مقـاربــات صــــادق السامرائـــي
التعفــــــن الفكــــــري!!
الأفكارُ تتعفن , والأحوالُ تتبدل , والعلاقة ما بين التعفن والتبدل ذات
تداعيات وتواصلات متشابكة , ذلك أنّ التبدلَ إنْ لمْ يتحققْ فأنّ التعفن
يتأكد!!
فالحياة جريان دائب , وتدفق متواكب , وصيرورات متوالدة , وتفاعلات متعاضدة
, وقدرات منسابة ومتصاعدة , فلا سكون وقنوط وتقوقع وإندحار , فالحياة في
الحركة.
الرجوع للفهرس
الإدراك الأرضــــــــــــي!!
البشرية تعيش مرحلة الإدراك الأرضي الدوار الذي لا يعرف التوقف والسكون ولو
للحظة.
البشرية تمكنت من إلقاء نفسها في تيار الوجود الصاخب وأصبحت جزءً حيا منه.
فالأرض تصاغرت وتم ضغطها في قبضةِ كفٍ وإيداعها في جيب , ومعنا نحملها
وتحملنا , وهذا من أعظم عجائب وجودنا المعاصر , الذي سيترتب عليه نتائج لا
تخطر على بال , ولا يمكن لخيال أن يمسك بأطرافها.
الرجوع للفهرس
البُخســـــــــــــــــاء!!
في القرآن الكريم تكررت عبارة " ولا تبخسوا الناس أشياءهم" , لِما
في ذلك من ظلم وإجحاف وإضرار بالعلاقات البشرية وآثار إجتماعية سيئة.
وقد كتبتُ عددا من المقالات في الشبكة العربية للعلوم النفسية , وفي مواقع
أخرى بخصوص التفاعل السلبي ما بين العارفين العرب , وعدم قدرتهم على بناء
الآليات الكفيلة بصناعة منطلقات حضارية جامعة مانعة تؤهل الأجيال للتفاعل
الإيجابي والصيرورة المُثلى.
الرجوع للفهرس
الإلهــــــاء والإمـــــــلاء!!
لماذا لم تكتب عمّا جرى ويجري في الموصل؟!
لماذا لا تكتب عمّا جرى في سوريا؟!
لماذا لا تكتب عن هذا وذاك من الأحداث المتواكبة؟!
والجواب: وهل تنفع الكتابة؟!!
إن الواقع العربي يخضع لمعادلات إلهائية محسوبة الإستجابات والتفاعلات ,
ومدروسة النتائج والتمخضات , والعناصر المتفاعلة في طرف المعادلات الأيمن
تسخّنها مراجل إنفعالية فوّارة وشديدة الغليان , تساهم في تحقيق أفظع
النتائج الإنتقامية في الطرف الأيسر منها.
وهذه المعادلات تؤدي إلى الكتابات الإنعكاسية , التي تطغى على وسائل
الإعلام العربي في كل مكان , وما هي إلا للإلهاء والمشاغلة وتوفير الفرص
الآمنة لتحقيق المآرب العدوانية والتدميرية , اللازمة للوصول إلى الأهداف
المحسوبة بدقة متناهية ووفقا لجداول زمنية منضبطة.
الرجوع للفهرس
الــــــــوأد العقلــــــي!!
الوأد معروف وهو
دفن الطفلة المولودة حية , وذلك سلوك قديم عند العرب , نهى عنه الإسلام
بالقول " وإذا الموؤدة سُئِلت بأي ذنبٍ قتلت" .
والوأد سلوك بشري لا ينحصر في التعريف المتعارف عليه , وإنما يشمل مناحي
الحياة المختلفة ومفرداتها الفاعلة فيها ومنها العقل.
وتوضح القراءة السلوكية لواقع بعض المجتمعات المتمنحنة بويلاتها أنها تعاني
من " الوأد العقلي" , أي أن عقلها قد تم دفنه في تراب الأضاليل والأكاذيب
وأصبحت مجتمعات بلا عقل , أو أن عقلها معطل أو مستقيل أو منوّم ومحكوم عليه
بالعطب.
