الانكار كطريقـة للتكيـف!!...
"التّكيـف السّلبـي بالطبـع"
-
مرسلينـا شعبـان حسـن
تقول
حكمة
صينية قديمة أنه : اذا الانسان السّيء
استخدم الوسيلة الصحيحة ، فإن الوسيلة الصّحيحة تعمل بصورة خاطئة
..
هذا المثال يمكننا اسقاطه على نظام الدّولة
الاسلامية
المفترضة
"داعش" من حيث استخدامهم للدّين كوسيلة للوصول
الى مآربهم في الاستبداد والسيطرة على خيرات المنطقة، والاقصاء
والتّهويل لكل من يختلف عن مسارهم .
كما يمكن اسقاط هذه الحكمة على كل انظمة الاستبداد
في عالمنا العربي ، من كونهم يشهرون المبادئ الرفيعة ، بينما
الممارسات على الارض منافية لكل مبدأيتهم .
من هنا ينصب الاهتمام بالعمل على مفهوم الانكار
كدلالة مرضية وفق المنهج النقدي، والمسند لنظرية التحليل النفسي
لاسيما من فكر الثقاة المحللين الاوائل "فرويد ويونغ" وبربط مع فكر
"جاك لاكان" المحلل الابرز من المحللين المجددين والثابتين في
الوقت ذاته على اسس ما نظر اليه فرويد ، وتبقى لي المحاولة هنا ،
للخوض في هذا الموضوع الشاق والعسير بقدر مشقة الانكار والتنكر على
اشخاص يتوسمون منا الخير، ونأتيهم بخلافه ولا نهتم لشأنهم ...
الرجوع للفهرس
عندمــا بكــى الكبيســي وعندمــا بكــي بــوش
-
عبـد الستـار إبراهيـم
تحتاج الشعوب والجماعات الإنسانية بعد مواجهة
الهزائم العسكرية وفي لحظات الانهيار والإعتام، ما يذكرها بأن
الحياة لم تنته بعد، وان الهزيمة لا يجب أن تكون هزيمة كاملة، وأن
شمس الحياة ستشرق من جديد. ومن هنا يأتي دور زعماء الشعوب العظام
من أهل السياسة، وأهل الفكر والفلسفة والعلم في رسم خريطة الخلاص
لشعوبها. ووسائل هؤلاء العظام متعددة، ولكن لعل من أهمها دور الخطب
العظيمة التي تلحق بالكارثة لتفتح أمام الشعوب مسارات جديدة لتطهير
الذات، ومواصلة مسيرة التقدم من جد يد. هذا ما فعلته مثلا بعض
الخطب القليلة والعظيمة علي مر التاريخ بما فيها مثلا خطبة الزعيم
الأسود مارتن لوثر كينج سنة 1963 في كفاحه ضد التعصب العنصري ضد
السود في أمريكا:
• أري الغد، وأملك الحلم (I
have a dream).
•
وخطبة شارل ديجول عندما سقطت فرنسا في يد النازيين أنا فرنسا
وفرنسا أنا(Je suis France et
France est moi).
•
وخطبة عبد الناصر في الأزهر بعد العدوان الثلاثي
على مصر كتب علينا القتال ولم يكتب علينا الاستسلام سنقاتل والله
أكبر الله أكبر.
•
ومن التاريخ القديم خطبة مارك أنطونيو بعد اغتيال
يوليوس قيصر في روما، والتي استطاع من خلالها أن يعيد توجيه
الجماهير في اتجاه مختلف ليواجه ويقاوم المؤامرة الكبرى التي أودت
لاغتيال يوليوس قيصر مبراطور روما بيد أعضاء مجلس شيوخها الذين
كانوا من المفروض أن يحموا قانون روما لا أن يغتالوه.
الرجوع للفهرس
قيم الحاكم
بين عهد الأمام علي لمالك الأشتر
و" عهد" حكّام العراق
-
قاســم حسيــن صالـح
تعريــــف
تتضمن هذه الورقة، بنصها الأصلي، مبحثين...
الأول نظري يستهدف تبيان المفهوم السيكولوجي العلمي للقيم ودورها
الرئيس في صناعة الانسان وتحديد سلوكه ونوعية الاهداف التي يسعى
الى تحقيقها، وكيف ان اختلاف الناس في تصرفاتهم واخلاقهم يعود الى
اختلافهم في القيم التي يحملونها، وتوضيح اهميتها بوصفها نظام
متكامل من الاحكام والقواعد الاخلاقية والمعايير يخلقه النظام
السياسي والمجتمع في نسق مميز ويعمل على اعطائه اساسا عقليا يستقر
في اذهان افراده، ويزودهم بمعنى الحياة والهدف الذي يجمعهم من أجل
البقاء.
