إفتتاحية الملف1: النفس وعلومها من منظور الفكر الاسلامي
(الجزء الأول)-
حسينة زكراوي
إنّ فهم النفس البشرية ودراستها واحد من المجالات العلمية التي قدّم
فيها الفكر الإسلامي إسهامات مرجعيتها نصوص القرآن الكريم والسّنة
النبوية، والتّي عكست بدورها الحقائق النّفسية كنصوص شبيهة بنظريات
علمية كاملة وشمولية. ولعلّ الحاجة للعطاء الإسلامي في مجالات النفس
وعلومها على اختلاف منطلقاتها لها خصوصيات الرؤية الإسلامية من حيث وضع
التصورات الإسلامية حيّز التطبيق تنظيرا وتحليلا ومقارنة تأكيدا على
علميتها ليس فقط في ضوء الفكر الإسلامي كجهد بشري يحتمل الصواب والخطأ
انّما كمرجعية مقدّسة ومصونة. ولأهمية احياء الفكر الإسلامي المُغيّب
في بحوث الفكر الغربي جاء هذا الملف تضمينا للأصول التي استقى منها
مفكّرو الإسلام فكرهم عن النفس وطبيعتها وعلومها.
رجوع إلى الفهرس
سورة يوسف... قراءة نفسانية -
مصطفى عشوي
ملخص البحث:
تتجلى في سورة يوسف عدة
مواضيع نفسية هامة، تشكل دروساً وعبراً لمن أراد التعلم والاعتبار؛
فالسورة حافلةٌ بمشاهد تتجلى فيها انفعالات الغيرة، والحزن، والغضب،
والخوف، والسرور، وبمشاهد الابتلاء للنبي يوسف -عليه السلام-ابتلاء
بغيرة الإخوة، وابتلاء بفتنة الشهوة، وابتلاء بالسجن، وابتلاء بالملك
والسلطة والقوة، وفي السورة أيضاً مشهد لابتلاء النبي يعقوب -عليه
السلام- بفقدان ابنه
يوسف وابن آخر،
وبفقدان بصره، ومشهد لصبره الطويل، ولعدم تسرب اليأس إلى قلبه رغم
معاناته الشديدة. وتبين السورة أن طول الابتلاء -مهما طال- لا يعني
اليأس من روح الله، والسورة حافلة أيضاً بمشاهد تتحقق فيها الرؤى؛ رؤيا
صاحبَيْ يوسف في السجن، ورؤيا الملك، ورؤيا يوسف عليه السلام.
وتوضح السورة انطباق سنن الطبيعة البشرية وقوانين تدافع قوى الشر
والخير على الأنبياء والرسل، وإن كان الوحي يوجههم ويعصمهم من الزلل،
كما توضح السورة مدى تحمل الأنبياء للأحزان والابتلاء والفتن، وتقدم
السورة أيضاً نموذجاً للسموِّ الأخلاقي، والعفو عند المقدرة، من طرف
قائد تولى أمانة الحكم في سنوات الشدة
وسنوات
الرخاء ، وساس البلاد والعباد بالعدل والإحسان، فأخرج
البلاد من الأزمة، وأغاث الناس الذين مسهم الضر في عدة مناطق.
وباختصار، فإن السورة تبين في الجانب النفسي دور
الانفعالات في تحريك السلوك والتأثير فيه، كما تبين تفاعل وتكامل
الأبعاد المختلفة التي تكوِّن شخصية الإنسان: الجسمية، والروحية،
والعقلية، والوجدانية، والسلوكية، وكيفية تأثير كل جانب في الجوانب
الأخرى، وتأثره بها.
وتبين أيضا دور القيادة الرشيدة في إدارة الأزمة، والخصائص الرئيسة
لهذه القيادة من علم وخبرة وقوة وتخطيط وأمانة وعدل وإتقان وصبر وعفو
عند المقدرة.
رجوع إلى الفهرس
البناء النفسي للمسلم المعاصر-
محمد المهدى
حين نتحدث عن البناء النفسى للمسلم المعاصر فنحن فى الحقيقة نتحدث عن
الإنسان فى أعلى مراحل تطوره كإنسان حيث أن الدين الإسلامى هو جماع
الأديان السماوية وقمة تطورها المواكب لتطور الإنسان ، والشخصية
الإسلامية مأمورة بحمل هذا المنهج الشامل الراسخ والمتطور فى آن
ومأمورة باحترام عنصرى الزمان والمكان المتمثلين فى التراكم الحضارى
والإبداع البشرى المتواصل .
