إفتتاحية الملف: "اضطرابــــــات السلــــــوك الجنســــــي
والتحديــــــات الثقافيــــــة "
- أومليلي حميـد (الجزائر)
باعتبار المرض ظاهرة ثقافية ،يبني تفسيراته على نظام قيم
المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد ،لايمكننا إلا أن نعتبر أي اختلال يمس
الطابع الجنسي سواء تعلق ذلك بالهوية الجنسية أو الممارسة الجنسية مرضا له
سيميولوجيته الباتولوجية وعليه تستقصى أسبابه لتعالج آثاره ،وما تجدر
الإشارة إليه هنا فالتصنيفات الدولية للاضطرابات النفسية -حال المنظمة
العالمية للصحة- تبدو نيتها واضحة في تتفيه اضطرابات السلوك الجنسي وتظهر
رغبتها جلية في المحاولات المتكررة في إزالة الطابع المرضي و الوصم المرتبط
بها ،وعلى الرغم من عديد التعديلات التي عرفها الدليل التشخيصي و الاحصائي
للاضطرابات النفسية
DSM
،
فاضطرابات السلوك الجنسي لم تعرف نزولوجية واضحة، إذ لا نجد في النسخة
الخامسة أية تسمية لاضطراب الهوية الجنسية مثلا ،ليعوضه عدم الاتساق الجنسي
(Dysphorie)
،وبهذا تم تغيير المصطلح جزئيا بسبب وصم تسمية الاضطراب. وعلى هذا تضع
الحتميات العالمية السالفة الذكر في ظل مفاهيم العولمة والحداثة وما بعدها
مجتمعاتنا العربية الإسلامية في سياقات تناقضية كبرى عند تناول موضوع الجنس
و اضطراباته ،فاختلالات التوازن القيمي واللامعيارية تتجهان بالفرد العربي
المسلم إلى غموض هوياتي يفقده مراجع تناول الجنس وعيشه ،وفي ظل ماسبق يحاول
ملف العدد من خلال مجموعة من السياقات الواقعية أن يظهر التعقيدات المرتبطة
بالجنس وفق مقاربات متعددة توصف المعاش اليومي بين تعدد الأيديولوجيات
وهيمنة الافتراضي وانتقائية المقاربات ،ما يضع المجتمع العربي في واجهة
تحديات ثقافية تمتزج بمشكلات المثاقفة التي
تميل إلى الاعتراف بتنوع الهويات الجنسية وتعبيراتها والتي
تهدف إلى تفكيك التمثلات الاجتماعية المشتركة.
رجوع إلى الفهرس
الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل-
يحيى الرخاوي (مصر)
كتب
د. أحمد شوقى (زميلنا فى لجنة الثقافة العلمية) فى مجلة
سطور العدد سبتمبر 1998
( من
الطبيعى ونحن نعيش فى ظل ثقافة التكنولوجيا أن تنعكس
ثورة العلم والتكنولوجيا على موضوع الجنس دراسة وممارسة!!!،)
إن
دراسة موضوع الجنس من هذا المنظور قد تساعد على التعرف
بشكل أفضل على تاريخه وتاريخانيته، وهذا التعرف قد يساعد
على تصحيح مفاهيمنا عنه.
ثم
نقل عن لين مارجوليس ودوريون ساجان “الجنس عند العامة
يعنى رجالا ونساء عراة فى وضع الممارسة، وعند الأطباء
يعنى الإيدز، وعند الداعية الأخلاقى المتشدد لا يعنى
الجنس إلا بديلين ذكر وأنثى.
رجوع إلى الفهرس
اضطراب الهوية الجنسية والتحول الجنسي
- محمد المهدي (مصر)
تحول الشاب "إسلام" في الأيام الأخيرة إلى الفتاة
"نور" وثار جدل كبير حول عمليات التحول الجنسي والتي ازدادت أعدادها في
الداخل والخارج , وهل هي حالات طبية يقدرها المتخصصون في الطب , أم أن
للمجتمع فيها رأي ممثلا في علماء الدين والإجتماع والقانون ؟ .. فالأطباء
يحاولون عزلها عن هذه الدوائر بينما يرى قطاع كبير من الناس أن تحويل الجنس
بعملية جراحية أمر يختلف تماما عن عملية الزائدة الدودية أو البواسير حيث
يترتب عليها حقوقا وواجبات وتغيرات في التركيبة الجسدية والنفسية وما
يتبعهما من تغير في الدور الإجتماعي وتأثيرات على الأسرة والمجتمع المحيط .
