-
إفتتاحية الملف: "علوم النفس بين المنظور الايماني والمنظور العلماني"-
عبد الناصر السباعي
إذا قمنا بمقارنة
بين
حالة علم النفس في المجتمعات الغربية وحالته في المجتمعات الأخرى فإننا
نلاحظ فرقا جوهريا يتعلق بنشأة علم النفس في كل من الجهتين.
فعمر علم النفس في الغرب يناهز ثلاثة قرون، نما خلالها بشكل طبيعي، بمعنى
أنه ظهر أولا استجابة لحاجة معرفية أملاها ازدهار الفكر الفلسفي في القرن
الثامن عشر، ثم واكب تطور المجتمع الغربي نحو النهضة الصناعية والتكنولوجية
المعاصرة، وعرف خلال هذا المسار تحولات جذرية على مستوى الموضوع والمنهج في
ارتباط تام بالتحولات الثقافية التي شهدها الغرب. في مقابل هذا نجد أن نشأة
علم النفس في العالم الثالث كانت فجائية وغير طبيعية، بمعنى أن علم النفس
لم ينشأ فيها نتيجة حاجة معرفية أو اجتماعية، بل صدر إليها كجزء من النظام
التعليمي الغربي الذي فرض بالقوة على المستعمرات خلال فترة الاحتلال
العسكري. ونتيجة لذلك بقي علم النفس يدرس في الجامعات بعيدا عن الواقع
الاجتماعي والثقافي للعالم الثالث.
رجوع إلى الفهرس
-
النظر القرآني إلى مفهوم الإنسان في العلوم الإنسانية- علم النفس نموذجا-
عبد الناصر السباعي
إن وضع علم النفس في بلداننا العربية الإسلامية سيئ على كل
المستويات نظرية وتطبيقا. ولعل السبب في هذا يرجع إلى التبعية الكاملة
لباحثينا تجاه مراكز البحث الغربية، الشيء الذي أنتج نوعا من السلبية
واللامبالاة في الأوساط الجامعية تجاه التحديات التي يطرحها هذا الوضع
السيئ. فقد تمكن الغربيون خلال فترة الاستعمار المباشر للمنطقة الإسلامية
من فرض نظامهم التعليمي على أبناء المسلمين، وهو نظام مؤسس على نظرية خاصة
حول المعرفة انبثقت في بداية عصر النهضة وتطورت من خلال الصراعات التي
خاضتها التيارات الفكرية المادية ضد الكنيسة، ومن خلال الكشوفات التي توصل
إليها الباحثون في مجال الظواهر الكونية المادية. وتمثل تلك النظرية
القاعدة المرجعية في تصنيف المعارف وتقييمها وهيكلة النظام التعليمي الذي
يسهر على تلقين المعارف وعلى تطويرها من خلال البحث العلمي. وقد ترسبت هذه
النظرية في عقول أبناء الأمة الإسلامية، وأصبح الغربيون يوجهونهم من خلالها
في دراساتهم وأبحاثهم بالشكل الذي يخدم مصالح الغربيين الاستعمارية. ومن
العناصر الرئيسة في تلك النظرية نذكر: الإنسان والعلم والثقافة.
وإذا كنا قد تناولنا في مقال سابق
المشكلات الناجمة عن تبني النظرة الغربية للإنسان، فإننا سنقوم هنا بتلخيص
أهم معالم التصور الغربي للإنسان الذي يوجه الباحثين في العلوم الإنسانية.
رجوع إلى الفهرس
- الصحة
النفسية من منظور علم النفس عبر الثقافي-
مصطفى عشوي
تؤثر
فى الصحة النفسية إيجابا وسلبا عدة عوامل ومتغيرات قد تكون وراثية (جينية)،
وبيئية -جغرافية، وثقافية-اجتماعية
علما بأن كل هذه
العوامل والمتغيرات تتفاعل مع بعضها لتشكل لدى الإنسان "شخصية" متكاملة
الجوانب يؤثر بعضها فى بعض. وقد تصبح هذه "الشخصية" سليمة من الأمراض
الجسدية والنفسية كما قد تصبح عرضة لبعض الاضطرابات الجسمية أو النفسية أو
لكليهما.