إذن فنحن أمام معادلة أركانها المنهج الربانى مضروب فى الإنسان مضروب
فى الزمان مضروب فى المكان ، وناتج هذه المعادلة خليفة الله فى الأرض
الذى أوكلت إليه مهمة عمارة الحياة . إذن فعلى هذا المستوى نتحدث ولذلك
نتوقع أن لا يستغرب القارئ تطلعاتنا نحو البناء الشاهق والمتكامل
والمتوازن لشخصية المسلم المعاصر لأنه نموذج (أو يجب أن يكون نموذجاً)
للإنسان الأرقى ليس بسبب جنسه أو لونه أو عرقه وإنما بسبب استيعابه
لأبعاد المنهج الربانى وأبعاد الزمان والمكان وتجاوزه عن النزعات
العنصرية والطائفية وقدرته على التعايش المتواضع والمتسامح مع الآخر
المختلف ، فهو يقيس كرمه بتقواه " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " (الحجرات13) ، ويحترم سنة
الله فى اختلاف مشارب البشر " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ
أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن
رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "
(هود 118 ، 119)
رجوع إلى الفهرس
خواطر من أجل نظرية نفسية
إسلامية-
محمد كمال الشريف
عندما نقول نظرية نفسية إسلامية فإننا نريدها نظرية
علمية تتسع لمكتشفات العلوم النفسية والعصبية المعاصرة ضمن إطار وتصور
للإنسان على أنه كائن أرقى من الحيوان الذي يشترك معه بالوظائف البدنية
الحيوية... ولا نقصد بالنظرية النفسية الإسلامية العودة لآراء قدامى
المسلمين الذين اختلطت لديهم الفلسفة بالدين والملاحظة اليومية فأعطونا
تصورات عن النفس البشرية هي مزيج من عقائد الديانات الشرقية وآراء
فلاسفة اليونان... ولا نقصد الاستنتاج من النصوص القرآنية والحديث
الشريف أكثر مما تدل عليه من خطوط عامة تهدينا من أجل وضع التصور الذي
ينسجم معها ويستوعب الثابت من العلوم النفسية المعاصرة دون أن نلبس
فرويد والباقين عمامات إسلامية.
النظرية النفسية الإسلامية تختلف عن المطروح حتى الآن
عالمياً في أنها ترى الإنسان خلقاً آخر لا مجرد جسد حي ودماغ فائق
القدرات يدرك ذاته ولا مجرد روح من طبيعة غير مادية تفكر وتشعر وتريد
وتحب وتكره وتتعامل مع المحيط من خلال الجسد الحي الذي هو آلة لها يمكن
لروح أخرى أن تستعيره منها أو تتسلط عليه وتتواصل معنا من خلاله.
أهم أساسين للنظرية النفسية الإسلامية هما تعريف
الإنسان على أنه خليفة لله في الأرض مفطور على التخلق بأخلاق الله
والتصرف مثلما كان الله سيتصرف لو كان هو مكاننا وفي موقفنا، والتأكيد
على أن الإنسان خلق آخر لا هو روح تستخدم الجسد ولا هو جسد لا روح فيه.
رجوع إلى الفهرس
دور الصيام في تعزيز المناعة النفسية لمواجهة الشدائد والصدمات في الحياة-
خالد عبد السلام
كل الناس يتعرضون لمواقف مؤلمة وصادمة، ويعيشون حالات
الخوف والقلق والحزن والاحباط خلال مراحل حياتيهم المختلفة. فهي من
بديهيات ومسلمات الحياة الدنيوية الناتجة الطبيعة الاجتماعية للإنسان
وما يترتب عنها من صراع بين الانا والأخرين او بينها وبين الحاجات
والرغبات والطموحات او بينها وبين العقبات والتحديات والمشكلات. ومن
الطبيعي أيضا ان نجد كل شخص يتصرف بطريقته الخاصة وبالكيفية التي برمج
عليها عبر مراحل تنشئته الاجتماعية، وبالأسلوب الذي يراه يعتقد أنه
الأنسب للموقف طبقا لخبراته وبنيته الفكرية، مزاجه وعاداته السلوكية
والتي تعجله متميزا عن باقي الناس في استراتيجيات التعامل مع تلك
الوضعيات والتوترات والصدمات.