لذلك دعونا ندخل هذه المنطقة الملتبسة لنرى تفاصيل واقعها , وأستأذنكم أن
أبدأ الدخول بهذه الحالة الواقعية التالية (مع كامل الحرص على سرية
التفاصيل) :
هالني منظرها وهي تدخل غرفة الكشف، فهي أنثى تتمتع بجمال
صارخ، ومع هذا تلبس زيا أقرب إلى زى الرجال وتتحدث بطريقة ذكورية تتناقض
تماما مع تكوينها الجسدي، ولم تترك لي فرصة للحيرة أو السؤال حيث جلست
ووضعت ساقا فوق ساق وأشعلت سيجارة دون استئذان وقالت بنبرة واثقة ومحددة
ومؤكدة: "لم آت هنا للعلاج فأنا لست مريضة نفسية، فقط أريد شهادة لطبيبي
الجراح لكي يجري لي عملية تحول من أنثى لذكر، فأنا أكره جسدي وأشمئز منه
وأتمنى الخلاص منه، وليس أمامي حل إلا العملية الجراحية، ولا تحاول أن تضيع
وقتي في حوارات لن تجدي معي، فقد عانيت كثيرا منذ بدأت أعي وأتعذب كل لحظة
حين يعاملونني كفتاة فهذا هو أكثر شيء أمقته على الرغم من أن كل الناس
يحسدونني على جمالي وأنوثتي، ولكنني أشعر بالتقزز من هذه الأشياء".
رجوع إلى الفهرس
الانحراف الجنسي:إعادة قراءة مصطلح قديم -
يحيى الرخاوي (مصر)
لم يعد تعبير "الانحراف الجنسي" يستعمل هكذا في اللغة
العلمية، وخاصة في التقسيمات الأحدث للاضطرابات النفسية (مثلا في التقسيم
العالمي العاشر 1990 ICD10 أو
التقسيم الأمريكي الرابع DSM IV لا
يوجد شيء اسمه الانحرافات الجنسية)، ومع ذلك ما زال هذا التعبير هو
المستعمل عند كثير من الأطباء النفسيين وخاصة عندنا هنا في مصر (وفي البلاد
العربية في الأغلب)، والأهم من ذلك أنه هو المستعمل عند العامة عادة
ليشيروا به إلى انحراف ما نحو ما "ليس كذلك" (دون أن يحددوا ما هو "كذلك "
لأنهم لم يحددوا أصلا ما هو "ذلك".)
ويبدو أن تعبير الانحراف هو المشكل الأساسي في
قراءتنا هذه، لذلك يجدر بنا أن نتذكر ابتداء كيف أن تعبير "انحراف " كان
ومازال مشكلا ليس فقط في الاضطرابات الجنسية، ولكنه مشكل بصفة عامة بالنسبة
للاضطرابات النفسية جميعا، لأنه ما إن يذكر لفظ "انحراف" حتى يقفز تساؤل
يقول: "انحراف عن ماذا؟ " ثم بعد ذلك تلحقه تساؤلات أخرى: "انحراف
في أي اتجاه: إلى أعلى أم أدنى؟ أم إلى غير ذلك؟ " ، وأخيرا "انحراف
بأي قدر إلى أي مدى؟"
رجوع إلى الفهرس
نساء "روتيني اليومي" .. نظرة التحليل النفسي لإنحرافات الجنسانية الأنثوية
- يوسف عدنان (المغرب)
افتتاح:استفحلت في المجتمع العربي عُمومًا والمغربي بخاصة زُهاء خمسة
سنوات، وتحديدًا ضمن أوساطه الهشّة والمغبونة، سُلوكيات نِسائية مُخلّة
بالآداب العامة، تُعرف على مواقع التواصل الاجتماعي بإسم "روتيني اليومي".
