جائحة كوفيد-19 والحجر المنزلي... التداعيات على الصحة واللياقة النفسانية
-
الغالي أحرشاو
كما سبق التأكيد عليه في افتتاحية مجلة المستجدات
النفسانية العربية "بصائر نفسانية" ( العدد 29، الجزء الثاني من العدد
الخاص ) ، فالأكيد أن فيروس كورونا المستجد الذي أصبح يشكل جائحة
كونية، لا يمثل أول ولا آخر وباء حل وسيحل بالعالم. فالحفر في تاريخ
ذاكرة الأوبئة كفيل بأن يخبرنا بظهور مثل هذه الجائحة وحضورها عبر
الحقب والأزمنة. لكن الجديد هذه المرة يكمن في كونها اكتسحت معظم قارات
وبلدان المعمور بسرعة مذهلة إلى حد تزعزع معه كبرياء العالم وقوته،
وتزلزلت معه أسواق الاقتصاد وأسعار المحروقات وبورصات المال والأعمال،
فضلا عن تعريتة لضحالة الإنسان ومحدودية علمه. وهكذا أضحت مشاعر الخوف
والقلق هي الملامح المهيمنة على جل مناحي الحياة، حيث صار الإنسان يشك
في كل شيء، بما في ذلك ذاته ودويه وأقرب المقربين إلى نفسه. فبصريح
العبارة إن هذا الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة، نجح في
عَوْلَمَةِ العالم من جديد ليحوله من قرية صغيرة إلى سجن كوني بفعل
إجراءات إغلاق الحدود والحجر الصحي التي قيّدت حرية الإنسان في التحرك
والتنقل والسفر داخل الوطن وخارجه.
رجوع إلى الفهرس
الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتفشي جائحة فيروس كورونا
المستجد-
عزيز بهلول الظفيري
ملخص الدراسة
يتناول هذا البحث إشكالية اختلاف استجابات الأفراد بعد
التعرض لصدمة تفشي جائحة فيروس كورونا (COVID-19) الذي انتشر في العالم
بقسوة وبشكل مفاجئ لتنتشر معه حالة من الذعر والقلق لدى الشعوب في
مشارق الأرض ومغاربها ، ومع أن الحادث الصدمي واحد من حيث النوع والشدة
والأثر ، إلا أن المشاهد أن الآثار النفسية والاجتماعية تختلف من فرد
إلى أخر ، من مجتمع إلى أخر ، ونظرا لندرة الدراسات العربية عن الأوبئة
بشكل عام ووباء فايروس كورنا المستجد بشكل خاص ، والحاجة الملحة
للدراسات العلمية لوضع استراتيجيات قائمة على الأدلة للحد من الآثار
النفسية والاجتماعية المصاحبة لهذا الوباء ، لذلك هدفت هذه الدراسة
التعرف على الأثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية خلال الأشهر
الثلاثة الأولى والمرتبطة بتفشي جائحة COVID-19 ، وقد تم اعداد
استبيان لقياس الآثار النفسية والاجتماعية وقد جمعت البيانات عبر
تقنيات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة من 31 يناير إلى
15 فبراير 2020، حيت تم توزيع الاستبانة على عينة عشوائية ، وجمعت
الدراسة الاستطلاعية معلومات عن البيانات الديمغرافية ، واستجابات
أفراد العينة عن الآثار النفسية والاجتماعية المرتبطة بتفشي هذه
الجائحة
تهدف هذه الدراسة إلى:
1.
التعرف على
واقع الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتفشي جائحة
فيروس كورونا على المجتمع الكويتي .
2.
التعرف إلى
الفروق الفردية في الآثار النفسية والاجتماعية لتفشي جائحة فيروس
كورونا وفقا للمتغيرات الديمغرافية الجنس، الجنسية ، الفئة العمرية ،
والحالة الاجتماعية، ، والمنطقة السكنية ، الحجر ( منزلي – مؤسسي ).
وقد
أظهرت الدراسة :
لقد احتلت الآثار الاقتصادية احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابي بلغ
(2.63) وانحراف معياري قدره (0.449) ، يلي ذلك الآثار النفسية في
المرتبة الثانية بمتوسط حسابي بلغ (2.41) وانحراف معياري قدره (0.288)،
وجاءت في المرتبة الثالثة والأخيرة الآثار الاجتماعية بمتوسط حسابي بلغ
(2.30) وانحراف معياري قدره (0.300).
أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α
≤ 0.05)
حول الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتفشي فيروس
كورونا المستجد من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس
(ذكر/ أنثى) ، وجاءت الفروق لصالح الذكور مقارنة بالإناث.
1-
توجد
فروق
ذات
دلالّة
إحصائية
عند
مستوى
الدلالة (α
≤ 0.05)،
بين متوسطات أراء أفراد عينة الدراسة حول الآثار النفسية والاجتماعية
والاقتصادية ككل المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد
تعزى لمتغير العمر،
لصالح الفئات الأكبر سنا ، وبأنه كلما ارتفع معدل العمر كلما كانت
الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية أكبر
2-
توجد
فروق
ذات
دلالّة
إحصائية
عند
مستوى
الدلالة (α
≤ 0.05)،
بين متوسطات أراء أفراد عينة الدراسة حول الآثار النفسية والاجتماعية
والاقتصادية ككل المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد
تعزى لمتغير مستوى التعليم
لصالح الفئات الأعلى تعليما ، فكلما ارتفع مستوى التعليم كما كانت
الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية أكبر .
3-
أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α
≤ 0.05)
حول الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية ككل المرتبطة بتفشي فيروس
كورونا المستجد من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنسية
(كويتي/ غير كويتي)،
( حظر منزلي – حضر مؤسسي )، ( مكان الإقامة
) ، ( الحالة الاجتماعية ) .
رجوع إلى الفهرس
علاقة جائحة كورونا باضطراب ما بعد الصدمة في ضوء بعض المتغيرات
الديموغرافية -
عزيزة محمود علي
ملخص
هدفت الدراسة الي معرفة العلاقة المحتملة بين الآثار
النفسية لجائحة كورونا واضطراب ما بعد الصدمة (الضغوط التالية للصدمة )
وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموجرافية مثل الفئة العمرية ، الجنس،
المؤهل ، بلد الإقامة . وبلغت عينة الدراسة 206 فرداً تم اختيارهم
عشوائياً ، واستخدمت مقياس الضغوط التالية للصدمة (دافيسون ) ، وجاءت
نتائج الدراسة كالتالي : توجد علاقة وفروق دالة إحصائية بين الفئة
العمرية وبين اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن جائحة كورونا،
لا
توجد علاقة بين الجنس و اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن جائحة كورونا،
لا
توجد علاقة بين بلد الإقامة و اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن جائحة
كورونا،
لا
توجد علاقة بين نوع الدراسة و اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن جائحة
كورونا.
رجوع إلى الفهرس
الحكامة
النفسية
في
مواجهة
جائحة
كورونا-
عبدالإله هلالي
لقد
شكلت الفيروس التاجي المستجد 2019 (Covid19)
أحد الجائحات الأكثر إنتشارا وفتكا وخطورة في القرن الحالي. فمنذ ظهوره
في الصين وإنتشاره في بقية العالم وما خلفه من ملايين الإصابات والاف
الموتى (خمسة ملايين إصابة وأزيد من ثلاثة مائة ألف وفاة)، بالإضافة
إلى عزل إجتماعي جل ساكنة العالم في الحجر الصحي المنزلي والذي شكل
أكبر وأوسع نظام عزل إجتماعي عرفه الإنسان الحديث. ولم تتوقف خطورة
الوباء على الجانب الصحي العضوي وإنما أحدث شللا إقتصاديا لم يحدث منذ
الحرب العالمية الثانية وعمل على توقيف مشروع العولمة الإقتصادي-الحضاري
الذي تسارعت وثيرته منذ عقود كما أثر على الجانب الإعلامي الذي إستحوذت
أخبار الفيروس التاجي على مضمون أنباءه وبرامجه وأحدث رجة في الإعلام
الإجتماعي الذي شهد غليانا إعلاميا لم يسبق له مثيل, تنوعت بين الأخبار
الدقيقة المستمدة من الوكالات الرسمية والأخبار المروجة لثقافة
المؤامرة بالإضافة إلى الأخبار ذات الصبغة الخرافية والشعبوية. الشيء
الذي خلق زوبعة من الأنباء المتضاربة, ساهمت في رفع المؤثرات السلبية
ل(كوفيد19) على التمثلات الذهنية والإجتماعية للأفراد, وخلق موجات من
نوبات الهلع والخوف نتيجة عدم وضوح ملامح المعرفة الإجتماعية للوباء.