وبعد ان تنوه الورقة الى وجود علاقة علمية بين
الدين وعلم النفس، وعلاقة نوعية القيم التي يحملها الحاكم بحالته
النفسية، وعلاقة القيم السلبية بالامراض النفسية ، وما اذا كان
حكّام الاسلام السياسي الحالي اشخاصا يتمتعون بالصحة النفسية ام ان
بينهم من هو مصاب باضطرابات نفسية ، فانها تنتقل في مبحثها الثاني
لتقدم تحليلا احصائيا علميا لأنواع القيم التي تضمنها عهد الامام
(ع) الى مالك الاشتر وضدها النوعي لدى حكّام العراق بعد التغيير،
وتنتهي بتبيان دور رجال الدين والقوى المدنية في احياء القيم
النبيلة التي جسدها الأمام في ادارة شؤون الناس وحقوق الانسان التي
تضمنتها الوثائق المعاصرة للأمم المتحده... وسبقها باكثر من الف
سنة.
الرجوع للفهرس
تعريــــف المفاهيـــــم النفسيــــة إجرائيــــا -
بشيــــر معمريـــة
هناك فوضى في تعريف مفاهيم البحث ومتغيراته في البحوث العلمية التي
تجرى في علم النفس والتربية، ففي مجال تعريف المفاهيم في البحث
العلمي النفسي والتربوي، يوجد نوعان من التعريفات هما : 1)
التعريفات التأسيسية أو البنائية أو النظرية أو التكوينات الفرضية،
و 2) التعريفات الإجرائية، وكل نوع له مجال استعماله وهدفه وطريقة
صياغته، ولكن الباحثين لا يأخذون هذه الجوانب بعين الاعتبار، وخاصة
في التعريفات الإجرائية، فيقومون بصياغة تعريفات إجرائية للمفاهيم
سيئة وخاطئة، تفقد هدفها في البحث؛ فيعرفون المفاهيم تأسيسيا
ويقولون عنها أنها إجرائية، ويعرفون أي مفهوم تعريفا إجرائيا، وفي
أحيان كثيرة، يعرفون مفهوما متعلقا بخصائص العينة ويقولون أنه
تعريف إجرائي. وهكذا يملؤون بحوثهم بهذه التعريفات التي تكون في
معظمها خاطئة، وإذا لم يعرّف الباحث متغيرات البحث بطريقة صحيحة،
ستترتب عن ذلك أخطاء فادحة كثيرة، من أهمها وأخطرها موضوع البحث،
الذي يصير غير واضح، لأنه غير محدد بدقة، وبعد ذلك تصير كل جوانب
البحث الأخرى غير واضحة. ويكون جهد الباحث كله لا قيمة له. ولهذا
ارتأيت أن أكتب هذه المقالة القصيرة المتواضعة، أبيّن من خلالها،
مجال التعريف الإجرائي وحدوده.
الرجوع للفهرس
الشخصيــــة: تمظهـــرات الزيــــف والحقيقــــة -
سامـي عـادل البـدري
في الوقت الذي اخط فيه سطور مقالتي هذه، اشاهد من على شاشة التلفاز
كرنفال فينيسيا للأقنعة، وهذا الكرنفال تقليد ايطالي ترجع اصوله
للقرن العاشر الميلادي، يقام كل سنة في شهر شباط، في مدينة
فينيسيا، ويستمر لعشرة ايام تحت شعار: (الحياة مسرح، حان وقت
ارتداء الأقنعة!).
وهكذا يرتدي الناس الأقنعة ويتعايشون مع بعضهم لأيام من غير أن
يعرف أحدهم شيئاً عن ماضي الآخر.
لا أعلم لم نقلتني أجواء الكرنفال لعالمنا العربي، للعراق تحديداً،
هكذا فجأة رحت أفتش عن نظائر احتفالية يظهر فيها القناع، ولكن دون
جدوى، وأقصد هنا القناع المادي، ذاك الذي يصنعه صانع ماهر، لأغراض
مختلفة، والذي رافق الإنسان منذ بدء الحضارة، والجميع يعلم ما الذي
كانت تضعه الشخصيات في الدراما اليونانية على وجوهها. ولكن علينا
أن لا ننسى أن الاحتفالات الجماعية هي بذاتها قليلة في حياة
مجتمعاتنا العربية، وإن وجدت فتقتصر على احتفالات ذات طابع ديني.