ونظرا
لقلة الدراسات النفسية التى تناولت العلاقة بين "الثقافة" و "الصحة
النفسية" خاصة من منظور عبر ثقافي فى البلدان العربية عامة، وفى الجزائر
خاصة، فإن هذه الدراسة ستركز على تبيان مفهوم الثقافة، وتأثيرها
فى
تحديد مفهوم "الصحة النفسية"، وفى تأثيرها فى تشخيص الإضطرابات النفسية،
وعلاجها، كما ستعرض بعض الفوائد من مقاربة علم النفس عبر الثقافي للصحة
النفسية.
ولتحقيق هذه الأهداف، فإن هذه الدراسة ستجيب، ولو بصفة جزئية ومختصرة، عن
الأسئلة الآتية المتعلقة بالصحة النفسية:
1)
ماهو
مفهوم الصحة النفسية؟
2)
ماهو
علم النفس عبر الثقافي؟
3)
ماهو
مفهوم الصحة النفسية
من
منظور
نفسي عبر ثقافي؟
4) ما هو
تأثير
الثقافة فى:
أ) تحديد مفهوم الصحة النفسية؟
ب) تشخيص الإضطرابات النفسية؟
ج) علاج الإضطرابات النفسية؟
5) ماذا
نستفيد من علم النفس عبر الثقافي فى الصحة النفسية؟
رجوع إلى الفهرس
- أسلمة علم النفس نحو
علم نفس مثالي-
تهاني هاشم خليل عابدين
الملخص:
هدف هذا البحث إلى تسمية مبررات التأسيس الإسلامي لعلم
النفس وتحديد المعايير والضوابط التي تتيح تقنين أسلمة علم النفس. استخدم
المنهج التحليلي لتحقيق هذه الأهداف. أكدت النتائج أن أهم مبررات أسلمة علم
النفس تتمثل في أن الوحي الإسلامي هو المصدر المعرفي الوحيد الذي يتضمن
المعرفة المؤكدة بنسبة 100%، وأن النموذج الإسلامي يتميز بالإيجابية
والواقعية والمرونة والشمول، كما يقدم الفكر الإسلامي إجابة عن كل سؤال
يمكن أن يطرحه علم النفس لتحقيق أهدافه. وتوصل البحث إلى مجموعة من
المعايير والضوابط لتقنين أسلمة علم النفس. واقترح البحث تصميم "دليل أسلمة
علم النفس" بالرجوع إلى النتائج التي توصل إليها هذا البحث ونتائج بحوث
أخرى مُسانِدة.
الكلمات المفتاحية:
الفكر الإسلامي، أسلمة المعرفة، أسلمة علم النفس، علم النفس الإسلامي.
Abstract:
The
aim
of
this
research
is
to
explain
the
causes
for
the
Islamic founding
of psychology and to
identify the standards and controls that control of The Islamization of
psychology. Use the analysis approach. The results confirmed that the
most important justification for the Islamization of psychology is that
the Islamic revelation is the only cognitive source of 100% certain
knowledge, and that the Islamic model is characterized by positive,
realism, flexibility and comprehensiveness, and the Islamic thought also
provides an answer to every question that psychology can ask. The
research found a set of criteria and controls the control the
Islamization of psychology. The research suggested designing a "Guide to
Islamization Psychology" with reference to the findings of this results
of other supporting research.
Keywords:
Islamic thought, Islamization of knowledge, Islamization of psychology,
Islamic psychology.
رجوع إلى الفهرس
-
مقاربات الأخصائيين النفسانيين العياديين للأعراض الدينية: دراسة ميدانية
نوعية-
رمضان زعطوط- محجوبي سندس- بعون نور
الهدى
الملخص:
تُعدّ
الأعراض ذات المضمون الديني من المواضيع الإكلينيكية المركّبة التي تواجه
الأخصائي النفسي العيادي بتحديات متعددة، لا سيما في المجتمعات التي تحتل
فيها المعتقدات الدينية موقعًا جوهريًا في التكوين النفسي والثقافي للفرد.