الشيء الذي كان له الأثر البليغ على السلامة الذهنية و الصحة النفسية
للناس, والتي تأثرت بدورها بالخوف من الإصابة والقلق من المستقبل
والضغط المرتفع نتيجة تداعيات العزل الإجتماعي في الحجر الصحي المنزلي.
وبحكم تداعيات الجائحة على جميع الأصعدة السوسيو-إقتصادية
والسياسية وإنعكاساتها على الصحة العامة والصحة النفسية بشكل خاص،
وظهور موجات من الأفراد الذين أعلنوا عن مخاوفهم المرضية ونشروا
معاناتهم وقلقهم الحاد عبر وسائل التواصل الإجتماعي. كما بدأت طلبات
الإستغاثة وإلتماس الدعم النفسي والمواكبة العلاجية تتصاعد حدتها عبر
الأيام وتجاوزت الحدود السياسية للبلدان. الشيء الذي حرك الأخصائيين
النفسانيين للإستجابة الشبه إكلينيكية عبر وسائل التواصل الإجتماعي
بوصلات دعم نفسي مكتوبة في نشرات مختصرة أو بث فيديوهات توضح سبل
التعامل مع الإضطرابات النفسية المصاحبة للخوف, مع إرشادات نفسية
للتدبير السلوكي لحالة الحجر الصحي المنزلي. ولما كانت هناك إنزلاقات
إكلينيكية من غير المتخصصين والتي أحدثت فوضى في الإرشادات والتعليمات
السيكولوجية بدون سند علمي (حيث إمتلأت وسائل التواصل بالمتدخلين في
مجال الصحة النفسية لدرجة أن الكل أصبح يفتي في الإرشاد والعلاج النفسي
بما فيهم المشعوذون بإسم المعرفة ومنتحلي الصفة المهنية لعلم النفس),
قرر العديد من المتخصصين في علم النفس والمتخصصين في الطب النفسي أن
يحاربوا حالة الفوضى بالشروع نحو نشر كل ما يفيد الصحة النفسية زمن
الأوبئة عبر البوابة الصحيحة, أي نشر التوعية السيكولوجية والمقالات
العلمية في المجلات المحكمة لتكون نبراسا رسميا للتدخل في هذا الميدان
الذي لا يقبل العبث بعقول الناس وصحتهم النفسية.
رجوع إلى الفهرس
آثار كيفية وقاية الأطقم الصحية لنفسها من الاحتراق المهني في زمن
الكورونا
-
وليد خالد عبد الحميد
الاحتراق النفسي يعرف بأنه
متلازمة نفسية من الإرهاق العاطفي، وتبدد الشخصية وتقليل الإنجاز
العملي(Maslach,
et al. 1998).
وفي هذا الوقت العصيب يبدو أن هناك الكثير من الناس
الذين لديهم ردود فعل لا يفهمونها حقا. ففي الأزمات، بدأنا بالقيام
بأمور غريبة :
على
مدى الأسبوع الماضي لقد وجدت صعوبة في الذهاب للنوم أو البقاء نائما،
وبقيت في ليالي حتى وقت متأخر من الليل أقوم بقراءة المقالات الإخبارية
التي لا نهاية لها حاليا، اشتريت من الاغذية الكثير حتى مما لا أحب،
أثرت غضب أختي لعدم بقائي في المنزل. تهجية الكلمات في مقالات التي
كتبتها حديثا كان كارثي و لقد بدأت بالعصبية والغضب مع الآخرين في بعض
الاحيان، وكل ما أريد حقا أن أكل و أكل و أكل أكثر. وبما أسمعه من
الآخرين أعرف بأني لست وحدي الذي يعاني من هذه المشاكل.
عالم النفس الشهير الأميركي تشارلز فيجيلي وصف مفهوم
تعب التعاطف (CF)
أو الصدمة الثانوية في كتابة '"تعب التعاطف": التعامل مع اضطرابات
الصدمة النفسية الثانوية والذي نشر في عام 1995. تعب التعاطف هو مشكلة
شائعة بين مهنيين الصحة النفسية المعالجين لضحايا الصدمات. وهي يتألف
من الاحتراق المهني مضاف الية التأثر بالنيابة بصدمات المرضى
والمنتفعين (Figley,
1995).
رجوع إلى الفهرس
الآثار النفسية لجائحة كوفيد-19... عوامل التفاوت وأشكال التدخل الممكنة-
محمد ناصيري
تعيش معظم دول العالم في الوقت الراهن على وقع
استفحال فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي لايزال ينتشر بين
الناس ويستمر في حصد المزيد من الأرواح من مختلف الفئات والأعمار.
والأكيد أن تأثيرات ومخلفات هذه الجائحة شأنها شأن بقية الأزمات
والكوارث التي شهدتها البشرية من قبل، لم تتوقف عند حدود الإيقاع
بملايين المصابين وآلاف الأرواح، بل فرضت ظروفا استثنائية سابقة في
التاريخ البشري؛ حيث إغلاق الحدود والمطارات والمدارس والجامعات،
وتوقيف إنتاجية كثير من المعامل والشركات، وتقييد حركة المواطنين
وتفاعلاتهم، فضلا عن إقرار قواعد جديدة للنظافة العامة ورفع حالة
التأهب لتصل إلى أقصى درجاتها في القطاع الصحي بكل مكوناته. وكل ذلك في
سبيل محاولة احتواء هذا الفايروس الجديد والحد من انتشاره السريع بين
الأفراد.
لقد خلف وباء كوفيد-19، وما ترتب عنه من إجراءات
احترازية وتدابير وقائية، تغييرات عديدة وغير مألوفة مست البناء
المجتمعي، وأوقعت أضرارا جسيمة فاقت كل التوقعات، انسحبت على مجالات
وأصعدة عديدة، منها الصحي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والمهني.
فشكلت بذلك لحظة اختبارية ومحطة تأسيسية استلزمت بذل جهود استثنائية
وإقرار إجراءات تعويضية، فصار الرهان معقودا على الإنسان خصوصا في
تفاعله مع العلم وتقنياته عله ينجح في ابتكار آليات كفيلة بتدبير
المرحلة، في أفق اكتشاف علاج أو التوصل لصناعة لقاح يخلص العالم من هذا
الداء.
رجوع إلى الفهرس
السيكولوجيا المعرفية والعقلانية العلمية الجديدة... قراءة في مقالة الغالي
أحرشاو-
يوسف عبو
ملخص
نتوخى من خلال هذه المقالة، تقديم قراءة تحليلية للتصور
العلمي للسيكولوجي المغربي الغالي أحرشاو، حول دور العلوم والعلماء،
وبخاصة دور السيكولوجيا والسيكولوجيين المغاربة في مواجهة تداعيات
جائحة كوفيد 19 على الفرد والمجتمع.
وهو التصور الذي ضمنه في مقالته الأخيرة، التي نشرت على موقع الشبكة
العربية للعلوم النفسية، تحت عنوان : "العلوم والعلماء في عهد جائحة
كوفيد19 ". وهي المقالة الأكثر أصالة من بين جميع الأعمال التي أنجزت
حول وباء كورونا في هذه الفترة، حيث قارب صاحبها الموضوع من منظور
سيكولوجي وعلمي رصين، ساءل من خلاله العلوم، عن مدى تفاعلها مع تداعيات
الجائحة، وعن مدى انخراط العلماء وتدخلهم على مختلف المستويات، كل من
مجال تخصصه وزاوية اشتغاله، للحد من آثار وانعكاسات هذه الجائحة. فمن
خلال استحضاره لجملة من الوقائع والحقائق من الواقع المعيش في زمن
الجائحة، بنظرة سيكولوجية ومنطقية، سيتين للقارئ أن صاحب المقالة يؤسس
لعقلانية علمية جديدة تعارض النزعات الميتافيزيقية، وترفض الخوض في
القضايا الزائفة، أو ما يحلو للفيلسوف التحليلي النمساوي المعاصر،
لودفيغ فتجنشتاين، تسميته بأشباه القضايا، تلك القضايا التي لا يمكن
التحقق من صدقها أو كذبها من خلال إخضاعها للمساءلة التجريبية، أو عبر
مطابقتها للواقع..، عقلانية علمية قوامها الدمج بين مختلف العلوم التي
تهتم بدراسة الإنسان، وتوحيد جهودها من أجل فهم أعمق للظواهر
الإنسانية، نفسية كانت أم نفسية-طبية أم نفسية – اجتماعية.
الكلمات المتاحية:
كوفيد 19 – السيكولوجيا المعرفية – العقلانية العلمية
رجوع إلى الفهرس