الرجوع للفهرس
الدمامـــــل لا تتحــــــاور!!
لماذا لا نتحاور قالها بحيرة وعجب , وكان الجواب , أن الدمامل لا تتحاور!!
نعم , إن الدمامل لا تتحاور بل تسعى للإنفجار , ونفث أقياحها المحتقنة فيها
, والتي تتسبب بآلام مبّرحة لأصحابها , وبما أننا نتخاطب بلسان الدمامل
الكامنة فينا , فأن الحوار لا يمكنه أن يتحقق , والتفاعل الإيجابي لن يحصل
أبدا.
الرجوع للفهرس
الأنــــــا الوطنيــــــــة!!
يتحدثون عن الأنا الفردية ويمعنون بهذا السلوك وكأن البشر بلا "أنا" ,
لكنهم يلحون على أن الأنا متضخمة ومتورمة , وما شئت من التوصيفات , وهم
بذلك يعبرون عن أناهم المتفجرة وكأنها قنبلة تدمير شامل , ويتناسون أو
يغفلون الأنا الوطنية.
فلماذا لا نتحدث عن الأنا الوطنية؟!!
هل أن الوطن بلا أنا؟!!
الرجوع للفهرس
التركيزعلى ما نكره يأتينا بما نكره!!
البشر
بطبعه ميّال للتشكي والتذمر ورؤية ما هو سيئ وإغفال ما هو جيد وفاعل في
دقائق أيامه , وبهذا يساهم في صناعة الواقع الذي يكون فيه , لأن أي واقع
إنما هو مرآة لذوات أهله.
والإمعان بالنظر إلى ما نكره
يساهم في صياغة النفس السلبية بطاقاتها التدميرية المؤثرة بالسلوك ,
والمؤسسة لصيرورات ذات تفاعلات خسرانية قاسية.
الرجوع للفهرس
النفــس والمـــاء والنــــار؟!!
"وإذا البحار سجّرت" التكوير : 6
إحترت في النفس البشرية وتأملتها كثيرا , وغصت في أعماقها وسحت في تلافيفها
, وسبرت أغوارها وتوغلت في العقل ونظرته بإمعان.
وكان السؤال الذي أبحثه هو كيف يمكن للنفس البشرية أن توائم بين المشاعر
والعواطف الملتهبة , وتبدو وكأنها في سكون وإطمئنان وتفاعل أمين مع ما فيها
وما حولها.
الرجوع للفهرس
أمـّــــــــــــــــا وأو!!
أسلوب تفكير أولي يفعل الكثير من الويلات في عالمنا الصاخب الأيام , فعندما
نقترب من الوقائع والأحداث والمستجدات وعلى مختلف المستويات , بهذا المنظار
ذو العدستين المشوهتين, لا نرى من خلاله شيئا واضحا , لكننا نحسب بأننا قد
رأينا ما رأينا , ولكن الذي رأيناه ليس واقعا أمامنا بل قائما في داخلنا.
ويبدو وفقا لمفهوم إما وأو الصلب السميك الجدران, أننا نسجن الحياة في
حفرتين مظلمتين ظالمتين, لا يمكن لنور العقل والمعرفة والإدراك أن يدخلهما
ليجعلنا نرى أكثر , ونفهم أبعد من محيط نقطتين بلا معنى أو مغزى.
الرجوع للفهرس
"أ فــــلا تعقلـــــــــون"؟!!
العقل هو الهدف الذي توجه إليه الإسلام , وأول كلمة تنزلت هي "إقرأ" , وفي
تكرارها لثلاث مرات حث واجب على التنبيه العقلي , والعمل بالعقل الذي يحتاج
للمعارف والعلوم لكي يتحقق العمل المطلوب منه.
فالعقل لا يعمل من غير العلوم والمعارف , كالسيارة التي لا تعمل إذا نفذ
بنزينها.
و"يعقلون" كلمة تكررت في القرآن الكريم مرارا , وهي تحث وتدعو لإعمال العقل
وتوظيفه لصناعة الحياة المتوافقة مع إرادة البشر في زمانهم ومكانهم.