الرجوع للفهرس
قائمــة الفضــول والاستكشــاف : البنــاء والثبـــات -
علـي عبـد الرحيم صالح
يوصف الفضول بأنه الرغبة في الحصول على المعلومات
في غياب أية مكافأة خارجية(Loewenstein,
1994)
إذ هو الدافع الرئيس للسلوك البشري. ويعد القوة الدافعة لنمو
الطفل، والتحصيل الدراسي، والاستكشافات العلمية، ويحتل موقعا هاما
في حدود العمليات المعرفية والدافعية. لذلك كان الفضول بوصفه طبيعة
بشرية احدى القوى الدافعة وراء الاكتشاف العلمي، والنهوض بالحضارة.
وقد اعتبره بياجيهPiaget
(1993)
شرطا ضروريا لاتساع المعرفة، كذلك اعتبره عالم النفس المعرفي برونر
Bruner
قوة مهمة جدا للإنسان ليس لأنه عنصرا اساسيا لبقاء الفرد فحسب
وانما هو جوهر النوع الانساني (1966;p.115)
كذلك قال برونر 1970 ان الفضول عنصر مهم في نمو الصحة النفسية
للفرد. كما أكد فوس وكيلر
Voss and Keller (1983) أن الفضول والسلوك الاستكشافي لهما اهمية كبيرة
في النمو الانساني لأنهما يساعدان على التكيف المرن لتغير الظروف
والاثار البيئية، إذ هو "توجه تطوري نحو نماذج التفاعل المختلفة،
وحل المشكلات بشكل أكثر فاعلية "(ص 156) لهذا تم وصف الفضول برغبة
البحث عن المعلومات والمعرفة، وغالبا ما كان يعد واحدا من الدوافع
المهمة في السلوكيات البشرية طوال الحياة(Loewenstein,
1994).
كذلك اعلن ماسلو Maslow (1970)
أن الفضول لدى الفرد أحد اهم المحددات الإيجابية للحصول على
المعرفة.
الرجوع للفهرس
قبـل الحـوار مع الحضـارات الآخـرى... لنتحاور فيما بيننـا -
خالــد عبــد الســلام
لفت انتباهي منذ عدة سنوات موضوع حوار الحضارات
الذي كتب عنه الكثير من المسلمين بكل توجهاتهم ومذاهبهم، وعقدت من
اجله عدة ملتقيات ومؤتمرات وحوارات تلفزيونية وإذاعية في الكثير من
الدول العربية والإسلامية انطلاقا من الحاجة إلى تأسيس لغة التواصل
بين الامم والثقافات والحضارات البشرية المتنوعة، تحت شعار التعايش
السلمي بدل التصادم الحضاري الذي نادى به صاموئيل هنينغتون.
لكن للآسف الشديد نجد نفس هؤلاء المسلمين من
المفكرين والعلماء والدعاة المنتمين إلى جماعات وتيارات دينية ودول
عربية واسلامية يرفضون الحوار والتواصل فيما بينهم كمذاهب وجماعات
وطوائف وأحزاب في الوطن الواحد او الامة الواحدة بلغة العقل
والحكمة والفكر لدرء الفتن. ويرفضون عقد مثل هذه الندوات والحوارات
والموائد المستديرة والحصص الاعلامية لتأسيس جسور التواصل والحوار
فيما بينهم كمذاهب وطوائف وجماعات وأحزاب وتيارات فكرية ودينية
متنوعة للتفاهم والاتفاق على قواسم مشتركة. بقدر ما نجد الكثير من
هؤلاء يدعون إلى القطيعة والكراهية والسب والشتم وتبادل التهم
والتكفير لكل جماعة ومذهب لآخر جزافيا. بل نجد الكثر من هذه
الجماعات والتيارات قد انخرطت مع دول عربية لها تحالفات وعلاقات مع
دول غربية لا يهمها من الامن العربي إلا مصالحها وعروشها، توظفها
كما تشاء وتمول نشاطاتها، وتساعدها على تأسيس قنوات تلفزيونية
وإذاعية ومواقع في الانترنيت وصفحات في شبكات التواصل الاجتماعي
لتغذية الكراهية الاحقاد بين المسلمين، واعتماد لغة السب والشتم
والتكفير والتفسيق وزرع الشك والريبة بين دول العالم الاسلامي،
والدعوة إلى الاقتتال والتدمير لكل من يختلف معها في التفكير
والاختيار. حتى أصبح العالم العربي والإسلامي اليوم مسرحا لكل
الحروب والنزاعات التي جنت على المسلمين جميعا الويلات والدمار
والتشتت والتفرقة ومزيدا من التنافر الفكري والديني والمذهبي
والسياسي رغم انهم ينتمون إلى دين واحد وتاريخ مشترك.