حيث نجد من الناس من يستسلم لأبسط ضغط او صدمة
فينهزم امامها بالعويل والندب على حظه العاثر، ومنهم من يلجأ الى
استعمال آليات دفاعية سلبية باللجوء الى المنشطات، التدخين والمخدرات
والكحول كوسائل دفاعية انسحابية من الواقع المؤلم أو كبدائل مسكنة ولو
مؤقتا للتخفيف من آثارها وانعكاساتها. وفي نفس الوقت هناك من يضعف بشكل
دراماتيكيا فيصابون بالإحباطات والانهيارات العصبية أمام بعض الضغوط،
الصدمات، التوترات والازمات النفسية الحادة أين يظهرون فقدون الامل
ولذة الحياة وطعمها، فتتحطم معنوياتهم وتسوَّدُ الحياة أمامهم من جميع
جوانبها، قد يوصلهم الى الاعتقاد بأن كل العالم ضدهم، مما قد يدفعهم
بعضا منهم الى التفكير في الانتحار لوضع حد لحياتهم.
رجوع إلى الفهرس
استخدام الذكر و ممارسات التصوف الإسلامي في العلاج النفسي للصدمة النفسية
-
وليد خالد عبد الحميد
الملخص: لقد عرف عن التصوف الإسلامي و منذ زمن طويل بان له خواص
مساعدة في عملية العلاج النفسي و التي استخدمت على مر الزمان لمساعدة
الناس في التغلب على المشاكل النفسية المتسببة عن الصدمات والضغوط
النفسية. وتناقش هذه المقالة أن بعض الطقوس الصوفية مثل الذكر قد تنطوي
على شكل من أشكال الإستثارة الثنائي في العلاج وهذا قد يكون احد
العوامل خلف الفعالية العلاجية للذكر والتصوف.
ويوصي الباحث بضرورة التحقق البحثي من فعالية إدراج عناصر التصوف
كالذكر في بروتوكولات العلاجات النفسية الحديثة مثل علاج الصدمات
المعروف بالإمدر وتعديله لأداء ذلك الغرض. نحن نتوقع أن هذا من شأنه أن
يعطي العلاجات الحديثة مثل الإمدر قبول أوسع وأن يكون أكثر شعبية و
فعالية في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
رجوع إلى الفهرس
العلاج الأسري و الأسرة المسلمة-
زبير بن مبارك
Résumé :
La famille est une
institution socio culturelle. En Islam, la famille est une entité
partiellement divine, partiellement humaine ; elle est le socle de
la communauté des musulmans (Oumma) et sa stabilité est un objectif
majeur de la religion. La conception de la famille musulmane
diffère de façon substantielle de la définition actuelle de la
famille en Occident. En cas de dysfonctionnement ou de conflits
familiaux les solutions proposées ne sauraient donc être les mêmes.
Dans cette brève synthèse seront revus à la fois la notion de
famille en occident et en Islam, les particularités de la dynamique
familiale musulmane et quelques principes de la thérapie familiale
avec les familles musulmanes.
Mots-clés :
famille ; Islam ; occident ; thérapie familiale
الملخص
: تُعتبر الأسرة في الإسلام المكون الأساسي للمجتمع
و الركيزة التي تبنى عليها الامة الاسلامية و خصها الشرع بقوانين مفصلة
تابثة تجعل من الحفاظ على استقرارها و ديمومتها من مقاصد الدين و كل
فرد مكلف بالسعي إلى ذلك. تختلف نظرة الإسلام إلى الأسرة عن النظرة
الغربية المعاصرة و بالتالي فإن المقاربة العلاجية للمشاكل و
الخلافات الأسرية تختلف أيضا. في هذه الورقة عرض موجز عن واقع
الأسرة في الغرب و في الاسلام و و دينامية الأسرة المسلمة و بعض مبادئ
العلاج الأسري الخاص بالأسرة المسلمة.
الكلمات المفتاحية :
الأسرة ؛ الاسلام ؛ الغرب ؛ العلاج الأسري.
Abstract:
Family is a socio-cultural construct.
The Muslim family, conceived as partly divine and fixed and partly human
and variable, is the basis of the Muslim community (Ummah) which
well-being and stability is one of the goals of religion. The concept of
family in Islam differs greatly from western’s one and dysfunctional
families are dealt with differently. In this brief review, we outline
divergences between families in Islam and in the west, the dynamic of
Muslim families and some principles of family therapy for Muslim
families.
Key words:
Family; West, Islam, Family therapy
رجوع إلى الفهرس