تهدف هذه
الدراسة إلى استكشاف الكيفية التي يتعامل بها الأخصائيون النفسانيون
العياديون مع الأعراض الدينية لدى المراجعين، مع التركيز على العوامل
النظرية والإجرائية التي تُوجّه منظوراتهم الإكلينيكية. وقد تم اعتماد
المنهج الكيفي من خلال مقابلات نصف موجهة مع عينة قصدية من الأخصائيين
النفسانيين الممارسين، وتحليل المعطيات باستخدام برنامج .NVivo 12
أظهرت
النتائج وجود ثلاث محددات رئيسية لمقاربة هذه الأعراض: المرجعية النظرية،
نوع الأدوات المستخدمة، ودرجة دمج البعد الديني في الفهم الإكلينيكي.
وتوصّلت الدراسة إلى ضرورة تطوير التكوين العيادي ليتضمن الكفاءة الدينية
المهنية بما يتماشى مع الخصوصية الثقافية لمجتمعات المراجعين.
الكلمات
المفتاحية: الأعراض الدينية – الأخصائي العيادي – التفسير الإكلينيكي –
الكفاءة الثقافية.
رجوع إلى الفهرس
- الإنشطار
الديني وخطر المواجهة الطائفية
- محمد المهدي
ظاهرة فرط التدين العشوائي:
جاءت تستشيرني في أن ترتدي النقاب , فقلت لها هذا أمر يخصك
, فقالت ولكن ذلك سيستدعي تركي لوظيفتي بالضرورة , فسألتها : ولماذا تتركين
وظيفتك وقد تعبت أسرتك حتى وفرتها لك وهي وظيفة حكومية محترمة , وأنت مازلت
في الثالثة والعشرين من عمرك وأمامك مستقبل مبشر خاصة وقد كنت من المتفوقات
في دراستك ؟ .. ردت بأنها ترغب في التفرغ للدراسات الشرعية وأنها ستلتحق
بمعهد إعداد الدعاة ؟ .. فسألتها إن كانت ترغب أن تتحول لداعية فأجابت
بالنفي , إذ هي لا تملك مقومات الداعية , ولكنها ستتعلم لنفسها .. وانصرفت
وعرفت بعد سنوات أنها تركت وظيفتها وانتقبت , ولم تكمل مشوارها في معهد
إعداد الدعاة حيث تعثرت فيه كثيرا , وهي تجلس في البيت ولا تفعل أي شئ سوى
التردد على دروس العلم الشرعي المنزلي لدى بعض الدعاة الهواة , وهو يقنعها
بأن ما فعلته هو الصواب .
رجوع إلى الفهرس
- العلوم
النفسية بين منهجي الغيبية والتجريبية-
معن عبدالباري قاسم صالح
خلفية تاريخية:
منذ قديم الازل وصراع الاطروحات الفلسفية والفكرية حول تفسير السلوك وأليته
مثار جدل واسع النطاق شمل كل تخصصات العلوم الطبيعية والانسانية
وعبرالحضارات. سنحاول في هذه الورقة أستعراض مختصر لابرز محطات التبلور
الادراكي الفلسفي والفكري لرؤية كلى المنهجين الغيبي والتجريبي لوصف وتفسير
وتغيير المظاهر السلوكية البشرية تحديدا والحياة البيئية عموما.
حضارة الصين والهند:
ففي الشرق الاسيوي مثلت االفلسفة والثقافة البودية
ازدواجية، لاندماج الروح والجسد بالطبيعة، واختلطت التفسيرات، والمعالجات
الغيبية بالواقعية التطبيقية. ففي نفس الوقت التي كانت المعابد والكهنة
هما كبار الاستشاريين المتخصصين بالشأن النفسي والسلوكي و فهم الروح
ومعانيها، فهم في نفس الوقت التي اتسمت تدخلاتهم بطابع روحاني انفعالي
يعتمد على الغيبيات والقوى الخارجية للطبيعة في أحداث التغيير من العلاج
وشفاء، إلا إنهم في نفس الوقت استلهموا من عناصر الطبيعة(الماءوالنبات
والحيوان والتغيرات المناخية) دروس وخبرات يومية مساعدة في حل المشكلات .