الرجوع للفهرس
طغيان البصر"... نحـو مصطلـح قرآنـي للهـلاوس البصريـة -
محســـن هدريـــش
من خلال هذا البحث الوجيز، نسعى للوقوف على مصطلح
"طغيان البصر" الذي ورد في القرآن الكريم، والذي يشير الى "
الهلاوس البصرية بالمفهوم الطبنفساني الحديث
(
Les hallucinations visuelles
)
يلخص هذا المصطلح القرآني أحدث ما توصلت اليه أبحاث
الفسلجة العصبية حول " الهلوسة البصرية "، حيث بيّنت دراسات
التصوير بالرنين المغناطيسي أن المركز الدماغي للهلاوس البصرية هو
نفس مركز إلابصار، الا انه وعند تجاوزه عتبة النشاط الفسلجي، يحدث
فرط في نشاط المركزي القشري العصبي البصري مما ينتج عنه هلوسات
بصرية ( cortical
hyper-excitability أو
aberrant activity )
(
ملحق 1 )
في
سورة النجم، يتعرض القرآـن الكريم الى حدث الاسراء والمعراج،
وأنّ ما شاهده الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) اثناء معايشته
هذه المعجزة الالهية لم يكن وهما بل هي رؤية عين الحقيقة
« لَقَدْ
رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى »
﴿ النجم - 18﴾
،
نافيا الله عن رسوله الكريم صفة الجنون
«
وَمَا
صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ »
﴿التكوير- 22 ﴾
أ
و يكون
في حالة سيطرة اوهام / توهم عليه (illusion)
أو سيطرة هلاوس / هلوسة على بصره (hallucination)
الرجوع للفهرس
لمـاذا يحــب الحاكــم العربــي كرســي السلطــة؟
-
قاســم حسيــن صالـح
التحليل العلمي لهذه الظاهرة يتحدد بأربعة عوامل
هي:
· تركيبة شخصية الحاكم
· الدين الاسلامي
· تاريخ السلطة من عام 61 هجرية
· وجمهور الخنوع والخضوع والتملق للحاكم
1.شخصية
الحاكم
بدءا نقرر ان لا احد يدخل ميدان
السياسة في العالم العربي ما لم تكن لديه ميول عدوانية ، غير ان
حدتها تختلف من شخص الى آخر ومن حزب الى آخر،وتحليلنا لعدد من
الحكّام العرب،أفادنا بأنهم يشتركون بصفات نوجزها بالآتي:
1. البارانويا. في اليوم الذي يجلس فيه الحاكم
العربي على كرسي الحكم،فان البارانويا تجلس معه،ونعني بها الشك
المرضي بالآخر المتمثل بسرعة الاتهام للاخرين بالكذب والتآمر
عليه،والخوف من الاستيلاء على الكرسي حتى من اقرب الناس اليه بمن
فيهم أخوته.والمشكلة النفسية هنا،ان الحاكم ينشغل فكره باوهام
واضطهاد وتآمر عليه تتحول لدى بعضهم الى هذيان نفسي يكون موضوعه
كرسي الحكم.
الرجوع للفهرس
من الأرشيــف ... لقاء مع الدكتـــور نبيــل علـــي -
جمــــال التركـــي
من فترة وجيزة بحثت في محرك "قوقل " عن الاعمال
العلمية الحديثة لعالم البرمجة و المعلوماتية و الرقمنة الدكتور
نبيل علي، فجئت ان الموت غيّبه من سنتين،
أسايَ
على فقده كان مضاعفا، أوّلا للمكانة العلمية لهذا العالم الفذ
الذي اعد فقده خسارة كبرى لوطننا العربي، وثانيا لإهمال الاعلام
العربي هذا الحدث الجلل، ليرحل عن عالمنا بصمت (عاش بعيدا عن
الاضواء ) دون توديعه الوداع الاخير الذي يليق بشخصه بعلمه وعطائه
يتنزل
اعادة نشر هذا اللقاء الذي جمعني بحضرته ( القاهرة العام 2002 )
في اطار الوفاء لهذا العالم المتميز والصديق العزيز
رحم
الله الدكتور نبيل علي رحمة واسعة واسكنه فراديس جنانه
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي
عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي "