خمـــس
قضايـــا لانتشــال اللغــة العربيـة مـن الهــزال
-قاســم حسيــن صالـــح
في خمسينيات القرن الماضي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تعترف
باللغة العربية،بل كانت لا تجيز الترجمة التحريرية الى العربية الا
بشرطين:ان تكون الوثائق ذات طبيعة سياسية وقانونية تهم المنطقة
العربية، وان تدفع الدول العربية تكاليف الترجمة!
وبجهود دبلوماسية مميزة للمملكة المغربية، من خلال منصب رئيس المجلس
التنفيذي لمنظمة اليونسكو الذي كان يشغله السيد محمد الفاسي،وسفير
المغرب لدى الأمم المتحدة في حينه السيد رشيد الحلو،وباسناد من المملكة
العربية السعودية وعدد من الدول العربية،
وافقت الأمم المتحدة في العام 1973 بقرارها الرقم 3190 باعتماد الثامن
عشر من ديسمبر / كانون الأول يوما عالميا للغة العربية ،بجعلها لغة
رسمية للجمعية العامة وهيئاتها. واستمر العمل بهذا القرار الى عام 1977
حيث تم ادراج تكاليف الترجمة الى العربية ضمن الأعباء اللغوية للأمم
المتحدة ،ونالت حظها كلغة اممية الى جانب خمس لغات معتمدة هي
:الانجليزية ، الفرنسية،الصينية ،الاسبانية،والروسية.
الرجوع للفهرس
التجهيــــــــــــــــل الوطنـــــــــــــي!!-
صــــادق السمارائـــي
التجهيل الوطني أسلوب إستحواذي إستعماري يهدف إلى إشاعة الأمية الوطنية
بين أبناء الوطن , مما يساهم في إضعاف إنتمائهم إليه , وبخسهم لقيمته
ودوره وأهميته , وإعتباره شيئا يمكن النيل منه وخيانته والتنازل عنه
وهجره, وبهذا يسهل أخذه من قبل القوى الطامعة فيه.
وما يجري في بعض المجتمعات , أنها خضعت لماكنة إعلامية تستهدف الوصول
إلى أقصى حالات التجهيل الوطني , لكي يتحقق الإفتراس المريح للوطن ,
وذلك بالترويج لمفاهيم وأفكار وحالات إنفعالية وعاطفية شديدة التأجج ,
وإقرانها بالعديد من الأحداث المعززة لإلتهابها وإكتساحها لكل ثابت
وراسخ في الوعي الفردي والجمعي , حتى تحولت بعض الأوطان إلى موجودات
سرابية وميادين للإنتحار الذاتي والموضوعي.
الرجوع للفهرس
اللغــــــــــــــة الأم والحيـــــــــــــــاة!!-
صــــادق السمارائـــي
اللغة الأم نبع الحياة , ودفق إبداعها , ومستقر أفكارها , ومنهاج إنبعاثها
, وطاقة ديمومتها ونمائها وإتساعها , وتناغمها مع إيقاع الأكوان وألحان
العصور والأزمان , وبدونها يتجفف الوجدان.
اللغة الأم هي التي تبرمج المخ البشري , وتؤهله للتفاعل المنضبط المتوافق
القادر على التوليد والإبتكار , فأول ما تعلمه أصوات اللغة وأبجدياتها ومن
ثم الأسماء وتبدأ عملية ربط الأبجديات والكلمات لصياغة العبارات والجمل ,
التي تكنز فكرة وتوصل المعنى والغرض , وتجهزنا بوسيلة تواصلية ذات قيمة
بقائية وإرتقائية متميزة.
ومن غير التعلم الوافي للغة الأم تضطرب الأمخاخ , وتتبعثر تواصلاتها
العُصيبة وتضعف قدراتها التعبيرية والتأليفية , فللغة مراكز تساهم في صياغة
المدارك وتركيب الكلمات والجمل والعبارات , وكذلك تعمل على تحويلها إلى
أصوات وصور مكتوبة على السطور , بآلية تؤدي الغاية وتصل للهدف.