بالطبع لا ننسى هنا أن حجم التنوع الهائل للطبيعة في شرق آسيا مكن من حدوث
تلك الظاهرة من التغيير والتكيف السلوكي( الطب البديل : العلاج بالاعشاب
والوخز بالابر..الخ)، مما ساعد على تحقيق الانتخاب الطبيعي في النجاة
والتطور. ( كمال علي 1994)
رجوع إلى الفهرس
- المسّ الشّيطاني
من منظور نفسي إسلامي-
محمد كمال الشريف
المعضلة:
معضلة المشكلات أمام المسلم المعاصر هو ما يعتقده الناس أن
الجني يدخل في الإنسي ليَضُرّه، وقد ينطق عند الشيخ على لسان هذا الممسوس،
وقد يخرج منه أو يأبى الخروج. هذا ما رأيته عندما كنت أرافق الشيخ علي خشان
رحمه الله في دبي عامي 1990 و1991 حيث كان يدعى إلى بيوت الناس ليعالج
مرضاهم. يقرأ الشيخ، ويبدأ المريض بالتشنج في أجزاء من بدنه، وبالدخول في
نوع من الوعي، هو بين الوعي المألوف وبين النوم، فلا هو في وعي تام ولا هو
نائم، ويبقى غالباً قادراً على الكلام. يسأله الشيخ: من أنت؟ ومن أي جن؟
فيجيب المريض معرفاً بنفسه أنه الجني الفلاني، وأنه دخل في هذا المريض لسبب
كذا وكذا، فيأمره الشيخ بالخروج فيخرج دون شروط، أو يشترط أموراً ومطالب
حتى يخرج، وعندما يخرج الجني يصحو المريض مرهقاً، وفي كثير من الأحيان
يتحسن ما كان يشكو منه، ولا يذكر حواره مع الشيخ.
من أئمة المسلمين الكبار من كان يمارس هذه الطريقة من
العلاج ويراها منسجمة مع العقيدة الإسلامية، بل يفسر بعض الآيات الكريمة
والأحاديث الشريفة بحسب ما يرد على ألسنة المرضى من معلومات يدلي بها الجني
أثناء استحضاره وإخراجه، ويرون هذه الحوارات مع الجني دليلاً على صحة فهمهم
للنصوص الدينية لا يحتمل الشك، لأنه من الواقع المنظور الذي لا يجادل فيه
إلا مكابر.
رجوع إلى الفهرس
- أنماط من التدين
- محمد المهدي
الدين هو اسم لكل شئ يعبد الله به , وهو يعني تصديقا قلبيا وإقرارا باللسان
وسلوكا بالجوارح طبقا لقواعد الإسلام . والدين واحد لأنه نزل من عند الإله
الواحد , ولكن عند تناول البشر لهذا الدين وتطبيقه في حياتهم يختلف مأخذ كل
منهم للدين وطريقة تطبيقه , ويرجع هذا الإختلاف إلى ثلاث عوامل :
1 –
العامل الأول : إن الدين رغم وحدته إلا أنه يتفرع إلى عناصر متعددة , ففيه
الجانب الإعتقادي , وفيه العبادات , والمعاملات والأخلاق , وكل شخص يأخذ من
هذه الجوانب بقدر يختلف عن شخص آخر .
2 –
العامل الثاني : إن الإنسان رغم فرديته الظاهرة إلا أنه يتكون من عناصر
ونشاطات متعددة اختلف وصفها حسب الإتجاهات والمدارس النفسية , ففيه
اللاشعور وما تحت الشعور والشعور , وفيه الهو والأنا والأنا الأعلى (في نظر
مذهب التحليل النفسي الفرويدي) , وفيه ذات الطفل وذات الراشد وذات الوالد
(طبقا لمذهب التحليل التفاعلاتي لإريك برن) , وفيه الذات المثالية والذات
الإجتماعية والذات الحقيقية (حسب رؤية كارين هورني) .
وحتى
في النظرة الدينية نجد أن الإنسان فيه النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة
والنفس المطمئنة .
3 –
العامل الثالث : توجد مستويات ثلاث يرتقي فيها الإنسان من مستوى إلى آخر في
خط تصاعدي كلما اجتهد في فهم وتطبيق الدين , وهذه المستويات هي :
·
الإسلام
·
الإيمان
·
الإحسان
رجوع إلى الفهرس