الرجوع للفهرس
الكســـــوف والكشــــوف!!
"وإذا الشمس كوّرت" 81:1
كوّرت: أظلمت , ذهبت , إضمحلت
في يوم 21\8\2017 حدث كسوف كلي وجزئي للشمس في عدد من الولايات الأمريكية
وفي أوقات مختلفة من النهار , وكان الناس في غاية الترقب والتوجس والتشوق
, وتختلط في أعماقهم مشاعر متنوعة وهواجس متعددة وتساؤلات لا يمكن النطق
بها , لكنها ترتدي أزياء الخوف والمجهول وتضع على رأسها تاج الغيب.
هذه المشاعر والأحاسيس والأفكار هي ذاتها التي واجهها الإنسان في بداية
رحلته الأرضية , عندما وجد نفسه في مواجهة مع الطبيعة وقوتها وهو بلا حول
ولا قوة , ومضى يفتش عن مفردات الطمأنينة والهدوء والقدرة على مواصلة
الحياة.
الرجوع للفهرس
إرادة مــــا فينــــــــــا!!
أتعجب من إرادة البذرة الصغيرة الساكنة الجافة وما تختزنه من حلم التحول
إلى شجرة وبستان , وهي خامدة ويمكنها أن تؤكل أو تُسحق , لكنها ما أن تأوي
إلى التراب وتسقيها السماء , حتى تتمخض عن نبتة ذات تسامق وإنطلاق للعلاء.
وكلما تساءلت عن البذور الكامنة في أعماق المخلوقات وآليات إنباتها , أقف
متحيرا أمام صيرورات كونية عُظمى كامنة في كينوناتٍ صُغرى.
فما أكثر البذور الحائرة في أعماقنا , وما أجهلنا وأعجزنا وعدم قدرتنا على
توفير الظروف الموائمة لإنباتها , وإنبثاق ما فيها من العطاءات والتطلعات
الحيوية.
الرجوع للفهرس
الهَمجيـــــة والهَمـــــــج!!
الأشياء تتوالد , فالفكرة تلد أفكارا , والسلوك ينجب سلوكا , والحرب تلد
حربا , وما يتحقق فوق التراب مولود من رحم حالة فوقه.
فلا شيئ يولد من لا شيئ , وإنما لابد من بذرة أو نطفة أو قدحة لإطلاقه.
والنار تصنعها شرارة , والحرب تذكيها رصاصة أججت الحرب العالمية الأولى.
الرجوع للفهرس
إعــادة تصنيـع الذات العربيـة!!
كنت أبحث عن جواب عمّا يحصل في بلاد العُرب أوطاني , وأعياني البحث
والتمحيص , فما يُنشر من تفسيرات وتحليلات لا يتفق وجوهر الأمة وواقعها
الحضاري ومسيرتها الإنسانية , وأنها مرّت بظروف أقسى مما هي عليه اليوم
لكنها ولدت من رحمها أقوى وأقدر , رغم ما في التأريخ من تشويهات وإفتراءات
وتفاعلات يُراد لها أن تُظهِرَ الأمة كسيحة محطمة الأركان متهلهلة البنيان
, فمنذ البدء والأمة مُستهدفة في جوهر قوتها وقدرتها ومنبع صيرورتها
الحضارية , ألا وهو دينها الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور , وجعلها
تتفكر في خلق السماوات والأرض.
الرجوع للفهرس
الأزمويـــــــــــــــــة!!
ظاهرة عربية أصيلة قائمة ومتواصلة عبر الأجيال , وخلاصتها أن الأزمة يتم
مواجهتها بأزمة وأزمة , في دائرة مفرغة من التفاعلات المتأزمة الممنوعة من
الفتور والوصول لحل مفيد.
ووفقا لهذه الظاهرة , تلد الحرب حربا أو حروبا , والصراع صراعا أو صراعات ,
وكل موجود قائم يحقق إنجاب قائم آخر يسحقه وينهيه.