حيث تنشُر النسوان صورًا تُمشهد جُلّ تفاصيل يومهمنّ في جُدران البيت، سواء
داخل المطبخ أو الصالون أو غرفة النوم أو المرحاض أو الخوض في تسلية ذاتية
بإظهار قوامهنّ على مقربة من عدسة الهاتف، وهنّ منشغلات بقص أظافر الأرجل
أو ما شابه ذلك. فصِرنا نسمع بفُلانة المُراكشيّة والأخرى السّلاويّة
والأخرى المُمتلِئة، واللائحة لا تتوقف. لكن الآخذ حقًا في الموضوع هو أن
كل هذه المحتويات المعروضة في سوق "الإستلذاذ الإفتراضي" الذي غدى مصنعا
"لإباحية جديدة" (سوق للنخاسة)، مُسخّرة بالكامل لخدمة غرض واحد، وهو
الإثارة الجنسية والتهيّيج الشبقي للناظرين. فيكون "الجسد الأنثوي" مادة
إستعراضية (بُورنو- فتراضية) تحت غِطاء العمل أو المهام التي تقوم بها
يوميًا النساء في بُيوتهن، أكُنّ متزوجات أم غير ذلك، سيدات أم فتيات.
والأذهى من هذا وذاك، أن النساء المُتزوجات منهن، لا يُبالِين بحُرمة
وخصوصية الحياة الزوجية (وجدانيًا وأخلاقيًا وتربويًا)؛ عندما يَحملهُنّ
الهوى إلى استعراض مُؤخراتهنّ وصُدورهنّ وأردافهنّ وكلّ مفاتن أجسادهنّ،
إلى جانب ترقيق الصوت والتمايل والغنج والغلمية (...) الخ. وهو ما يطرح
عدة تساؤلات عن سلامة "الجنسانية الذكورية" نفسها، عند بعض الرجال الذين لا
يجدُون مانعًا في أن تظهر زيجاتهم هكذا على الملأ – بكل وقاحة وعُهرٍ
متقنِّع وإيروتيزم érotisme يفتقر لقواعده وفُنونه الإغوائية – طالما أن
انتشار الفيديوهات المُسجّلة يحصد مشاهدات وفيرة، تكون وسيلة لرِزق مادي
يهطُل على سقف البيت أو الأسرة المُتصدّعة نفسانيًا وعلائقيًا ووجوديًا.
رجوع إلى الفهرس
لغة الجنس، والجنس كلغة
- يحيى الرخاوي (مصر)
مقدمة قبل المقتطف
انطلاقا مما جاءنى من تعقيبات وتساؤلات عقب نشرات العدوان والإبداع، والتى
أشرت فيها كيف لا ينبغى أن نتعامل مع أى من الغرائز بمنطق الخجل أو
التسامى أو الإزاحة، بمعنى أن الغرائز كانت وسوف تظل جزءا من تركيبنا
الطبيعى، وأن وظيفتها تتطور وتتحور مع تطور الحياة وأطوار الإنسان،
وبالتالى فإننا نسمو بها وليس على حسابها، وعلى هذا تصبح مقولة التسامى
عنها فى حاجة إلى وقفة ومراجعة، حتى لا يكون الارتقاء والتمدن – مثلا – هو
الذى يستوعب طاقة الجنس بدون جنس ..، وحتى لا ننكر أو نكتفى بمشاهدة
العدوان فى السينما والرياضة من الوضع جلوسا (هذا ناهيك عن اندلاعه فى
الحروب والإبادة).
نحن
ننمو، نتحضر، نبدع، بما هو نحن كلاًّ كاملا، بغرائزنا وليس على حسابها.
أقول: شعرت مما وصلنى أن هذه المسألة تحتاج إلى توضيح بالنسبة لكل الغرائز
قلت: أبدأ بالغريزة الجنسية فهى الأسهل استيعابا وربما تقبلا حتى فى
وظيفتها البدائية قبل أن انتقل للدفاع عن غريزة العدوان سيئة السمعة على
معظم المستويات.
تذكرت هذه المحاضرة التى سوف أعود للاقتطاف منها غالبا حسب التعقيبات التى
قد ترد إلى، وفضلت أن أبدأ بقراءة لغة الغريزة الجنسية فى التواصل أساسا
رجوع إلى الفهرس
تحرير المرأة بالحرمان …..!!!
- يحيى الرخاوي (مصر)
قضية تحرير المرأة هى من أشهر قضايا التحرير عبر التاريخ،
وقد أخذت فى مصر حجما خاصا له دلالاته، ولنا فى هذا الأمر
وقفة مبدئية قبل أن نعلن ما أثاره هذا المقتطف من مواقف،
ولهذا نبدأ بهذه المقدمة:
(1) إن قضية الحرية (والتحرير) لا تقتصر على امرأة أو رجل
بل هى قضية إنسانية أزلية لها تجليات ومظاهر، بعضها صريح
وأغلبها خفى، ولا أحد يمكن أن يكون حرا إلا وسط أحرار،
وكل نقص من حرية شخص أو فئة هو نقص من حرية كل فرد
فى هذا المجموع (ملحوظة أعنى الحرية الحرية وليس مجرد أوهام
الاختيار الظاهر)، باختصار لا أحد يتحرر
وحده، حتى أننى تصورت مرة أن هؤلاء الأبطال الذين حاولوا
تحرير شعوبهم كانوا يطلبون نوعا أرقى من الحرية، فلأن
تحرر ناسك هو السبيل الوحيد لكى تحرر نفسك.
(2)
إن قضية تحرير المرأة فى مصر قد سلكت سبيلا مخادعا
أحيانا وزائفا أحيانا وسطحيا أحيانا، وذلك حين ركزت على
مسألة المطالبة بالمساواة بالرجل أساسا. (وهو ليس حرا
أصلا، أنظر بعد)
رجوع إلى الفهرس
Aperçu
sur la sexualité et les troubles sexuels-
Mohamed Lamine KOUROUGHLI -Boubaker
BEKKAR
Résumé :
Dans cet article, on a essayé de récapituler la notion
de sexualité et les troubles sexuels associés à cette activité qui se
caractérise chez l’être humain par son aspect symbolique et son impact
sur le psychisme et les différentes interactions entre somatique et
psychologique qui s’élaborent lors d’une activité sexuelle, ainsi les
différents troubles reliés à cette sexualité décrits et classés par les
chercheurs soit en psychologie ou en psychanalyse soit d’autres branche
scientifique.
Enfin, il faut prendre en considération l’aspect culturel
de la sexualité et comment voient les différents contextes
socioculturels cette sexualité, aussi le point de vue individuel et
social de la pathologie sexuel, suite à différentes considérations
culturelles et religieuses
Mots clés: sexualité,
trouble sexuels, transexualisme, paraphilies, traitement, prise en
charge.
ملخص:
حاولنا في هذا المقال المقتضب، تسليط الضوء على مفهوم الجنسية والاضطرابات
الجنسية المرتبطة بهذه الوظيفة التي تتسم لدى الإنسان بطابعها الرمزي
وتأثيرها على الجانب النفسي ومختلف التفاعلات بين ماهو جسدي ونفسي والتي
تبدو جلية أثناء النشاط الجنسي. وكذا مختلف الاضطرابات المرتبطة بهذه
الجنسية الموصوفة والمصنفة من طرف الباحثين في مجالات عدة سواء في علم
النفس أو التحليل النفسي أو تخصصات علمية أخرى.
في
الأخير، يجب الأخذ بعين الاعتبار الطابع الثقافي للجنسية، وكيف ترى مختلف
السياقات الاجتماعية والثقافية هذه الجنسية، إضافة إلى وجهة النظر الفردية
والاجتماعية للمرض الجنسي، تبعا لمختلف الاعتبارات الدينية والثقافية.
الكلمات الحاكمة: الجنسية، الاضطرابات الجنسية، التحول الجنسي،
البارافيليا، العلاج، التكفل.
رجوع إلى الفهرس
Identité sexué, trouble de l’identité sexuelle et dysphorie : entre
dépathologisation, déstigmatisation et trouble-Rachda
Saad Hellal - Lazhar Khaloua
- Salim Ben nouioua
Résumé : L’une des bases de l’identité
individuelle et sociale se situe, d’une part, dans la prise de
conscience de soi en tant qu’individu sexué et, d’autre part, dans
l’adhésion aux normes, valeurs et rôles assignés à chaque sexe par la
culture d’appartenance. Le trouble de l’identité de genre est transformé
en dysphorie de genre dans le DSM 5 afin de dé-stigmatisé les personnes
qui souffrent d’une non congruence de leur sexe de naissance avec leur
identité sociale
Mots clés: Identité sexuelle, identité sexué,
dysphorie
رجوع إلى الفهرس