والتعلم الأولي لأية لغة يجهز الشخص بقدرات تؤهله للتواصل والتفاعل المعرفي
, والحاجاتي والفكروي والعاطفي والنفسي , والذي يترتب عليه سلوك ما.
الرجوع للفهرس
التعفـــــــــــــــن الفكــــــــــــــري!!-
صــــادق السمارائـــي
الأفكارُ تتعفن , والأحوالُ تتبدل , والعلاقة ما بين التعفن والتبدل ذات
تداعيات وتواصلات متشابكة , ذلك أنّ التبدلَ إنْ لمْ يتحققْ فأنّ التعفن
يتأكد!!
فالحياة جريان دائب , وتدفق متواكب , وصيرورات متوالدة , وتفاعلات متعاضدة
, وقدرات منسابة ومتصاعدة , فلا سكون وقنوط وتقوقع وإندحار , فالحياة في
الحركة.
وما ركد من الموجودات يتفسخ ويتعفن ويبعث الروائح الكريهة ويصنع الحالات
القبيحة , ويدفع إلى متواليات كسيحة.
وهذا قانون دائب ودستور متعاقب لا يأوي إليه سائب , ومَن لا يوافقه هو
الخائب الغائب؟
والأفكار عليها أن تكون متجارية معه وتدور في مداراته وتمتلك الطاقات التي
تأخذ بها إلى الأعلى والأسرع , وإلا فأنها تتخامل وتُصرَع.
الرجوع للفهرس
اللغـــــــــــــــة والبشــــــــــــــــر!!-
صــــادق السمارائـــي
البشر مخلوقات لغوية , ولا يمكنها أن تكون موجودات صامتة , فاللغة من أهم
علائم حياتها وآليات تفاعلها , ولولا اللغة لما تحققت الحياة وتطورت.
وأنى تكون اللغة يكون الناطقون بها , والموجودون فيها , والمتحققة بهم.
فاللغة مرآة أحوال البشر !!
كنت في اليابان , وتعبت من البحث عن شخص يتكلم غير اليابانية , وعندما سألت
صاحبي الياباني عن السبب , أجابني : الشعب لا يحتاج لغة أخرى , فلغتنا
تكفينا , ونفخر بها وتفخر بنا!!
صعقتني كلماته , فاللغة تتفاخر بأهلها , وهم يتفاخرون بها , وتلك حقيقة
سلوكية بشرية ذات قيمة حضارية وإبداعية وإنسانية , فالعزة تتحقق بعز اللغات
, والقوة تكون بقوة اللغات , والمجد يتجسد بمجد اللغات!!
الرجوع للفهرس
اللغـــــــــــــــة
العربيـــــــــــــــة
!!-
صــــادق السمارائـــي
إنّ الذي ملأ اللغاتَ مَحاسنا.....جعلَ الجمال وسره في الضادِ" (أحمد شوقي)
"إلى
معشر الكُتّابِ والجمعُ حافِلُ....بسطت رجائي بعد بسطِ شكاتي" (حافظ
إبراهيم)
التقدم بحاجة إلى لغة معاصرة والتأخر يتنازل عن اللغة.
والمجتمعات
المتقدمة تولي لغاتها أكبر الإهتمام , لأنها العنصر الأساسي للتعبير عن
التقدم والمواكبة وتحقيق السبق الحضاري , فبدون اللغة لا يمكن للإنسان أن
يشارك بدقة ووضوح أخيه الإنسان بما يفكر فيه ويراه ويتطلع إليه.
فاللغة
هي التي تحدد معالم السلوك والتفاعل ما بين أبناء المجتمع , وترسم ملامح
شخصيتهم وتؤكد هويتهم , وحالة أي مجتمع تتناسب وحالة لغته وموقعها ودورها
في الحياة , وقدرتها على تحقيق الأماني والغايات.
ولا
يمكن لأية لغة أن تتفاعل مع زمانها إذا كان أهلها بلا قدرة على ذلك , وإنما
مندحرين في السوالف ومتفاعلين مع الأجداث.
الرجوع للفهرس