ويبدو كأنها إضطراب في التفكير وإنحراف في التدبير والتفاعل المطلوب , وفقا
لمعطيات ومهارات وخبرات إيجاد الحلول , وتدفعنا إلى تحقيق دواعي ومسوغات
التأزم وإستلطاف تداعياته , وما يتحقق حوله من مولدات للأزمات.
الرجوع للفهرس
داء السكـر والأمــراض العقليـة!!
الطبيب النفسي يواجه محنة علاجية واضحة , بعد أن سادت الأدوية الجديدة
اللازمة للعلاج , والتي ترافقت مع آثار جانبية متنوعة وغير متوقعة , حيث
تتسبب معظمها بالإصابة بداء السكر , وزيادة نسبة الدهون في الدم وكذلك
الوزن , إضافة إلى مضاعفات غير محسوبة ولا تخطر على بال , حتى أصبح وصفها
للمريض يتطلب أعلى درجات الحذر والوسوسة بما ستتسبب به من أمراض تصيب الغدد
الصماء والبنكرياس وغيرها.
الرجوع للفهرس
إرادة الخالـــق وإرادة الخلــق!!
إرادة الخالق تتكلم وإرادة الخلق تتلعثم , فالخالق لم يخلق خلقه عبثا ,
والأرض لم تتوطنها المخلوقات صدفة , وإرادة البقاء والتواصل هي العليا
وإرادة الفناء هي السفلى.
والصراع ما بين الإرادتين قائم , ويبدو أن البشر قد طغى وعتى وإنفلتت
قدراته الإبتكارية والإبداعية حتى صار يتحدى قدرات الخالق , وأضحى مطلوق
العنان يمارس شروره ورغباته السيئة بعنفوان غير مسبوق.
وفي العالم ما يقرب من ألفي رأس نووي متأهب للإنطلاق لتدمير أرض الخالق
وخلقه , وهناك العديد من الطغاة يزأرون ويهددون ويريدون الإنقضاض وتحقيق
الدمار الهائل.
الرجوع للفهرس
قيمـة الإنسـان ورد فعل الإمتهـان!!
الإنسان يجب أن يتحسس قيمته النفسية الذاتية , لكي يساهم في التفاعلات
الإيجابية والتواصلات الصالحة , الكفيلة بتعزيز الشعور بالقيمة والدور
ومعنى الحياة وحرارة الوجود النابضة فيه , وعندما يفقد الإنسان قيمته ينتهي
في متاهات مدمرة لِما فيه وحوله.
فالقيمة حالة نفسية بقائية أقوى من أية طاقة كامنة في البشر , تؤهله لإنجاز
مشاريع كينونته وأسباب إبادته أو إنتحاره الذاتي والموضوعي.
الرجوع للفهرس
نسمـــــع ولا نصغـــــــي!!
المحنة المعاصرة العاصفة في الدنيا تتلخص بسيادة السمع على الإصغاء , بمعنى
أن ما نسمعه من بعضنا البعض لا يتجاوز الأذنين , بل ربما لا يطرقها أو يدخل
في دهاليزها , ولا يلامس طبلة الأذن إلا فيما قل وندر.
وتلك معضلة خطيرة ستأخذنا إلى حيث لا تحمد عقباه , فالبشر ما عاد قادرا على
الإصغاء للبشر , وكل فرد يريد سماع ما يتلجلج فيه من الأفكار والتطلعات ,
ويأبى أن يتصور أو يتخيل أو يقبل غير ذلك , وهذا يحصل على مستوى الأفراد
والجماعات والشعوب والأمم , وما بين المعتقدات والأحزاب والفئات والمذاهب.
الرجوع للفهرس
"ستــــــان" ومـا قبلهـــــا!!
ستان تعني الموطن.
فنقول عربستان أي موطن العرب وباكستان أي موطن الباكستانيين.
وداء "س رررررررتان" أخذ ينتشر في الأرض ويعبر عن نفسه بتفاعلات متنوعة
تهدف إلى تحقيق أكبر عدد من الضحايا البشرية , وتوفير النبيذ الأحمر الذي
تنزفه العروق الحية لكي تشربه الأرض وتبقى في حالة ثمول شديد ودوران أبيد.