟ لماذا لا يبالي الحكام
بمعاناة شعوبهم ولا يتعاطفون معهم؟ .
إن إحدى الإجابات على هذه الأسئلة يكمن حتما في شخصية السياسي أو صاحب
السلطة، إذ ليس من المنطق أن يمتلك هؤلاء شخصيات فذة وقوية ورحيمة في
الوقت الذي تتمتع شعوبهم بالأمان أو الرخاء أو الازدهار!!! لذلك يمكن
أن يعاني بعض السياسيين المحسوبين على السلطة من بعض العقد والسمات
المرضية التي تدفعهم نحو خلق الأزمات واجترار الصراعات أو عدم المبالاة
بما يعانيه الناس من أوجاع متكررة ومستمرة ، وبهذا الصدد تدفعنا شرعية
هذه التساؤلات بوصفنا باحثين نحو التحقق من البعض منها، والبحث عن
أجوبة يمكن أن تكشف لنا جزءا من حقيقة الصراع السياسي في الوطن العربي
أو رؤية نفسية نجد في ضوئها تفسيرات تساعدنا مستقبلا في تلافي الوقوع
مرة ثانية في انتخاب بعض الفئات الفاشلة في العمليات السياسية.
رجوع إلى الفهرس
قراءات في الملف
سلوك الإستبداد!!
-صادق
السامرائي
السلوك الإستبدادي ليس فرديا وحسب , بل قد يكون حزبيا وفئويا
ويعبّر عنه نظام حكم , لأنه نمط تفكير وآليات سلوك تتفاعل من أجل
الإحتكار والقهر والإمتهان والإستعباد , وإشاعة الظلم والفساد
والإمعان في نهب الثروات ومصادرة الحقوق وتقييد الناس بأصفاد
الحاجات.
وأي نظام سياسي مهما كان نوعه وإدعاءه , إذا تمثلت فيه هذه الصفات
والآليات فأنه نظام مستبد.
رجوع إلى الفهرس
الحيل الدفاعية التي يستخدمها الطاغية وأسبابها
-
علي إسماعيل عبد الرحمن
عانى العالم عامة والعالم العربي خاصة من الطغاة لقرون طويلة
ويتشابه أغلب الطغاة في ظروف نشأتهم,
فطفولة هتلر على سبيل المثال كانت مضطربة؛ حيث كان أبوه عنيفًا في
معاملته له ولأمه حتى أن هتلر نفسه صرح بأنه كان يتعرض عادة للضرب
في صباه من قبل أبيه.
واعتبر
أن تعثره التعليمي كان نابعًا من تمرده على أبيه الذي أراده أن
يحذو حذوه ويصبح موظفًا بالجمارك على الرغم من رغبة هتلر في أن
يكون رسامًا.
رجوع إلى الفهرس
لماذا
يحب الحاكم العربي كرسي السلطة؟
- قاسم حسين
صالح
يتحدد التحليل العلمي لهذه الظاهرة بأربعة عوامل هي:
•
تركيبة شخصية الحاكم
•
الدين الاسلامي
•
تاريخ السلطة من عام 61 هجرية
•
وجمهور الخنوع والخضوع والتملق للحاكم
رجوع إلى الفهرس
تدجين الشعوب العربية للقبول بالطاغية
- هنادي الشوا
خلال
سعيهم الدائم للحفاظ على حكمهم يشترك الطغاة في ظاهرة تدجين
الشعوب. لا شيء يعزز قبضتهم الحديدية أكثر من اذعان الشعوب
واستكانتها خوفا من الاضطهاد والاعتقالات والتعذيب. نظرة سريعة لما
آلت إليه ثورات الربيع العربي توحي تواجد مزاجا ً عاما ً متمثلا
في قابلية بعض الشعوب الانقياد للطغيان ورغبة في الخضوع
للاستبداد. فهل مثل هذه السلوكات
مرتبط بالسمات المُشكّلة للاشعور الجمعي للشخصية العربية، ام نتاج
اختيار " قبول الأمر الواقع " انطلاقاً من ان " ليس
بالإمكان أفضل مما كان " للانسحاب من مقاومة الطغيان جرّاء
تدجين وهرسلة أدى الى خلل في البنية الشخصية.
رجوع إلى الفهرس
الحالة الوجدانية للدكتاتور : محاولة لمقاربة سريرية
- أحمد عسيلي
ما هي الأحاسيس التي تنتاب الدكتاتور ؟ هل يتألم ؟ هل يصاب بحالة
اكتئابية ؟ هل يعاني من كوابيس ليلية، وقلة النوم ، نتيجة حالة قلق
عائدة لتأنيب الضمير ؟
لماذا لم نر بعض من علامات الحزن على وجه الأسد حين يسأل عن بعض ضحاياه
؟
ربما تكون المقابلات التلفزيونية والصحافية معدة بشكل جيد، وقد رسمت
بدقة صورة الدكتاتور في وسائل الإعلام، لكن كيف هي حياته العادية خارج
اطار الكاميرا ؟
رجوع إلى الفهرس
برانويا
الكراسي!!
-صادق
السامرائي
البرانويا هي الشك الشديد , وهي حالة مرضية تعصف بالعقول والنفوس
وتدمر الذات والموضوع , ويكون البشر مؤهلا للإصابة بها عندما يتمكن
من الجلوس على كرسي الحكم والتسلط على الآخرين من حوله , خصوصا في
المجتمعات التي تدين بالولاءات الفردية , والتي تمكن الأفراد منها
للتحكم بزمام أمور البلاد والعباد , من غير رادع أو رقيب أو مساءلة
قانونية ودستورية.
رجوع إلى الفهرس